رواية خادمة القصر ديلا وادم الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم اسماعيل موسي
اليوم غادرت فراشى، إرتديت ملابسى، خرجت من باب القصر، قد تبدو افعالآ بسيطآ، لكن عندما تكون محبطآ، او مكتئبآ او تكاد تهزم فى صراعك مع عقلك، تصبح تلك الأشياء البسيطه، إنجازات ضخمه.
داخل الحديقه لسع ادم نسيم بارد، جلس على الأريكه، يأبى الأستسلام، اشعل لفافة تبغ، كان القمر الوليد يضئ العالم،
لكن قمره منطفى ولا يعرف طريقه، الجو ساكن يكاد يسمع أصوات الحشرات، عقله يعانده، يريد أن يدخل فى حالة سبات، لكن ادم يرغب به صاحى مستيقظ، ظهرت الهره ميمى من بين الأشجار وفتحت نرجس عينيها بقلق داخل غرفتها المنعزله.
ابتسم ادم لرؤية الهره اللطيفه ومد يده لها، لكن القطه كانت مزعوره، عينيها مثبته على باب القصر
متخفيش همس ادم، تعالى محدش يقدر يأذيكى، انتى من ريحة الحبايب، لفت القطه حول الأريكه ثم قفزت فى حضن أدم، راح ادم يداعب شعر الهره الناعم
رفعت الهره وجهها تجاه ادم ولعقت خده وللحظه لمح ادم العيون الواسعه التى ذكرته بالماضى، تدافعت الذكريات على عقل ادم وحدق بالهره، عيونها تشبه عيون تلا، همس ادم فى سره وخيل له انه للحظه رأى وجه حبيبته الميته، حاول أن يقرب الهره اكتر، لكن ميمى قفزت بفزع وهربت من حضن أدم عندما انفتح باب القصر وخرجت منه نرجس.
تأمل ادم الهره الهاربه والتى كانت هادئه منذ لحظه، ولم يسعفه عقله بتخيل الخطر الذى دفعها للهرب بتلك الطريقه
من اول لحظه شاف فيها نرجس وهو مش مطمنلها، وجهها مريب وقاتم، نرجس واقفه على باب القصر يكاد ادم يجزم ان هناك طيف يقف خلفها
نفس ادم دخان السيجاره وزعق، فيه ايه يا نرجس؟
مستحيل همست نرجس لنفسها، إلى عملته فى ادم المفروض يخليه زى العجينه
نرجس مفيش يا بيه، ا نا سمعت حركه فقلت اقوم اطمن
ادم / متخفيش فيه حراس هنا، تقدرى ترجعى غرفتك
بوجه شاحب عادت نرجس لغرفتها، والله لاربيك، هعذبك، انت ليه مش قايم بشغلك؟
همس فى أذن نرجس /الراجل محمى؟
نرجس / بلا محمى بلا نيله اتصرف
همس فى اذن نرجس / فيه حراسه عليه
نرجس / امال انا عملت ايه؟ دور على قرينه، شوفه مختفى فين وتواصل معاه، انا قربت ازهق وانت عارف نرجس لما بتزهق بتعمل ايه؟
لمس الصوت الهامس اذنه المقطوعه / عارف، عارف، اوامر السيده ستنفذ
دخلت نرجس غرفتها المظلمه البارده المنبعث منها رائحه متعفنه، انت بتعمل ايه هنا؟ سألت طيف مهتز فى ركن الغرفه بعيون غاضبه ثم أخرجت ورقه ورسمت دائره داخلها ثم لطختها بالدم واحرقتها.
قطعت ديلا مسافه لا بأس بها، منذ أكثر من ساعه وهى ماشيه فى الطريق، القصر كان بداء يظهر قدامها، روحها مبتسمه ووشها محمر، هتشوف ادم، هناك أشخاص مجرد مرورهم فى الذاكره كفيل بتصدير الفرحه.
ثم لمحت ميمى بتجرى ناحيتها قادمه من عند القصر
انتى رايحه فين؟
ديلا / رايحه القصر
ميمى / ارجعى، مش لازم تروحى القصر دلوقتى خالص
القصر خطر، ميمى تعرف ان القصر خطر على ديلا
ديلا / هو فيه ايه النهرده يا ربى، كل ما اكلم حد يقولى القصر خطر، القصر خطر؟
ميمى / ايوه القصر خطر، ميمى تقول الحقيقه ، القصر خطر على ديلا
داخل القصر يسكن شر مقيم وأرواح شريره
ديلا / أرواح شريره؟ يعنى ادم فى خطر؟
ميمى / ادم يعرف طريقه، اتبعينى قبل ما ننكشف، انا حاسه انى متراقبه
تعرف ديلا ان الهره ميمى لا تكذب وانها انقذتها أكثر من مره لذلك تثق بها، استدارت ديلا ورجعت من حيث اتت
ديلا / خطر ايه إلى جوه القصر يا ميمى؟
ميمى / خطر على ادم، خطر على ميمى، ميمى تشعر بالألم، تشعر ان معدتها تتقطع
وصلت ديلا القريه ومكنش قدامها غير بيت الست العجوزه إلى رفقت بيها وسمحت لها بالأكل داخل بيتها
طرقت ديلا باب البيت
المرأه ادخلى! دخلت ديلا ودخلت وراها القطه ميمى
المرأه انتى جايبه ضيفه معاكى؟
ديلا ضيفة ايه؟ دى القطه بتاعتى
المرأه / القطط ضيوف أيضآ
نظرت المرأه تجاه ميمى ونظرت ميمى تجاه المرأه، كان مشهد غريب تلاحظه ديلا، العيون تنظر لبعضها
نهضت المرأه بتعب، ملت جردل ميه واتوضت وتركت الميه فيه
ومدت ايدها لميمى، تعالى اشربى شكلك عطشانه
شربت ميمى من الجردل، المرأه اغسلى جسمك فيه
قفزت ميمى داخل جردل الميه وغسلت نفسها
المرأه انتى رجعتى ليه؟
ديلا / فكرت فى كلامك، عندك حق واضح ان القصر خطر دلوقتى
المرأه بأبتسامه بعد ما ميمى قربت منها وقعدت تملس على جسمها، القصر خطر، كل مكان لا يذكر فيه اسم الله خطر
شعر ادم بألم حاد فى دماغه، لا يعرف إلى متى يمكنه تحمل ذلك الوجع
أقراص ادويه تغيب العقل، وألام لا يعرف سببها، ثم لم يقدر على نصب طوله، صرخ صرخه كبيره ووقع على الأرض
سمعته ماجى، نزلت جرى على الحديقه،بمساعدة الخدم وصلت ادم داخل القصر ، كان فاقد الوعى، خرجت نرجس من غرفتها وابتسمت بسخريه
ماجى / شكله بيموت، انا مش حاسه بنبضه؟
نرجس / متخفيش إلى عايزاه حصل
ماجى / فتحت عنيها بغضب وهمست اسكتى هتفضحينا؟
نرجس / متقلقيش هو مش حاسس بحاجه
ماجى! / الحرص واجب، اسكتى يا نرجس
نيمو ادم على السرير، وطفو النور زى ما نرجس امرتهم
غادرو كلهم الغرفه.
بعد نص ساعه فضى القصر وكل واحد راح على غرفته
انفتح باب غرفة ادم ودخلت أقدام خايفه ماشيه على اطراف صوابعها، قربت من السرير
فتح ادم عنيه بضعف وبص على البنت
ادم / سمعتى حاجه؟
البنت بخوف، ايوه سمعت
ادم سمعتى ايه؟
البنت، روت لادم الحوار إلى دار بين نرجس وماجى
آدم / مجبوش سيرة ديلا؟
البنت /لا
آدم / محمود الجنانى قرب منك؟
البنت / ايوه محمود الجنانى على طول قريب من القصر وأحيان بشوفه جواه، بس بيجى فى وقت متأخر اووى
آدم / خلى بالك اوعى تقعى فى الاعيب محمود الجنانى او تبعدى عن القصر
ثم صوب ادم نظره لوجه الفتاه التى تشبه اختها حقآ، خليكى صاحيه وفتحى عنيكى، اى حاجه تسمعيها احفظيها وقوليلى عليها
البنت / حاضر
آدم / ارجعى مكانك دلوقتى وخليكى حذره
البنت / حاضر
القصه بقلم اسماعيل موسى
انغلق باب غرفة ادم مره تانيه، ادم ولع سيجاره، زى ما توقع
من اول ما شاف نرجس وتذكر الماضى
تذكر انه شافها قبل اختفاء تلا خطيبته، كانت دايما ماشيه معاها فى كل مكان
وجودها داخل القصر مش صدفه زى ما توقع، شرد ادم دقيقه
تمنى الا تعود ديلا القصر الان، لازال لا يعرف ما تخطط له ماجى ونرجس
لكنه متأكد انه شر، شر كبير، آدم غير مستعد لفقد ديلا زى ما فقد تلا
_______
فى مكان آخر / جلس ضابط شرطه يقلب الأوراق إلى قدامه
طرد وصله من شخص غريب فى صور لقضيه كان ماسكها زمان، قضيه فشل فى حل الغازها وكانت سبب فى نقله من مكانه وتخفيض رتبته
داخل الطرد كان فيه صور لماجى ونرجس، الضابط مسك الصور، مفيش جديد، ليه الصور دى اتبعتله دلوقتى؟
الضابط متذكر انه حقق مع الناس دى زى كتير غيرهم ومطلعش بأى نتيجه
اتكاء الضابط على مقعده، ليه صور الشخصين دول اتبعتوله دون عن صور كل المشتبه فيهم
على ضهر صورة ماجى مكتوب افتح القضيه تانى وانتظر معلومات جديده
ولع الضابط سيجاره، مش معقول هيقدم طلب يفتح بيه قضيه عشان صورتين وصلوله؟
ترك الملف جنبه على الطاوله ونام على السرير وغمض عنيه وهو ساند دماغه بايده بيفكر
ليه الطرد وصله على البيت مش الشغل؟
________________________
فى غرفة ماجى /
ماجى / بذعر وهى بتبص على نرجس، انتى دخلتى هنا ازاى؟
نرجس / انا نرجس يا ماجى، عارفه يعنى ايه نرجس؟
ماجى / بخوف فيه ايه؟
نرجس / حطى البنت الشغاله تحت عينك ولو تعرفى تطرديها، اطرديها
ماجى / تقصدى الخدامه إلى جايبها ادم
نرجس / ايوه هى بعينها
ماجى / عملت حاجه البنت دى؟