رواية قلب الباشا الفصل السادس 6 بقلم فريدة
لم تستطع النوم من فرحه قلبها العاشق حتي الثماله بعد ان قضت معه اجمل يوم في حياتها .....لم تشعر انه يعاملها كاختا له كما يدعي دائما بل شعرت انه تحرر من عبائه الباشا التي يرتديها دائما و عاد الي هذا الشاب المرح الذي كان يرافقها في صغرها للتنزه بل و يقوم بالركض ورائها كما لو كان طفلا مثلها ....اليوم فقط عاد صديقها القديم ...و اليوم فقط فتحت لها طاقه من الضوء حتي لو كانت صغيره ستعمل علي ذياده حجمها حتي تستطيع من خلالها العبور الي قلبه لتسكن فيه
لا تعلم عدد المرات التي شاهدت فيها تلك الصور التي تجمعهم سويا او كلا منهم علي حدي فقد اصرت ان تلتقط صورا كثيره في كل مكان يعبرون منه حتي توثق ذلك اليوم ...وضعت احدي صوره كخلفيه لهاتفها ثم اطلعت علي الساعه وجدتها مازالت السابعه صباحا ...ابتسمت بحب ثم قامت بفتح احدي تطبيقات المراسله و قررت في داخلها ان يكون ذلك الموعد هو موعد ارسال رساله صباحيه له كل يوم حتي تكون هي اول ما يري في يومه بعد ان يستيقظ من النوم و يمسك هاتفه ليري كم الساعه او ليتصفحه كما يفعل الجميع
( صباحك بيضحك يا باشا)
و فقط ثم ارسلت وجها ضاحك و اغلقت هاتفها ثم تركته جانبا و تمددت فوق الفراش علها تغفو و لو قليلا
اما الباشا فلم يختلف حاله عنها كثيرا فقد عاد الي منزله بوجها مشرق حتي امه التي ما زال يبيت عندها قالت له بابتسامه فرحه : الله اكبر عليك يا ولدي وشك منور و كانك صغرت عشر سنين
ابتسم لها و مازحها قليلا حتي يداري خجله منها و توجه الي غرفته .....تمدد علي فراشه و تفاصيل اليوم تعاد امامه كامله و لاول مره لا يعطي فرصه لعقله ان ينهره علي ذلك الشعور ...قال لحاله اليوم افرح و غدا ...اعود. لما كنت عليه
و لكن كيف سيعود و الصغيره الفاتنه قررت ان تطارده ...بعد ان حلم بها. في الغفوه الصغيره التي نالت منه استيقظ علي صوت اشعار ينطلق من هاتفه و حينما فتحه ليتفحصه تلقائيا ارتسمت علي ثغره ابتسامه فرحه لا يعرف سببها بعد ان قرأ رسالتها القصيره و لكنها عنت له الكثير
زفر بحيره و قال : و بعدهالك يا ندي انا مش تلميذ و فاهم او حاسس بالي جواكي بس مش هينفع .....هنا و فقط عاد عقله يعمل من جديد و قرر ان يحجم تلك العلاقه و يكون حزرا في تصرفاته معها حتي لا يعطيها املا كاذبا
انتهت فقره الرومانسيه و ها قد عدنا للمشاكسات اليوميه
كانت تعلم انه لا يجب عليها ان تذهب لمساعده ابيها في عمله كما اعتادت فالوضع اختلف كليا الان و لكن لا باس من بعض المناوشات التي ستحدث معه بعدما يراها امامه صباحا
وقفت سناء تنظر لها باستغراب و قالت : رايحه فين يابنتي بدري كده
تصنعت الهدوء و قالت : ايه يا ماما سلامتك انتي تعبانه و لا ايه انتي مش عارفه ان ده معادي الي بنزل فيه لبابا
ضربت الام علي صدرها بكف يدها و قالت بزهول : يا مصيبتي ...انتي عايزه حسن يعلقك في نص الحاره يا بت ....الكلام ده مينفعش دلوقت بعد ما بقيتي علي ذمته
خافت قليلا و لكن عنادها كان اكبر ...اتجهت ناحيه الباب و قالت بشجاعه زائفه : و لا يفرق معايه الكلام ده لما ابقي في بيته يبقي يحكم عليا ....و فقط اعقبت قولها بالخروج و اغلاق الباب سريعا و لكنها سمعت الكثير من السباب يخرج من فم امها الحبيبه
كانت تمر وسط الحاره و لكن اليوم كانت نظرات الماره مختلفه كليا عما سبق بل من الاساس تحاشي الجميع النظر اليها حتي من اعتادت ان تمازحهم وهي. تلقي عليهم تحيه الصباح كان ردهم عليها مقتضبا فقالت بداخلها بغيظ : اااه يا ناس عرر كلكم خايفين حتي تصبحو عليا بسببه مااااااشي
وقفت امام ام احمد بائعه الخضار و قالت : صباح الخير يام احمد عامله ايه يعني مندتيش عليا عشان العيش زي كل يوم
ابتسمت لها تلك السيده البسيطه و قالت بطيبه : صباح الفل علي ست العرايس هههه خلاص بقي با ندوش هو انا استجري اقول لمرات الباشا تجبلي عيش دانا قولت هتنسيني و خلاص بقي مبقيناش قد المقام
ندي : انتي هبله يا وليه انساكي ايه و كلام فارغ ايه ...هو يعني عشان بقيت مراته انسي العيش و الملح انا مش قليله اصل يام احمد و لا عمري هكون شبعه بعد جوعه ...انا ندي و هفضل ندي سواء قبله او معاه او حتي بعده ...سلام
سارت بغضب بعد ذلك الحديث و علمت الان كيف يراها الناس .....لم يكن جالسا علي مقعده كما المعتاد و قبل ان تحمد ربها علي ذلك وجدت من يمسك زراعها من الخلف ليديرها له بقوه
كادت ان تسب و تلعن كما اعتادت و لكنها تصنمت بفاه مفتوح بعد ان رات شرارات الغضب تنطلق من عينه
تمالكت حالها سريعا و قالت بمزاح مهزوز : ابو علي ايه قفشه المخبرين دي يا راجل دانا لسه كنت هشيل غطا البكابورت بقي و اطلع الزباله الي جوايه عالي اتجرأ و عمل كده هههه
لم يظهر عليه اي تعبير يدل علي تقبله لمزاحها و قال بهدوء خطر : خلصتي
هزت راسها ببلاهه فقام بسحبها معه ناحيه بنايتها و هو يغلي من الغضب و لكن تحكم في حاله بصعوبه حتي لا يدق راسها اليابس امام الناس
صعد بها الي الاعلي وهو يجرها جرا ورائه حتي كادت ان تقع فصرخت به : انت جارر جاموسه وراك يا جدع انت اصبر شويه
لم يرد عليها و لكنه طرق الباب بحده بعد ان وصل امامه و بعد ان فتحت له سناء و ارتعبت من هيئته قالت : حسن ..اتفضل يابني
دلف بها الي الداخل و وقتها فقط ترك يدها و قال بغضب : ايه الي نزلها من البيت يا خالتي
سناء : و الله يابني قولتلها مينفعش و الوضع اتغير بس انت عارف دماغها الجزمه
نظرت لامها بغيظ و قالت : تشكري يا ست الحبايب بتسلميني تسليم اهالي
نظر لها بغضب تصاعد داخله بسبب اللامبالاه الظاهره عليها و قال : معلش يا خالتي هتعبك معايه اعمليلي فنجان قهوه علي ما اقول لندي كلمتين
كادت ان تمسك امها حتي لا تتركها مع هذا الوحش بمفردها و لكن امها الحبيبه نظرت لها بشماته و غادرت سريعا تاركه اياها في مواجهته
صمت قليلا ثم نظر لها بقوه و قال : تقصدي ايه بالي هببتيه ده
ندي : مش فاهمه هو انا عملت ايه غلط مش انا كل يوم بروح لابويا اساعده ايه الي جد بقي
حسن : الي جد انك بقيتي علي زمه راجل و لا مش اخده بالك ...و لا اكون مش مالي عينك عشان الاتفاق الي بينا
ردت عليه بصدق : اوعي تقول كده يا حسن دانت سيد الرجاله
حسن : يبقي ليه عايزه تقلي مني
ندي : و لا عشت و لا كنت يوم ما افكر اقل منك ...تنهدت بحب و قالت : انت طول عمرك كبير و مقامك عالي يا حسن
تنبه عقله انها تسحبه الي المنطقه المحزوره و كاد ان يستجيب الا انه فاق سريعا و فضل ان يعاملها بقسوه حتي يقتل اي امل بداخلها فقال : اسمعي الكلمتين الي هقولهم عشان مش هكررهم تاني...تنبهت حواسها جميعا و لكنها كسرت للمره التي لا تعلم عددها حينما سمعته يقول : انتي زي مانتي بالنسبالي مفيش حاجه اتغيرت حتي بعد ما كتبت عليكي و انتي عارفه السبب كويس هتفضلي اختي الصغيره و اتفقنا عمر ما فيه حاجه هتغيره ...بس الحاجه الوحيده الي هتتغير و لازم تعملي بيها انك قدام الناس بقيتي علي زمتي يعني لازم تتعاملي عالاساس ده و تراعي تصرفاتك...الهبل و الطيش الي كنتي فيه مياكولش معايه ...مفيش خروج مالبيت من غير اذني و وقفت الدكان مع ابوكي دي تنسيها خاااالص ساااامعه
انتفضت من صراخه و كادت تبكي من قسوه حديثه و لكن كبريائها اللعين ابي ان تظهر ضعفها امامه فردت له الصاع اثنان حينما قالت : و انا عشان عارفه ان كل الي حاصل ده تمثيليه بايخه اتصرفت بطبيعتي لان جوازي منك مش فارقلي اصلاااا ..صحيت الصبح و عملت الي متعوده عليه مجاش في بالي كل الي انت قولته ده يبقي تفهمني بالراحه مش تسحبني وراك في وسط الحاره بالمنظر ده ...
نظر لها بخبث رغم غضبه و قال : و صباحك بيضحك يا باشا دي بردو كنتي متعوده عليها
هل يغلبها ...لا و الله
ردت بثبات تحسد عليه : عادي علي فكره حبيت اشكرك عاليوم الحلو الي قضيناه امبارح سوي بس انت عارفني مليش في الكلام الكتير ...كتبت الرساله دي و قولت انت هتفهمها لوحدك عادي يعني
جز علي اسنانه من الغضب فهو فالاخير رجل و لن يقبل ان تشعره امرأه مهما كانت انه لا يمثل لها شيء ...و لكن مهلا ايها الصغيره الحمقاء المعركه لم تبدأ بعد
حسن : تمام شكرك وصل و الي انا عايزه فهمتيه يبقي اتفقنا يلا سلام
ردت عليه سريعا بكيد بعد ان استشعرت انها اخذت حقها منه : و القهوه يابو علي
لم ينظر لها و لكن فتح الباب و قال قبل ان يغلقه بقوه : اطفحيهاااااا
جلس مع مهندس ديكور قد اتصل به لياتي اليه حتي يتفق معه علي تجهيز الطابق الاخير لكي يصبح سكننا. له هو و تلك العنيده
حسن : هو الدور شقتين بس انا عايزه كله شقه واحده قدامك اسبوعين تسلمني الشقه جاهزه
المهندس : بس الوقت قليل اوووي يا باشا المساحه كبيره و انت طالب حاجات فيها محتاجه وقت
حسن : شغل ورديتين تلاته متشغلش بالك بالتكاليف المهم تخلص فالوقت الي عايزه و بالشكل الي قولتلك عليه
و قد كان...... تفاجأ النساء بصعود الكثير من العمال الي الطابق الاخير و معهم الالات التي سيستخدموها اثناء عملهم
عزه : كل دي عمال جايبها توضب شقه
ايناس بغيظ : طبعا تلاقيه هيعملها و لا الفلل عشان الكونتيسه
سماح : بطلو تاكلو في نفسكم الي حصل حصل خلاص و بعدين ندي جدعه و بنت حلال عاملوها كويس عشان ميحصلش مشاكل
نظرو لها بزهول و قالت ايناس بغيظ : انتي يا بت انتي مالك كده متغيره بقالك يومين اااايه هتبيعي اختك خلااااص و لا عايزه ترضي حبيب القلب علي حسابي
سماح بجديه : انا مبعتكيش و بعدين ايوه انا عايزه ارضي جوزي الي مليش غيره و مدخلش فالي مليش فيه ..انا عايزه احافظ علي بيتي يا نوسه
عزه : ايوه ايوه اظهري علي حقيقتك بعد ما كل يوم عامله مشكله معاه دلوقت بتتمحلسيلو عشان ميجبلكيش ضره
سماح : حتي لو كده ايه العيب فالي بعمله و بعدين انا و حسين اخدين بعض عن حب و الكل عارف لولا انا الي اتغابيت و بقيت اسمع لكلامكم و كنت هخسر جوزي و حبيبي الي كان بيتمنالي الرضي ارضي...مش عيب اني اعرف غلطي و اصلحه عشان احافظ علي بيتي ...انما انتو الاتنين حسن محبش و لا واحده فيكم فعادي انه يجيب غيركم واحده و اتنين لان و لا واحده قدرت تميل قلبه ناحيتها مش كده و بس لاااا معيشينه في نكد و هم كل يوم بقي يرجع البيت متاخر عشان يريح دماغه من مشاكلكم الي مش بتخلص يبقي متلوموش غير نفسكم و متحاولوش ترمو فشلكم علي غيركم
دلفت اليهم فاطمه و قالت : يسلم لسانك يا بتي عين العقل انتي دلوقتي رجعتي سماح حبيبه الحسين الي عينه مشافتش غيرها اوعي يا بتي تخلي حد يبخ سمه فودانك تاني سيبك من العقارب دول و معاهم امك دول نسوان عقلها فاضي و هيخربو بيوتهم باديهم
نظرت للباقي و قالت بقوه : ندي دي انا الي مربياها علي ايدي مع خديجه بتي و ليها معزه فقلبي ربنا الي يعلم بيها ...انا بحزركم من اولها لو واحده فيكم فكرت تدوسلها علي طرف انا الي هقفلها ساااامعين
مر يومان لم يحدث فيهم اي جديد غير ان الباشا بدأ يعتاد علي رسالتها الصباحيه رغم عدم تحدثهم سويا
و لكن اليوم مختلف عن سابقه......اليوم هو موعد حضور اهل ابيها لياخذوها كما يعتقدون
وجدت حالها تشعر بالخوف الشديد لاول مره في حياتها و لم تتردد ابدا في مهاتفته لكي يطمأن قلبها لمجرد سماع صوته
ابدلت رسالتها اليوم باتصال و لم يخذلها حينما رد عليها سريعا بعد ان افاقه رنين الهاتف من نومه و انتبهت كل حواسه حينما شعر بصوتها مهزوز و هي تقول : حسن
رد عليها بقلق ظهر في نبرته : مالك يا ندي فيكي ايه
ابتسمت بحب لشعوره بها فقالت دون مواربه : خايفه
اعتدل من مرقده و قام بسحب سيجاره و اشعلها حتي يفيق و قال : متخلقش الي تخافي منه و انا معاكي
هل تسمعون طبول الحب التي تقرع داخلها ....ردت عليه بصدق دون ان تنتقي ما يخرج منها : عمري ما خوفت و انت معايا يا حسن انا بمشي فالحاره بقلب جامد و اعمل مشاكل مع طوب الارض عشان بس عارفه انك في ضهري حتي ابويا ساب مسؤليتي و مصايبي عليك ....بس اااا
انتبهت كل حواسه و قال برفق : بس ايه
ندي : بس انهارده غير يا حسن انهارده المشكله مع اهل ابويا الي واقف محتار بيني و بين اخواته و عارف انهم مش هيسكتو ابدا عالي عمله ....يعني كده انت الوحيد الي هتحميني منهم .....هتسبني يا حسن
لم يفكر في رده عليها لاول مره حينما قال مندفعا : علي جستي ....يعدو علي جستي الاول قبل ما يفكرو يلمسو شعره منك ......يا بت افهمي انتي مرات حسن الباشاااااا
ضحكت بهدوء فاستغرب و قال : ايه الي قولته يضحك
قالت بفرحه ظهرت جليه في نبرتها : اصل لسه مش قادره استوعب قبل كام يوم فاتو كنت ديما تقولي يا بت انتي اختي اخت حسن الباشا ...و من كام يوم بس بقيت كل شويه تقولي يا بت انتي مرات حسن الباشا....زفرت بهم و اكملت بنبره شجيه : و انا واقفه بين الجملتين و لا انا عارفه ابقي اخت حسن الباشا و لا قادره ابقي مراته
احتار كثيرا في تحليل جملتها و التي من الممكن ان تفسر بعده معاني فاراد ان يريح عقله و سالها : يعني ايه مش عارفه و مش قادره اف.....قطع تواصله معها طرقا علي باب غرفته فقال : مين
خديجه : انا يا حسن كنت فكراك لسه نايم و امي قالتلي اشوفك عشان عيزاك
حسن : ثواني و جاي يا ديجا
عاد اليها و قال : كلامنا مخلصش يا ندي لينا قاعده مع بعض بعد ما اخلص من حوار النهارده ...ابتسم و اكمل بمزاح : هو صباحي مضحكش ليه انهارده يا ندوش
طار قلبها فرحا بعد ان شعرت ان تلك الرساله البسيطه اصبحت تؤثر فيه فانطلقت منها ضحكه حلوه و قالت : دانت صباحك بيضحك و شمسه طلعت كمان عشان كلمتك بنفسي