رواية اخر نساء العالمين الفصل السابع عشر17 بقلم سهيلة عاشور
كلو يشوف الكلام دا ضروري
اللي متابعني من زمان عارف اني مش سهل ابدا انه يعدي يوم واحد منزلش فيه بس للأسف التحويل بتاع الكليه اترفض للمره التانيه وحقيقي نفسيتي تحت الصفر + ادعولي ضروري المره دي يتقبل علشان انا تعبت بجد
**********************************
في صباح يوم جديد
استيقظت زهره بتكاسل وكانت تشعر بأعصابها غير متزنه لديها العذر بالطبع فيكفي لهم شعور الخوف والقلق على مصطفي... نظرت بجوارها لتجد يونس ينام بعمق فمن كثرة التفكير وضغط الاعصاب ليلة امس نام في وقت متأخر من كثرة التعب.. نهضت من جواره ودلفت للمرحاض لتنعم بحمام دافئ ومن ثم ادت فرضها وارتدت ملابسها المحتشمه ودلفت للأسفل ولازالت تشعر بالتعب
**********************************
في الاسفل
كان مصطفى يقف على باب غرفته يحاول الخروج ولكن بالطبع لم يقدر وحده فقدميه لا تساعده... اسرعت اليه زهره تسنده بقلق عليه
زهره بقلق: اي بس الي طلعك لوحدك يا مصطفي... كنت تنادي علينا
مصطفى وهو يبتعد عنها: قلت بلاش اشغلكوا معايا... انا جعت كنت هعمل حاجه اكلها
ظلت متمسكه به وهي تضع يديه على كتفيها وتمسك بها وباليد الاخرى تلفها على خصره تمسكه جيدا.... في هذا الوقت ظهرت تلك الشمطاء هي ووالدتها
ناهد بحقد: جرا اي يا ضرتي... دا انت طلعتي جريئه وقويه
لم تفهم زهره ما ترمي عليه ولكنها اجلست مصطفى على الاريكه وعدلت من جلسته ومن ثم نظرت اليها بلامبالاه ووجهت نظرها مصطفي وهي تبتسم بحب اخوي
زهره بمرح: الباشا عاوز يفطر اي
مصطفي بإبتسامه: اي حاجه منك حلوه يا مرت اخوي.... بس خلاص طالما نزلتي يبقى الباقي نازل كمان خليكي دلوقتي ناكل مع بعض
زهره بإيماء: اللي تشوفه.... ومن ثم جلبت غطاء صغير وضعته غلى قدميه: انت لسه موجوع اوي؟
مصطفى بإيماء: لا متقلقيش انا كويس
فاديه بغيظ: مالكم في اي مش عاملين احترام لحد
ناهد بغل: على رأيك يما.... قلة حياء
مصطفى بغضب: بتقولي اي يا مهفوفه انت وهي... اتجننتي باين عليكي يا ناهد
ناهد بجرأه: لا دا انا عقلت.... مالكم مش خايفين حتى اني قاعده وعمالين تتلزقوا في بعض باين عليكم عاشقين.... ثم اكملت بخبث: زهره حلوه برضه وانت شاب ومعذور زمانها هي اللي غوتك
زهره بغضب: اي الكلام الفارغ اللي انت بتقوليه دا... انت سامعه نفسك!
مصطفي بغيظ: اسمعي يا ناهد... انا كل دا ساكت علشان انت مرت اخوي لكن الله في سماه تيجي على بنت عمي انا مش هسكت انت فاهمه
فاديه بغل: ايوه يا واد خدوهم بالصوت صح
كان مصطفى سيهم بالرد عليها ولكن قاطعهم هذا الصوت والتي وما ان سمعته ناهد حتى تبسمت بخبث
يونس بهدوء: اي اللي بيحصل هنا
زهره وبدأت تشعر بأنها سوف تن-هار: يونس انا...
ناهد بمقاطعه وتمثيل: قال اي يا يونس علشان شوفتهم مع بعض وهما مستغلين غيابك.... عاوزين ياخدوني بالصوت العالي علشان مفضحهمش
مصطفي بغضب اعمى: لا دا انت عيارك فلت على الآخر.... انت اكيد اتجننتي اي يا شيخه اي الج-حود دا يخربيتك
زهره ببكاء وقد فقدت السيطره على نفسها فهذه المدعوه تطعنها في شرفها وزوجها يقف جامد تماما: والله يا يونس... انا معملتش كده والله يا يونس
يونس بمقاطعه: اسكتي يا زهره..... ومن ثم تقدم نحو ناهد وعلى وجهه ابتسامه غريبه مما جعل ناهد تشعر بالنصر بأن خطتها الخبيثه قد نجحت الان ولكن ابتسامته تلاشت فجأه وقد هوى على وجهها بكفه جعلها تصرخ من الالم ووقعت ارضا من شدة الضربه... أصدرت فاديه وزهره شهقه من الصدمه اما مصطفى كان يراقب كل ما يحدث بغموض
يونس بغضب وقد جذبها من خصلاتها بقوه: بقا انت... بتطعني في شرف مراتي ومع مين مع اخويا مفكراني نايم على وداني... انا شايف كل حاجه وشايفك وانت خارجه من اوضتك ناويه على الشر... احمدي ربنا ان ابني في بطنك وإلا كنت رميتك زي الكلب بره... انت تلزمي بيت ابوكي ومشوفش خلقتك تاني فاهمه وروحي وانت طال....
زهره بسرعه ووقفت بينهم تضع يديها على فمه والدوع تملئ عينيها: لا يا يونس... الطفل اللي جاي ملهوش زنب يتهبدل بينكوا علشان خاطري بلاش
اغمض عيونه بألم فحتى هذه المره التي كان يمكنه الخلاص منها حبيبته نفسها هي التي تقف امامه... نظر لعيونها التي تُف-جر الدموع بغزاره وتنهد بألم
يونس بغضب: افتكري انها اللي شفعتلك المره دي.... تلزمي بيت اهلك يا ناهد لحد ما تولدي ولا عينك تلمح نور الشمس ولا عاوز اشوفك مصاريف هتوصلك وزياده.... غوري
امسكتها والدتها سريعا وهم يتجهوا نحو غرفتها ركضا من الخوف فكانت الان سوف تخسر كل شيء من وجهة نظرها... اما زهره فقد انهارت في البكاء فهذه ليست الحياه التي تمنتها كانت تريد اكمال دراستها وان تتزوج بشخص طبيعي لا يشاركها بها احد ولكن طالكا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.... انحنى اليها وهو يجذب يدها ويتجه بها نحو غرفتهم وقد نظر لأخيه نظرات مطمئنه
مصطفى بغموض: انا عارف ان وراكي كتير اوي بس اصبري عليا اخرك قرب
**********************************
في غرفة ناهد
كان تجمع ملابسها ومجوهراتها وهي ثائره بشده تود لو كان بيدها ان تبيدهم من على وجه الارض لو كانت العيون تفعل الافاعيل لكانت احرقتهم بلا شك
فاديه بخوف: يعني كان لازم نتقلها اوي كده... اهو كان هيطلقك وتطلعي من المولد بلا حمص
ناهد بشر: دايب فيها وعاملها الشريفه الغاليه... طب ورحمة ابويا لأخليه ميطقهاش اصبري عليا... يلا قومي خلينا نغور من هنا
**********************************
في غرفة زهره
كان لازال ممسكا بيديها وما ان دلف للغرفه حتى قربها اليه يحتضنها بحب واحتواء... يربت على ظهرها وعلى شعرها بعدما جردها من خِمارها وهي تبكي بشده كان يتألم كلما سمع شهقاتها تزيد كان الم قلبه يزيد... ابعدها عنه قليلا ينظر لوجهها الذي قد كسته الحمره الشديده من كثرة البكاء
يونس بإبتسامه حنونه: لي العياط دا كلو.... خلاص مفيش حاجه مستاهله دموعك
زهره بنحيب: انا خفت تصدقها يا يونس.... والله مصطفى دا اخويا انا معملتش مكنش عارف يمشي كنت بسنده والله و...
يونس بمقاطعه: بس كل دا اهدي.... انا مصدقك وكنت شايف كل حاجه وحتى لو مشفتش حاجه انت مراتي وشايله اسمي وانا بثق فيكي وكمان مصطفى دا ابني مش اخويا وانا بثق فيه مستحيل اصدق اي حد يقول عليكوا نص كلمه ممكن تهدي
زهره بإبتسامه وسعاده: يعني انت مصدقني يا يونس
يونس بمرح: مكنتش اعرف ان اسمي حلو كده...
زهره بخجل: بس.... ثم اكلمت بتوتر: انت ازاي كنت هتطلقها بسهوله كده
تنهد يونس بألم وسحبها من يدخا واجلسها وحلس امامها على السرير ونظر لها بجديه
يونس: كلو الا الشرف يا زهره... انا عارف انها مش ملاك وانها بتخاول تضايقك كتير بس برجع اقول منتو ضراير في الاول والاخر اكيد مش هتحبوا بعض يعني... وكنت بعمل نفسي مش واخد بالي او اسكتها بهدوء لكن الشرف حاجه مينفعش ان حد يسامح فيها كلو الا الشرف يا زهره
زهره بتفهم وحزن: معاك حق... بس انا والله معرفش هي ازاي تقول كده اصلا دي اكيد كانت عوزاك تشك فيا وتطلقني صح يا يونس
يونس بغموض: جايز... وجايز قصدها حاجه تانيه المهم انت متشغليش بالك بحاجه انا معاكي ومش هسمح لأي حاجه تبعدنا عن بعض
زهره بسعاده: بجد يا يونس.... ثم اكملت بتوتر: يونس انا عاوزه اسألك على حاجه ممكن
يونس بمرح: انا كلي ملكك يا جميل اؤمرني
زهره بخجل: هو انت بتحبني؟
يونس بتوتر: انا.....
**********************************
في الاسفل
كان الاب والام قد استيقظوا من نومهم على هذا الخبر فقد قص عليهم مصطفى كل ما حصل حتى استشاطوا غضبا
مهران بغضب: جرا اي... هي البت دي ملهاش حاكم وصلت انها تطعن في شرف بنت اخوي ومع ابني كمان
نواره بغيظ: زودتها اوي يا حج.... كان لازم زهره تقول لا متطلقهاش يا يونس
مهران بتعجب: اي واحده مكانها كانت هتطير من الفرحه... صحيح الكبع غلاب يا ام يونس والبنيه اصيله
مصطفى بغضب: يعني اي يبوي هنسيبها تعمل اللي في كيفها.... لحد ما تيجي مره تمو-تها واحنا مش واخدين بالنا
نواره: هدي نفسك يا مصطفي... اخوك جاب حق مرته احنا مندخلش يا حبيبي ندخل لو كان مجبش حقها او قلل منها فاهم يا مصطفي
مصطفى بتأييد: معاكي حق يما... بس اعمل اي فورت د-مي مكنتيش لاقيه غيرها تتجوز اخوي يما
نواره بندم: اهو قلت غلبانه يتيمه وعلى قد حالها وهتعيش هو حد كان عارف انها كده
مهران بملل: خلاص قفلوا على السيره دي.... انا رايح الارض
نواره: هتروح من غير ما تاكل حاجه يا حج
مهران: مليش نفس... بالهنا انتو
ذهب حزين على حالة ابنه وحبيب قلبه اما نواره كانت تستشيط غضبا على ابنها وزوجته.... واخذت تهتف بأسمهم وهي تضع طعام الفطور على الطاوله
نواره: يا يونس.... يا زهره... يلا يا ولاد علشان الفطار
يونس مهرول لأسفل وكأنه طفل يهرب من الدراسه: جاي يما اهو
نواره بنبره حنونه: ازيك يا حبيبي كويس
يونس بفهم ما تقصده: الحمد لله يما.... متخافيش انا زي الفل يلا علشان ناكل واشوف مصالحي
نواره بإبتسامه: يلا يا حبيب يلا يا زهره واقفه عندك لي ثم اكملت بمرح: تعالي سندي الواد العاله علينا دا يقعد يفطر
نظرت زهره بتوتر نحو يونس والتي ظنت انه سيعترض
يونس بإبتسامه: اي يا زهره مسمعتيش امي قالت اي روخي سندي مصطفى يلا.... انا عندي شغل عاوز اكل علشان الحق يلا
بالطبع كان قاصدا لهءا الحديث حنى يثبت لها انه يثق بها تماما وان مصطفى مثل اخيها او هو بالفعل كذالك ولا داعي ان تكون خائفه ومتوتره ابدا مع مصطفي امامه.... اتجهت نحو مكان جلوسه وانحنت له واسندته برفق وسار معه ببطىء بسبب عجزه ومن ثم اجلسته على الكرسي براحه
مصطفى بمرح: ربنا يخليكي ليا يا مرت اخويا... وتستنديني كده على طول
يونس بغيظ: كل وانت ساكت يلا... وانت يا ست زهره ناويه تصومي النهارده يلا اقعدي
جلست بجواره وهي تبتسم بخجل على غيرته والتي مهما حاول ان يخفيها لا يستطيع... شرعوا في طعامهم وسط مرح مصطفى والذي كان يحاول اثارت غيرة يونس والام نواره التي كانت تضحك عليهم بسعاده فهذه هي العائله الحقيقه معدومة الحقد والكراهيه صافيه ودافئه (اللهم نا ارزقنا اياها)
**********************************
في احدى الاماكن والتي تعتبر مهجوره
كان يجلس مجموعه من الرجال حول بعضهم يشكلون دائره ويشربون احدى محرمات الله في لفائف ورقيه....
احدهم: يعني اي... هو احنا هنفضل قاعدين كده وسايبينه طايح في الكل دا حتى الارض الجنوبيه خدها لنفسه
الاخر: على رأيك... دا حتى اخوه قام منها بسرعه اوي عاملين زي القطط بسبع ارواح.. بس على مين بكره انا هحصره على نفسه
اخر بتلذذ: دا بيقولوا مرته حلوه اوي.... زي القشطه