رواية حمزة وحياة الفصل الثاني وعشرون 22 بقلم ميمي عوالي
الفصل الثانى والعشرون
تنزل الصغيرة من السيارة لتجد حمزة وحياة بانتظارها فتصرخ قائلة ببهجة : دادى
ليتسمر حمزة مكانه وهو لا يستوعب ماسمعه من لحظات حتى تنبه إلى اندفاع الصغيرة لترتمى عليه وتحتضن قدماه وهى ترفع رأسها اليه بابتسامة تخطف القلوب لينحنى عليها حمزة ورفعها محتضنا اياها بحنان وشوق قائلا : اشتقت اليك يا أميرة المارشميلو
لتضحك الصغيرة بمرح قائلة : كيف أكون أميرة المارشميلو وانا حتى لا أمتلك قطعة مارشملو صغيرة
ليقهقه حمزة قائلا : سوف اجلب لكى جبلا من المارشميلو لتجلسى فوق عرشه وتصبحى وحدك انتى اميرته
لتضحك الطفلة بسعادة وهى تنظر إلى حياة التى تمتلئ عيونها بدموع الفرح : الن تحيي أميرة المارشميلو!
لتلقى حياة بنفسها عليهم ليتلقفها حمزة محتضنا اياها بذراعه الأخرى ليضحكوا ثلاثتهم ويتجهوا إلى الداخل
………….
فى القاهرة تجلس ثريا بغيظ أمام نورا التى تجلس كالطاووس بجوار خالد وهى متباهية بنجاحها من قربه والسيطرة عليه
ثريا : وهتأمنلى مستقبلها ازاى بقى يادكتور خالد
خالد بثقة : يوم كتب كتابنا هحطلها فى البنك مليون جنية… ده مهرها ده غير طقم الماظ من أشهر الماركات…. شبكتها
ثريا بجشع : طب والشقة والمؤخر
خالد وهو يبتسم بجانب شفتيه : المؤخر اللى تؤمرى بيه ياثريا هانم.. انا عمرى كله لنورا.. أما بالنسبة للشقة فدى هدية جوازنا منى ليها شقة تمليك متصممة ومفروشة عن طريق اكبر مصممين الديكور فى البلد كلها باسمها وتستلم عقدها فى ايدها يوم كتب الكتاب
لتلتمع عينا نورا بسعادة فى حين قالت ثريا بمكر : انت طبعا عارف انى ماليش غير نورا وعشان كده عاوزة اتطمن عليها وبما ان جوازكم هيبقى غير معلن فنورا من حقها انها تشتغل فى وظيفة مرموقة بدخل كبير
خالد : من الناحية دى ماتقلقش ابدا، انا ونورا لازم نحط ايدنا ف ايدين بعض لحد مانوصل لهدفنا
ثريا بلهفة : يعنى هتشغلها فين
خالد : فى مكتب حمزة ذات نفسه، مع حياة
نورا وهى تنتفض من مجلسها : ايه! حمزة عمره ماهيوافق
خالد : دى بقى سيبيها عليا، لكن على شرط
نورا : اللى تقول عليه
خالد : مظهرك يفضل زى ما شوفتك اخر مرة واسع وطويل وحشمة…. يعنى من الاخر كده عاوزك تتحجبى … لانى بغير ده اولا وثانيا عشان حمزة مايتلككش بشكلك
نورا بامتعاض : ماشى…. أيه كمان
خالد : حياة… تتعاملى معاها كويس عشان ماتعمليش مشاكل تعطلنا عن هدفنا… مفهوم
نورا بضحكة ماجنة مليئة بالشر : الا مفهوم
وفى تلك اللحظة يسمعوا رنين هاتف ثريا التى ترد على الهاتف وهى تسمع بريبة ولا تتحدث وماهى الا ثوانى حتى اغلقت الهاتف وهى تنظر إليهم بانتصار قائلة : يمكن نحتاج نعدل فى الخطة شوية…….. حمزة وحياة تعيشوا انتو
لينتفض خالد وهو يسألها بلهفة : ايه اللى حصل
ثريا بشر : الكوخ ولع باللى فيه وزمانهم بقم كلهم حتة فحمة
خالد وهو يحاول السيطرة على غضبه حتى لا يقتلها : تمام…. نستنى لما نشوف هيحصل ايه وبعد كده نقرر
نورا باستغراب : انت مازعلتش على حمزة…. معقول زعلان منه للدرجة دى
خالد وهو متماسك : اى حاجة تحصلله برة البلد… طالما احنا بعيد وفى الأمان يبقى خير
لتبتسم ثريا وهى تربت على صدر خالد قائلة : ماتتصورش سعادتى بيك قد ايه
خالد : ولا انتى كمان تقدرى تتصورى انا بخطط عشان مستقبلنا بايه
……………..
يخرج خالد من منزل ثريا ليتجه إلى سيارته وما ان أدار محركها وانطلق حتى قام بالاتصال على حمزة وما ان اجابه حمزة حتى صرخ خالد قائلا : حمزة.. انتو بخير كنتم فى الكوخ لما اتحرق
حمزة ضاحكا : هى الاخبار لحقت توصل
خالد وهو يسب ويلعن تحت أنفاسه : لسه نازل من عندهم والخبر جالها واحنا قاعدين
حمزة بشجن : ماتقلقش ياخالد احنا كلنا بخير وكمان معانا خديجة
خالد باستغراب : خديجة مين
حمزة بمرح : خديجة حمزة زيدان… لاهو انت فاكر انى كنت هسيبها بالاسم المايص اللى امها سمته لها ده
خالد ضاحكا : مبروك يا ابو خديجة، وناويين ان شاء الله ترجعوا بالسلامة امتى
حمزة : اول ما أوراق خديجة تبقى جاهزة هنيجى على طول ماتقلقش…. اسبوع بالكتير ان شاء الله.. مش هنتأخر عليك
خالد : طب بقوللك… ابعتلى صور خديجة
حمزة : ده بعينك…. لما تشوفها ع الطبيعة
خالد : خليك جدع واقف جنب اخوك
حمزة : وصور بنتى ايه علاقتها بوقوفى جنبك من عدمه
خالد وهو يبتسم بحنين : اختك نفسيتها وحشة اوى بسبب اللى بيحصل… عاوز اخرجها شوية من اللى هى فيه
حمزة بخبث : خلاص هبعتلها الصور
خالد : تصدق انك رخم…. مش عاوز منك حاجة
حمزة ضاحكا : خد بس هقوللك
خالد بعبث : ولا تقوللى ولا اقوللك، انا بطلب منك ليه اصلا، انا هكلم حياة اطلب منها اللى انا عاوزة وهى عمرها ماهترفضلى طلب
حمزة صارخا : إياك تعملها ياخالد… اياك اعرف انك كلمتها… وانا ماخليكش تشوف ضل رقية حتى
خالد : يبقى تتلم وتبعتلى الصور من غير ماتصيع عليا انا
حمزة : غور يا بن عم عبدالله
خالد : اغور وهتبعت
حمزة : خلاص يا زفت هبعت… غور بقى
لتأتى عليه حياة بعد ان وضعت الصغيرة بفراشها : مالك ياحمزة…. صوتك عالى اوى
ليقص عليها حمزة ماحدث، لتقهقه حياة بملئ فيها فى حين ينظر اليها حمزة بمكر قائلا : انتى بقى كنتى بتهمسيلى بايه واحنا فى مكتب ديفيد
لتحاول حياة استرجاع ذاكرتها إلى تلك اللحظة وعند استيعابها لما يقصد أدارت ظهرها فى محاولة منها للهروب الا انه كان أسبق وامسكها من منكبيها ليديرها اليه هامسا باذنها : قوليها ياحياة… اروى قلبى… وتممى فرحة يومى… قولى ياحياة… قولى
لتتوه حياة وهى تستمع لهمسه وانفاسه تداعب عنقها لتندس بين ضلوعه هامسة : قلتلك بحبك لكن دلوقتى…. حسيت ان احساسى بيك اكبر من كده بكتير.. انت بقيت روحى ياحمزة… امتى وازاى…. ماعرفش، اوعى تبعد او تتخلى عنى ياحمزة
ليقتنص حمزة شفتيها فى قبلات عميقة بين تسارع دقات قلبيهما، حتى امتدت يديه وقام بحملها وهو يتجه الى الاعلى ثم فصل قبلته ليقول : يوم ما أبعد عنك اعرفى انى مابقيتش عايش ع الارض دى
…………
فى اليوم التالى بشركة حمزة تجلس رقية على مكتب حمزة وهى تراجع بعض التقارير الصادرة من المعامل ليدخل عليها خالد : صباح الورد على وردة حياتى
لترفع رقيه رأسها بابتسامة وهى تجيب : صباح الخير… اتاخرت
خالد وهو يقبل وجنتبها : كنت عند سيادة العميد بعرفه اخر التطورات
رقية بانتباه : حصلت حاجة جديدة
خالد بصوت خافت : حرقوا الكوخ بتاع حمزة هناك
لتشهق رقية فزعا : حد حصل له حاجة
خالد : لا ماتقلقيش كلهم بخير بس طبعا هم هنا لسه مايعرفوش
المهم جايبلك معايا حاجة حلوة
رقية بابتسامة : ايه جايبلى معاك شيكولاتة
خالد وهو يخرج مظروفا من جيب سترته ويصعه أمامها : حاجة احلى من الشيكولاتة
لتفتح رقية المظروف لتقع عيناها على صور طفلة جميلة فى أوضاع مختلفة
رقية وهى تتأمل الصور ببهجة : مين البونبوناية دى…. اوعى تقولى بنت حمزة
خالد ضاحكا وهو يقرص وجنتها : قردة على رأى حمزة
رقية بسعادة من قلبها وهى تقبل صورة بعد صورة : ياخلاثى ع الحلاوة والطعامة ياناس… بقى السكراية دى هتقولى انا ياعمتو
ليتأملها خالد بسعادة لسعادتها ثم يجذبها لتقف أمامه بفرحة
خالد : مبسوطة
رقية : اوى جدا خالص
خالد بعبث : طب مااستهلش حاجة حلوة انا كمان
رقية بمكر : الحقيقة تستاهل
خالد بهمس وهو يقربها منه : طب ماتيلا هاتى
رقية وهى تحاول التملص من بين يديه : طب سيبنى وانا هديك لوحدى
خالد بنصف عين : رقية
رقية : والله هديك لوحدى
ليتركها خالد وهو غير مصدقا اياها لتقول له : غمض عينك
خالد : انتى هتخمى
رقية : انا حلفت انى هديلك
ليزفر أنفاسه وهو يغمض عينيه وماهى الا ثوانى حتى شعر بملمس بشرتها على شفتيه وهى تدس قطعة من الشيكولاتة بفمه ليضحك بشدة وهو يقبض على يديها بعد ان التهم الشيكولاتة وقال : لازم تدوقيها معايا ليقربها منه ويقبل شفتيها برقة ثم أسند جبينه على جبينها وهو ينظر اليها وهى مغمضة العين : بحبك اوى يارقية وعاوزك سعيدة ومتطمنة، انا عارف ان طول عمرك وحمزة امانك…… وانا مش عاوز اكتر من انك تحطينى انا كمان فى ضهرك وتتطمنى بوجودى
يارقية.
رقية وهى تهز رأسها ايجابا : انت اصلا طول عمرك فى ضهرى ياخالد وطول عمرى بعتبرك أمانى مع حمزة، لانى من زمان وانا عارفة ان ربنا مش هيحرمنى منك ابدا مهما طال الوقت
ليمد خالد سبابته ليرفع وجهها اليه : بتحبينى
لتومئ براسها بخجل علامة الموافقة
خالد بصوت اجش : بحبك يارقية وامنيتى انى اسمعها منك تانى
لتفتح عينيها وتنظر الي عينيه لتجده يتجول بملامحها بحب يملا خلجاته فوضعت الخجل جانبا وقالت : انا كمان عمرى ماحبيت ولا هحب حد غيرك… بحبك ياخالد
ليضمها بين ذراعية مقبلا جبينها بعمق ليسمعوا طرقات على باب المكتب لتعود رقية إلى مقعدها ويبتعد خالد قليلا لتدخل أميرة تعلمهم بوجود عم سعد يطلب لقائها
رقية : خليه يدخل يا اميرة
ليدخل عم سعد وهو يلقى السلام وينقل عينيه بين رقية وخالد
رقية بابتسامة : ماتقلقش ياعم سعد، اتكلم
سعد : عرضوا عليا يدخلونى معاهم فى اللعبة عشان يضمنوا سكاتى وانا فهمتهم انى موافق وفهمت هم بيعملوا ايه
رقية : ولقيت ايه ياعم سعد
سعد : كارثة يابنتى.. كارثة
رقية برعب : ماتتكلم ياعمو على طول
سعد وهو يرمى بجسده على مقعدا مقابل رقية : المادة دى بقالنا سنة بنستوردها من غير ماتدخل منها المعامل غير نسبة 50٪ بس والباقى بيتباع برة
خالد : ماعرفتش لمين بالظبط
اللى عرفته ان مش شركتنا بس اللى بيتعمل فيها كده ده فى اكتر من 3 شركات على نفس الوضع مع اختلاف المادة لكل شركة
خالد وعرفت الشركات دى ايه : ايوة…. الورقة دى فيه اسماءهم
خالد وهو يتناول الورقة ويقوم بفضها ويبتسم بمكر : كنت متخيل حاجة زى كده، بس لازم نعرف مين اللى بياخد المواد دى منهم
سعد : انا سمعت الاسم بس ماكانش واضح اوى وهم بيتوشوشوا… ماهم برضة ماقالوليش على كل الخفايا…. لكن هو اسمه فادى حمدان.. فادى حسان حاجة زى كدة
لتبرق عينا خالد وهو يقول بصدمة : تقصد فادى عدنان
سعد بلهفة : ايوة ...هو ده يادكتور الله ينور
لتنهض رقية من مجلسها وهى تضع كف يدها على فمها من الصدمة بينما يسب خالد من تحت أنفاسه بغضب وهو يتوعدهم بالويل والثبور