رواية مسلم ورقية خطة غير مدروسة الفصل الخامس عشر 15 بقلم تسنيم المرشدي
خطة غير مدروسة
الفصل الخامس عشر
__________________________________________
رقيه بعدت عنه واتكلمت بنبرة مهزوزه من شده الخوف :-
انا اخر حاجه فاكراها لما..
_ بلعت ريقها وكملت بأسف :-
هدومي اتقطعت هو ممكن يكونوا..
_ مسلم قاطعها بحدة :-
محدش لمسك
_ رقية ضيقت عيونها عليه وسألته باهتمام :-
وانت عرفت منين انت كنت موجود ؟
_ مسلم سحب نفس ورد عليها باختصار :-
لأ
_ رقية قربت منه تاني وسألته وهي بتتعلق في أي أمل يطمنها :-
اومال عرفت ازاي ؟
_ مسلم ضغط علي أسنانه بغضب لأن الكلام في الموضوع ده تقيل علي قلبه وعايز ينهيه بأي طريقة :-
المواضيع دي بتبقي باينة وليها علامات وانتي كنتي قاعدة علي الكرسي بهدومك ومربوطة عشان كده متأكد أن محدش جه جنبك
_ رقية اتنهدت براحة وبصتله بأسف :-
علي كده انت جربتها كتير عشان تبقي خبرة كده!
_ مسلم بصلها كتير وبعد صمت حل لوقت اندفع فيها :-
انا الود ودي كنت سيبتك ليهم بعد ما نشرتي الفيديو
_ رقية ضيقت عيونها عليه وسألته بعدم استعياب :-
فيديو ايه ؟
_ مسلم طلع موبايله من جيبه وفتح الفيديو وقربه منها تشوفه ، رقية اتفاجئت بنشر الفيديو واتكلمت بنبرة ملهوفة :-
انا منشرتش حاجة ومعرفش الفيديو ده نزل ازاي!
_ مسلم بصلها بلا مبالاة ورقية كانت بتحاول تقنع نفسها أن نيرة صاحبتها لا يمكن تعمل كده فيها ، بلعت ريقها وسألت مسلم بفضول :-
انتو عرفتوا منين اني صحفية ؟
_ مسلم رد عليها بتهكم :-
اسمك مكتوب علي الفيديو
_ رقية اتكلمت بعدم اقتناع :-
هو عشان الاسم المكتوب رقية تبقي أنا ؟
_ مسلم بصلها كتير وبعدها رد عليها :-
معرفش هما عرفوا ازاي
_ رقية اتلخبطت وسألته بعدم فهم :-
هما مين ؟
_ مسلم رد عليها باختصار :-
مهران وحازم
_ رقية سألته بتردد :-
طب وانت عرفت ازاي ؟
_ مسلم اتنهد بزهق ورد عليها بملل :-
سمعتك وانتي بتتكلمي مع باباكي مش اسمه سعيد برده!
_ رقية اتفاجئت وبصتله بدهشة :-
انت شوفتنا ازاي أنا معتش فاهمة حاجة ايه اللي اللخبطة دي ؟
_ مسلم سحب نفس ورد عليها وهو بيخرج :-
اعتقد انك لازم ترتاحي الوقتي مش وقت الأسئلة دي
_ مسلم سابها وخرج وهي لحقته ، شدته من دراعه أجبرته يقف ووقفت قصاده وبصتله بتحدي :-
انت لازم تحكيلي كل حاجة أنا مش هرتاح قبل ما اعرف
_ مسلم بصلها بخنقة ونفخ بصوت عالي :-
أوف منك
_ رقية لوهلة ضحكت جامد علي منظره ، مسلم بصلها وهو مش فاهم سبب ضحكها بس كان مستمتع جدا بضحكها اللي خطف قلبه ، حاول يوقفها بحدة عشان ميضعفش قدامها وقال :-
ده وقت ضحك؟
_ رقية اخيراً سيطرت علي ضحكها وبصتله بتوسل :-
عشان خاطري احكيلي كل حاجة أنا مش بحب اكون متلخبطة ومش فاهمة حاجة كده
_ مسلم بصلها بتأثر لنبرتها الرقيقة وبعد عنها ، قعد علي أقرب كنبه قابلته وبعد مدة بدأ كلامه :-
كنت نازل أديلك الاكل وشوفتك وانتي بتركبي تاكسي ، قلقت لما شوفتك لوحدك وخصوصاً أنك بتمشي بصعوبة روحت وراكي عشان لو احتجتي حاجة ووقتها سمعت كل اللي قولتيه وكنت ناوي لك علي نية وحشة اوي بس كلامك غفرلك
_ رقية ضيقت عيونها عليه وسألته باستفسار :-
كلام! كلام ايه ؟
_ مسلم بصلها جامد وقال :-
افتكري انتي قولتي عليا ايه وقتها
_ رقية بصت في الأرض بإحراج لما افتكرت تصريحها بحبه لوالدها ، مسلم سحب نفس وحكي لها عرف ازاي أنهم هيأذوها وهي سألته باهتمام :-
وهما بعدوك ليه عشان ياخدوني ليه مش وانت موجود ؟
_ مسلم قام وقف واتكلم بنبرة جامدة :-
أظن أنا فهمتك اللي عايزة تفهميه كفاية أسئلة لغاية كده انا ورايا مشوار هعمله واجيلك
_ رقية قامت وقفت بخوف هو لاحظه وقالت :-
متسبنيش لوحدي هنا
_ مسلم رد عليها يطمنها :-
محدش يعرف مكان البيت وانا مش هتاخر
_ سحب نفس وقال بتردد :-
ممكن القميص
_ رقية بصتله باستنكار وهو فهم اللي ورا نظراتها ووضح :-
هتلاقي عندك تيشيرت في الدولاب صغير عليا إلبسيه وهاتيلي القميص
_ رقية دخلت الأوضة وغيرت ورجعت له القميص ، كانت بتبصله وعيونها بتتوسله أنه ميسيبهاش بس مقدرتش تمنعه ، مسلم سابها ومشي وهي دخلت الأوضة ونامت علي السرير والمشاهد بتتعاد في عقلها
_ عيطت جامد علي اللي حصلها ، لو مكنش مسلم لحقها كان هيحصل لها ايه ؟ أكيد كانت هتكون زي فادية ..
_ غمضت عيونها وهي بتحاول تنسي اللي حصل بس فشلت ، كانت حاسة بوجع شديد في كل جسمها وفشلت تنام بسببه ، عدلت نومتها ونفخت بضيق وهي مش عارفة لا تنام ولا تبطل تفكير في اللي حصلها
__________________________________________
مهران قاعد على مكتبه وهو على اخره بيفكر هيعمل معاهم ايه ، بص لرجالته وأمرهم :-
تجيبولي البت دي حتى لو كانت التمن حياة الزفت اللي اسمه مسلم ده فاهمين
_ واحد من رجالته رد عليه :-
أوامرك بس هنلاقيهم فين؟
_ مهران بص في الفراغ قدامه ورد عليه بجمود :-
مفيش غير مكان واحد هيكون فيه دلوقتي
_ مهران بلغ رجالته بالعنوان وخرج بره مكتبه بص للدكتور اللي بيخيط دياب :-
كل ده بتخيط فيه
_ الدكتور رد عليه وهو بيخيط اخر غرزه :-
اخد غرز كتير
_ مهران هز راسه باستنكار وبص لدياب بلوم :-
على الله تكون مرتاح لما نروح في داهيه من ورا عملتك دي
_ حازم قاطعهم بحده :-
ده الود ودي كنت قمت قتلته مش أحن واخلي التاني يمشي بالبت قدامي بسببه
_ مهران بص لحازم بحدة وهو نايم على الكنبه واندفع فيه :-
إياك أسمعك تتكلم عن اخوك كده تاني وبعدين بدل ما انت فارد علينا عضلاتك كده متشطرتش عليه ليه بدل ما انت ملقح مش قادر تصلب طولك
_ حازم لفت وشه بعيد عن مهران بعدم اعجاب لكلامه ، مهران بص للدكتور وقاله :-
شوفلنا الاخ ده كمان ماله
_ الدكتور قرب من حازم وبعد محاولات معاه يحرك دراعه وفشل ، بص لمهران بأسف :-
عنده كسر في دراعه اليمين وكدمات جامده هتروح مع الوقت
_ مهران ضرب كف على كف وهو مش مصدق اللي بيحصل واتوعد لمسلم بأشر انتقام
__________________________________________
مسلم رجع ومعاه آكل وعلاج لرقية ، استغرب عدم وجودها في المكان ، دخل الأوضة بهدوء ولقاها قاعد علي السرير حاضنه رجليها بايدها ، قرب منها وناولها العلاج
_ رقية سألته باستفسار :-
ايه ده؟
_ مسلم اتنهد ورد عليها وهو بيطلع العلاج من الشنطة :-
ده مرهم للكدمات ودا مسكن لأنك مش هتستحملي الوجع كمان كام ساعة
_ رقية اتكلمت بتلقائية :-
انا فعلاً مش قادرة والوجع بيزيد كل دقيقة عن اللي قبلها
_ مسلم رد عليها بثقة :-
ده طبيعي هتفضلي كدا يومين بالكتير
_ رقية خدت منه العلاج وبصتله بإمتنان :-
شكراً
_ مسلم رد عليها وهو خارج :-
خلصي وتعالي كلي جايب آكل
_ مسلم خرج وقفل الباب وراه ، رقية ابتسمت لاهتمامه واخدت المسكن ودهنت المرهم وخرجت برا ، كان مسلم مجهز الاكل علي الطرابيزة قعدت جنبه بإحراج وهو حس بخجلها وحاول يشيل الاحراج منها :-
ممكن أدخل جوا عشان تاكلي براحتك
_ رقية ردت عليه برفض :-
لا لا هاكل خليك هنا
_ بدأوا ياكلوا في جو صامت قاطعته رقية بسؤالها :-
ده بيتك ؟
_ مسلم هز راسه بتأكيد وهي كملت اسئلتها بفضول :-
ليه يكون عندك بيت بعيد عن أهلك وانت اصلا مش مرتبط
_ مسلم اتنهد بزهق لأسئلتها اللي مش بتخلص ورد عليها بفتور :-
كنت مأجرها ايام الجامعه وليا فيها ذكريات كتير فاشتريتها ، ها فيه أسئلة تانية ؟
_ رقية كملت اسئلتها من غير تاخد بالها أنه زهق :-
هو ده المكان اللي أميرة قالت أنك بتختفي فيه ؟
_ مسلم بصلها جامد وقال :-
شششش
_ رقية بصتله باستنكار لاسلوبه واتكلمت بنرفزة :-
اتكلم معايا باسلوب أحسن من كدا
_ مسلم بصلها بغيظ ومال عليها حط ايده علي فمها :-
شش اسمعي
_ رقية اتفاجئت بحركته وكانت هتعارضه بس سكتت لما سمعت صوت حركة من ورا الباب ، بصت لمسلم وهي مرعوبة وهو شاورلها متتكلمش ، قام وقف ومد لها أيده ودخل المطبخ فتح الباب الخلفي ودخل اوضة نومه
_ وقف رقية في زاوية فاضية بين الدولاب والحيطة وهو ملحقش يقف في مكان تاني بسبب دخول رجالة مهران ، أضطر يقف قدام رقية كأنهم شخص واحد عشان ميظهرش للي هيدخل الاوضة
_ أتمني خططته تنجح وتمشي زي ما رتب لها ، رجالة مهران دوروا في كل البيت عليهم ، واحد منهم كلم مهران وقاله :-
هربوا يا ريس
_ مهران اندفع فيه بغضب :-
يعني ايه هربوا اومال انتوا لزمتكم ايه مش عارفين تمسكوا حتة بت!
_ رد عليه يفهمه تخمينه :-
البيت له بابين وهما غالباً لما سمعوا صوتنا خرجوا من الباب التاني
_ مهران زعق فيه جامد :-
يا فرحتي بيكم ، انزلوا دوروا عليهم متسيبوش شبر واحد أكيد لسه مبعدوش
_ رد عليه بطاعة :-
أمرك يا ريس
_ الرجالة انسحبوا من البيت ومسلم فتح عيونه واتنهد براحة ، بص لرقية اللي كانت مرعوبة وماسكه في قيمصه بطريقة عفوية عجبته ، حس برجفة جسمها بسبب قربه منها ، سرح في ملامحها وفي في الوضع اللي هما عليه ..
_ بلع ريقه واتكلم بصوت مهزوز :-
خليكي هنا هنأكد أنهم مشوا
_ مسلم خرج برا وقفل الابواب ورجع لها :-
تعالي مشوا خلاص
_ رقية بصت له والرعب مرسوم علي ملامحها وسألته بتردد :-
إحنا هنعمل ايه بعد ما عرفوا مكانا؟
_ مسلم بصلها ورد عليها بفتور :-
إحنا مين انتي هترجعي لأهلك واخوكي يبقي يحميكي هو بقا
_ رقية بصتله بعتاب واتكلمت باهتمام :-
طب وانت هتعمل ايه ؟
_ مسلم نفخ بضيق ورد عليها بهجوم :-
ملكيش دعوة بيا أنا في الآخر منهم وشبههم
_ رقية قربت منه واتكلمت بثقة :-
انت منهم آه بس مش شبههم!
_ مسلم ضحك بتهكم وقال :-
لأ شبههم ونفس وساختهم
_ رقية هاجمته باعتراض :-
انت بتعمل شبههم بس انت مختلف
_ مسلم بصلها جامد وهو مش مصدق الثقة اللي بتتكلم بيها :-
انتي جايبة الثقة دي كلها منين ؟
_ رقية سحبت نفس وردت عليه بحماس :-
عشان انا شوفت اللي يأكدلي أنك غيرهم ، شوفتك وانت خارج من الجامع في وقت متأخر يمكن عشان محدش يشوفك بس في الآخر بتدخل الجامع ، وشوفتك وانت واقف إمام بالناس ووانت بتصلي في المخزن ، انت حميتني من الحرامي اللي دخل عليا وانقذتني من اتهام دلال ليا بالسرقة ، كنت بتحميني كل مرة من حازم وآخرهم كان النهاردة ، تفتكر فيه انسان وحش هيكون كده ؟
_ مسلم اتعصب جامد عليها وحاول يعارض كلامها :-
مش صح ، أنا عملت كل ده عشان_____
_ مسلم سكت ومعرفش يبرر مواقفه وهي ضحكت واتكلمت بفرحة :-
شوفت مش لاقي حاجة ترد بيها عليا
_ مسلم قرب منها جامد وهي اترعبت من قربه واندفع فيها :-
شوفتي بتخافي مني إزاي لو مكنتيش عارفة اني شبههم و ممكن أأذيكي مكنتيش خوفتي مني زي ما بتخافي منهم
_ رقية هزت راسها بنفي واتكلمت بنبرة متحشرجة :-
انا مش خايفة منك
_ مسلم زعق فيها بعلو صوته :-
لأ خايفة ، تيجي نجرب ونشوف
_ رقية بصتله وهي مش فاهمة كلامه واتفاجئت بيه بيدفعها علي السرير ، قلبها اتقبض بخوف شديد بس حاولت تتحلي بالشجاعة عشان تثبت له انها مش خايفة منه ..
_ مسلم قرب منها جامد وسمح لنفسه يقرب وبشكل عنيف رقية مكنتش مستحملاه ، قاومت شعورها بالألم عشان يثق فيها ويعرف انها مش خايفة منه
_ مسلم هدي تدريجياً ولماسته بقت حنونة وناعمة ، رقية دابت بين أيديه ونست نفسها معاه ، باسها برقة مبالغة كأنه بيتأسف لها عن اللي عمله من ثواني ، حاول يبعد عنها عشان ميضعفش بس هي رفضت تبعده وهمست له بضعف :-
بحبك
_ مسلم مقدرش يمنع نفسه عنها بعد اعترافها بحبه وقرب منها تاني بشغف كبير ، رقية بادلته شعوره معاها وسمحت لأيدها تدخل بين خصلات شعره بطريقة عفوية جننت مسلم وحس أن قوته بتنهار بسببها ..
_ مسلم بعد عنها وهي همست له بعتاب :-
متبعدش
_ مسلم هز راسه برفض ورد عليها من بين أنفاسه المضطربة :-
مينفعش لازم أبعد
_ مسلم سابها وخرج وهو مش عارف يسيطر علي مشاعره في اللحظه دي ، اكيد لو قعد دقيقة واحدة في البيت هيحصل مالا يحمد عقباه ..
_ سحب نفس وهرب منها ومن نفسه برا البيت ، رقية عدلت نومتها مجرد ما سمعت صوت الباب بيتقفل ، حاولت تظبط أنفاسها اللي زادت بصورة غريبة بس فشلت
_ مشاعر غريبة عصفت بيها في اللحظة دي مقدرتش تخرج منها بسهولة ، نامت تاني علي السرير وبصت للسقف ،وهي بتعيد اللي حصل وضحكت بعفوية ، خبت وشها بإيدها وهي حاسة بإحراج شديد وفرحة غريبة جواها ..
__________________________________________
مسلم رجع لما النهار طلع ، رقية جرت علي الباب لما سمعت صوته ، استغربت تصرفاته الغريبة وخمنت أنه سكران بسبب أنه مش قادر يقف كويس ، بصتله جامد وقالت :-
في ايه مالك انت سكران ؟
_ مسلم رد عليها بنبرة تايهة :-
س س سكران ايييه أنا مش بشرب الحاجات دي
_ رقية اتأكدت من ظنونها لما شافت تقل لسانه وقالت بتهكم :-
لا ماهو واضح
_ مسلم رمي نفسه عليها وهي ساعدته يدخل اوضته ، نيمته علي السرير وبصتله لمدة وقالت :-
يعني انت مش فايق الوقتي صح ؟
_ مسلم رد عليها بتوهان وهو مغمض عيونه :-
انا فايق اوي
_ ثواني وكان غايب عن الوعي ، رقية نادت عليه اكتر من مرة بس مردش عليها ، ضحكت بمكر وهي بترسم في خيالها اللي نفسها تجربه معاه ..
_ قربت منه ولمست وشه بايدها وقالت :-
يعني أنا لو عملت اي حاجة الوقتي هتقوم مش فاكرها!
_ ضحكت جامد وقربت منه جامد تتأكد لآخر مرة أنه مش فايق ، حطت راسها علي صدره وحاوطته بإيدها ، ضمته جامد وهي مغمضة عيونها وسابت نفسها تستمتع باللحظة دي
_ قد ايه لحظة عظيمة وشعور الامان وهي في حضنه حلو اوي ، رفعت راسها وبصتله وقالت بتمني :-
يسلام لو كنت صاحي وحاضني برضاك
_ مشت أيدها علي وشه ، حضنته تاني بقوة أكبر عن الاول ، اتنهدت براحة كبير حاسة بيها ، ضحكت علي نفسها وبصتله تكتشف ملامحه عن قرب من غير احراج ولا خوف من نظراته وبدأت تغني بصوتها وهي بتمشي أيدها علي دقنه :-
وحياة عينيك وفداها عنيا انا بحبك قد عنيا
لا قد روحي لا لا شوية طب قد عمري برده شوية
حيرتني توهتني غلبتني وياك كده ليه
نستني كنت هقولك ايه
آه
وحياة عينيك وفداها عنيا انا بحبك قد عنيا
ولا حد قابلك فتعالي قلبي
ولا حد بعدك يملي عنيا يا عنيا
_ رقية قامت وقفت واخدت قميصه وبدأت ترقص معاه كأنه هو اللي بيرقص معاها وكملت غُني :-
كنت بخاف من حبك لحبايبك لكن غصب عني قلبي عملها وحبك
مقدرشي محبكشي وحياتك مقدرشي
_ قربت منه وهي بتغني :-
في ايدك قوة تهد جبال في ايدك قوة
وعليك صبر وطولة بال وعنيك حلوة
مقدرشي محبكشي وحياتك مقدرشي
_ ضحكت جامد علي نفسها وانحنت عليه باسته برقة من خده ونامت في حضنه ..
__________________________________________
_ رقية صحت وحمدت ربنا أن مسلم لسه نايم ، قامت بسرعة وخرجت برا كان عندها فضول تستكشف البيت ، اتفرجت علي كل تفاصيله وأعجبت بذوقه جدا ، واخيرا رجعت لاوضة مسلم تاني
_ فتحت درج الكومود بفضول وطلعت منه البوم صور ، ضحكت بعفوية لما شافت مراحل اعمار مسلم ، صورة وقعت من الالبوم وهي انحنت جابتها..
_ اتصدمت لما شافتها وعيونها وسعت بذهول شديد ، ضربات قلبها زادت وهي مش فاهمة الصورة دي بتعمل ايه هنا ؟
_ حست بحركة وراها التفتت وبصت لمسلم بنفس الصدمة المرسومة علي وشها وقربت منه الصورة وسألته بتردد :-
مين دي ؟ حبيبتك!
_ مسلم شد منها الصور بغضب واندفع فيها بعصبية مبالغة :-
انتي ازاي تسمحي لنفسك تدوري في خصوصايتي ؟
_ قام خرج برا وهو علي آخره ، رقية متحركتش من مكانها وهي مش مصدقة اللي شافته ، بعد فترة بسيطة رقية خرجت وراه ووقف قدامه وقالت :-
ممكن ترد عليا وتقولي مين دي ؟
_ مسلم التفت لها وبصلها باستنكار واتكلم بنبرة حادة :-
انا اديتك اكتر من حجمك ولازم لك حد عشان انا قرفت!
_ رقية عيونها لمعت بتأثر وسألته بتردد :-
قرفت! انت اتحولت كده ليه انت كنت امبارح...
_ مسلم قاطعها بصوت عالي :-
غلطة
_ رقية بصت له بصدمة ورددت بعدم تصديق :-
غلطة! انت شايفني رخيصة للدرجة دي عشان تقرب مني وبعدها تقولي غلطة!
_ مسلم نفخ بضيق ورد عليها بجمود :-
واحدة رمت نفسها بين شوية بلطجية عارفة ممكن يعملوا فيها ايه ولما قربت منك بدل ما تبعديني مسكتي فيا كأنك ما صدقتي
_ رقية مستحملتش كلامه وأنفاسها زادت بإضطراب وهي مصدومة من اللي قاله ، حاولت تتماسك قدامه بس غصب عنها دمعة خانتها ونزلت وهي بتقول :-
واحد زبالة زيك أكيد فاكر كل الناس زيه
_ رقية دخلت الأوضة وهي بتحاول تهدي بس مقدرتش وانهارت في العياط ، حطت أيدها علي فمها تمنع صوتها يخرج بس وجعها من كلامه كان اقوي وصوتها وصله وهي بتعيط جامد
_ رقية قربت من السرير وفضلت تضرب فيه بايدها يمكن تطلع غضبها فيه ، مسحت دموعها وخرجت وهي ناوية تمشي من البيت وتقفل صفحته دي بقا ..
_ مسلم لحقها قبل ما تخرج وقفل الباب ، رقية اندفعت فيه بصوت عالي :-
ابعد عني
_ مسلم سحب نفس واتكلم بهدوء :-
راحة فين ؟
_ رقية ردت عليه من غير ما تبصله :-
ملكش دعوة بيا ابعد عني مش طايقة اسمع صوتك
_ مسلم اتردد كتير قبل ما يقولها بس مضطر سحب نفس ونطقها بصعوبة :-
ا آسف
_ رقية بصت له بتهكم واتكلت باشمئزاز :-
انا ابقي رخيصة بجد لو قعدت هنا ساعة كمان
_ مسلم حاول يتحلي بالهدوء قدامها علي عكس طباعه واتكلم بهدوء :-
ياست الكل أنا اللي رخيص وزبالة اهدي بقا وخلينا نفكر ونشوف هنعمل ايه وانا بنفسي هوصلك لأهلك
_ رقية بصتله جامد وهو شجعها :-
ادخلي يلا
_ رقية هزت راسها برفض وتحدي :-
مش هدخل أنا هقف هنا
_ مسلم جاب اخره وسابها ومشي ، قعد علي الكنبة وبصلها :-
هتفضلي واقفة عندك كتير ؟
_ رقية ربعت ايديها ومبصتش نحيته كأنها مسمعتش كلامه ، مسلم اتنهد بارهاق وقال :-
بطلي عِند بقا واقعدي عشان رجلك دي
_ رقية نفخت بنفاذ صبر وبصتله وقالت :-
انا واحدة رخيصة ما صدقت أنك تقرب منها متتكلمش معايا
_ مسلم ضغط علي أسنانه بغضب بيحاول ميطلعوش عليها عشان متعندش معاه اكتر ، سحب نفس واتكلم بنفاذ صبر :-
ياست الكل أنا اللي ما صدقت وقربت منك ها خلاص
_ رقية بصتله باستنكار واتكلمت بنرفزة :-
انت شايفني عيلة قدامك عشان تضحك عليا بالكملتين دول وبعدين ايه ست الكل دي ؟
_ مسلم جاب اخره وسابها ودخل الاوضة عشان ميتعصبش عليها ، رجل رقية وجعتها من كتر الواقفة وبعد تردد قربت من الكنبة وقعدت عليها ، فردت رجليها بتعب شديد ونفخت بضيق لكل اللي بيحصلها ..
_ مسلم خرج وكان متأكد أنه هيلاقيها قاعدة ، ضحك وحاول يداري ضحكته وقرب منها قعد قدامها وقال :-
اخوكي ده هيقدر يحميكي لو رجعتك ليه ؟
_ رقية بصتله باستنكار واتكلمت بتريقة :-
أخويا الظابط! لأ مش هيعرف يحميني انت اللي هتعرف!
_ مسلم لاحظ سخريتها وضيق عيونها عليها لوقت وقال :-
وانا مقدرتش احميكي ولا ايه ده انا من يوم ما شوفتك وانا مش بعمل حاجة اني غير اني بحميكي!
_ رقية رفعت عيونها عليه بتأثر بس محاولش تضعف قدامه وهاجمته بحدة :-
وبتحمي واحدة رخيصة ليه ؟
_ مسلم نفخ بضيق واتكلم بعصبية :-
أوف منك ما بتصدقي تمسكي في الكلام يا ساتر
_ رقية لفتت راسها وقالت :-
انت عارف يعني ايه تعيش معايا لحظة زي امبارح كده وتخليني اعترف لك بحبي وتيجي النهاردة تقولي غلطة! انت خلتني رخيصة فعلا حتي لو أنا مش كده كنت فاكرة أنك مختلف وغيرهم بس انت بتثبت لي انك اسوء منهم
_ رقية سكتت واخدت نفسها وبصتله تاني وقالت :-
انت ازاي قدرت تعمل كده في فادية؟ مشوفتش فيها والدتك!
_ مسلم اتفاجئ بكلامها وبصلها وهو مصدوم ، كان حاسس أنه عريان قدامها بعد تصريحها ، رقية بصتله باشمئزاز وكملت كلامها :-
انت متخيل الحرب اللي أنا عايشة فيها ، المفروض اخاف من اكتر واحد يخوف بس انا اطمنت لك ، المفروض اني ماشية بقاعدة اني لما أحب اختار الانسان المناسب وفي الاخر حبيتك انت! سيبت اهلي عشان اخد حق فادية منك والوقتي مش عارفة حتي أاذيك! سيبتك تقرب مني عشان اثبت لك اني مش خايفة منك وضعفت قدامك واعترفت لك بمشاعري وانت جيت بكل بساطة تقولي غلطة! انت فاهم أنا بعيش ايه ؟ حرب بين عقلي وقلبي بين اه ولأ بين اني اكمل ولا أمشي ، مرة احس انك بتحبني ، تصرفاتك وحنتيك بيقولوا كده ومرة احس انك مش بتكره حد قدي مش فهماك ولا عارفة هوصل معاك لإيه أنا أول مرة ابقي ضعيفة ومتلخبطة واغلط بالشكل ده..
_ رقية حطت أيدها علي وشها وعيطت جامد بسبب أمورها اللي بتتعقد اكتر من الاول ومش عارفة تحلها ازاي ؟
_ حل الصمت لوقت طويل قطعه مسلم بكلامه :-
سبق وقولت لدياب لما اعترف لي بحبه لاميرة لو بتحبها سيبها تعيش حياة نضيفة بعيدة عننا هي تستاهل حد كويس نضيف زيها ، وده اللي أنا بعمله معاكي انتي نضيفة وتستاهلي حد نضيف زيك وانا مع الوقت هكون صفحة واتقفلت زي ما والدك قالك بالظبط
_ رقية بصتله جامد ورددت عليه بامل اتخلق جواها :-
يعني انت بتح...
_ مسلم قاطعها بكلامه :-
صدقيني أنا مهما كنت كويس بس مش هقدر انسي اني كنت في يوم شخص مؤذي وانتي شوفتي بنفسك اللي بيدخل الطريق ده آخرته ايه مش انتي بس اللي العين بقت عليكي ، بعد عملتي امبارح أنا كمان بقيت عدو ليهم وهندخل في سباق ملوش نهاية فأحسن حل أنك ترجعي لأهلك وشغلك والايام هتنسيكي انك كنتي تعرفي حد إسمه مسلم
_ رقية قلبها كان واجعها جدا بسبب كلامه اللي متقبلتوش ، بلعت ريقها وكانت هتعارضه بس هو مدلهاش فرصة وقال :-
قومي لما اوصلك لأهلك
_ رقية بعد وقت عدي عليهم قالتله :-
هسألك سؤال اخير وهمشي من حياتك
_ مسلم كان مخنوق جدا أنه بيبعدها عنه بس ده عشان مصلحتها ، هز راسه بموافقة وهي سالته :-
البنت اللي في الصورة دي حبيبتك ولو هي سابتك ليه ؟
_ مسلم اتنهد بوجع لأنه متكلمش عنها من سنين وقال :-
كنت بحبها ايام الكلية ووقت ما اترفضت هي جتلي وقالتلي أنها هتبعد وبعدت عشان أنا فاشل ومكنتش قد المكانة اللي كانت عايزاني فيها ..
_ رقية بصتله بشفقة واتكلمت تهون عليه حزنه :-
بس انت مفشلتش كان غصب عنك ما يمكن هي محبتكش أصلا
_ مسلم سحب نفس وغير مسار الحوار :-
حاجتك في الاوضة صح ؟
_ رقية هزت راسها بتاكيد وهو طلع موبايله كلم دياب :-
عايز منك خدمة
_ مسلم قفل مع دياب بعد ما طلب منه يجيبله حاجة رقية ، مسلم استغرب نفسه انه كل ده قاعد من غير القميص بتاعه وقام يدور عليه ، لبسه وسأل رقية باستغراب :-
انا قلعت القميص ده امتي ؟
_ رقية عيونها وسعت بذهول وحمحمت بإحراج :-
ها ؟ انت كنت راجع سكران وانت اللي قلعته
_ مسلم قرب منها وضيق عيونه عليها بغموض :-
هو أنا قولت حاجة ؟
_ رقية هزت راسها بنفي وردت عليه :-
لا خالص انت حتي نمت علي طول
_ مسلم هز راسه بتفهم وقعد يستني دياب ، بعد ساعة دياب وصل ومسلم نزل يقابله :-
عامل ايه ؟
_ دياب بصله بتهكم وقال :-
المهم انت عامل ايه رقية كويسة ؟
_ مسلم هز راسه بتأكيد ودياب بص علي البيت وسأله بفضول :-
ده بقا المكان اللي كنت بتسيبنا وتختفي فيه ؟
_ مسلم ضحك له وقال :-
اه هو
_ دياب اتنهد وسأله :-
ناوي تعمل ايه ؟
_ مسلم سحب نفس وبص لفوق ورد عليه بارهاق :-
هرجع رقية لأهلها وافضي لهم بقا
_ دياب بصله بتحذير :-
مش عايز دم يا صاحبي
_ مسلم ضيق عيونه عليه وهاجمه باستنكار لكلامه :-
دم! وانا من أمتي اتعاملت بالدم ؟
_ دياب وضح قصده :-
مش قصدي والله بس اللي جاي مش هيكون سهل أبدا وانا خايف من اللي هيحصل اوي
_ مسلم حط ايده علي كتفه وحاول يطمنه :-
لو حكمت همشي من البلد بس انت متقلقش ، المهم أنا هطلع عشان ألحق أرجعها لأهلها قبل ما أبوك يوصلي تاني
_ دياب هز راسه بتفهم وقبل ما يمشي بص لمسلم وعيونه بتلمع واتكلم بتردد :-
هي خلاص كده أميرة اتخطبت ؟
_ مسلم بصله بشفقة ورد عليه :-
كانت قاعدة تعرف مش اكتر
_ دياب هز راسه ومشي كام خطوة بس مسلم وقفه :-
هجوزهالك يالا
_ دياب ضحك له جامد بفرحة ومسلم سابه وطلع لبيته ، دياب نفسيته اتحسنت بعد كلمة مسلم ومشي والفرحة مش سيعاه ..
_ مسلم بص لرقية وقالها :-
غيري هدومك عشان نمشي
_ رقية بصتله بحزن كبير وهي مش متخيلة أنها خلاص هتبعد عنه والحكاية خلصت بالسرعة دي ، مسلم لاحظ نظراتها عليه وقرب منها وقال :-
مكنتش حابب إن دي تكون النهاية
_ رقية ضيقت عيونها عليه بعدم استيعاب وسألته :-
قصدك ايه ؟
_ مسلم ابتسم بتهكم ورد عليه :-
الفصل الخامس عشر
__________________________________________
رقيه بعدت عنه واتكلمت بنبرة مهزوزه من شده الخوف :-
انا اخر حاجه فاكراها لما..
_ بلعت ريقها وكملت بأسف :-
هدومي اتقطعت هو ممكن يكونوا..
_ مسلم قاطعها بحدة :-
محدش لمسك
_ رقية ضيقت عيونها عليه وسألته باهتمام :-
وانت عرفت منين انت كنت موجود ؟
_ مسلم سحب نفس ورد عليها باختصار :-
لأ
_ رقية قربت منه تاني وسألته وهي بتتعلق في أي أمل يطمنها :-
اومال عرفت ازاي ؟
_ مسلم ضغط علي أسنانه بغضب لأن الكلام في الموضوع ده تقيل علي قلبه وعايز ينهيه بأي طريقة :-
المواضيع دي بتبقي باينة وليها علامات وانتي كنتي قاعدة علي الكرسي بهدومك ومربوطة عشان كده متأكد أن محدش جه جنبك
_ رقية اتنهدت براحة وبصتله بأسف :-
علي كده انت جربتها كتير عشان تبقي خبرة كده!
_ مسلم بصلها كتير وبعد صمت حل لوقت اندفع فيها :-
انا الود ودي كنت سيبتك ليهم بعد ما نشرتي الفيديو
_ رقية ضيقت عيونها عليه وسألته بعدم استعياب :-
فيديو ايه ؟
_ مسلم طلع موبايله من جيبه وفتح الفيديو وقربه منها تشوفه ، رقية اتفاجئت بنشر الفيديو واتكلمت بنبرة ملهوفة :-
انا منشرتش حاجة ومعرفش الفيديو ده نزل ازاي!
_ مسلم بصلها بلا مبالاة ورقية كانت بتحاول تقنع نفسها أن نيرة صاحبتها لا يمكن تعمل كده فيها ، بلعت ريقها وسألت مسلم بفضول :-
انتو عرفتوا منين اني صحفية ؟
_ مسلم رد عليها بتهكم :-
اسمك مكتوب علي الفيديو
_ رقية اتكلمت بعدم اقتناع :-
هو عشان الاسم المكتوب رقية تبقي أنا ؟
_ مسلم بصلها كتير وبعدها رد عليها :-
معرفش هما عرفوا ازاي
_ رقية اتلخبطت وسألته بعدم فهم :-
هما مين ؟
_ مسلم رد عليها باختصار :-
مهران وحازم
_ رقية سألته بتردد :-
طب وانت عرفت ازاي ؟
_ مسلم اتنهد بزهق ورد عليها بملل :-
سمعتك وانتي بتتكلمي مع باباكي مش اسمه سعيد برده!
_ رقية اتفاجئت وبصتله بدهشة :-
انت شوفتنا ازاي أنا معتش فاهمة حاجة ايه اللي اللخبطة دي ؟
_ مسلم سحب نفس ورد عليها وهو بيخرج :-
اعتقد انك لازم ترتاحي الوقتي مش وقت الأسئلة دي
_ مسلم سابها وخرج وهي لحقته ، شدته من دراعه أجبرته يقف ووقفت قصاده وبصتله بتحدي :-
انت لازم تحكيلي كل حاجة أنا مش هرتاح قبل ما اعرف
_ مسلم بصلها بخنقة ونفخ بصوت عالي :-
أوف منك
_ رقية لوهلة ضحكت جامد علي منظره ، مسلم بصلها وهو مش فاهم سبب ضحكها بس كان مستمتع جدا بضحكها اللي خطف قلبه ، حاول يوقفها بحدة عشان ميضعفش قدامها وقال :-
ده وقت ضحك؟
_ رقية اخيراً سيطرت علي ضحكها وبصتله بتوسل :-
عشان خاطري احكيلي كل حاجة أنا مش بحب اكون متلخبطة ومش فاهمة حاجة كده
_ مسلم بصلها بتأثر لنبرتها الرقيقة وبعد عنها ، قعد علي أقرب كنبه قابلته وبعد مدة بدأ كلامه :-
كنت نازل أديلك الاكل وشوفتك وانتي بتركبي تاكسي ، قلقت لما شوفتك لوحدك وخصوصاً أنك بتمشي بصعوبة روحت وراكي عشان لو احتجتي حاجة ووقتها سمعت كل اللي قولتيه وكنت ناوي لك علي نية وحشة اوي بس كلامك غفرلك
_ رقية ضيقت عيونها عليه وسألته باستفسار :-
كلام! كلام ايه ؟
_ مسلم بصلها جامد وقال :-
افتكري انتي قولتي عليا ايه وقتها
_ رقية بصت في الأرض بإحراج لما افتكرت تصريحها بحبه لوالدها ، مسلم سحب نفس وحكي لها عرف ازاي أنهم هيأذوها وهي سألته باهتمام :-
وهما بعدوك ليه عشان ياخدوني ليه مش وانت موجود ؟
_ مسلم قام وقف واتكلم بنبرة جامدة :-
أظن أنا فهمتك اللي عايزة تفهميه كفاية أسئلة لغاية كده انا ورايا مشوار هعمله واجيلك
_ رقية قامت وقفت بخوف هو لاحظه وقالت :-
متسبنيش لوحدي هنا
_ مسلم رد عليها يطمنها :-
محدش يعرف مكان البيت وانا مش هتاخر
_ سحب نفس وقال بتردد :-
ممكن القميص
_ رقية بصتله باستنكار وهو فهم اللي ورا نظراتها ووضح :-
هتلاقي عندك تيشيرت في الدولاب صغير عليا إلبسيه وهاتيلي القميص
_ رقية دخلت الأوضة وغيرت ورجعت له القميص ، كانت بتبصله وعيونها بتتوسله أنه ميسيبهاش بس مقدرتش تمنعه ، مسلم سابها ومشي وهي دخلت الأوضة ونامت علي السرير والمشاهد بتتعاد في عقلها
_ عيطت جامد علي اللي حصلها ، لو مكنش مسلم لحقها كان هيحصل لها ايه ؟ أكيد كانت هتكون زي فادية ..
_ غمضت عيونها وهي بتحاول تنسي اللي حصل بس فشلت ، كانت حاسة بوجع شديد في كل جسمها وفشلت تنام بسببه ، عدلت نومتها ونفخت بضيق وهي مش عارفة لا تنام ولا تبطل تفكير في اللي حصلها
__________________________________________
مهران قاعد على مكتبه وهو على اخره بيفكر هيعمل معاهم ايه ، بص لرجالته وأمرهم :-
تجيبولي البت دي حتى لو كانت التمن حياة الزفت اللي اسمه مسلم ده فاهمين
_ واحد من رجالته رد عليه :-
أوامرك بس هنلاقيهم فين؟
_ مهران بص في الفراغ قدامه ورد عليه بجمود :-
مفيش غير مكان واحد هيكون فيه دلوقتي
_ مهران بلغ رجالته بالعنوان وخرج بره مكتبه بص للدكتور اللي بيخيط دياب :-
كل ده بتخيط فيه
_ الدكتور رد عليه وهو بيخيط اخر غرزه :-
اخد غرز كتير
_ مهران هز راسه باستنكار وبص لدياب بلوم :-
على الله تكون مرتاح لما نروح في داهيه من ورا عملتك دي
_ حازم قاطعهم بحده :-
ده الود ودي كنت قمت قتلته مش أحن واخلي التاني يمشي بالبت قدامي بسببه
_ مهران بص لحازم بحدة وهو نايم على الكنبه واندفع فيه :-
إياك أسمعك تتكلم عن اخوك كده تاني وبعدين بدل ما انت فارد علينا عضلاتك كده متشطرتش عليه ليه بدل ما انت ملقح مش قادر تصلب طولك
_ حازم لفت وشه بعيد عن مهران بعدم اعجاب لكلامه ، مهران بص للدكتور وقاله :-
شوفلنا الاخ ده كمان ماله
_ الدكتور قرب من حازم وبعد محاولات معاه يحرك دراعه وفشل ، بص لمهران بأسف :-
عنده كسر في دراعه اليمين وكدمات جامده هتروح مع الوقت
_ مهران ضرب كف على كف وهو مش مصدق اللي بيحصل واتوعد لمسلم بأشر انتقام
__________________________________________
مسلم رجع ومعاه آكل وعلاج لرقية ، استغرب عدم وجودها في المكان ، دخل الأوضة بهدوء ولقاها قاعد علي السرير حاضنه رجليها بايدها ، قرب منها وناولها العلاج
_ رقية سألته باستفسار :-
ايه ده؟
_ مسلم اتنهد ورد عليها وهو بيطلع العلاج من الشنطة :-
ده مرهم للكدمات ودا مسكن لأنك مش هتستحملي الوجع كمان كام ساعة
_ رقية اتكلمت بتلقائية :-
انا فعلاً مش قادرة والوجع بيزيد كل دقيقة عن اللي قبلها
_ مسلم رد عليها بثقة :-
ده طبيعي هتفضلي كدا يومين بالكتير
_ رقية خدت منه العلاج وبصتله بإمتنان :-
شكراً
_ مسلم رد عليها وهو خارج :-
خلصي وتعالي كلي جايب آكل
_ مسلم خرج وقفل الباب وراه ، رقية ابتسمت لاهتمامه واخدت المسكن ودهنت المرهم وخرجت برا ، كان مسلم مجهز الاكل علي الطرابيزة قعدت جنبه بإحراج وهو حس بخجلها وحاول يشيل الاحراج منها :-
ممكن أدخل جوا عشان تاكلي براحتك
_ رقية ردت عليه برفض :-
لا لا هاكل خليك هنا
_ بدأوا ياكلوا في جو صامت قاطعته رقية بسؤالها :-
ده بيتك ؟
_ مسلم هز راسه بتأكيد وهي كملت اسئلتها بفضول :-
ليه يكون عندك بيت بعيد عن أهلك وانت اصلا مش مرتبط
_ مسلم اتنهد بزهق لأسئلتها اللي مش بتخلص ورد عليها بفتور :-
كنت مأجرها ايام الجامعه وليا فيها ذكريات كتير فاشتريتها ، ها فيه أسئلة تانية ؟
_ رقية كملت اسئلتها من غير تاخد بالها أنه زهق :-
هو ده المكان اللي أميرة قالت أنك بتختفي فيه ؟
_ مسلم بصلها جامد وقال :-
شششش
_ رقية بصتله باستنكار لاسلوبه واتكلمت بنرفزة :-
اتكلم معايا باسلوب أحسن من كدا
_ مسلم بصلها بغيظ ومال عليها حط ايده علي فمها :-
شش اسمعي
_ رقية اتفاجئت بحركته وكانت هتعارضه بس سكتت لما سمعت صوت حركة من ورا الباب ، بصت لمسلم وهي مرعوبة وهو شاورلها متتكلمش ، قام وقف ومد لها أيده ودخل المطبخ فتح الباب الخلفي ودخل اوضة نومه
_ وقف رقية في زاوية فاضية بين الدولاب والحيطة وهو ملحقش يقف في مكان تاني بسبب دخول رجالة مهران ، أضطر يقف قدام رقية كأنهم شخص واحد عشان ميظهرش للي هيدخل الاوضة
_ أتمني خططته تنجح وتمشي زي ما رتب لها ، رجالة مهران دوروا في كل البيت عليهم ، واحد منهم كلم مهران وقاله :-
هربوا يا ريس
_ مهران اندفع فيه بغضب :-
يعني ايه هربوا اومال انتوا لزمتكم ايه مش عارفين تمسكوا حتة بت!
_ رد عليه يفهمه تخمينه :-
البيت له بابين وهما غالباً لما سمعوا صوتنا خرجوا من الباب التاني
_ مهران زعق فيه جامد :-
يا فرحتي بيكم ، انزلوا دوروا عليهم متسيبوش شبر واحد أكيد لسه مبعدوش
_ رد عليه بطاعة :-
أمرك يا ريس
_ الرجالة انسحبوا من البيت ومسلم فتح عيونه واتنهد براحة ، بص لرقية اللي كانت مرعوبة وماسكه في قيمصه بطريقة عفوية عجبته ، حس برجفة جسمها بسبب قربه منها ، سرح في ملامحها وفي في الوضع اللي هما عليه ..
_ بلع ريقه واتكلم بصوت مهزوز :-
خليكي هنا هنأكد أنهم مشوا
_ مسلم خرج برا وقفل الابواب ورجع لها :-
تعالي مشوا خلاص
_ رقية بصت له والرعب مرسوم علي ملامحها وسألته بتردد :-
إحنا هنعمل ايه بعد ما عرفوا مكانا؟
_ مسلم بصلها ورد عليها بفتور :-
إحنا مين انتي هترجعي لأهلك واخوكي يبقي يحميكي هو بقا
_ رقية بصتله بعتاب واتكلمت باهتمام :-
طب وانت هتعمل ايه ؟
_ مسلم نفخ بضيق ورد عليها بهجوم :-
ملكيش دعوة بيا أنا في الآخر منهم وشبههم
_ رقية قربت منه واتكلمت بثقة :-
انت منهم آه بس مش شبههم!
_ مسلم ضحك بتهكم وقال :-
لأ شبههم ونفس وساختهم
_ رقية هاجمته باعتراض :-
انت بتعمل شبههم بس انت مختلف
_ مسلم بصلها جامد وهو مش مصدق الثقة اللي بتتكلم بيها :-
انتي جايبة الثقة دي كلها منين ؟
_ رقية سحبت نفس وردت عليه بحماس :-
عشان انا شوفت اللي يأكدلي أنك غيرهم ، شوفتك وانت خارج من الجامع في وقت متأخر يمكن عشان محدش يشوفك بس في الآخر بتدخل الجامع ، وشوفتك وانت واقف إمام بالناس ووانت بتصلي في المخزن ، انت حميتني من الحرامي اللي دخل عليا وانقذتني من اتهام دلال ليا بالسرقة ، كنت بتحميني كل مرة من حازم وآخرهم كان النهاردة ، تفتكر فيه انسان وحش هيكون كده ؟
_ مسلم اتعصب جامد عليها وحاول يعارض كلامها :-
مش صح ، أنا عملت كل ده عشان_____
_ مسلم سكت ومعرفش يبرر مواقفه وهي ضحكت واتكلمت بفرحة :-
شوفت مش لاقي حاجة ترد بيها عليا
_ مسلم قرب منها جامد وهي اترعبت من قربه واندفع فيها :-
شوفتي بتخافي مني إزاي لو مكنتيش عارفة اني شبههم و ممكن أأذيكي مكنتيش خوفتي مني زي ما بتخافي منهم
_ رقية هزت راسها بنفي واتكلمت بنبرة متحشرجة :-
انا مش خايفة منك
_ مسلم زعق فيها بعلو صوته :-
لأ خايفة ، تيجي نجرب ونشوف
_ رقية بصتله وهي مش فاهمة كلامه واتفاجئت بيه بيدفعها علي السرير ، قلبها اتقبض بخوف شديد بس حاولت تتحلي بالشجاعة عشان تثبت له انها مش خايفة منه ..
_ مسلم قرب منها جامد وسمح لنفسه يقرب وبشكل عنيف رقية مكنتش مستحملاه ، قاومت شعورها بالألم عشان يثق فيها ويعرف انها مش خايفة منه
_ مسلم هدي تدريجياً ولماسته بقت حنونة وناعمة ، رقية دابت بين أيديه ونست نفسها معاه ، باسها برقة مبالغة كأنه بيتأسف لها عن اللي عمله من ثواني ، حاول يبعد عنها عشان ميضعفش بس هي رفضت تبعده وهمست له بضعف :-
بحبك
_ مسلم مقدرش يمنع نفسه عنها بعد اعترافها بحبه وقرب منها تاني بشغف كبير ، رقية بادلته شعوره معاها وسمحت لأيدها تدخل بين خصلات شعره بطريقة عفوية جننت مسلم وحس أن قوته بتنهار بسببها ..
_ مسلم بعد عنها وهي همست له بعتاب :-
متبعدش
_ مسلم هز راسه برفض ورد عليها من بين أنفاسه المضطربة :-
مينفعش لازم أبعد
_ مسلم سابها وخرج وهو مش عارف يسيطر علي مشاعره في اللحظه دي ، اكيد لو قعد دقيقة واحدة في البيت هيحصل مالا يحمد عقباه ..
_ سحب نفس وهرب منها ومن نفسه برا البيت ، رقية عدلت نومتها مجرد ما سمعت صوت الباب بيتقفل ، حاولت تظبط أنفاسها اللي زادت بصورة غريبة بس فشلت
_ مشاعر غريبة عصفت بيها في اللحظة دي مقدرتش تخرج منها بسهولة ، نامت تاني علي السرير وبصت للسقف ،وهي بتعيد اللي حصل وضحكت بعفوية ، خبت وشها بإيدها وهي حاسة بإحراج شديد وفرحة غريبة جواها ..
__________________________________________
مسلم رجع لما النهار طلع ، رقية جرت علي الباب لما سمعت صوته ، استغربت تصرفاته الغريبة وخمنت أنه سكران بسبب أنه مش قادر يقف كويس ، بصتله جامد وقالت :-
في ايه مالك انت سكران ؟
_ مسلم رد عليها بنبرة تايهة :-
س س سكران ايييه أنا مش بشرب الحاجات دي
_ رقية اتأكدت من ظنونها لما شافت تقل لسانه وقالت بتهكم :-
لا ماهو واضح
_ مسلم رمي نفسه عليها وهي ساعدته يدخل اوضته ، نيمته علي السرير وبصتله لمدة وقالت :-
يعني انت مش فايق الوقتي صح ؟
_ مسلم رد عليها بتوهان وهو مغمض عيونه :-
انا فايق اوي
_ ثواني وكان غايب عن الوعي ، رقية نادت عليه اكتر من مرة بس مردش عليها ، ضحكت بمكر وهي بترسم في خيالها اللي نفسها تجربه معاه ..
_ قربت منه ولمست وشه بايدها وقالت :-
يعني أنا لو عملت اي حاجة الوقتي هتقوم مش فاكرها!
_ ضحكت جامد وقربت منه جامد تتأكد لآخر مرة أنه مش فايق ، حطت راسها علي صدره وحاوطته بإيدها ، ضمته جامد وهي مغمضة عيونها وسابت نفسها تستمتع باللحظة دي
_ قد ايه لحظة عظيمة وشعور الامان وهي في حضنه حلو اوي ، رفعت راسها وبصتله وقالت بتمني :-
يسلام لو كنت صاحي وحاضني برضاك
_ مشت أيدها علي وشه ، حضنته تاني بقوة أكبر عن الاول ، اتنهدت براحة كبير حاسة بيها ، ضحكت علي نفسها وبصتله تكتشف ملامحه عن قرب من غير احراج ولا خوف من نظراته وبدأت تغني بصوتها وهي بتمشي أيدها علي دقنه :-
وحياة عينيك وفداها عنيا انا بحبك قد عنيا
لا قد روحي لا لا شوية طب قد عمري برده شوية
حيرتني توهتني غلبتني وياك كده ليه
نستني كنت هقولك ايه
آه
وحياة عينيك وفداها عنيا انا بحبك قد عنيا
ولا حد قابلك فتعالي قلبي
ولا حد بعدك يملي عنيا يا عنيا
_ رقية قامت وقفت واخدت قميصه وبدأت ترقص معاه كأنه هو اللي بيرقص معاها وكملت غُني :-
كنت بخاف من حبك لحبايبك لكن غصب عني قلبي عملها وحبك
مقدرشي محبكشي وحياتك مقدرشي
_ قربت منه وهي بتغني :-
في ايدك قوة تهد جبال في ايدك قوة
وعليك صبر وطولة بال وعنيك حلوة
مقدرشي محبكشي وحياتك مقدرشي
_ ضحكت جامد علي نفسها وانحنت عليه باسته برقة من خده ونامت في حضنه ..
__________________________________________
_ رقية صحت وحمدت ربنا أن مسلم لسه نايم ، قامت بسرعة وخرجت برا كان عندها فضول تستكشف البيت ، اتفرجت علي كل تفاصيله وأعجبت بذوقه جدا ، واخيرا رجعت لاوضة مسلم تاني
_ فتحت درج الكومود بفضول وطلعت منه البوم صور ، ضحكت بعفوية لما شافت مراحل اعمار مسلم ، صورة وقعت من الالبوم وهي انحنت جابتها..
_ اتصدمت لما شافتها وعيونها وسعت بذهول شديد ، ضربات قلبها زادت وهي مش فاهمة الصورة دي بتعمل ايه هنا ؟
_ حست بحركة وراها التفتت وبصت لمسلم بنفس الصدمة المرسومة علي وشها وقربت منه الصورة وسألته بتردد :-
مين دي ؟ حبيبتك!
_ مسلم شد منها الصور بغضب واندفع فيها بعصبية مبالغة :-
انتي ازاي تسمحي لنفسك تدوري في خصوصايتي ؟
_ قام خرج برا وهو علي آخره ، رقية متحركتش من مكانها وهي مش مصدقة اللي شافته ، بعد فترة بسيطة رقية خرجت وراه ووقف قدامه وقالت :-
ممكن ترد عليا وتقولي مين دي ؟
_ مسلم التفت لها وبصلها باستنكار واتكلم بنبرة حادة :-
انا اديتك اكتر من حجمك ولازم لك حد عشان انا قرفت!
_ رقية عيونها لمعت بتأثر وسألته بتردد :-
قرفت! انت اتحولت كده ليه انت كنت امبارح...
_ مسلم قاطعها بصوت عالي :-
غلطة
_ رقية بصت له بصدمة ورددت بعدم تصديق :-
غلطة! انت شايفني رخيصة للدرجة دي عشان تقرب مني وبعدها تقولي غلطة!
_ مسلم نفخ بضيق ورد عليها بجمود :-
واحدة رمت نفسها بين شوية بلطجية عارفة ممكن يعملوا فيها ايه ولما قربت منك بدل ما تبعديني مسكتي فيا كأنك ما صدقتي
_ رقية مستحملتش كلامه وأنفاسها زادت بإضطراب وهي مصدومة من اللي قاله ، حاولت تتماسك قدامه بس غصب عنها دمعة خانتها ونزلت وهي بتقول :-
واحد زبالة زيك أكيد فاكر كل الناس زيه
_ رقية دخلت الأوضة وهي بتحاول تهدي بس مقدرتش وانهارت في العياط ، حطت أيدها علي فمها تمنع صوتها يخرج بس وجعها من كلامه كان اقوي وصوتها وصله وهي بتعيط جامد
_ رقية قربت من السرير وفضلت تضرب فيه بايدها يمكن تطلع غضبها فيه ، مسحت دموعها وخرجت وهي ناوية تمشي من البيت وتقفل صفحته دي بقا ..
_ مسلم لحقها قبل ما تخرج وقفل الباب ، رقية اندفعت فيه بصوت عالي :-
ابعد عني
_ مسلم سحب نفس واتكلم بهدوء :-
راحة فين ؟
_ رقية ردت عليه من غير ما تبصله :-
ملكش دعوة بيا ابعد عني مش طايقة اسمع صوتك
_ مسلم اتردد كتير قبل ما يقولها بس مضطر سحب نفس ونطقها بصعوبة :-
ا آسف
_ رقية بصت له بتهكم واتكلت باشمئزاز :-
انا ابقي رخيصة بجد لو قعدت هنا ساعة كمان
_ مسلم حاول يتحلي بالهدوء قدامها علي عكس طباعه واتكلم بهدوء :-
ياست الكل أنا اللي رخيص وزبالة اهدي بقا وخلينا نفكر ونشوف هنعمل ايه وانا بنفسي هوصلك لأهلك
_ رقية بصتله جامد وهو شجعها :-
ادخلي يلا
_ رقية هزت راسها برفض وتحدي :-
مش هدخل أنا هقف هنا
_ مسلم جاب اخره وسابها ومشي ، قعد علي الكنبة وبصلها :-
هتفضلي واقفة عندك كتير ؟
_ رقية ربعت ايديها ومبصتش نحيته كأنها مسمعتش كلامه ، مسلم اتنهد بارهاق وقال :-
بطلي عِند بقا واقعدي عشان رجلك دي
_ رقية نفخت بنفاذ صبر وبصتله وقالت :-
انا واحدة رخيصة ما صدقت أنك تقرب منها متتكلمش معايا
_ مسلم ضغط علي أسنانه بغضب بيحاول ميطلعوش عليها عشان متعندش معاه اكتر ، سحب نفس واتكلم بنفاذ صبر :-
ياست الكل أنا اللي ما صدقت وقربت منك ها خلاص
_ رقية بصتله باستنكار واتكلمت بنرفزة :-
انت شايفني عيلة قدامك عشان تضحك عليا بالكملتين دول وبعدين ايه ست الكل دي ؟
_ مسلم جاب اخره وسابها ودخل الاوضة عشان ميتعصبش عليها ، رجل رقية وجعتها من كتر الواقفة وبعد تردد قربت من الكنبة وقعدت عليها ، فردت رجليها بتعب شديد ونفخت بضيق لكل اللي بيحصلها ..
_ مسلم خرج وكان متأكد أنه هيلاقيها قاعدة ، ضحك وحاول يداري ضحكته وقرب منها قعد قدامها وقال :-
اخوكي ده هيقدر يحميكي لو رجعتك ليه ؟
_ رقية بصتله باستنكار واتكلمت بتريقة :-
أخويا الظابط! لأ مش هيعرف يحميني انت اللي هتعرف!
_ مسلم لاحظ سخريتها وضيق عيونها عليها لوقت وقال :-
وانا مقدرتش احميكي ولا ايه ده انا من يوم ما شوفتك وانا مش بعمل حاجة اني غير اني بحميكي!
_ رقية رفعت عيونها عليه بتأثر بس محاولش تضعف قدامه وهاجمته بحدة :-
وبتحمي واحدة رخيصة ليه ؟
_ مسلم نفخ بضيق واتكلم بعصبية :-
أوف منك ما بتصدقي تمسكي في الكلام يا ساتر
_ رقية لفتت راسها وقالت :-
انت عارف يعني ايه تعيش معايا لحظة زي امبارح كده وتخليني اعترف لك بحبي وتيجي النهاردة تقولي غلطة! انت خلتني رخيصة فعلا حتي لو أنا مش كده كنت فاكرة أنك مختلف وغيرهم بس انت بتثبت لي انك اسوء منهم
_ رقية سكتت واخدت نفسها وبصتله تاني وقالت :-
انت ازاي قدرت تعمل كده في فادية؟ مشوفتش فيها والدتك!
_ مسلم اتفاجئ بكلامها وبصلها وهو مصدوم ، كان حاسس أنه عريان قدامها بعد تصريحها ، رقية بصتله باشمئزاز وكملت كلامها :-
انت متخيل الحرب اللي أنا عايشة فيها ، المفروض اخاف من اكتر واحد يخوف بس انا اطمنت لك ، المفروض اني ماشية بقاعدة اني لما أحب اختار الانسان المناسب وفي الاخر حبيتك انت! سيبت اهلي عشان اخد حق فادية منك والوقتي مش عارفة حتي أاذيك! سيبتك تقرب مني عشان اثبت لك اني مش خايفة منك وضعفت قدامك واعترفت لك بمشاعري وانت جيت بكل بساطة تقولي غلطة! انت فاهم أنا بعيش ايه ؟ حرب بين عقلي وقلبي بين اه ولأ بين اني اكمل ولا أمشي ، مرة احس انك بتحبني ، تصرفاتك وحنتيك بيقولوا كده ومرة احس انك مش بتكره حد قدي مش فهماك ولا عارفة هوصل معاك لإيه أنا أول مرة ابقي ضعيفة ومتلخبطة واغلط بالشكل ده..
_ رقية حطت أيدها علي وشها وعيطت جامد بسبب أمورها اللي بتتعقد اكتر من الاول ومش عارفة تحلها ازاي ؟
_ حل الصمت لوقت طويل قطعه مسلم بكلامه :-
سبق وقولت لدياب لما اعترف لي بحبه لاميرة لو بتحبها سيبها تعيش حياة نضيفة بعيدة عننا هي تستاهل حد كويس نضيف زيها ، وده اللي أنا بعمله معاكي انتي نضيفة وتستاهلي حد نضيف زيك وانا مع الوقت هكون صفحة واتقفلت زي ما والدك قالك بالظبط
_ رقية بصتله جامد ورددت عليه بامل اتخلق جواها :-
يعني انت بتح...
_ مسلم قاطعها بكلامه :-
صدقيني أنا مهما كنت كويس بس مش هقدر انسي اني كنت في يوم شخص مؤذي وانتي شوفتي بنفسك اللي بيدخل الطريق ده آخرته ايه مش انتي بس اللي العين بقت عليكي ، بعد عملتي امبارح أنا كمان بقيت عدو ليهم وهندخل في سباق ملوش نهاية فأحسن حل أنك ترجعي لأهلك وشغلك والايام هتنسيكي انك كنتي تعرفي حد إسمه مسلم
_ رقية قلبها كان واجعها جدا بسبب كلامه اللي متقبلتوش ، بلعت ريقها وكانت هتعارضه بس هو مدلهاش فرصة وقال :-
قومي لما اوصلك لأهلك
_ رقية بعد وقت عدي عليهم قالتله :-
هسألك سؤال اخير وهمشي من حياتك
_ مسلم كان مخنوق جدا أنه بيبعدها عنه بس ده عشان مصلحتها ، هز راسه بموافقة وهي سالته :-
البنت اللي في الصورة دي حبيبتك ولو هي سابتك ليه ؟
_ مسلم اتنهد بوجع لأنه متكلمش عنها من سنين وقال :-
كنت بحبها ايام الكلية ووقت ما اترفضت هي جتلي وقالتلي أنها هتبعد وبعدت عشان أنا فاشل ومكنتش قد المكانة اللي كانت عايزاني فيها ..
_ رقية بصتله بشفقة واتكلمت تهون عليه حزنه :-
بس انت مفشلتش كان غصب عنك ما يمكن هي محبتكش أصلا
_ مسلم سحب نفس وغير مسار الحوار :-
حاجتك في الاوضة صح ؟
_ رقية هزت راسها بتاكيد وهو طلع موبايله كلم دياب :-
عايز منك خدمة
_ مسلم قفل مع دياب بعد ما طلب منه يجيبله حاجة رقية ، مسلم استغرب نفسه انه كل ده قاعد من غير القميص بتاعه وقام يدور عليه ، لبسه وسأل رقية باستغراب :-
انا قلعت القميص ده امتي ؟
_ رقية عيونها وسعت بذهول وحمحمت بإحراج :-
ها ؟ انت كنت راجع سكران وانت اللي قلعته
_ مسلم قرب منها وضيق عيونه عليها بغموض :-
هو أنا قولت حاجة ؟
_ رقية هزت راسها بنفي وردت عليه :-
لا خالص انت حتي نمت علي طول
_ مسلم هز راسه بتفهم وقعد يستني دياب ، بعد ساعة دياب وصل ومسلم نزل يقابله :-
عامل ايه ؟
_ دياب بصله بتهكم وقال :-
المهم انت عامل ايه رقية كويسة ؟
_ مسلم هز راسه بتأكيد ودياب بص علي البيت وسأله بفضول :-
ده بقا المكان اللي كنت بتسيبنا وتختفي فيه ؟
_ مسلم ضحك له وقال :-
اه هو
_ دياب اتنهد وسأله :-
ناوي تعمل ايه ؟
_ مسلم سحب نفس وبص لفوق ورد عليه بارهاق :-
هرجع رقية لأهلها وافضي لهم بقا
_ دياب بصله بتحذير :-
مش عايز دم يا صاحبي
_ مسلم ضيق عيونه عليه وهاجمه باستنكار لكلامه :-
دم! وانا من أمتي اتعاملت بالدم ؟
_ دياب وضح قصده :-
مش قصدي والله بس اللي جاي مش هيكون سهل أبدا وانا خايف من اللي هيحصل اوي
_ مسلم حط ايده علي كتفه وحاول يطمنه :-
لو حكمت همشي من البلد بس انت متقلقش ، المهم أنا هطلع عشان ألحق أرجعها لأهلها قبل ما أبوك يوصلي تاني
_ دياب هز راسه بتفهم وقبل ما يمشي بص لمسلم وعيونه بتلمع واتكلم بتردد :-
هي خلاص كده أميرة اتخطبت ؟
_ مسلم بصله بشفقة ورد عليه :-
كانت قاعدة تعرف مش اكتر
_ دياب هز راسه ومشي كام خطوة بس مسلم وقفه :-
هجوزهالك يالا
_ دياب ضحك له جامد بفرحة ومسلم سابه وطلع لبيته ، دياب نفسيته اتحسنت بعد كلمة مسلم ومشي والفرحة مش سيعاه ..
_ مسلم بص لرقية وقالها :-
غيري هدومك عشان نمشي
_ رقية بصتله بحزن كبير وهي مش متخيلة أنها خلاص هتبعد عنه والحكاية خلصت بالسرعة دي ، مسلم لاحظ نظراتها عليه وقرب منها وقال :-
مكنتش حابب إن دي تكون النهاية
_ رقية ضيقت عيونها عليه بعدم استيعاب وسألته :-
قصدك ايه ؟
_ مسلم ابتسم بتهكم ورد عليه :-
ينفع اعمل حاجة بس متسأليش بعدها عملت كده ليه ؟
_ رقية هزت راسها بموافقة من غير تردد واتفاجئت بيه بيقرب منها ، مسلم حضنها بكل قوته لدرجة أن رجليها اترفعت من علي الأرض ، رقية كانت حاسة أنها طايرة في السما بعد تصرفه اللي فاجئها
_ مسلم نزلها بهدوء وهمس لها :-
يلا جهزي نفسك
_ رقية رفعت عيونها عليه ودموعها نزلت بحزن وقالتله :-
مش حاسة اني عايزة أرجع أنا مكاني معاك
_ مسلم مشي أيده علي خصلات شعرها بحب وقال :-
مش هينفع ودا لمصلحتك
_ رقية كانت هتعارضه بس مسلم لحقها واتكلم بتوسل :-
متصعبيش الموضوع يا رقية
_ بعد عنها وقال :-
هستناكي تحت لما تجهزي انزلي
_ مسلم سابها ومشي عشان يمنع اي امل هتتعلق بيه ، رقية غيرت هدومها وهي منهارة في العياط ومش قادرة تصدق انها هتبعد عنه ..
_ رقية خلصت ونزلت لمسلم ، وقف تاكسي وركبوا فيه ووصلها لبيت اهلها ، مسلم وقف قصادها وهي اتكلمت من بين عياطها :-
متمشيش..
_ مسلم حاول يخفي خنقته وابتسم لها :-
اشوف وشك علي خير
_ مسلم أصر أنها تطلع بيتها ويطمن عليها قبل ما يمشي ، ركب التاكسي ومشي وملامحه اتحولت تماماً مجرد ما بعد عنها ، حس بشعور غريب عمره ما جربه قبل كدا حس أنه عايز يعيط!
_ رقية هزت راسها بموافقة من غير تردد واتفاجئت بيه بيقرب منها ، مسلم حضنها بكل قوته لدرجة أن رجليها اترفعت من علي الأرض ، رقية كانت حاسة أنها طايرة في السما بعد تصرفه اللي فاجئها
_ مسلم نزلها بهدوء وهمس لها :-
يلا جهزي نفسك
_ رقية رفعت عيونها عليه ودموعها نزلت بحزن وقالتله :-
مش حاسة اني عايزة أرجع أنا مكاني معاك
_ مسلم مشي أيده علي خصلات شعرها بحب وقال :-
مش هينفع ودا لمصلحتك
_ رقية كانت هتعارضه بس مسلم لحقها واتكلم بتوسل :-
متصعبيش الموضوع يا رقية
_ بعد عنها وقال :-
هستناكي تحت لما تجهزي انزلي
_ مسلم سابها ومشي عشان يمنع اي امل هتتعلق بيه ، رقية غيرت هدومها وهي منهارة في العياط ومش قادرة تصدق انها هتبعد عنه ..
_ رقية خلصت ونزلت لمسلم ، وقف تاكسي وركبوا فيه ووصلها لبيت اهلها ، مسلم وقف قصادها وهي اتكلمت من بين عياطها :-
متمشيش..
_ مسلم حاول يخفي خنقته وابتسم لها :-
اشوف وشك علي خير
_ مسلم أصر أنها تطلع بيتها ويطمن عليها قبل ما يمشي ، ركب التاكسي ومشي وملامحه اتحولت تماماً مجرد ما بعد عنها ، حس بشعور غريب عمره ما جربه قبل كدا حس أنه عايز يعيط!