رواية عليا وسليم ( عشقها المستحيل ) الفصل السابع 7 بقلم زينب مصطفي
لفصل السابع
إنقضى أكثر من شهر وأصبحت الدراسه على الابواب وعليا لا ترى سليم الا صدفة ولدقائق معدوده..
لتشعر بانه يتجنبها ويتجنب الوجود معها في مكان واحد فهو يخرج صباحآ قبل إستيقاظ الجميع ويعود بوقت متأخر من الليل بعد خلودهم للنوم
أو هذا ما يعتقده فعليا لايغمض لها جفن قبل إطمئنانها لعودة سليم للمنزل سالمآ .
عليا وهي تنظر لساعة يدها بقلق
= هو اتاخر كده ليه.. النهار قرب يطلع و لسه مرجعش...أعمل ايه
لتقول بصوت قلق
= بس لو تالين كانت هنا ..كانت اتصلت بسليم وطمنتني عليه .. يعني كان لازم تسافر الساحل علشان تحضر لعيد ميلادها ..
لتنفخ بضيق وهي تقول
= دا أنا حتى معيش رقم تليفونه ..
لتقول وقد حسمت أمرها
= أنا هروح أدورعلى نمرة تليفونه في مكتبه وأتصل بيه من تليفون البيت ..بلاش اصحي ماما قسمت دلوقتي وأقلقها..
لتخرج سريعآ من غرفتها وتتوجه للاسفل وتدخل مكتب سليم
لتعبث في أوراقه ..لتجد في درج مكتبه مفكره صغيره مسجل بها كل أرقام التليفونات الخاصه بسليم
لتتنهد براحه وهي تقول
= الحمد لله لقيتها......
لتفاجئ بباب غرفة المكتب يفتح فجأه
وتجد نفسها وجهآ لوجه مع سليم
وبصحبته چومانه التي ترتدي فستان سهره طويل ذهبي اللون و عاري الصدر يلتصق عليها بشده كأنه جلد ثاني لها
لتشهق عليا برعب من شدة المفاجأه وهي تشعر بضربات قلبها تقفز في صدرها بسرعه لتضع يدها على قلبها وكأنها تهدئه
ليتفاجئ سليم الذي كان يرتدي بدلة سهره تكسيدو سوداء أنيقه بوجود عليا بداخل غرفة مكتبه
ليقول باندهاش وقد تفاجئ بها
= عليا !! بتعملي ايه هنا في الوقت المتأخر ده ؟
لتبتلع عليا ريقها بتوتر وهي تشعر بحرج موقفها
= أصل انا مكنش جايلي نوم وفكرت أدور على رقم تليفون تالين علشان أكلمها شويه .....اصل نسيت أخده منها.
ليقول سليم بدهشهة وهو يتقدم منها
= بتدوري على رقم تالين علشان تكلميها في وقت متأخر كده ؟!
لتنظر چومانه بسخرية واحتقار لعليا التي كانت ترتدي بيجامة نوم واسعة تشبه بيجامات الاطفال
لتقول بخبث وهي ترتدي الوجه الملائكي امام سليم
= خلاص پقى يا حبيبي بلاش تكسفها يمكن كانت بتدور على رقم تاني واتكسفت تطلبه منك .
لتغمز بعينيها لعليا بمرح مصطنع وهي تقول..
= الرقم معايا هبقى أدهولك .
لينظر سليم لچومانه باستنكار و عينين مشتعله بنيران الغيره وهو يقول
= رقم ايه اللي بتتكلمي عنه ؟
لتنظر جومانه بخبث لعليا وهي تقول ببرائه
= أقصد رقم سمير طبعا اممممم اكيد كانت بتدور على الرقم عاوزه تكلمه . لتكمل بسخريه..
= علشان التدريب طبعا
ليقبض سليم على يد عليا بقسوه وهو يجذبها اليه بغضب متوحش
= الكلام ده صح كنت بتدوري على رقم سمير ؟
لتقول عليا بخوف وهي تشعر ان قدميها لا تستطيعان حملها
= لا والله العظيم انا كنت بدور على رقم تاني ...
لتتلعثم وهي تقول
= أأقصد.....رقم تالين......
ليقول سليم بقسوة وعدم تصديق ونيران الغيره تشتعل بداخله بقوه وهو يديرها لتواجهه
= ولما انتي عاوزه تكلمي تالين مأخدتيش الرقم مني او من ماما ليه ؟
لترد عليا بارتجاف ..
= اصل ماما قسمت نايمه وانت مكنتش موجود وانا مكنش جايلي نوم قلت اكلمها اتسلى معاها شويه .
ليقول سليم بصوت كالجليد والغيره تسيطر على تفكيره
= عموما تدريبك مش هيكون مع سمير..تدريبك هيكون مع چومانه
لينظر لجومانه بخشونه وهو يقول ...
= چومانه تدريب عليا هيكون عليكي وعاوز تدريبها يبتدي من الصفر زي اصغر موظف ومن غير أي مجاملات .
لتقول جومانه بتأكيد وهي تنظر لعليا بشماته
= شور يا حبيبي انت اكتر واحد عارف اني معنديش مجاملات في الشغل .
لينظر لعليا بجمود وهو يتعمد اهانتها
= اتفضلي اطلعي على أوضتك... وياريت كضيفه هنا تبقى تستأذني قبل ماتدخلي مكان ميخصكيش .
لتشعر عليا بانها على وشك البكاء امامهم
لتجري سريعا خارج الغرفه وسط نظرات سليم القاسيه و نظرات چومانه الشامتة .
لتقول چومانه وهي تحاول احتضان سليم من الخلف ..وهو ينظر بشرود لباب المكتب الذي خرجت منه عليا باكيه
=خلاص يا حبيبي متضيقش نفسك هي كده عرفت حدودها..انت عارف الفلاحين دول ميعرفوش حاجه عن الاتيكيت و الخصوصيه واكيد ترحيب طنط قسمت المبالغ فيه خلاها تتصرف كأنه بيتها
ليقوم سليم بالتخلص من يديها التي تحاول احتضانه بعنف وهو يقول بغضب
= چومانه ياريت تلتزمي حدودك ومتدخليش في الي ميخصكيش
اولآ البيت ده بيت عليا قبل مايكون بيتي ولو كان على الكلام اللي سمعتيني بقوله لها فده علشان تفهم انها غلطت مش اكتر .
ليتابع بسخريه..
= وبعدين الفلاحين اللي مش عاجبينك دول يبقوا اهلي يعني انا فلاح ابن فلاح فغلطك فيهم كأنك بتغلطي فيا و ده انا مسمحش بيه .
لترد چومانه بتوتر وقد استشعرت خطأها
= أكيد مقصدش يا حبيبي انا عارفه ان عليا بنت عمك و زي اختك بالظبط انا بس كنت بحاول اهديك مش اكتر .
ليتنهد سليم بضيق وهو يقول
= طب اتفضلي اطلعي نامي علشان هنسافر بكره من بدري للساحل .
لتقترب جومانه بدلال منه تقبله على وجنته
وهي تقول بخبث تنتظر رد فعله
= حاضر... انا بلغت طنط قسمت اني هقعد معاكوا هنا شويه علشان متخنقه مع ماما.. جيبالي عريس ومصممه اني أوافق عليه .
ليقول سليم بشرود وهو يفكر بعليا وخروجها الباكي
= بتقولي حاجه ؟؟
لتقول چومانه بغيظ من تجاهله لها
= بقول تصبح على خير ..
لتهمس بشراسه وهي تصعد لغرفتها
= ماشي يا عليا لا انا لا انتي ..مبقاش چومانه النويري ان مكنتش اخليه يطردك زي الكلاب.. مش انا اللي اسمح لحتة فلاحه تهد كل الي بخطط له من سنين .
لتدخل غرفتها وهي تخطط لأزاحة عليا من طريق وصولها لسليم وثروته .
**********
في الصباح........
تناول سليم قهوته بصحبة چومانه وقد استعدوا للسفر للساحل للاحتفال بعيد ميلاد تالين هناك
لتدخل والدته الغرفة وهي تتنهد بتعب
= برضه مش راضيه تجهز علشان تسافر.. بتقول هتتصل بتالين تهنيها بالتليفون.. مش فاهمه ايه اللي غير رأيها دي كانت فرحانه انها هتسافر الساحل لتالين .
لتردف بترجي ...
= اطلع لها انت ياسليم وحاول تقنعها
هي مبتسمعش كلام حد غيرك
لتعترض چومانه بضيق
= خلاص ياطنط هي حره ..معقول يعني سليم هيترجاها علشان تيجي.. احنا ورانا سفر ومش فاضيين لدلعها الفارغ ده .
ليتجاهل سليم حديثها ويقول لوالدته بهدوء
= انا هطلع لها ياريت لو سمحتي ياماما تخلي حد يجهز كام ساندوتش ناخدهم معانا على اما انزل .
لتنظر له والدته بفرح
=حاضر يا حبيبي ربنا يخليك لينا يارب .
ليصعد لغرفة عليا ..لتحاول چومانه الصعود معه..ليمنعها سليم من مرافقته وهو يقول بحسم..
= انا هكلمها لوحدي ..ياريت انتي تجهزي علشان هنسافر علطول .
ليتركها ويتجه لغرفة عليا دون انتظار لردها .
لتنظر چومانه لظهره بحقد وهي تقول
= ماشي يا سليم انت والفلاحه بتاعتك مبقاش چومانه النويري ان ما مسحتها من حياتك مسح .
في نفس التوقيت
يقوم سليم بالدخول لغرفة عليا بدون استأذان
ليجدها تجلس علي كرسي مواجه لنافذه الغرفة وهي تضم ساقيها بيديها وتستند برأسها عليهم وتنظر بشرود في اللا شئ
لينادي عليها بصوت هادئ
= عليا...
لتتجاهله وهي مازالت تنظر للناحيه الاخرى
لينادي عليها سليم مره اخرى بصوت اكثر قوه وهو يستشعر تجاهلها له
= عليا مش بكلمك مبترديش ليه
لتنظر له عليا بعينين منتفختين من كثرة البكاء وهي تقول بغضب
= انا حره ارد مردش انا حره..
لتنهض فجأه عن كرسيها وتواجه بغضب
= وبعدين انت ازاي تدخل اوضتي من غير استأذان .
لتردف بمراره
=ولا عشان انا ضيفه زي ما بتقول يبقى تدخل وتخرج زي ما انت عاوز لا انا......
لتفاجأ به يضع يده على فمها يمنعها من استكمال الحديث لترفع عينيها تقابل عينيه بدهشه وحيره وهي تشعر وكأن تيار كهربي يخترقها لترتعش وترتعش شفتيها تحت يده
ليتوه سليم في بحور عينيها وهو يشعر بمشاعر مختلفة تجتاحه بقوه.. الندم الشديد لتسببه ببكائها وحزنها ..والرغبه الشديده في احتضانها وامتصاص الحزن الذي تسبب به لها ..و رغبته الجارفه في الذوبان فيها وتقبيلها بقوه ليتذوق شهد شفتيها ويرتشف منه حتى الثماله ليقترب اكثر منها دون ان يدري ويقترب بوجهه بشده من وجهها المرفوع اليه في برائه وهو لايستطيع السيطره على مشاعره ليرتفع رنين هاتفه الجوال فجأه وينكسر سحر اللحظه و يستيقظ من سطوة مشاعره قبل ان يتهور ليبعد عليا عنه بتوتر وهو يخرج هاتفه من جيبه ليعقد حاجبيه ويستقبل المكالمه
ليقول بصوت خشن
= ايوه يا سمير قدامنا نص ساعه ونتحرك
ليراقب تعبيرات عليا وهو ينطق باسم سمير وهو مازال يشعر بالغيره
= ايوه انا هاخد عليا وجومانه معايا ..ماما و دولت هانم هيسافروا معاك هما عاوزين يسافروا مع بعض ...خلاص اتفقنا نتقابل هناك ..سلام
ليغلق الهاتف وهو يقول بتهكم
= دا سمير لو تحبي تسافري معاه انا ممكن اكلمه ياخدك معاه
لتنطلق الدموع من عين عليا وهي مازالت تغالب مشاعرها التي تحركت من قرب سليم منها
لتقول ببكاء وهي تنفجر فيه
= انا لا عاوزة اروح معاه ولا اروح معاك ممكن تطلع برا وتسيبني في حالي انت اصلا مش عاوزني اسافر معاك اتفضل سافر مع ست چومانه بتاعتك ..انت طالع بس علشان ماما قسمت متزعلش مش اكتر .
ليرفع سليم حاجبيه باندهاش من اندفاعها في الكلام
= انتي بتهلوسي بتقولي ايه ..بطلي عبط واجهزي قدامك عشر دقايق وتكوني جاهزه..والا هتسافري بالبجاما اللي انتي لابساها دي .
ليتفاجئ بها تضرب الارض بقدميها كالأطفال باحتجاج وهي تقول
=برضه مش هروح واعمل اللي انت عاوزه .
ليقترب سليم منها بهدوء ..وتتراجع عليا للخلف بحذر
ليقوم بحملها فجأة ورفعها على كتفه وهو يقول بمرح
= يبقى هتيجي معايا زي ما انت كده
ليتجه بها ناحية باب الغرفة وينزل بها سلالم الدرج بسرعه ليقف في بهو الفيلا تحت نظرات عدم التصديق من چومانه ونظرات والدته المشجعه
لتصرخ عليا باحتجاج و هي تضرب بقدميها في الهواء وهي تقاومه بشده
= الحقيني يا ماما قسمت خليه ينزلني
لتقول قسمت بمرح
= متدخلونيش في ما بينكم انتو حرين مع بعض
ليتوجه سليم لباب الفيلا وهو مازال يحمل عليا التي زادت من مقاومتها ليقوم سليم بصفع مؤخرتها بقوه لتتوقف عليا عن الحركة وقد اتسعت عينيها بعدم تصديق ليصطبغ وجهها باللون الاحمر القاني من شدة خجلها من حركة سليم المفاجئه .
ليضحك سليم و هو يقول
=اخيرا بطلتي حركه ..كويس عرفت ايه اللي بيسكتك .
ليخرج ويقوم بفتح باب السيارة الخلفي ويقوم بالقائها بعدم اهتمام على المقعد ..وينظر للخلف لچومانه الواقفه تشتعل غيظآ وهو يقوم بالجلوس بجانب عليا التي مازالت تقاومه بدون اي فائده
ليقول بعدم اهتمام
=يلا ياچومانه اركبي بسرعه .
لتركب جومانه بجانبه وهي تشعر بالغيظ الشديد من تصرفات سليم تجاه عليا ولكنها تضع قناع الهدوء والطيبه امامه حتى لاتخسر كل شئ
لينطلق السائق بالسياره وعليا مازالت تشعر بعدم التصديق وهي تنظر لبيجامة النوم الكالحه التي ترتديها وشعرها المبعثر والغير مرتب لتشعر انها اقرب لمشهد اولاد الشوارع ..
لتنظر بعدم تصديق لسليم وهو يتجاهلها ويقوم بفرد رجليه للحصول على اكبر قدر من الراحه
لتلمع الدموع بعينيها وهي تسأله بزهول
=انا هسافر كده ؟!
ليرد سليم ببرود وهو ينظر لها بلا مبالاه
= ايوه هتسافري كده علشان بعد كده تسمعي الكلام من غير نقاش ..
ليميل على أذنها يقول بتهديد هامس بعد ان راى ازدياد الدموع بعينيها
= لو مبطلتيش عياط حالآ. هسكتك بطريقتي واظن انا لسه مكتشف ايه الطريقه اللي بتسكتك .
لتنظر له عليا بصدمه ورعب وهي تنكمش على نفسها لتقوم بازالة دموعها بسرعه وهي تقول
= متقدرش ..والله اصوت وألم الناس عليك .
ليقوم سليم بالاشاره لشباك السياره بتهكم وهو يقول
= ناس مين الي هتلميها عليا ..احنا في طريقنا للطريق السريع
لتبتلع عليا ريقها بتوتر وتحاول الابتعاد عنه
ليقوم سليم بالتربيت على يدها يطمئنها بحنان وهو يضع شنطه صغيره بها بعض الشطائر و العصير الذي طلب من والدته تحضيره على قدمها
ليقول بصوت هادئ وحاسم
= افطري و اشربي العصير ..علشان متتعبيش
لتحاول عليا الاعتراض الا انه اوقفها بحسم وهو يضع الشطيره في فمها وهو يقول بلطف
= مش قولنا نسمع الكلام من غير نقاش .
لتتناول عليا الشطيره منه وتأكلها بطاعه وهي تشعر بالحيره من حنانه المفاجئ عليها
وتتوزع المشاعر بالسياره
مابين مشاعر جومانه الحاقده وسليم الحائر بمشاعره الجديدة التي لم يختبرها من قبل و عليا الحائره في عشق مستحيل .