رواية عشقت خادمتي الفاتنة كاملة بقلم عمر يحيي
أشرق الصباح وتعالت الهمهمات والهمسات بين العاملين بالمزرعة وبدأ الكل يفيق ويتجهز ليعلن عن بزوغ شمسا جديدة ليوما آخر كله شقاء وعمل
وككل صباح في مسكن الخدم البعيد عن القصر ..... ترتدي ثوبها الطويل الأسود أو بالأحری وشاحها الأسود ..... تغسل وجهها وتخفي ذاك الشعر الذهبي الناعم بخرقة بالية لكي لا يتسخ شعرها .....
فكل يوم تعتني بالإسطبل لتنضف للاحصنة وغيرها من الحيوانات الاليفة داخل مزرعة السيد وتراقب الأكل ..... عملها فقط مع الرجال ولا تختلط بهم .....
تجلس الفاتنة المجهولة لتعقد رباط حذائها الكبير البشع ..... ترمق أظافرها بنظرة ساخرة ..... تتذكر شكل أظافرها وشكل لباسها من قبل ....تذرف دمعة صغيرة لتمسحها وتقف متأهبة للأعمال الشاقة التي تنتظرها ..... تزفر بحنق وهي تعرف روتين يومها البائس .....
ولكن بنفس الوقت تظهر شبح ابتسامة صغيرة تزين وجهها الملائكي وهي تتذكر سيدها الضخم الوسيم وهو يمتطي جواده قبل أربعة أيام ..... تحتفظ بتلك الذكری لتحل محلها ذكری أخری ويالسخرية القدر .....تلك الذكريات تقريبا تشبه بعضها فهي تختلس النظر من بعيد لسيدها يقبل جواده ويمتطيه ليختفي بعدها ويترك قلبها في زوبعة مشاعر تقهرها .....
تعرف بعشقه للخيول .....فقد بنی قصرا كبيرا وبجانبه إسطبل ليعتني بالخيول ويمتطيها متی شاء ..... توشك علی النهوض لتلمح جزء صغير من صورة تحت وسادتها .....تحملها لتتبين الصورة ..... إنها الذكری الوحيدة لعائلتها .....
فمن يصدق تلك الفتاة الجميلة الخارقة الجمال تبتسم ابتسامة توقع قلوب الرجال تحت قدميها ستصبح خادمة ..... صورتها بجانب والدتها ووالدها وأخاها الأكبر ..... تتذكر جيدا ذاك اليوم ..... يوم تغيرت حياتها وأصبحت جحيم بدون أحبائها ..... تتذكر حوارها مع والدتها بكل تفاصيله .....
تجمع شعرها وهي تنظر للمرآة ..... تنزل عالسلم لتجد والدتها تجهز الإفطار ..... تبتسم لتعانقها وتضحك الأخيرة .....
متی تكفين عن تصرفاتك الطفولية يا سما .....
تبتسم الأم لتحضنها .....
تقبل سما يد والدتها .....
لن أكف أبدا ياست الكل ..... فأنا لن أحرم نفسي من تلك الصدمة الصغيرة وأنتي تلتفتين إلي هههه
الام
هيا تناولي إفطارك فوالدك سيخرج من الحمام بعد قليل ..... وأخاكي العاطل كالعادة لا يستيقظ صباحا .....
ماما
سأذهب الأن فأنا مسرعة ..... هناك مقهی راقي يطلب فتيات كجرسونات لتقديم الطلبات للزبائن .....
تجهم وجه والدتها جرسونة ياسما .....
ياابنتي سوف تطردين كسابقاتها ..... أنتي لا تطيلين في أي عمل تعملينه ..... لما تريدين تلك الدخول إلى تلك الجامعة ذات التكاليف الباهظة ..... فلتدرسي في الجامعة كبقية زملائك أهل حارتك ..... وأنا سأتكفل بدراستك ..... فإن معاش والدك يكفينا .....
تعانق والدتها لتردف .....
قائلة
ماما تقديري جيدة جدا ومجموعي كبير ..... وأنا أريد تلك الجامعة بالخصوص ..... وبالنسبة لطردي فأصحاب العمل يتحرشون بي ..... هل تريدين أن ينالو مبتغاهم مني ياماما .....عندما أرفض يطردوني ..... ماباليد حيلة .....
وقبل أن تنهض رأت باباها يخرج من الحمام وقد غسل يديه ويحمل منشفته
سماا
أقبلت عليه تحتضنه صباح الخير يابابا
الاب
صباح الخير يا بنتي
مصرة برضه على العمل وعلى اللي بعقلك
سما
حبيبي انتا عارف عناد بنتك ..... وانا مصرة على هدفي بأي وسيلة وتحت أي ظرف ..... والعمل هالمرة حلو
الاب
ابنتي الجميلة ..... لكنك تعرفين هذا المجتمع الذكوري ومضايقاتهم لن يتركوكي بحالك
سما
ما تقلقش يا بابا .....لن أسمح لاحدا ان يقترب مني
بنتك راجل ياحاج?
فحاوطها وقبل جبينها ..... بنتي ست البنات وعارف انها بالف راجل وذرف دمعة من عينيه ..... وأردف قائلا سامحيني يابنتي أنتي تعرفين حالتي ومعاشي قليل
واخوكي تعبت معه ولا أعرف ماذا أفعل له?
سما
تقبل يده يابابا وجودك جنبي بالدنيا وحضنك بالعالم واللي فيه ..... اما اخي دعه يقرر حياته كما يشاء يكفي أن لا يضايقني ..... وكده هنتاخر ما ينفعش ?
انا ماشية بقا
قبلت يد أبيها وأمها ..... وهمت لتخرج من البيت ..... فاسرعت تركض عالسلالم لتصل للبوابة الرئيسية للمبنى .....
تذهب وكلها أمل أن تقبل في تلك الوظيفة الجديدة ..... فهي لا تريد إتعاب والدتها وهي تعيش بمعاش بسيط ...شقيقها الأكبر عاطل عن العمل ولا يحاول البحث أصلا ..... والدها بعد التقاعد يجلس في البيت ليلا نهار نظرا لضعف بصره .....تجد نفسها تتكفل بنفسها لتكمل دراستها فهي مجتهدة .....
أجلت دراستها لسنة بعد الشهادة لكي تجمع مبلغ محدد مطلوب من جامعة معروفة تخولها الحصول علی شهادة مطلوبة جدا في سوق العمل ..... بعد عدة وظائف فاشلة تنتهي بطردها نضرا للتحرش والمضايقات التي تلاقيها بها .....
تعقد أمال كبيرة علی تلك الوظيفة لتجمع المبلغ المطلوب وتدرس وتعوض عائلتها الفقيرة ..... لكن صدمت عندما وجدت الوظيفة شاغرة فقد سبقتها فتاة ما إليها ..... تطرق رأسها لتعود أدراجها لبيتهم ..... تترجل من الحافلة بعدة عدة غمزات وكلام معسول من طرف الراكبين .....تسرع في خطواتها لتدخل البيت وتلقي برأسها علی وسادتها وتبكي .....
لكن مع اقترابها تلاحظ دخاانا كثيفا في المبني القاطنة فيه ..... أناس متجمعون وسيارات إطفاء .....صراخ نساء وبكاااء أخريات ..... تركض جريا لتصل للبوابة الرئيسية وتصطدم بناقلة الأموات التي تنقل عددا من الناس .....فعلی ما يبدو طابقهم قد تدمر تماما ..... تسمع همس الناس وهم يتأسفون علی حالها ..... تصرخ لكي يدخلوها ولكن لا مجيب ..... فقد استنتجت وكانت النتيجة أكبر صدمة بحياتها ..... تبكي ولا تعي مايدور حولها ..... لقد فقدت عائلتها بأكملها ..... وليس لها عائلة غيرهم ..... لا أعمام ولا خيلان ..... لقد أصبحت يتيمة وبحق .....
بعد مرور أيام وهي تقيم مع جيرانها بالمبنى الآخر المواجه لهم ..... لا تأكل لا تشرب ..... تفتح حقيبة يدها الوحيد