رواية قلب الباشا الفصل الثاني 2 بقلم فريدة
بعد ان عاد رجال العائله وقت الغداء كما المعتاد وقف حسن ينظر بغرابه لاخته التي تضع اطباق الطعام فوق الطاوله وحدها و لا يري حتي الاطفال كما اعتاد ان يراهم جالسين حول امه فقال : هو البيت فاضي كده ليه يا ديجه و امك فين ...اكمل بقلق : اوعي تكون تعبانه
خرجت في تلك اللحظه فاطمه وهي تقول : انا كرشتهم هتلاقو كل واحده مرزوعه في بيتها
عبدالرحيم : ليه يا حاجه عملولك ايه و انا اكسرلك رقابيهم
حسن : لييييه ملهومش رجاله يحكموهم يا عمي و لا احنا مش ماليين عينك
وليد : انت عارف ان ابويا ميقصدش يا حسن هو بس بيراضي الحاجه ...اكمل بغيظ حاول ان يكتمه : حاول تهدي نفسك شويه يا باشا بلاش تقف عالكلمه كده
حسن بقوه : لا ياخويا دانا اقف عالحرف و النقطه كماااان الزمن ده الي بتفوتلو مره بيركبك......ايااااااد ....هكذا صرخ علي ولده و الذي وقف امامه بادب يقول : نعم يا بابا
حسن : اطلع نادي امك و باقي الحريم من فوق بسرعه
جلسو جميعا برعب امام هذا المتجبر الذي ينطلق من عيناه شرارات الغضب بعد ان قصت له امه ما حدث بالحرف و بعد سكوت هالك للاعصاب قال بهدوء مميت : كل واحده فيكم تلزم بيت ابوها و لما تتربي و تعرف ان ولاد عبدالجواد الصعيدي مفيش حريم تنفع توقع بينهم و لا هيسمحو لحد حتي لو كان ابنه الي من صلبه يفرق بينهم و لو عشان كنوز الارض...نظر للجميع بغضب و اكمل : انا و اخويا و كمان كرم جوز اختي و الي اتربي في وسطنا من صغره و بقي زيه زي اي واحد فينا بنعلم ولادنا من صغرهم انهم اخوات و ميخلوش حد يدخل بينهم ...لما يجي بقي شويه حريم ملهومش لازمه بكلمه مني اغورهم و اجيب بدالهم و احسن منهم كمان تبوخ سمها في ودان العيال من صغرهم عشان كل واحد يطمع فالي في ايد غيره يبقي متلزمونيش
كانت الثلاث نساء يبكين بقهر و لكن سماح قالت بحقد : طب انت ليك حكم علي الاتنين الي علي زمتك تمام مقولناش حاجه انما انا تكرشني ليه مليش راجل ......صفعه .....صفعه قويه هبطت فوق وجنتها من يد الحسين و بعد سماع صراخها قال : كلمه كمان و هتكوني طااالق ساااامعه و كلمه اخويا تمشي علي الكلللللل
وليد بغضب : انت بتمد ايدك عليها قدام ابوها و اخوهااااا جري ايه انتو محدش مالي عينكم لييييه
كرم : اهدي يا وليد متشعللهاش اكتر ما هي والعه
عبد الرحيم : اختك الي غلطانه و عايزه كسر رقبتها كمان
صرخ وليد بغل : خليك انت كده كل حاجه يعملوها ولاد اخوك تبقي صح لحد مخليتهم ركبوناااا ...اعقب قوله بالهروله خارج المنزل قبل ان ينال عقابه من ذلك الذي يجلس بهدوء ما قبل العاصفه و ما ذاده غضبا هو قول امه : شوفتو يالي عايزين حش رقبيكم البيت ولع و الرجاله هتمسك في بعضها بسببكم منكم لله
اعاد ظهره للوراء بعد ان اشعل سيجارا و وضع ساقا فوق الاخري ثم قال ببرود اغاظ الجميع : حضري الاكل ياما عشان جعان و لسه ورايه شغل كتير ...نظر للثلاث نساء و قال : مش عايز اشوف خلقه واحده فيكم قدامي كل واحده تلزم بيت ابوها يلاااااااااااا
جلست عزه تندب حظها بجانب امها بعد ان جمعت بعض اغراضها و عادت الي بيت ابيها كما امر هذا المتجبر و هي تغلي من القهر فقالت لها امها و تدعي وجيده : انتي غلطانه يا بنت بطني قولتلك ميت مره انتي معاكي راجل جامد بس جدع و الكل بيحلف بيه قولتلك عيشي بما يرضي الله و بلاش عمايلك السوده دي مسمعتيش كلامي لحد ما جيتي تقعدي جنبي حتي من غير عيالك ...قولتلك عيشي يا بتي
عزه بغل : اعيش مزلوله صححححح يداس عليا بالجزمه و اقول حاااضر صح هو ده الي انتي عيزاه ...بس ده عمره ما هيحصل انا عمري ما هبقي زيك ياما عشتي مزلوله و مكسوره مع ابويا يهينك و يذلك و انتي تقولي حاضر و نعم و فالاخر راح اتجوز عليكي و مقدرتيش بردو تقولي لاااااا
انا لازم يكون ليا وضع فالبيت و في وسط العيله دي عشان ميدسوش عليا زيك
حزنت الام من كلام ابنتها القاسي و قالت : و انا استحملت ده كله ليه مش عشان خاطرك انتي و اخواتك يا بنتي
عزه : و انتي اصلا عملتيلنا اييييه هااااا اي حاجه ابويا يقول عليها مكنتيش تقدري تعترضي حتي لما كان بيضربنا كنتي تخافي تحوشي عننا و لما جه يجوزنا جوز اختي لابن اخوه عشان يضمن الورث في كرشه و جوزها لواحد هلهوله ملوش كلمه و لا شخصيه و انااااااا جوزني للباشاااا الي متجوز قبلي عشان يستفيد منه بردو فالشغل يعني احنا مجرد مصالح بيمشي بيها شغله ياما عشان يكوش علي الملايين و الي فالاخر هيورثها اسماعيل ابنك الصايع الحشاش و يضيعها عالهباب الي بيطفحه
وجيده بغضب : دلوقتي الباشا بقي وحش انتي مش كنتي هتموتي عليه و طيرتي مالفرحه لما اتقدملك
عزه : ايوه منكرش كنت فرحانه عشان هطلع مالبيت ده و اخلص من ضرب ابويا و بخله و اعيش فالعز و النغنغه و كنت فاكره اني هقدر اميل قلبه ناحيتي و امشيه تحت طوعي لحد ما اخلص من ضرتي بس و لا هو قلبه مال و لا اقدرت اخلص منها خصوصا بعد ما خلفت منه
جلست بطلتنا ليلا بعد ان تركتهم مني و غادرت مع زوجها الحبيب و هي سارحه فيما قالته لها اختها
فلاش باك
______________
بتبوصيلي كده ليه يا مني
سحبتها الاخيره و جلست معها فوق الفراش و قالت : و اخرتها يا بنت ابويا هتفضلي متعلقه فالحبال الدايبه لحد امتي الي قدك و اصغر منك اتخطبت و اتجوزت كمان و انتي احلاهم يا ندي و اجدعهم كمان كل يوم و التاني ترفضي عريس احسن من الي قابله و معيشه نفسك في وهم استحاله يحصل و انتي عارفه كده كويس
دمعت عيناها و لكن كبريائها منعها ان تسيل دموعها حتي ولو امام اختها الغاليه فسحبت نفسا عميقا و قالت و هي تضع يدها فوق قلبها الخافق و تقول بحروف تقطر عشقا : طب و ده اعمل فيه ايه يا مني ...انا فتحت عنيه علي حبه و فضل يكبر و يكبر جوايا لحد من غير ما احس لقيته بقي يجري في دمي ...عارفه ان متجوز بدل الواحده اتنين و عارفه انه مستحيل حتي يفكر فيه و لا اخطر علي باله مش قلبه ...و عارفه اني مش هقبل بيه و يكون مشاركني فيه واحده مش اتنين
بس اعمل ايه مفيش في ايدي حاجه غير ان احبه و بس
مني : طب ما تدي نفسك فرصه يا حببتي و وافقي علي اي واحد مالي هيموتو عليكي يمكن تنسي
ندي : انسي هههههه انسي ايه يا مني و لا انسي مين و لا مين اصلا يقدر ياخد مكانه ......عيزاني ابقي خاينه يا مني يبقي قلبي مع واحد و جسمي مع غيره ...مش هطيق حتي انه يلمسني ....انتي ممكن متحسيش بيا لانك حبيتي واحد كان بيحبك اصلا و الحمد لله علي النعمه الي انتي فيها ربنا ما يكتب علي اي واحده تحب واحد وهو مش شايفها اصلا....ههههه ضحكت بقهر و اكملت : ده بيجي يقنعني باي واحد يتقدملي عن طريقه و يكون شايف انه كويس ده غير تريقته عليا فالرايحه و الجايه الناس كلها شيفاني حلوه الا هو
مني : مانتي الي عامله كده في نفسك يا قلب اختك طول الوقت رابطه شعرك كحكه ده غير لبسك الرجالي ده الي مش بتغيريه وهو ما شاء الله معاه اتنين يحلو من علي حبل المشنقه و كل واحده فيهم بتعمل البدع في نفسها عشان تملي عينه
ردت عليها بغيره : بس و لا واحده فيهم ملت قلبه ...تنهدت بحزن و اكملت : و يمكن ده الي مريحني شويه ...قلبه مدقش الحب و لا انكوي بناره
مني : طول عمره مش بيامن بالحب اصلا ههههه بيقول ده موحن
ابتسمت بحزن و قالت : ربنا يدوقهوله و يخليه يتكوي بناره ياااااااارب....اكملت بداخلها : بس معايه
باااااااااااك
_____________
تنهدت بهم ثم تمددت فوق فراشها و هي عازمه علي امرا ما
و ها قد اتي الصباح سريعا و الجميع قام بعمل نفس الروتين اليومي و ذهب كلا في طريقه
اما بطلتنا فقد اخرت نفسها قليلا عن موعدها التي اعتادت ان تذهب فيه مع ابيها و بعد ان نظرت من شرفتها و التي تطل علي احدي المعارض التي يملكها الباشا ابتسمت بحب حينما وجدته يجلس بهيبه و غرور غير متعمد يدخن ارجيلته الصباحيه و التي لا يبدأ يومه الا بها
عادت الي غرفتها و ارتدت ثيابها المعتاد و لكنها اليوم قررت ان تغير من شكلها قليلا فلم تعقص شعرها الحريري بل تركته حرا خلف ظهرها و كان مظهره حقا....رائع
مشت داخل الحاره و هي تلقي السلام علي الجميع كما المعتاد و لكنها شعرت بزهو داخلها حينما ذادت نظرات الاعجاب ممن يرونها فتشجعت و تمنت ان يلاحظ هو الاخر ذلك التغيير البسيط
و بينما وقفت تلقي عليه تحيه الصباح نظر لها بزهول تزامنا مع مرور نسمه هواء جعلت شعرها الطويل يتطاير حول وجهها الحليبي مما جعل منها ايقونه للجمال برغم بساطه مظهرها .....بعد ان كانت ممتلئه بالثقه اهتذت بداخلها و خافت من نظرته الغاضبه و ما كادت ان تساله لما لم يرد عليها تحيتها حتي وجدته يقف من مجلسه ثم أتجه الي الداخل وهو يقول : تعاااالي ....و فقط
زوت بين حاجبيها بحيره و دلفت خلفه و بمجرد ان وقف داخل مكتبه صرخ بها : ايه الهبااااب ده عالصبح يا بت انتي ربنا خلقك عشان تحرقي دم الي جابوني كل يوم
نظرت له باستغراب و قالت : الللله و انا عملت ايه طيب لكل ده انا يا دوب قولتلك صباح الخير
حسن : انتي من امتي بتفردي شعرك يا ندي ماشيه فرحنالي بطوله و لون الرقاصات الي مش بتغيريه.....بس عالاقل مكنش باين عشان بتلميه انما تتجني و تمشي فالحاره بالمنظر ده مش هسمحلك
تعلم انه يفعل كل ذلك من باب الاخوه المزعومه و لكن قلبها العاشق رأي ضوءا صغير ينير بداخله و تمني ان يكون كل هذا بدافع الغيره فسالت دون تفكير و هي تتمني ان تري داخل عينه ما يرضيها و لكنه ذادها.جرحا اخر حينما قال : و انت مزعل نفسك ليه ابويا نفسه مش بيعلق علي شكلي و لا انت شايف ان انا حلوه بذياده و خايف الخطاب يكتره
ضحك بصخب و قال بقسوه تعود عليها : مين الي ضحك عليكي و قالك كده يا قطه اوعي يا بت تفكري نفسك تسوي حاجه في سوق الحريم انتي اللون الاصفر الي بتضربي شعرك بيه هو الي محليكي عشان بيضه شويه ...روحي بوصي لنفسك فالمرايه و شوفي نفسك عامله ازاي دانتي مش باينلك ضهر من وش بلبس الرجاله الي ماشيه بيه ده اراهنك لو لبستي فستان هتبقي زي الهبله فيه و بعمل كل ده عشان خاطر ابوكي الي كل يوم لازم تجبيله مصيبه بسبب طريقتك الزباله مع الناس ...انا مش عارف انتي مسترجله و لا شايفه نفسك بت و عايزه تتعاكسي مترسيلك علي بر عشان الواحد يعرف يتعامل معاكي ازاي
كانت تنظر له بوجه خالي من اي تعابير و لكن قلبها ينزف دما ....تلك المره هي اكثر المرات التي اهانها فيها و لكنه دعس علي قلبها بقوه حتي ادماه.....لم تتفوه بحرف و لكنها التفت تاركه له المكان بهدوء ينافي ثورتها الداخليه ....عادت الي منزلها وهي تحارب دموعها الا تهبط امام احد و بمجرد ان اغلقت باب غرفتها عليها اجهشت في بكاء مرير
اما هو وقف مكانه يلوم حاله ...قليلا فقط و لكنه عاد الي قسوته حينما سمع بيبو يقول : ليه كده يا حسن انت دوست عليها جامد المرادي انا سمعت كلامك ليها و مردتش ادخل عشان محرجهاش هي عملت ايه لكل ده
حسن : ندي ساقت فيها يا بيبو و بدأت تتغر من كتر الرجاله الي هتموت عليها و ابوها غلبان مش حمل مشاكل و انت عارف لو مكنش الحوش الي هنا عارفين انه يخصني الله اعلم كانو عملو فيه ايه ...دماغي لفت يا جدع لما لقيت النسوان قبل الرجاله هيكلوها بعنيهم و هي ما شاء الله حلوه و يتبصلها كان لازم اكسرها كده عشان ترجع لعقلها انت عارف انها زي خديجه بالظبط و انا الي مربيها من ساعه ما جت الحاره و هي عمرها لسه سنتين
بيبو : ايوه فاكر و من وهي عندها خمس سنين بعد ما بدات تنزل مع ابوها و هي متعلقه بيك و طول مانت فالحاره مكنتش بتسيبك ابدا ....دانا حتي فاكر يوم فرحك علي بت عمك كانت لسه عندها حوالي عشر سنين يومها موتت نفسها عياط كانت فاكره انك كده مش هتبقي معاها و لا تجبلها حاجات حلوه عشان اتجوزت
جلس حسن بهم و قال : و يارتني متهببت يا جدع
هل تظنون ان تلك العنيده تستسلم بسهوله و تغلق علي حالها و تسمح لنفسها ان تنهار ....لا و الله ..اذا لم تعلمو من هي ندي بعد
انهت حاله البكاء التي انتابتها سريعا قبل حتي ان تشعر بها امها و بعد ان غسلت وجهها وقفت تنظر الي المراه المعلقه فوق حائط المرحاض وهي تقول بتصميم : انا هخليك تشوف مين الي ملهاش وش من ضهر و متسواش في سوق الحريم حاجه ماشي يا....باشا
دلفت لامها المطبخ و التي استغربت من عودتها فقالت : يوووه انتي رجعتي امتي يا بت و لا تكوني نسيتي حاجه
ندي : لا منسيتش بس انتي عارفه بابا مش هنا انهارده و انا يادوب بصيت علي حماده لقيته شغال كويس فقولت اطلع اقولك علي حاجه نسيت اقولك عليها امبارح
نظرت لها سناء باهتمام فاكملت : واحده صاحبتي من ايام الجامعه خطوبتها النهارده و عزماني ...و انا الصراحه عايزه اروح
سناء : و من امتي بتحبي تحضري افراح دانا بتحايل عليكي تيجي معايا اي مناسبه و انتي مش بترضي
ندي : يا ماما كل المناسبات جوه الحاره انما صاحبتي عامله فرحها في فندق كبير يعني هشوف ناس جديده و اغير جو شويه بالله عليكي وافقي بقي انا زهقانه
ظلت تحايلها و تقنعها حتي نالت موافقتها و لكنها قالت لها بتحزير : ماشي يا ندي روحي بس هي ساعه واحده و ترجعي ساااامعه
قبلت امها فوق وجنتها بفرحه و قالت : ربنا يخليكي ليا يا سونسون يا جميل انت
ابتسمت الام بحب و قالت : ماشي يا بكاشه المهم هتمشي من هنا الساعه كام
ندي : يعني علي تمانيه كده
سناء : بس انا مش هكون موجوده فالوقت ده
ندي باستغراب : ليه رايحه فين
سناء : شويه كده و هروح لام الباشا كلمتني و هي مدايقه قولت اروح اطول عليها و اهي تفضفض معايه بكلمتين يريحوها
ندي باهتمام : و هي ايه الي مزعلها تلاقي حسن عملها حاجه ...قالت ذلك بخبث حتي تعرف ما حدث
سناء : لا و الله هو فيه زي حسن ربنا يحميه يا رب دي متخانقه مع مرتات عيالها و اول ما رجع و عرف الي حصل كرش التلاته حتي مرات حسين
لمعت عيناها بفرحه و قالت : طلقهم يعني
ضحكت الام و قالت : بقولك وداهم بيت اهلهم يا هبله انا لسه معرفش تفاصيل لما لقيتها زعلانه كده قولتلها هخلص الاكل و اجيلك
تركت امها و اتجهت الي غرفتها لتجهز حالها لاول معركه حقيقيه ستبدأها معه و هي تدعي بداخلها ان يطلق زوجاته و حينها لن يكون لغيرها ......تعلم ان تفكيرها خاطىء و تعلم انه لا يجب ان تبني سعادتها علي شقاء الاخرين ...و لكن هكذا القلب يجعلك تفعل كل شىء خارجا عن المنطق
مر اليوم دون جديد و بعدما ذهبت امها الي ام الباشا.....الباشا الذي اهلكها بحبه المستحيل
اصبح المنزل خاويا الا منها دلفت الي حجرتها و تجهزت باجمل طله
ارتدت فستانا احمر يصل طوله الي بعد الركبه ذو اكمام طويله واسعه و فتحه صدر مثلثه...وضعت زينه مبهره فوق وجهها البهي و ما ذاده بهائا حينما وضعت طلاء باللون الاحمر القاني فوق ثغرها المغوي فاصبح قابل للالتهام.......تركت سلاسل الذهب خاصتها تتمايل خلف ظهرها بحريه و ارتدت حذائا فضي اللون ذو كعبا عالي و معه حقيبه يد صغيره من نفس اللون
نظرت لنفسها بغرور بعد ان انبهرت هي نفسها من جمالها الذي اظهره هذا الثوب ....خافت قليلا و لكنها شجعت نفسها و قالت : هيعملي ايه يعني و لا يقدرلي علي حاجه ..... خرجت من المنزل بقلبا مرتعب و لكن لم يظهر عليها اي شىء و اخذت تمشي بثقه و غرور يذداد كلما رات افواه الماره مفتوحه و عيونهم جاحظه من هول جمالها ....غير صافرات الشباب التي انطلقت اعجابا بها و هم لا يصدقون ان تلك هي ندي ( المسترجله ) كما يطلقون عليها
اخذ قلبها يخفق بشده كلما اقتربت من المرور امامه
وهو كان يشرب ارجيلته و يقول لصديقه باستغراب : هي العيال دي بتصفر كده ليه اتخبلو و لا ايه الواحد مصدع خلقه هو..........قطع حديثه الاااان ...قد علم لما كل تلك الجلبه ....لم يصدق عينه انها هي من تمشي بخيلاء امامه و انها تمتلك كل هذه الفتنه ....القي خرطوم الارجيله من يده وهو يقول بغضب جم : يا نهااااار ابوكي اسووووود .......ندددددي
انتفضت و ارتعش جسدها اثر صراخه باسمها و لكنها ابدااا لن تظهر خوفها منه ....بل وقفت ببرود تنظر له وهي تقول بدلال : بتزعق ليه يا باشااا هو انا طرشه
وقف قبالتها بعيون تقدح شررا و لم يهتم بمن يقف ليشاهد ماذا سيفعل بها حسن الباشا فالجميع يعلم انها بمثابه اخت صغيره له حتي في بعض الاحيان يذهب اليه هو من يريد ان يتقدم لخطبتها ليتوسط له عندها
جز علي اسنانه بغيظ و قال : ايييه الي مهبباه في نفسك ده يا بت
اغتاظت منه و قالت : ليا اسم علي فكره انت فاكرني عيله صغيره
نظر لها بصدمه غاضبه وقال : و انتي كبرتي امتي يا ست ندي دانتي يا بت لسه من كام سنه كنتي بتعمليها علي بنطلوني
عمي عيناها الغضب و ضربت بكعبها فوق الارض و قالت بدون وعي : انا كبرت و من زمااااان علي فكره بس انت الي اعمي و مش شايف يااااا ....حسن
لا يعلم لما خفق قلبه بعد نطقها اسمه بتلك الطريقه و لكنه جن جنونه حينما تحدثت معه بجرائه امام الجميع فما كان منه الا ان يمسكها من زراعها بقوه و يسحبها خلفه داخل المعرض الخاص به و لم يهتم بصراخها عليه فهي تذيد حسابها معه
اما من كان يقف ليشاهد فقد اشفقو عليها مما ستلاقيه علي يد هذا الهمجي
ضرب بيبو كفا علي كف من هذا الجنون الذي يحدث امامه و قال بصوت عالي : يلا يا اخينا منك ليه السيما شطبت كل واحد يروح يشوف حاله
وقف يغلي كالمرجل و لم يترك زراعها بعد و برغم رعبها منه الا انها تحاملت علي الالم و وقفت تنظر داخل عينه الغاضبه بثبات تحسد عليه و لاول مره تطيل النظر داخلهم حتي قالت بداخلها : اذا كان هذا جمال عينيك عند الغضب ...كيف يكون حالهم حين ....تحب
افاقها من ابحارها داخل ابريق العسل خاصته صراخه بها وهو يهزها بعنف : يعني انا الصبح بهدلت كرامتك عشان بس نازله بشعرك مفرود ميفوتش كااااام سااااعه و تبقي رقاصه بجددددد
حاولت ان تنزع زراعها من يده الحديديه و لكنها لم تستطع فقالت بغضب قد تحكم بها بعد ان فاض بها الكيل : اااانت مزعل نفسك ليه كده مش انااا مسواش في سوق الحريم و مليش وش من ضهر يعني مهما اعمل محدش هيبوصلي يبقي اااااايه بقي
لاول مره يجد حاله منجذبا لملامحها الفاتنه و قد انبهر بثغرها المغوي و شفتاها تتحرك مع حديثها الغاضب بطريقه جعلت عقله يتخيل ماذا سيحدث اذا قمت بازاله ذلك اللون المثير من فوق شفتيها بخاصتي .....عند تلك النقطه شعر انه صعق بكهرباء فانتفض بداخله وهو يتركها بهمجيه و قال حتي يلهي حاله عن هذا التفكير القذر : انتي مبقاش ليكي حااااكم و انا بقي هعرف اشكومك يا خراااااا
وقفت قبالته تجابهه بقوه و تعمدت ان تكون قريبه منه للغايه دون تلامس و لكن انفاسها الساخنه قد لفحت عنقه وهي تقول بحزن : هو انت ليه شايفني وحشه كده يا حسن كل شويه تقلل مني و تهني و انا اخلقلك الف عزر و اقول مش قصده و فالاخر شايف اني مليش حاكم مع اني متربيه علي ايدك و انت اكتر واحد عارف اخلاقي ....لمعت عيناها بالدموع لاول مره امامه و لم تمنعها و ما ذاد قلبه خفقا هو صوتها الذي خرج بنبره لم يسمعها منها قط و كانها تستجديه ان يشعر بها دون ان تنطق كلمه واحده تدل علي ذلك ..و لكن ملامحها ..لمعه عيناها ...صوتها الشجي ...كل هذا يطالبه ان يفهم ما بين السطور و هو يمتلك من الخبره و الذكاء ما يجعله يشعر بما تريد ايصاله له ....و لكنه كذب حاله و رفض تلك الاقكار بل و نفضها خارج عقله ثم رد عليها برفق لاول مره : عارفك اكتر من نفسك وواثق في اخلاقك يا ندي بس لازم احجمك عشان متضوريش نفسك ...انتي بقالك فتره متغيره و مشاكلك ذادت عن الحد و انتي مبقتيش صغيره لازم تعرفي انك بنت و طريقتك دي متنفعش خصوصا في منطقه شعبيه ذي دي ...تفتكري انا هقبل ان حد يقول عليكي كلمه متعجبنيش ...طبعا لا عشان كده بقسي عليكي انتي زي خديجه عندي و يعلم ربنا انا بتمنالك الخير قد ايه و نفسي انهارده قبل بكره اجوزك للي يستاهلك
كسر جديد ....و لكن قد اعتادت علي ذلك لا يهم
ردت عليه بنبره تصرخ عشقا و قالت ردا علي حديثه : ساعات الحنيه مفعولها بيبقي اكبر و احسن من القسوه يا .....باشا.....و فقط تركته مغادره المكان بعصبيه مفرطه و اتجهت الي منزلها و هي لا تسمع غير جمله واحده تعاد داخل عقلها : نفسي انهارده قبل بكره اجوزك للي يستاهلك
اغلقت باب غرفتها بقوه و القت بحالها فوق الفراش و هي تجذب شعرها للوراء بجنون و ........