رواية عروس بلا ثمن الفصل السادس وعشرون 26 بقلم ايمي نور
الفصل 26
عروس بلا ثمن
شهقت صارخة بعنف فور ارتطام المياة الباردة بوجهها تفيق من تلك الاغمائة التى اصابتها صارخة بفزع حين راته يقف امامها مبتسما تلك الابتسامة الشيطانية تلتمع عينيه بنظرات جنونية شرسة لطلما راتهم طوال حياتهم معا لكن الان زادت تلك اللمعة جنونا ووحشيةوهى تراه ينحنى فوقها ببطء فحاولت النهوض هربا منه سريعا لكنها وجدت نفسها مقيدة اليدين والقدمين الى المقعد الجالسة عليه فتزداد حركتها هستريا وفزعا توقفت فور ارتطام كفه بوجنتها بقوة بصفعة مدوية عنيفة اسالت الدماء من بين شفتيها يقبض خصلات شعرها بين اصابعه بقسوة وهو يصرخ بها
=كنتى فاكرة هتهربى منى كتير يا بنت .... ومش هعرف اوصلك ادينى جبتك تحت رجلى وهطلع على جتتك القديم والجديد يابنت ...
انتى والكلب اللى معاكى
رفعت سهيلة عينيها اليه تصرخ برجاء واستعطاف هستيرى
=سامحنى يا فريد .سامحنى وانا هعيش خدامة تحت رجليك..انسى اللى فات ونبدء من جديد وانا الل...
دوت صرختها العنيفة المتألمة حين هوت قبضته هذه المرة فوق فكها يسمع معها صوت ارتطامها القوى بعظامها شعرت بعدها بظلام قوى يكاد يبتلعها مستسلمت له مرحبة لكنه لم يمهلها الفرصة للاستسلام له يعاجلها بصفعة جديدة اشد قسوة وعنف يهتف بعدها بشراسة
=اسامح وانسى ايه يا روح امك ؟ طيب موضوعك مع رائف وقلت معلش اهو حبيب القلب بتاع زمان انا ده اقول عليه ايه يا بنت ال...
انهى جملته قابضا على خصلات شعرها يلوى بها راسها بعنف الناحية الاخرى لتقع عينيها فوق وليد المقيد هو الاخر راسه يسقط فوق صدره وملابسه ملطخة بالدماء محاطا بعدد من رجال فريد الذين وقفوا ليحصلوا على فترة راحة بعد انتهاءهم من التناوب على ضربه فعلمت ان مصيرها سيصبح نفس المصير ان لم يصفح عنها فريد لذا حاولت مرة اخرى استعطافه هاتفة برعب ورجاء
= صدقنى يا فريد دى كانت نزوة وغلطة ومستعدة اعمل اى حاجة علشان تسامحنى عليها
انحنى فريد عليها مقتربا بوجهه منها عينيه تلتمع بشراسة قائلا بفحيح
=مستعدة تعملى اى حاجة حتى ولو ده ......
اتسعت عينيها بتوجس ورعب وهى تراه يبتعد عنها مشيرا لاحد الرجال ليأتى حاملا لشيئ مجهول بين يديه اعطاه بطاعة له ثم ابتعد مرة اخرى بينما فريد يرفع ما بيده امام عينيها فاخذت تهز راسها برعب ورفض قائلة بتلعثم
=لاااااا....فريد ......طب ......اسمعنى علشان خاطرى....
دوت صفعة عنيفة اخرى منه جعلتها تصمت فى الحال صارخا هو بعدها قائلا بحدة
=خاطرك مين يا روح امك اللى عوزانى اعمله حساب دانا هطلع القديم والجديد عليكى ومحدش هينجدك منى
ثم قبض مرة اخرى فوق خصلات شعرها بعد ان قام بتشغيل ذلك الشيئ الحامل له بين يديه والذى لم يكن سوى ماكينة للحلاقة اخذ يزيل بها خصلات شعرها بقسوة متجاهلا محاولاتها المقاومة والابتعاد تصرخ بقهر كلما رأت خصلاتها تتساقط امام عينيها ارضا فلم يمر وقت طويل حتى انتهى تماما مما يفعل تاركة اياها تبكى بحسرة والم ورأس لامع دون شعرة واحدة به يتراجع الى الخلف عينيه تراقب صنع يده بلمعة جنون وغبطة ضاحكا بقوة قائلا
= كده حلو اوووى نيجى بقى للشغل المهم
اقترب منها تحت انظارها المرتعبة تخشى ما هو ات تراه يخرج من جيبه عدة اوراق يضعها فوق ركبتيها المتساقط فوقها خصلات شعرها المزالةثم يعطيها قلم واضعا اياه بين اناملها المرتعشة بصعوبه هاتفا بشراسة
=امضى يا روح امك على الورق ده ...ده تمن خروجك من هنا حية
سهيلة بصوت مرتعش النبرات خائف
= ورق ايه ده ... ارجوك يافريد كفاية لحد....
لم تكمل حديثها صارخة بألم حين جاءت قبضته تلك المرة مرتطمة باحدى عينيها فتضاء لثانية بنور ساطع ثم لا ترى شيئ بها بعدها تسمعه يصرخ بها بقسوة وعضب
=مش عاوز كلام كتير واللى اقولك عليه يتنفذ والا وحياة وساختك ادفنك مكانك هنا حية ومحدش يعرف ليكى طريق هااا هتمضى ولا ...
اسرعت تهز راسها بوجهها المتورم قائلة بخنوع واستسلام
= حاضر كل اللى تقول عليه هعمله
انحنى يمسك بالقلم الساقط ارضا يضعه مرة اخرى بين اناملها المرتعشة ثم يقرب منها الاوراق لتضع امضائها عليها ورقة تلو الاخرى حتى انتهت فيضعها مرة اخرى داخل جيبه قائلا بهدوء
=كده حلو اوى ولو عاوزة تعرفى ده ورق ايه هقولك حاضر
اقترب منها مرة اخرى يفح بغل وحقد امام وجهها قائلا
=ده يا قلب فريد تنازل عن كل حاجة يعنى من الاخر كده بح مفيش ليكى عندى ولا مليم
يعنى خرجتى من الجوازة دى من المولد بلا حمص وابقى خلى وساختك تنفعك
ابتعد عنها فورا مشمئزا يشير الى احدى الرجال ليهرول اليه مسرعا فيشير براسه ناحية سهيلة المحنية الرأس بذل قائلا بشراسة
=عاوزك تتسلوا عليها ضرب هى والكلب التانى لحد الصبح ماتوا فى ايدكم يبقى فى داهية اخلصوا منهم زاى كل مرة عاشوا واتحملوا يبقى ارموهم على اى طريق وهما وحظهم بقى
ثم دوت ضحكته الساخرة الشرسة تهز ارجاء الغرفة تزاد جنونا وشراسة فورا سماعه لصراخ سهيلةواستعطافها له بهلع ورعب متجها الى باب الخروج مغادرا الغرفة يغلقه خلفه بعنف ويغلق معه باب تلك الحقيرة وحياته معها
بعد تلك الاحداث بعدة ايام
دخل رائف الى مكتبه يتبعه ياسر بخطوات سريعة متلهفة لتنهض شاهى فورا لتتبعهم لكن جاءت اشارة رائف الصارمة لها لتوقفها مكانها قائلا ببرود دون مقدمات
= عشر دقايق ومشوفش وشك هنا
ثم اكمل طريقه ناحية مكتبه يسرع بالدخول خلفه ياسر بينما وقفت هى مكانها مذهولة شاحبة الوجه بشدة عينيها متسعة لكنها لم تقف مكانها طويلا بل اسرعت خلفه تفتح الباب دون استئذان تهتف بغضب
= انت بتقول لمين الكلام ده ليا انا شاهى ..
اللى كانت شايلة شركتك فوق دماغها وكل كبيرة وصغيرة لاكتر من سنة..جاى دلوقت تقولى اطلعى بره لييه هاااا فهمنى ليه
كان رائف طوال حديثها الغاضب يجلس براحة وهدوء فوق مقعده ينظر لها بلا اكتراث بينما جلس ياسر يتابع مايحدث بتسلية وابتسامة صغيرة حتى انتهت من الحديث تنهت بشدة وعينيها تتراقص بداخلهم شرارات الغضب يسود الصمت للحظات حتى اعتدل رائف فوق مقعده يستند فوقه بمرفقيه عاقدا كفيه معا قائلا ببرودة
=خلصتى هبل وكلام ملهوش لازمة ..ياريت بقى تخرجى من هنا حالا والا هندهلك الامن يخرجوكى بمعرفتهم ونقل بكرامتك ادام الشركة كلها
وقفت مكانها تتطلع اليه بحيرة لاتدرى كيفية التصرف حتى اسرعت بتغير وتيرة صوتها تسأله برجاء واستعطاف
=طب افهم ايه السبب عملت ايه علشان تقلب عليا كده وتطردنى من غير حتى ما اعرف عملت ايه
نهض رائف من مكانه يتحرك فى اتجاهها يتوقف على مقربة منها قائلا بنفس البرود
=عاوز اقولك كمان انك متحلميش تفكرى تشتغلى فى شركة تانية بعد كده خلااص السوق كله عرف بقذرتك وندلتك واستحالة حد يشغلك تانى عنده
هنا ولم تستطع شاهى الاحتمال فاخذت تبكى بحرقة تسأله بضعف عن اسباب ماحدث ليهتف بها رائف بعنف قائلا بشراسة
=انتى هتستهبلى يا بت انتى ولا ايه مانت عارفة اللى انتى عملتيه كويس ولا كنت فاكرة انى هفضل نايم على ودانى وانتى بتنقلى لعدوى كل حرف كلمة بتحصل هنا وتقبضى قصدها التمن واخرهم الملف اللى راح لحد عنده باديكى دى
اخذت شاهى تهز راسها بالنفى تفتح فمها لدافع عن نفسها وهنا تدخل ياسر ناهضا هو الاخر من مكانه قائلا بحدة
=خلصنا يا شاهى ومفيش لزوم للكلام واتفضلى من هنا بهدوء مش عاوزين شوشرة
نكست شاهى راسها بذل وخذلان تعلم ان لا فائدة ترجى من الحديث بعد الان تلتفت بأتجاه الباب مغادرة باستسلام ولكن جاء صوت رائف ليوقفها مرة اخرى قائلا بسخرية حادة
=اخر حاجة عاوزك زاى الشاطرة توصليها لفريد قوليله رائف بيقولك تعيش وتاخد غيرها ده لو هيكون فى غيرها بعد كده اساسا
وقفت لثانية مكانها فى انتظار اكمال الباقى من حديثه لكن اتت اشارته المهينة لها
بالانصراف قائلا بلا مبالاة
=هو عارف بتتكلم عن ايه يلا مش عاوزين نعطلك اكتر من كده
اسرعت بالمغادرة بخطوات سريعة يرتفع صوت بكاءها الشديد ولكن لم يعيرها رائف او ياسر ادنى اهتمام يلتفت ياسر بعدها الى رائف سائلا بجدية
= تفتكر الخبر وصله ولا لسه
هز رائف كتفه بعدم اكتراث قائلا بملل
=ولو موصلش ادينا وصلناه ليه لحد عنده ويبقى يورينى هيقوم منها ازاى بعد كده
زفر ياسر براحة قائلا
=لولا التمويل اللى قدرنا نتحصل عليا كنا فضلنا فى قرف سى فريد ده كتير
ابتسم رائف بمرح قائلا بخبث
=البركة فى اسم سليمان بيه الحديدى اتفتحت فى وشنا كل الابواب واهو استفدنا منه بحاجة وقدرنا بسببه نقطع راس حية هو اللى رباها وكبرها وسطنا
هز ياسر راسه موافقا قائلا بتأكيد
=فعلا عندك حق ...بس تفتكر هيسكت بعد اللى حصل ده
هز رائف كتفه بعدم اكتراث قائلا بهدوء
=اعلى ما فى خيله يركبه فريد خلاص انتهى واى حاجة هيعملها بعد كده حلاوة روح مش اكتر
تنهد ياسر بقلق قائلا
=ياريت كلامك يكون صح بس فريد ده حية متموتش غير بقطع راسها وخايف نكون قطعنا ديلها بس مش اكتر
ضيق رائف ما بين حاجبيه يفكر فى حديث ياسر ليكمل الاخير قائلا بتنهيد
=ادينا هنشوف الايام الجاية هحصل فيها ايه يلا اسيبك واروح اشوف الامور ماشية زاى فى الاقسام
اتجه ياسر ناحية الباب ببضع خطوات قبل ان يتوقف يلتفت مرة اخرى الى رائف قائلا بتردد
=هى زينة هترجع هنا مكان شاهى ولا بتفكر تجيب واحدة غيرها
امسك رائف بمسند المقعد بكفيه يبتسم بمرح
=لاا زينة مش هتشتغل تانى هنا بس ممكن تيجى الايام الجاية تساعدنى لحد ما نشوف مديرة مكتب جديدة
ليكمل بخبث =ليه فى حد فى دماغك ينفع هنا معانا
تنحنح ياسر بحرج قائلا بتلعثم
=كنت يعنى ...بقول ..ان يعنى لو .....نجيب مها هنا بدل مكتب الاستقبال ده وهو زينة تبقى معاها وتعرفها ..الشغل ماشى زاى
انفجر رائف ضاحكا بصخب ومرح شديد جعل ياسر يستشيط غيظا يهتف به بحدة
=بتضحك على ايه يا جدع انت هو انا قلت نكتة للبيه ولا حاجة
اخذ رائف يهز راسه جاهدا يحاول ايقاف نوبة الضحك التى اصابته قائلا بجهد
=لا ..بس فكرتنى بواحد اعرفه بدات معاه بكده برضه وهو زاى مانت شايف وقع على بوزه من بعدها
عقد ياسر حاجبيه بحيرة للحظات قبل ان يدرك مقصده يحك فروة راسه مبتسما بخجل قائلا
=شكلها كده ياصاحبى نصيب ومفيش منه هروب
ثم تحرك سريعا مغادرا تاركا رائف مكانه ينظر فى اثره حتى خرج ليهمس بعدها بحرارة
=صدقنى يا صاحبى ده احلى نصيب وحاجة حصلت ليا فى حياتى كلها
داخل شركة فريد شكرى
دخلت شاهى الى مكتب فريد لترى جمع من الموظفين يقفون خارج الشركة يتهامسون فيما بينهم بينما تتعالى اصوات عالية عنيفة من داخل مكتب فريد تعقبها اصوات تحطم وتساقط لاشياء لتقترب شاهى من احدى الموظفين تسأله بقلق
=هو فى ايه فريد بيه ماله
اقترب الموظف منها هامسا هو الاخر
=الظاهر المناقصة اللى الشركة كانت داخلة فيها خسرناها وفريد بيه من وقت ما عرف وهو على الحالة دى زاى ماانتى شايفة
ابتلعت شاهى لعابها بصعوبة تفر الدماء من وجهها تهمس
=خبر اسود عليكى ياشاهى يبقى ده اللى كان بيقصده رائف لاااا انا الحق اخرج من هنا واختفى فى انهى داهية لحد الليلة دى ما تخلص خالص
ثم اسرعت تلتفت مغادرة بخطوات سريعة متعثرة تاركة خلفها فريد داخل مكتبه فى حالة من الهياج والجنون يحطم كل ما يقع فى طريقه صارخا بغضب وجنون
= عملها ابن الحديدى وعملها وخرب بيتى
امسك باحدى المقاعد يرفعه بين يديه ليلقى بيه ناحية عزت المرتجف رعبا ليخفض راسه سريعا متفاديا اياه بصعوبة قبل ان ينهض قائلا بهلع وخوف
=اهدى يا فريد بيه وكل حاجة وليها حل ....
اسرع فريد بخطوات سريعة فى اتجاهه يقبض فوق عنقه يكاد ان يزهق روحه بيديه قائلا بفحيح
=حل ايه اللى لسه هدور عليه يا بن ال.... انا بيتى اتخرب ومعدش ليا قومة فى السوق تانى وانت بتقولى ندور على حل
اخذ عزت يقاوم خنقه له يحاول فك قبضته القابضة فوق عنقه باصابع مرتعشة ضعيفة يخرج من فمه صوت تحشرج شديد يزاد فريد ضغطا كلما شعر بمقاومته حتى شعر عزت ببداية ظلمة تحيط به وابتعاد الاصوات من حوله بينما فريد يضيق عينيه بشرود وتيه كمان لو كان بعالم اخر تلتمع عينيه فجأة بجنون وشراسة يفك قيد قبضته من حول عنق عزت ببطء مبتعدا عنه قائلا بخفوت وهستريا
=لاا مانا مش هضيع لوحدى ...مش فريد اللى تبقى دى نهايته وحياته لندمه على اليوم اللى فكر فيه يلعب معايا اللعبة الوسخة دى
ثم توجه مغادرا المكتب تماما ليقول عزت برعب وهلع
=ده بينه اتجنن وخلاص مبقاش فى حاجة توقفه وشكلها هتبقى ايام سودا على دماغنا كلنا
دلف رائف الى داخل الفيلا بهدوء يشعر بالارهاق والتعب الشديد فقد اضطر الى تمضية الباقى من يومه فى العمل فى ترتيب والاستعداد للمضى قدما فى تلك الصفقة يعلم بان القادم من ايامه المقبلة لن تكون هناك وقت للراحة او الهدوء ابدا
تقدم داخل البهو عينيه تبحث عن منبع راحته تدور فى الارجاء بلهفة لكنه لم يجدها فالمكان فارغ من حوله يسوده الهدوء ليسرع فى استعداء عزة مناديا لها بصوت عالى لتأتى مهرولة سريعا قائلة احترام
=افندم يا رائف تحت امرك
سألها رائف بهدوء وعينيه تدور من حوله مرة اخرى
=زينة هانم فين مش شايفها
اشارت عزة براسها ناحية الدرج قائلة
=فوق وبلغتنى اول ما حضرتك توصل احضر الغدا فورا
التمعت عينى رائف بخبث تمتد يده لتحل ربطة عنقه قائلا بابتسامة مرحة
=لاا غدا ايه الغى كل حاجة دلوقت ومتحضريش حاجة الا لما ابلغك انا
ثم تركها يصعد الدرج سريعا كل درجتان معا يسير فى الممر المؤدى لجناحهم وما ان اقترب منه حتى وصلت الى مسامعه صوت موسيقى ناعمة تأتى من داخله ليفتح الباب بهدوء وحذر لا يريد تنبهها لحضوره ليتجمد مكانه بذهول ترتفع حرارة جسده سريعا حين كفأت عينيه بروية تلك الحورية بجمالها المبهر تقف امام المرأة تلتفت يمينا ويسارا لتلقى نظرة على جسدها المغلف بروعة داخل احدى الاثواب شديد الزرقة دون اكتاف طوله يلامس الارض ليسرق دقات قلبه بذلك الشق الطويل حين اخرجت احدى ساقيها تنظر اليها باهتمام ثم تنحنى امام عينيه المشتعلة حتى تعقد تلك العقد الرقيقة فى حذائها ذو الكعب العالى تعتدل مرة اخرى لتمرر اناملها الرقيقة فوق قلادة زفافهم تلامسها بنعومة حتى وصلت الى نهايتها فوق صدرها وهنا لم يستطع التحمل اكثر من ذلك يسرع فى اتجاهها كالمغيب تجذبه اليها كانجذاب الفراشة الى الضوء يصل اليها فى اقل من ثانية يطوق خصرها من الخلف يجذبها اليه يلصقها به فتشهق بقوة من المفاجأة قبل ان ينحنى بشفتيه فوق حنايا عنقها ينهل من رحيقها بقبلات شغوف متسارعة بتسارع انفاسه فلم تجد امامها سوى ان تغمض عينيها تستمتع بلمسات شفتيه وانامله وهى تمر بلهفة وحنان فوق منحنيات جسدها حتى وصل بشفتيه الى اذنيها يهمس داخلها بصوت متحشرج خافت
=وحشتينى ..انا لو عارف انى هاجى واشوف كل الجمال ده ادامى كنت جيت من بدرى وتتحرق الشركة على اللى فيها
ضحكت زينة ضحكة خافتة بدلال تلتفت بجسدها اليه تضع كفها فوق وجنته وهى تنظر اليه بحب قبل ان ترتفع اليه بشفتيها تقبله بحنان ورقة اغمض هو عينيه فورا حتى يستمتع بكل لمسة منها تتعالى انفاسه بقوة وهى تبتعد عنه بعد حين هامسة فوقهم برقة
=وانت كمان وحشة زينة قلبك وحبت تعملك مفاجأة وتسهروا الليلة سوا انت وهى بس
همس هو الاخر وهو مازال مغمض العينين ينهت بعنف يقربها منه بقوة فلا يجد الهوا بينهم مكانا للمرور قائلا بلهاث اجش
=موافق وتحت امرك واللى تأمرينى بيه يتنفذ حالا ..بس الاول
ثم انقض على شفتيها يقبلها بلهفة وشغف لمدة لا يعلم مداها وقفت هى خلالها لاتستطيع فعل شيئ سوى ان تبادله شغفه ولهفته فقط مسلمة بكل مشاعرها له حتى اخيرا ابتعدا عن بعضهم كرها بعد ان طلبت رئتيهم للهوا تهمس هى بلهاث وانفاس متسارعة مازحة
=شوفت اديك بوظت لى روچ شفايفى هتضطر تستنى لحد اما اقدر اظبطه تانى وننزل سوا
غمز لها بعينه قائلا بخبث وانفاس متسارعة
=على فكرة انا اقدر اظبطه ليكى واسرع منك كمان
امالت راسها الى الجانب اناملها تتلاعب بازار قميصه قائلة بدلال
=وده يبقى ازاى بقى انا مكنتش اعرف انك عندك خبرة فى الحاجات دى
مد رائف كفه يمسك بمؤخرة راسها يجذبها اليه قائلا بخفوت عينيه تلتمع بشغف
=لا دانا عندى خبرة كبيرة حتى تحبى تشوفى
ولم يمهلها وقتا لاجابة بل جذبها اكثر اليه ينهل من شفتيها لتضيع فورا بين دوامة مشاعرهم لا تريد الخروج ابدا منها
استلقت بين دفء ذراعيه و راسه يستريح فوق صدرها نائما بعمق وبينما تمرر اناملها بين خصلات شعره الناعمة تتذكر تفاصيل ليلتهم الرائعة فبعد نزولهم سوا الى اسفل يحملها بين ذراعيه كنز ثمين يهتف مناديا عزة التى اتت سريعا فتبسم بسعادة فور رؤيتهم على تلك الحالة ليخبرها رائف ان تقوم بتحضير الغذاء لهم ثم يتجه بها الى غرفة المعيشة ليضعها ارضا برقة جسدها يلامس جسده ببطء دون ان يسمح لها بلحظة واحدة لابتعاد جلس فوق الاريكة يجلسها فوق ساقيه يقبلها بعدها بنعومة بادلته اياها تزداد قبلاتهم شفغا ولهفة بمرور الوقت حتى اتى صوت تنحنح قوىقاطعا عليهم عالمهم اتى من عزة تنبهم بعدها ان الطعام جاهزا تنظر ارضا بحرج
ضحكت بصوت خافت حين تذكرت نهوضهم السريع المرتبك وقتها فور سماعهم لصوتها يحاول كل منهم تعديل من وضع ملابسه واعطاء مظهره المظهر اللائق حتى استطاع رائف التحدث اخيرا قائلا بصوت اجش متلعثم
=شكرا يا مدام عزة هنحصلك حالا
فور خروجها لكمته زينة فوق صدره هاتفة بحرج وتلعثم
=عجبك شكلنا كده هتقول علينا ايه دلوقت
انحنى رائف فوقها مرة اخرى يهمس بخبث ومرح
=هتقول ان البيه بتاعها اللى طول عمره عاقل وليه هيبه اتهبل على ايد حتة بتاعة اد اللعبة
طولها ميجيش لحد كتفه
لكزته زينه فى صدره بقوة ثم اخذت تحاول النهوض قائلة بغضب مصطنع
=انا اد اللعبة وبتاعة يا رائف شكرا اوووى والله يسامحك
رفع رائف اناملها الى شفتيه يقبل كل اصبع على حدة برقة هامسا بعدها بحب
=واحلى بتاعة ولعبة فى الدنيا بتاعتى انا لوحدى جوه القلب ساكنة زينة القلب هى وبس
ارتفعت حمرة الخجل والسعادة تلون وجنتيها وهى تتذكر تلك الكلمات مرة اخرى حتى بعد انقضاء كل تلك الساعات عليها تنظر اليه وهو نائم بسكينة تقبل قمة راسه بحنان هامسة
=اه لو تعرف انك انت اللى مليت قلبى وعقلى وبقيت حياتى كلها وان لو عشت عمرى كله اثبتلك ده مش هيكفينى
رفعت ذراعيها تضمه هى الاخرى اليها تغمض عينيها متنهدة ليخطفها نوم سريع استيقظت منه على رنين هاتفها تشعر بتحرك رائف مستيقظا هو الاخر يهمس بصوت اجش من اثر النوم
=مين البارد اللى هيتكلم فى وقت متأخر زاى ده
هزت زينة كتفها بحيرة قبل ان تلتقط الهاتف تنظر الى هاوية المتصل لترتجف اناملها بقوة حتى كاد ان يسقط منها ليسرع رائف فى اختطاف الهاتف منها هاتفا بقلق وتوجس
=مالك خايفة كده ليه مين اللى بتكلم ؟
نظر فورا الى هاوية المتصل فتتجمد كل ملامحه تلتمع عينيه بقسوة فتسأله زينة بخفوت وخشية
=ارد عليه؟ بس اقوله ايه !
هز رائف راسه بالرفض قائلا قبل ان يضعط زر الاجابة
=لاا انتى بره الليلة دى كلامه من هنا ورايح معايا انا
رفع الهاتف الى اذنه ليصل اليه صوت فريد الغاضب يسأل بحنق
=خير يا هانم اللى قلت عليه ماتنفذش ليه شكلك كده نسيتى اتفاقنا ومحتاجة حد يفكر تانى بيه
قابله الصمت من الطرف الاخر ليصرخ فريد بغضب وجنون
=ما تردى ولا عاوزانى ادخل حبيب القلب السجن ولا القبر اللى هيبقى اقرب منهم ليه
هنا تحدث رائف قائلا ببرود وسخرية
= اظن السجن اقرب ليك انت من اى حد تانى
وان اللى حصل النهاردة علمك ده واعرف انك لو فكرت تمس زينة ولو حتى بكلمة ساعتها صدقنى القبر مش هيكون اقرب لحد من انت ومش هيبقى غير بايدى انا سلام يافريد بيه
اغلق الهاتف يلقى به بقوة فوق الفراش يزفر بعنف قبل ان يلتفت الى زينة قائلا بصوت حاول بث الهدوء فيه يرفع وجهها اليه بحنان
=سيبك منه ميقدرش يعمل حاجة ده انا اقتله لو فكر فى يوم يمس شعرة واحدة منك
اسرعت زينة تلقى برأسها فوق صدره تحتضنه بشدة دون ان تنطق بحرف واحد ليزيد هو الاخر من ضمها اليه يده تمر فوق ظهرها بحركات مهدئة حتى استكانت جسدها بمرور الوقت يدرك من هدوء انفاسها انها سقطت فى النوم بينما هو اخذ ينظر امامه بشرود وتفكير عميق انامله تتلاعب بشعرها بحنان وحركات شاردة يعلم صدق كلمات ياسر حين قال ان فريد تمام الحية يجب قطع راسها ليتم التخلص منها نهائيا ويجب فعل هذا وفورا دون لحظة واحدة تأخير