رواية حمزة وحياة الفصل الخامس وعشرون 25 بقلم ميمي عوالي
الفصل الخامس والعشرون
فى شقة حمزة، يجلس حمزة ومراد يتابعون تسجيلات محادثات عصابة الواغش كما يسميها خالد ويسمعون إلى احاديثهم عن طريق الميكرفونات التى زرعوها بالسيارات بعلم وتصريح من سيادة العميد محيى وعند انتهائهم من الاستماع لحديث نورا وفادى جاء إلى اذانهم حديث منصور وعدلى كالتالى
منصور : مالك ياعدلى ساكت من ساعة ما طلعنا من المينا، ايه الحكاية
عدلى : مش عارف يامنصور حاسس ان فى حاجة كده قلقانى
منصور : حد برضة يقلق وهو داخل على هالومة الخير دى كلها! دى ملايين ياعدلى…. ملايين
عدلى : ماهو عشان عارف انها ملايين يامنصور
منصور : مش فاهمك
عدلى بعد فترة صمت : انت مش ملاحظ حاجة غريبة
منصور : نورنى انت وقولى….. ايه اللى انا مش ملاحظه
عدلى : نورا وفادى
منصور : اشمعنى
عدلى : اول مرة يحضروا بنفسهم حاجة زى دى، كان دايما التسليم بيبقى من مخازن زيدان مش من المينا
منصور : بس ماتنساش ان كده أأمن بكتير
عدلى : وانت كمان ماتنساش ان الكميات كل مرة ماكانتش ابدا بالحجم ده، ثم انا شفت فى عينهم لمعة طمع قلقانى
منصور بقلق : تقصد ايه
عدلى : خايف من الخيانة ياصاحبى
لينتفض منصور قائلا : لا لا ياعم خيانة ايه اللى بتتكلم عنها
عدلى : ليه، انت مالاحظتش ان كل شوية كان فادى ياخد نورا على جنب ويقعدوا يتودودوا سوا بعيد عننا
منصور : ماتنساش انها مراته ياجدع، واكيد يعنى فى بينهم كلام كدا واللا كدا
عدلى : اهو ده ادعى انه يخلينى اقلق.. الناس كلها فاهمة انهم متطلقين، ومن كذا سنة.. ايه بقى اللى جد يخليهم ولا هاممهم كده، ده انت كمان ماشفتهومش امبارح وهم بيرقصوا فى النايت كلاب ولا وهو ساحبها على اوضته عينى عينك… لالا الموضوع مش تمام
منصور : يعنى هياخد الشحنة ويخلع
عدلى : مايقدرش من غيرنا… احنا اللى بنطبخ وعارفين المقادير، مايقدروش يتصرفوا من غيرنا
منصور : اومال ايه ياعم…. انت عاوز تقلق وخلاص
عدلى : اسمع يامنصور….. العملية دى بالذات لازم تتقسم خام
منصور : تقصد ايه
عدلى : يعنى كل واحد ياخد نصيبه بضاعة ويصرف نفسه بمعرفته، لانى حاسس ان الغدر هييجى من تمن البضاعة
منصور : طب وهنجيبهالهم ازاى دى بقى
عدلى : لما نتجمع بكرة فى المخزن انا هتصرف… المهم انت توافقنى على اللى هقوله، وكمان تبقى متسلح
منصور بخوف : فى ايه ياجدع… ليه كل ده
عدلى بشرود : الاحتياط واجب يابن عمى
…………………….
ليعودا لتسجيلات سيارة نورا
فادى : بقوللك ياحياتى
نورا : قول ياحبى
فادى : انا عاوز ماما تتفق مع الاسيوطى انه يقول قدام الجماعة انه هيقسط السعر عشان المبلغ هيبقى كبير حبتين
نورا : طب وليه، ماتخلينا نخلص
فادى : احنا مسافرين ومش راجعين تانى، يعنى محتاجين كل قرش نقدر نجمعه معانا
نورا : انت تقصد اننا هناخد احنا بقيت تمن البضاعة
فادى : الله ينور عليكى
نورا : بس خد بالك عدلى مش بالساهل كده انه يتاكل
فادى : ماتقلقيش انتى … سيبينى انا اتصرف
………………..
عند حمزة
خالد : يا ريتهم لما يتجمعوا النهاردة يخلصوا على بعض ونخلص منهم خالص
حمزة : اه منها الواطية، طب ليه يفهمونى انها اتطلقت
خالد : لان طول ماهى فى عصمة جوزها مش هتقدر تسحب منك كل الفلوس اللى كانت بتسحبها دى كل شوية
حمزة : لو كانت جت وصارحتنى بالحقيقة كنت ساعدته يقف على رجله من تانى بس بنضافة
خالد : احنا هنضحك على بعض ياحمزة : مانت عارف ان فادى طول عمره شغله شمال، وعمره ماهينضف
حمزة بأسى : كل ما ده وبتأكد انى مش غلطان فى اللى عملته، انا بس صعبان عليا اسم ابويا لو الصحافة والاعلام شموا خبر بالموضوع ده…. الله يسامحك ياعمتى، الله يسامحك
لتدخل عليهم رقية وهى تحمل خديجة وهم يضحكون ويلتهمون المارشميلو بشغف ويرتدون ملابس منزلية متشابهه عبارة عن بنطال بعد الركبة ومن الأعلى كنزة قصيرة عليها رسوم كرتونية مضحكة ويضعون على رأسهم غطاء شبيها بباريهات الشرطة، ليضحك حمزة وخالد فور رؤيتهم بهذا الشكل
حمزة ضاحكا: ماذا تفعلون وما هذا الشكل
خديجة : انا وامى ورقية قررنا ان نرتدى نفس الملابس
ليضحك خالد وهو يأخذ خديجة من رقية ويدغدغها من قدميها لتتعالى ضحكاتها فى حين يتجه حمزة الى الداخل ليفتح باب غرفته ويدلف إلى الداخل ويغلق الباب بهدوء ليرى حياة تجلس بهدوء وتركيز وهى تطالع على هاتفها بعض الاخبار العلمية، وهى ترتدى رداءا يماثل ما ترتدياه خديجة ورقية وترفع شعرها لأعلى دون ترتيب وهى تجمعه بقلم لتتساقط بعض الخصلات بفوضوية ليزيدها جمالا ورقة، وبعد أن توقف الزمن بحمزة وهو يراقبها باستمتاع دون أن تدرى بوقوفه، إذ بحمزة فجأة يناديها بهمس وصل لقلبها قبل اذنها، لتنهض لملاقاته وتدخل باحضانه قائلة : خلصت كلامك مع خالد
ليضم حمزة حاجبيه قائلا بخبث : خالد مين، ثم يديرها أمامه وهو يشاهده بتروى ثم اكمل قائلا : ايه الحلاوة دى كلها، طالعة تجننى
حياة بخجل : دى فكرة رقية : قالت كل البنات يوحدوا اللبس عشان خديجة تبقى مبسوطة، وهى اللى نزلت امبارح جابت لنا اطقم كتير اوى
حمزة مبتسم بشغف : انا قلتلك النهاردة انى بحبك
لتومئ حياة رأسها علامة الرضا، ولكن حمزة يرفع رأسها بسبابته ويقول : بس انا مش فاكر
ليميل عليها مقبلا اياها برقة طاغية ثم قال لها : شكرا ياحياة
حياة باستغراب : على ايه ياحبيبى
ليمسك كفها واضعا اياه على مضخته قائلا : انك رجعتيلى الأمل انه يعيش حلمه فى الحياة
وقبل ان يميل عليها مرة أخرى يسمع طرقات رقيقة متتالية على باب الغرفة وصوت خديجة وهى تنادى على حياة لترتجف حياة بين يديه عند سماع لقبها الجديد من فم خديجة لتسرع إلى الباب وتفتحه وتنحنى اما م خديجة قائلة : نعم يا حلوى القلوب
خديجة : امى انا اريد ان…… وتميل على اذن حياة وهى تهمس لها بشئ ما جعل حياة تبتسم بعيون متغرغرة بالدموع فتاخذ خديجة بين احضانها وتنهض وهى حاملة اياها وتسألها قائلة : هل ذهب العم خالد ام مازال بالخارج
خديجة : لقد ذهب بعد ان لعبنا كثيرا
حياة : حسنا.. هيا بنا
لتقوم بأخذها وتذهب إلى الخارج لتتجه الى المطبخ ووراءهم حمزة، وتقوم بتحضير الطعام لخديجة
حمزة : هى كانت عاوزة ايه
حياة بابتسامة سعيدة : جعانة وعاوزة تاكل
حمزة باستغراب : طب ليه ماطلبتش من عزة واللا وردة
لتنظر له حياة بلوم : وليه ماتطلبش منى انا، مش انا برضة امها
وقبل ان يتحدث حمزة ضربت خديجة بكفها كالعادة معترضة على تحدثهم بالعربية
حمزة : اميرتى الجميلة، هل انتى جائعة بشدة
خديجة : نعم… وطلبت من امى ان تعد لى بعض الشطائر
حمزة : ولم لم تطلبى من الآخرين اميرتى فكلهم رهن اشارتك
خديجة : انا احب ان تصنع لى امى ما اريد مثل كارولين
حمزة بتساؤل : ومن هى كارولين
خديجة : انها ابنة بانى الصغرى
حمزة : ومن تكون بانى هى الاخرى
خديجة : مساعدة جدتى، ثم قالت بحزن : وهى اميرة امها المفضلة
حمزة بعبوس : ولما
خديجة : كانت دائما تطلب ماتريد من بانى وهى تقول لها اريد هذا الشئ امى، فكانت بانى دائما تجيبها قائلة : نعم اميرتى وتصنعه لها على الفور، اما انا فلم يكن لى امى وقتها، كنت انا وجوليا فقط
حمزة بحزن : وماذا عن كيت
خديجة : كنت قليلا ما أراها ، وعندما تأتى كانت تتشاجر مع جوليا، ولا تتحدث معى
حمزة باسف وهو يضم خديجة : سامحينى يا اميرتى، لقد تأخرت عليكى كثيرا، ولكنى اعد لكى مفاجأة ستجعلكى تتقافزين كالنسناس الصغير
خديجة بسعادة وهى تصفق بيديها الصفيرتين : وماهى
حمزة وهو يمسك كفها الرقيق ويحصى على اناملها، يوم ويوم ويوم ثم تعرفينها
خديجة بمرح : اذا بعد ثلاثة أيام
حمزة : وهل تعرفين الاعداد
خديجة : نعم، علمتهم لى امى بالأمس، وشغلت لى على الهاتف افلام جميلة تعلمت منها ان اعد حتى رقم عشرة
ليرفع حمزة عينيه ليلتقى بعينا حياة التى تشاهده بحب بعد ان وضعت الطعام أمام خديجة التى بدأت فى التهامه على الفور ليهمس لها دون صوت : بحبك، لتبتسم عينيها قبل شفتيها وعندما همت بالحديث تاتى رقية وهى تنادى حمزة : ياحمزة تليفونك عمال يرن وانت ولا انت هنا
حمزة : مين
رقية : سيادة العميد
ليأخذ منه الهاتف ليجيب قائلا : السلام عليكم، ازى حضرتك
………
حمزة بانتباه : طب وراى حضرتك ايه
………………
حمزة وهو يجيل عينيه بين حياة ورقية : انا لغاية دلوقتى ماحدش عرف انى فى مصر
……………..
حمزة : اللى تؤمر بيه حضرتك، بس انا لازم ابقى موجود
…………….
حمزة : حضرتك عارف انى بعرف اتحكم فى غضبى كويس
……………
حمزة : تمام يافندم، هبقى عند حضرتك فى المعاد
ليغلق الهاتف ثم ينظر لحياة ورقية قائلا : قرروا يهاجموا المخازن بتاعتهم النهاردة ويقبضوا عليهم متلبسين، خايفين لايهربوا
رقية : طب ماهو ممكن ينكروا
حمزة : التسجيلات اللى تمت كلها بأمر النيابة، وعاوزين يطلعوا تصريح بالقبض على اللى بيشتروا منهم الماكس بعد اعترافاتهم من غير شوشرة عشان مايحصلش مواجهه مسلحة، عاوزين ياخدوه من بيته
حياة بخوف : والكلام ده امتى
حمزة : بعد ساعتين، يادوب اغير هدومى واروحلهم
لتنتفض حياة من مكانها ولأول مرة على مدى مايقرب من ثمانية أعوام يسمع صوت حياة عاليا بغضب فانتفضت صارخة بحمزة : انت اتجننت ياحمزة، تروح فين، ده شغل البوليس، ثم وبعدين ممكن يحصل ضرب نار، ايه اللى يوديك وسط كل ده، ايه…. مش خايف على روحك…خاف على بنتك… اختك، وانا…. ايه.. مافكرتش فيا لو حصللك حاجة انا هعمل ايه….. ليه كده ليه.. متبقاش انانى ياحمزة
لتجلس على الارض وهى منهارة بشدة ليجذبها حمزة محتضنا اياها بيمناه وهو يضم رقية وصغيرته التى احست بالخوف دون علمها بالسبب بيسراه قائلا : انا مش انانى ياحياة
انا بس عاوز اتطمن ان مش هيبقالهم ديل تانى ممكن يطول ويأذى اى حد فينا من تانى
رقية وهى تحاول لملمة كلماتها من رهبة الموقف : ايوة ياحبيبى… بس حياة عندها حق، افرض لا قدر الله حصلت مواجهة بينهم وطلقة طاشت كده واللا كده يبقى ليه
حياة وهى لازالت على بكائها : وبعدين ربنا سبحانه وتعالى قال ' ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة'
حمزة : صدق الله العظيم، حاضر ياحياة، حاضر يارقية هفضل معاكم
ليتبادلا الاحتضان، بينما حمزة شارد فيما سيحدث
فى شقة حمزة، يجلس حمزة ومراد يتابعون تسجيلات محادثات عصابة الواغش كما يسميها خالد ويسمعون إلى احاديثهم عن طريق الميكرفونات التى زرعوها بالسيارات بعلم وتصريح من سيادة العميد محيى وعند انتهائهم من الاستماع لحديث نورا وفادى جاء إلى اذانهم حديث منصور وعدلى كالتالى
منصور : مالك ياعدلى ساكت من ساعة ما طلعنا من المينا، ايه الحكاية
عدلى : مش عارف يامنصور حاسس ان فى حاجة كده قلقانى
منصور : حد برضة يقلق وهو داخل على هالومة الخير دى كلها! دى ملايين ياعدلى…. ملايين
عدلى : ماهو عشان عارف انها ملايين يامنصور
منصور : مش فاهمك
عدلى بعد فترة صمت : انت مش ملاحظ حاجة غريبة
منصور : نورنى انت وقولى….. ايه اللى انا مش ملاحظه
عدلى : نورا وفادى
منصور : اشمعنى
عدلى : اول مرة يحضروا بنفسهم حاجة زى دى، كان دايما التسليم بيبقى من مخازن زيدان مش من المينا
منصور : بس ماتنساش ان كده أأمن بكتير
عدلى : وانت كمان ماتنساش ان الكميات كل مرة ماكانتش ابدا بالحجم ده، ثم انا شفت فى عينهم لمعة طمع قلقانى
منصور بقلق : تقصد ايه
عدلى : خايف من الخيانة ياصاحبى
لينتفض منصور قائلا : لا لا ياعم خيانة ايه اللى بتتكلم عنها
عدلى : ليه، انت مالاحظتش ان كل شوية كان فادى ياخد نورا على جنب ويقعدوا يتودودوا سوا بعيد عننا
منصور : ماتنساش انها مراته ياجدع، واكيد يعنى فى بينهم كلام كدا واللا كدا
عدلى : اهو ده ادعى انه يخلينى اقلق.. الناس كلها فاهمة انهم متطلقين، ومن كذا سنة.. ايه بقى اللى جد يخليهم ولا هاممهم كده، ده انت كمان ماشفتهومش امبارح وهم بيرقصوا فى النايت كلاب ولا وهو ساحبها على اوضته عينى عينك… لالا الموضوع مش تمام
منصور : يعنى هياخد الشحنة ويخلع
عدلى : مايقدرش من غيرنا… احنا اللى بنطبخ وعارفين المقادير، مايقدروش يتصرفوا من غيرنا
منصور : اومال ايه ياعم…. انت عاوز تقلق وخلاص
عدلى : اسمع يامنصور….. العملية دى بالذات لازم تتقسم خام
منصور : تقصد ايه
عدلى : يعنى كل واحد ياخد نصيبه بضاعة ويصرف نفسه بمعرفته، لانى حاسس ان الغدر هييجى من تمن البضاعة
منصور : طب وهنجيبهالهم ازاى دى بقى
عدلى : لما نتجمع بكرة فى المخزن انا هتصرف… المهم انت توافقنى على اللى هقوله، وكمان تبقى متسلح
منصور بخوف : فى ايه ياجدع… ليه كل ده
عدلى بشرود : الاحتياط واجب يابن عمى
…………………….
ليعودا لتسجيلات سيارة نورا
فادى : بقوللك ياحياتى
نورا : قول ياحبى
فادى : انا عاوز ماما تتفق مع الاسيوطى انه يقول قدام الجماعة انه هيقسط السعر عشان المبلغ هيبقى كبير حبتين
نورا : طب وليه، ماتخلينا نخلص
فادى : احنا مسافرين ومش راجعين تانى، يعنى محتاجين كل قرش نقدر نجمعه معانا
نورا : انت تقصد اننا هناخد احنا بقيت تمن البضاعة
فادى : الله ينور عليكى
نورا : بس خد بالك عدلى مش بالساهل كده انه يتاكل
فادى : ماتقلقيش انتى … سيبينى انا اتصرف
………………..
عند حمزة
خالد : يا ريتهم لما يتجمعوا النهاردة يخلصوا على بعض ونخلص منهم خالص
حمزة : اه منها الواطية، طب ليه يفهمونى انها اتطلقت
خالد : لان طول ماهى فى عصمة جوزها مش هتقدر تسحب منك كل الفلوس اللى كانت بتسحبها دى كل شوية
حمزة : لو كانت جت وصارحتنى بالحقيقة كنت ساعدته يقف على رجله من تانى بس بنضافة
خالد : احنا هنضحك على بعض ياحمزة : مانت عارف ان فادى طول عمره شغله شمال، وعمره ماهينضف
حمزة بأسى : كل ما ده وبتأكد انى مش غلطان فى اللى عملته، انا بس صعبان عليا اسم ابويا لو الصحافة والاعلام شموا خبر بالموضوع ده…. الله يسامحك ياعمتى، الله يسامحك
لتدخل عليهم رقية وهى تحمل خديجة وهم يضحكون ويلتهمون المارشميلو بشغف ويرتدون ملابس منزلية متشابهه عبارة عن بنطال بعد الركبة ومن الأعلى كنزة قصيرة عليها رسوم كرتونية مضحكة ويضعون على رأسهم غطاء شبيها بباريهات الشرطة، ليضحك حمزة وخالد فور رؤيتهم بهذا الشكل
حمزة ضاحكا: ماذا تفعلون وما هذا الشكل
خديجة : انا وامى ورقية قررنا ان نرتدى نفس الملابس
ليضحك خالد وهو يأخذ خديجة من رقية ويدغدغها من قدميها لتتعالى ضحكاتها فى حين يتجه حمزة الى الداخل ليفتح باب غرفته ويدلف إلى الداخل ويغلق الباب بهدوء ليرى حياة تجلس بهدوء وتركيز وهى تطالع على هاتفها بعض الاخبار العلمية، وهى ترتدى رداءا يماثل ما ترتدياه خديجة ورقية وترفع شعرها لأعلى دون ترتيب وهى تجمعه بقلم لتتساقط بعض الخصلات بفوضوية ليزيدها جمالا ورقة، وبعد أن توقف الزمن بحمزة وهو يراقبها باستمتاع دون أن تدرى بوقوفه، إذ بحمزة فجأة يناديها بهمس وصل لقلبها قبل اذنها، لتنهض لملاقاته وتدخل باحضانه قائلة : خلصت كلامك مع خالد
ليضم حمزة حاجبيه قائلا بخبث : خالد مين، ثم يديرها أمامه وهو يشاهده بتروى ثم اكمل قائلا : ايه الحلاوة دى كلها، طالعة تجننى
حياة بخجل : دى فكرة رقية : قالت كل البنات يوحدوا اللبس عشان خديجة تبقى مبسوطة، وهى اللى نزلت امبارح جابت لنا اطقم كتير اوى
حمزة مبتسم بشغف : انا قلتلك النهاردة انى بحبك
لتومئ حياة رأسها علامة الرضا، ولكن حمزة يرفع رأسها بسبابته ويقول : بس انا مش فاكر
ليميل عليها مقبلا اياها برقة طاغية ثم قال لها : شكرا ياحياة
حياة باستغراب : على ايه ياحبيبى
ليمسك كفها واضعا اياه على مضخته قائلا : انك رجعتيلى الأمل انه يعيش حلمه فى الحياة
وقبل ان يميل عليها مرة أخرى يسمع طرقات رقيقة متتالية على باب الغرفة وصوت خديجة وهى تنادى على حياة لترتجف حياة بين يديه عند سماع لقبها الجديد من فم خديجة لتسرع إلى الباب وتفتحه وتنحنى اما م خديجة قائلة : نعم يا حلوى القلوب
خديجة : امى انا اريد ان…… وتميل على اذن حياة وهى تهمس لها بشئ ما جعل حياة تبتسم بعيون متغرغرة بالدموع فتاخذ خديجة بين احضانها وتنهض وهى حاملة اياها وتسألها قائلة : هل ذهب العم خالد ام مازال بالخارج
خديجة : لقد ذهب بعد ان لعبنا كثيرا
حياة : حسنا.. هيا بنا
لتقوم بأخذها وتذهب إلى الخارج لتتجه الى المطبخ ووراءهم حمزة، وتقوم بتحضير الطعام لخديجة
حمزة : هى كانت عاوزة ايه
حياة بابتسامة سعيدة : جعانة وعاوزة تاكل
حمزة باستغراب : طب ليه ماطلبتش من عزة واللا وردة
لتنظر له حياة بلوم : وليه ماتطلبش منى انا، مش انا برضة امها
وقبل ان يتحدث حمزة ضربت خديجة بكفها كالعادة معترضة على تحدثهم بالعربية
حمزة : اميرتى الجميلة، هل انتى جائعة بشدة
خديجة : نعم… وطلبت من امى ان تعد لى بعض الشطائر
حمزة : ولم لم تطلبى من الآخرين اميرتى فكلهم رهن اشارتك
خديجة : انا احب ان تصنع لى امى ما اريد مثل كارولين
حمزة بتساؤل : ومن هى كارولين
خديجة : انها ابنة بانى الصغرى
حمزة : ومن تكون بانى هى الاخرى
خديجة : مساعدة جدتى، ثم قالت بحزن : وهى اميرة امها المفضلة
حمزة بعبوس : ولما
خديجة : كانت دائما تطلب ماتريد من بانى وهى تقول لها اريد هذا الشئ امى، فكانت بانى دائما تجيبها قائلة : نعم اميرتى وتصنعه لها على الفور، اما انا فلم يكن لى امى وقتها، كنت انا وجوليا فقط
حمزة بحزن : وماذا عن كيت
خديجة : كنت قليلا ما أراها ، وعندما تأتى كانت تتشاجر مع جوليا، ولا تتحدث معى
حمزة باسف وهو يضم خديجة : سامحينى يا اميرتى، لقد تأخرت عليكى كثيرا، ولكنى اعد لكى مفاجأة ستجعلكى تتقافزين كالنسناس الصغير
خديجة بسعادة وهى تصفق بيديها الصفيرتين : وماهى
حمزة وهو يمسك كفها الرقيق ويحصى على اناملها، يوم ويوم ويوم ثم تعرفينها
خديجة بمرح : اذا بعد ثلاثة أيام
حمزة : وهل تعرفين الاعداد
خديجة : نعم، علمتهم لى امى بالأمس، وشغلت لى على الهاتف افلام جميلة تعلمت منها ان اعد حتى رقم عشرة
ليرفع حمزة عينيه ليلتقى بعينا حياة التى تشاهده بحب بعد ان وضعت الطعام أمام خديجة التى بدأت فى التهامه على الفور ليهمس لها دون صوت : بحبك، لتبتسم عينيها قبل شفتيها وعندما همت بالحديث تاتى رقية وهى تنادى حمزة : ياحمزة تليفونك عمال يرن وانت ولا انت هنا
حمزة : مين
رقية : سيادة العميد
ليأخذ منه الهاتف ليجيب قائلا : السلام عليكم، ازى حضرتك
………
حمزة بانتباه : طب وراى حضرتك ايه
………………
حمزة وهو يجيل عينيه بين حياة ورقية : انا لغاية دلوقتى ماحدش عرف انى فى مصر
……………..
حمزة : اللى تؤمر بيه حضرتك، بس انا لازم ابقى موجود
…………….
حمزة : حضرتك عارف انى بعرف اتحكم فى غضبى كويس
……………
حمزة : تمام يافندم، هبقى عند حضرتك فى المعاد
ليغلق الهاتف ثم ينظر لحياة ورقية قائلا : قرروا يهاجموا المخازن بتاعتهم النهاردة ويقبضوا عليهم متلبسين، خايفين لايهربوا
رقية : طب ماهو ممكن ينكروا
حمزة : التسجيلات اللى تمت كلها بأمر النيابة، وعاوزين يطلعوا تصريح بالقبض على اللى بيشتروا منهم الماكس بعد اعترافاتهم من غير شوشرة عشان مايحصلش مواجهه مسلحة، عاوزين ياخدوه من بيته
حياة بخوف : والكلام ده امتى
حمزة : بعد ساعتين، يادوب اغير هدومى واروحلهم
لتنتفض حياة من مكانها ولأول مرة على مدى مايقرب من ثمانية أعوام يسمع صوت حياة عاليا بغضب فانتفضت صارخة بحمزة : انت اتجننت ياحمزة، تروح فين، ده شغل البوليس، ثم وبعدين ممكن يحصل ضرب نار، ايه اللى يوديك وسط كل ده، ايه…. مش خايف على روحك…خاف على بنتك… اختك، وانا…. ايه.. مافكرتش فيا لو حصللك حاجة انا هعمل ايه….. ليه كده ليه.. متبقاش انانى ياحمزة
لتجلس على الارض وهى منهارة بشدة ليجذبها حمزة محتضنا اياها بيمناه وهو يضم رقية وصغيرته التى احست بالخوف دون علمها بالسبب بيسراه قائلا : انا مش انانى ياحياة
انا بس عاوز اتطمن ان مش هيبقالهم ديل تانى ممكن يطول ويأذى اى حد فينا من تانى
رقية وهى تحاول لملمة كلماتها من رهبة الموقف : ايوة ياحبيبى… بس حياة عندها حق، افرض لا قدر الله حصلت مواجهة بينهم وطلقة طاشت كده واللا كده يبقى ليه
حياة وهى لازالت على بكائها : وبعدين ربنا سبحانه وتعالى قال ' ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة'
حمزة : صدق الله العظيم، حاضر ياحياة، حاضر يارقية هفضل معاكم
ليتبادلا الاحتضان، بينما حمزة شارد فيما سيحدث