رواية حمزة وحياة الفصل التاسع وعشرون 29 بقلم ميمي عوالي
اصطحب حمزة حياة إلى أحد معامل التحاليل، وبعد الانتهاء من أخذ العينة، يأخذ حمزة حياة ويتجه إلى الخارج بعد ترك رقم هاتفه للمعمل لابلاغه بالنتيجة رغم معارضة حياة وطلبها لانتظار النتيجة بالمعمل، ولكن حمزة أصر على اصحابها لاحد المطاعم لتناول الطعام..
فى أحد المطاعم بالقاهرة اجلسها حمزة بجواره وطلب من النادل الطعام وطلب ايضا بعض العصائر دون أن يسألها عن رأيها، وفور انصراف النادل.. اخذ كف يدها بين يده وشبك اصابعه معا وهو ينظر اليها بابتسامة قائلا : انتى ليه خايفة كدة، من يوم ماعرفتك وانتى عندك قدرة على الرضا ماشفتهاش فى حد قبل كده، ايه بقى اللى جد المرة دى
حياة بهدوء شديد وكأنها تحدث نفسها : طب مانا برضة راضية الحمدلله، انا بس حاسة نفسى جوة حلم بتمنى اشوفه من زمان ومش عاوزة اصحى منه ابدا
حمزة : الكلام ده ياحبيبتى لو انتى ماعندكيش ولاد لكن ده انتى عندك اتنين ياحياة
لتزوى مابين حاجبيها بدون فهم ليكمل حمزة قائلا : انتى ناسية خديجة، ده انتى خليتيها تنسى كيت بالمرة
حياة : ديجا دى روحى، بس انت بتقول اتنين…. انت عندك ولاد تانى ياحمزة وماقلتليش
ليقهقه حمزة بأعلى صوته قائلا : يخرب بيت الأفلام ياشيخة
حياة باستغراب : اومال ايه طيب
حمزة : انا
حياة بابتسامة : ياااه… انت… هو انا عجوزة اوى كده عشان ابقى مامتك
حمزة بحب : انتى مامتى وبنتى ومراتى وصاحبتى…. وحبيبتى
ليرن هاتف حمزة ليرد علي الهاتف بعملية شديدة ويغلق الهاتف وينظر إلى حياة قائلا : معلش ياحبيبتى، هناكل بسرعة ونمشى عشان طالبينى من الشركة
حياة : مالها الشركة، ثم النهاردة الجمعة، ايه اللى حصل
ليرفع حمزة وجهه اليها بصدمة قائلا : تصدقى صح
حياة بعدم فهم : فى ايه ياحمزة… ايه اللى حصل… طمننى
ليضحك حمزة وهو يحك جبهته لدقيقة ثم قال : انتى عارفة ان خالد طبعا خد اجازة وانا مروحتش الشركة امبارح وانتى ماروحتيش من اسبوع بحاله، وعشان كده فى كذا حاجة متعطلة وكلمونى عشان اخلصها
حياة بتفهم : طب هاجى معاك اساعدك
حمزة بسرعة : لا… ماتنسيش ان ديجا لوحدها طول اليوم ومافيش رقية، فأنا هروحك واطلع اشوف عاوزين ايه وهرجعلكم على طول
حياة : ماشى ياحبيبى اللى يريحك
وما ان وصل الطعام حتى بدأ حمزة فى اطعامها ولم يعطيها اى فرصة للتهرب حتى فرغوا من تناول الطعام وقام باصطحابها إلى المنزل ثم غادر إلى وجهنه
…………………..
تجلس حياة بصحبة خديجة وهى تداعبها وتقرأ لها بعض قصص الأطفال المصورة، وكانت مابين الفينة والأخرى تنظر إلى الساعة التى تخطت السابعة وحمزة لم يعد بعد وكلما حاولت الاتصال به يقوم حمزة برفض المكالمة حتى تآكلها القلق لدرجة انها بدأت تتجادل مع نفسها اذا كان من اللائق ذهابها اليه بالشركة ام لا
وايضا يأكلها الفضول والخوف من انتظارها لنتيجة التحاليل التى قاربت على التأكد بأن نتيجتها سلبية والتى جعلها ربطت مابين تأخير حمزة ومابين سلبية التحاليل، فهو حتما يشفق عليها من معرفة النتيجة ولذلك هرب منها إلى العمل
ووسط أفكارها تسمع صوت سيارة لتخمن وصول حمزة ولكنها قبل ان تنهض لملاقاته تتفاجئ بصوت رقية وهى تنادى عليها وتنبهها إلى وجود خالد بصحبتها، لتضع وشاحها عليها وتتقدم منهم وهى تقول باستغراب : يامجانين! انتو مش المفروض هتطلعوا شرم
رقية وهى تحضنها باشتياق وكأنها غائبة منذ شهور طويلة : وحشتينى وحشتينى وحشتينى
لتجرى خديجة إلى احضان رقية بسعادة قائلة : عمتووووووو
رقية وهى تتلقفها بسعادة وعدم تصديق : عمتو! ده ايه الأدب ده
خديجة عابسة : بابا قاللى طالما لبستى الفستان الأبيض ماينفعش اقوللك ياقردتى تانى عشان لما تجيبى بيبى ترضى تخلينى العب معاه
لتومئ رقية برأسها وهى ترفع حاجبيها بشكل مضحك قائلة : لا… والله ماقصر
خالد : طب وانا ياديجا
خديجة ضاحكة : انت خلودى وبس، انا قلت لبابا كده
خالد ضاحكا وهو يرفعها للأعلى : وانا موافق ياست ديجا
لازم توافق طبعا دى أوامر الاميرة ديجا
كان هذا صوت حمزة وهو يدخل ومعه مجموعة من الأشخاص بيدهم الكثير من الأشياء ليصطحبهم للأعلى مستأذنا من خالد ورقية على أن يعود بعد دقائق وبالفعل ماهى الا بضع دقائق حتى عاد إليهم وهو يودع من كانوا بصحبته بالأعلى ويشكرهم
كان هذا وسط اندهاش حياة مما يحدث ولكنها انتظرت حمزة حتى يوضح لها مايحدث، ثم وما ان جلس بجوارها حتى جذبها تحت جناحه مقبلا رأسها ثم قبل خديجة التى قفزت للجلوس على ساقه وهو يمازحها وهو يغض الطرف عن فضول حياة لمعرفة بواطن الامور
رقية بمكر : انت كنت جايب ايه معاك ياحمزة
حمزة بمشاغبة : شوية غيارات و شرابات
ليضحك خالد ورقية بشدة مع ابتسامة هادئة من حياة لحمزة، اما حمزة الذى اشفق عليها من تآكل أفكارها فنهض واقفا وهو يحمل خديجة ويسحب حياة من كفها وهو يقول بمرح: تعالوا اما افرجكم كده عليهم عشان تشوفوا مقاسها مظبوط واللا ايه
ليصعدوا جميعا وسط قفشات خالد ورقية ورهبة من حياة التى وجدت حمزة يقودهم إلى غرفة جانبية بجانب غرفة خديجة وما ان فتحها حتى وجدت فراش للرضع وبعض مستلزماته، وبعض مستلزمات الأطفال حديثى الولادة وسط تهليل رقية وخالد وبالطبع خديجة التى كانت تحتفل لاحتفالهم دون ادراك للاسباب
اما حياة فكانت تحرك عينيها الممتلئة بالدموع وسط المستلزمات والفراش الصغير الذى يرقد بداخله الطاقم الذى اشتراه حمزة من المدينة المنورة أثناء زيارتهم لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تعود لعينا حمزة المثبتة عليها بحنان وشغف ثم مد يديه واحتضنها بحنان وهو يهمس باذنها : مبروك ياحبيبتى، مبروك يا ام عيال حمزة وكأنه قد أعطاها الأذن بالافراج عن مشاعرها لتنخرط فى نشيج طويل طويل وكلما ظنوا انها على وشك الهدوء يجدوها تنخرط فى نشيج جديد أقوى ولا تريد الخروج من احضان زوجها وسط تعاطف الجميع لتقترب منها خديجة وهى تهزها من خصرها قائلة بصوت يهدد بالبكاء : ماااما… انتى بتعيطى ليه، لتخرج حياة على الفور من بين اذرع حمزة وتنحنى لتجلس على قدميها أمام خديجة وهى تارة تمسح دموعها وتارة تمسح على وجه خديجة ثم قالت : لا يا قلب ماما، انا بس فرحانة اوى
خديجة : طب بتعيطى ليه
ليمد حمزة يديه الاثنين ليسحب حياة بيمينه يساعدها على الاعتدال ويسحب خديجة بيسراه ليرفعها على كتفه وهو يقول : اصل ماما ياستى جعانة وعاوزة تاكل واحنا اتاخرنا على الاكل
خديجة : طب ياللا بسرعة عشان ناكل
حمزة : طب مش لما تعرفى الأول الحاجات دى بتاعة مين
خديجة : بتاعة النونو اللى هتجيبه عمتو
خالد ضاحكا : شفت بقى، كان المفروض تجيب اتنين
حمزة بمرح : لا ياحبيبى لما تثبت كفائتك الأول وتجيبلى تحليل ممضى من اتنين دكاترة ابقى اشوف الحكاية دى… ثم التفت لخديجة قائلا : السرير ده بتاع البيبى اللى فى بطن ماما
خديجة وهى تصرخ بفرحة وتصفق بيديها : بجد ياماما، يعنى مش عاوزين البيبى بتاع القردة
لتشهق رقية وهى تنظر لحمزة بغيظ : عاجبك كده، مطلع البت مصلحجية، اول ماستغنت عن خدماتى رجعت لعادتها القديمة ، ثم انا غلطانة انى أجلت سفرنا وجيت عشان احتفل معاكو
ليضحكوا جميعا على ما قالته رقية لتقول حياة بسعادة : سيبك منهم انتى جيالى انا
ليقضوا ليلتهم فى احتفال سعيد ملئ بالحب والود بعيدا ان اى حقد او غل
…………..
فى غرفة خديجة
ترقد خديجة على فراشها استعدادا للنوم وتجلس حياة بجوارها تقرأ لها إحدى القصص المصورة بيدها ويجلس حمزة على الطرف الآخر من الفراش يراقبهما بحب وسعادة لعلاقتهما معا
خديجة : ماما…. هو البيبي اللى فى بطنك هييجى امتى
حياة : لسه مش عارفة ياقلبى.. لما الدكتور يقوللى هقوللك على طول
خديجة : انا عاوزة بنت عشان تلعب معايا
لتضحك حياة ويتدخل حمزة فى الحوار قائلا : حبيبتى مش احنا اللى بنحدد هو ولد ولا بنت، ربنا هو اللى بيحدد
خديجة : بس انا عاوزة بنت
حياة : لو بنت هتلعبى معاها وتاخدى بالك منها، ولو ولد هتاخدى بالك منه لحد ما يكبر…. وهو لما يكبر هياخد باله منك ويدافع عنك من الاشرار
لتبتسم خديجة بسعادة وهى تتخيل ماقالته حياة ثم قالت : خلاص هاتيلى بنت العب معاها وولد يدافع عنى
لينخرط حمزة فى الضحك مع ابتسامة واسعة من حياة وهى تتمنى من ربها ان يرزقها الخير فيما تتمناه
حمزة وهو ينهض : ياللا أميرة بابا بقى تنام عشان تحلم احلام حلوة
حياة وهى تقبلها وتضمها : تصبحى على رضا الرحمن ياقلبى
………..
فى غرفة نوم حمزة وحياة
يرقد حمزة على الفراش وحياة باحضانه وهو يداعب وجهها ويغرق بغابات زيتونها التى عشقهم منذ سنوات
حياة : بجد مبسوط انى حامل
حمزة بصوت اجش : عمرك ماهتتخيلى سعادتى اد ايه
حياة : انا عارفة، دى سنة الحياة، الولاد عزوة
حمزة : هتصدقينى لو قلتلك ان سعادتى دى كلها عشانك انتى بس
حياة : مش فاهمة
حمزة : انا قلتلك قبل كده ياحياة…. انتى بنتى ولوكان ربنا كتبلنا مانجيبش ولاد عمر حبك ماكان هيتزعزع من قلبى سم واحد… لكن برضة حاسس بيكى وبانك بتتمنى ده وعشان كده شجعتك تكملى علاجك، وكمان متنسيش الدكتور فى أمريكا قال ايه، قال ان حالتك اصلا مافيهاش اى مشكلة انتى بس كنتى محتاجة تنظيم، بس تعرفى
حياة : اممممم
ليعتدل حمزة ليشرف عليها من أعلى قائلا وهو يلتهم غاباتها وعنقوها بعينيه بحب شديد : لما قعدت مع نفسى النهاردة شوية وهم بيحضرولى طلباتى فى المول وصلت لنتيجة مهمة جدا
حياة وهى تبادل شغفه بشغف اكبر : ايه هى
حمزة بحب : ان ربنا عمل ده عشان ماتخلفيش من عادل، وعشان تسيبيه، وعشان نتجوز وعشان لما يبقى عندك ولاد يبقوا ولاد حياة وحمزة، مش حياة وحد تانى
يمكن لما حبيتك من زمان ماكنتيش من حقى، لكن راعيت حدود ربنا فى تعاملى معاكى، رغم انى ماقدرتش اشيلك من قلبى، لكن برضة ده كان لان ماحدش فى الدنيا دى كان هيحبك زيى، ولا هيبقى ابو ولادك… غيرى
ولادك هيتسموا على أسمى زيك بالظبط، هيبقوا ولاد حمزة
زى ما انتى حياة حمزة