رواية عروس بلا ثمن الفصل الرابع وعشرون 24 بقلم ايمي نور
الفصل 24
عروس بلا ثمن
داخل مكتب فريد شكرى وقف عزت يفرك
كفيه بتوتر فى انتظار العاصفة القادمة
بهدوء ماقبل العاصفة
=يعنى حضرتك عاوز تقولى اننا مش هينفع
ندخل المناقصة الجديدة علشان مفيش سيولة كافية
ليها مش كده ولا انا سمعت غلطت
عزت بتلعثم وخوف
=يافريد باشا احنا حاولنا اننا نبظبط الامور
بس صدقنى مش ممكن ده يحصل الا لو.....
نهض فريد صارخا بعنف يضرب بكفيه فوق
سطح مكتبه بشدة جعلت عزت يقفز رعبا فى
مكانه
= مليش فيه تتنيل وتقعد مع شوية التيران
اللى مشغلهم دول وعلى اخر اليوم تجيبلى
الورق ويكون كل حاجة جاهزة فيه
وقف عزت بتردد للحظات لا يدرى كيف له
الخروج من هذا المأزق لكنه اخذ قراره لينطقه
سريعا دون لحظة تردد
=كده مفيش حل ادمنا غير اننا نلغى كل
تعاملاتنا كلها الفترة الجاية علشان نقدر نوفر
السيولة اللازمة
جلس فريد فوق مقعده مره اخرى عاقد
حاجبيه بتفكير لدقائق ساد خلالها الصمت
يراقبه عزت بتوجس وتوتر حتى تحدث اخيرا
بصوت هادئ متمهل
=مش مشكلة انا موافق على الحل ده
والصفقة الجديدة ارباحها تغطى على ايه
خسارة هتحصل المهم عندى اخدها انا ومش
ابن الحديدى انت عارف ان الصفقة دى
هتدخلنا السوق من اوسع ابوابه
عزت بتمهل وحذر
= ممكن هما كمان ميقدروش عليها الصفقة
كبيرة ومحتاجة سيولة جامدة مش اى حد
يقدر يوفرها.
تراجع فريد الى ظهر مقعده مبتسما بخبث
قائلا
=متقلقش انا متاكد انه مش هيقدر عليها وده
اللى مخلينى متمسك بالصفقة بس الخبر
الاكيد هيجيلى النهاردة علشان كده لازم كل
حاجة تكون جاهزة قبل ما يوصلنى الرد فاهم
ياعزت و تفهم التيران التانية هما كمان
ثم اكمل مشيرا اليه بالانصراف باصابعه
=يلا اخفى من ادامى دلوقت وماشوفش
وشك الا وكل حاجة تمام.
التفت عزت فى اتجاه الباب سريعا مغادرا هامسا بقلق
=انت حر انا حاولت معاك انت بقى اللى مصمم
= يعنى كده مفيش اى امل لينا فى الصفقة دى
زفر رائف بحنق فور نطقه لكلماته تلك يتراجع
الى ظهر مقعده باحباط ليسرع ياسر قائلا
=مش ممكن نحاول نتصرف يعنى نعمل اى محاولة او حتى.......
قاطعه رائف باحباط قائلا
=ازاى مانت شايف السيولة اللى معانا
متكفيش ربع المبلغ المطلوب ومفيش وقت
نتصرف من اى ناحية
اخفض ياسر راسه صامتا باحباط هو ليلتفت
رائف الى شاهى الوافقة تتابع ما يدور بصمت
وانتباه يشير الى الملف الموضوع فوق مكتبه باهمال
= خدى ياشاهى الملف ده اركنيه مبقاش ليه
لزوم دلوقت وروحى انتى ظبطى مواعيد
باقى اليوم
التقطت شاهى الملف سريعا قائلة باحترام
= تحت امرك يا رائف بيه
ثم غادرت بخطوات سريعة تغلق الباب خلفها
بهدوء ليلتفت رائف سريعا الى ياسر قائلا
=ياسر عاوزك تسمعنى كويس والكلام اللى
هقوله يتنفذ بالحروف
ثم اخذ يتحدث بهدوء وحزم لتتسع عينى
ياسر بذهول كلما استمر فى الحديث ليهتف
فورا انتهاءه
=طب ازاى واحنا لسه قايلين من شوية ان السيولة مش هت.....
قاطع رائف حديثه يهتف به بحزم
=ياسر صحصح معايا كده وانسى اى كلام
اتقال هنا من شوية ونفذ اللى قلته بالحرف
والملف الجديد عاوزه ادامى بالكتير على بكرة
ثم رفع سبابته محذرا
=ياسر الملف الجديد ده محدش يعرف بلى
فيه غيرى انا وانت فاهم
هز ياسر بالايحاب سريعا قبل ان يتسأل قائلا بتوجس
= طب والسيولة يارائف عرفنى بس هندبرها ازاى
تراجع رائف الى ظهر مقعده وعينيه تلتمع
بقوة قائلا
=متقلقش يا ياسر السيولة ادبرت و كل حاجة
معمول حسابها بس ازاى ما قلت اهم حاجة
محدش يعرف حاجة عن الموضوع ده غيرى
انا وانت
هز ياسر راسه قائلة باحباط
=مش لما اعرف انا الاول ابقى اعرف غيرى
عموما ماشى يا سيدى هجهز كل حاجة واجيلك
ثم نهض فوق قدمه ببطء بغية المغادرة
ليوقفه صوت رائف قائلا بمزاح
=قولى انا شايف ان رجلك اخدت على مكتب
الاستقبال اليومين دول زيادة عن اللزوم خير فى حاجة
ظهر الارتباك والاحراج فوق وجه ياسر قائلا
بتلعثم
=هيكون فى ايه يا عم ....احنا كنا بنحاول انا ومها.... يعنى....
اسرع بتصحيح جملته حين ارتفع حاجب
رائف مستفهما بخبث قائلا
=اقصد انا يعنى كنت بحاول ..اننا ...اقصد ....
هتف بحدة حين رائ اتساع ابتسامة المعرفة
فوق فم رائف قائلا
=بقولك ايه طلعنى من دماغك وخليك فى
بلاويك وملكش دعوة ببلاوى غيرك
ارتفعت ضحكة رائف الصاخبة قائلا بعدها
بمشقةوعيون دامعة
=لاااا متقوليش انك بقيت بتعتبرها من
البلاوى الخاصة بسعاتك
جز ياسر فوق اسنانه بحنق يضم قبضه بغيط
قبل ان يتجه ناحية الباب وهو يهتف
= اه انت شكلك رايق وهتطلع روقانك ده عليا
اناامش فضيلك هاروح اشوف ورايا ايه واعمله
تابعه رائف بعيون مرحة وهو يغادر المكتب
بخطوات سريعة متوترة للحظات قبل ان
يتعالى صوت رنين هاتفه ليعتدل فى جلسته
فور ان رأى هاوية المتصل يجيب سريعا بلهفة وشوق
=زينة ..وحشتينى ....
عقد رائف حاجبيه بقلق يستمع لها للحظات
قبل ان يحدثها بنرة هادئة مطمئة
=طب اهدى ومتعمليش فى نفسك كده وانا
دقايق وهكون عندك
صمت لثوانى يستمع لها قبل ان يزفر بقوة
قائلا بهدوء محاولا تهدئتها
=طب علشان خاطرى متعيطيش انا حالا
هكون عندك وهشوف ده حصل ازاى بس انتى
متزعليش نفسك
صمت لثوانى يستمع لها ثم ابتسم برقة قائلا بحنان وهو ينهض من مكانه
=لاا مش زعلان منك وبطلى عياط بقى والا
هزعل منك بجد وانتى عارفة انا بتصالح ازاى
وبأيه والمرة دى مفيش تنازل
ابتسم بحنان حين وصل الى مسامعه ضحكتها
الخجولة ليهمس لها بحب
= يلا دقايق وهكون عندك حالا ومش عاوز دموع تانى
اغلق الهاتف بعد دقائق قضاها فى التحدث
والاستماع اليها بعيون ملتمعة بحنان وشغف
ثم يتوجه مغادرا بخطوات متمهلة هادئة يعلم
جيدا ان لا داعى لقلقه فهو يدرك جيدا من
فعلها دون مجهودا او تفكيرا منه كثير و
ليكون اكثر وضوحا يعلم جيدا من(فعلتها)
=يعنى مكنتش لاقى مكان انضف من ده اقعد فيه
زفرت سهيلة حانقة عينيها تدور فى ارجاء
تلك الغرفة الضيفة بجدرانها المتصدعة
المشبعة بالرطوبة وهى مستلقية فوق ذلك
الفراش المتهالك ليجيبها بغضب ذلك الشاب
المستلقى بجوارها فوقه تغطيهم ملاءة باهتة الالوان
=احمدى ربنا انى عبرتك اصلا دانا مشفتش
خلقتك من تلات شهور وزيادة من يوم ما سى
رائف بتاعك ورث وحطتيه تانى فى دماغك
ثم التفت اليها يطالعها بحنق يكمل قائلا
= انتى فاكرة انى مش عارف انك لو امورك
كانت سلكت معاه ورجعتى ليه مش هتردمى
على صفحتى وعمرى ماكنت هشوف خلقتك تانى
سحبت سهيلة نفس عميق سجارتها قائلا بلا اكتراث
=وانت كمان فاكرنى هصدق انك ساعدتنى لله
فى الله يا وليد يا حبيبى انا وانت فاهمين
بعض كويس انت طول علاقتنا كنت بتاخد
منى اللى يكفيك من فلوس ولبس وعيشة
مكنتش تحلم بيها وانت حتة مدرب ولا
تسوى شغال فى جيم وانا كمان خدت منك
اللى كان ناقصنى فى جوازتى من الزفت فريد
فبلاش النغمة دى معايا
اختطف وليد السيجارة من بين اصابعها
يرفعها الى شفتيه جاذبا لنفس عميق منها قبل
ان يزفره ببطء قائلا بشماتة من بين الدخان
المفرج عنه من بين انفاسه
= واديكى لفيتى لفتك ورجعتى تانى
للمايسوى تطلبى منه المساعدة بعد ما اخدتى
القلم التمام من حبيب القلب واللى خسرك كل
حاجة حتى نعيم البيه جوزك اللى بعتيه علشانه
اعتدلت سهيلة فى الفراش لتسقط عنها
الملاءة كاشفة عن جسدها العارى تهتف بحنق
=وليد اتعدل فى كلامك ومتنساش نفسك
وشوف انت بتكلم مين
التفت لها وليد سريعا يطبع قبلة رقيقة فوق
شفتيها قائلا بحنان مصطنع
=انتى زعلتى يا روح قلبى انا مقدرش ابدا
على زعل حبيبى منى
سهيلة بحنق وهى تتراجع بظهرها فوق حاحز الفراش
=خلااص انتهينا ..خلينا نتكلم فى المهم
وتعرفنى هتعمل ايه
وليد وهو يطبع قبلة فوق كفها قائلا برقة
=متقلقيش انا هتصرف فى كل حاجة بس
نهدى يومين كده نشوف الامور هتمشى ازاى
وبعدين انا هتصرف
سهيلة باهتمام وعينيها تلتمع بالجشع
=عاوزة سعر حلو فيهم يا وليد ده فيهم طقم
ده لوحده بمبلغ وقدره
هز وليد راسه بالموافقة ينحنى فوقها ياخذها
بين ذراعيه قائلا وعينه تلتمع بالشهوة والطمع
=متقلقيش يا قلبى من الناحية دى ابدا بس
مش كفاية كلام ونركز بقى فى المهم
ابتسمت له باغراء تزداد هى الاخرى اقترابا
منه قبل ان يستسلما لشيطان شهوتهم غارقين
فى بحور الخيانة والطمع
ما ان دلف الى داخل الفيلا حتى وجدها تسرع
اليه كالاعصار اليها تضم نفسها اليها دافنة
وجهها فى عنقه تهمس بارتجاف وخوف
= شوفت يا رائف اللى حصل المجوهرات
والدهب كله اختفوا انامش عارفة ....
ابعدها عنه رائف برفق قبل ان ينحنى فوقها
قاطعا حديثها بقبلة رقيقة حنونة فوق
شفتيها هامسا فوقهم ببطء
=فداكى دهب ومجوهرات الدنيا كلها المهم عندى انك بخير
خفضت زينة عينيها قائلة واحساس بالذنب والحزن يسيطر عليها
=بس ده فيهم العقد اللى جبته ليا يوم فرحنا
ده كان اول هدية منك ليا
عقد رائف ذراعيه فوق خصرها يقربها منه
وهو يقبل عنقها بحنان هامسا فوق بشرتها الرقيقة
= هجيبلك الف غيره بس مش عاوز اشوف اى زعل فى عيونك الحلوة دى
رفعت ذراعيها تتطوق بهم عنقه فتستكين
بجسدها فوق جسده للحظات قبل ان تبتعد تسأله باهتمام
= مش هنبلغ البوليس علشان يجيبوا اللى سرق
هز راسه برفض قائلا بحزم وهو يتجه بها فى
اتجاه غرفة المعيشة
=ملهوش لازمة البوليس انا عارف مين اللى
عملها وهعرف ازاى اجيبه
عقدت زينة حاجبيها بشدة يتملكها الفضول تسأله
=طب وعرفت هو مين ازاى
لمس رائف انفها بنعومة قائلا بهدوء
=قصدك تقولى عرفت هى مين ازاى
ظلت زينة عاقدة لحاجبيها بشدة تظهر فوق
ملامحها التفكير الشديد للحظة قبل ان تهتف
وعينيها تتسع بذهول و معرفة
=تقصد تقول انها ....
هز رائف راسه بالايجاب لتسرع زينة قائلة بصدمة
=طيب ازاى تعمل حاجة زاى دى ده متجوزة
رجل اعمال كبير وحسب ما سمعت عنها بنت
ناس مبسوطة يبقى ازاى تعمل كده
رفع رائف كتفه قائلا بعدم اكتراث يجلس فوق
الاريكة ويجلسها معه ضاما لها الى صدره
=الطمع ..وسهيلة طول عمرها طماعة وكلبة
فلوس ومش مهم تجيبها ازاى المهم تبقى معاها
صمتت زينة تضع راسها فوق كتفه لا تدرى
ماذا تقول حتى سألها رائف باهتمام
=عرفتى ازاى انهم اختفوا انا مشفتكيش لبستى حاجة منهم قبل كده
رفعت راسها عن كتفه تتلاعب بازرار قميصه
وهى تتهرب بعينيها عنه قائلة بهمس خجل
= اصل يعنى ...كنت بفكر ....انى يعنى ...
البس العقد مع فستان واننا يعنى ....
اسرع رائف هاتفا وعينيه تلتمع بالاثارة ينهض
من مكانه ويجذبها معه قائلا بلهفة
= وانا موافق اووى على الفكرة دى يلا بينا
زينة بحزن ارتسم فوق ملامحها قائلة باحباط
=لا ماهو مش هينفع بقى ما العقد خلاص اتسرق
جذبها رائف اليه يلف خصرها بذراعه يرفع
وجهها اليه بانامله غامزا لها وهو يقول بمرح
=لاا من الناحية دى مفيش مشكلة خالص بس
انا عندى شرط
زينة بتساؤل وبراءة
= مفيش مشكلة ازاى؟ وايه هو الشرط ده ؟
لم يتردد رائف لحظة واحدة ينحنى عليها
فيختطفها حاملا لها بين ذراعيه لتصرخ هى
باسمه بمفاجئة ليتوقف عن الحركة يضمها اليه
بشده حتى تقارب وجههم لا يفصل بينهم
سوى انشا واحدا عينيه تتوقف فوق شفتيها
هامسا امامهم بحنان
=عيون رائف وقلبه كمان تحت امرك يا زينة القلب
خفضت عينيها عنه تشتعل وجنتيها من شدة
خجلها ليهتف رائف بسعادة صاخبة
=يخرب بيت كسوفك اللى هيجننى ده بس
مين د يا انا ياهو النهاردة
ثم يسرع بها باتجاه الباب مغادرا يصعد بها
الدرج كل درجتان معا بسرعة ولهفة كما لو
كان وزنها بين ذراعيه لا يذكر اما هى فكانت
تدفن وجهها بين حنايا عنقه تبتسم بخجل
سعيدة به وبكل حياتها معه لا تتخيلها بدونه
لو للحظة واحدة
داخل تلك الشقة الخاصة بفريد جلست شاهى
تهز قدميها بقلق وهى تلوك شفتيها بتوتر بينما
جلس فريد فوق احدى المقاعد يضع قدما
فوق اخرى براحة يطلع احدى الملفات باهتمام
للحظات قبل ان تهتف شاهى بتوتر
=خلاص يا فريد ولا ايه انا لازم امشى
حالا علشان ارجع الملف مكانه
رفع فريد عينه عن الملف يلقى به فوق
الطاولة امامها ينظر اليها باهتمام قائلا
=خلاص يا ستى الملف عندك اهو اساسا
مفهوش حاجة جديدة كل اللى فيه انا عارفه
نهضت شاهى من مقعدها تهتف باستنكار
=نعم يا سى فريد يعنى ايه مفهوش جديد
ولما هو كده خلتنى اجيبه واجيلك ليه
لترفع سباتها امام وجهه تكمل محذرة
= اوع تكون ناوى تاكل عليا عمولتى ساعتها
هخلى عاليها وطيها وانت عارف انى مجنونة واعملها
نهض فريد من مقعده يقترب منها ببطء
وهدوء يبتسم بخبث قائلا
=كده يا شاهى هو انا عمرى اخرت عليكى حاجة قبل كده
شاهى بتوتر وقلق قائلة
=ماهو انت اللى كلامك مش مريح وعمال تلف ودور
ظل فريد يبتسم لها ابتسامة القرش فى
شراستها
=لاا يا حبيبتى مفيش لوع ولا حاجة وحقك
هيوصلك لحد عندك بس بعد الصفقة ما تبقى فى جيبى
شاهى باستنكار
=وانا مالى بالليلة دى يا فريد افرض خسرتها
ادام اى شركة تانية ذنبى انا ايه بقى
صرخت بألم شديد حين قبض خصلات شعرها
يجذبها منه بعنف قائلا بشراسة وجنون
=لااا مفيش كلام من ده الصفقة دى بتاعتى
وليا انا فاهمة ولا لاا
هزت راسها ببطء بالايجاب تمتلئ عينيها
بدموع الالم ترى عينيه تتراقص بداخلها
شرارات جنونه للحظات ظنت خلالها بأن
حتفها قادم لا محالة بيد ذلك المجنون لتشهق
بارتياح حين تركها اخيرا يتجه مرة اخرى
ناحية مقعده مرة اخرى يمد يده داخل جاكيت
بذلته يخرج منه روقة صغيرة يلقى بها بعدم
اهتمام فوق ارضية الغرفة باتجاهها قائلا باحتقار
=خدى ده شيك تمن الملف ومجيك بيه لحد
هنا علشان تعرفى مش انا اللى باكل حق
وتعب الناس اللى معايا
انحنت شاهى بلهفة تختطف قطعة الورق
الملقاة ارضا ثم تعتدل تنظر اليها بجشع تلهث
بطمع ناسية تماما كل ماحدث منذ قليلا
=وانا تحت امرك يا فريد بيه كل اللى تؤمر بيه يتنفذ
تراجع فريد فوق مقعده يضع قدما فوق اخرى
بتكبر ينظر اليها قائلا باحتقار محذرا
= غصب عنك او بمزاجك هيحصل يا حلوة
=مش ممكن يا رائف استحالة اعمل كده
ضربت زينة الارض بقدميها بطفولية تلتفت
الى رائف المستلقى فوق الفراش براحة يضع
يديه خلف راسه مراقبا لها بخبث وتسلية
وابتسامة صغيرة مرحة تتعالى فوق شفتيه
لتزفر بقلة حيلة قبل ان تقول باستعطاف
=علشان خاطرى يا رائف طب اقولك هلبس
القميص الازرق بتاع المرة اللى فاتت ده
حتى .....
نهض رائف من مكانه عينيه تخبرها بما ينوى
فعله يسرع فى اتجاهها فتصرخ قاطعة
حديثها معه فور نهوضه تجرى تحاول الفرار
من الغرفة لكن كان هو الاسرع فاستطاع
الامساك بها قبل بلوغها الباب ممسكا بخصرها
يلفها بين ذراعيه يتراجع بها الى الخلف حتى
استند بظهرها الى الباب فاصبحت محاصرة
بجسده يقف مكانه يمر بعينيه فوق ملامحها
بنعومةللحظات كانت خلالهم تتسارع ضربات
قلبها بسرعة وعنف تحبس انفاسها بترقب
وهى تراه يقترب بوجهه شفتيه فوق اذنيها
هامسا فيها بخبث
=اسمعى الكلام يا زينة والا هزعل وانت
عارفة علشان تصالحينى ساعتها هتعملى ايه
اخذت نفسا عميقا تحاول به تهدئة ضربات
قلبها ثم رفعت عينيها اليه قائلة بتحدى ودلال
=كده او كده انت هتزعل لانى مش ممكن
اعمل اللى بتقول عليه ده
ساد الصمت بقوة ارجاء الغرفة عينيه تدور
فوق وجهها للثوانى يرى نظرة التحدى والتى
حاولت الحفاظ عليها داخل عينيها ثم تجهم
وجهه بشدة تتراخى ذراعه من حول خصرها
يتحرك من مكانه مبتعدا عنها دون ان يوجه
لها كلمة واحدة باتجاه الخزانه يفتحها يتناول
من داخلها ملابس للنوم ثم يسرع فى اتجاه
الحمام يغلق بابه خلفه بهدوء تاركا لها تقف
مكانها تراقبه بذهول وهى تلوك شفتيها بتوتر
قبل ان تزفر بحنق قائلة
=اهو زعل منى تانى بس اعمل ايه ماهو بلى
طلبه ده يبقى قليل الادب اوى
وقفت مكانها حائرة لثوانى ثم تحركت باتجاه
تلك الحقيبة الورقية الملاقاة فوق احدى
المقاعد والتى قامت عزة باحضارها منذ قليل
الى هنا بناء على طلب رائف تنظر بداخلها ثم
ترفع وجها شديد الاحمرار تتساءل كيف كانت
غافلة عن تلك الحقيبة لم تراها لحظة دخوله
للمنزل ثم تذكرت حين القت بنفسها بين
ذراعيه امام الباب فور رؤيتها له فيلقى بما
يحمله ارضا ليستقبلها بين ذراعيه وهاهى
تنظر الان الى ما بداخلها بتوجس وخشية كما
لو كانت تنظر الى افعى ستقفز فى وجهها فى اى لحظة
..................
خرج رائف من الحمام ممسكا بمنشفة صغيرة
يجفف بها شعره بخشونة وهو يسير باتجاه
الفراش لتناديه بصوت رقيق خجل فيتوقف
عن حركته ملتفتا لها ببطء وفور ان وقعت
عينيه فوقها فتسقط المنشفة من بين يديه
ارضا عينيه تمر فوقها بذهول تلتمع فورا
بشغف ورغبة يقف مكانه مذهولا كتمثال من
حجر لا يتحرك فيه شيئ سوى عينيه والتى
اخذت تمر فوق تلك الحورية بشعرها المنسدل
حتى خصرها وجهها الرائع يتزين بحمرة
خجلها وهى تتهادى فى خطواتها فى اتجاهه
لكن اكثر ما اذهله وجعل النيران تشتعل
بجسده هو ذلك القميص الرائع والذى يصل
طوله لفوق ركبتيها بعدة انشات حمالات
رفيعة وصدر شفاف ولونه القرمزى الذى
انعكس لونه فوق بشرتها الرقيقة لتجعلها اكثر
توهجا وجمالا خطف منه الانفاس فلم يكن
يظن حين وقع اختياره عليه ان يكون بهذا
الجمال والروعة فوق جسدها فحاول ابتلاع
لعابه بصعوبة حين توقفت خطواتها امامه
تصل الى انفه رائحتها الرائعة تشعل نيرانه
اكثر واكثر فحاول اظهار التماسك امامها لكنها
لم تمهله فرصة حين وجدها ترتفع فوق اصابع
قدميها تستند بكفيها فوق صدره لتقبله فوق
وجنته برقة هامسة
=متزعلش منى اخر مرة مسمعش الكلام
حاول التحدث عدة مرات ردا عليها يحاول
اجلاء صوته لكن تفشل محاولاته فيخرج
صوته اجش متحشرج لا يمت لصوته ابدا
بصلة قائلا بغضب مصطنع وحاجبين منعقدين بشدة
= لاا زعلان وانتى اساسا مش همك زعلى
اسرعت زينه برفع ذراعيها تلفهم حول عنقه
تضم نفسها اليه قائلة بلهفة
=لاااا انا مقدرتش تفضل زعلان منى بالشكل
ده وبعدين وانا عملت اهو اللى قلت عليه
اقترب بوجهه منها يهمس امام شفتيها تلتمع عينيه بخبث قائلا بتمهل
=لا لسه يا زينة النص التانى
ابعدت وجهها عنه هاتفة بخجل وارتباك
=لااا كده وبس يا رائف
تظاهر بالتحرك مبتعدا عنها عاقدا حاجيبه مرة
اخرى بحزن مصطنع فتسرع بالتشبث به اكثر
وهى تزيد من التصاقها به توقفه عن الحركة
قبل ان تهمس برجاء
=طب ولو قلتلك علشان خاطر اغلى حاجة
عندك علشان خاطر زينة هتقول ايه
زفر باحباط مستسلما فترتسم ابتسامة فرحة
فوق شفتيها تعلم انها قد كسبت المعركة لكن
اتت كلماته التالية فتمحو تلك الابتسامة
سريعا يحل مكانها الشك والقلق حين قال بهدوء
=موافق بس بشرط
ثم صمت يمرر ابهامه فوق حاجبيها المعقودين
بقلق يكمل بنعومة ورقة
=بلاش ترقصى لوحدك نرقص انا وانت سوا
هتفت زينة بشك وحيرة
=وده هيبقى ازاى بقى
امسك بيديها برقه بين انامله يتجه بها
بخطوات سريعة فى اتجاه طاولة الزينة
يلتقط هاتفه الملقى فوقها يتلاعب به للحظات
فترتفع منه انغام رقيقة هادئة ثم تركه مكانه
يفتح احدى الادراج يلتقط من داخله علبة
متوسطة الحجم سوادء ثم يلتفت اليها مرة
اخرى يقف خلفها يوجه جسدها امام المرءاة
فتتقابل اعينهم للحظات من خلالها بنظرات
تتحمل الكثير والكثير قبل ان يخبرها بان
تغمض عينيها بصوت اجش رقيق ففعلت ما
قاله دون لحظة تردد يتعالى صوت تنفسها
وهى تشعر بشيئ بارد ثقيل يطوق عنقها
ترتجف بقوة حين شعرت شفتيه تلثم عنقها
فوق العرق النباض بجنون فى تلك اللحظة
برقة وحنان هامسا لها ان تقوم بفتح عينيها
لتفعلها ببطء وترقب تتسع عينيها بذهول حين
طالعتها صورتها فى المرءاة وتلك القلادة
تتراقص بلمعانها فوق بشرة عنقها فترفع
اناملها تتلمسها برهبة تسأله بصوت خافت مذهول
=ده علشانى انا
لم يجيبها بل لف ذراعا واحدة حول خصرها
يجذبها اليه بقوة حتى التصق ظهرها بصدره
يقبل كل انش من عنقها بتمهل ورقة يتذوق
نعومة بشرتها تخت شفتيه فتغلق عينيها
استجابة لتلك المشاعر الثائرة بداخلها فى تلك
اللحظة تشعر به يحركها ويتحرك معها فوق
انغام الموسيقى الناعمة ببطء وتمهل ليظلا
يتحركا معا بتناغم للحظات طوال عذبة حتى
لفها رائف لتصبح فى مواجهته ينحنى على
شفتيها يقبلها بلهفة وحنان يهمس مابين كل
لمسة واخرى منه لشفتيها
= نفسى اجيب الدنيا بكل مافيها ليكى...
علشانك انتى وبس... مش عاوز فيوم حاجة
تزعلك ولا اشوف حزن فى عيونك دى ابدا
همست زينة هى الاخرى بكل ما تحمله بداخل
قلبها من حب له وحده لا يشاركه فيه احد ابدا
ولا حتى بمثقال ذرة
= وانت هنا معايا فى حضنى وبين اديا..
اللحظة دى عندى بالدنيا بكل مافيها ومش
عاوز حاجة تانية غيرك انت وبس
تجمد جسد رائف ينظر اليها بعيون تلتمع
بنيران مشاعره بعد نطقها بتلك الكلمات والتى
اضاءت كل مكان مظلم بداخله فتشع بداخله
نار هوجاء داخل قلبه لينحنى فوق شفتيها
يقبلها قبلات مجنونه شغوف تخبرها بكل ما لا
تستطيع به الكلمات التعبير عنه فى تلك
اللحظة تسرقهم مشاعرهم بعيدا الى عالم