رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل الثاني عشر12 بقلم سهام صادق
الــــفــــصـــل الـــثـــانــــي عــــشــــــر
وكلما تذكرنا سطوة الماضي علينا ... تذكرنا بأن ليس للحياه حاضراً نحيا من أجله ، أو مستقبلاً نسعي لأجله ... فللماضي حقاً سطوته ولكن للعبره ... فصفعات الألم لا تأتي الا لكي نتعلم ..... وليس لتصبح حياتنا بين الماضي وسطوته
كان يقرء أحد كتبه التي تفصله عن عالمه حتي لو قليلاً ، ليغمض عيناه للحظات ولأول مره لا يسرح في ذكريات قد خانته ومزقته .. ولكن كان خياله يجلبها له ليسرح في طفولتها التي لم يعدها من قبل هي وأخته نيره ولكن معها شئ مختلف تماماً . .. ليبتسم دون أن يشعر حتي يسمع صوت أحدهما
هشام مازحاً : ومغمض عينك وسرحان وقولنا ماشي يمكن يكون عندك صداع ، بس بتضحك ديه غريبه ..
وقبل أن يكمل هشام حديثه .. فارس بهدوء : أنت جيت امتا
ليضحك هشام قائلاً : من بدري خالص ، لاء وكمان شربت القهوه ، وهنيه حضرتلي العشا ... وكل ده وانت سرحان ، اكيد في جوليا صح
ليصمت فارس قليلا .. حتي يقول : جوليا مين ، اه افتكرت ، انت وصلتها الفندق
هشام بحالميه : بس جامده أوي جوليا ديه ، وعندك حق تسرح فيهاا ، أنا شكلي هنسي صوفيا وهركز مع جوليا ..
فارس بجديه : هشام ، ياريت تعقل شويه
هشام ضاحكا : ما أنا عاقل أه .. أنت بقي ياعم الهيمان كنت سرحان في أيه ومين .. قول قول وانا بجد هفرحلك
ليبتسم فارس علي صديقه قائلا : أتعشيت ولا لسا ..
ليتطلع اليه هشام قائلا : السؤال ده المفروض ميتسألش لواحد عازب علي فكره .. هي فين هنا صحيح
فارس بضيق : معرفش !!
هشام بمرح : يعني تبقي عايشه في بيتك ، ومتعرفش .. اوعي تكون موت البت يافارس ، اصل انا عارفك
ليتطلع فارس اليه بضيق قائلا : ياهنيه ، ياهنيه
لتأتي الخادمه اليه قائله : نعم يافارس بيه !!
فارس بهدوء : ممكن تحضري العشا ، وتطلعي تنادي أنسه هنا
الخادمه بشك : أنسه هنا لسا مرجعتش من بره
فارس بضيق : أزاي لسا مرجعتش من بره الساعه داخله علي تسعه دلوقتي ، خلي سيد ياناديلي السواق
لتتذكر هنيه شيئا قائله : افتكرت ، هي رجعت من بره وخلت صفيه تحضرلها اكل بس ده الساعه 4 وخرجت تاني .. هو ده الي أنا فاكره معلش يابني الواحد كبر وبينسي
هشام بقلق : يعني رجعت ، وخرجت تاني .. طيب راحت فين هي ليها حد هنا يافارس
ليسير هو بخطوات سريعه ، حتي يقف أمام الحارس قائلا : أنسه هنا خرجت من أمتا ؟؟
ليتطلع اليه الحارس بفزع قائلا : من العصر يابيه ، ده حتي عمي حسن سألها رايحه فين .. عشان يوصلها هي قالتله أنها مش هتتأخر وهترجع علطول لأن المكان مش بعيد
ليتنهد فارس بقلق قائلا : حضرلي العربيه ...وقبل ان يكمل حديثه !!
هشام بفزع : كنتي فين ياهنا
هنا بخوف وهي تسير بخطوات بطيئه : كنت
حتي يقترب هو منها قائلاً بسخريه : كنت!! ..
فيتركها مع هشام ويذهب الي داخل قصره
هنا بخوف : هو مزعئش ليا ليه ..
هشام بهدوء : ده هدوء قبل العاصفه علي فكره ، المهم فهميني براحه أنتي كنتي فين في الوقت ده
لتتطلع هي الي قدميهاا بأرتباك قائله : لازم يعني
هشام ضاحكا : لازم ياهنا أعرف .. عشان نقدر نرد علي فارس ولا أنتي فاكره انه مش هيسألك
لتبتسم اليه هي قائله : اصل أنا كنت بديله الدوا .
هشام بتسأل : دوا أيه أنا مش فاهم حاجه ، وايه العلبه بتاعت الأكل ديه .. أنتي كنتي في رحله ولا أيه
لتبدء هي تقص عليه كل شئ .. حتي يتطلع اليها هشام مبتسما قائلا بجديه : الي عملتيه ده شئ محدش يقدر يتكلم فيه ، بس مكنش ينفع تروحي لوحدك عند حد متعرفهوش ، كنتي أتصلتي بيا ، او كلمتي فارس حتي
لتتطلع اليه هي بدموع : مكنش هيرضي ، وكمان هو مش بيكلمني من ساعة ما دخلت المرسم بتاعه
ليضحك هشام قائلا : هو الي مش بيكلمك ، ولا أنتي الي خايفه منه .. يلا تعالي ندخل يامشاغبه بس طلعتي جدعه ياهنون
لتبتسم هي بخجل ... ولا تعلم بأنه يراقبهما من خلف زجاج شرفة مكتبه حتي يضغط علي احد كفيه بضيق
.................................................. ..............
ولم يكن وجوده بحياتهم ، سوا بالعاصفه المهلكه ، التي لا تفعل شئ سوا أن تهدم ، وقف ليتطلع إليهم بشك قائلاً : مبقتش مطمن لقربكم الزياده ده من بعض ، ايه في ضره بتحب ضرتها !!
لتتطلع اليه زينب بصمت .. حتي تقول كريمه : وماله ياسي صالح لم نبقي أصحاب ، ده حتي هنريحك ومش هيبقي فيه مشاكل وهنبقي مرتاحين ، بذمتك أنت مش مرتاح
ليتطلع اليها صالح قائلاً بسخريه : وانتي فاكره لو مش هتريحوني ، هسكت أنا .. لا ياحلوه تبقي متعرفيش صالح وهتجوز عليكم التالته عادي ..
لتنهض زينب من علي احد الأرائك قائله : تصبحوا علي خير
حتي يجذبها هو من ذراعيها قائلاً : انتي رايحه فين وانا بكلمك
زينب بألم : رايحه أنام جنب بناتي ياصالح ، سيب دراعي
صالح بحده : انا صبرت عليكي كتير يازينب وسيبك تنامي جنب بناتك وساكت ، بس لحد كده ومافيش بيات تاني عند البنات ، لا إلا والله هتشوفي مني تصرف هتندمي عليه
لتقترب كريمه منه قائله : ماتسيبها ياسي صالح ، حرام عليك
ليدفعها صالح قائلا: روحي أنتي علي اوضتك ياكريمه ، واعملي حسابك ان الأسبوع ده كله مش ليكي
لتبتعد زينب عنه قائله : أنا قولتلك من يوم ما جوزت سلمي لمنصور ، وسيبت هنا للأغراب ، انت مش جوزي ولا بطيقك .. ولا بحب أسمع صوتك ، ياريت تسبني في حالي انا وبناتي وتطلقني .. ومش هتشوف وشي في البلد كلهاا
ليضحك صالح بسخريته المعتاده قائلاً: وهتلاقي مين يصرف عليكي انتي وبناتك ، اه صح اخوكي الي طمعان في أرضك ، ولا عمره في حياته فكر يزور اخته الوحيده ، بلا هم
لتلتف هي بعينيها بعيداً عنه فتمسح دموعها قائله : اتجوز ياصالح التالته والرابعه ، بس سيبني انا في حالي .. انا خلاص بقيت عايشه عشان اربي البنتين الي حيلتي ..واه عايشه خدامه عندك وخلاص ...
صالح بسخريه : والخدامه بتسمع كلام سيدها ، يلا قدامي
لتتطلع اليه هي بخوف حتي يجذبها من ذراعيهاا ليدخل بها غرفتهما ، وما أن أدخلها قال بسخريه : اتخمدي عيشه تقصف العمر ست مبيجيش من وراها غير الهم والنكد ، بس المهم اني عرفتك اني الراجل يازينب وكلمتي لازم تتسمع ، وانا الي أسيب حقي بمزاجي مش انتي الي تمنعيني
لتسقط دموعها ، علي رجلاً كانت تظن بأنه حقا سيكون لها ضهراً وسنداً ولكن هيهات ....
.................................................. .................
جلس بجانب صديقه ليقول بتنهد : ليه طيب توجعها كده يافارس حرام عليك ، ليه ظنك ده
فارس بضيق : الهانم جيالي متأخر ، ولوحدها عايزني اقولها ايه شطوره ياحببتي ، اعمليها تاني
هشام بهدوء : بس مش تقولها ، ان البيت ده بيتك انت ومش هتسمح لحد أنه يخالف أمرك ، والي يخالفك يشوفله مكان تاني ... انت ناسي يافارس ان هنا بتتحامي فيكم ، ديه حتي مقدرتش تتكلم ومافيش غير دموعها بس
فارس بضيق : انت مهتم بهنا ليه كده ياهشام
هشام بخبث : بحبها
حتي ينهض فارس من علي كرسيه قائلاً بألم لا يعرف سببه : بتحبها
هشام : أيوه بحبها ، أيه هو مافيش اخ وصديق بيحب أخته يعني ولا أيه ..
فارس بتنهد : ياا للدرجادي ، بقيت تعز هنا
هشام بهدوء : أنا من ساعة ماشوفتها ، وانا بشوف نفسي فيها محدش بيفهم التاني غير من نظرة عينيه الي كلها حزن ودموع ، فحسيت اني لازم أكون ليها سند وضهر وتقرييا الأخ هو الي بيقدر يدي ده ، فأعتبرتها جزء مني
فارس بهدوء : لولا أني عارفك ياهشام ، أنا كنت شكيت
هشام ضاحكا : مش عايز تعرف يا أستاذ يامحترم ، هي كانت فين ، يمكن تبطل تسرعك علي البنت الغلبانه ديه شويه
ليقص هشام له كل شئ ، حتي يتنهد قائلا : كانت بتساعد الطفل الي شافته جنب قصرك ، وهو بيحاول أنه يدخله ، الطفل كان بيدور علي أي مساعده من اي حد ومكنش في حد قريب ليه غير هنا ، ولما لقيته محتاج أكل ليه ولأمه دخلت تجيبله الأكل بسرعه ومشيت معاه لما شافت الولد بيترعش ،خافت عليه هي الي عملته فعلا تهور .. بس دافع الأنسانيه مبيجيش غير كده ..... ولولا أنها راحت معاه مكنتش هتعرف أن الست الي بتربيه جدته العجوزه مش أمه وانها بتتألم من الوجع بالأصح الجوع .. فساعدتهم .. زي ما أنت بتساعدها كده
لينهض فارس من علي كرسيه وهو شاردا فيقول : طيب ما قالتش ليه للسواق يوصلها ، او قالت لحد من الخدم
هشام قائلا : ما أنا قولتلك دافع الأنسانيه مبيجيش غير بالتهور ومن غير اي رد فعل ...
لينهض هشام بدوره من علي كرسيه قائلا : تصبح علي خير ، سلام
ليرحل هشام ، ويجلس هو ثانية علي كرسيه حتي يفتح أحد أدراج مكتبه فيخرج وشاحها الذي كان لا يعلم بأن صاحبته ستصبح الان معه ، فيظل يتأمله حتي يقربه من أنفه ليستنشق عبيره قائلا بابتسامه صافيه : طفلتي ذات الوشاح الازرق !!
.................................................. .............
وقفت امامه وهي تقول بدلع يعلم سببه : ايوه كده ياسي منصور، لازم تلوي دراعها وتعلمها الأدب حتة العيله ديه .. البت كانت بتفكر تنزل العيل ، يالهوي ولا ايه تقول ان انا الي كنت عايزه اوقعها من علي السلم
ليتنهد منصور بضيق حتي يتطلع اليها بنظرة فاحصه : خلي بالك منها ياثريا ، وعارفه لو العيل نزل مش هحاسب غيرك انتي
لتتطلع اليه ثريا بضيق قائله : واشمعنا فاطمه انت مش بتحظرها ماهي ضرتها ولا انا بس الي بخوف وشريره
منصور قائلاً: ياشيخه حرام عليكي فاطمه بنت عمي ما بتتكلمش ، وفي حالها طول عمرها ... تصدقي انها هي الي فيكم ياريت كنتي خارسه زيها ومبتتكلميش ..كنتي ريحتيني من لسانك ده
ثريا بضيق : بتقولي انا الكلام ده ياسي منصور، انا الي استحملت معاك المر قبل الحلو وسيبتك تتجوز عليا وساكته مبتكلمش
منصور ساخراً: ياثريا بلاش عليا انا الكلام ده ، انتي ناسيه الي كان بينا زمان قبل ما اتجوزك ، ولما ابويا عرف حلف اني اتجوزك عشان الفضايح .. مع اني كنت شبعت منك خلاص بس اقول ايه كان طيش شباب وانتي استغلتيه لصالحك بالضيق والقصير لحد ..... وبلاش اتكلم
ثريا بغل : انت بتعيرني يامنصور!!
منصور بضيق : انا مش بعيرك ياثريا ، ولا ظلمتك ومعيشك عيشه عمرك ما كنتي تحلمي بيها ، مخليكي ملكه في بيتك تعالي شوفي باقي اخواتك عيشتهم ازاي وانتي هتعرفي الفرق ، بس وجع الدماغ بتاع كل يوم ده خلاص تعبت منه سوا منك انتي او من التانيه ،انتي بتغيري ياثريا من العيله ههههه اكيد عشان اصغر منك
ثريا بضيق : بكره الصغير يكبر يامنصور ، بكره تحط رجليها علي كتافك وتدلدلها ... وياخوفي لو جابت الولد
منصور بحالميه : تجيبلي بس الولد ، يااا ياما نفسي اخلفه ومش عايزكم انتوا التلاته بلا هم
لتتطلع اليه ثريا بنار قد لمعت في عينيها قائله بهمس :ان شالله ماتوعي تجيبه ولا تشوفه
.................................................. .................
لم تقضي ليلتها سوا وهي باكيه علي حالاً لا تعلم متي ستظل فيه ، لتتنهد بألم قائله : انا لو كنت خدامه عنده كان هيعملني احسن من كده .... حتي تضحك بسخريه قائله : وانا فرقت ايه يعني عن الخدامين !!
لتطرق الخادمه بابا غرفتها قائله :فارس بيه مستني حضرتك علي الفطار
لتفتح هي باب غرفتها قائله : قوليله انها مش جعانه ياصفيه
صفيه بحنان : ليه ياست هنا ، ده انتي مأكلتيش حاجه من امبارح .. وكمان لأحسن البيه يزعل
لتتطلع اليها هنا بعدما تذكرت شيئا قائله : طيب ياصفيه انا نازله وراكي
اما هو جلس ينتظرها كغير عادته قائلاً بعد ان نظر في ساعته : شكلي هتأخر علي الشركه بسببك النهارده .. انا الي جبت الهم ده لنفسي ربنا يسامحك ياعمتي ..
لتأتي هي من خلفه قائله : صباح الخير
ليلتف هو الي مصدر صوتها وقبل ان يرد علي تحيتها : وجدها تمسك بأحد الحقائب
فارس بحده : ايه الي في ايدك ده
لتتطلع هي الي حقيبتها قائله : انا هرجع البلد تاني ، وهمشي من هنا ... عشان انا مش خدامه عندك ولا حاجه اشترتها ولما ماما امال تيجي ابقي قولها اني سيبت البيت ومشيت
ليترك هو طاولة طعامه حتي يقترب منها قائلاً : مبحبش قرارت الأطفال .. ولا زعلهم .. لان تصرفاتهم بتزعجني
لتتطلع اليه هي بهدوء قائله : وانا هريحك مني ، ومش هزعجك تاني
فارس بحده : ياصفيه ، ياصفيه !!
لتأتي اليه صفيه .. حتي يقول هو : خدي شنطة الأنسه وطلعيها فوق ..ثم ينظر لساعته قائلا : أفطري بسرعه عشان اوصلك الجامعه في طريقي يلا بسرعه
وقبل ان تتحدث اليه ... كانت نظرات عيناه التي ترعبها امنعتها من مجادلته
.................................................. .................
جلست شارده وهي تبتسم كلما قرأت ذلك الخبر عنه... حتي تضع المجلة جانباً ..... لتفيق علي صوت سميه وهي تقول :هتعترفي وهتقري انك سرحانه في ايه ومين ولا ...
لتبتسم ريهام قائله بحب : وهسرح في مين غيره ياسميه ،ياا لو يعرف بحبه قد ايه بس للأسف شئ مستحيل انه يعرف بحبي ...
لتتطلع اليها سميه بشك :عن طريق هنا ولا انتي نسيتي انتي اتعرفتي عليها ليه
ريهام بخجل :انسي ياسميه الموضوع ده ، لان عمري ماهاخد هنا سلم ليا ويكون ده هدف صدقتي منها ، ربنا العالم انا حبيتها قد ايه ... وشكل حبي ليه محكوم عليه بالموت وهيفضل سر محفور جوايا ...
وقبل ان تتحدث سميه ..
ريهام : عارفه هتقوليلي ايه .. هتقوليلي انسيه .. وزي كل مره هقولك مش بأيدي ، فتمسك احد المجلات قائله: هنساه ازاي وانا اول حاجه بعملها بشوف اخباره في المجلات وبفرح اوي كل لما بلاقيه ناجح كأني انا الي نجحت
لتقترب سميه من صديقتها قائله : طيب وباسم ياريهام ،ابن عمك ده بيحبك ليه مفكرتيش انك تحبيه واه يمكن تنسي فارس
لتتنهد ريهام بألم : حاولت احبه بس معرفتش ، مش عايزه اظلمه معايا ، علي فكره باسم خطب وهيتجوز خلاص ماهو مش هيفضل مستني طول عمره جنبي وانا عمري ما حسسته بحبي
سميه بدعابه لتغير الحديث بعدما شعرت بحزن صديقتها :هي فين البت هنا ،اتأخرت ليه النهارده .. ده انا قررت وتكرمت وناويه اعزمكم علي احلي عزومه ، محصلتش نسكافي ايه رئيك
ريهام بضحك : عزومه ونسكافي ..... جلده جلده يعني
سميه بمرح : احممممم شكرا علي المدح يا انسه
.................................................. .................
وقفت امامه مثل التلميذ الذي يخشي معلمه ، ليقول هو : عارفه لو فكرتي تعملي الي عملتيه تاني ياهنا ، هتشوفي وش تاني عمرك ماشوفتيه
لتقول هي بهمس : هشوف اكتر من كده ، ده عمي صالح كان ارحم
فارس بجديه : بتقولي ايه
هنا بجديه : ممكن امشي بقي عشان عندي محاضرات ، وهتأخر
ليتطلع هو الي ساعته قائلا : طيب يلاا عشان اوصلك في طريقي
هنا بخوف : لاء شكراً
فارس بغضب : انا خارج ، حصليني
لتقول هي مقلدة صوته : انا خارج .. حصليني
حتي يسمع هو ذلك ، ليبتسم دون ان يلتف اليها ثانية
.................................................. ................
جلست تنتظره كما وعدها بل بالأصح كما وعدته هي قائله بحنق : انا جوليا يافارس .. تخليني انتظرك هيك ..
لتسير بخطوات مائله .. حتي تقترب من احد موظفي الأستقبال قائله : انا بدي عربيه مخصوص الي .. وبسرعه
ليأتي هشام من خلفها قائلاً : مال القمر متعصب كده ليه
جوليا بضيق : من صاحبك ..
هشام بضحك : صاحبي انا الي مزعلك .. مين وانا ازعلهولك بس بلاش تقوليلي فارس .. اصل فارس بقي مزعل الكل وخصوصاً الستات ..
لتلتف جوليا بضيق قائله : بس انا جوليا .. مش اي ست
هشام بغزل بعد ان تفحصها برغبه : فعلا انتي مش اي ست جوليا
لتقترب منه جوليا قائله : انت حلو اوي هشام ، غير فارس خالص جوليا بجد مبسوطه انها عرفتك .. احنا ممكن نكون اصدقاء انا وانت ..
هشام بدعابه : أممممم افكر ، اصل انا مرتبط
لتبتسم جوليا قائله : ودمك خفيف كتيير ، عنجد انت تجنن
هشام بهدوء : تحبي بقي انا الي اوصلك ، ولا لسا عايزه سواق مخصوص .. علي فكره انا في الخدمه
لتقترب منه جوليا حتي لا يفصلهم سوا انفاسهم قائله : جوليا حبيتك كتير هشام ، عشان انت لطيف .. ثم تتطلع الي شفتيه قليلا حتي تقبله ....
فتبتعد قائله : ثواني وجوليا هتكون جاهزه
ليضع هشام بيده علي شفتيه قائلاً وهو يتطلع حوله : هي ايه الي عملته ده ، ده انا الي أسمي راجل اتكثفت ... شكلك دبستني يافارس مع ست جولياا انا مالي ومال جولياا
حتي تقترب هي منه ثانية قائله : جوليا جهزت هشام
ليسير هو خلفها قائلا : وهشام شكل ايامه هباب مع جوليا
.................................................. ...............
وقفت امامه وهي تقول : حضرتك طلبتني !!
ليرفع مجدي وجهه من علي تلك الأواق قائلا : تعالي ياهنا ، اقعدي ..
مجدي : بصي ياهنا يابنتي انا في البدايه مكنتش اعرف انك هتكوني من الطلبه الي هبقي فخور اني درستلهم .. بس دلوقتي اقدر اقولك انك بقيتي منهم يابنتي .. وعشان كده اختارتك وهتكوني من العشر طلاب الي تدريبهم الصيفي هيكون تبع شركة الهواري للأدويه ..
لتبتسم هنا قائله : انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي يادكتور ..
مجدي بأبتسامة لا تظهر الا قليلاً: يلا اتفضلي علي محاضراتك ... ومن بكره تبقي تروحي مع زمايلك عشان تشوفي مكان تدريبك وتعرفي النظام ..
لتتطلع اليه هنا بأمتنان .. وترحل وهي بداخلها سعاده لا توصف .. فالأول مره تشعر بأن لها كيان حقاً
.................................................. ................
لم تكن نظرات الخوف منه غير .... حقيقة ادركتها كلما نظرت الي جسدها الضعيف لتري معالم صفعه
منصور بحده : سلمي !
لتتطلع اليه هي بأعين دامعه : نعم
ليصمت منصور قليلاً حتي يقول بصوت جامد : لو جبتيلي الولد ياسلمي ، ممكن اطلقك واسيبك واديكي الفلوس الي انتي عايزاهاا .. وهتاخدي حريتك سامعه .. بس لو بنت فهتفضلي عايشه هنا وسطهم انتي وبنتك زيك زيهم
لتتطلع اليه سلمي بخوف قائله بدون ان تشعر بمعني الامومه : يعني حريتي مقابل اني اجيب الولد ، طيب انا ذنبي ايه لو جبت بنت .. ربنا هو الي بيعطي
منصور بتنهد : انا قولتلك مقابل حريتك هيكون ايه ، فحافظي علي نفسك بقي بدل ما هتشوفي الذل مني ... وعارفه لو فاكرتي تنزلي ابني حسابك هيكون عسير
سلمي بدموع : بس ثريا هي الي كانت عايزه توقعني
منصور ببرود : انا قولت الي عندي وخلاص ... فينهض من مجلسه ليقترب منها متطلعاً الي جسدها حتي يسقط ذلك الوشاح عن ذراعيها فيتطلع الي معالم صفعاته الزرقاء ويتحثثها حتي يقول بصوت هادئ : انتي الي بتضطريني لكده يابنت صالح ...
لتتطلع هي الي عيناه .. فتخفضها سريعا خوفا من نظراته ، فيرفع هو بوجهها قائلا بحنان لم تشهده من قبل : هتسمعي كلامي هتكسبي ، اما لو فضلتي كده انتي الخسرانه واوعي تنسي عرضي
سلمي بخوف : حاضر هسمع الكلام
ليري هو خوفها ولاول مره يشعر حقا بأن زوجته بالطفله الصغيره فهي علي وشك ان تكمل عامها السادس عشر رغم ان زوجاته الاخريات قد تزوجهما في مثل هذا العمر او اكبر بقليلاً ... اما معها هي فتشعره بأنها طفله لرجلا احتل الشيب جزء من رأسه واليوم قد علم بهذا حقاً
.................................................. .................
جلست تنظر في طبقها حتي اصبح الصمت يحتل مجلسهم .. ليرفع هو بوجهه قليلا قائلا: مبتكليش ليه
لتشيح هي بوجهها بعيدا قائله : عشان الاكل ده مش من حقي ديه صدقه ... منك ولا حتي اني أعيش هنا ..كل ده صدقه انت بتذليني بيهاا
ليتطلع اليها بأسي قائلا بهدوء لم تعتاده من قبل : قولتلك مليون مره انا مش بتصدق عليكي ، ليه مصممه بكده
هنا بألم : بس ديه الحقيقه ، الي ديما بتفكرني بيها وبتحسسني بالذل ، صدقني انا عارفه لولاك انت وماما امال كان هيبقي مصيري غير كده .... بس احساسك انك عبئ علي حد ده احساس صعب اوي بيحسسك بالعجز
ليصمت هو قليلا ..حتي ينهض من امامها فيسير بخطوات حائره قائلا :بصي ياهنا انا هعمل معاكي هدنه ، بس مش معني كده انك متسمعيش كلامي مفهوم
لتتطلع اليه هي قائله : وليه لازم اسمع كلامك
فارس بضيق : مفهوم ولا لاء ردي
لتقول هي بخوف : مفهوم ، بس بشرط
ليرفع هو احد حاجبيه قائلا بسخريه: قولي الشرط يا انستي الصغيره ..انا سامعك اه
هنا بهدوء : انك متزعقش فيا كتير وتسمعني، وانك تكون ليا صديق واخ احترمه واقدره عشان انا بعتبرك كده
ليينظر هو اليها قائلاً بضيق من تلك الكلمه : موافق !!
هنا بتعجب :وبما ان الهدنه بدأت عايزه اقولك حاجه
فارس بهدوء : قولي .. شكلنا مش هنخلص النهارده
لتبتسم هنا قائله : حب نفسك .. عشان نفسك تحبك ولو كان نسيان الماضي صعب ... اصنعله حاضر اجمل !!
ليقف امامها فارس فيتأملها ... حتي تشيح هي بوجهها بعيدا عنه قائله : تصبح علي خير ، أيها الرجل المبتسم
لتقول كلمتها هذه وتسير من امامه بخطوات سريعه ..
فارس بضحك : ماشي ياهنا بتتريقي علياا !!
ليذهب الي غرفة مكتبه .. ممسكا بأحد الأقلام والاوراق .. حتي يتوقف للحظه عما يفعله ليجد نفسه قد رسمها دون ان يشعر ....ويصبح للقلوب دقات عجيبه وكأنها لم تشهد ذلك من قبل
.................................................. .............
ظل يجول ببصره بينهم .. حتي تظهر ابتسامته قائلاً : نورتوا الشركه ياشباب ... انا دكتور رامي الي هدربكم
فيبدء بالترحيب بيهم .. ويشرح لهم مهمتهم قائلا : انتوا كده فهمتوا طبيعة مهمتكم هنا في الشركه
ليتطلعوا الي بعضهم البعض وهم يبتسمون ... حتي يبدء يومهم في تلك الشركه .. وهي شركة الهواري
لتأتي احداهن قائله بضيق : انسه هنا ، رئيس مجلس الاداره عايزك
لترفع هنا بوجهها بعيدا عن تلك الأوراق التي تتطلع اليها ... حتي تقول بدهشه : نسرين !!
ي
وكلما تذكرنا سطوة الماضي علينا ... تذكرنا بأن ليس للحياه حاضراً نحيا من أجله ، أو مستقبلاً نسعي لأجله ... فللماضي حقاً سطوته ولكن للعبره ... فصفعات الألم لا تأتي الا لكي نتعلم ..... وليس لتصبح حياتنا بين الماضي وسطوته
كان يقرء أحد كتبه التي تفصله عن عالمه حتي لو قليلاً ، ليغمض عيناه للحظات ولأول مره لا يسرح في ذكريات قد خانته ومزقته .. ولكن كان خياله يجلبها له ليسرح في طفولتها التي لم يعدها من قبل هي وأخته نيره ولكن معها شئ مختلف تماماً . .. ليبتسم دون أن يشعر حتي يسمع صوت أحدهما
هشام مازحاً : ومغمض عينك وسرحان وقولنا ماشي يمكن يكون عندك صداع ، بس بتضحك ديه غريبه ..
وقبل أن يكمل هشام حديثه .. فارس بهدوء : أنت جيت امتا
ليضحك هشام قائلاً : من بدري خالص ، لاء وكمان شربت القهوه ، وهنيه حضرتلي العشا ... وكل ده وانت سرحان ، اكيد في جوليا صح
ليصمت فارس قليلا .. حتي يقول : جوليا مين ، اه افتكرت ، انت وصلتها الفندق
هشام بحالميه : بس جامده أوي جوليا ديه ، وعندك حق تسرح فيهاا ، أنا شكلي هنسي صوفيا وهركز مع جوليا ..
فارس بجديه : هشام ، ياريت تعقل شويه
هشام ضاحكا : ما أنا عاقل أه .. أنت بقي ياعم الهيمان كنت سرحان في أيه ومين .. قول قول وانا بجد هفرحلك
ليبتسم فارس علي صديقه قائلا : أتعشيت ولا لسا ..
ليتطلع اليه هشام قائلا : السؤال ده المفروض ميتسألش لواحد عازب علي فكره .. هي فين هنا صحيح
فارس بضيق : معرفش !!
هشام بمرح : يعني تبقي عايشه في بيتك ، ومتعرفش .. اوعي تكون موت البت يافارس ، اصل انا عارفك
ليتطلع فارس اليه بضيق قائلا : ياهنيه ، ياهنيه
لتأتي الخادمه اليه قائله : نعم يافارس بيه !!
فارس بهدوء : ممكن تحضري العشا ، وتطلعي تنادي أنسه هنا
الخادمه بشك : أنسه هنا لسا مرجعتش من بره
فارس بضيق : أزاي لسا مرجعتش من بره الساعه داخله علي تسعه دلوقتي ، خلي سيد ياناديلي السواق
لتتذكر هنيه شيئا قائله : افتكرت ، هي رجعت من بره وخلت صفيه تحضرلها اكل بس ده الساعه 4 وخرجت تاني .. هو ده الي أنا فاكره معلش يابني الواحد كبر وبينسي
هشام بقلق : يعني رجعت ، وخرجت تاني .. طيب راحت فين هي ليها حد هنا يافارس
ليسير هو بخطوات سريعه ، حتي يقف أمام الحارس قائلا : أنسه هنا خرجت من أمتا ؟؟
ليتطلع اليه الحارس بفزع قائلا : من العصر يابيه ، ده حتي عمي حسن سألها رايحه فين .. عشان يوصلها هي قالتله أنها مش هتتأخر وهترجع علطول لأن المكان مش بعيد
ليتنهد فارس بقلق قائلا : حضرلي العربيه ...وقبل ان يكمل حديثه !!
هشام بفزع : كنتي فين ياهنا
هنا بخوف وهي تسير بخطوات بطيئه : كنت
حتي يقترب هو منها قائلاً بسخريه : كنت!! ..
فيتركها مع هشام ويذهب الي داخل قصره
هنا بخوف : هو مزعئش ليا ليه ..
هشام بهدوء : ده هدوء قبل العاصفه علي فكره ، المهم فهميني براحه أنتي كنتي فين في الوقت ده
لتتطلع هي الي قدميهاا بأرتباك قائله : لازم يعني
هشام ضاحكا : لازم ياهنا أعرف .. عشان نقدر نرد علي فارس ولا أنتي فاكره انه مش هيسألك
لتبتسم اليه هي قائله : اصل أنا كنت بديله الدوا .
هشام بتسأل : دوا أيه أنا مش فاهم حاجه ، وايه العلبه بتاعت الأكل ديه .. أنتي كنتي في رحله ولا أيه
لتبدء هي تقص عليه كل شئ .. حتي يتطلع اليها هشام مبتسما قائلا بجديه : الي عملتيه ده شئ محدش يقدر يتكلم فيه ، بس مكنش ينفع تروحي لوحدك عند حد متعرفهوش ، كنتي أتصلتي بيا ، او كلمتي فارس حتي
لتتطلع اليه هي بدموع : مكنش هيرضي ، وكمان هو مش بيكلمني من ساعة ما دخلت المرسم بتاعه
ليضحك هشام قائلا : هو الي مش بيكلمك ، ولا أنتي الي خايفه منه .. يلا تعالي ندخل يامشاغبه بس طلعتي جدعه ياهنون
لتبتسم هي بخجل ... ولا تعلم بأنه يراقبهما من خلف زجاج شرفة مكتبه حتي يضغط علي احد كفيه بضيق
.................................................. ..............
ولم يكن وجوده بحياتهم ، سوا بالعاصفه المهلكه ، التي لا تفعل شئ سوا أن تهدم ، وقف ليتطلع إليهم بشك قائلاً : مبقتش مطمن لقربكم الزياده ده من بعض ، ايه في ضره بتحب ضرتها !!
لتتطلع اليه زينب بصمت .. حتي تقول كريمه : وماله ياسي صالح لم نبقي أصحاب ، ده حتي هنريحك ومش هيبقي فيه مشاكل وهنبقي مرتاحين ، بذمتك أنت مش مرتاح
ليتطلع اليها صالح قائلاً بسخريه : وانتي فاكره لو مش هتريحوني ، هسكت أنا .. لا ياحلوه تبقي متعرفيش صالح وهتجوز عليكم التالته عادي ..
لتنهض زينب من علي احد الأرائك قائله : تصبحوا علي خير
حتي يجذبها هو من ذراعيها قائلاً : انتي رايحه فين وانا بكلمك
زينب بألم : رايحه أنام جنب بناتي ياصالح ، سيب دراعي
صالح بحده : انا صبرت عليكي كتير يازينب وسيبك تنامي جنب بناتك وساكت ، بس لحد كده ومافيش بيات تاني عند البنات ، لا إلا والله هتشوفي مني تصرف هتندمي عليه
لتقترب كريمه منه قائله : ماتسيبها ياسي صالح ، حرام عليك
ليدفعها صالح قائلا: روحي أنتي علي اوضتك ياكريمه ، واعملي حسابك ان الأسبوع ده كله مش ليكي
لتبتعد زينب عنه قائله : أنا قولتلك من يوم ما جوزت سلمي لمنصور ، وسيبت هنا للأغراب ، انت مش جوزي ولا بطيقك .. ولا بحب أسمع صوتك ، ياريت تسبني في حالي انا وبناتي وتطلقني .. ومش هتشوف وشي في البلد كلهاا
ليضحك صالح بسخريته المعتاده قائلاً: وهتلاقي مين يصرف عليكي انتي وبناتك ، اه صح اخوكي الي طمعان في أرضك ، ولا عمره في حياته فكر يزور اخته الوحيده ، بلا هم
لتلتف هي بعينيها بعيداً عنه فتمسح دموعها قائله : اتجوز ياصالح التالته والرابعه ، بس سيبني انا في حالي .. انا خلاص بقيت عايشه عشان اربي البنتين الي حيلتي ..واه عايشه خدامه عندك وخلاص ...
صالح بسخريه : والخدامه بتسمع كلام سيدها ، يلا قدامي
لتتطلع اليه هي بخوف حتي يجذبها من ذراعيهاا ليدخل بها غرفتهما ، وما أن أدخلها قال بسخريه : اتخمدي عيشه تقصف العمر ست مبيجيش من وراها غير الهم والنكد ، بس المهم اني عرفتك اني الراجل يازينب وكلمتي لازم تتسمع ، وانا الي أسيب حقي بمزاجي مش انتي الي تمنعيني
لتسقط دموعها ، علي رجلاً كانت تظن بأنه حقا سيكون لها ضهراً وسنداً ولكن هيهات ....
.................................................. .................
جلس بجانب صديقه ليقول بتنهد : ليه طيب توجعها كده يافارس حرام عليك ، ليه ظنك ده
فارس بضيق : الهانم جيالي متأخر ، ولوحدها عايزني اقولها ايه شطوره ياحببتي ، اعمليها تاني
هشام بهدوء : بس مش تقولها ، ان البيت ده بيتك انت ومش هتسمح لحد أنه يخالف أمرك ، والي يخالفك يشوفله مكان تاني ... انت ناسي يافارس ان هنا بتتحامي فيكم ، ديه حتي مقدرتش تتكلم ومافيش غير دموعها بس
فارس بضيق : انت مهتم بهنا ليه كده ياهشام
هشام بخبث : بحبها
حتي ينهض فارس من علي كرسيه قائلاً بألم لا يعرف سببه : بتحبها
هشام : أيوه بحبها ، أيه هو مافيش اخ وصديق بيحب أخته يعني ولا أيه ..
فارس بتنهد : ياا للدرجادي ، بقيت تعز هنا
هشام بهدوء : أنا من ساعة ماشوفتها ، وانا بشوف نفسي فيها محدش بيفهم التاني غير من نظرة عينيه الي كلها حزن ودموع ، فحسيت اني لازم أكون ليها سند وضهر وتقرييا الأخ هو الي بيقدر يدي ده ، فأعتبرتها جزء مني
فارس بهدوء : لولا أني عارفك ياهشام ، أنا كنت شكيت
هشام ضاحكا : مش عايز تعرف يا أستاذ يامحترم ، هي كانت فين ، يمكن تبطل تسرعك علي البنت الغلبانه ديه شويه
ليقص هشام له كل شئ ، حتي يتنهد قائلا : كانت بتساعد الطفل الي شافته جنب قصرك ، وهو بيحاول أنه يدخله ، الطفل كان بيدور علي أي مساعده من اي حد ومكنش في حد قريب ليه غير هنا ، ولما لقيته محتاج أكل ليه ولأمه دخلت تجيبله الأكل بسرعه ومشيت معاه لما شافت الولد بيترعش ،خافت عليه هي الي عملته فعلا تهور .. بس دافع الأنسانيه مبيجيش غير كده ..... ولولا أنها راحت معاه مكنتش هتعرف أن الست الي بتربيه جدته العجوزه مش أمه وانها بتتألم من الوجع بالأصح الجوع .. فساعدتهم .. زي ما أنت بتساعدها كده
لينهض فارس من علي كرسيه وهو شاردا فيقول : طيب ما قالتش ليه للسواق يوصلها ، او قالت لحد من الخدم
هشام قائلا : ما أنا قولتلك دافع الأنسانيه مبيجيش غير بالتهور ومن غير اي رد فعل ...
لينهض هشام بدوره من علي كرسيه قائلا : تصبح علي خير ، سلام
ليرحل هشام ، ويجلس هو ثانية علي كرسيه حتي يفتح أحد أدراج مكتبه فيخرج وشاحها الذي كان لا يعلم بأن صاحبته ستصبح الان معه ، فيظل يتأمله حتي يقربه من أنفه ليستنشق عبيره قائلا بابتسامه صافيه : طفلتي ذات الوشاح الازرق !!
.................................................. .............
وقفت امامه وهي تقول بدلع يعلم سببه : ايوه كده ياسي منصور، لازم تلوي دراعها وتعلمها الأدب حتة العيله ديه .. البت كانت بتفكر تنزل العيل ، يالهوي ولا ايه تقول ان انا الي كنت عايزه اوقعها من علي السلم
ليتنهد منصور بضيق حتي يتطلع اليها بنظرة فاحصه : خلي بالك منها ياثريا ، وعارفه لو العيل نزل مش هحاسب غيرك انتي
لتتطلع اليه ثريا بضيق قائله : واشمعنا فاطمه انت مش بتحظرها ماهي ضرتها ولا انا بس الي بخوف وشريره
منصور قائلاً: ياشيخه حرام عليكي فاطمه بنت عمي ما بتتكلمش ، وفي حالها طول عمرها ... تصدقي انها هي الي فيكم ياريت كنتي خارسه زيها ومبتتكلميش ..كنتي ريحتيني من لسانك ده
ثريا بضيق : بتقولي انا الكلام ده ياسي منصور، انا الي استحملت معاك المر قبل الحلو وسيبتك تتجوز عليا وساكته مبتكلمش
منصور ساخراً: ياثريا بلاش عليا انا الكلام ده ، انتي ناسيه الي كان بينا زمان قبل ما اتجوزك ، ولما ابويا عرف حلف اني اتجوزك عشان الفضايح .. مع اني كنت شبعت منك خلاص بس اقول ايه كان طيش شباب وانتي استغلتيه لصالحك بالضيق والقصير لحد ..... وبلاش اتكلم
ثريا بغل : انت بتعيرني يامنصور!!
منصور بضيق : انا مش بعيرك ياثريا ، ولا ظلمتك ومعيشك عيشه عمرك ما كنتي تحلمي بيها ، مخليكي ملكه في بيتك تعالي شوفي باقي اخواتك عيشتهم ازاي وانتي هتعرفي الفرق ، بس وجع الدماغ بتاع كل يوم ده خلاص تعبت منه سوا منك انتي او من التانيه ،انتي بتغيري ياثريا من العيله ههههه اكيد عشان اصغر منك
ثريا بضيق : بكره الصغير يكبر يامنصور ، بكره تحط رجليها علي كتافك وتدلدلها ... وياخوفي لو جابت الولد
منصور بحالميه : تجيبلي بس الولد ، يااا ياما نفسي اخلفه ومش عايزكم انتوا التلاته بلا هم
لتتطلع اليه ثريا بنار قد لمعت في عينيها قائله بهمس :ان شالله ماتوعي تجيبه ولا تشوفه
.................................................. .................
لم تقضي ليلتها سوا وهي باكيه علي حالاً لا تعلم متي ستظل فيه ، لتتنهد بألم قائله : انا لو كنت خدامه عنده كان هيعملني احسن من كده .... حتي تضحك بسخريه قائله : وانا فرقت ايه يعني عن الخدامين !!
لتطرق الخادمه بابا غرفتها قائله :فارس بيه مستني حضرتك علي الفطار
لتفتح هي باب غرفتها قائله : قوليله انها مش جعانه ياصفيه
صفيه بحنان : ليه ياست هنا ، ده انتي مأكلتيش حاجه من امبارح .. وكمان لأحسن البيه يزعل
لتتطلع اليها هنا بعدما تذكرت شيئا قائله : طيب ياصفيه انا نازله وراكي
اما هو جلس ينتظرها كغير عادته قائلاً بعد ان نظر في ساعته : شكلي هتأخر علي الشركه بسببك النهارده .. انا الي جبت الهم ده لنفسي ربنا يسامحك ياعمتي ..
لتأتي هي من خلفه قائله : صباح الخير
ليلتف هو الي مصدر صوتها وقبل ان يرد علي تحيتها : وجدها تمسك بأحد الحقائب
فارس بحده : ايه الي في ايدك ده
لتتطلع هي الي حقيبتها قائله : انا هرجع البلد تاني ، وهمشي من هنا ... عشان انا مش خدامه عندك ولا حاجه اشترتها ولما ماما امال تيجي ابقي قولها اني سيبت البيت ومشيت
ليترك هو طاولة طعامه حتي يقترب منها قائلاً : مبحبش قرارت الأطفال .. ولا زعلهم .. لان تصرفاتهم بتزعجني
لتتطلع اليه هي بهدوء قائله : وانا هريحك مني ، ومش هزعجك تاني
فارس بحده : ياصفيه ، ياصفيه !!
لتأتي اليه صفيه .. حتي يقول هو : خدي شنطة الأنسه وطلعيها فوق ..ثم ينظر لساعته قائلا : أفطري بسرعه عشان اوصلك الجامعه في طريقي يلا بسرعه
وقبل ان تتحدث اليه ... كانت نظرات عيناه التي ترعبها امنعتها من مجادلته
.................................................. .................
جلست شارده وهي تبتسم كلما قرأت ذلك الخبر عنه... حتي تضع المجلة جانباً ..... لتفيق علي صوت سميه وهي تقول :هتعترفي وهتقري انك سرحانه في ايه ومين ولا ...
لتبتسم ريهام قائله بحب : وهسرح في مين غيره ياسميه ،ياا لو يعرف بحبه قد ايه بس للأسف شئ مستحيل انه يعرف بحبي ...
لتتطلع اليها سميه بشك :عن طريق هنا ولا انتي نسيتي انتي اتعرفتي عليها ليه
ريهام بخجل :انسي ياسميه الموضوع ده ، لان عمري ماهاخد هنا سلم ليا ويكون ده هدف صدقتي منها ، ربنا العالم انا حبيتها قد ايه ... وشكل حبي ليه محكوم عليه بالموت وهيفضل سر محفور جوايا ...
وقبل ان تتحدث سميه ..
ريهام : عارفه هتقوليلي ايه .. هتقوليلي انسيه .. وزي كل مره هقولك مش بأيدي ، فتمسك احد المجلات قائله: هنساه ازاي وانا اول حاجه بعملها بشوف اخباره في المجلات وبفرح اوي كل لما بلاقيه ناجح كأني انا الي نجحت
لتقترب سميه من صديقتها قائله : طيب وباسم ياريهام ،ابن عمك ده بيحبك ليه مفكرتيش انك تحبيه واه يمكن تنسي فارس
لتتنهد ريهام بألم : حاولت احبه بس معرفتش ، مش عايزه اظلمه معايا ، علي فكره باسم خطب وهيتجوز خلاص ماهو مش هيفضل مستني طول عمره جنبي وانا عمري ما حسسته بحبي
سميه بدعابه لتغير الحديث بعدما شعرت بحزن صديقتها :هي فين البت هنا ،اتأخرت ليه النهارده .. ده انا قررت وتكرمت وناويه اعزمكم علي احلي عزومه ، محصلتش نسكافي ايه رئيك
ريهام بضحك : عزومه ونسكافي ..... جلده جلده يعني
سميه بمرح : احممممم شكرا علي المدح يا انسه
.................................................. .................
وقفت امامه مثل التلميذ الذي يخشي معلمه ، ليقول هو : عارفه لو فكرتي تعملي الي عملتيه تاني ياهنا ، هتشوفي وش تاني عمرك ماشوفتيه
لتقول هي بهمس : هشوف اكتر من كده ، ده عمي صالح كان ارحم
فارس بجديه : بتقولي ايه
هنا بجديه : ممكن امشي بقي عشان عندي محاضرات ، وهتأخر
ليتطلع هو الي ساعته قائلا : طيب يلاا عشان اوصلك في طريقي
هنا بخوف : لاء شكراً
فارس بغضب : انا خارج ، حصليني
لتقول هي مقلدة صوته : انا خارج .. حصليني
حتي يسمع هو ذلك ، ليبتسم دون ان يلتف اليها ثانية
.................................................. ................
جلست تنتظره كما وعدها بل بالأصح كما وعدته هي قائله بحنق : انا جوليا يافارس .. تخليني انتظرك هيك ..
لتسير بخطوات مائله .. حتي تقترب من احد موظفي الأستقبال قائله : انا بدي عربيه مخصوص الي .. وبسرعه
ليأتي هشام من خلفها قائلاً : مال القمر متعصب كده ليه
جوليا بضيق : من صاحبك ..
هشام بضحك : صاحبي انا الي مزعلك .. مين وانا ازعلهولك بس بلاش تقوليلي فارس .. اصل فارس بقي مزعل الكل وخصوصاً الستات ..
لتلتف جوليا بضيق قائله : بس انا جوليا .. مش اي ست
هشام بغزل بعد ان تفحصها برغبه : فعلا انتي مش اي ست جوليا
لتقترب منه جوليا قائله : انت حلو اوي هشام ، غير فارس خالص جوليا بجد مبسوطه انها عرفتك .. احنا ممكن نكون اصدقاء انا وانت ..
هشام بدعابه : أممممم افكر ، اصل انا مرتبط
لتبتسم جوليا قائله : ودمك خفيف كتيير ، عنجد انت تجنن
هشام بهدوء : تحبي بقي انا الي اوصلك ، ولا لسا عايزه سواق مخصوص .. علي فكره انا في الخدمه
لتقترب منه جوليا حتي لا يفصلهم سوا انفاسهم قائله : جوليا حبيتك كتير هشام ، عشان انت لطيف .. ثم تتطلع الي شفتيه قليلا حتي تقبله ....
فتبتعد قائله : ثواني وجوليا هتكون جاهزه
ليضع هشام بيده علي شفتيه قائلاً وهو يتطلع حوله : هي ايه الي عملته ده ، ده انا الي أسمي راجل اتكثفت ... شكلك دبستني يافارس مع ست جولياا انا مالي ومال جولياا
حتي تقترب هي منه ثانية قائله : جوليا جهزت هشام
ليسير هو خلفها قائلا : وهشام شكل ايامه هباب مع جوليا
.................................................. ...............
وقفت امامه وهي تقول : حضرتك طلبتني !!
ليرفع مجدي وجهه من علي تلك الأواق قائلا : تعالي ياهنا ، اقعدي ..
مجدي : بصي ياهنا يابنتي انا في البدايه مكنتش اعرف انك هتكوني من الطلبه الي هبقي فخور اني درستلهم .. بس دلوقتي اقدر اقولك انك بقيتي منهم يابنتي .. وعشان كده اختارتك وهتكوني من العشر طلاب الي تدريبهم الصيفي هيكون تبع شركة الهواري للأدويه ..
لتبتسم هنا قائله : انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي يادكتور ..
مجدي بأبتسامة لا تظهر الا قليلاً: يلا اتفضلي علي محاضراتك ... ومن بكره تبقي تروحي مع زمايلك عشان تشوفي مكان تدريبك وتعرفي النظام ..
لتتطلع اليه هنا بأمتنان .. وترحل وهي بداخلها سعاده لا توصف .. فالأول مره تشعر بأن لها كيان حقاً
.................................................. ................
لم تكن نظرات الخوف منه غير .... حقيقة ادركتها كلما نظرت الي جسدها الضعيف لتري معالم صفعه
منصور بحده : سلمي !
لتتطلع اليه هي بأعين دامعه : نعم
ليصمت منصور قليلاً حتي يقول بصوت جامد : لو جبتيلي الولد ياسلمي ، ممكن اطلقك واسيبك واديكي الفلوس الي انتي عايزاهاا .. وهتاخدي حريتك سامعه .. بس لو بنت فهتفضلي عايشه هنا وسطهم انتي وبنتك زيك زيهم
لتتطلع اليه سلمي بخوف قائله بدون ان تشعر بمعني الامومه : يعني حريتي مقابل اني اجيب الولد ، طيب انا ذنبي ايه لو جبت بنت .. ربنا هو الي بيعطي
منصور بتنهد : انا قولتلك مقابل حريتك هيكون ايه ، فحافظي علي نفسك بقي بدل ما هتشوفي الذل مني ... وعارفه لو فاكرتي تنزلي ابني حسابك هيكون عسير
سلمي بدموع : بس ثريا هي الي كانت عايزه توقعني
منصور ببرود : انا قولت الي عندي وخلاص ... فينهض من مجلسه ليقترب منها متطلعاً الي جسدها حتي يسقط ذلك الوشاح عن ذراعيها فيتطلع الي معالم صفعاته الزرقاء ويتحثثها حتي يقول بصوت هادئ : انتي الي بتضطريني لكده يابنت صالح ...
لتتطلع هي الي عيناه .. فتخفضها سريعا خوفا من نظراته ، فيرفع هو بوجهها قائلا بحنان لم تشهده من قبل : هتسمعي كلامي هتكسبي ، اما لو فضلتي كده انتي الخسرانه واوعي تنسي عرضي
سلمي بخوف : حاضر هسمع الكلام
ليري هو خوفها ولاول مره يشعر حقا بأن زوجته بالطفله الصغيره فهي علي وشك ان تكمل عامها السادس عشر رغم ان زوجاته الاخريات قد تزوجهما في مثل هذا العمر او اكبر بقليلاً ... اما معها هي فتشعره بأنها طفله لرجلا احتل الشيب جزء من رأسه واليوم قد علم بهذا حقاً
.................................................. .................
جلست تنظر في طبقها حتي اصبح الصمت يحتل مجلسهم .. ليرفع هو بوجهه قليلا قائلا: مبتكليش ليه
لتشيح هي بوجهها بعيدا قائله : عشان الاكل ده مش من حقي ديه صدقه ... منك ولا حتي اني أعيش هنا ..كل ده صدقه انت بتذليني بيهاا
ليتطلع اليها بأسي قائلا بهدوء لم تعتاده من قبل : قولتلك مليون مره انا مش بتصدق عليكي ، ليه مصممه بكده
هنا بألم : بس ديه الحقيقه ، الي ديما بتفكرني بيها وبتحسسني بالذل ، صدقني انا عارفه لولاك انت وماما امال كان هيبقي مصيري غير كده .... بس احساسك انك عبئ علي حد ده احساس صعب اوي بيحسسك بالعجز
ليصمت هو قليلا ..حتي ينهض من امامها فيسير بخطوات حائره قائلا :بصي ياهنا انا هعمل معاكي هدنه ، بس مش معني كده انك متسمعيش كلامي مفهوم
لتتطلع اليه هي قائله : وليه لازم اسمع كلامك
فارس بضيق : مفهوم ولا لاء ردي
لتقول هي بخوف : مفهوم ، بس بشرط
ليرفع هو احد حاجبيه قائلا بسخريه: قولي الشرط يا انستي الصغيره ..انا سامعك اه
هنا بهدوء : انك متزعقش فيا كتير وتسمعني، وانك تكون ليا صديق واخ احترمه واقدره عشان انا بعتبرك كده
ليينظر هو اليها قائلاً بضيق من تلك الكلمه : موافق !!
هنا بتعجب :وبما ان الهدنه بدأت عايزه اقولك حاجه
فارس بهدوء : قولي .. شكلنا مش هنخلص النهارده
لتبتسم هنا قائله : حب نفسك .. عشان نفسك تحبك ولو كان نسيان الماضي صعب ... اصنعله حاضر اجمل !!
ليقف امامها فارس فيتأملها ... حتي تشيح هي بوجهها بعيدا عنه قائله : تصبح علي خير ، أيها الرجل المبتسم
لتقول كلمتها هذه وتسير من امامه بخطوات سريعه ..
فارس بضحك : ماشي ياهنا بتتريقي علياا !!
ليذهب الي غرفة مكتبه .. ممسكا بأحد الأقلام والاوراق .. حتي يتوقف للحظه عما يفعله ليجد نفسه قد رسمها دون ان يشعر ....ويصبح للقلوب دقات عجيبه وكأنها لم تشهد ذلك من قبل
.................................................. .............
ظل يجول ببصره بينهم .. حتي تظهر ابتسامته قائلاً : نورتوا الشركه ياشباب ... انا دكتور رامي الي هدربكم
فيبدء بالترحيب بيهم .. ويشرح لهم مهمتهم قائلا : انتوا كده فهمتوا طبيعة مهمتكم هنا في الشركه
ليتطلعوا الي بعضهم البعض وهم يبتسمون ... حتي يبدء يومهم في تلك الشركه .. وهي شركة الهواري
لتأتي احداهن قائله بضيق : انسه هنا ، رئيس مجلس الاداره عايزك
لترفع هنا بوجهها بعيدا عن تلك الأوراق التي تتطلع اليها ... حتي تقول بدهشه : نسرين !!
ي