رواية رهف وعاصي الفصل العاشر10 والاخير بقلم رغده
البارت العاشر والاخير
هزت رأسها ووجهها غارق بالدموع وامسكت يده تقبلها وهي تشهق وتبكي
سحب عاصي يده ونظر ل رهف الواقفة مكانها متجمده لا تؤتي بأي حركة فقط عينيها مثبتة على سعاد التي تتناوب فيما بينهما وهي ترجوهما السماح
بحركة تلقائية أخفى رهف خلف ظهره بحماية ووقف كالسد بينهما وقال : عاوزة ايه مش خلاص خلصنا
سعاد بانهيار : ابني اللي بيخلص ارجوك قولها تسامحه وانا هعملها اللي عاوزاه مستعده اعيش خدامه تحت رجليها
زفر بضيق وقال : في ايه لكل ده انا مش خرجته من السجن
كانت رهف تستمع لكلامهم لا تعي ما الذي يحدث وما علاقتها بابن السيده سعاد فقالت : وانا مالي ومال ابنك انا حتى معرفوش
سعاد وهي تحاول الاقتراب ولكن يد عاصي حالت بينها وبين سعاد : ابني يا رهف بيموت بس تعالي شوفي وانتي اكيد هتسامحي، ثم ضربت على وجهها تلطم وقالت : انا السبب ، انا السبب ، ثم فجأة فقدت الوعي وكادت تصطدم بالأرض لولا يد عاصي الذي امسكها وسندها لجسده ثم وضع يديه تحت قدمها وحملها وسار بها للداخل ورهف تجري خلفه
في نفس الوقت خرجت رضوى وسناء على صوت سعاد وما ان وصلوا للخارج حتى وجدوا عاصي يحمل السيده ويدلف بها للداخل
عاصي : ماما هاتي برفان نفوقها، ووضعها على الاريكه واخذ يصفعها بخفه على وجنتها لعلها تستيقظ
وضعت سناء بعض العطر امام أنف سعاد لتفتح عينيها بارهاق
نظرت لهم حتى تسمرت عينيها على رضوى التي كانت تضع يدها على فمها وعينيها غارقه بالدموع ، فأخفضت سعاد عينيها ودمعاتها تهبط بندم وقالت : سامحيني يا رضوى
امسكت رضوى يد رهف وسحبتها ولكن رهف أبت ان تتحرك وقالت : سيبيني يا ماما انا عاوزة افهم
تبادلت رضوى النظرات مع عاصي الذي اومأ لها فهو لا يريد المزيد من الأسرار والخفايا في علاقته مع رهف
امسك رهف وجلس على الاريكه المقابله لسعاد وجلست كذلك رضوى و سناء
قالت سعاد بندم جلي على محياها : سامحيني يا رضوى انتي ورهف انا خنت العشرة واتهمت بنتك بالباطل بس والله انا كنت عاوزة افرح ابني بجوازه من رهف وهي كانت رافضه ف ف وهنا لم تعد تستطيع الاكمال لتقول رهف : اتهمتيني بشرفي وكسرتيني و كرهتيني بالدنيا وسيبتي ماما تشك فيا وبأخلاقي
ثم وقفت واقتربت منها وقالت : كان ممكن اموت كان ممكن انتحر او عاصي يقتلني عشان يغسل عاره
سعاد بانهيار: والله ما كنت عارفه ان ممكن رضوى تكلم عيلة باباكي ، انا قلتلها هجوزك لابني وهي هي قالت اه حتى اساليها
قطعت سناء الحديث وقالت وهي توجه نظراتها لعاصي و رضوى : انا عاوزة اعرف ايه اللي بيحصل هنا شرف ايه وعار ايه اللي عملته رهف
حل الصمت على الجميع الا من شهقات سعاد المصاحب لبكائها
انتهت رضوى من سرد ما حدث مع ابنتها وكان عاصي يشاركها التفاصيل حتى وقفت سناء وتوجهت نحو عاصي لتصفعه على وجهه بقوة : دي عشان كدبك عليا
ثم نظرت ل رضوى وقالت : متشكرة يا صاحبة عمري على ثقتك فيا
ثم نظرت ل رهف وقالت : حصل بينكم كتير وكنت دايما اقول مش هكون حماة متسلطه ولا أتدخل بحياتكم ومرت سنه كامله وانتي بعيده وكنت بشوفه ازاي حاله لا يرضي عدو ولا حبيب ومع ذلك مكرهتكيش وقلت مسير الحب هو اللي ينتصر وفرحت برجوعك زي فرحة ام في بنتها ، ثم اخذت نفس طوييل وأكملت: لكن كلكم كدبتوا علي وخدعتوني وأنا بكره الكدب جدا
ثم ابتعدت عنهم وصعدت لغرفتها ، في هذه الاثناء دلفت هناء هي وطفلها الذي ركض ورمى نفسه بحضن رهف التي احتضنته وقبلته من جبينه وضمته لصدرها ،نظرت هناء لهم ورات ان هنالك مصيبة قد حدثت
احتضنها عاصي وصعد بها لغرفة والدته وقبل ان يدخلوا لها سرد لشقيقته ما حدث فقالت له ان يتركها مع والدته قليلا وهذا ما حدث
فتحت هناء الباب وأدخلت رأسها وقالت وهي تضحك: ادخل ولا ممنوع يا ست الكل
ولكن سناء لم تجيبها وبقيت جالسة على السرير فدخلت هناء واغلقت خلفها الباب وهي تشير لعاصي ان يطمئن
جلست بجانب والدتها ومسحت بطرف يدها دمعات سناء عن وجنتها وقالت بصوت دافئ : حقك تزعلي لو الموضوع مش موضوع شرف ،
همت سناء ان تتحدث ولكن هناء اوقفتها وهي تقول : لو اللي حصل ل رهف حصل معايا هتفضحي نفسك؟؟؟
شهقت سناء وضمتها لصدرها سريعا : بعيد الشر
رفعت هناء رأسها عن صدر والدتها وابتسمت : يبقى متزعليش من اللي حصل كل حد منهم كان معاه حق يخبي والحمدلله طلعت لعبة وسخه والحقيقة ظهرت فاحنا بدل ما نحل المشاكل دي ونقربهم من بعد ليه تزودي الفجوة و تزعلي وتزعلي منك صاحبتك وابنك اللي صان شرف بنت عمه وفوق ده كله ترجعي احساس رهف بالظلم
اللي شافته رهف ومرت فيه صعب اوي والمفروض نقف جنبها ونخفف من وجعها مش نزوده
هزت سناء رأسها بعد ان احست بهول الموضوع حقا ولكن ليس اخفائهم عنها كما شعرت بالبدايه ولكن بكمية العذاب والألم التي مروا به وكيف كان شعور رضوى وابنتها قد قذفت بشرفها
امسكت هناء يد والدتها و مشت بها وهي تقول : يلا تعالي الجماعه كلهم تعبانين وزعلانين على زعلك
فتحت الباب ليقابلها عاصي فرمت سناء نفسها بحضنه ليضمها كما انها ابنته وليست والدته وقبل رأسها ويدها وهو يطلب السماح فقالت : انت اللي سامحني يا ريت ايدي اتقطع وضع يده على فمها يمنعها من استكمال حديثها : ربنا يخليكي ليا يا ماما متقوليش كده
هبطوا لاسفل وكانت رهف تحتضن كنان وهي بحضن والدتها لا يصدر عنها الا شهقات متقطعه بصوت خافت
سحبتها سناء من حضن والدتها واحتضنتها واعتذرت منها فما كان من رهف الا ان اجهشت بالبكاء فهي خلال ساعة واحده مرت مأساتها امامها وكأنها قصة يسردونها لها
بعد اصرار سعاد توجه الجميع الى منزلها الذي تفاجأت رضوى من شكله فهو كان بيتا مليئا بالاثاث والتحف اما الان فهو تقريبا فارغا الا من فرش قليل وذلك بسبب ارتفاع تكلفة العلاج الذي لم يأتي بنتيجه
فتحت سعاد احدى الغرف ودلفوا خلفها كان ابنها ممددا على سرير وجهه نحيف للغاية ويبدو عليه المرض الشديد وكان يئن بشده
دفنت رهف رأسها بصدر عاصي حين رأته و ظهرت الشفقه على وجه سناء ورضوى
تقدمت رضوى منه قليلا ومالت عليه وقالت : ربنا يشفيك ويسامحك
فتح عينيه التي كان بياضها شديد الصفار بسبب إصابته بمرض بالكبد وهبطت دمعاته وقال من بين شفتيه الجافه : يا رب
ثم نظر نحو رهف ونادى بخفوت عليها
رفعت رأسها ونظرت له وقالت برجفة : ربنا يشفيك و يسامحك
اجهش بالبكاء واخذ يردد يا رب يا رب ووالدته تبكي معه وتردد معه وهي تشكر رضوى ورهف
بعد قليل وصلت سيارة الإسعاف التي طلبها عاصي ونقلوه لمشفى خاص وتكفل عاصي بكل شيء وقال لرهف ان لم يتعالج فأقل شيء يقدمه له ان يموت براحه بفعل المسكنات
مرت ايام صعبه على رهف كانت مدمرة نفسيا ولولا وجود عاصي معها وتخفيفه عنها لكانت جنت
عرض عاصي عليها الذهاب لطبيب نفسي فوافقت ومر اكثر من شهر كانت نفسيتها تتحسن وتعود لطبيعتها وفي هذا الوقت كان عاصي يحضر لحفل زفاف كبير يعوض لها عن كل ما حدث بالماضي فهو لا يرغب بشيء اكثر من رؤيتها سعيده والابتسامه تزين محياها
وبالفعل تم الزفاف وسط فرحة العائلة وبعد انتهاء الزفاف أخذها عاصي في رحلة بحرية حول العالم عاشوا بها اجمل ايام حياتهم
بعد مرور عام ونصف رزقهم الله بطفلة خطفت قلوبهم بجمالها وضحكتها البريئة التي تأسر كل من ينظر لها وأولهم كنان الذي أصبح ملاصقا لها لا يريد الابتعاد عنها ابدا
تمت