رواية سرقتي قلبي الفصل التاسع 9 بقلم شمس مصطفي
الفصل التاسع ....
كانت عيناه تتابع شقيقته بألم و هي تفر هاربه من تلك الجلسة ،، هو ليس احمق يعلم بحبها لرفيقه ،، و دائما ما حذرها .. ف حازم ايضا يعلم بحبها له و لكن حازم لا يراها سوا شقيقته ،، لقد حاول حازم الا يتقرب اليها بالمعامله كما كان يفعل مع هنا التي كانت تمثل له شقيقته حقا ،، و حاول حسام لفت نظرها مرارا و تكرارا الي عدم حب رفيقه لها ،، اتاها خبر زواجه گ الفاجعة هو يعلم ذالك ،، و يعلم ايضا انها تألمت و تحطم قلبها حين علمت بزواج حبيبها ،، و لكن ماذا كان سيفعل حازم فقلبه من اختار ليس هو ،،
تنهد و هو يستقيم من موضعه متمتما بكلمات الحمد حتي لا يقلق والديه ،، اتجه الي غرفتها يطرق بابها برفق ينوي الحديث معها و تصفيه ذالك الوهم التي اسمته هي قصرا حبا من داخل قلبها ،، دلف عليها غرفتها فوجدها نائمه علي الفراش تحتضن صوره رفيقه و عيناها تذرف الدموع دون توقف ،، اقترب من الفراش يجلس بجوارها عليه بينما امتدت يده تمسد علي شعرها بحنان ،،
تركت الصوره و تركت فراشها ، و ارتمت بين احضان شقيقها تبكي بقهر و هي تشهق بعنف علي مشاعرها المحطمه ،، ضمها حسام بألم و هو يربت علي شعرها هاتفا بحنان :
_ ينفع الي انتي عاملاه ده ،، وشك مبقاش له ملامح من العياط .
بكت اكثر و هي تتشبث باحضانه قائله بحزن :
_ بحبه يا حسام بحبه اووي ، بحبه و كنت ناويه اعترفله بس كنت مستنيه اخلص الجامعة ،، أتجوز يا حسام خلاص أتجوز و بقي لغيري .
بكت بعنف بينما هو يربت علي شعرها قائلا بهدوء :
_ هو عمره مكان هيبقي ليكي اصلا يا حلا ،، حازم طول عمره بيشوفك اخته ،، عمره ما فكر فيكي يا حلا .
_ بس انا بحبه ،، كنت مستعد اعمل اي حاجه علشان يحبني و يبصلي ،، انا بحبه اوي يا حسام مش متخيله انه أتجوز .
ربت علي شعرها ، بينما يجعلها تجلس بمحاذاته علي الفراش قائلا بحنان و هو يمسح دمعاتها :
_ عارفه حتي لو كنتي اعترفتيله و هو حبك ، انا مكنتش هسمح انكو تتجوزو عارفه ليه ؟؟ .
اماءت له بالنفي بينما تابع هو :
_ علشان حازم مختلف تماما عنك ،، حازم مش الراجل الي هيحتويكي و يعاملك زي الملكه ،، حازم جد علي طول و انتي مكنتيش هتستحمليه .
حسنا هو يشوه صوره صديقه امامها الان ،، حازم عكس حديثه هذا و هي تعلم ذالك ،، و لكن يبدو ان حسام يحاول إخراجه من عقلها بشكل طفولي قليلا ،، كيف يخبرها بصفاته و هي تحفظ صفاته و تصرفاته عن ظهر قلب ،، ابتسمت بسخريه لشقيقها و هي تهتف به بغضب :
_ انت بتحاول تكرهني فيه ليه ،، انا عارفه حازم اكتر من نفسي ،، و استحاله اسيبه لواحده تانيه .
_ بس ده غلط و حرام يا حلا ،، حرام تطمعي في واحد بقي جوز واحده تانيه ،، و غلط جدا انك تحلي لنفسك ملكيته لان هو بنفسه اختار شريكه حياته .
نظرت له بحزن شديد و هي تهتف ببكاء :
_ اختارها هي ليه ؟؟ ، فيها ايه زياده عني ،، هي حلوه اوي كده يا حسام ؟؟ .
_ لا طبعا انتي احلي منها كتير ،، بس غصب عنه لقي نفسه اختارها و عاوزها ،، اما انتي بقي ، فهيجيلك الاحسن من حازم مليون مره .
نظرت له بغضب بينما تهتف بشراسه :
_ بس انا مش عاوزه غير حازم ،، و هعمل كل الي اقدر اعمله علشان يبقي ليا .
نظر لها بغضب بينما يصرخ بها :
_ ليه الشر ده ؟؟ ،، ده بدل ما تقربي من مراته و تبقي صاحبتها ،، غزل دي اغلب من الغلب ،، حاولي تقربي منها يا حلا هي محتاجه اصحاب .
قال جملته الاخيره بحنان و هو يحمسها بعينيه ،، تنهدت بحزن بينما تخبره بهمس :
_ حاضر يا حسام هحاول بس موعدكش ،، انا لسه بحبه .
ابتسم بسعاده و هو يقبل وجنتها قائلا بسعاده :
_ حبيه يا حلا ، بس حبيه زي اخوكي ، و ربنا ان شاء الله هيعوضك بالي يسعد قلبك ،، متنسيش انه من ترك شيئا لله ابدله الله خيرا منها .
اماءت له بابتسامه هادئه بينما حديثه يتوغل اعماق قلبها ،، تحبه ؟؟ أجل و تعشقه ايضا ، و لكنها يجب ان تري سعادته ايضا ، اذا كانت سعادته مع تلك الغريبه فيكفيها ان تري ابتسامته السعيده معها ،، هي تدرك ان نار غيرتها عليه ستأكل غزل قريبا ،، و لكن ستحاول كبحها حتي تري الي اي حال ستؤول حياتهم ،، و ان كانت لها نصيب بحياته ستاخذه منه كاملا ،، فيكفيها اقترابها منه فقط و الايام كفيله بايضاح الفرق له بينها و بين تلك الغريبه !!!!!! .....
فتح عيناه اخيرا بعد ساعه واحده قضاها في النوم بجوارها ،، طوال الليل كانت تنتفض فزعه و تصرخ بفزع و هي تري كوابيس مزعجه ،، و قد رجح هو حدوث ذالك لمقابلتها مع مراد التي لا يعلم بماذا ذكرتها حتي الان ،، و لكن حالها في الليل لم يسره ابدا ،، لقد افزعته ثلاث مرات ،، استيقظت ثلاث مرات ليلا تصرخ بفزع و هي تتمسك به ،، و حين كان يقترب ماجد منها كانت تزداد صرخاتها و هي تتشبث بحازم اقوي و اقوي ،، لم ينم طوال الليل رغم انه كان يحتاج فقط الي النوم ،، الا انه لم ينم ،، فقد كان يراقبها بألم طوال الليل متأهبا لاي نوبه فزع جديده منها ،، الي ان استطاع اخيرا النوم بعد اشراق الشمس ،،
تنهد بحزن و هو ينظر لها بألم تغفو مثل الاطفال بين ذراعيه تتشبث بقصميه بيديها الاثنتين و كأنه سيهرب منها ،، انخفض يقبل جبينها بقبله حانيه و هو ينظر لها بحزن و الم ،، لا يعلم ماذا عانته في صغرها ، و لا يعلم كم كانت تعاني في تلك السنوات التي قضتها بعيدا عن كنف ابيها ،، و لكنه يري بوضوح تبِعات هذه المعاناه ظاهره في كوابيسها المفزعه التي تراها ليلا ،،
حاول النهوض من جوارها و هو عازم كل العزم علي مهاتفه مراد و جعله يبدأ معها بجلسات العلاج النفسي ،، فهو يري حالها المتدهور يزداد سوءا يوما بعد يوم ،، و هو لن يتركها هكذا ،،
حاول النهوض فتمسكت به اكثر و هي تتململ في نومها ،، حاول فك يدها عن قميصه البيتي و هو يهمس لها بتركه ،، شعرت به فافلتت قميصه و هي تفتح عينيها تنظر له بنعاس .. ادركت محاولته بالنهوض عن الفراش فتمسكت به بخوف شديد و هي تهمس له بخوف و قلق :
_ رايح فين ؟؟ .
امسك يديها المتشبثه بقميصه يرفعهما الي فمه يقبلهما بحنان هاتفا لها :
_ عندي شغل يا غزالتي لازم اروحه .
تمسكت به و الدموع تتجمع في عيناها ، و هي تلتفت حولها في فزع تبحث عن ذالك الكائن الذي كان يتحرك امس في الغرفه قائله له برجاء :
_ خدني معاك .
نظر لها بتعجب يسألها بضيق :
_ اخدك معايا فين بس يا غزل بقولك ورايا شغل .
انسابت الدموع من عينيها و هي تهمس له بخوف :
_ متسبنيش هنا مع البتاعه الي عندها شنبات دي ،، خدني معاك انا خايفه .
تذكر امر الصرصور الذي قد نساه تماما ،، نظر لها مطولا و هو يفكر بترو ماذا سيفعل معها ،، نظر لها و راي دموعها التي يكرهها تملأ عيناها ، لذا تنهد بارهاق و هو يهتف لها مقررا اخذها فهو يريد ابعادها عن القصر قليلا و جعلها تنسي مقابله مراد ،، هتف بابتسامه بينما يخبرها :
_ خلاص قومي البسي هاخدك معايا .
ابتسمت بسعاده و هي تنهض تعتدل في جلستها ،، ابتسم لها بسعاده مماثله بينما ينحني عليها يأخذ قبلته الصباحيه منها قائلا بسعاده :
_ صباح الخير يا غزالتي ،، يلا قومي علشان انا الي هختارلك تلبسي ايه ،، و هنلبس انا وانتي زي بعض علشان هفسحك النهارده .
نظرت له بينما تضيق عيناها بشك متساءله :
_ هتفسحني بجد و لا زي امبارح .
_ لا هفسح بجد ، يلا قومي بقي اغسلي وشك علي ما اشوف هنلبس ايه .
اماءت له بينما تنهض عن الفراش متجه الي المرحاض تغسل وجهها ،، وقف امام ملابسهما يبحث بينهم يختار شيئا ينفع كليهما ،، ليقع اختياره علي .....
خرجت لتجده قد جهز ثيابهما ،، اخذ ثيابه ثم اتجه الي المرحاض يغتسل و يرتدي ملابسه ، بينما ترك لها الغرفه تتجهز هي الاخري و ترتدي ملابسها ،،،،
دخلت شاهيناز المطبخ تحمل بين يديها تلك الزجاجة الصغيره المليئه بمسحوق ما ،، دلفت الي احدي العاملات تسحبها من يدها الي احد الاركان البعيده الهادئه تحدثها بشر :
_ بصي يا ......
_ محسوبتك نعمه يا هانم .
اماءت لها بينما تخبرها بحزن مصطنع و هي تعطيها الزجاجه :
_ بصي يا نعمه ،، انتي عارفه غزل هانم طبعا ،، يا عيني عليها تعبانه و محدش عاوز يقولها ، فالدكتور كتبلها علي الدوا ده و قال نحطلها منه كل يوم علي الاكل نص معلقه صغيره .
قالت جملتها بينما تضع المسحوق داخل يديها ،، نظرت العامله للمسحوق و هي تهتف بحزن :
_ يا عيني عليكي يا ست غزل ،، ده مفيش اطيب منك ،، عيني يا هانم هحطلها الدوا كل يوم علي الاكل و مش هعرفها حاجه ..
اماءت لها شاهيناز بابتسامه ماكره ،، يبدو ان مهمتها ستكون سهله في التخلص من اولي عقباتها ،، تتمني ان تنتهي منها سريعا لتتفرغ للمعضله الاكبر ، الا و هو حازم !! .....
جلس علي مكتبه يتابع اعماله و مقابل له جلس كل من حسام الذي كان يعمل معه بجد كبير ،، و غزل التي ملت من كثره انتظاره ، فهم هنا منذ اكثر من ساعتين و هو يعمل دون توقف ،،
دلف مؤمن الي الغرفه بعد ان طرق الباب و سمع اذنه بالدخول ،، تفاجأ من وجود شقيقته في مكان عملهم ، فهو قد سبق حازم الي الشركه اليوم مع السائق الخاص بالسيد ماجد ،، نظر لها بصدمه قائلا :
_ ايه داااا غزل .. انتي بتعملي ايه هنا ؟؟ .
أجابته بملل و هي تنظر لحازم :
_ المفروض اني جايه معاه اتفسح ،، و لا اتفسحت و لا حاجه قاعده هنا بقالي كتير .
ضحك حازم الذي ابعد راسه عن الاوراق هاتفا لمؤمن :
_ مؤمن تعالي ،، في حاجه و لا ايه ؟؟ .
_ ابدا بس كنت جاي اوريك حسابات المناقصه الجايه علشان لو عندك تعديل و لا حاجه ؟؟ .
حسنا مؤمن بارع جدا في مجال الاعمال الرقميه و الحسابيه ،، لقد اثبت كفائته حين اختبره رئيس قسم الحسابات ،، و رغم انه لم يتخرج من الجامعة الا ان حازم أُعجب به بشده و قرر اعطاءه مكانا في ذالك القسم الذي لا يستهان به ،، مؤمن ذكي جدا و يتعلم سريعا لذالك حازم يود الاعتماد عليه في امور اموال الشركه فهو غير واثق تماما بمدير ذالك القسم من الشركه ،،
ابتسم بثقه بينما يتناول منه الاوراق قائلا بفخر :
_ لا برافو عليك كله تمام زي ما توقعت .
ثوانٍ و اتاه اتصال داخلي من سكرتيرته تخبره فيه بحضور ضيف مهم جدا ،،
ثوانٍ اخري و دخلت هنا شقيقه حسام تهتف بمرح :
_ انا جيييت نورت البييييت .
ابتسامتها تشع بالحماس و الامل هذه هي هنا المشاغبه الصغيره ،، ابتسم لها كل من حازم و حسام بسعاده من طلتها علي الشركه ،، بينما نظر اليها مؤمن بدهشه و هو يري هذا الكم من النشاط التي تحمله عيناها ،،
اشار حازم عليها بينما يقدمها لمؤمن قائلا :
_ دي باشمهندس هنا ،، اخت حسام الصغيره و اختي انا كمان ،، هتدرب هنا من النهارده و هتشتغل معاك يا باشمهندس مؤمن .. هعتمد عليكو انتو الاتنين من النهارده في حسابات الشركه مش عاوز تهريج و لا هزار سامعه يا هنا !! ..
حذرها بمرح ،، بينما نظر لها مؤمن بانبهار من طلتها الجميله و ابتسامتها المتحمسه مرحبا بها ،، اكمل حازم تقديم كل منهم للاخر قائلا و هو يشير علي مؤمن :
_ و ده يا هنا باشمهندس مؤمن ، اخو غزل مراتي و اخويا انا كمان .
اماءت له بينما ترحب بمؤمن المبتسم ابتسامه بلهاء لها و كأنه قد وقع بحبها من النظره الاولي ،، كل هذا و غزل تنظر له بترقب تنتظر منه ان يقدمها الي هنا ،، و حين قدم مؤمن و صمت نظرت له بغضب و هي تهتف به بحزن بينما تقوس شفتيها الي الامام :
_ مش هتقولها انا مين .
_ لا طبعا ده انتي اولهم كلهم ..
قالها ثم اشار اليها و هو يخبر هنا :
_ ودي يا ستي غزل مراتي .
نظرت له بصدمه بينما تهتف بحماس :
_ Oh My God ,, بتهزر صح ؟؟
قالتها بينما تتجه الي غزل تمسك وجهها بين كفيها تعتصره بحماس قائله :
_ كان نفسي اشووفها اووي ،، دي احلي من الي انا اتخيلته .
مد ذراعه يزيح كفيها عن وجه غزل التي تألمت من قبضتيها قائلا بمزاح :
_ طب ايدك بدل ما تاكليها .
نظرت له بغيظ بينما تعانده و قبض علي وجنتي غزل تقرصها بشده و هي تصيح بغيظ :
_ طب اهو اهو اهو .
قرصت وجنتي غزل بشده ثلاث مرات لتصرخ الاخري بألم و قد تجمعت الدموع في عينيها ،، ابتعدت عنها هنا سريعا و هي تتأسف لها بهلع فهي لم تقصد ان تؤلمها ،، ضحك حسام بشده و هو يخبرها :
_ حرام عليكي يا بنتي ،، مش لاقيه غير البسكوته دي و تعملي فيها كده .
ضربه حازم في كتفه بينما ينهض متجها الي غزل قائلا له بغيره :
_ الفاظك يا خفيف ،، متعاكسش مراتي اودامي .
ابتسمت هنا بسعاده و هي تري تلك الفتاه الجميلة التي اختارها حازم زوجه له يبدو انه احسن الاختيار حقا ،، فهي رقيقه هادئه و تبدو طفله بشكل كبير و لكنها لن تُعلق ،، هو اختارها و قلبه اختارها فهنيا لهما الاختيار ،،
ابتسمت باتساع و هي تخبر حازم :
_ متبقي تجيبها يا حازم و تيجو تقضو يوم معانا ،، انا عاوزه اقرب منها اكتر و اعرفها و نكون اصحاب .
اماء لها و هو يبتسم بحنان بينما يخبرها :
_ هجيبها و أجي باذن الله ،، يلا علي شغلكو بقي انتي و مؤمن علشان احنا كمان ورانا شغل .
قالها لينصرف كل من هنا و مؤمن و هما يتبادلان اطراف الحديث سويه في انسجام تام ،،
نظر هو لها بابتسامه قائلا بهدوء :
_ هخلص الورقه دي بس و خلاص .
تأففت بضيق بينما تهمس له بغضب :
_ بقالك ساعه بتقولي هخلص الورقه دي و خلاص .
حاول منع ضحكاته بينما يتابع العمل مع رفيقه يحاول انهاءه باسرع وقت فهو قد وعدها بالخروج سويه و هو سيفعل و يحقق وعده لها ،،،
دخلا حديقه الحيوان و هي تتلفت حول نفسها بانبهار ،، تنظر هنا و هناك ، ترا الأشجار الخضراء و المقاعد الملونه ،، تري الاطفال يركضون هنا و هناك ،، ابتسمت باتساع و هي تسأله بطفوليه :
_ هو احنا فين كده ؟؟ .
أجابها بابتسامه و هو يري السعاده تتراقص داخل عينيها :
_ في جنينه الحيوانات ، هوريكي الغزاله و هنأكلها .
نظرت له بدهشه بينما تسأله بذهول :
_ بجد هنشوف الغزاله ؟؟ .
_ ايوه هنشوفها و هنشوف الاسد و الفيل و الزرافه ، و الدب و القرد و .....
ظل يعدد لها الحيوانات في الحديقه بطفوليه و هو يشعر كما انه يُحدث ابنته الصغيره ،، هي اعادته بالزمن لسنوات مضت حين كان يحضُر الي تلك الحديقه مع والديه و هو متحمس هكذا مثلها ،، يعلم انها و لاول مره تزور ذالك المكان ،، بل هو متأكد انها لا تعلم شيئا عن الحيوانات بداخل تلك الحديقه و لكنه سيُعلمها كل شيئ لقد اقسم علي ذالك ،،
ذهبا اولا الي منزل الغزال حيث تركض فيه تلك الغزاله الكبيره و ابنتها الصغيره ،، اخذ الطعام من العامل المسؤول عن اطعام ذالك الغزال ،، اعطاها جزءا من الطعام و هو يشجعها علي اعطاءه لذالك الغزال الصغير ،، في البدايه شعرت بالخوف و لكن ما ان رأت حازم يطعمه و هو يربت علي رأسه براحه ، حتي تشجعت و مدت يدها له بالطعام ليأخذه الغزال من بين يديها و يبتلعه سريعا ،، صرخت بفرحه و كأنها قامت بإنجاز عظيم ،، ابتسم بحنان لها و هو يمسك بيدها يمسد بها علي راس ذالك الغزال الصغير ،،
نظر لها بابتسامه جميله و هو يخبرها :
_ تعرفي ان ده اسمه غزل زيك بالظبط ؟ .
نظرت له بحماس و هي تهتف :
_ بجد ! .. ده حلو اووي .
بقيا مع الغزال قليلا ، لتنتهي رحلتهم مع الغزال و يتجهان الي حيوان جديد ،، وقفا امام الزرافه لترفع رأسها تنظر الي طولها العظيم تسأله بتعجب :
_ هي طويله اووي كده ليه ؟؟ .
ضحك بينما يخبرها :
_ سبحان الله هي كده ،، رقبتها طويله اووي .
_ طب و بتاكل ازاي ؟؟ .
تساءلت بطفوليه لينظر لها بابتسامه بينما يسحبها حيث العامل المسؤول عن اطعام الزراف قائلا بسعاده :
_ تعالي اوريكي بتاكل ازاي .
وضع الطعام بيدها ثم قرب يدها من رقبه الزرافه التي انحنت بعنقها تلتقط منها الطعام بلسانها الاسود الطويل ،، اقشعر جسدها و هي تشعر بالخوف لوهله و تتمسك به ،، ضحك بعبث بينما يخبرها :
_ شوفتي بقي .. بتاكل عادي اهو .
اماءت له و هي تبتسم بسعاده هاتفه له بخجل :
_ ممكن أكلها تاني ؟؟ .
ابتسم لها بترحيب شديد و هو يومأ موافقا عده مرات ، اخذ الطعام من العامل ليعطيه لها ،، اطعمت الزرافه تلك المره و هي تضحك بسعاده و تمسد علي عنقها الطويل ،، التقط لها عده صور جميله و هي تطعم الزرافه و تضحك بسعاده ،،
اتجها بعدها الي بحيره البجع الابيض ، حيث ابتاع لها السمك الصغيره لتطعم ذالك البجع ،، القت بعض الاسماك داخل البحيره ،، لتجد البجع يتسابق علي الطعام و قد تطاير الماء من حولهم أثر شجارهم العنيف علي تناول الطعام ،،
نظرت له بسعاده طفل صغير و هي تشير له علي البجع قائله بسعاده :
_ بص بيتخانقو ازاي ؟؟ .
_ ارميلهم تاني .
القت لهم المزيد من الاسماك ليبدأ الشجار مره اخري و هي تضحك بسعاده علي منظرهم اللطيف ،، دقائق و انتهت الاسماك التي كانت تحملها ، ليسحبها هو من يدها متجها الي حيوان اخر ،،،،
هكذا و هكذا ظلا يتجولان داخل الحديقه كثيرا و هو يريها كل انواع الحيوانات بينما هي تضحك بسعاده و هي تتجاوب مع حركات الحيوانات من حولها ،، كانت اول و اسعد مره قد تزور بها حديقه الحيوان ،، لقد اسعد حازم قلبها بمعاملته الحانيه لها و هو يبتسم لسعادتها التي يراها في عيناها ،،،
توقفت في منتصف اليوم تطلب منه الطعام ،، ابتاع لكليهما الطعام و جلسا بالقرب من احد اقفص الطيور الجميلة يتناولاه ،، هو يضمها اليه بتملك و حنان ،، بينما هي تتناول الطعام و عيناها علي تلك الطيور من امامها ،،
اوشك الليل علي ان يحل ، و قد اتي احد العاملين لهم يأمرهم بالخروج من الحديقه فهي ستغلق ،، ضمها من كتفها و هو يسير جوارها يشعر بانها تستند عليه بدرجه كبيره لدرجه انه شعر انها ستسقط عليه الان ،، لقد سارت اليوم مسافات طويله و قدماها غير معتاده علي ذالك ،،
نظر لها بقلق بينما يتساءل :
_ غزل انتي كويسه ؟؟ ،، حسك مش قادره تمشي .
أجابته بينما تتثائب بنعاس قائله :
_ رجلي وجعتني ،، احنا مشينا النهارده كتير اووي .
نظر لها يحاول منع نفسه من الضحك عليها ،، فهي گ الطفل الصغير الذي انهك طاقته في اللعب طوال اليوم و يحتاج الان للنوم ،، هي كانت هكذا و هي تسير جواره بخمول و تتثائب بين كل ثانيه و الاخري ،،
انحني يحملها بين ذراعيه بينما يخبرها :
_ مبسوطه كده ؟؟ .
اماءت له عده مرات براحه بينما تحيط عنقه بذراعيها و تدفن وجهها داخل عنقه تنام بسلام تام ،، ثوانٍ و شعر بانتظام انفاسها وثقل جسدها بين ذراعيه ،، ليدرك ان التعب انهكها و قد نامت بين ذراعيه گ طفل صغير لا يحمل هما ،،،،،