رواية مسلم ورقية خطة غير مدروسة الفصل الثاني 2 بقلم تسنيم المرشدي
خطة غير مدروسة
البارت الثاني
________________________________________
_ بعد فترة من دخول رقية الاوضة والدها خبط علي الباب ودخل قعد قدامها علي السرير ، مشي أيده علي خصلات شعرها واتكلم بابتسامة :-
يمكن موقفي غريب اني موافق ويمكن أبان مش خايف عليكي ، بس انا اكتر واحد بيخاف عليكي هنا ، الموضوع كله أن لمعة عيونك والحماس اللي بتتكلمي بيه مش عايزه يتبخر وكفاية ان نيتك مساعدة غيرك يعني في الخير ، أنا مش هسيبك وسط الناس دي لوحدك ربنا هيكون معاكي وقادر يحميكي اكتر مننا وبعدين في الآخر لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ولا ايه يا روكا؟
_ رقية ضحكت جامد وقربت منه حضنته :-
بحبك اوي يا بابا
_ سعيد ملس علي شعرها بحب ورد عليها بعفوية :-
وانا كمان بحبك اوي ، بس في حاجة!
_ رقية بعدت عنه وبصتله في انتظار كلامه ، سعيد اتنهد واتكلم بنبرة مختلفة فيها مزيج من الخوف والقلق والتحذير :-
تبقي في حالك ومتحتكيش في أي حد منهم ، عرفتي توصلي لحاجة من بعيد لبعيد كان بها معرفتيش ولقيتي نفسك هتقعي تبعدي فوراً وتنسي الحوار ده من أساسه تمام
_ رقية هزت راسها بتلقائية وهي بتضحك وحضنته تاني ، سعيد سابها وخرج وهي قررت تتصل بمنال وتبلغها خطتها ..
__________________________________________
_ مهران رجع البيت وزي ما توقع تماماً كانوا في استقباله بترحيب كبير ..
_ نورت بيتك يا سي مهران
_ دفعتها بعيد عنه وقربت هي منه ورحبت بيه بدلال مبالغ :-
وحشتني اوي اوي يا سي مهران
_ مهران بصلهم وضحك :-
وحشتوني اخباركم إيه
_ قربت منه اكتر وردت عليه :-
وحشة من غيرك يا معلم أنا بس روحي اتردت ليا تاني لما شوفتك ، تعالي بقا لما أدلعك أحلي دلع مش هتنساه في حياتك
_ مهران ضحك لها ورد عليها :-
هجيلك حاضر بس نمشي بالدور ميادة الأول ودلال التاني آه شرع ربنا بيقول كده
_ دلال اتغاظت جدا وبصتله بعتاب ، حاولت تبين نبرة صوتها طبيعية :-
وماله يا سي مهران اللي تروق لك فينا يا اخويا اقعد عندها واهو كله بالشرع علي رأيك
_ مهران قرب منها وهمس لها :-
أنا جوزك يا ولية مش اخوكي ويلا بقا حاسبي من قدامي أصل أنا جاي تعبان اوي ومحتاج انام لي شوية
_ مهران بعدها بإيده وقرب من ميادة اللي واقفة بتتفرج عليهم في صمت ، لف دراعه علي كتفها وخدها علي اوضتهم :-
وحشني صوابع ايديك اللي بتطبخلي
_ ميادة ضحكت بصوت عالي قاصدة تضايق دلال وردت عليه :-
ده انت تؤمر يا سيد المعلمين ادخل انت خدلك دوش اكون أنا حضرتلك اجدعها أكلة تاكل صوابعك وراها
_ مهران غمز لها بدلع :-
مش عايز اكل صوابعي وراها عايز أكلك انتي
_ ميادة ضحكت بميوعة وجرت من قدامه خرجت برا وسط نظرات دلال اللي هتموت من الغيظ من تصرفاتها ، دخلت أوضتها وهي بتستحلف لها :-
ماشي يا ميادة إما وريتك وفرستك ده انا دلال والأجر علي الله..
__________________________________________
مساءاً ، دياب دخل محل والده بيدور علي مسلم ، اول ما شافه قرب منه وهو بيضحك :-
مش بضيع وقت انت شغل هنا وشغل هناك
_ مسلم بصله بطرف عينه ورد عليه بفتور :-
ده حقد ولا حسد؟
_ دياب ضحك جامد ورفع صوابعه قدام عيون مسلم :-
الاتنين
_ مسلم ضربه جامد في كتفه وقطع لحظتهم خروج حازم من مكتبه :-
أولي يعني أنك تيجي تسلم علي اخوك مش اللي كنت غايب معاه شهر
_ دياب رفع حواجبه لما فهم أنه داخل علي مشكلة وحب يلطف الجو :-
ده انا كنت لسه يدوب بسأل مسلم عليك لقيتك خارج من المكتب عامل ايه يا شقيق
_ حازم ضحك بسخرية ورد عليه :-
هو عامل لكم ايه عشان الحب ده كله ؟
_ مسلم مقدرش يمسك نفسه وبصله بغيظ :-
ما تشوف انت عامل ايه عشان يشوفوك هوا!!
_ حازم عروقه برزت من شدة عصبيته وقرب من مسلم شده من هدومه :-
انت حتة حشرة لا روحت ولا جيت فاكر الرؤوس هتتساوي يا ابن العطار
_ مسلم ضربه علي وشه جامد لدرجة أن حازم وقع علي الأرض وبصله بتحذير :-
سيرة أبويا متجيش علي لسانك تاني وإلا وقتها مش هعمل حساب لحد وهندمك عمرك كله علي كلامك ده!
_ دياب بعد مسلم بإيده وحاول يهديه :-
تعالي معايا كفاية شغل النهاردة
_ مسلم بعد أيد دياب من عليه وخرج برا المحل ، حاول يهدي من نفسه بس بيفشل وبيزيد عصبيه عن الاول ، وكان الحل الوحيد أنه يختلي بنفسه مدة عشان يرجع لطبيعته تاني ..
_ دياب رجع البيت وكانت مرات عمه واقفة قدام الباب ومرسوم علي وشها القلق ، جرت عليه أول ما شافته :-
دياب مسلم مرجعش البيت من الصبح هو راح فين تاني يابني
_ دياب اتنهد بضيق ورد عليها باحترام :-
مش عارف هو اتخانق مع حازم الصبح ومن وقتها مشوفتوش
_ سهير بصتله بقلق :-
هو أنا ياربي مش مكتوب لي الراحة أبدا روح يا دياب أسأل أبوك يمكن بعته في حتة كده ولا كده وطمني ربنا يطمن قلبك
_ دياب هز راسه بموافقة وقبل ما يمشي لمح طيف أميرة خارجة من أوضتها وشعرها مفرود وشكلها خطف قلبه ، محسش بالضحكة اللي اترسمت علي وشه بسعادة غير ضربات قلبه اللي زادت جدا ، سهير لاحظت نظراته من وراها ، لفت راسها تشوف سر انتباهه واتفاجئت بأميرة واقفة من غير حجاب ، رسمت الحدة علي وشها واندفعت فيها :-
بت يا اميرة ادخلي اوضتك
_ أميرة انتبهت لنظرات دياب عليها واتحرجت جدا وجرت علي اوضتها ، وقفت ورا الباب تاخد نفسها وضحكت بعفوية علي نظراته اللي عجبتها ، ضربت راسها بخفة وتمتمت بينها وبين نفسها :-
ايه اللي أنا بفكر فيه ده دياب أخويا مش اكتر ..
_ جرت علي السرير وحطت المخدة علي وشها ونظرات دياب مش بتروح من عقلها نهائي ، دياب طلع بيته واتفاجئ بدلال هي اللي في استقباله بوش جامد ، سألها بفضول :-
مالك في ايه ؟
_ دلال قلبت عينها وردت عليه بعصبية :-
أمك يا خويا اخدة الراجل من ساعة ما جه لنفسها وهاتك يا ضحك وقلة أدب الولية بتفرسني
_ دياب انفجر في الضحك ، حاول يسيطر علي ضحكه اللي نرفزها اكتر :-
الشرع بيقول اليوم الأول للأولي ولا ايه يا مرات أبويا ؟
_ دلال قامت وقفت وحطت أيدها في وسطها واندفعت فيه :-
الشرع ده انتوا متعرفوهوش غير في الحريم بس انت وابوك ولا ايه ، وبعدين تعالي هنا ايه مرات أبويا دي ده انا اكبر من أخوك بسنتين تقولي يا دلال أل مرات أبويا آل مسم ..
_ دلال دخلت أوضتها وقفلت الباب بعصبية وسط ضحك دياب عليها ، خبط علي باب اوضة والدته ، بعد مدة خرجت ميادة وقفلت الباب بهدوء وبصت لدياب :-
عايز حاجة يا دياب ؟
_ دياب غمز لها بهزار :-
من لقي أحبابه نسي صحابه الله يسهلوا
_ ميادة ضربته في صدره وردت عليه بإحراج :-
اتلم يواد عايز ايه اخلص
_ دياب سحب نفس وسألها :-
بابا فين ؟
_ ميادة خدته وبعدت عن الاوضة وردت عليه بصوت واطي :-
أبوك نايم
_ دياب أتكلم بنفس نبرتها الهادية :-
وانتي بتتكلمي بصوت واطي كده ليه ما احنا بعدنا عن الاوضة
_ ميادة نفخت بضيق واتكلمت بعصبية :-
بقولك ايه مش وقته رخامتك دي عايز منه ايه ؟
_ دياب حكي لها حوراه مع مرات عمه وهي ردت عليه باختصار :-
أبوك طول اليوم معايا وقافل موبايله من وقت من رجع ومكلمش مسلم خالص
_ دياب كان هيتكلم بس ميادة قاطعته بصريخها وهي بتضرب علي صدرها :-
يا مصيبتي ايه اللي عمل فيك كده يا حازم ؟
_ دياب لف واتفاجئ بدخول حازم ، انسحب بسرعة ودخل اوضته قبل ما يتخانقوا بسبب مسلم ، ميادة جرت علي حازم عايزة تطمن عليه :-
يا ضنايا حصلك ايه بس مين اللي ضربك ؟
_ حازم اتنرفز جامد واندفع فيها :-
شيفاني عيل قدامك عشان حد يضربني!!
_ ميادة هدت من نبرتها وردت عليه بعفوية :-
مش دي لوكامية برده ولا دي حنة حمرة ؟
_ حازم اتخنق اكتر ودخل أوضته وقفل علي نفسه كفاية سخافة لحد كده ، ووقف قدام المرايا ومسح وشه بمناديل وهو بيتوعد لـ مسلم :-
هنشوف مين اللي هيندم التاني يا ابن العطار
__________________________________________
_ علا مكنتش مصدقة القرار اللي رقية ناوية تعمله وبعد مدة بتحاول تستوعب الكلام :-
قولي انك بتهزري ومش هتروحي للمجرمين دول!
_ رقية اتنهدت بملل :-
وطي صوتك أنا بقولك محدش يعرف غيرك انتي وبابا
_ علا هزت راسها برفض تام لافكارها :-
مش فاهمة ازاي عمو سعيد يوافق علي حاجة زي دي انتي بترمي نفسك في النار انتي مش شايفة انتي ناوية علي إيه ؟
_ رقية لوت شفايفها بملل وردت عليها بزهق :-
علا أنا قررت خلاص وحقيقي لو بابا مكنش وافق كنت كملت وأثبت لهم إني قدها المهم أبيه وليد ميعرفش حاجة تمام
_ علا ردت عليها بتلقائية :-
ودي حاجة تتقال برده يا رقية أنا حقيقي مش مصدقاكي
_ رقية ضحكت جامد وقامت وقفت :-
أنا هدخل اشوف مازن وانزل هيوحشني اوي
_ رقية دخلت بهدوء اوضة مازن وباسته بحذر وخرجت ، اتقابلت مع وليد وقفت قصاده بخوف قاطع سكوتهم سؤاله :-
رايحة فين ؟
_ رقية اتفاجئت من سؤاله وعيونها وسعت بذهول ممزوج بالخوف ورددت :-
ها مش رايحة في حتة
_ وليد ضيق عيونه عليها باستغراب :-
مالك اتوترتي كده ليه أنا أقصد رايحة فين اقعدي اتعشي معانا
_ رقية سحبت نفس كبير واتكلمت بعد ما حست براحة :-
لأ أنا هتعشي مع بابا وماما الف هنا
_ رقية سابته ومشت بس وليد وقفها لما نادي عليها :-
رقية..
_ رقية لفت له مستنية تعرف عايز منها ايه وهو كمل كلامه :-
لو سمحتي شيلي موضوع مهران ده من دماغك أنا خايف عليكي وانتي اعقل من أنك تعاندي في موضوع زي دا!!
_ رقية اتوترت تاني وردت عليه بعد سكوت طال لوقت :-
هاا ، اه طبعاً هشيله من دماغي تصبح علي خير
_ جرت من قدامه وسط نظرات علا عليها ، عقلها عايز يقول لوليد عن اللي هتعمله خوفاً عليها وقلبها متردد عشان علاقتهم متتهزش ، اتنهدت بضيق لما فشلت تاخد قرار وراحت تحضر العشا ..
__________________________________________
_ بعد منتصف الليل ..
_ سعيد دخل لرقية أوضتها ، كانت بتحضر حاجتها اللي هتحتاجها في المكان الجديد اللي هتعيش فيه ، سابت اللي في أيدها وبصلته بعيون بتلمع :-
متخافش عليا أنا هكون كويسة
_ سعيد قرب منها وعيونه فيها رفض لقرارها :-
مش هقدر مخافش عليكي انتي بنتي وحتة مني وده شئ طبيعي ، أنا مش عارف وافقتك ازاي بس انا عايزك تتعلمي وتكبري وفي نفس الوقت خايف عليكي اوي ورافض انك تروحي المكان ده
_ رقية عيطت ومسكت أيده باستها :-
وانا كمان خايفة اوي يا بابا بس حبي لمساعدة فادية وأنها تاخد حقها من المجرمين دول مسيطر عليا وبيقويني اكتر ، صدقني أنا هكون كويسة بجد لما اشوفهم كلهم في السجن
_ سعيد مسح دموعه وحب يلطف الجو :-
بمناسبة سيرة فادية من بكرة لازم أدور علي واحدة تساعد والدتك عشان لما تعرف انك مشيتي هتقلب عليا فأنا افاجئها بواحدة جديدة تقوم ترضي عني
_ رقية ضحكت جامد وهو شاركها الضحك ، حضنها بحب وهي بادلته حضن صادق ورجعت تكمل تجهيز شنطها ..
_ جهزت نفسها وسابت شعرها متحرر من أي قيود وحطت عليه حجاب من غير ما تلفه كامل ولبست عباية لونها غامق ومشت ..
__________________________________________
_ أخدت نفس كبير وهي واقفة علي أول ناصية المنطقة الشعبية ، يا تري هي كانت صح لما أخدت قرار كبير وخطير زي ده ، ليه خايفة دلوقتي حاسة أنها جبانة ومش هتقدر تكمل ، هي هتراجع عن قرارها واكيد هتلاقي حل تاني تساعد بيه منال ..
_ رجعت خطوة لورا بس صوت منال وقفها :-
راحة فين ؟
_ رقية سحبت نفس وبصتلها كتير واتكلمت بتردد :-
ها ، لا كنت بتعرف علي المكان
_ منال قربت منها وهي بتبص علي هدومها باستغراب وسألتها بفضول :-
انتي لابسة كده ليه ؟
_ رقية بصت لنفسها وسألتها بعدم فهم :-
لابسة ايه ؟
_ منال هزت راسها باستنكار :-
ايه العباية دي ولابسة طرحة ليه اصلا وانتي مش محجبة
_ رقية فهمت قصدها وردت عليها بتلقائية :-
مش انتوا بتلبسوا كده ؟
_ منال بصت لها بسخرية واندفعت فيها :-
انتوا ؟ هو احنا حاجة وانتوا حاجة ؟
_ رقية اتكلمت بسرعة توضح وجهة نظرها :-
لا لا مش قصدي بس مش ده اللبس اللي المعروف في المناطق الشعبية برده
_ منال هزت راسها وضحكت بسخرية :-
اه ده في المناطق الشعبية اللي الافلام إنما إحنا زيكم عادي
_ رقية حست بإحراج من طريقة منال معاها وبصت في الأرض ، منال بصت الشنط واتكملت بجمود :-
تعالي يلا قبل ما حد يشوفنا
_ سالتها ومشت ورقية شالت الشنط لوحدها ، كانت تقيلة جدا عليها ومنال محاولتش تساعدها ، كانت بتحطهم علي الأرض كل شوية لما تتعب ، وصلوا لبيت منال ودخلوا اوضتها ، رقية قعدت علي السرير بتعب :-
أنا هموت وانام
_ منال بصت لها وشاورت لها علي الأرض :-
فرشت لك الأرض نامي عليها للصبح وبعد كده نشوف الاوضة اللي هتأجريها ..
_ رقية اتفاجئت بكلام منال واتحرجت منها ، قامت قعدت علي الأرض بهدوء ومعرفتش تتكلم بسبب إحراجها ، منال دفعت النشط برجليها بعصبية ونامت علي سريرها وسط نظرات رقية عليها وهي مش فاهمة سر عصبيتها بس اللي كان مسيطر عليها في الوقت ده هو الاحراج ..
_ حاولت تنام بكل الطرق بس معرفتش ، الأرض جامدة ومش قادرة تتأقلم معاها بسهولة غير أن الجو بارد جدا والنوم أشبه بالمستحيل في الوضع ده
_ سمعت هزة موبايلها سحبته من شنطتها وقامت وقفت في بلكونة الاوضة بهدوء ردت علي والدها بصوت هادي :-
بابا
_ سعيد رد عليها بقلق :-
وصلتي ؟
_ رقية ردت عليه ونبرتها مليانة ندم :-
اه يا بابا متقلقش عليا بس لو سمحت أنا هرن عليك بعد كده اطمنك عليا عشان محدش ياخد باله مني
_ سعيد اتنهد بضيق نفسه يقولها ارجعي من خوفه عليها بس مش قادر يرجع في كلامه ، بعد فترة من السكوت أتكلم :-
خلي بالك علي نفسك لو حسيتي أن الموضوع كبير عليكي ارجعي يا رقية ومتتردديش أنا مش ناوي اخسرك يا بنتي
_ رقية دموعها نزلت وحست بمشاعر غريبة عصفت بيها ، حاولت تتماسك عشان متقلقش والدها وردت وهي بتضحك :-
متخافش عليا يا حبيبي انا ميتخافش عليا ، تصبح علي خير
_ سعيد رد عليها باختصار :-
وانتي من اهل الخير
_ رقية قفلت المكالمة وسندت علي سور البلكونة تكتشف معالم المنطقة ، منطقة بسيطة جدا ميتصدقش أن أهلها هما نفسهم مجرمين ، لفت انتباها شخص خارج من المسجد ، استغربت وجوده في الوقت ده الفجر لسه مأذنش يا تري بيعمل ايه ؟
_ تمتمت بينها وبين نفسها :-
الناس ده بيصلوا صلوات غير صلاتنا ولا ايه ؟
_ ضحكت بعفوية علي كلامها اللي مش منطقي ودخلت الاوضة تاني ، بصت علي منال اللي في سابع نومه وبصت علي الأرض بخيبة أمل ، بس مش في أيدها حاجة تعملها غير أنها تحاول تنام وبكرة هتنزل هتدور علي اوضة تأجرها ووقتها هتنام براحة اكتر ، بس اللي مقدرتش تفهمه ليه معاملة منال اتغيرت بالشكل ده ؟
_ رقية فشلت تلاقي تفسير واضح لأسالتها والنوم اتغلب عليها بعد فترة من التفكير ...
__________________________________________
_ صباحاً ، صوتها كان عالي جدا وهي مش مصدقة أن جوزها يعمل كده :-
انت بتقول ايه يا سعيد رميت البنت لناس مجرمين ميعرفوش ربنا !!
_ سعيد حاول يهديها بكلامه :-
اهدي يا آمال أنا واثق فيها وان شاء الله ترجع لنا كويسة
_ آمال اندفعت فيه اكتر وهي مش قادرة تستوعب ردوده الباردة :-
اهدي انت عايزني اهدي ؟ اهدي ازاي قولي بس اهدي ازاي ؟ ثقتك دي هتعملي ايه لو بنتك رجعت لنا زي فادية او ممكن مترجعش خالص وتقولي اهدي!!
_ سعيد قعد علي الكنبة بقلة حيلة ومقدرش يرد عليها ، الخوف أتملك منه اكتر ومعتش عارف هو صح ولا غلط ، آمال قعدت علي أقرب كنبة قابلتها وهي بتندب حظها :-
يا ميلة بختك في جوزك يا آمال ، رمي بنته وسط شوية قتالين قتلة وقاعد في بيته مرتاح ومطمن ، بس انا مش هقعد اتفرج وحاطة ايدي علي قلبي أنا هقوم اجيبها البيت ويحصل اللي يحصل أن شالله احبسها في البيت وبلاها شغل خالص أنا مش مستغنية عنها
_ سعيد رفع عيونه عليها بزعل :-
يعني أنا اللي مستغني عنها يا آمال ؟
_ آمال وقفت وبصتله بلوم وعتاب :-
والله ده اللي أنا شيفاه بموافقتك ليها علي قرار زي اللي خدته ده!
_ سعيد قام وراها لحقها :-
استني أنا جاي معاكي
_ الأتنين جهزوا وقرروا يرجعوها من شدة خوفهم عليها ..
__________________________________________
_ رقية صحت بوجع في كل جسمها أكيد من النوم علي الأرض ، فتحت عيونها واتفاجئت بمنال بتبص عليها جامد ، رقية اتخضت من نظراتها وصرخت بخوف ، منال بصت لها بفتور :-
ايه شوفتي عفريت ؟
_ رقية بلعت ريقها وعدلت نومها بتحاول تهدي نفسها وردت عليها بإحراج :-
لا بس انا اتخضيت مش اكتر
_ منال هزت راسها وقامت وقفت فتحت بلكونتها ، الشمس دخلت ونورها ضايق رقية لأنها لسه مفاقتش كويس ، قامت وقفت بصعوبة واتأوت بتعب :-
ااه
_ منال ضحكت بسخرية وبصتلها تاني :-
ها هتبدأي ازاي ؟
_ رقية مكنتش عارفة تجاوبها بحاجة بس مضطرة تجاريها عشان تضمن أنها تبعد عن اخوها :-
هنأجر الاوضة اللي قولتيلي عليها وبعد كده نشوف هنعمل ايه!!
_ منال سحبت نفس واتكلمت بزعل :-
بابا لسه مرجعش وماما حالتها وحشة جداً لازم تعملي حاجة بسرعة عشان أشفي غليلي من الناس دي
_ نبرة منال كانت مضايقة رقية جداً وخصوصاً أنها سحبت نفسها من الكلام وحطت رقية في وش المدفع معني كلامها أنها هتكون لوحدها وده خوفها أكتر ..
_ رقية اتكلمت بزعل وخوف بتحاول تداريهم :-
ممكن اشوف دادة فادية!
_ منال هزت راسها بموافقة وخرجت برا ورقية خرجت وراها ، دخلوا اوضة فادية ورقية اتفاجئت بوضعها اللي أثر فيها جدا ، قعدت قدامها علي السرير ومسكت أيدها بحب :-
دادة فادية اخبارك ايه ؟
_ فادية بصت لها باستغراب واتكلمت لاول مرة من وقت الحادثة :-
رقية! بتعملي ايه هنا ؟
_ منال فرحت بكلام والدتها بس في نفس الوقت كانت مضايقة أنها اتكلمت مع رقية مش معاها هي ، رقية ابتسمت برقة وردت عليها :-
أنا هنا عشانك عشان اساعدك وانتقم لك من اللي عملوا فيكي كدا
_ فادية ضغطت علي أسنانها بغضب ممزوج بالاحراج وبصت لمنال بلوم كبير ، نظراتها عاتبتها أنها قالتلها علي اللي حصلها ، هتبص في وشهم بعد كده ازاي ؟
_ اتنهدت بخنقة وربتت علي أيد رقية :-
ربنا هياخد لي حقي الناس دي محدش يقدر عليهم غير ربنا وانا وكلت امري لله وباذن هينتقم منهم لو مكنش في الدنيا هيكون في الآخرة
_ كلام فادية لمس شعور الهروب اللي جوة رقية ، منال قاطعت كلام والدتها باندفاع :-
وانا مش هقعد هستني حد يعايرني بلي حصلك هي لازم تعمل اي حاجة ما احنا ياما ساعدناهم ولا ايه يا رقية ؟
_ رقية بصت لها وهزت رأسها بتأكيد رغم أن جواها بيرفض أنها تكمل بس مضطرة ، بلعت ريقها واتكلمت بثقة مزيفة :-
أنا مش همشي من هنا قبل ما اتاكد أنهم اتسجنوا علي كل حاجة عملوها وبيعملوها
_ فادية بصت لها ورفضت كلامها :-
يا بنتي انتي من معزة بناتي ولا يمكن أوافق علي حاجة زي دي ، روحي لاهلك يا رقية ادفي في حضنهم يا بنتي الناس دي لو طالتك مش هينفع الندم وقتها ..
_ منال اتدخلت بانفعال شديد :-
ماما رقية مش هتمشي قبل ما تعمل اللي هي وعدتني أنها تعمله لو سمحتي ريحي نفسك ..
_ الكل سكت لما الباب خبط ، منال فتحت الباب واتفاجئت بسعيد وآمال ، خافت لوهلة أنهم يجبروا رقية علي الرجوع وقتها مش هتقدر تاخد حق والدتها ولا ترجع والدها اللي متعرفش هو فين ، استقبلتهم بترحيب مزيف :-
اتفضلوا
_ دخلوا كلهم اوضة فادية وواسوها بكلامهم ، آمال بصت لرقية بحدة :-
رقية لو سمحتي عايزين نتكلم معاكي
_ رقية وافقت وخرجت معاهم في الصالة واتفاجئت بهجوم امال عليها :-
بسرعة هاتي حاجتك وارجعي معانا من غير نقاش كتير
_ رقية قابلت هجوم من والدتها كتير ، قاطعتها بكلامها :-
ماما أنا مش هرجع أنا هكمل اللي بدأته!!
_ آمال اندفعت فيها جامد :-
يا بنتي انتي عايزة تجنينيني انتي وابوكي ، يعني أيه تكملي ؟ قعادك وسط الناس دي مش هيحل حاجة مش هتقدري تعملي حاجة هما اللي هيأذوكي وانا مش مستعدة أبدا يحصلك حاجة أنا أموت فيها
_ رقية هزت رأسها برفض وضمت ايديها علي صدرها بعند :-
أنا مش هيحصلي حاجة بس انتوا ادوني فرصتي وانتوا هتشوفوا بعينكم أنا هقدر اعمل ايه ، حق فادية وغيرها لازم يرجع وأنا اللي هقدر أرجعه
_ آمال صوتها زاد عن حده وهي بتزعق جامد :-
فيه رجال قانون هما اللي يقدرو يرجعوا حقهم انما انتي روحتي ولا جيتي مش هتقدري لوحدك اسمعي الكلام وبطلي توجعي في قلبي
_ رقية ضحكت جامد بسخرية وردت عليها :-
وايه رأيك أن رجال القانون اللي بتتكلمي عنهم دول هما السبب في اللي حصل لفادية!!
_ رقية بصت لوالدها واتكلمت :-
ما تتكلم يا بابا وقول وليد بيه اتسبب في ايه
_ آمال عقدت ما بين حواجبها باستغراب وسألتهم بتردد :-
وليد! وليد ايه اللي دخله في الموضوع ده؟
_ رقية كان هتحكي لها بس خروج فادية قاطعهم :-
روحي مع أهلك يا بنتي ، أنا قولتلك حقي عند ربنا وهو الوحيد الي قادر عليهم روحي مع أهلك يا رقية أنا أم يا بنتي وفاهمة حرقة قلب أمك اسمعي الكلام
_ رقية هزت راسها برفض وعاندت اكتر :-
قولت لأ مش هرجع أنا هكمل اللي بدأته
_ رقية سابتهم ونزلت من البيت ، مكنتش عارفة هتروح فين بس كل اللي هي عايزاه تهرب من هجومهم اللي أكيد لو ضغطوا عليها كمان شوية هتوافق وترجع معاه
_ خطواتها كانت سريعة وضربات قلبها بتزيد اكتر ، اتخبطت في حد ومهتمتش وكملت مشي ..
__________________________________________
_ حازم دخل المحل وهو متعصب وعلي آخره ، قابله انور ولاحظ شدة وشه وسأله باهتمام :-
مالك ياريس في حد ضايقك ؟
_ حازم رد عليه بجمود :-
واحدة غبية خبطتني ومهتمتش وكملت مشي كأنها معملتش حاجة
_ أنور ضيق عيونه عليه واتكلم بغرابة :-
مين اللي دي اللي تقدر تعمل كده في الريس حازم ؟
_ حازم هز راسه بنفي ودخل مكتبه ووراه انور :-
معرفش بس شكلها غريب اول مرة اشوفها
_ انور اتنهدت وسأله بعملية :-
تحب تشرب حاجة ؟
_ حازم قعد علي المكتب ورد عليه :-
قهوة يمكن تروق دمي اللي عكرته بنت ال**** دي
_ انور ضحك واتكلم وهو خارج من المكتب :-
وعندك واحد قهوة وصلحه..
__________________________________________
_ مهران صحي من النوم وخرج برا الاوضة علي ريحة الفطار اللي قالبة ريحة البيت ، دخل المطبخ وحط أيده علي بطنه وحركها بطريقة تدل علي جوعه :-
ايه الريحة اللي علي الصبح دي جوعتوني
_ ميادة ودلال بصوله وضحكوا ، ميادة قربت منه وهي بتضحك :-
عملتلك فول بقوطة هتاكل صوابعك وراهم
_ مهران ضحك ورد عليها :-
تسلملي صوابعك
_ دلال قربت منه وهي بتدلع بطريقة مبالغة وهمست له بميوعه :-
أنا بقا عملت لك عجة هتاكلني أنا وراها
_ مهران انحني عليها وهمس لها :-
أحبك يا واثق من نفسك انت
_ دلال ضحكت بصوت عالي ، ميادة اتغاظت من همسهم واتكلمت بصوت عالي :-
احم ادخل يا سي مهران اغسل وشك علي ما يكون الفطار جهز يا خويا
_ مهران دخل الحمام ودياب خرج من اوضته وقابل جودي أخته ، شالها ودلعها بحب :-
يا جوجو يا حلو انت
_ دلال قاطعتهم بدلع :-
حلوة زي امها ولا ايه يا دياب ؟
_ دياب ضحك جامد ورد عليها يجاريها في الكلام :-
طبعاً اومال
_ ميادة بصتلها جامد واندفعت فيها بغيظ :-
انتي مش عاتقة الراجل وولاده كمان ؟
_ دلال ضحكت بصوت عالي وردت عليها بدلع وهي حاطة أيدها علي وسطها :-
مشكلتي إني حلوة والكل بيحبني!
_ دياب ضحك جامد علي منظرهم وميادة بصتلها بملل :-
طيب يلا يا حلوة عشان نجهز الفطار
_ بدأو يجهزوا الفطار في نقار بينهم وسط ضحك دياب عليهم ..
__________________________________________
_ رقية دخلت جامع المنطقة ، مكنش قدامها مكان تهرب فيه غيره ، اتفاجئت بعدد كبير من النساء قاعدين وفي واحدة بيتقول خطبة ليهم ..
_ اتحرجت وكانت هتخرج بس الست قربت منها وابتسمت :-
خدي الحجاب ده يا ابنتي انتي في مسجد لازم تداري شعرك
_ رقية اتحرجت جدا وخدت منها الطرحة وحطتها علي شعرها بطريقة عفوية ، الست شاورت لها علي مكان تقعد فيه ورقية بعد تردد قعدت فيه وهي مش عارفة هي حطت نفسها في ايه ..
_ بعد حوالي ساعة الجلسة خلصت ورقية سحبت نفس عميق اخيراً هتخرج لكن صوت الست وقفها :-
انتي مش من هنا صح ؟
_______________________________
يا تري خطتة رقية هتنتهي من قبل ما تبدأ ولا ايه اللي هيحصل ؟
سيبولي رأيكم
البارت الثاني
________________________________________
_ بعد فترة من دخول رقية الاوضة والدها خبط علي الباب ودخل قعد قدامها علي السرير ، مشي أيده علي خصلات شعرها واتكلم بابتسامة :-
يمكن موقفي غريب اني موافق ويمكن أبان مش خايف عليكي ، بس انا اكتر واحد بيخاف عليكي هنا ، الموضوع كله أن لمعة عيونك والحماس اللي بتتكلمي بيه مش عايزه يتبخر وكفاية ان نيتك مساعدة غيرك يعني في الخير ، أنا مش هسيبك وسط الناس دي لوحدك ربنا هيكون معاكي وقادر يحميكي اكتر مننا وبعدين في الآخر لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ولا ايه يا روكا؟
_ رقية ضحكت جامد وقربت منه حضنته :-
بحبك اوي يا بابا
_ سعيد ملس علي شعرها بحب ورد عليها بعفوية :-
وانا كمان بحبك اوي ، بس في حاجة!
_ رقية بعدت عنه وبصتله في انتظار كلامه ، سعيد اتنهد واتكلم بنبرة مختلفة فيها مزيج من الخوف والقلق والتحذير :-
تبقي في حالك ومتحتكيش في أي حد منهم ، عرفتي توصلي لحاجة من بعيد لبعيد كان بها معرفتيش ولقيتي نفسك هتقعي تبعدي فوراً وتنسي الحوار ده من أساسه تمام
_ رقية هزت راسها بتلقائية وهي بتضحك وحضنته تاني ، سعيد سابها وخرج وهي قررت تتصل بمنال وتبلغها خطتها ..
__________________________________________
_ مهران رجع البيت وزي ما توقع تماماً كانوا في استقباله بترحيب كبير ..
_ نورت بيتك يا سي مهران
_ دفعتها بعيد عنه وقربت هي منه ورحبت بيه بدلال مبالغ :-
وحشتني اوي اوي يا سي مهران
_ مهران بصلهم وضحك :-
وحشتوني اخباركم إيه
_ قربت منه اكتر وردت عليه :-
وحشة من غيرك يا معلم أنا بس روحي اتردت ليا تاني لما شوفتك ، تعالي بقا لما أدلعك أحلي دلع مش هتنساه في حياتك
_ مهران ضحك لها ورد عليها :-
هجيلك حاضر بس نمشي بالدور ميادة الأول ودلال التاني آه شرع ربنا بيقول كده
_ دلال اتغاظت جدا وبصتله بعتاب ، حاولت تبين نبرة صوتها طبيعية :-
وماله يا سي مهران اللي تروق لك فينا يا اخويا اقعد عندها واهو كله بالشرع علي رأيك
_ مهران قرب منها وهمس لها :-
أنا جوزك يا ولية مش اخوكي ويلا بقا حاسبي من قدامي أصل أنا جاي تعبان اوي ومحتاج انام لي شوية
_ مهران بعدها بإيده وقرب من ميادة اللي واقفة بتتفرج عليهم في صمت ، لف دراعه علي كتفها وخدها علي اوضتهم :-
وحشني صوابع ايديك اللي بتطبخلي
_ ميادة ضحكت بصوت عالي قاصدة تضايق دلال وردت عليه :-
ده انت تؤمر يا سيد المعلمين ادخل انت خدلك دوش اكون أنا حضرتلك اجدعها أكلة تاكل صوابعك وراها
_ مهران غمز لها بدلع :-
مش عايز اكل صوابعي وراها عايز أكلك انتي
_ ميادة ضحكت بميوعة وجرت من قدامه خرجت برا وسط نظرات دلال اللي هتموت من الغيظ من تصرفاتها ، دخلت أوضتها وهي بتستحلف لها :-
ماشي يا ميادة إما وريتك وفرستك ده انا دلال والأجر علي الله..
__________________________________________
مساءاً ، دياب دخل محل والده بيدور علي مسلم ، اول ما شافه قرب منه وهو بيضحك :-
مش بضيع وقت انت شغل هنا وشغل هناك
_ مسلم بصله بطرف عينه ورد عليه بفتور :-
ده حقد ولا حسد؟
_ دياب ضحك جامد ورفع صوابعه قدام عيون مسلم :-
الاتنين
_ مسلم ضربه جامد في كتفه وقطع لحظتهم خروج حازم من مكتبه :-
أولي يعني أنك تيجي تسلم علي اخوك مش اللي كنت غايب معاه شهر
_ دياب رفع حواجبه لما فهم أنه داخل علي مشكلة وحب يلطف الجو :-
ده انا كنت لسه يدوب بسأل مسلم عليك لقيتك خارج من المكتب عامل ايه يا شقيق
_ حازم ضحك بسخرية ورد عليه :-
هو عامل لكم ايه عشان الحب ده كله ؟
_ مسلم مقدرش يمسك نفسه وبصله بغيظ :-
ما تشوف انت عامل ايه عشان يشوفوك هوا!!
_ حازم عروقه برزت من شدة عصبيته وقرب من مسلم شده من هدومه :-
انت حتة حشرة لا روحت ولا جيت فاكر الرؤوس هتتساوي يا ابن العطار
_ مسلم ضربه علي وشه جامد لدرجة أن حازم وقع علي الأرض وبصله بتحذير :-
سيرة أبويا متجيش علي لسانك تاني وإلا وقتها مش هعمل حساب لحد وهندمك عمرك كله علي كلامك ده!
_ دياب بعد مسلم بإيده وحاول يهديه :-
تعالي معايا كفاية شغل النهاردة
_ مسلم بعد أيد دياب من عليه وخرج برا المحل ، حاول يهدي من نفسه بس بيفشل وبيزيد عصبيه عن الاول ، وكان الحل الوحيد أنه يختلي بنفسه مدة عشان يرجع لطبيعته تاني ..
_ دياب رجع البيت وكانت مرات عمه واقفة قدام الباب ومرسوم علي وشها القلق ، جرت عليه أول ما شافته :-
دياب مسلم مرجعش البيت من الصبح هو راح فين تاني يابني
_ دياب اتنهد بضيق ورد عليها باحترام :-
مش عارف هو اتخانق مع حازم الصبح ومن وقتها مشوفتوش
_ سهير بصتله بقلق :-
هو أنا ياربي مش مكتوب لي الراحة أبدا روح يا دياب أسأل أبوك يمكن بعته في حتة كده ولا كده وطمني ربنا يطمن قلبك
_ دياب هز راسه بموافقة وقبل ما يمشي لمح طيف أميرة خارجة من أوضتها وشعرها مفرود وشكلها خطف قلبه ، محسش بالضحكة اللي اترسمت علي وشه بسعادة غير ضربات قلبه اللي زادت جدا ، سهير لاحظت نظراته من وراها ، لفت راسها تشوف سر انتباهه واتفاجئت بأميرة واقفة من غير حجاب ، رسمت الحدة علي وشها واندفعت فيها :-
بت يا اميرة ادخلي اوضتك
_ أميرة انتبهت لنظرات دياب عليها واتحرجت جدا وجرت علي اوضتها ، وقفت ورا الباب تاخد نفسها وضحكت بعفوية علي نظراته اللي عجبتها ، ضربت راسها بخفة وتمتمت بينها وبين نفسها :-
ايه اللي أنا بفكر فيه ده دياب أخويا مش اكتر ..
_ جرت علي السرير وحطت المخدة علي وشها ونظرات دياب مش بتروح من عقلها نهائي ، دياب طلع بيته واتفاجئ بدلال هي اللي في استقباله بوش جامد ، سألها بفضول :-
مالك في ايه ؟
_ دلال قلبت عينها وردت عليه بعصبية :-
أمك يا خويا اخدة الراجل من ساعة ما جه لنفسها وهاتك يا ضحك وقلة أدب الولية بتفرسني
_ دياب انفجر في الضحك ، حاول يسيطر علي ضحكه اللي نرفزها اكتر :-
الشرع بيقول اليوم الأول للأولي ولا ايه يا مرات أبويا ؟
_ دلال قامت وقفت وحطت أيدها في وسطها واندفعت فيه :-
الشرع ده انتوا متعرفوهوش غير في الحريم بس انت وابوك ولا ايه ، وبعدين تعالي هنا ايه مرات أبويا دي ده انا اكبر من أخوك بسنتين تقولي يا دلال أل مرات أبويا آل مسم ..
_ دلال دخلت أوضتها وقفلت الباب بعصبية وسط ضحك دياب عليها ، خبط علي باب اوضة والدته ، بعد مدة خرجت ميادة وقفلت الباب بهدوء وبصت لدياب :-
عايز حاجة يا دياب ؟
_ دياب غمز لها بهزار :-
من لقي أحبابه نسي صحابه الله يسهلوا
_ ميادة ضربته في صدره وردت عليه بإحراج :-
اتلم يواد عايز ايه اخلص
_ دياب سحب نفس وسألها :-
بابا فين ؟
_ ميادة خدته وبعدت عن الاوضة وردت عليه بصوت واطي :-
أبوك نايم
_ دياب أتكلم بنفس نبرتها الهادية :-
وانتي بتتكلمي بصوت واطي كده ليه ما احنا بعدنا عن الاوضة
_ ميادة نفخت بضيق واتكلمت بعصبية :-
بقولك ايه مش وقته رخامتك دي عايز منه ايه ؟
_ دياب حكي لها حوراه مع مرات عمه وهي ردت عليه باختصار :-
أبوك طول اليوم معايا وقافل موبايله من وقت من رجع ومكلمش مسلم خالص
_ دياب كان هيتكلم بس ميادة قاطعته بصريخها وهي بتضرب علي صدرها :-
يا مصيبتي ايه اللي عمل فيك كده يا حازم ؟
_ دياب لف واتفاجئ بدخول حازم ، انسحب بسرعة ودخل اوضته قبل ما يتخانقوا بسبب مسلم ، ميادة جرت علي حازم عايزة تطمن عليه :-
يا ضنايا حصلك ايه بس مين اللي ضربك ؟
_ حازم اتنرفز جامد واندفع فيها :-
شيفاني عيل قدامك عشان حد يضربني!!
_ ميادة هدت من نبرتها وردت عليه بعفوية :-
مش دي لوكامية برده ولا دي حنة حمرة ؟
_ حازم اتخنق اكتر ودخل أوضته وقفل علي نفسه كفاية سخافة لحد كده ، ووقف قدام المرايا ومسح وشه بمناديل وهو بيتوعد لـ مسلم :-
هنشوف مين اللي هيندم التاني يا ابن العطار
__________________________________________
_ علا مكنتش مصدقة القرار اللي رقية ناوية تعمله وبعد مدة بتحاول تستوعب الكلام :-
قولي انك بتهزري ومش هتروحي للمجرمين دول!
_ رقية اتنهدت بملل :-
وطي صوتك أنا بقولك محدش يعرف غيرك انتي وبابا
_ علا هزت راسها برفض تام لافكارها :-
مش فاهمة ازاي عمو سعيد يوافق علي حاجة زي دي انتي بترمي نفسك في النار انتي مش شايفة انتي ناوية علي إيه ؟
_ رقية لوت شفايفها بملل وردت عليها بزهق :-
علا أنا قررت خلاص وحقيقي لو بابا مكنش وافق كنت كملت وأثبت لهم إني قدها المهم أبيه وليد ميعرفش حاجة تمام
_ علا ردت عليها بتلقائية :-
ودي حاجة تتقال برده يا رقية أنا حقيقي مش مصدقاكي
_ رقية ضحكت جامد وقامت وقفت :-
أنا هدخل اشوف مازن وانزل هيوحشني اوي
_ رقية دخلت بهدوء اوضة مازن وباسته بحذر وخرجت ، اتقابلت مع وليد وقفت قصاده بخوف قاطع سكوتهم سؤاله :-
رايحة فين ؟
_ رقية اتفاجئت من سؤاله وعيونها وسعت بذهول ممزوج بالخوف ورددت :-
ها مش رايحة في حتة
_ وليد ضيق عيونه عليها باستغراب :-
مالك اتوترتي كده ليه أنا أقصد رايحة فين اقعدي اتعشي معانا
_ رقية سحبت نفس كبير واتكلمت بعد ما حست براحة :-
لأ أنا هتعشي مع بابا وماما الف هنا
_ رقية سابته ومشت بس وليد وقفها لما نادي عليها :-
رقية..
_ رقية لفت له مستنية تعرف عايز منها ايه وهو كمل كلامه :-
لو سمحتي شيلي موضوع مهران ده من دماغك أنا خايف عليكي وانتي اعقل من أنك تعاندي في موضوع زي دا!!
_ رقية اتوترت تاني وردت عليه بعد سكوت طال لوقت :-
هاا ، اه طبعاً هشيله من دماغي تصبح علي خير
_ جرت من قدامه وسط نظرات علا عليها ، عقلها عايز يقول لوليد عن اللي هتعمله خوفاً عليها وقلبها متردد عشان علاقتهم متتهزش ، اتنهدت بضيق لما فشلت تاخد قرار وراحت تحضر العشا ..
__________________________________________
_ بعد منتصف الليل ..
_ سعيد دخل لرقية أوضتها ، كانت بتحضر حاجتها اللي هتحتاجها في المكان الجديد اللي هتعيش فيه ، سابت اللي في أيدها وبصلته بعيون بتلمع :-
متخافش عليا أنا هكون كويسة
_ سعيد قرب منها وعيونه فيها رفض لقرارها :-
مش هقدر مخافش عليكي انتي بنتي وحتة مني وده شئ طبيعي ، أنا مش عارف وافقتك ازاي بس انا عايزك تتعلمي وتكبري وفي نفس الوقت خايف عليكي اوي ورافض انك تروحي المكان ده
_ رقية عيطت ومسكت أيده باستها :-
وانا كمان خايفة اوي يا بابا بس حبي لمساعدة فادية وأنها تاخد حقها من المجرمين دول مسيطر عليا وبيقويني اكتر ، صدقني أنا هكون كويسة بجد لما اشوفهم كلهم في السجن
_ سعيد مسح دموعه وحب يلطف الجو :-
بمناسبة سيرة فادية من بكرة لازم أدور علي واحدة تساعد والدتك عشان لما تعرف انك مشيتي هتقلب عليا فأنا افاجئها بواحدة جديدة تقوم ترضي عني
_ رقية ضحكت جامد وهو شاركها الضحك ، حضنها بحب وهي بادلته حضن صادق ورجعت تكمل تجهيز شنطها ..
_ جهزت نفسها وسابت شعرها متحرر من أي قيود وحطت عليه حجاب من غير ما تلفه كامل ولبست عباية لونها غامق ومشت ..
__________________________________________
_ أخدت نفس كبير وهي واقفة علي أول ناصية المنطقة الشعبية ، يا تري هي كانت صح لما أخدت قرار كبير وخطير زي ده ، ليه خايفة دلوقتي حاسة أنها جبانة ومش هتقدر تكمل ، هي هتراجع عن قرارها واكيد هتلاقي حل تاني تساعد بيه منال ..
_ رجعت خطوة لورا بس صوت منال وقفها :-
راحة فين ؟
_ رقية سحبت نفس وبصتلها كتير واتكلمت بتردد :-
ها ، لا كنت بتعرف علي المكان
_ منال قربت منها وهي بتبص علي هدومها باستغراب وسألتها بفضول :-
انتي لابسة كده ليه ؟
_ رقية بصت لنفسها وسألتها بعدم فهم :-
لابسة ايه ؟
_ منال هزت راسها باستنكار :-
ايه العباية دي ولابسة طرحة ليه اصلا وانتي مش محجبة
_ رقية فهمت قصدها وردت عليها بتلقائية :-
مش انتوا بتلبسوا كده ؟
_ منال بصت لها بسخرية واندفعت فيها :-
انتوا ؟ هو احنا حاجة وانتوا حاجة ؟
_ رقية اتكلمت بسرعة توضح وجهة نظرها :-
لا لا مش قصدي بس مش ده اللبس اللي المعروف في المناطق الشعبية برده
_ منال هزت راسها وضحكت بسخرية :-
اه ده في المناطق الشعبية اللي الافلام إنما إحنا زيكم عادي
_ رقية حست بإحراج من طريقة منال معاها وبصت في الأرض ، منال بصت الشنط واتكملت بجمود :-
تعالي يلا قبل ما حد يشوفنا
_ سالتها ومشت ورقية شالت الشنط لوحدها ، كانت تقيلة جدا عليها ومنال محاولتش تساعدها ، كانت بتحطهم علي الأرض كل شوية لما تتعب ، وصلوا لبيت منال ودخلوا اوضتها ، رقية قعدت علي السرير بتعب :-
أنا هموت وانام
_ منال بصت لها وشاورت لها علي الأرض :-
فرشت لك الأرض نامي عليها للصبح وبعد كده نشوف الاوضة اللي هتأجريها ..
_ رقية اتفاجئت بكلام منال واتحرجت منها ، قامت قعدت علي الأرض بهدوء ومعرفتش تتكلم بسبب إحراجها ، منال دفعت النشط برجليها بعصبية ونامت علي سريرها وسط نظرات رقية عليها وهي مش فاهمة سر عصبيتها بس اللي كان مسيطر عليها في الوقت ده هو الاحراج ..
_ حاولت تنام بكل الطرق بس معرفتش ، الأرض جامدة ومش قادرة تتأقلم معاها بسهولة غير أن الجو بارد جدا والنوم أشبه بالمستحيل في الوضع ده
_ سمعت هزة موبايلها سحبته من شنطتها وقامت وقفت في بلكونة الاوضة بهدوء ردت علي والدها بصوت هادي :-
بابا
_ سعيد رد عليها بقلق :-
وصلتي ؟
_ رقية ردت عليه ونبرتها مليانة ندم :-
اه يا بابا متقلقش عليا بس لو سمحت أنا هرن عليك بعد كده اطمنك عليا عشان محدش ياخد باله مني
_ سعيد اتنهد بضيق نفسه يقولها ارجعي من خوفه عليها بس مش قادر يرجع في كلامه ، بعد فترة من السكوت أتكلم :-
خلي بالك علي نفسك لو حسيتي أن الموضوع كبير عليكي ارجعي يا رقية ومتتردديش أنا مش ناوي اخسرك يا بنتي
_ رقية دموعها نزلت وحست بمشاعر غريبة عصفت بيها ، حاولت تتماسك عشان متقلقش والدها وردت وهي بتضحك :-
متخافش عليا يا حبيبي انا ميتخافش عليا ، تصبح علي خير
_ سعيد رد عليها باختصار :-
وانتي من اهل الخير
_ رقية قفلت المكالمة وسندت علي سور البلكونة تكتشف معالم المنطقة ، منطقة بسيطة جدا ميتصدقش أن أهلها هما نفسهم مجرمين ، لفت انتباها شخص خارج من المسجد ، استغربت وجوده في الوقت ده الفجر لسه مأذنش يا تري بيعمل ايه ؟
_ تمتمت بينها وبين نفسها :-
الناس ده بيصلوا صلوات غير صلاتنا ولا ايه ؟
_ ضحكت بعفوية علي كلامها اللي مش منطقي ودخلت الاوضة تاني ، بصت علي منال اللي في سابع نومه وبصت علي الأرض بخيبة أمل ، بس مش في أيدها حاجة تعملها غير أنها تحاول تنام وبكرة هتنزل هتدور علي اوضة تأجرها ووقتها هتنام براحة اكتر ، بس اللي مقدرتش تفهمه ليه معاملة منال اتغيرت بالشكل ده ؟
_ رقية فشلت تلاقي تفسير واضح لأسالتها والنوم اتغلب عليها بعد فترة من التفكير ...
__________________________________________
_ صباحاً ، صوتها كان عالي جدا وهي مش مصدقة أن جوزها يعمل كده :-
انت بتقول ايه يا سعيد رميت البنت لناس مجرمين ميعرفوش ربنا !!
_ سعيد حاول يهديها بكلامه :-
اهدي يا آمال أنا واثق فيها وان شاء الله ترجع لنا كويسة
_ آمال اندفعت فيه اكتر وهي مش قادرة تستوعب ردوده الباردة :-
اهدي انت عايزني اهدي ؟ اهدي ازاي قولي بس اهدي ازاي ؟ ثقتك دي هتعملي ايه لو بنتك رجعت لنا زي فادية او ممكن مترجعش خالص وتقولي اهدي!!
_ سعيد قعد علي الكنبة بقلة حيلة ومقدرش يرد عليها ، الخوف أتملك منه اكتر ومعتش عارف هو صح ولا غلط ، آمال قعدت علي أقرب كنبة قابلتها وهي بتندب حظها :-
يا ميلة بختك في جوزك يا آمال ، رمي بنته وسط شوية قتالين قتلة وقاعد في بيته مرتاح ومطمن ، بس انا مش هقعد اتفرج وحاطة ايدي علي قلبي أنا هقوم اجيبها البيت ويحصل اللي يحصل أن شالله احبسها في البيت وبلاها شغل خالص أنا مش مستغنية عنها
_ سعيد رفع عيونه عليها بزعل :-
يعني أنا اللي مستغني عنها يا آمال ؟
_ آمال وقفت وبصتله بلوم وعتاب :-
والله ده اللي أنا شيفاه بموافقتك ليها علي قرار زي اللي خدته ده!
_ سعيد قام وراها لحقها :-
استني أنا جاي معاكي
_ الأتنين جهزوا وقرروا يرجعوها من شدة خوفهم عليها ..
__________________________________________
_ رقية صحت بوجع في كل جسمها أكيد من النوم علي الأرض ، فتحت عيونها واتفاجئت بمنال بتبص عليها جامد ، رقية اتخضت من نظراتها وصرخت بخوف ، منال بصت لها بفتور :-
ايه شوفتي عفريت ؟
_ رقية بلعت ريقها وعدلت نومها بتحاول تهدي نفسها وردت عليها بإحراج :-
لا بس انا اتخضيت مش اكتر
_ منال هزت راسها وقامت وقفت فتحت بلكونتها ، الشمس دخلت ونورها ضايق رقية لأنها لسه مفاقتش كويس ، قامت وقفت بصعوبة واتأوت بتعب :-
ااه
_ منال ضحكت بسخرية وبصتلها تاني :-
ها هتبدأي ازاي ؟
_ رقية مكنتش عارفة تجاوبها بحاجة بس مضطرة تجاريها عشان تضمن أنها تبعد عن اخوها :-
هنأجر الاوضة اللي قولتيلي عليها وبعد كده نشوف هنعمل ايه!!
_ منال سحبت نفس واتكلمت بزعل :-
بابا لسه مرجعش وماما حالتها وحشة جداً لازم تعملي حاجة بسرعة عشان أشفي غليلي من الناس دي
_ نبرة منال كانت مضايقة رقية جداً وخصوصاً أنها سحبت نفسها من الكلام وحطت رقية في وش المدفع معني كلامها أنها هتكون لوحدها وده خوفها أكتر ..
_ رقية اتكلمت بزعل وخوف بتحاول تداريهم :-
ممكن اشوف دادة فادية!
_ منال هزت راسها بموافقة وخرجت برا ورقية خرجت وراها ، دخلوا اوضة فادية ورقية اتفاجئت بوضعها اللي أثر فيها جدا ، قعدت قدامها علي السرير ومسكت أيدها بحب :-
دادة فادية اخبارك ايه ؟
_ فادية بصت لها باستغراب واتكلمت لاول مرة من وقت الحادثة :-
رقية! بتعملي ايه هنا ؟
_ منال فرحت بكلام والدتها بس في نفس الوقت كانت مضايقة أنها اتكلمت مع رقية مش معاها هي ، رقية ابتسمت برقة وردت عليها :-
أنا هنا عشانك عشان اساعدك وانتقم لك من اللي عملوا فيكي كدا
_ فادية ضغطت علي أسنانها بغضب ممزوج بالاحراج وبصت لمنال بلوم كبير ، نظراتها عاتبتها أنها قالتلها علي اللي حصلها ، هتبص في وشهم بعد كده ازاي ؟
_ اتنهدت بخنقة وربتت علي أيد رقية :-
ربنا هياخد لي حقي الناس دي محدش يقدر عليهم غير ربنا وانا وكلت امري لله وباذن هينتقم منهم لو مكنش في الدنيا هيكون في الآخرة
_ كلام فادية لمس شعور الهروب اللي جوة رقية ، منال قاطعت كلام والدتها باندفاع :-
وانا مش هقعد هستني حد يعايرني بلي حصلك هي لازم تعمل اي حاجة ما احنا ياما ساعدناهم ولا ايه يا رقية ؟
_ رقية بصت لها وهزت رأسها بتأكيد رغم أن جواها بيرفض أنها تكمل بس مضطرة ، بلعت ريقها واتكلمت بثقة مزيفة :-
أنا مش همشي من هنا قبل ما اتاكد أنهم اتسجنوا علي كل حاجة عملوها وبيعملوها
_ فادية بصت لها ورفضت كلامها :-
يا بنتي انتي من معزة بناتي ولا يمكن أوافق علي حاجة زي دي ، روحي لاهلك يا رقية ادفي في حضنهم يا بنتي الناس دي لو طالتك مش هينفع الندم وقتها ..
_ منال اتدخلت بانفعال شديد :-
ماما رقية مش هتمشي قبل ما تعمل اللي هي وعدتني أنها تعمله لو سمحتي ريحي نفسك ..
_ الكل سكت لما الباب خبط ، منال فتحت الباب واتفاجئت بسعيد وآمال ، خافت لوهلة أنهم يجبروا رقية علي الرجوع وقتها مش هتقدر تاخد حق والدتها ولا ترجع والدها اللي متعرفش هو فين ، استقبلتهم بترحيب مزيف :-
اتفضلوا
_ دخلوا كلهم اوضة فادية وواسوها بكلامهم ، آمال بصت لرقية بحدة :-
رقية لو سمحتي عايزين نتكلم معاكي
_ رقية وافقت وخرجت معاهم في الصالة واتفاجئت بهجوم امال عليها :-
بسرعة هاتي حاجتك وارجعي معانا من غير نقاش كتير
_ رقية قابلت هجوم من والدتها كتير ، قاطعتها بكلامها :-
ماما أنا مش هرجع أنا هكمل اللي بدأته!!
_ آمال اندفعت فيها جامد :-
يا بنتي انتي عايزة تجنينيني انتي وابوكي ، يعني أيه تكملي ؟ قعادك وسط الناس دي مش هيحل حاجة مش هتقدري تعملي حاجة هما اللي هيأذوكي وانا مش مستعدة أبدا يحصلك حاجة أنا أموت فيها
_ رقية هزت رأسها برفض وضمت ايديها علي صدرها بعند :-
أنا مش هيحصلي حاجة بس انتوا ادوني فرصتي وانتوا هتشوفوا بعينكم أنا هقدر اعمل ايه ، حق فادية وغيرها لازم يرجع وأنا اللي هقدر أرجعه
_ آمال صوتها زاد عن حده وهي بتزعق جامد :-
فيه رجال قانون هما اللي يقدرو يرجعوا حقهم انما انتي روحتي ولا جيتي مش هتقدري لوحدك اسمعي الكلام وبطلي توجعي في قلبي
_ رقية ضحكت جامد بسخرية وردت عليها :-
وايه رأيك أن رجال القانون اللي بتتكلمي عنهم دول هما السبب في اللي حصل لفادية!!
_ رقية بصت لوالدها واتكلمت :-
ما تتكلم يا بابا وقول وليد بيه اتسبب في ايه
_ آمال عقدت ما بين حواجبها باستغراب وسألتهم بتردد :-
وليد! وليد ايه اللي دخله في الموضوع ده؟
_ رقية كان هتحكي لها بس خروج فادية قاطعهم :-
روحي مع أهلك يا بنتي ، أنا قولتلك حقي عند ربنا وهو الوحيد الي قادر عليهم روحي مع أهلك يا رقية أنا أم يا بنتي وفاهمة حرقة قلب أمك اسمعي الكلام
_ رقية هزت راسها برفض وعاندت اكتر :-
قولت لأ مش هرجع أنا هكمل اللي بدأته
_ رقية سابتهم ونزلت من البيت ، مكنتش عارفة هتروح فين بس كل اللي هي عايزاه تهرب من هجومهم اللي أكيد لو ضغطوا عليها كمان شوية هتوافق وترجع معاه
_ خطواتها كانت سريعة وضربات قلبها بتزيد اكتر ، اتخبطت في حد ومهتمتش وكملت مشي ..
__________________________________________
_ حازم دخل المحل وهو متعصب وعلي آخره ، قابله انور ولاحظ شدة وشه وسأله باهتمام :-
مالك ياريس في حد ضايقك ؟
_ حازم رد عليه بجمود :-
واحدة غبية خبطتني ومهتمتش وكملت مشي كأنها معملتش حاجة
_ أنور ضيق عيونه عليه واتكلم بغرابة :-
مين اللي دي اللي تقدر تعمل كده في الريس حازم ؟
_ حازم هز راسه بنفي ودخل مكتبه ووراه انور :-
معرفش بس شكلها غريب اول مرة اشوفها
_ انور اتنهدت وسأله بعملية :-
تحب تشرب حاجة ؟
_ حازم قعد علي المكتب ورد عليه :-
قهوة يمكن تروق دمي اللي عكرته بنت ال**** دي
_ انور ضحك واتكلم وهو خارج من المكتب :-
وعندك واحد قهوة وصلحه..
__________________________________________
_ مهران صحي من النوم وخرج برا الاوضة علي ريحة الفطار اللي قالبة ريحة البيت ، دخل المطبخ وحط أيده علي بطنه وحركها بطريقة تدل علي جوعه :-
ايه الريحة اللي علي الصبح دي جوعتوني
_ ميادة ودلال بصوله وضحكوا ، ميادة قربت منه وهي بتضحك :-
عملتلك فول بقوطة هتاكل صوابعك وراهم
_ مهران ضحك ورد عليها :-
تسلملي صوابعك
_ دلال قربت منه وهي بتدلع بطريقة مبالغة وهمست له بميوعه :-
أنا بقا عملت لك عجة هتاكلني أنا وراها
_ مهران انحني عليها وهمس لها :-
أحبك يا واثق من نفسك انت
_ دلال ضحكت بصوت عالي ، ميادة اتغاظت من همسهم واتكلمت بصوت عالي :-
احم ادخل يا سي مهران اغسل وشك علي ما يكون الفطار جهز يا خويا
_ مهران دخل الحمام ودياب خرج من اوضته وقابل جودي أخته ، شالها ودلعها بحب :-
يا جوجو يا حلو انت
_ دلال قاطعتهم بدلع :-
حلوة زي امها ولا ايه يا دياب ؟
_ دياب ضحك جامد ورد عليها يجاريها في الكلام :-
طبعاً اومال
_ ميادة بصتلها جامد واندفعت فيها بغيظ :-
انتي مش عاتقة الراجل وولاده كمان ؟
_ دلال ضحكت بصوت عالي وردت عليها بدلع وهي حاطة أيدها علي وسطها :-
مشكلتي إني حلوة والكل بيحبني!
_ دياب ضحك جامد علي منظرهم وميادة بصتلها بملل :-
طيب يلا يا حلوة عشان نجهز الفطار
_ بدأو يجهزوا الفطار في نقار بينهم وسط ضحك دياب عليهم ..
__________________________________________
_ رقية دخلت جامع المنطقة ، مكنش قدامها مكان تهرب فيه غيره ، اتفاجئت بعدد كبير من النساء قاعدين وفي واحدة بيتقول خطبة ليهم ..
_ اتحرجت وكانت هتخرج بس الست قربت منها وابتسمت :-
خدي الحجاب ده يا ابنتي انتي في مسجد لازم تداري شعرك
_ رقية اتحرجت جدا وخدت منها الطرحة وحطتها علي شعرها بطريقة عفوية ، الست شاورت لها علي مكان تقعد فيه ورقية بعد تردد قعدت فيه وهي مش عارفة هي حطت نفسها في ايه ..
_ بعد حوالي ساعة الجلسة خلصت ورقية سحبت نفس عميق اخيراً هتخرج لكن صوت الست وقفها :-
انتي مش من هنا صح ؟
_______________________________
يا تري خطتة رقية هتنتهي من قبل ما تبدأ ولا ايه اللي هيحصل ؟
سيبولي رأيكم