رواية سجينتي الحسناء البارت العشرين 20 بقلم اسماء عادل
"وعسَى غدًا تَغدُو المدامع مُبسَمًا.. وقسوة الدنيا تَهونُ."
شهقات بكاءها ازهقت روحها و جعلتها فى حال يرثى له و زوجه اخيها تجلس بجوارها تحاول بيأس ان تطمأنها و لكن دون جدوى
ابتلعت بكاءها بداخلها عندما صدح صوت هاتفها بالرنين معلنا عن وصول رساله اخرى فجحظت عيناها برهبه و خوف و هى ترمى الهاتف بعيدا عنها لا تريد قراءه الرساله
تحركت ليلى تجاه الهاتف و امسكته و فتحته بتحفز و هى تؤكد لها
# يمكن باعت يقول عايز ايه ؟ اكيد بيساوم على حاجه ...خلينا بس نعرف نيته
لم تجد الشجاعه الكافيه لتنظر للرسائل فتركت ليلى هى من تقوم بتلك المهمه معلله
# مش هقدر ....انا حاسه ان قلبى هيقف، ارجوكى يا ليلى شوفى انتى و لو لقيتى مصيبه متقوليليش حاجه
قوست حاجبيها بدهشه و سألتها
# مقولش ازاى؟ لازم تعرفى عشان جمال و عمى كمان لازم يعرفو ، امال هنسيبهم على عماهم لما الطوبه تيجى فى المعطوبه ؟
ابتلعت لعابها بالم و غصه بكاءها كادت ان تخنقها و هى تتوسلها
# عشان خاطرى بلاش
تضايقت من ضعفها و صرخت بها
# بلاش ازاى بس ؟ انتى متخيله ان الموضوع هيقف عند الرسايل و بس ؟ اكيد وراه حاجه و حاجه كبيره كمان
اطرقت راسها باكيه باستسلام فربتت ليلى على ظهرها تدعمها
# متخافيش ...كلنا معاكى و اخوكى مش سايبك و لا هيسيبك زى ما دايما بيقول يا دارين ، اى حد هييجى على فرد من عيله الشامى هيلاقينا كلنا واقفين ضده
اماءت بتوتر ففتحت ليلى الهاتف لتجدها رساله من سيف تحتوى على كلمه واحده ( بحبك )
ابتسمت و ناولتها الهاتف معقبه
# خدى يا ستى عم الرومانسى ده اللى مش وقته خالص
لمعت عينها بلهفه و هى تجده يكتب رساله اخرى فور رؤيتها لرسالته فهتفت بضيق
# مش هقدر ارد و لا اتكلم معاه دلوقتى خالص
لتجده ارسل رساله اخرى فحواها ( اتصل و لا هتنامى ؟)
ظلت تنظر للهاتف امامها و غصه البكاء لا تزال تؤلم حلقها فانتفضت فور ان استمعت لرنين هاتفها فاضطرت ان تجيب بصوت مبحوح
# الو
اجاب بغزله المعتاد
# مولاتى ... لسه زعلانه منى و لا ايه ؟
لم تجيب بل ظلت على حالتها تحاول تكتم عبراتها حتى لا يفطن لما يحدث معها و لكن سكوتها بهذا الشكل المثير للريبه جعله يظن بانها لا تزال حزينه بسبب ما فعله بالمصعد ليكرر عليها السؤال
# مش كنا اتصالحنا و لا رجعتى زعلتى منى تانى ؟
اماءت بوجهها كما لو انه يراها فابتسم لتخيله انها فعلت و ردد بمشاكسه
# احنا مكالمه فون مش فيديو يا ديدو يعنى مشفتش انتى قلتى اه و لا لأ !
اجابت بوجل
# مش زعلانه
تعجب من نبرتها الحزينه فسألها باهتمام
# اومال مالك ؟ فى حد ضايقك ؟
لم تصمد امام اصراره فانفجرت باكيه بانهيار و ليلى تحاول اسكاتها و هى تردد بصوت هامس
# هيسمعوكى برا كده و الموضوع هيكبر
ظل يتحدث على الطرف الاخر بخضه و قلق
# فى ايه يا دارين ؟ اتكلمى حرام عليكى بلاش كده ، كنتى كويسه المكالمه اللى فاتت ....ايه اللى حصل فى الشويه دول فهمينى ؟
ابتلعت ريقا ليس موجودا بحلقها و تحدثت بتلعثم واضح
# ج..جاتلى رساله..مش كويسه يا سيف
ركز سمعه معها و حثها على المواصله فحاولت انتقاء الكلمات حتى تخبره الامر بشكل مبسط
# فى حد باعت فيديو مش كويس
نقذ صبره فهتف بحده
# اخلصى يا دارين ...فيه ايه الفيديو ده ؟
انهمرت عبراتها و هى تخبره
# فيديو اكرم كان مصوره .....
مجرد ذكر اسمه هكذا اثار حنقه فلم يتركها تكمل فقاطعها صائحا بحده
# متجبيش سيره الزفت ده على لسانك تانى
عادت للصمت فشعر انه قد ارعبها ليعود لهدوءه هاتفا
# فيه ايه الفيديو يا دارين؟ انا خلاص اعصابى مش متحمله
احابت بوهن
# في ...
بالطبع توقع وجود كارثه بذلك التسجيل المصور فلم يتركها تكمل فانتفض من مجلسه و سألها بصوت هادر
# و اللى باعته عايز ايه ؟
اجابت بجهل
# معرفش
دار حول نفسه عده مرات و هو يشعل سيجارته و يزفر دخانها بقوه و اتخذ قراره بالنهايه و اخبرها به
# اقفلى يا دارين انا جاى
اجابت بتلهف و خضه
# جاى ؟ جاى فين يا سيف لا بلاش
لم يستمع لها و اغلق معها فعاودت الاتصال به ليجيب بحده
# سبينى البس و بلغى باباكى انى جاى و كويس ان جمال عندكم
التهمت شفتاها باسنانها بتوتر جلى و هى تتوسله
# بلاش يا سيف عشان خاطرى ... انا مش متحمله اى حاجه من حد و.....
قاطعها صائحا
# اقفلى يا دارين و اعملى اللى بقولك عليه
اغلقت معه و نظرت بزعر حقيقى ارتسم على ملامحها الحزينه و هتفت بصوت يكاد يُسمع
# سيف جاى دلوقتى ....انا مش عارفه اعمل ايه ؟
حركت ليلى راسها باستسلام هاتفه
# مبدهاش يا دارين ...لازم عمى و جمال يعرفو قبل ما يوصل ، ما هو مش معقول هو اللى ييجى يعرفهم اللى حصل ..كده تبقى بتلغيهم خالص و عمى هشام مستحيل يعديهالك
ارتمت على فراشها تستند بمرفقيها على فخذيها تنتحب و هى تكرر جملتها المنكسره
# تمن الغلطه دى غالى اوى... هفضل ادفعه من عمرى و طول عمرى ، مش هيتنسى و لا هينتهى
بكت و بكت و انتحبت و هى تستطرد بحرقه
# انا بجد تعبت ....تعبت خالص و مش قادره اكمل
خرجت ليلى و اتجهت للغرفه التى تبيت فيها برفقه زوجها و هى تشكر المولى ان جمال اصر عليها المبيت الليله لاجهاده و قرب منزل والديه من مقر عمله
جلست على حافه الفراش تهمس بصوت منخفض حتى لا يستيقظ صغيرها
# جمال .....اصحى يا جمال
فتح عين واحده بنعاس و ابتسم لها و هو يسحبها داخل احضانه هاتفا بمشاكسه
# مش انتى مبتحبنيش اعمل كده هنا ؟
صدته بوجهها قبل ان تدفعه بكفها هاتفه بتوبيخ
# انت مش بتفكر غير فى ده و بس ... قوم شوف المصيبه دى
انتفض فى جلسته و نظر لها باهتمام بعد ان ذهب عنه النعاس من تعابيرها المقتضبه فقصت عليه الامر برمته و ابلغته بقرب وصول سيف هاتفه بتوسل
# عشان خاطرى متجيش عليها اكتر من كده ....كفايه اللى هى فيه
صر على اسنانه بغل و هو يردد بقهره
# البنت دى مصره تجيب لنا كلنا جلطه من غباوتها ....فى واحده تعمل كده ؟
اجابت باقتضاب
# كان جوزها يا جمال ، و لا تحب افتح موبايلك اوريك انت محتفظ فيه بايه ؟
زفر حانقا من دياسته من ظن انه يأتمنه على اخته و عرضه و قطع تفكيره صوت ليلى الحاد
# قوم بقا عشان تصحى عمى و تقوله انت
رفع حاجبه و هتف باعتراض
# و اتحط انا فى وش المدفع !
حركت راسها بمعنى هل عندك حل اخر فانتفض من مضجعه و ردد و هو يتوجه لغرفه ابيه
# ربنا يستر و الليله دى تعدى على خير ، زى ما يكون ربنا خلانى ابات هنا انهارده مخصوص عشان الحكايه دى
اجابت
# و نعم بالله .... ربنا بيسبب الاسباب
اتجه لغرفه والديه و طرق باصابعه طرقات خفيفه فاستيقظت والدته على الفور و فتحت الباب و هتفت بصوت هامس قلق
# فى حاجه يا جمال ؟
ابتلع لعابه بتوتر و ردد بجديه
# صحى بابا فى حكايه كدا
حركت راسها بمعنى ماذا هنالك فقوس فمه و هتف بتأكيد
# صحيه بس عشان سيف جاى فى الطريق
•••••••••••••••••••••••••••••••
صيحات عاليه و حاده خرجت منه فور ان استمع لنجله و هو يقص عليه الامر و ما تبعه من مشاهدته لذلك التسجيل المصور و رؤيته لابنته الوحيده ترتدى زيا اقل ما يقال عنه انه فاضح ، بل و تتمايل بمياعه ترقص على انغام الموسيقى و ذلك الندل يختبئ خلف الكاميرا
اقترب منها بلحظه غضب و امسكها من شعرها بغلظه و هو يصرخ بها
# فاضل ايه تانى؟ ... حتعملى فينا ايه اكتر من كده ؟ لسه هنتفضح ازاى على ايدك ؟
حاولت كل من فدوى و ليلى ان يخرجاها من براثنه التى اُحكمت على شعرها و هى لا تصدر اى صوت او تُظهر اى اعتراض سوى شهقات بكاءها و توسلها له بالصفح حتى صدح صوت جمال الحاد
# يا بابا مش كده .... كان جوزها و كلنا فى بيوتنا ياما بنعمل ، هى لا اذنبت و لا عملت حاجه غلط و الغلط كله على الديوس اللى كان متجوزها
# زور
الصق هشام كلمته بنهايه كلام نجله ليؤكد ان زيجتها لم تكن حقيقيه بل زواج مزيف و اكمل باستحقار
# شفت على ايديكى كل حاجه و لسه .... لما ييجى سيف
اردفت فدوى بعفويه
# تفتكر هيفركش الخطوبه ؟
اماء موكدا
# طبعا ....اومال جاى ليه فى انصاص الليالى ؟
حاول جمال اثناءه عن تفكيره فردد
# لا يا بابا لو عايز يفركش كان قال فى التليفون و مكانش جه لحد هنا
ابتسم بسخريه هاتفا باهانه خفيه
# لا ...ده اللى زيكم بس اللى يعمل كده ، انما سيف تربيته تخليه ييجى لحد هنا عشان يبقا راجل لاخر لحظه
••••••••••••••••••••••••••••••
فور ان اغلق معها اتجه لغرفه نومه حتى يغير ملابسه و هو يتخيل ما يحتويه ذلك التسجيل المرئى فشعر بنيران تحرقه لمجرد تخيله انه قام بتصويرها باوضاع مخله و هى تعطيه الامان كونه زوجها ، او ظهور جسدها العارى و استباحته للغرباء لتأكده انه ليس من قام بارسال تلك التسجيلات بنفسه بل اوكل ندل مثله ليرسلها لها و فتش عرضه هو الآن ....و يا ويل من يفتش عرض سيف المهدى
تحرك بخطا ثابته و هو يحكم قبضته على المقود يُخرج حدته و عصبيه بالقياده و التدخين الشره و عقله ابى ان يتركه يهنأ و لو بقليل من الراحه
وصل بنايتها بذلك الوقت المتأخر فقد تخطت منتصف الليل قليلا و لكنه لم يهتم و فور ان وصل امام باب شقتها استمع لاصوات الشجار الخارجه من منزلها و التى توحى بمدى عِظم الامر
دق جرس الباب فاتجهت فدوى تفتح الباب له فانطلق كالرصاص دالفا لغرفه الضيوف ليجدهم جميعا واقفين منتصبين و يظهر عليهم الغضب الشديد
القى التحيه باقتضاب و مسد لحيته و هو يجدها تقف باحد اركان الغرفه بشعرها الاشعث و الواضح كوضوح الشمس ان احداً قد اعتدى عليها بالضرب فمسح وجهه باختناق و جلس يزفر انفاسه بضيق
جلسوا جميعا و ظلت دارين تقف بركن بمفردها تستند على الحائط فهتف جمال بقلق
# ايوه يا سيف انا سامعك
قضم شفته السفلى و اعاد بصره تجاهها و نظر لعبراتها التى تغرق وجهها و مد ساعده للامام و ردد بجديه زائده عن الحد
# هاتى الرقم اللى بعت الفيديو
تحركت ليلى تجاهه فالهاتف بحوزتها هى و اخرجت الرقم و املته اياه فقام بعده اتصالات لرفاقه طالبا الدعم منهم حتى تواصل باحد منهم يعمل بشرطه الهواتف و طلب منه التقصى خلف الرقم ليخبره بانه رقم مجهول و تم غلقه فور ارسال تلك الرساله
امتعض وجهه و اخبر رفيقه
# طيب يا رفيق خد رقم خطيبتى و حطه عندك تحت المراقبه لو اى رساله تانيه اتبعتت اعرفلى المصدر بتاعها ، عايز اعرف مين اللى بيبعت و تجيبلى ال IP بتاعه
اجابه رفيق
# حاضر يا سيف من عنيا... مع انك عارف ان الحكايه دى محتاجه اذن نيابه....
صرخ به هاتفا
# اعمل اللى بقولك عليه يا بنى انت ، انا مش عايز شوشره
هدءه قائلا
# حاضر يا سيف ...قلت حاضر و الله متقلقش الموضوع فى الكتمان
وقف منتصبا و مد ساعده لليلى هاتفا بصيغه آمره
# هاتى التليفون ده هيفضل معايا لحد ما اشوف ايه آخرتها
امسكه فوجد به رمز حمايه فاقترب منها و سألها بوجوم
# الباسورد ايه؟
رفعت عينها بوهن مجيبه بانكسار و خزى
# سيف
# افندم
اجاب بصوت اجش غاضب فصححت له الامر بصوتها الحزين
# الباسورد سيف
رمقها بنظرات مبهمه لاول مره لا تستطيع قراءتها ، هل هو غضب ؟ كره ام ثوره عارمه ستؤدى للنتيجه الحتميه الا و هى الانفصال؟
تناول هاتفه و مفاتيحه من على المنطده و ردد بصوت رخيم و هو يتجه للخارج
# لو حد فيكم وصله اى حاجه من دى بلغونى فورا
•••••••••••••••••••••••••••••••••
ذهبت برفقتها لذلك الدجال حتى تجعله يرجع عما يفعله و لكن لسوء الحظ اخبرهما مساعده بسفرته و التى قد تستغرق عده ايام
ذهبت مره اخرى معها مع اقتراب موعد عقد القران و تلك المره وجدته فصرخت بحده تأمره
# اسمع .... انت متعرفش انا مين و اللى بتعمله العمل ده يبقا مين ؟ فنصيحه منى الغى كل الدجل و السحر ده حالا بدل ما تلاقى نفسك مرمى فى السجن
تربع بجسده على الاربكه و القى بحفنه من البخور فى الموقد الذى امامه هاتفا بصوت عالى
# دستووووور .... سامحوها يا اسياد
امتعض وجهها و تقوس فمها بسخريه لاذعه هاتفه بتوبيخ
# ما تتعدل يا بنى ادم انت .... و بلاش شغل التلت ورقات ده عليا
رفع حاجبه بثقه و غرور مرددا
# و لما هو شغل دجل و تلت ورقات ...جايه و خايفه اوى ليه كده ؟ ما تكبرى دماغك
جحظت عينها و نظرت لابنه اخيها الواقفه بجوارها تهدر بها
# انتى السبب ...انتى اللى حطتينا فى المصيبه دى ،و خلتينا نتعامل مع الاشكال اللى زى دى
وقف منتصبا بغضب هاتفا بتحذير
# لااا ...حيلك يا ست هانم ، ده غلط كبير اوى فى حقى و فى مكانى و انا ساكت
حركت راسها لاعلى تهتف بلا اهتمام
# و لا يدخل فى ذمتى شغل الدجل بتاعك ده ....و اعمل اللى بقوله بدل ما ازعلك على نفسك
اقتربت هايدى و هى تبتلع فى وجل هاتفه بتلعثم
# معلش يا شيخ .... وقف كل حاجه و الفلوس اللى اخدتها حلال عليك
زم شفتيه بضيق و تحدث عقله يخبره بانها فريسه ثريه لن يخسرها ابدا فلابد من مخطط محكم حتى تظل تحت رحمته
اخذ يفكر و يفكر و هما تنظران له بترقب فردد باستسلام مصطنع
# و ماله ....بس اللى هينفع يتلغى هو العمل اللى على الصوره ، انما السحر للاسف صعب جدا
ابتلعت هايدى لعابها برعب من صرخه منار الهاتفه بحنق
# يعنى ايه الكلام الفارغ ده ؟
اجابها و كأنه طبيب يشرح حاله مريض
# العمل مدفون فى تربه و سهل اجيبه و افك الطلاسم اللى عليه بمساعده الاسياد طبعا ....بس السحر للاسف مينفعش يتفك بسهوله كده خصوصا انها كانت مستعجله عليه و عايزه المراد يتم قبل بعد بكره
نظر لهايدى غامزا بطرف عينه هاتفا
# مش كده يا ستنا ؟
جلست منار باجهاد و هتفت متسائله
# ايه المطلوب عشان افك العمل و السحر ده باى شكل
اجاب بهدوء بل غلف كلماته ببرود متقن
# العمل هتدفعى نفس اللى دفعتيه و انتى بتعمليه عشان يتفك
اندهشت هايدى تردد بفزع
# نعم ...بس ده كتير اوى
امال راسه للجانب و كأن الامر ليس بيده هاتفا بنبره حزينه
# كله للاسياد و مصاريفهم يا هانم
تريثت قليلا فهى تعلم ان التعامل مع امثاله ليس بامرا هينا فامثاله من المحتالين يستطيعون ان يخدعوا الجميع باساليبهم الملتويه فرددت بضيق
# خلاص .... مش مهم ، المهم دلوقتى انك تفكه و توريهولى قدام عنيا و السحر كمان اللى عملته على قطر ابنى
قضم شفته السفلى بندم زائف هاتفا بفضول
# ابنك ؟ انا مأذتهوش و الله يا هانم ...انا عملت اللى قريبتك طلبته منى
اجابت بفروغ صبر
# مش موضوعنا ...انا عايزه السحر ده يتفك باى شكل
ادار كفه يمينا و يسارا و هو يشير للجدران حوله و ردد باسلوب متدنى
# الحيطان دى تشهد عليا يا هانم ...صعب و غلاوه النبى
امتعضت من اسلوبه و هو يكمل
# السحر اتعمل على القطر و حرقنا القميص اللى جابته السنيوره عشان السربعه و الاستعجال بتاعها عشان يجيب نتيجه و محدش يعرف يفكه ، فدلوقتى بتقوليلى فكه ...ازاى ؟ معرفش
صاحت و هاجت و عندما لم تجد نتيجه رددت الكلمه السحريه
# عايز كام ؟
ابتسم بانتصار هاتفا
# مش حكايه فلوس ....انا هفكلك العمل دلوقتى قدامك ، و خلاص بعت الواد اللى شغال معايا يجيبه من التربه ، انما بقا السحر
وضع سبابته على طرف ذقنه يحركه بحركات محفزه مستطردا
# عدى عليا بكره يمكن الاقى صرفه فيه ...بس موعدكيش
اجابت هايدى بلهفه
# كتب الكتاب بعد بكره يا عمتو
رمقتها منار بنظرات مغلوله و هى تقول
# يعنى لازم يتفك بكره بابعد تقدير
انحنت تهمس فى اذنها بفحيح
# ما تسبيه يا عمتو ...يمكن ينفع و يسيبو بعض
التفتت تنظر لها بغل هادره
# انا مش هغامر بابنى عشان خاطر اى حاجه و لا اى حد و لو هو ده اختياره و هيكون سعيد معاها ساعتها هسيبه يفرح و اى محاوله منك تانى عشان تخربى على ابنى هتلاقينى انا اللى واقفالك
ابتسم الدجال هاتفا بسوقيه
# اهو ده اللى ينطبق عليه المثل ادعى على ابنى و اكره اللى يقول آمين
رمقته بنظرات شرسه و اخرجت بطاقتها ليرى اسمها ساطعا و تحته وظيفتها كمستشاره و اكملت
# و جوزى يبقا اللوا طلعت المهدى يعنى اى دقه نقص منك حتلاقى نفسك مرمى فى السجن ، انا هعدى عليك بكره تكون لقيت صرفه فى السحر ده ...و تاخد اللى فيه النصيب و يبقا يا دار ما دخلك شر ...لكن لو هتعملهم عليا حتشوف ايام اسود من شعر راسك
تخوف الاخر من طريقتها التى تنم عن ثقه زائده بنفسها و بقدره زوجها فابتلع لعابه بذعر ليقطع عليهم دخول الفتى العامل لديه و بيده لفه من القماش مغطاه باتربه و متسخه و وضعها امامه
فانحنى الدجال و فتحها بحذر كانه يفكك قنبله موقوته و اخرج منها عظام مجهوله المصدر و بعض الاعشاب غريبه الشكل و صوره خطبه سيف بدارين و مكتوب عليها الكثير من الكلمات و الطلاسم غير المفهومه و كلمه تكررت اكثر من مره حول الصوره و خلفها
( فراق ، فراق ، فراق )
بدء بالدمدمه بكلمات مبهمه و اخذ الاعشاب و وضعها بداخل الموقد امامه فاحترقت و اخرجت رائحه كريهه ثم امسك بالعظام و فعل بها المثل لتزداد الرائحه اكثر و اكثر و هو يدمدم بعبارت غير مفهومه
رفع راسه و نظر لهما و هما ممسكين بانفهما من الرائحه التى تنبعث من الموقد و ردد بثقه
# الريحه دى دليل ان العمل كان بدء يشتغل ، يعنى المراد كان قرب يتم
لمعت عين هايدى بالضيق من اجبار عمتها لها على فكه و هتفت بضيق
# شوفتى يا عمتو ؟ ربنا يسامحك بقا
اجابت و هى تستغفر الله العظيم هاتفه
# ربنا يسامحك انتى يا هايدى على الكفر و الشرك بالله ده
امسك القلم و بدء بطمس تلك الطلاسم من على الصوره فسألته منار بحيره
# مش هتحرقها ؟
اماء بلا موضحا
# مينفعش .... الصوره دى لازم تاخديها معاكى و تحطيها فى ميه مقرى عليها ايه الكرسى و المعوذتين و بعدها تشربيها لصاحبها ، ابنك يعنى يا هانم
اماءت موافقه و اخذت الصوره و دثتها بحقيبتها ثم اخرحت حفنه من النقود اعطتها له فلمعت عيناه على الفور و هى تهم بالخروج و هتفت
# بكره تكون شوفت حل للسحر ...و ليك قدهم ، فاهم ؟
اماء باحترام و طاعه و اوصى الفتى الذى يعمل لديه باكتراث
# وصلهم يا عز ....و اطمن عليهم انهم خرجو بسلام
استيقظت مبكرا كعادتها منتظره ان يهاتفها و لكنها تحيرت عن كيفيه تواصله معها فتسحبت ببطئ حتى ذهبت غرفه اخيها و طرقت بخفه ففتحت ليلى بنصف عين فهى لم يغمض لها جفن حتى اذان الفجر و هى تحاول مواساتها
ابتلعت لعابها بحرج هاتفه ب-سف
# حقك عليا صحيتك ...بس عايزه موبايلك
ابتسمت لها بحب و اعطتها اياه و عادت لتكمل نومها و اتجهت دارين لغرفتها ترسل له رسائل عبر تطبيق المراسلات
( سيف ...انا دارين )
( صحيت و لا لسه ؟)
قرأ الرسائل و لم يجيب فهو يشعر بالضيق الشديد بعد ان عاد لمنزله و قاده فضوله ان يشاهد التسجيل المبعوث لها فتحفزت كل حواسه عندما وجدها تتمايل بهذا الشكل المغرى و تلك السعاده المرسومه على وجهها و التى لم يرى وجهها بتلك السعاده من قبل و لا حتى بعد خطبتهما
لم تجد منه رد و تأكدت انه قرأ الرسائل فاحنت راسها بحزن و هى تفسر عدم رده عليها بغضبه ربما او الاصعب انه لا يريد اكمال حياته معها
تركت الهاتف من يدها و اتكأت على فراشها تحاول اغلاق عينها و النوم قليلا و لكن اين النوم و حالها بذلك الوضع السيئ فحدث و لا حرج من بموقفها يردن ان تنشق الارض و تبتلعهن بعيدا عن اعين الناس الاقربون منهم و الغرباء
•••••••••••••••••••••••••••••••
صلى الفجر و ارتدى ملابسه الرسميه و استعد للذهاب لعمله و لكنه قام ببعض الاتصالات اثناء نزوله من منزله فاجاب عليه زميله و رفيقه محمود و هو معاون لسجن الرجال
# سيف باسا... التليفون نور
اجابه بصوت مستعر من الضيق و الغضب
# الله يكرمك يا محمود باشا ....انا جاى زياره عندك انهارده بس زياره غير ساره لحد من المساجين
انعقد حاجبيه بتعجب هاتفا بفضول
# طيب فهمنى ايه الحكايه ؟
اجابه بحنق و غضب
# اكرم المغربى
فهم الامر بلمحه ذكاء منه فهتف يسأله بحيره
# سمعت عن قضيته ، ده ..الاشاعات صحيحه على كده ؟
ساله بحده
# اشاعات ؟؟ اشاعات ايه ؟
اجابه محمود بحذر
# بيقولو انك خطبت المتهمه فى القضيه بتاعته و انه كان ملفقلها الادله
اجابه بثبات
# ايوه ...مش اشاعات و لا حاجه
ردد ببسمه منمقه
# الف مبروك يا سيف .... و انا مستنيك عشان تعمل اللى انت عايزه
اغلق معه و اتجه راسا لسجن الرجال فرحب به محمود و اجلسه معه بمكتبه ريثما يستدعى اكرم و لكن فضوله جعله يتدخل بالامر و هتف متسائلا
# عمل ايه تانى مخلى شكلك عامل كده ؟
جحظت عينه و نظر له بنظرات شرسه محذره من ان يتدخل بامره فقوس الاخر فمه و تراجع عن فضوله رافعا يديه فى الهواء معقبا بتحذير
# بس متعمليش مشاكل يا سيف الله يكرمك
اماء باقتضاب و انتظر دخوله لمكتب المعاون و فور ان دخل انتفض سيف و انقض عليه و امسكه من تلابيبه صارخا بحده و شراسه مخيفه زرعت الزعر بداخله
# يا حيوان يا زباله
حاول محمود ان يتصدى للكمات سيف التى ادمت وجه ذلك الندل الملقب باكرم و لكنه لم يستطع فعل شيئ امام ثورته العارمه حتى تكور اكرم حول نفسه و سيف يكيل له اللكمات و الضربات الموجعه
سحبه المعاون بعيدا عنه و هو يصيح به
# هيموت فى ايدك يا سيف ....كفايه
وقف و هندم ملابسه و لكنه لم يتوقف عند هذا الحد فظل يركله بقدمه مرارا و تكرارا فى معدته و اسفل حزامه و تعمد ان تطول ضرباته اسفل حزامه حتى يؤلمه بشده
سحبه محمود مجددا و هو يصيح به
# يا اخى اهدى بقا مش عارف اهديك ... ايه ده يا سيف فى حد يعمل كده ؟
بصق على ذلك المسجى امامه و شد بيديه بدلته الميرى حتى يهندمها و انحنى تجاهه و امسكه من شعره رافعا اياه قليلا و قرب فمه من اذنه و تحدث بفحيح مخيف
# اوعى تفتكر انى هسيبك ...و لو كررت عملتك دى تانى فالمره الجايه مش هسيبك الا و انت غرقان فى دمك
اعتدل بوقفته و نظر لرفيقه و امره بغلظه
# اطلع و سيبنى معاه لوحدى يا محمود
رفض بشده معللا
# لاااا ...مستحيل بعد اللى شفته منك ، انا لو سيبته تحت ايدك هتموته
اماء بلا و هو يؤكد له
# لا خلاص متخافش ....انا عايزه فى كلمتين و همشى على طول
اضطر ان يتركهما و خرج فسحب سيف مقعدا و جلس بجواره و وضع قدمه يسندها على ظهر ذلك المذلول امامه و اخرج علبه سجائره و قداحته و اشعلها ثم اخذ يدخنها ببطئ و استمتاع و هو يرمقه بنظرات متشفيه
انهى سيجارته و اطفأها بجانب عنقه فصرخ الاخر صرخه مدويه و لكن سيف كان الاسبق فضغط بقدمه اكثر و اكثر على ظهره حتى تسطح جسده على الارض تماما و تمرمغ وجهه بالبلاط المتسخ
تنحنح ليزيل حشرجه صوته و مع هذا خرج صوته اجش و مخيف من فرط غضبه و ردد
# الفديوهات دى مع مين ؟
اجاب بذل
# معرفش
دفشه بقدمه بغلظه هاتفا
# انطق احسنلك
اجاب برهبه
# صدقنى معرفش .... انا اديتهم لواحد من رجاله عتريس المر و هو قالى حيعمل بيهم مصلحه
زمجر بشراسه و اخرج زئير كزئير الاسد و ردد بسباب لاذع
# يا اخى انا مش عارف اقول عليك حيوان و لا ديوث و لا *** ، ازاى قدرت تعمل فيها كده ؟ عملتلك ايه عشان تأذيها الاذيه دى كلها؟
وقف من مكانه و امسكه من ملابسه رافعا اياه امامه و هتف متسائلا بفضول
# انت ايه اللى وصلك برجاله عتريس ؟
ابتلع دماءه النازفه من فمه و اسنانه و تحدث بصوت ضعيف
# صدفه ... و هو لما عرف انا مين طلب مساعدتى
ابتسم بمشاكسه و هو يغمز له
# و دفعت الفديوهات مقابل ايه يا ترى ؟
خائف ام مرتعد ؟ يؤنب نفسه على مجرد التفكير فى الثأر لنفسه و ماذا جلب عليه هذا سوى مزيدا من الحنق و الاذى البدنى
ارتعدت فرائسه عندما هدر به سيف
# اخد الفديوهات ازاى يا ***؟
اجابه بامتعاض من سبابه اللاذع و اجابه
# الموبايل كان فى الامانات ...هو بقا وصله ازاى؟ انا معرفش
ضحك بسخريه هاتفا باستنكار
# و هو يعنى كان شم على ظهر ايده و عرف اللى متسجل عندك يا ندل ؟ ما انت اللى فتشت عرض واحده كانت على ذمتك
جاءته جرأه لحظيه و هو ينتصب بوقفته هاتفا
# و ما زالت يا باشا
جحيم مستعر شعر به من كلمته الهوجاء و التى حقا لا يعلم ماذا يعنى بها او يعلم و لكنه يتغابى و لا يريد التصديق ، هل حقا واتته الجرأه ليتحدث معه هكذا ؟ بل و يفعل ما يستنتجه من حواره؟
عقد ساعديه خلف ظهره و التفت ينظر له بتفحص و اذدراء و هتف بصوت خشن
# بتقول ايه روح امك ؟و ما زالت ازاى ؟
ابتلع لعابه و هو يعلم انه يمكن ان يتسبب بموته الآن و بتلك اللحظه و لكنه وجدها افضل طريقه لتشتيته عن متابعه استجوابه بشأن التسجيلات ..و قد نجح فى مسعاه ليتشتت سيف بشكل واضح و هو يكرر عليه السؤاله الملح
# ما تنطق يا بجم
اجاب برهبه حقيقيه
# ردتها لعصمتى يا باشا ....مراتى و ردتها لعصمتى و انا فاكر و متأكد ان عدتها تخلص بكره ، فانا بقا ردتها لعصمتى من اسبوع
ضحك سيف بسخريه و سأله
# على اعتبار انك معترف بالجواز ده من اصله ؟
اماء بعده حركات من راسه هاتفا
# معترف و مستعد اوثقه و اشهد بكده كمان فى المحكمه ...انا مبقاش عندى حاجه ابكى عليها يا باشا
اقترب سيف منه بخطوات بطيئه و هتف بغضب
# عشان تردها لعصمتك لازم يكون فى شهود
اماء مؤيدا و معقبا
# عارف ...و الشهود موجودين ، كل المساجين اللى فى العنبر بتاعى
مسد لحيته بغضب و هو يحاول كظم غيظه و غله منه فاندفع يحاول امساكه من تلابيبه و لكن دخول محمود المفاجئ حال دون ذلك فاخذ يصيح بوجل و ذعر
# الحقنى من ايده يا باشا
وقف محمود حائلا بينهما و ربت عليه مرددا
# كفايه كده يا سيف
ارتفع صدره علوا و هبوطا و هو يحاول ان يتمالك نفسه و عقله ابى ان يصدق انه عاد لنقطه الصفر فماذا هو بفاعل لينطلق كالرصاص من مكتب المعاون و دلف سيارته و قاد دون وجهه محدده لا يعلمها و ظل يقود و يقود حتى وجد نفسه امام بنايه والديه فصف السياره و ترجل منها قاصدا الصعود لمنزلهما
•••••••••••••••••••••••••••
فتحت منار الباب لتجده بحاله يرثى لها و منظره لا يبشر بالخير فسحبته من ذراعه و ادخلته بتمهل و هى تهتف بقلق
# مالك يا سيف ؟
ارتمى على الاريكه فجلست بجواره تمسد ذراعه فارتمى يستند على كتفها و ادمعت عيناه بحرقه هاتفا بحزن دفين
# كوارث عماله تقع فوق دماغى و كل كارثه اكبر من اللى قبلها يا امى ..... مش عارف اتصرف و لا لاقى حل
ارتعبت من حديثه و سبت ابنه اخيها فى سرها
# الله يحرقك يا هبابه يا اللى اسمك هايدى ... عمل و سحر و كله هيجى فوق دماغ ابنى
ظلت تربت على ظهره بحنان مبالغ و حقيقى و هى تهدءه بالكلمات
# احتسب عند ربنا يا حبيبى ، و اكيد ربنا مش هيخزلك ابدا ...انت مؤمن و بتصلى الفرض بفرضه و اكيد هيقف معاك
ارتاح بجسده الذى لم يذق طعم الراحه منذ امس و نام على فخذها كطفل يفتقد حنان امه و ظل على هذه الحاله حتى انتظمت انفاسه و علمت انه بات بسبات عميق فازاحته برفق من على فخذها و اتجهت لغرفتها و اغلقت بابها و امسكت هاتفها لتقوم بالاتصال على هايدى
فور ان اجابت الاخرى سمعت اصوات التوبيخ اللاذع هاتفه بضيق
# منك لله ...منك لله يا هايدى ، انا مشفتش ابنى بالحاله دى غير يوم موت مراته و بنته و بعد اللى عملتيه ده مش مستبعده ابدا ان يكونلك يد فى اللى حصل لهم
نفت عنها التهمه بصياح
# لا يا عمتو و الله ما حصل ....
قاطعتها بحده
# الله ياخدك يا شيخه ، بتعرفى ربنا اوى و تحلفى بيه
رددت ببرود مستفز
# بقولك ايه يا عمتو .... عندك الصوره شربيه الميه بتاعتها و بكره نفك السحر و يرجعو تانى لبعض طالما انتى عايزه كده
هدرت بها توبخها
# هو انتى فاكره ان ده المهم ؟ انا ابنى منهار يا غبيه و انا فعلا معرفش السبب ، بس بيقولى كوارث .. الحكايه لو انفصال كان قال ، انما كده يبقا اكيد فى حاجه كبيره اوى ..غورى منك لله
اغلقت بوجهها و استمعت بعدها لصوت الباب فدلف منه زوجها و اتجه راسا لغرفتهما يسأل بتعجب
# سيف ماله نايم فى الصاله كده ليه ببدلته الميرى ؟
اجابته و الحزن يهيم على وجهها
# جاى منهار و بيقولى كوارث و مش عارف يحلها و نام من ساعتها
سألها باهتمام
# يعنى محكاش حاجه ؟
اماءت بلا مؤكده
# ما انت عارفه مش هيحكى غير ليك
هز راسه متفهما و خرج ليجلس بجواره و اوقظه بهدوء و استهل حديثه بقول الله تعالى
( و لا تيأسوا من روح الله )
تنهد بحرقه مرددا
# و نعم بالله
ساله باهتمام
# فى ايه يا بنى ؟
قص على والده قصه الطلاق و رده لها فاستمعت منار للامر و رددت فى نفسها
# يا فرج الله ...و لا يكونش العمل جاب نتيجه ؟
ظل سيف يقص عليه ملابسات الامر و الاخر يستمع له بتركيز و اهتمام و لكنه لم يتطرق لامر التسجيلات المصوره
ظل حديثه يعاد و يكرر داخل راسها و هى تجده حزينا الى هذا الحد فقررت فى نفسها ان تنهى الامر من اجل سعاده نجلها و بكريها فاتجهت للمطبخ لتنفذ اقوال الدجال لتضع الصوره بداخل اناء مملوء بالماء و انتظرت بجواره قليلا حتى تُسقيه منه كما امرها
اما طلعت فقد تنبه لولده جيدا و اجاب بعد ان بحث بعقله داخل الامر
# محدش هيقدر يفيدك فى الليله دى غير دار الافتاء و هم ادرى بالصح و الغلط و ايه الحل و اللى يتعمل فى مسأله زى دى ؟
شعر بقليل من الراحه بعد ان فضفض لوالده و وقف مستعدا للمغادره فسأله طلعت
# على فين ؟
اجاب بتعجل
# على دار الافتاء طبعا يا بابا
استحسن طلعت الامر و ودعه عند الباب فتوقف سيف هاتفا
# هدخل اسلم على ماما فضلت جنبى طول اليوم
توجه دون مقدمات للمطبخ فوجدها تمسك ذلك الاناء الشفاف و تلك الصوره الموضوعه به ظاهره بوضوح الشمس تسكب منه بعضا من المياه بداخل كوب
ارتبكت فور ان رأته يقترب منها بعيون جاحظه فتعلثمت بالحديث و هى تهتف بتردد
#ددد دا يا سيف
اقترب اكثر فلم تشعر الا و قد سقط الاناء من يدها ليتهشم فانحنى سيف يمسك بالصوره ليجد عليها تلك الطلاسم و كلمه الفراق المكتوبه بكل ركن من اركان الصوره فرفع وجهه ناحيتها لتحاول الحديث فصرخ بها
# اسكتى .... اسكتى يا امى عشان لو اتكلمتى هخسرك عمرى كله
القى بالصوره من يده على الارض و هرع للخارج و كلمه الدجال الهندى تتكرر فى اذنه مرارا و تكرارا
( صوره بفستان اسود مدفونه فى مكان وحش و ضلمه عليها طلاسم غريبه ممكن تفرق بينكم، دور عليها مع اقرب الناس ليك )