رواية صفعة الخذلان الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد
ـ ارجوك ياعامر متبعدوش عن حضني خليني اشوفه بس..
كنت اسمع جدي الحكيم بيقول لعمامي دائما..الكلمه…
الكلمه اللي تخرج من بوقك لازم تكون موزونه وبحساب..الراجل يابني هو كلمه .
عمري مافهمت معناها، ولا فطنت ليها الا بعد ما كل شيء انتهي..وبقيت انا هنا دلوقتي..الكلمه اللي نطقها أبويا كانت كفيله ب_هدم بيتنا وهدم ست كان هو كل عالمها…
انا معشتش بعدها ولا أمي عاشت...انا أمي ماتت وقتها واللي فضل منها بقايا امرأه…
بقايا ست اخذت درس في حياتها مش هتنساه باقي عمرها..وخصوصا بعد اللي حصل بعدها..
لا الدنيا ر_حمتتها، ولاالكل رحمها، لا حتي انا..بنتها
عاشت ست مصفوعه بصفعه الخذلان ...العمر كله .
وقت ما قال أبويا وصرح بكل جبروت ..اه انا اتجوزتها..انا بحبها..
الدنيا دي وح_شه اوي..غ_داره..وبتتقلب زي موج البحر..
محدش عمره كان يتوقع ابويا يعمل كدا في امي..
ويضيع الحب الكبير اللي كان بينه وبينها
امي اللي ياما دعيت عليها،بكل دعاوي الدنيا
ومفيش كلمه حلوه قولتها في حقها..صح..
حتي اخواتي،بعدتهم عنها وكره_تهم فيها
بس لما كبرت وعرفت..
عرفت ان كرامه الست ، وخصوصا لما تكون عاشقه.. مش مديه خوانه..عندها بالدنيا.. وان الست لما تثو_ر وتترك استحاله ترجع ، ولو العشق كل حياتها، وامي للامانه طول عمرها نفسها عفيفه..
رغم فق_رها واللي حصلها بعد اصرارها عالط_لاق الا انها عمرها مامدت ايدها لحد..ولا اشتكت اللي حصلها..
ابويا كان مذبذب تاره عاشق وتاره كا_ره
مش متزن ودا طبعا كان تأثير السح_ر المأك_ول اللي واكله..وشاربه..وعايش نايم بيه..محدش ينكر عشق أبويا لامي، وده اللي خلي الكل مصدوم ازاي حصل كده..
ـ اتحايل عليها ابويا كتير عشان تفضل، وتربي عيالها وتعيش مع ضرتها..بس كانت مجروحه ورافضه وكارهه..
جرحها الكبير زي ماكانت بتقول،كان متحكم فيها..
لدرجه انها فضلت كرامتها علي كل حاجه..حتي احنا بناتها
بس محسبتش حساب لغ_در الدنيا..
انت ممكن تضغط علي اي ست باي حاجه،الا انك تضغط علي ست تعيش، وهي كارهه ليك
نظرتها ليك اتغيرت،وانكسر_ت صورتك اللي رسمهالك قدام عينها..
مش هتعرف تعيش ولا تتأقلم..امي كانت عارفه انها مش هتقدر تعيش ولا تتعامل معاه عادي تاني فاختارت البعد وال-الم..والفراق..في الحالتين هتضحي..والتض_حيه ف_راق..
ماهو صعب تبني وتتعبي في عش واحلام ورديه بتبنيها مع شريك حياتك وتيجي واحده ماتسواش تقش وتهدم كل اللي بنيتيه..
امي استسلمت!محاولتش تحارب،بعدت واختارت حكم القدر لينا وليها..
وليه هو..وللامانه في الاخر ربنا جبر الخواطر..جبرها جامد وخصوصا في امي..واخويا اللي مش شقيق اللي كلنا كر-هناه واذيناه..
سواء نفسي ولا بدني..
ايه ده..دا كله بحكي..ومعرفتكوش مين انا...امم..اعرفكم مين انا ..
انا سما….ودي أول صفحه في مذكراتي اللي قررت اكتبها بعد عمر طويل مرير..من الالم والتعب، والعذاب..
من سنين بتابع مع طبيب نفسي..وفي كل مره كان دائما ينصحني اكتب ..اكتب اللي حاسه بيه، اللي عشته، واللي حصل ..بس انهارده بس قررت ..لما حسيت أن خلاص مبقاش في وقت..وان الزمن خلاص دار وكل صاحب حق..خد حقه عالدنيا..
*أنا سما..كنت عيله صغيره بضفاير؛عايشه عيشه هاديه بين اب وام جميله جمال مش عادي
ام حسنه الخلق والاخلاق زي ما بيقولو..
بيحبو بعض وواخدين بعض علي حب زي مابيقولو..
امي وابويا كانو ولاد عم..وحبو بعض واتجوزوا..جابوني انا الكبيره سما.. بعد معانا-ه مع الدكاتره لان امي كان عندها مشكله..
وبعديا اختي ندي بعدي بخمس سنين..
واخيرا اخويا الصغير اللي اتفاجأنا بحمل امي فيه بعد طلاقها..
يعني بيني وبينه ١٠سنين.
نادر حبيبي وروحي..وفي ليله كاحله فوقنا كلنا علي صوت صريخ وبكا..امي بتبكي بقهر وبتلطم علي خدها..بعد صمت طال يوم كامل من وقت نتدخل علينا أبويا بعروسته الجديده اللي اتفاجئنا بيها كلنا..
ـ اتجوزت عليا ياعبدالله ليه انا عملت ايه،هي احسن مني في ايه؟
ابويا مكنش قادر يتكلم..كان حاطط وشه في الارض وساكت.. مبيردش..
ولو رد بيقول غصب عني..معدش ينفع اطل-قها حامل مني..وهتجبلي الواد..
الصدمه لجمتنا كلنا..ازاي حامل وازاي الصبح كانوا عرايس...كنت وقتها بعقل طفله بفكر، مكنتش اعرف ان الحوار كان أكبر من كده..
حوار أن أبويا خاين..وخان أمي وكس_رها..وهو نايم في حضنها..
النظره اللي طلت من عيون أمي وقتها لسه محفوره جوايا…
_ وقتها امي رفعت عينها في عينه وبصتله بح_رقه و_خيبه امل
وكانها كانت متوقعه ..اللي هيقوله..مثارتش ولا اتنرفزت.. ودموعها نزلت علي خدها..
وبقله حيله..مدت ايدها ومسحت دموعها..
ــ خلاص يبقي تطلقني انا،ربنا يوفقك.في حياتك..هي أحق مني بيك..هي أم الواد..اللي كنت بتحلم بيه..
ابويا جسمه اتخشب ومبقاش عارف يرد..ابويا عمره ماكان كدا..
كلمه الطلاق من امي علي سبيل الهزار كانت بتخليه مش في وعيه..وبتبقي ليله بمبي.
انا واعيه لكل كلمه وكل رد فعل منه ومنها،بس وقتها ماكنتش فاهمه..
ـ اللي حصل وقتهااا خلانا نتأكد ان ابويا بتاع زمان عمره ماهيرجع..
الخدامه اللي وقعته عرفت تتمكن منه..
بصلها بهدوء وسحب نفس...بعد صمت ونظرات لو كنت فسرتها وقتها ..كنت عرفت اد ايه أبويا كان بيص-ارع حاجه مش عارفها محتاجه اللي يفسرها..
ـ اللي يريحك...انا هعمله..بس لو حابه تربي عيالك اقعدي ربيهم وانا هصرف عليهم..ربي بناتنا في بيتنا..
انتي عارفه وانا عارف اخواتك وحشين ومحدش هيصرف عليكي..فبلاش السكينه تسرقك، وترجعي تترجيني وتندمي..لان ساعتها مش هرحمك..
نظرة أبويا ساعتها كانت اتغيرت، من نظرة مت-وتره، بنظره قاس-يه، نظرة كره، واشم-ئزاز وق-رف..وسخريه..ازاي أمي فضلت ثابته بعدها…
_ انتي عارفه انا مبتفش تفه وارجع الحس؟ها..
ورجع بصلها بصه رغم مرور السنين الا انها لسه معلمه فيه..
بصه بتقول هتستسلم..دا اضعف مايمكن انها تمشي..هتروح فين؟
اهلها جامدين ونسوان اخواتها مش هيطقيوها..اكيد هترجع..واهي خدمه بخدمه..هتبقي خدامه ليا ولعيالها..
ـ بصه كل ما افتكرها اجري اروح علي قب-رها واقولها سامحيني ياامي انتي انظلمت-ي..وكلنا جينا عليكي..سامحيني وارحميني من دعوتك
اللي اتحققت..انا غلطانه
بس يفيد بايه الندم..
ـ ساعتها بصتله امي،بصه سخريه علي حزن مكبوت..وقه-ره وغص-ه بحلقها..مش عارفه تبلعها
وهي بتحاول تبان قويه..
وقالتله..انت صح
_ انا فعلا مليش حد...انت اللي كنت مفكراك الدنيا كلها بعد موت ابويا وامي..
بس معلش..ملحوقه..مفيش حاجه يا عبدالله بتفضل علي حالها
عندك حق اخواتي ونسوان اخواتي مش هيطيقوني ببناتي..وهيخلوني خدامه ليهم..عشان كدا..
وقتها نزلت دموعها تجري، وبصت لينا نظره عمري ماانساها، وحطت أيدها علي قلبها..
_ انا هخرج بس بطولي مش هتحمل بناتي يشتغلو خدامين عندهم..كمان..كفايه انا ، خليهم معاك يعيشوا من خيرك..وانا ربنا يتولاني..
ابويا رجع وقتها لورا ، للحظه حسيته هيجري يحضنها زي ما كنت دائما بشوفهم بعد كل خ-ناقه صغيره بينهم ، أو حتي كبيره، كنت انسحب واستخبي عشان اشوف بابا وهو بيحضن ماما ويصالحها…
بس لا...اللي حصل بعدها كان صدمه...صدمه لينا كلنا…
اللعنه الرابعه…
________
انصدم أبويا وقالها..بتقولي ايه؟
_ ازاي؟
_ انتي....سكت ووشه مكنش يتفسر..والندم بان عليه..
مهما قال مبحبهاش..كان بيعشقها ولما جه يموت
متمناش غيرها..يموت بين ايدها، وينظر بس في عينها…
بس نقول ايه..منه لله اللي بياذي..
الصمت بتاع أبويا طال..طال اوي ومردش بقي واقف زي التمثال متخشب، وهي بتقرب مني، وبتبوسني، وعملت كدا مع اختي ندي ..
ودموعها نزلت وهي بتقول سامحوني..مش بإيديا..
وخرجت زي ما دخلت من غير شنطه هدومها..حتي..
وسلمته كل حاجه ...وقالتله الهدوم دي من فلوسك،انا متجوزاك من غير اي حاجه كتر خيرك..والدهب كمان..انا أبويا الله يرحمه لما جوزي ليك كان راجل ف-قير، وعمي الله يرحمه برده كان غني..واتكفل بكل شيء..فأنا زي مادخلت هخرج .
وفعلا خرجت..جريت انا واختي نمسك فيها،بس هي خلاص كانت حسمت امرها..
خرجت امي من هنا، والصبح لقينا ست الحسن والجمال اللي فضلها ابويا
علي امنا،في مكانها وفي اوضتها...بعد ليله مبطلناش فيها انا واختي بكا..
ابويا كان بيدبل من فراق امي، بس مش عارف ياخد موقف..ولا فائق لنفسه، ولا عارف بيحصل ايه؟؟
ساعات يحنلها وساعات يشتم ويسب فيها..بعتلها مراسيل كتير ترجع بس مكنتش بترضي وخصوصا بعد ماعرف انها حامل في الواد اللي كان بيتمناه..والست الهانم في بطنها بنت بردو...وأنها ضحكت عليه عشان يتجوزها..
وحياتنا احنا..بقت ج_حيم..مرار في مرار..
ضر-ب وتع-ذيب وعيشه زي الخدامي_ن عايشينها..قدام ابويا سمنه علي عسل
ومن وراه كانت بتق-تلنا ض-رب..ومن جبرو-ت أبويا كان مانعنا حتي من أن تخطئ العتبه اللي جمبنا…
وفي ليله..سمعنا صوت امي بتبكي لابويا تحت شباك اوضتنا، وراه البيت الكبير اللي عايشين فيه، وتقوله انها نفسها تشوفنا...هاتوهم عندي شويه، وخصوصا اننا ساكنين كلنا في حته واحده، زي بيت عيله كدا..بيوت جار بعضها..
بس ابويا رفض...رفض قاطع، وقتها كنت مفكره أنه زي مامرات أبويا قالتلنا ، أنه بيضغط عليها بينا..عشان ترجع..
بس الزن من مراته خلاه زي الاعم--ي..لا شايف ولا عارف..
لحد.ماجه ميعاد ولاده امي..
واللي حصل ساعتها لا ينكتب ولا ينقرا....