رواية حنين واياد (علي ذمة عاشق) الفصل الثاني وثلاثون 32 والاخير بقلم ياسمينا احمد
الجزء الثالث من الحلقة ٣٠ الاخيرة
وقف فتح الله امام فيلا الاسيوطي وهو ينظر الي ذلك الصرح بإنبهار وغمغم بحقد :
- الله الله ياست حنين ،اية العز دا كله
-
- هو عز بعقل ،دي حاجة تاخد العقل
-
انتبة لهم رجال الامن فأشار احداهم للاخر ليبعدهم
فتحرك ناحيتهم الحارس ، وهدر بصوت عال :
- انتوا تايهين ولا اية يلا ياراجل خد الست اللي معاك وامشوا من هنا
لم يتحرك فتح الله وهتف بغرور واهي :
- انت مش عارف انا مين
دفعه الحارس بيدة بغير اهتمام :
- كون زي ما تكون و يلا ابعد من هنا ،،
كاد فتح الله ان يسقط فزمجر عاليا :
- انت بتزقنى ، انا هخليهم يطردوك من هنا ويلا افتح السكة وقولهم جوا فتح الله القناوي برة
ضحك الرجل فى تهكم واضح وهدر بسخرية :
- يا شيخ ،داخل الجنينه هنا ولا تطلع اية عشان تتكلم كدا ولا حتى تدخل
تدخل احدى الحارس الاخر الذي استمع للحوار بشكل جيد فى البداية
ورفع صوته مناديا :
- انتوا مش عارفين انتوا فين ولا ايه انت يارجل انت خد اللى وياك وامشي من هنا بلاش شوشرة عشان مصلحتك
لوحت عواطف بيدها وهى تصدح بصوت جهور :
- هو احنا جاين نشحت منكم ولا نشحت منكم ،احنا جاين لبتنا هنا
ليؤمن فتح الله على كلامها :
- ايوة حنين مرات اياد بية ،بتي اللى مربيها في بيتي
-
نظر الحارسان فى وجه بعضهما لبعض وصمت تماما ليدخل احدهم ويمسك الهاتف الخارجي للفيلا ليبلغ من هم فى الداخل وهو يحدجهم بنظرات ضيقه
****************************************************************
في الصعيد ،،،
اقتحمت صابحة غرفة والدها عزام دون اذن بشرر متطاير من عينيها وجحيم مستعر
حدق بها بغضب ، وهتف بضيق :
- جري اية يامه داخلة اوضتي من غير احم ولا دستور لي
لم تكترث وهدرت بعنف شديد وهى تلوح بيدها بحركات متشنجة :
- اسمع يا ابن باطني ،جواز من بت الشرشيري ما عيحصلش ،واد صابحة بت الشيخ سعفان ما عيتجوز خرج بيت ولا
معيوبة اما كانت زينة البنتة يبجا تبور احسن يا عزام
نفخ عزام بغضب وجحظت عينية بشرر وهو يهدر بصوت عالي غاضب محتد :
- عزام وهدان القناوي ما عيبورش ياما وما اتخلجتش الحرمه اللي تمشي كلامة علية حتى لو كانت امه ،،،،
نظرت عمق عينة بتحدي وصرخت بوجهه :
- ما عتجوزهاش يا واد بطني ولو اتجوزتها هخنجها بيدي وصلبت يدها فى وجه
تركها وغادر اذا شعر انها سوف تخرجه عن طوره اذا استمر بمحادثتها
فمن زرع حصد وكان عزام حصاد زراعته فية الكبرياء والحقد والتعالي واول من تعال علي هي وتستحق فلا تنتظر تفاحة من زرع بصل
صرخت عاليا اذا جال في بالها انه لا احد يستمع لها ليتجمع نساء الدار حولها في قلق
****************************************************************
في ايطاليا ،،،،
جلست فرحة بعيدا عن زين بمساحة كافية وقد جفت دموعها وخلفت ورائها اثارا في وجنتيها وقلبها نظرت اليه وقد اصطنع النوم وهو يفترش الارض ويلتحف السماء،،ظلت تحدق لة بتألم وكأنها تحفر ذكراها الاليمة فوق قلبها
نادها وهو مغمض العينين بهدوء :
- فرحة ،نامي قدامك يوم طويل بكرة
اشاحت وجهها بعيدا عنه ،بينما هو زفر انفاسه المختنقة
استمرت فرحة صامدة تحتض ركبتيها في تلك الليلة الطويلة التى لا تمر،،مالت رأسها الي كتفها وكأنها تواسي حالها لتفكر فيما ينتظرها
هناك حاولت جذب انتباها للاشياء السعيدة فقط ،الا وهو رؤية امها وحنين اشتاقت الي شريكتها في الحياة صديقتها واختها اشتاقت لتبوح بما يؤلمها لها فدوما هى من تواسيها بعقلها وحكمتها
رفعت وجهها الي السماء لتحدق بالقمر الذي هو الان اقرب من زين الذي الي جوارها
بينما هو استمر في اصطناع النوم وهو يحدث حاله ويتخيل اشياء لم تحدث ابدا الا فى مخيلته :
- عايزة اية يا فرحة ؟! اقولك بحبك ، طيب بحبك يا فرحة مش بس بحبك دانا اموت لو اتخدشتي بسببى انا ضعيف بيكي
وقوي بيكي انتى نصي التاني وعشقي الاول واذا كان على الحب قلبى فاتحلك درعاته وبيقولك تعالي في حضني ،،،،بس وبعدين
هتحبي مين زين ....زين اللي حياته مش ملكه زين اللي كل يوم بإسم شكل وبهوية شكل زين اللي عاشقك ولا زين الظابط اللي
روحه على كف عفريت وكل يوم من بلد لبلد هتحبينى ازاى وانا
مش هقعد وياكي وممكن اوي ابقي في حضنك واتاخد منك في ثانية
هتقدري على شغلي،،انتى بكل جنانك وحبك وشقاوتك هتستحملي حد وتفضليى تحبيه وهو مش بيروح بيته
اصلا بيتى المهجور هتعيشي فيه ازاي ،ربنا وحده اللي يعلم قلبي حبك قدا اية بس انا مش اناني لو اقلك بحبك يبقي بشيلك حمل منتيش قده يبقي هطفي النور اللي فى عنيكي ببعدي والوردة اللي قدامي
مقدرش اشوفها بتدبل دا كان عهد على نفسي من زمان
اني محبش لاني متخلقتش للحب ،،،واعرفي اني مش هحب غيرك مهما عشت او مت مش عايزك تبقي كبش فدا او حتى نقطة ضعف نقطة الضعف في شغلي بتتأذي بلا رحمة ومهما بعدنا ولو مالناش نصيب في بعض ومهما بعدنا فإنتي حببتي وعلى ذمة عشقي
وبحبك كلمة صعب عليا وعليكي بس بالرغم صعوبتها هي مش حلوة الا معاكي يا فرحتي
اطبق جيدا اسنانه حتي لا يهدر اي مما قالة الي نفسة لها ،،،
فتسوء حالتها اثار ان يحتفظ بها الي نفسه
************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
صاحت فريال بوجة الخادم الذي ابلغها بقدوم رجل وامرة لمقابلة حنين
- راجل مين وست مين اللي عايزين يدخوا هنا ،انا مدخلش بيتى الاشكال دي روح اطردهم بره
التفت لينفذ اومراها ولكنها اوفقتة بصرامة وهى تقذف هاتفها الي الطاولة :
- استنى انا هطردهم بنفسي
خرجت اليهم مسرعة ومن ورائهم الحراسة
لتفحصهم بكبرياء بينما نظرت اليها عواطف بإعجاب ومالت لاذن زوجها لتهمس :
- شفت لاسبة اية ، وانتى بكتني على الالفين جنية بتواع الطقم ،،وشكل اللي في رقبتها دا الماظ
وكزها فتح الله بضيق بمرفقه وهتف الي فريال بإبتسامة مزيفة :
- ازيك يا ست ام اياد ،انا جوز خالة حنين مرات اياد ابنك
اتسعت عيناها وهي تلتفت بوجها للجانبين فى نفي :
- مش ممكن ،لا اطردهم بره
هنا شهقت عواطف بصوت عال وهي ترفع اصباعها الي حاجبها وهدرت بغضب :
_ نعــم ،،انتي بتقولي اية ياولية انتي احنا لينا هنا زيك احنا جاين نزور بتنا وضننانا
اندفعت بغضب فريال وزمجرت :
- وولية يا حيوانة يا بيئة ،اطردوهم برة
بينما صاح فتح الله بصوت عال :
- انتي بتزعقي للفمولي (كناية عن العائلة) بتاعتي
لا حاسبي داحنا نسيح فيها دم دي
صرخت فريال في رجال الامن :
- طلعوهم برة برة
شرع رجال الامن فى تنفيذ الامر وبدؤا فى دفع عواطف وفتح الله
ولم تسكت عواطف بل ظلت تطلق سبابا لاذعا ليهدر فتح الله بتوعد وضيق :
- اوعا انت وهو كدا ،ماشي في داهية كلكم ، وقابلى الصعيد كله بكرة هيبقي على الباب هنا وابقوا صدوا دانا فتح الله
كان اياد يسير بسيارتة نحو الممر المؤدي الي المدخل الخاص بالفيلا فقضب وجه مستنكرا تلك الجلبة وخلع عنه نظارتة ليتاكد من الصوت الذي مر على مسامعه من قبل
اتسعت عيناة عندما شاهد رجال الامن يدفعون فتح الله من البوابة وترجل عن سيارتة فى آلية واتجه نحو الجمع وهو يتنادى
- بس بس ،اسكت انت وهو ،في اية ؟
التف فتح الله وايضا فريال التى كانت على وشك المغادرة
ليصرخ فتح لله بإياد لائما :
- هي دى المقابلة للنسب يا اياد باشا ،تاخدوا لحمنا وترموا عضمه ،خلاص الله يرحم المعرفة
هدر اياد بإمتعاض :
- اهدي ياعم فتح الله ،بس وقولي في اية
ليزداد غضبا :
- لا فيى ولا مافيش ،اعمام حنين عايزينكوا في الصعيد يا ترجعها يا تستقبلهم في بيتك وياريت المقابلة ما تكونش زي دي لاحسن ساعتها الدم هيبقي للركب
صرخت فريال باهتياج :
_ لا اياد اوعي تدخلهم ،على جثتى حد من دول يدخل بيتي
لوى فمة اياد بضيق وحاول تهدئة الوضع :
- اهدي بس ياماما وادخلي جوة دلوقت
شرعت بالدموع وهى تجهر :
_انا بقولك اهو والله اكلم باباك حالا يبعت للامن ويشيلهم من هنا
لم يكترث كثيرا لها الا عواطف التى هتفت بسخط :
- امن ،امن يا امن ،كنا مجرمين ولا مجرمين ،خيرا تعمل شرا تلقي ولية حرباية
نظر اياد اليها بنظرات مستنكرة وهتف :
- جرى اية يا ست انتي احترمي نفسك
لتشهق عواطف وجهزت نفسها للبدء فى وصلة من الردح البلدي
ليقاطعها في ذلك فتح الله :
- بس يلا بينا بلغنا الرسالة ،وعملنا اللي علينا يصطفلوا سواء
ومن غير سلام وجذبها من يدها وهي تغمغم بكلمات غير مفهومه
ليربت اياد يداها على فخذة قائلا بشفقة :
- والله يا حنين ليكي حق تتعقدي من الرجالة ،اذا كنت انا راجل وما استحملتوش عشر دقايق
******************************************************
في الجامعة الامريكية ،،،،
جلست رودي امام مكتب شئون الطلبة وتسائلت :
- يا افندم ما انا كل سنة بنقل وبسافر امريكا في الويك اند وما حدش طلب امضاتي ليه المرة دي
عقد ذلك العامل يدة امامه على المكتب وهتف بهدوء :
- حضرتك تقدري تقري ورق نقلك بنفسك ودا اجراء روتيني عادي للطلاب ذوات الجنسية الامريكية
اومأت برأسة وطلبت احضار الاوراق :
- تمام اتفضل هات الورق وهمضية
هنا علا صوت هاتفها للمرة العاشرة نظرت الي شاشته وكانت محادثة جماعية بينها وبين اصدقاؤها
نفخت بضيق وهي تضغط زر الرفض :
- يووو استنوا شوية يا بنات
قدم اليها العامل عددت اوراق وتفحصتها بشكل سريع ،،،اشار لها العامل بلامضاء
- امضي هنا ،،
امسكت القلم ومضت كل الاوراق في سرعة ووضعت القلم فوق
الملف ودفعته نحوه وهي تهدر :
- حاجة تانية
ليتفحص امضائها ويجيبها دون ان يرفع وجه لها :
- لا كدا تمام
........................
عدلت حقيبتها وخرجت من المكتب الي الرواق ،،وصدح هاتفها مرة اخري ،فإلتقطته
لتجيب بضيق :
- في اية يا بنات ، ما فيش حاجة اسمها صبر
صرخنا بوجهها :
- انتي فين
اجابت بتعجب :
- في الكلية
اجابتها تمار :
- روحي يا رودي بسرعة الكلية كلها هتقابلك تسألك عن اياد
ابتسمت في سخرية غير مبالية :
- واية الجديد يعني ،ما الكلية كلها بتسئل عنه
استمعت لصديقاتها الذين يتهامسون :
- شكلها لسة ما تعرفش حاجة
عقدت حاجبيها وتسائلت بقلق :
- في اية يا بنات
لتجيبها احداهن بصوت غاضب :
- البيئة ،لينا فضحة اخوكي علي الفيس بوك وفي الصحافة
والاعلام ومنزلة له صور كتير على الميل بتاعها وكتبة كلام وحش جدا
فغره فاها واسرعت في الحركة
لتجيب بإيجاز :
- طيب انا هدخل اشوف
********************************************
في الصعيد ،،،،
جلست زينات و هنية بجوار صابحة التى امسكت رأسها واخذت تأن على فراش ولدها
- اة يا دماغي ،ضغطي عالي هو ما فيش غير والدى اللي تحدف علية المصايب دا انا رضيت بيه وكبرته وخليته زينة الشباب
البلد كلتها بتحكي عنه تاجي بت الشرشيري وتاخدوا مني ،،دي عين وصابته
لتؤمن هنية على حديثها :
- ايوة عين وصابتكم يا ختي معلش
كانت زينات تربت على كتفها في صمت وتعلم جيدا انها لحظات وستذكر ابنتها بسؤء وتوبخها
لم تسترسل فى الافكار حتي هدرت بتعنف :
- من الاول جابولي بت الفلاح تبجا سلفتي
رفعت زينات حاجبيها وحركت وجهها بإعتراض في صمت
لم تنتهي صابحة عند هذة النقطة بل زادت :
- جلوا جمتي وساوا الفجير بالغني والواطي بالعالي بعديها اسكتروا ولدي وجابولوا عروسة البندر جرستنا وسط الخلايج يا ميلة بختك ياولدى حظك في البنتة المعيوبين
نهضت زينات ولم تهدر حرفا واحدا مضت حتي لا تفقد اتزانها امامها شعرت بالوحدة اذا اصبحت بدون مأوى او سند سوي جحر الافاعي ومضطرة للبقاء برغم معانتها
****************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
دخل اياد غرفتة في تعب فقد عان نفسيا وجسمنيا اليوم الم مضاعفا بسبب تلك العينه
خلع سترته في هدوء ومن ثم الكرفت وشرع في فك ازرار قميصه العلوية ليتحرر من ضغط اليوم
كانت حنين تقف بجوار الشرفة وهى تحاول تجميع ما سوف تقول له او ترتب كلماتها ،،ضيق اياد عينه واستند الي حافة الفراش ومن ثم تمدد بأريحيه ونظم انفاسة ليطرد كل الشحن السلبية
التي مر بها اليوم وناداها وهو يقدم يده لها :
- حنين ممكن تيجي
استجابت لة وتحركت نحوه ببطء وتمطعت الي جواره ليجذبها هو بين احضانه وهو يزفر بهدوء
مالت الي صدرة وتوسطته
سكت قليلا وخلت الغرفة الا من انفاسهم حتى شرع اياد بالتحدث
قائلا :
- فكرتي يا حنين
ابتلعت ريقها وحاولت السيطرة على خفقان قلبها وهي بأحضانه :
- ااانا ،،
اجفل عينيه وهدر مقاطعا :
- مفيش حاجة اسمها هسيبك او ابعد عنك انسي اللى فات وابدئى معايا بسواغمض عينه ليترك لها الخيار
كلماته الرقيقة احتياجها الشديد للامان الذي في احضان معانته القديمة وتقديم قلبه على طبق الفضة شيئا لا يمكن انكاره جعلها
تطمئن لة وتهتف بثقة :
- اياد انا ماليش حد في الدنيا الا انت ،انت اهلي وناسي وكل اللى ليا
تبدلت نبرتها للحزن وهى تذكر ماضيها وهتفت بصعوبة :
- انت امي وابويا و اخويا وكل حاجة في حياتي قبضت في قميصة ،،،واسترسلت،،،،،،،،،،،،،،،،،ما تتخلاش عني لاني ،،،،بحبك
رفع رأسة قليلا ونظر اليها فى غير استيعاب ونهض بها وهى فى احضانه
وحدق جيدا بوجهها المتورد خجلا وهدر متسائلا :
- قولتى اية ؟!
سكتت وطأطات رأسها فى خجل بينما هو اطبق اصابعه برقة الي ذقنها ورفعة اليها
- لا حرام عليكي قوليها تاني دانا بستناها من زمان
ابتسمت وهى تنظر الى عينية وكانه مسحورة وهتفت بلا تردد :
- بــحـــبــك
ابتسمت عينا اياد بسعادة وجذبها الي احضانه واطبق ذراعيه عليها في شوق بينما هي شعرت بجبالا من الهم ازيحت عنها وهتفت بداخلها مرار وتكرار :
- لن يخذلني ،لن يخذلني
ابعدها عن احضانه بصعوبة ليتأمل وجهها ولكنه قضب وجه عندما ازيح عنها حجابها بعض الشئ
ومد يدة وسحب ما تبقي منه عن شعرها ليظهر له كاملا
اتسعت عينية وتسائلا بدهشة :
- مين اللي عمل كدا
-
ازدادت ارتباكا فهي لا تعرف العواقب التي ستجنيها ان هتفت بإسم والدتة او ماذا سيكون ردة فعل اياد
فهي جربت غضبه من قبل فهتفت بتوتر شديد :
- اا نا
اعاد السؤال بصيغة امرة وضيقة :
- سئالتك مين اللي عمل كدا يا حنين ؟! ما تكذبيش
اجابته وهى تطاطأ راسها :
- انا كان نفســ،،،،،،،
قاطعها متسائلا بحدة :
- رودي اللي عملت كدا
رفعت راسها في سرعة وحركت رأسها في نفي :
- لا لا
انتفض من اعلى الفراش وهو يهدر :
- تبقا ماما وماما بتاعة القمصان مش كدا
تركها وغادر في سرعة واتجها نحو الاسفل
********************************************************************
في ايطاليا ؛؛؛
نهض زين من مكانه وهو ينفض عنه الرمال التى علقت به واتجه بإتجاة فرحة الشاردة،،،،،،،،وقف بجوارها ومد يده لها ليساعدها في النهوض ،نظرت نحو ببىرود واستندت على يداها
ووقفت بين يدايه بشموخ زائف ازاح عن وجهها خصلات شعرها الهاربة وحدق بها جيدا وهو يعرف تماما ان صورتها قد طبعت على قلبة
كانت تنظر هي الى اعينه التى تتجول فى وجهها في صمت
دس يده الى جيبة واخرج السلسلة واشار لها بيديه بمعنى ان يلبسها
اياها فحركت رأسها بالموافقة التفت من ورائها ووضعة اعلى صدرها وزحف به في ببطء حتى وصل الي عنقها واغلق القفل الخاص به
وكأنما اغلق قلبة على حبها وماتت جميع النساء في عينه من بعدها
كانت تشعر بصدره الملتصق في ظهرها وانفاسه التى تعلو وتهبط
ودقات قلبة الغير منتظمه اشياء اخبرتها مدى عشقة دون الحاجة الي تحريك لسانه بها،،،ابتعد قليلا حتى لا يفقد السيطرة وخلع عنه
الجاكت الخاص به والبسها اياه فى رقة بالغة كما انه جذب الايس كاب الذي يخص الجاكت ورفعه الي رأسها وابتسم ابتسامه عذبة
وهو ييخفي شعرها الي داخلة :
- عارف انك محجبة وما نسيتش دا بس خلاص تقدرى تعيشى
حياتك بحرية من دلوقت { لمعت عيناه بتلك الدمعه خانتها هي وسقطت من عينايها ))) لتستمع الي صوت المروحية القادم من
الاعلى وتنظر فى السماء لتجدها تقترب عاودت النظر اليه وهى تتوسل له الاف التوسلات بعينايها الباكية
ولكنه ارتسم الجمود واغتصب ابتسامة حزينه على وجهه وهو يحدق بها هبطت الطائرة وفى نفس اللحظه جذبها فى سرعة الى احضانه وكأنه يودعها اطبق جيدا احضانه عليها حتى يملاء قلبه بعبيرها ،،،،
ثم دفعها عنه بصعوبة وتحرك بها نحو الطائرة بينما هي كانت في حالة مرهقة ولم تحملها قدمها
وظلت تجاهد الا تسقط اسندها فى احضانه وسار بها كانت تأبي الحراك وظلت تنظر الية برجاء ولكنه اخرس مشاعره وتسارع لينهي الوداع سريعا الي ان وصل الي سلم الطائرة ورفعها اليه وكأنه يخلع
عنه قلبه امسكت بيده كرجاء اخير بأن لا يتركها ليوزع هو نظره بين عينيها ويدها ،،،ولم يتردد في ذلك ابتلع غصته بألم وسحب بيده بهدوء وترك اصابعها الخالية لبرودة الهواء علقت بصرها ببصره ارتفعت الطائرة بعض الشئ
هدرت فرحة بدموع القهر وكل الالم تعتصرها :
- مــش ،مــسامــحاك
حلقت الطائرة بعيدا وتابعت صورتة على الارض وهي تتقلص شيئأ فشيئا حتى اختفت في وسط السحب وبقي في مخيلتها ذكري خالدة
*****************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
دخلت رودي في سرعة الي والدتها التى تحتسي النسكافية الي جانب الشرفة الزجاجة التي فى الرسبشن
واندفعت نحوها بوجه شاحب تنادي امها بتوتر :
- مامي شوفتى اللي حصل
قضبت فريال وجهها وحدقت اليها بتعجب :
- اية اللي حصل
همت لتجلس وهى تخرج هاتفها ولكن اقتحم اياد المكان بوجه غاضب وبصوت محتد :
- رودي لو سمحتى اطلعي فوق انا عايز ماما
حدقت الية رودي بقلق وهتفت :
- انا كمان عايزها في موضوع مهم
هتفت فريال بتعجب :
- خير ياولاد مالكوا انتوا الاتنين عايزني ليه
ازداد عنفا وصاح بها بصوت غاضب :
- قولت اطلعي دلوقت
نظرت اية رودي وبدي على وجهها الحزن ،ولملمت اغراضها وتركتهم
ليصرخ اياد بأمه غير عابئا بأي شي :
- حنين تخصني انا محدش يحقله يمد ايدوا عليها ولا ياخد قرار نيابة عنها
كانت رودي في منتصف السلم واستمعت الي الحوار المحتد وقررت تغير وجهتها نحو غرفة حنين لتفهم سبب غضب اخيها
اجابته فريال بعدم اكتراث وبنبرة تهكميه :
- اها جريت اشتكتلك بدل ما تحمد ربنا اني بنضفها
استرسل اياد بنفس الغضب والصراخ :
- ماما ،،، مالكيش دعوة بحنين والا هاخدها وهمشي وماحدش هيعرفي طريق تاني
دخلت رودي غرفة حنين وقبل ان تسألها رأت شعرها المسترسل على ظهرها فعرفت سبب الغضب الذي يتصبب بالاسفل على رأس امه
هرولت حنين الي احضان رودي وانفجرت في البكاء وهي تهتف ببكاء مرير :
- والله ما قولتله هو اللي شاف شعرى وعرف لوحده
ربت رودي على ظهرها في حيرة ثم دفعتها قليلا وهتفت بتافف :
- يوم مش كول خالص ياحنين مصايب نازلة من الصبح من غير سبب
حدقت حنين الي عينيها وسألتها في اهتمام :
- حصل اية ؟!
اجابت وهي تلوي فمها بسخط :
- لينا السعدي ،،،، مشنعه على اياد انه عاجز جنسيا
رفعت حنين يدها الى فمها لتستوعب ما سمعته اذنيها
********************************************************************
في الصعيد ؛؛؛؛
دخل وهدان وامين الاخوين بناءا على طلب مدير الامن المستعجل وضبطهم واحضارهم فورا
هتف وهدان بنبرة عادية :
- سلام عليكم يا سعادة الباشا
نهض مدير الامن ليصافحة وهو يهتف بهدوء :
- وعليكم السلام يا حاج وهدان ،اتفضلو اقعدوا
تشربوا حاجة
ليربت الاثنان على صدرهم بشكر :
- الف شكر يا سعادة الباشا
ساد الصمت للحظات بينا ثلاثيتهم
بينما فتح وهدان الحديث :
- يا سعادة الباشا احنا حاولنا نحل الموضوع ودي مع الشرشيري بس هو عصلج وما رضيش واتنازل من نفسة عن الجضيه واحن،،،،
قاطعة مدير الامن بإبتسامة مزيفة :
- لا انا بعتلكم عشان موضوع تاني خالص
نظر وهدان الي اخية امين فى تعجب وسئل امين في تعجب :
- موضوع اية
اعتدل مدير الامن ليحادثم بجدية تامة :
- بخصوص فرح فتح الله القناوي ،،بنت اخوك
تركهم للحظات ليستوعبوا الحديث جيدا واسترسل :
- انا مراعي خصوصيتكم خصوصا انكوا ما بلغتوش عن اختفائها لكن هي اتخطفت من مجرم دولي ومُطَرب نفسي والامر جة
بالصدفة الباحته لان ولاد عمها كانوا بيضربوها وهي خافت ودخلت العربية وبعدين طلبت ينزلها لكن هو رفض احنا بقي بطريقتنا قبضنا عليه وهي كانت معاه وطلبت ترجع عندكم
اتسعت عين وهدان في غير استيعاب اذا كان الامر ليس سهلا
ليتسائل امين :
- واشمعنا احنا وليه مش ابوها
اجابة :
- ابوها احنا بعتنا اخبارية وهتجيبه الصعيد الليلة عشان تسلمها يبقي قدمكوا كللكم
كان وهدان يسبح في صدمته وترك المجال لاخية ان يهدر المزيد من الاسئلة :
- طيب هي فين ؟!
- انشاء الله ، بالليل هجبها انا وعدد من ظباط الدخلية بس مش هوصيكوا مش عايزين اي اذية للبنت هي كانت مجبرة ودا شي ملهاش ذنب فيه
حرك وهدان رأسة وهتف :
- ربنا يسهل
*****************************************************************
في ايطاليا ،،،،،
وقف في وسط الفراغ ليس الذي على امتداد عينه بل الفراغ الداخلي شعورا حزين وكأن قلبة انتزع منه شعوا انه خاوي من الداخل
لم تحمله قدماه بعد الوقوف طويلا صامدا وانهار على ركبتيه يصرخ الاف الصرخات الموجعه لقد كانت روحه التى تدفعه للحياة ولاول مرة يسمح لنفسة بذلك الانهيار المؤلم
*******************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
احتد الحوار بين فريال واياد الي ان وصلا الي نقطة محددة
هتفت فريال بسخرية :
- طالما كبرت يا اياد وبقيت تعرف تزعق عشان واحدة زي دي،فانا ببلغك ان بباك الصبح قالى ابلغك تطلقها
لم يكترث اياد لكلامها لانه لم يفعلها واستمر في نوبة غضبة وهدر :
- ما حدش لي في لو الدنيا كلها وقفت بينى وبينها مش هايهمنى غير هي حنين على ذمتى واللي يضايقها بيضايقنى انا عشـ.........
- ولــــــــد
صرخ به عاصم
تناديه فريال بسخط :
- تعال ياعاصم شوف ابنك ، انا اعصابي تعبت بيزعقلي انا عشان حتة بنت لا راحت ولا جت كان ممكن ارميها برة بيتي من غير ما يقدر يتكلم جاي دلوقت بيزعقلي عشانها
صرخ اياد بعنف :
- لا خلاص انا ماشي وسيبهالكوا طالما البيت اللي قاعد فيه ما بيصونش مراتي
اقترب عاصم عددت خطوات ومنعه عن التقدم نحو الدرج
وهدر بضيق وغضب :
- زودتها يا اياد ،،، بيت مين اللي تسيبوا وتمشي انت مش مكفيك علينا فضايح لحد كدا ،يا اخى اتكسف على دمك دي فضيحة لينا السعدى ما بردتش طيب استنى علينا نحل مصيبة مصيبه
تدخلت فريال بتساؤل :
- في اية اللي حصل تانى يا عاصم
التف عاصم الي زوجته التى انتقلت الي ورائه وهدر بببرود مسطنع :
_ هو انتى لسة ما عرفتيش دي الصحف النهاردة والسوشيال ميديا منورة بصور ابنك بتقول انه عاجز حضرتك ادى اخرة اختيارات ابنك يا مدام وقرارته اللي من دماغة
لطمت فريال كفيها في بطء وهى تهدر بصدمة :
- يا مصبتى ،يا مصبتى ،اتفضحنا خلاص اورى وشي ازاى لاعضاء النادي
التف عاصم الى اياد وهو يوبخة :
- يلا ورينا شطارتك وانفي التهمة
اتسعت عين اياد وهتف بسخرية تامه :
- اعملكوا اية يعني ،، واحدة قليلة الادب ومالهاش رد عندي
استرسل عاصم في مزيد من التوبيخ في ذلك الجو المتوتر :
- والبت اللى فوق دي تطلق ،،،حالا وترجع لاهلها
هنا لمعت عين اياد بتحدا وهدر في حدة :
- مش هيحــــصل ابدااااا مش هسيب حنين الا بموتي
جحظت عين عاصم وكاد ان يصفعه على جرؤته :
- انت بتحداني يا اياد
تدخلت فريال ووقفت بينهم وهى على وشك الانهيار :
- البت دى عملت فيك اية يا حبيبى قولي ،طلقها يا اياد حرام عليك اللي بتعملوا فينا دا
ازداد تعند اذا ان قلبه هو المتمسك بها وصاح بتعند شديد :
- مش هطلقها
كانت حنين تستمع الي الحوار كاملا وهى في حالة صعبة للغاية
ازدادت المشاجرة بين اياد وابيه حتى هدر عاصم بغضب :
- قولتلك طلقها
احتد اياد وبدي اكثر شراسة وهو يهدر بصوت عال :
- مش هطالقها
- خلاص هتلنا بيبي ،،،قالها بغضب جعل اياد يستنكر وكذلك فريال اتسعت عينها فى دهشة
وظلت توزع نظرها بينهم وهى تهدر بهدوء :
- بتهزورا مش كدا
استرسل عاصم ليبرر ما قالوا :
- افضل طريقة على اتهام لينا هو طفل وبأسرع وقت
ضغط اياد على رأسة بيديه ليحجم من الام رأسه التي كادت ان تنفجر وهتف بصدمة :
- انتوا مش ممكن ،لسة بتدخلوا في حياتي ،محدش لية دخل بحياتي الشخصيه بشكل دا دى حاجة تخصني انا وحنين وبس واي حد تاني هيفكر يدخل في حياتنا هيكون انا اللي هقف فى وشه ،،،،وركض الي اعلي في سرعة
********************************************************************
في الصعيد ؛؛؛؛
جلس وهدان وامين وسط عائلتهم وكانت زينات تحضن كفيها ببعض وهى تهتف :
- يارب لك الحمد والشكر
بينما لوت صابحة فمها للجانبين :
- ودي متجيش الا دلوجت صبرني يارب
هتف عثمان لعمه :
- وعمي فتح الله جاي
اجابة وهدان :
- ايوه جاي ، زمانه على وصول بيجلوا شيعولوا
هتف ابراهيم :
- الساعة سبعة ومفيش جديد
صاح امين بتأفف :
- يوه ما احنا جاعدين في انتظارهم اها
كان عزام يجلس في وسط الجميع صامت ونهض بغموض شديد واتجه نحو الاعلي
ليندهش الجميع من حالتة ونادي عليه ابية بنبرة قلقة :
- مش هتجابل الناس معانا يا والدى
-
لم يلتفت وتقدم نحو السلم وهو يهدر بغموض مشابه لحالة :
- اما يجوا هتلاجونى وسطيكم
على الجانب الاخر
هبطت المروحية على ارض ثابتة لم تكن فرحة تشعر بأي شئ لا خوف ولا فزع ولا تألم فشعور ال لا شئ يؤلم اشد الالم لم تتحرك قيد انملة او حتى تنتبه للوقوف اصبحت اشبة بالمومياء
انتظرها عدد من الظباط من بينهم ياسين (الطيار) وهو لقبه وليس مهنته ) وعندما طال وقوفهم بدون جديد علق ياسين نظره بالطائرة ولكنه لم يحدث جديد حرك اكتافه بتعجب واخرج يده من جيبه وتحرك نحو الطائرة صعد السلم الخاص بها
وامال راسة ودلف الي الداخل وهو يبحث عن المرأة التي ابدلت حالة زين وافقدته صوابة قضب حاجبية فى دهشة من استكانتها وبقاؤها رغم وقوف الطائرة بضعة دقائق
ثم تفهم الحمالة سريعا وابتسم وهو يهتف :
- هي حمد لله على السلامة ،عجبتك الطيارة ولا اية
رفعت رأسها بإتجاه الصوت ولم تدرك الامر تماما فقد كانت مشوشه ضيقت عيناها لتستوعب من اين اتى ذلك الخارق الذي قدم من السحاب
وهتفت بدهشة :
- انت مين ،وازاى وصلت لهنا
تعجب من اسئلتها ولكنه اجاب :
- انا طيار ،ومجتش انتى اللى وصلتى عندنا صباح الخير مالك شكلك اول مرة تركبى طيارة
فغرت فاها وهي تهتف :
- هااا وصلنا
اتسعت عيناه على حالتها الرثاء واشفق عليها ،ولكنة تجاهل الامر واجابها :
- ممكن تنزلى عشان في ناس مستنيانا
********************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
دخل اياد غرفتة وهو في ذروة غضبه وما ان رائته رودى حتى هرولت الى الخارج في سرعة
رفع حاجبيه بتألم على حالتها واتجه نحو حنين وجذبها الى احضانه وهو يهدر بتعب:
- يستحيل ابعد عنك يا حنين مهما عملوا انا لاقيت روحي فيكي ،لمي هدومك ويلا بينا من هنا
اعتدلت فى احضانة ونظرت الى عينيه بشئ من القلق وهتفت :
- لا اياد دا مش حل كدا الامور هتعقد اكتر وهيكرهوني انا
قضب حاجبيه بتساؤل :
- عندك حل تاني انا يستحيل اسمح لمراتي حد يهنها انتى مش رخيصة عندى يا حنين
ابتعدت عنه قليلا واتجهت نحو الفراش لتجلس علية وهى تهتف بتردد :
- انا هبعد فترة مؤقتة لما الامور تهدي بينك وبينهم وبعدين ارجع تاني ،،
تقدم نحوها وهو يهدر بضيق :
- نعم هتروحي فين ،،،
*************************************************************
الصعيـــد ،،،
وقف عزام فى شرفة حجرته متصلبا جامد التعبير صامت تماما ولكن بداخلة ضجيج
يرتب مشاعرة المتضاربة بين اللهفة والانتقام والغضب ،،
ليتابع عربات الامن المركزى القادمة بإتجاة منزل القناوي وترجل منها بعض القيادات المعروفة ومدير الامن
نزلت فرحة بالام تفوق ألمها الجسدى وقلبا بصميمه محفور عليه اسم زين
دخلت مع تلك الحاشية الي الجمع الذى كان فى انتظارها حدقت بوجوه الموجودين لتحاول التعرف عليهم فما عرفت منهم سوي ابيها وامها التى فتحت ذراعيها شوقا وركضت نحوها
تحدث مدير الامن بإيجاز :
- تمام يا حاج وهدان بنتكوا عندكم خلوا بالكوا عليها ومش عايز اسمع عنها اى مشاكل
اجابة وهدان بإمتنان :
- انشاء الله يا سعادة الباشا ،شاكرين افضالك
صافحة مدير الامن ودار على عقبية مودعا
لينادية وهدان :
- واه ما عتجعتوش تاخدوا واجبكم
ابتسم ابتسامة صغيرة واجابة بتحفظ :
- لا يا راجل يا طيب احنا كنا بنأدى واجبنا
على نفس الجانب كانت فرحة تنحب فى احضان امها بلا دموع فقد هدرت الملاين منها طوال الطريق حتى جفت مقلتيها وما تبقي سوي نيران قلبها المستعرة
خرج مدير الامن واغلق الباب عليهم حتى اندفع نحوها فتح اللة
بغضب ،وجذبها من احضان امها عنوة ولطمها بعنف وهو يهتف :
- يا بت الناجصة روحتي فين وجاية بالبوليس
تتشبثت زينات في يد ابنتها
وصاحت بإهتياج :
- ملكش صالح بينا يا فتح اللة مش سبتنا فى مصبتنا واتجوزت روح لمراتك وسبنا
اشتعلت عين فتح الله بإنفعال زائد :
- مش قبل ما اربي بت الناقصة دي وبدأ بالتهاوى بلكمات فى اماكن متفرقة على جسد فرحة الضعيف وبدأت بالصراخ
عندئذ نزل عزام الدرج بخطوات واثقة وهادئة وهو يهدر بتحذير عالي أسكت الجميع :
- ما حدش يمد يده عليها،،،،
رفعت فرحة نظرها اليه كما فعل الجميع ولكنها احست بأمان نسبى سرعان ما تلاشي عندما استرسل قائلا
وهو يتقدم نحوهم :
- مّراتي ومن حجي انا بس اللي اربيها
انتفضت اثر كلماتة واصابتها قشعريرة وحدقت بة مليا ودت لو بإمكانها الصراخ بإسم زين وانه لن ترضي سواه ابدا مهما كان وان وصل الامر الى الموت
اطلقت صابحة صرخة عالية عوضا عنها وهتفت بضيق :
- يالــــهوي ،يا مُـــرك يا صابحة
لم يبالي بها عزام والتف الي فرحة وحدجها بنظرات ضيقة دون ان يحيد نظرة عنها
وصاح في ابن عمة بصوت غاضب :
- ابراهيم جيب المأذون عشان يكتب الكتاب دلوجت ،،،،كان لا يفكر سوي في امتلاكها الوقتى حتى يضمن بقاؤها على كل حال
ارتعش جسدها وكادت ان تسقط ارضا من فرط الرعب
بينما لطمت زينات وجهها فهي تعرف النوايا التي تخبأ لابنتها ؛؛؛
وكان الموقف اكبر من استيعاب الجميع فتسارع وهدان ليهتف :
- يا ولدي اصبر لما نعمل فرح احنا مش عاملين حسابنا وبعدين لساتك ما خلصتش موضوع بت الشرشيرى واحدة واحدة علينا يا ولدى الله يرضي عنيك
لم يبالي بأي شئ سوى برغبة ان يحقق غايته الان فهدر بصوت محتد
- جولت الماذون يجي دلوك يعني دلوك
لطم وهدان كفيه ببعض وهتف معترضا :
- هي لعبة يا ولدي دا جواز ما عينفعش يصحوا الخلايج يلاجوك اتجوزت
كانت بعينيه قتامة وظلمة وغموض لا يدركه احد وهتف بإصرار عجيب :
- نكتب الكتاب دلوك والفرح يبجا زى ما انتوا عايزين
،عندها هتف زينات بنبرة متحشرجه :
- ااا حاج وهدان انت لسة عن رائيك في ال،،،،قولت عليه
اشار بيدة للاعلي وهدر بضيق :
- خدي بتك واطلعي علي فوج دلوجت يا زينات
كانت فرحة لاتعي ايا مما يدور
فإنكمشت الي احضان امها ومالت برأسها على كتفها من فرط الفزع كل شي اليوم كان مؤلم وفوق الخيال
بينما نظرت زينات الي فتح الله وهدرت بجمود :
- حاضر بس انا ليا عندك طلب يا حاج وهدان ، طلقني من اخوك
اتسعت اعيونهم فى دهشة ونظرت نحوها فرحة بتعجب بينما زمجر فتح اللة وهو يحاول الوصول اليها ومنعه اخويه بان اعتقل يداية
- بتقولي اية يا ناقصة
هتفت بتعالا وصمود غير مسبوق :
- ايوة انا الناقصة ، الغبية اللى رضيت طوال السنين دى تعيش مع واحد زيك مش شايف الا نفسه الناقصة دي جابتلك فرحة النقص مش عندي عندك انت انت اللى ما رضتش بحالك روح لمراتك وشوف حياتك انا انهاردة رجعتلى حياتي اللي استحملتك عشانها امشي وسبينا زى ما اتعودنا منك على كدا امشــي يلا ،،،
كانت كلمات الغريبة على مسامع فرحة كما ان وقوف امها بهذا التحدي السافر جعلها فى حيرة
نطق فتح الله غير هابعا بأي شي :
- ماشي يا زينات . انتــي طالق بالتلاته
شهق الجميع من الصدمة بينما ،زفرت زينات فى ارتياح واحتضنت ابنتها وصعدت بها للاعلى
ليوكزة اخية وهدان بغل ويهدر :
- انت ايه يا خي ، جنسك اية مفيش في جلبك رحمة بدل ما تهديها طلجتها
لم يبالي بأحد وخرج وهو يهتف بتأفف :
- فى داهية ،انا سايبهالكوا وسايبلكوا البت انشالله تدبحوها انا اتبريت منها خلاص ومش راجع هنا تانى ولو فى عزاها
- ***********************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،
جلس عاصم بجوار فريال وهو يرخي براسة الى الوراء بتعب
نفخ في ضيق وهتف بشرود :
- اااخ الولد دا هيموتني خلاص مش عارف اتعامل معاه ازاى معاذ اخوه محستش بمعاناه معاه زي اللي عشتها وياه هتجنن منه
مسحت فريال عبراتها وتنهدت فى حزن :
- ابني يا عاصم عايز يمشي ويسبنى ،،،بليز ياعاصم ما تخليهوش يمشي ارجوك
اعتدل وفرك جبهته بتالم :
- قولتله طلقها ما رضيش طيب انفي الاشاعة عنك بطفل ،،مش راضي عايز اية ليه مش راضي
يريحنى طول عمره سادد نفسي وبيجى في اوقات حرجة ويتحداني ،،ثم حدق بقلق الي فريال
- مصيبة الايكون الولد كدا زى ما قالت لينا ،،،انا سمعت من الحراسة اللى كانت معاه فى الساحل انه كان في هناك اوضين مستخدمين يعني ابنك ممكن يكون ،،،،،،،،،
في غرفة رودي ،،،
دقت بأصابعها على فمها في توتر وغدت غرفتها ذهابا وايابا
لتحدثت نفسها :
- انا ماليش دعوة بكل دا انا هروح اقضي اجازة نص السنة عند معاذ وهروح اكلمة دلوقت يكلمهم قفزت الي فراشها وفتحت الحاسوب الخاص بها لتبدء فيما نوت
في غرفة اياد ؛؛؛
استقرا معا على الفراش كان يطبق يدايه على حنين وكانها ستفر منه الي عالم اخر اراد ان يحيها في اضلعه كي يضمن
انها بخير دائما بينما هي سكنت تماما لشعورها براحة تامة داخل احضانه
هتف بنبرة متحشرجة :
- هتروحي الصعيد لوحدك
اغمضت عينيها لتزيح الالم الذي غزا قلبها فجاة من ذكر ذلك الاسم الذي تبغضة وتبغض ذكراه
واجابته بهدوء :
- ايوة دا انسب حل اروح اطمن على فرحة وخالتى زينات واقابل عمامي مادام مصرين يشفونى للدرجة دى
- طب وانا ،،،قالها بتودد
رفعت رأسها عن صدرة وابتسمت لة :
- انت هتفضل هنا تحل كل حاجة ونرجع نعيش تاني طبيعين من غير مشاكل
التف لها ونظر اليها بعشق تام وهتف فى رقة :
- هاجيلك الصعيد ونعيش احلي قصة حب وافرجلك
الخاتمة
هاجيلك الصعيد ونعيش احلي قصة حب وافرجلك الصعيد كله قد اية اياد بيحب حنين
ابعدها قليلا وامسك منكبيها وهدر بجدية تامة :
- بس ناقصك حاجة واحدة يا حنين عشان ما اتعبش معاكي بعدين
تسائلت بعينيها واسترسل هو
- تبقي قوية ،وقوية جدا ،ما تسمحيش لحد يتحكم فيكي او يملي شروطه عليكي
انتى حرم اياد عاصم الاسيوطي ،،، ،،،استقوي بيا
شعرت بالاختناق اثر ذكر اسمة الثلاثي بهذة القوة وزفرت فى محاولة فاشلة لاخفاء حزنها من هذا النفوذ الطاغي
فعقد اياد حاجبية متسائلا :
- مالك يا حنين
لاول مرة حنين تكشف عن مكنون صدرها الية وهتفت بضيق :
- اصلي بخاف قوي من نطق اسمك بشكل دا
حرك راسة بتفهم وهتف في تودد :
_ خلاص يا حنين مش هقوله تاني ،،،وهغيره عشانك
انفرجت اسريرها كطفلة صغيرة وحركت رأسها بالايجاب
بادلها الابتسام واسترسل بلطف وحنو :
- خلي بالك على نفسك هناك وهكلمك كل يوم لا كل ساعة
لانك هتوحشينى اوى لا انتى وحشانى اصلا دلوقت وحاجة
كمان مهمه مش عايزك تبقي ضعيفة قصاد بباكي ولا اهلك هناك عايزك تفتكري دايما انى ساندك وضهرك وقوتك ماحدش يقدر يمسك بسوء طول ما فيا نفس و اوعى تنسي انك
((( علي ذمة عاشق )))
.................................
انتهي الجزء الاول
والي اللقاء في الجزء الثاني
علي ذمة عاشق (شهد الحب)
تاليف / سنيوريتا ياسمينا احمد