رواية عروس بلا ثمن الفصل الثاني عشر12 بقلم ايمي نور
عروس بلا ثمن
الفصل 12
مر بيهم يومين كما لو كانوا داخل دوامة اذا
فور نطق رائف بموافقته متجاهلا صدمة
الجميع من الغرفة لعمل الاستعدادت لاقامة
حفل زفاف كبير تتم دعوة جميع اهالى البلد
اليه قائلة بحنق تضرب بقدميها الارض بغضب
بينما رائف يقف امامها يراقب تلك الحركة
منها بأستمتاع يظهر جلى فوق قسمات وجهه
ليزداد غضبها اكثر واكثر
انت ازاى توافق على حاجة زاى دى فرح ايه
اللى عوزنا نعمله هنا
رائف بهدوء ومازالت تلك البسمة مرتسمة فوق
شفتيه
= مش ده كان طلبك اللى بسببه رفضتى
تيجى عندى فى الفيلا تعيشى معايا اهو
هتعملك اكبر فرح وسط اهلك كلهم وهاخدك
هتلبسى الفستان الابيض والدنيا كلها هتعرف
وبكده هتبقى مراتى ادام الكل
ابتسمت زينة بمرارة تغشى عينيها سحابة من
الدموع قائلة بحزن
= وكل ده طبعا علشان تثبت ان جوازك صح
وكل حاجة فيه طبيعية علشان الوصية
وميراثك وبعدين فرح ايه اللى وسط اهلى انا
حتى معرفش واحد فيهم علشان تقولى اهلك
امسكها رائف من كتفيها يديرها اليه لتصبح
فى مواجهته يهمس لها برقة وهدوء محاولا
ايصال كلماته القادمة الى عقلها
= هتصدقينى لو قلتلك انى عملت كده
علشانك انتى اما بخصوص الوصية كفاية
اوووى ان جوازنا يستمر سنة تحت اى وضع علشان
اقدر اخذ ميراثى واللى هيحصل ده حماية
ليكى من اللى جاى
هتفت زينة باستنكار غير قادرة على تصديقه
= حماية ليه من مين؟ موضوع اهلى وخلاص
انتهى وكله عرف انك جوزى لما شافه العقد
يبقى ليه التمثلية دى تانى
زفر رائف بنفاذ صبر قبل ان تتحدث اليها
بصوت اصبح عنيفا الى حد ما
= زينة انتى غبية انتى فعلا مصدقة ان
موضوع اهلك خلاص انتهى نهاية سعيدة
زاى اللى بتيجى فى الافلام وفعلا هيقدروا
يوقفوا شاهين عند حده انا عملت نفسى
مصدق كلامهم وان هما هيقدروا عليه بس لااا
يا هانم شاهين عمره ما هينسى ولا هيسامح
وهيفضل طول الوقت تحت عينى وعين
رجالتى علشان لو فكر يمد ايده عليكى تانى
اقطعهاله بس كل ده هيحصل وانتى فى بيتى
ادامى ليل ونهار فاهمة ولا مش فاهمة
همت بالحديث تفتح شفتيها ردا عليه ليرفع
سبابته امام وجهها محذرا بحدة جعلتها تجفل بشدة
= وقسما يا زينة لو فتحتى بوقك بكلام
اهبل من بتاعك ده لكون مسكتك بطريقتى وهنا
ادام اهلك كلهم وساعتها متلوميش غير نفسك
اغلقت فمها مرة اخرى سريعا تطبقهم فوق
بعضهم بقوة بعد تهديده الحاد هذا تعلم بانه
بقادر على تنفيذه
لكن ابت عليها كرامتها بالاستسلام لتتنحنح
عميقابعد عدة لحظات من الصمت تحاول
اضفاء الجدية على صوتها بدلا
من رهبتها لاتريد ان تظهر بمظهر الخائفة منه
او من تهديداته لها قائلة برسمية
= موافقة .بس بشرط اول ما موضوع شاهين
ده ينتهى ارجع بيتى تانى والا مش موافقة
ويحصل زاى ما يحصل
ادرك رائف محاولتها لاظهارها السيطرة على
مايحدث من امور متعاقبة ليجاريها فيما تريد
قائلا بخضوع واستسلام ظاهرى
= حاضر يا زينة اللى تشوفيه واللى يريحك انا
هعمله
نظرت اليه بتامل تحاول ان تتبين لو لمحة
واحدة من السخرية فى كلماته لها حتى تهب
تنفس فيه عن غضبها واحباطها من كل ما
يحيط بها من احداث ولكنها وجدته ويلا
العجب يقف امامها بكل وقار وهدوء فلم تجد
امامها سوى تنهز راسها اليه بل الموافقة
وقد حدث وها هى تجلس تتوسط نسوة لا تعلم
واحدة منهم يرقصون وينشودن الاغانى من
حولها فيما يسمى بليلة ( الحناء) ترتدى عباءة
من اللون الذهبى كثيرا التطريز ويزين عنقها
قلادة من الذهب تصل الى منتصف صدرها
اما فى يديها المزينة برسومات الحنة الرائعة
قد زينها اكثر من عشر من الاسارو الذهبية
فى كل يد تشعر بثقلهم كلما همت برفع يدها
هدية من اشقاء والدتها بمناسبة الزفاف قد
اعطاها اياهم كل خال على حدة
متمنين لها دوام السعادة والهناء فتشعر وقتها
بالغصة والرغبة فى البكاء فرحا فحتى ولو
كانت تهنئة باقتضاب ووجه بارد الا انها
اسعدتها وبشدة
اما هو فلم تراه منذ حديثها الاخير معه فقد
اصدر خالها اوامره الصارمة بعدم رؤيتهم
لبعضهم حتى ليلة الزفاف ولدهشتها امتثل
رائف لاوامره تلك بكل سعادة كما لو كان
بداخل لعبة كل ما فيها يسليه
افاقت من افكارها على يد تربت بحنان عليها
فتلتفت لترى زوجة خالها تبسم لها بحنان
تشير ناحية الباب فتتبعت بعينيها اشارتها
لتنهض فجاءة تصرخ بفرحة وسعادة وهى ترى
مها وجارتها سعاد تصحبها ابنتيها يقفون وهم
ينظرون ناحيتها تكاد ملامحهم تصرخ
بالسعادة فلم تدرى بنفسها غير وهى تجرى
ناحيتهم بلهفة تحتضنهم بسعادة واشتياق
تذرف عينيها الدموع دون ارادة منها لتهتف
مها بمزاح وصوت متحشرج بالبكاء هى
الاخرى
= اياكى تعيطى والا المكياج هيبوظ وهنده
رائف يجى يشوف عمل فى نفسه ايه
ضحكت زينة ضحكة ممزوجة ببكاءها لتسرع
سعاد تهتف مازحة هى الاخرى بسعادة
هيجى وهشوف القمر ويحمد ربنا على ان كل
الجمال ده بقى من نصيبه
اقتربت منهم زوجة خالها تشير لها بترحاب
= يااهلا يااهلا بحبايب زينة وحبايبنا
لتستقبلهم بحفاوة وترحاب فقد كانت سيدة
رائعة بكل ما فى الكلمة من معنى فمنذ ان
علمت بمجيئ زينة اليهم هى تشعرها كما لو
كانت تعيش معهم عمرها كله لا تناديها الا
بالغالية ابنة الغالية لاتفارق بسمتها الحنون وجهها
مرت الليلة بسعادة تمتعت زينة بكل لحظة
فيها تشعر بها كليلة الحناء الخاصة بها حقيقة
وليس اكمالا للمظاهر ناسية كل شيئ سوى
سعادتها بحضور مها والسيدة سعاد حتى
انقضت الليلة لتطلب زينة بحرج من زوجة
خالها ان تبيت مها معها فى غرفتها لتسرع
السيدة وردة بالوافقة فورا قائلة لها وهى
تربت فوق وجنتها برقة
= من غير ماتقولى يابت الغالية انا عملت
ترتيبى على كده والبيه جوزك كلمنى وفهمنى
على كل حاجة
اتسعت عينى زينة بذهول تسألها بهمس غير
مصدقة
= تقصدى رائف اللى طلب ده منك
هزت وردة راسها بالايجاب قائلة باعجاب
= ايوه يا نن عينى وقالى كمان انها صاحبتك
الوحيدة علشان كده بعت يجبها هى والست
التانية اللى معها بصراحة ذوء مؤدب ربنا
يحميه لشبابه باين عليه انه بيعزك اووى
ابتسمت زينة ابتسامة صغيرة لاتدرى بما ترد
فقد عقدت المفاجئة لسانها حتى قالت زوجة خالها
بحنان تشير الى مها الواقفة تتحدث بمرح الى
احدى بنات السيدة سعاد
= يلا خدى صاحبتك واطلعى اوضتك وانا
هاخد الست سعاد وبناتها على اوضهم
لتكمل مازحة
= بس ناموا بدرى بكرة علشان ليلتك طويلة
بكرة ياعروسة
ثم تطلق احدى الزغاريد العالية تاركة زينة
تتخضب وجنتيها بالحمرة الشديدة لتسرع مها
الى جوارها تهمس بخبث
= هى قالتلك ايه خلت وشك احمر كده
قوليلى ومش هقول لحد
نكزتها زينة بقوة فى خصرها لتصرخ مها
متأوة قبل ان تقول متصنعة اللامبالاة
= كده انتى حرة مدام مش هتقوليلى يبقى انا
كمان مش هقولك على المفاجئة اللى عندى
زينة بلهفة
= ايه هى؟ وحياتى يامها تقولى
غمزتها مها تميل عليها هامسة يرتسم فوق
وجهها الجد
= مش هنا اما نطلع الاوضة هتشوفى بعينك
كل حاجة
عقدت زينة حاجبيها بدهشة وتعجب تتسأل
عن ما تقصده تتلهف لصعود حالا الى غرفتهم
جلست زينة فوق الفراش ببطء هامسة بذهول
= مش معقول عمل كده علشانى بجد انا ....
صمتت تهز راسها لا تدرى ماذا تقول تحفض
راسها تنظر الى تلك الغيمة الرائعة من القماش
الابيض الخاص بثوب زفاف اقل ما يقال عنه
انه يبهر بجماله ورقته لاتستطيع التصديق انه فعلا قد احضره لها خصيصا من
اشهر محلات الازياء غير غافل عن لحظة
حزنها حين اقترحت زوجة خالها بحسن نية
ان تقوم باقتراض احدى فساتين زفاف احدى
بناتها لضيق الوقت وعدم استطاعتهم
الذهاب لشراءه واحدا خصيصا لها ليوافقها
خالها همام بلامبالاة يلتفت الى رائف الصامت
منذ بداية الحديث يخبره انه خير تصرف
وقتها املت ان يرفض رائف كلامهم لكنه ظل
على صمته يتناول قهوته على مهل دون حتى
ان يرفع عينه اليها فادركت ان الامر بالنسبة له
ماهو الا صفقة وعمل ينتهى الامر بها كيف
تنتهى فهذا امر لايهمه لكن هاهو قد خالف كل
ظنونها باحضاره هذا الفستان الرائع خصيصا لها
حضنته اليها بقوة تستلقى به فوق الفراش
مغمضة العينين تذهب فى رحلة الى احلامها
الوردية تتمنى لو كانت حقا ليلة الغد هى ليلة
زفافها فى الحقيقة عليه دون تمثيل
اوخلافات او وصية بشروط شائكة لتتنهد بسعادة
افاقت منها على همس مها الخافت بجوار اذنيها
= كل ده عمله فيكى الفستان ؟ اومال لو
شوفتى باقى المفاجئة هيحصل فيكى ايه
فتحت زينة عينيها على اتساعها دهشة تهتف
= هو لسه فى مفاجئات ؟
هزت مها راسها تهمهم بالايجاب تبتسم بخبث
فوقفت زينة تنتظر ان تكمل لكنها وجدتتها
تتجه الى الفراش تستلقى عليه بغاية النوم
فصرخت زينة باسمها بحنق لكن مها لم يهتز
لها جفن تهمس بالم ونعاس
= زينة وحياتى عندك ما تصرخى كفاية عليا
دوشة الحنة واللى اسمه ياسر لوحده ده
صداع
عقدت زينة حاجبيها تسالها
هو جه معاكم
مها وصوتها يخرج بصعوبة من شدة نعاسها
= اومال مين اللى شحنا على هنا زاى السردين
اعوذ بالله عليه بوز
تجاهلت زينة حديثها عن ياسر تسالها بلهفة
ورجاء
= مها مش هتقوليلى على المفاجئة التانية
وقفت فى انتظار ردها لحظات لم تحصل على
ايه اجابة سوى تنهيدة عالية صدرت عن مها
علمت منها باستغراقها فى النوم فتنهدت زينة
باحباط تهمس لنفسها
= عادى وانا مستعجلة ليه مانا هعرف هعرف
اسرعت تعلق الفستان داخل الدولاب بعد ان
القت عليه نظرة متاملة مرة اخرى لكل
تفاصيله قبل ان تستلقى على الفراش تنظر
الى السقف تسمح لنفسها بتخيل لو كانت كل
مايمر بها حقيقة وكان رائف حقا يحبها ويتمناها زوجه وهى بالفعل تستعد لزواجها به
حقيقة وليس تظاهرا حتى سقطت فى نوم
مرهق عميق على اثر كل مامرت به فى اليومين الفائتين
مر اليوم بها سريعا بكل تفاصيله الرائعة تشعر
حقا كانها عروس تستعد لزفافها الى حبيبها
نعم هى تعترف الان وهنا وسط كل مظاهر
الفرح المحيطة بها ترتدى فستانها الرائع بكل تفاصيله
حولها كل مظاهر الاحتفال بزفافهم انه تحبه
حقا تحبه رغم كل ما فعله معها الا انها لا
تستطيع فعل شيئ فقد عشقه القلب وانتهى الامر
رفعت اناملها تتلمس تلك القلادة الرائعة والتى
تزين جيدها بحنان وحب فهذه هى مفاجئته
الثانية لها وقد اوصى مها الا تعطيها لها الا
قبل نزولها بلحظات متعللا بانه يريد مفاجئتها
فى اللحظة الاخيرة لكنها تعلم سببه الحقيقى
فهو خاف ان ترفضها ان علمت بامرها مبكرا
لكن لم تملك وقتها سوى النظر اليها بجمالها
المبهر ولمعان الماس بها والذى يضفى عليها
جمالا فوق جمالها بسعادة فرحا بها
تنبهت على حالة من الهرج والمرج سادت
الغرفة تسرع كل واحدة من النساءالمتجمعين
فى الاعتدال ورفع طرحهم فوق روؤسهم
حتى مها هى الاخرى اخذت تعدل من وضع
جلوسها بينما زوجةخالة هرولت فى اتجاهها
تسرع فى انزال طرحة زفافها الشفافة فوق
وجهها وهى تبتسم بفرحة لتلفت زينة الى مها
تسألها بعينيها عما يجرى لتشير تلك الاخيرة
بعينيها هى الاخرى ناحية الباب فتتسع عينيها
انبهار كعادتها قديما معه وهى تراه يقف امام الباب
يتوسط اخوالها تحيط به هالته المبهرة من
الرجولة والوسامة يرتدى بدلة رسمية سوداء
رائعة بكل تفاصيلها عينيه تتركز فوقها يبادلها النظرات
فتتوه داخلهم تنسى كل ما حولها لاترى غيره
وهى تراه يتقدم منها ببطء حتى توقف امامها
وهو مازل لم يرفع عينه عنها ولا حتى يرف له
جفن يمسك بيدها بين يديه يرفعها ببطء الى
شفتيه يقبلها برقة ولمسة كرفرفة الفراشات
لتتراقص خفقات قلبها تأثير من لمسته تلك
تتزايد بجنون حين مد يده يرفع عنها طرحتها
كاشفا عن وجهها عينيه تتأملها بنظرة لن
تنساها ابدا ما حيت يهمس بصوت اجش
بالكاد وصل الى مسامعها بكلمة(جميلة)يقربها منه
ببطء ينحنى فوق جبينها يقبله بنعومة
تتباطئ شفتيه فوقه للحظات مرت بها كالدهر
تشعر بخشونة انفاسه فوق بشرتها فترتعش
اوصالها تأثيرا من قربه الشديد منها تتفس
عطره ليملا كل حواسها بنعومة
حتى تنحنح خالها همام بحرج بعدما تعالت
الهمسات من حولهم فبتعد رائف عنها بصعوبة
يهمس لها بحنان عينه تكاد ان تلتهم ملامحها
= مبروك يا زينة القلب
تنبهت لكلمة التحبيب التى خرجت منه بلا
وعى من بين شفتيه تتسع عينيها تراقبه هو يبتعد قليلا
فيميل خالها فوقه هامسا بشيئ اومأ رائف
راسه استجابة له ثم يلتفت لها مرة اخرى
مادا لها يده ترتسم فوق شفتيه ابتسامة حنون هامسا
= يلا بينا مستعدة ؟
لم تدرى عن اى سيئ يتحدث لكنها ظنت ان
يتحدث عن مغادرتهم لذلك امسكت بيده تهز
راسها بالموافقة تتحرك معه فى اتجاه باب
الغرفة تتعالى من حولهم اصوات الزعاريد
حتى خرجوا تتجه ناحية باب الخروج ولكن
لدهشتها وجدت رائف يوجهها الناحية الاخرى
باتجاه درج المنزل المتصل بالدور الثانى
فوقفت بتخشب تلتفت اليه بتساؤل وذهول
لكنه لم يرد عليها ييصعد الدرج تتبعه هى
ببطء معهم العديد من الاسخاص حتى وقفوا
امام غرفة تراها لاول مرة تتصاعد التهانى
الحماسية من كل المحيطين حتى مها
والسيدة سعاد قبل ان يفتح لها رائف
لها الباب مشيرا لها بالدخول فدخلت سريعا
دون انتظار لحظة واحدة تريد ان تعرف ما
يحدث فورا ولما هما هنا فى تلك الغرفة
اتبعها رائف يغلق الباب خلفه بالمفتاح تسمع
صوت تكاته كانها مطارق داخل اذنيها تسأله
بسرعة بهلع وخوف
= انتى بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟ احنا بنعمل
ايه فى الاوضة دى؟ اصلا انت هنا معايا هنا ليه
ترك رائف مكانه بجوار الباب يتقدم منها ببطء
وخطوات هادئة عينيه لا تفارق وجهها وهو
يقوم بخلع جاكيت بذلته ثم يلقى به ارضا
وهو مازال يتقدم بخطواته اصابعه تمتد الى
ربطة عنقه تحلها وتتبعها ازرار قميصه بينما
هى كانت تتابعه بعيون متسعة هلعا حتى
وصل الى حزام سرواله وهنا صرخت برعب
ترفع فستانها بيدها تنظر حولها بهلع تبحث
عن مكان تستطيع الهرب اليه فلم تجد امامها
سوى باب مغلق ادركت انه الحمام فعقدت
العزم على الهرب بداخله ولكن ما ان همت
بالتحرك حتى اسرع رائف اليها بخطوتين
سريعتين يمسك بها وعينيه تلتمع بخبث يهتف
= على فين رايحة وسايبة عريسك هنا لوحده
حاولت زينة التملص منه بحركات خرقاء
عنيفة لم تفيدها بشيئ بل جعلته يلف ذراعيه
من حولها يقربها منه بشدة جعلت من
المستحيل عليها الحركة لتنطق باول كلمة
حضرت الى ذهنها
= عارفة لو مبعدتش هصوت وهندهلك خالى همام هنا
تراجعت راس رائف الى الخلف يضحك
بصخب وخشونة جعلتها تقف تراقبه بخوف
تراه يحاول الحديث جاهدا محاولا ايقاف
ضحكته قائلا بصعوبة
= بقى كده بتتحامى فى خالك منى انا ! بس
يا ترى هتندهى لخالك تقوليه ايه يا زينة؟
اتبع كلماته يقربها منه اكثر عينيه يزداد خبثهم
يمررها فوق ملامحها يراقب حيرتها المرتسمة
فوقهم قبل ان يبتسم لها باقتضاب يهمس وهو
يرجع خصلات شعرها الفارة من تسريحتها
هامسا
= متخفيش كده انا لسه عند وعدى ليكى انا
كنت بغير هدومى علشان انام مش اكتر
زينة بتلعثم وارتباك
= طيب احنا هنا ليه اصلا مش انت قلت
هنسافر على طول بعد الفرح
زفر رائف بنفاذ صبر قائلا
= خالك يا ستى هو اللى صمم نقضى الليلة
هنا يعنى مش انا ولا افكارى الخبيثة اللى رتبنا كل ده
صمتت زينة تحنى راسها بخجل فينهد رائف
محاولا الهدوء قبل ان يمد يده يرفع وجهها
اليه يجعل عينيها فى مقابل عينيه والتى اصبحت شديدة الجدية قائلا
= احمدى ربك انهم فاكرين اننا فعلا متجوزين
والا كانوا صمموا اننا نتتم الجواز هنا واظن
انك فاهمة انا بتكلم عن ايه
تركها مبتعدا عنها يبتسم بسخرية يشير اليها
براسه ناحية الحمام
= اتفضلى يا زينة هانم غيرى هدومك ولما
تخرجى هتلاقينى نمت من بدرى يعنى
مفيش خوف منى ابدا
وقفت مكانها تشعر بالحرج من تصرفها
الطفولى فمن الواضح انها قد اهانته حين
ذكرت طلب حماية خالها تنهر نفسها الف مرة على غبائها
ونسيانها حقيقة وضعهم معا ليأتى هو ككل
مرة ليوضحها لها بحزم ووضوح فيجعل منها
حمقاء امامه
اخذت تتلفت حولها تبحث عن شيئ ترتديه
ليراها هو فيشير لها قائلا باقتضاب
= اعتقد ان مها سابت ليكى هدوم للنوم هناك
سارت الى مكان اشارته ترى فوق الفراش
قميص قصير من اللون الابيض من قماش
الستان معه روبه فتمسك به تلتفت اليه
سريعا بتساؤل وتهم بالحديث لكنه سبقها رافع
يده قائلا ببراءة متهكمة
= قبل ما تتكلمى انا مليش دعوة ده هدية من
صاحبتك اللى عاوزة تعمليه دلوقت ابقى
اعلميه فى صاحبتك انا مليش دخل
تحرك فورا باتجاه الطرف الاخر من الفراش
يختطف ملابسه من فوقه يتجه بها ناحية
الحمام يختفى بداخله لدقائق وقفت هى
خلالها بصمت وتوتر حتى عاد يرتدى ملابس
بيتيه عبارة عن قميص ذو حمالات سرواله
قطنى يجفف شعره بالمنشفة ثم يلقى بها
فوق الكرسى متجها الى الفراش يستلقى
عليه يدير ظهره ناحيتها استعداد للنوم
وقفت مكانها عدة لحظات قبل ان ترفع غيمة
فستانها بيد وتحمل بيدها الاخرى ذلك
القميص تدخل تلى الحمام تخلف خلفها الباب
بهدوء ليعتدل رائف على ظهره يضع ذراعيه
خلف راسه ينظر الى السقف بوجوم وشرود
ليظل على وضعه هذا حتى سماعه صوت
فتح باب الحمام مرة اخرى فيسرع بالرجوع
الى وضعه السابق مرة اخرى يدير ظهره لها
مرة اخرى هو يستمع الى خطواتها المترددة فظل
عل حالة يتصنع النوم ويحاول تنظيم انفاسه
المضطربة بقوة من اثر وصول حفيف قماش
قميصها هو يلامس جسدها برقة يقاوم
فضوله لالتفات اليها ورؤيته عليها لكنه لم يستسلم
لهاجس نفسه بل نهرها بعنف يغمض عينه استدعاءا للنوم
وقفت تتلفت حولها بتوتر وارتباك تبحث عن
مكان يصلح للنوم لكنها وجدت جميع الاثاث
فى الغرفة ذو طابع خشبى عتيق مزخرف لا
يصلح سوى للجلوس فقط فتنهدت بقلة حيلة
تتجه الى الفراش بهدوء وبطء تحاول عدم
ايقاظه تسحب وسادة لكنها لم تحاول سحب
الغطاء خوفا من ايقاظها له ثم تلقى بها ارضا
بجوار الفراش فتستلقى عليها تحاول لف
نفسها بالروب القصير تتقلب عدة مرات قبل
ان تجد وضعا مريحا فاغمضت عينيها
تستدعى النوم ولكن ما هى سوى لحظة
واحدة حتى تقلبت الى الجانب الاخرى تتأوه
بخفوت من قسوة الارض اسفلها ليصرخ رائف
ناهضا يجلس فوق الفراش هاتفا بتذمر
= انتى ما بتناميش ليه ؟ نامى وخلينى انا
كمان اعرف انام فى الليلة اللى مش فايتة دى
لم تتحرك زينة من مكانها تعطى ظهرها له
تنكمش فوق نفسها هامسة بأسف
= حاضر هنام حالا بس غصب عنى اصل الارض.....
صرخت حين وجدت نفسها ترفع بين ذراعيه
بعد ان انحنى عليها يحملها متجها بها ناحية
الفراش يلقيها عليها بخشونة ثم يلتفت الى
جهته مرة اخرى يستلقى سريعا يزفر بحنق هاتفا
= اتفضلى نامى بقى اظن كده ملكيش حجة
واياكى تقومى من مكانك خلى الليلة دى تعدى بقى
اخذت زينة تحاول لملمت الروب فوق جسدها
بتخبط فنهض بعنف جالسا ينظر اليها ليراها
منكمشة فوق نفسها تحاول اسدال القميص
فوق رجليها العاريتن فيزفر بحدة قبل ان
يلتفت يمسك بالوسائد المتناثر خلفه يقوم
برصها بينهم كحاجز يلتفت لها بعد انتهاءه يصرح بنفاذ صبر
= ها كده كويس ؟ ممكن تنامى بقى
اسرعت تلقى بنفسها فوق الفراش تستلقى
سريعا تغمض عينيها بقوة تحاول استدعاء
النوم فاخذت تحاول تذكر الاعداد ولكنها كما
لو كانت قد تم مسح جميع افكارها ترتعد
بقوة وهى تشعر بتحرك الفراش مرة اخرى ثم
بشيئ يلقى فوقها علمت بانه الغطاء وبعدها
همسه الخافت
= تصبحى على خير يا زينة
هزت راسها له ردا عليه ترفع الغطاء فوقها مغمضة
العينين تظل تدور داخل دوامة افكارها
ومشاعرها المبعثرة بقوة حتى سحبتها غيمة
النوم بداخلها لاتشعر بشيئ ولا بذلك المنادى
باسمها بخفوت قبل ان ينتظر للحظات حتى
يتأكد من سقوطها فى النوم قبل يقوم بازحاء
الوسائد من بينهم الواحدة تلو الاخرى يقترب منها ببهدوء
فيمسك بخصلات شعرها المتناثرة خلفها فوق
الوسادة يقربها من انفه يستنشق عبيرها
بعمق ثم يستلقى قربها يلفها بذراعه يقربها
الى صدره بحنان يطبع قبلة ناعمة فوق
وجنتها هو يشعر بدفء جسدها يتسرب اليه
يغمض عينيه متنهدا بقوة محاولا الاستسلام
لنوم اتى اليه بعد صعوبة
فى مكان اخر وقفت تستمع الى صوته
باوامره الحادة يهتف فى ذلك الرجل الواقف
يرتعد بخوف وهو يعنفه بشدة
= عارف يا حيوان انت لو الخبر وصل ليه قبل
ما نخلص كل حاجة هعمل فيك ايه هخلص
عليك وهرميك لكلابى تتسلى بيك فاهم
هز الرجل راسه بالايجاب بسرعة ورعب قبل
ان يساله بصوت مرتعش
= طب وهنتحرك امتى يا سعادة البيه
ضيق محدثه مابين عينيه قبل ان يقول باقتضاب
= بكرة على طول فى الليل العربيات هتكون
فى المينا هتشيل البضاعة وهتخرج
هو خلاص مضى على ورق الاستلام بس قبل
ما يشيل هنكون احنا شلنا وخلصنا ومفيش
اى حاجة علينا ويبقى يشيل هو الليلة
هتلاقى فى المينا اللى هيسهل ليكم الخروج
من غير سين ولا جيم فهمت
هز الرجل راسه مرة اخرى ليشير له محدثه
بالانصراف فيسرع الرجل منصرف بسرعة
يغادر المكان غافلا عن تلك الواقفة تتخفى
خلف احدى الجدران ترتسم فوق شفتيها
ضحكة شياطنية تهمس
= فرصة وجات لحد عندى وبقى غبية لو