رواية حنين واياد (علي ذمة عاشق) الفصل الخامس وعشرون 25 بقلم ياسمينا احمد
الحلقة الخامسة والعشرون
***********************
فى فيلا عاصم الاسيوطي ؛؛؛
المنبوذة ،،،
اقتحم اياد عليها الغرفة لتفيق من شرودها واعتدلت
انتظر قليلا قبل ان يقترب منها .....
بينما هى حدقت للفراغ
جلس امامها وزفر بهدوء ثم جذب الكلام عنوة :
_ الظابط اللى كنت كلمته على موضوع فرحة طلب صورة ليها
تنحنحت بخفوت وهتفت :
_ انا معايا صورة زى ما قلتلك بس فى البيت التانى
_تحبى نروحي نجبها دلوقت
اجابت بتمنى :
_يا ريت
اجابها بإيجاز :
_طيب ،اجهزى و انا مستنيكي
نهض بخفة ودار على عقبية تاركا لها الغرفة
******************************************************
فى الجامعة الامريكية ؛؛؛؛
وقفت رودى مع رفيقاتها يتبادلنا الضحكات
لا يلحظون تلك الاعين الراصدة لكل حركاتها وسكاناتها و الذى لم يتردد ان تخطوا قدماه بكل غرور نحوهم
وقاطع ضحكاتهم وتحدث بثقة عالية وغرور من تحت نظارته السوداء :
_ ازيكوا يا بنات
لم تجيبه ايا منهم وصمتنا جميعا لوجودة الغير مرغوب فيه
انه الشاب المستهتر (مازن خليل شهدي ) طويل القامة ذو شعر قصير
من اللون الاسود ويتمتع ببشرة قمحية واعين حادة وواسعه
هو ليس مجرد شاب عاديا يريد التطفل على الفتيات بل هو
ابن اكبر منافسى شركات الاسيوطي والد اعداؤه
لذالك لا رودى ولا اصدقاؤها يطيكون معاملته او حتى وجودة
لم يخل مازن من تلك الوضع بل زاد وامسك راسغ رودى وهتف بمكر :
_ جرى اية يا رودى ما فيش معرفة ولا ايه
دحجته رودى بنظرات مشتعلة ،ودفعت يده بكل غضب وهدرت بإنفعال :
_ انت اتجننت يا حيوان انت
رمقها بغضب مشتعل وكاد بنظراته اقتلاعها من مكانها ،ولم تهبع هى به بل نظرت له بعدم اكتراث :
_ انا حيوان يا رودى ،،تعالى نتكلم على جنب وهم ليمسك يدها للمرة الاخرى
ولكن ابتعدت رودى واشارت له محذرة :
_ اياك تفكر حتى تتكررها ،،وقتها هقطعهالك
وقفنا الفتيات والفتيان يشاهدون تلك القطه الهادئة عندما تصير شرسه
وتابع المشهد الذى احرج اكثر الشباب تعندا وكبرياء تدفعة وتحذرة ابة عاصم الاسيوطي
ضاقت عينها وسط ذلك الحشد الذى سخط علية وارد ان يرد كرامته فأمسك يدها للمرة الثانية
بتعند وعنف واصرار
مما جعلها تتدفعه وترفع يديها فى سرعة وتطلطمه لطمة قويه على وجهه
تعالت الشهقات وسط الفتيات ومنهم من صور اللقطات وفديوهات لتلك المشاحنه
الفريدة من نوعها
وقف صامته هو يستوعب ما فعلته هي والتى ابدا لن يجراة على فعلها رجل وليس
امراة
دحجته رودى بنظرات احتقار واندفعت من وسط الحشد للخارج
ليصيح هو فى المتواجدين بغضب :
_ واقفين كدا لى ...يـــلا
**************************
فى الصعيد ؛؛؛؛؛؛
وقف عزام امام احدى الغرف بانتظار خروج الطبيب المعالج لمعرفة الحالة التى وصلت لها ضحية شرودة وعدم انتباهها الى الطريق
خرج الطيب من الغرفة اخيرا يزيح عنه القفاز الطبى ،،فسارع الية عزام بتوجس :
_خير يا دكتور طمني
تسائل الطبيب :
_انت اللى خبطها
اجاب عزام بضيق :
_ هو انا كت جاصدها هي اللى طالعت جدامي فجاة ،المهم هي كيفها
حرك الطبيب راسة وهو يهدر :
_ كدا كدا لازم محضر واى حد يتعرف عليها بس لما تفوج
نفخ عزام بضيق :
_ ما جولتش لع ،،بس نعرفوا عنديها اية ...
اجابة الطبييب:
_ كسر فى الحوض نظرا للاصابة القريبه وتهشم فى الذراع الايسر
عض عزام شفتية وهو يهتف بضيق :
_ طيب ممكن اشوفها يمكن نتعرف عليها
_اة ممكن بس ممنوع انك تمشى قبل المحضر ،،وتركة وغادر
دلف عزام الى الغرفه بحذر وهو يتمتم بخفوت مضجر :
_ اما نشوف مين اللى طلعتلى زي الجضاء المستعجل دى
************************************
فى ايطاليا ،،،،
كان زين هدفة الرئيسى هو حماية فرحة حاوط كتفها بذراعية واطلاق النيران بينما وضعت هى يدها على اذنيها
وتغمض عينها بفزع
تحرك بها زين الى الخارج وهو ينوى الدفاع عنها لاخر لحظة فبا غتة احد الحراس بضربة قوية الى رأسة
دفعته معها الى الارض نظرت لة بقلق وخوف بالغ
بينما نظرة لها زين نظرة حائرة واغمض عينية وهو يزيح يده عنها لينهض بخفة ورشاقة وكأنه ينفض نفسة
وبحركة سريعة التف الى من اسقطة ارضا ليلكمة فى وجه ويتصدى له الاخر
زحفت فرحة على الارض فى تراجع ونهضت لتتابع مع باقى المتفرجين وهى تشهق فى خفوت وقلق
كان زين سريع فى الدفاع عن نفسة والى جانب صدة الى الهجمات اصابة مرات متعدة فى انغة ووجه الى ان وصل ذلك
الثمل الى يد فرحة وحاول جذبها نحوة ولكنها شبست قدامها فى الارض وصرخت عاليا وهى تحاول تخليص يدها
التف الى صوتها زين واندفع كالثور الهائج فى حلبة فارغة تمكن سريعا من الحارس الذى يضربة وكسر عنقه
وانطلق نحو فرحة وامسك احدى الزجاجات الممتلئة بالنيذ فى يدة وهو يتقدم نحوة مزمجرا وقفز عاليا واسقط الزجاجة بعنف على رأسة
فتناسر منها المشروب فى كل مكان يصاحبة دماؤة ...وفى عجل جذب فرحة الى احضانه واشهر سلاحة فى وجههة بعشوئية ليضمن انه لا جديد سيقفز ايه ويهاجمه
وخرج بها وهو يخطوا معها الى الخلف وقابض يده على ذراعيها بقوة ،،،،
*************************
في شركة الاسيوطي ،،،،
كان اياد سيئ المزاج اليوم وعصبي يصرخ فى المواظفين لا تفه الاسباب
ولا حظ الجميع توترة الزائد وتعنفه الغير معهود مع الجميع ،،توقف عن العمل وعن التفكير وكأنه اصيب فى الشلل فى تفكيرة
اصبح يكور كل ما يخطه يدة من خطوط هندسية ويلقية بإهمال فى سلة المهملات
دلف الية صديقة عماد واندهش من الفوضي العارمه فى المكان كما انه استمع الى صراخة المتكرر
على المواظفين بلا سبب
وهما ليتسائل فى حيرة :
_ مالك يا ابنى مالي الدنيا زعبيب كدا لي ؟! حصل اية لكل دا ؟!
نفخ اياد فى ضيق جلي ،والقى ما فى يدة فى اهمال ودحجة بنظرات قاتمة وهو يهدر يهدربضيق:
_ ايه في اية ؟!كل اما حد يشوفنى يقوالي مالك هو انا اتحننت وانا ما اعرفش ولا ايه ؟
اندهش عماد من رد فعلة وندفاعة بهذا الضيق الغير مبرر ، فإعتدل فى جلسته وهمهم بخفوت :
_ والله دا اللى باين ،،، رفع صوته قليلا ليهدئة ...لا يا حبيبى ما فيش حاجة انت زى الفل احنا اللى انهاردة كلنا فجاة قررنا نضيقك
ضيق عينه واوشك على ضربة من تحسسه السخريه فى كلامه وهدر بإنفعال :
_ انت ببتريق
لوح عماد فى وجه نافيا :
_وانا اقدر بردوا ، بس قوالى انت عامل اية انهاردة
_ زفت ،،،،اجابة وهو ينهض عن مكتبه وييربت بقوة على سطحه
ضحك عماد ضحكة ساخرة ، وجاهد اخفائها حتى لا يثير حنق صديقه وهتف :
_لا مهو ،،باين
التف الية اياد فى ضيق وهدر بإنفعال :
_ يوووو انتوا هتقرفونى لي انا ماشي
وهما بجمع اغراضة فى سرعة والية تامة ،، ازدات دهشة عماد من تصرفاته الحادة والغير طبيعيه
فنهض من كرسية ووقف الى جوارة يتسائل :
_يا ابنى مالك
خرج مسرعا ولم يجيبه
***********************
في فيلا الاسيوطي ،،،،
نهضت حنين عن الفراش مبكرا وتوالت هى اليوم مهمة فتح الستائر والنوافذ قبل
ان تصل فريال اليها ،ارتدت اسدالها وصلت الضحي ونهضت ترتب الغرفة ،لتنشغل عن الامها الروحي
الذى يسكنها ...وتتناسي ما عانته فى الامس من دوانيه واحتقار
وكا عادتها اقتحمت فريال غرفتها دون سابق اذن ،ولم يعد ذلك يشكل فارقا مع حنين فقد اصحبت
بلا كيان واو هدف واستسلمت الى واقعها المرير
هتفت بسخرية :
_كويس انك صحيتى ،بس اللى مش كويس لبسك دا ،انا جايلى صاحباتى انهاردة وعايزين يتعرغوا عليكي
وno wai تنزليلهم كدا ،،
ابتلعت غصتها المريرة وهتفت بخنوع :
_ اللى تشوفية هعمله
رمقتها فريال بنظرات متعجبة من استسلامها و تنفيذها للاومر بسلاسة وبدون اى اعتراض كما لو كانت جسدا بلا روح
لكن هي انتبذت نفسها وباتت تشعر انها جسدا بلا روح قد قضي عليها تماما بعدما اعلنت فريال سلطتها واوهمتها انها نكرة لا تعنى شيئا الى اياد
سوى انها نزوه
********************
فى الصعيد
دخلت صابحة غرفة ابنها الذى تغيب عن الافطار ولم تراه من الامس ،،،
فتعجبت من كون فراشة مرتب وكأنما لم يمسسه احد فإنتابها القلق وخرجت فى سرعه
وهى تهتف بصوت عالى :
_ابو عزام ،،ابو عزام
واتجهت الى قاعة المجلس بالاسفل ،،اجابها وهدان بعنف :
_اية يا ولية ، عتصرخي عليا لي
التقطت انفاسها الاهثة وهى تهتف بقلق :
_ولدى ما جاش من امبارح
صمت قليلا ليستوعب ما قيل ...وسرعان ما تشنج وجه بضيق :
_يعنى اية تلاجية رجع متاخر ،وخرج بدرى
اجابته نافية :
_لع ،،،سريرة ما اتلمسش ،،ولدى ما جاش ،،اتصرف جلبى واكلنى عليه
هتف وهدان نطمئننا :
_تلاجيه ،نزل يجيب سماد ما انتى عارفه عوايدة دى
لم تهدء صابحة بهذا الاحتمال ، لانها كانت لا تألف تصرفاتوا فى الفترة الاخيرة فوضعت يدها على صدرها وهى تتحدث بألم :
_لع ،،انا جالبى ولكلنى علية
دس وهدان يدة الى جيبة وهدر بانفعال :
_ خلا ص ياولية ،،هتنوحى لي هنتصل بية
اخرج هاتفة الخلوى واخرج رقمه وضغط زر الاتصال وانتظر الايجاب
وضع وهدان الهاتف على اذنه وانتظرة الايجابة بفارغ الصبر ،،،،
حتى اجاب عزام بصوت متعب :
_ايوه يا ابوى
اجابة وهدان فى سرعة بينما امسكت صابحة فى يدة بقلق
_ انت فين يا ولدى
سحب وهدان انفاسة الاهثة وهدر بتعب ؛بعدما قضى طوال اليل بين المستشفى والاسم
_ اني فى الجسم (القسم)يا ابوى
فرغ فاة وهدن وهتف بدهشة :
_جسم اية يا ولدى حوصل اية
بينما شهقت صابحة :
_جسم ..ولدى
اجابة عزام بإنهاك :
_حادثة بسيطة يا ابوى
هدر وهدان بقلق :
_حادثة اية ؟!
عندها صرخت صابحة :
_ يا مصبتى ولدى ....
وكزها وهدان فى كتفها وهو يهدر بعنف :
_يا ولية اسكتى خالينى نستفهم منية ،،،،انت فين يا ولدى نجيلك وفيك حاجة والا لع
نفخ عزام فى ضيق :
_انى كويس يا بوى ،، ما تجلجش انا خبطت حد بالعربية
نادة وهدان فى سرعة :
_جوالى على مكانك اجيلك
*********************
فى ايطاليا ،،،،
عاد زين بصحبة فرحة الي الفندق فى صمت بينما لاحظت فرحة اثار دماء على قميصة تتوسع
فهرولت الية وهى تفتش فى ملابسة بقلق بالغ وتتسائل :
_ ايـــه دا ..
كان زين بدء فى تصبب عرقا من اثر المعركة العنيفة الذى خاضها بمفردة وقد اصيب من قبلها
هنا تذكرت فرحة عندما وقعا معا واغمض عينه وتركها كان من اثر الطلق النارى الذى اصابه
فى كتفة الايمن
جحظت عينها وارحت تمزق قميصة بقلق وبسرعة وما ان رأت جرحه حتى رفعت يدها الى شفها
لتكتم شهقاتها المتواصلة
حاول زين فتح عينية بصعوبة وهتف بصعوبة :
_ في شنطة تحت الكنبة دى هاتيها
حاولت فرحة تجميع شتات نفسها وهى تبحث فى الارجاء وكأنها فى صحراء واسعه
واخيرا انتبهت الى الكنبة التى فى جانب الردهة وركعت على ركبتيه ومدت يدها نحوها
وحركت يدها الى ان اصتدمت بشيئا صلبا فجذبته اليها
واتجهت الية فى عجل وقدمتها الية رفع يدة والتقطها واعتدل ليخلع عنه قميصة وعاونته فى ذلك فرح دون تردد
فإبتسم زين وهتف ممازحا :
_ انتى بتعملي اية يا بت انتى ؟
لم تتوانى فرحة او تفهم مقصدة او حتى تتكترث الى المسافة المتلاشية بينهم
وتابعها زين بأعين لامعه و همس فى اذيها التى اقتربت من شفاة وهى تخلع عنه يدة
_ انتى عايزة ايه ؟!
رفعت وجهها اليه وجذبها سحر عينيه البدقية فعلقت بصرها وهتفت بتوتر :
_ بقلعك
اغلق نصف عينه وزفر بهدوء :
_ بتردهالي
ابتعدت عنه وازدادت توتر وازاحت احدى خصلات شعرها الى خلف اذنها وهدرت :
_خليك فى اللى انت فية
تأوه تأوها خفيفا ،،وكأنما تذكر ،،وفتح الشنطة التى كانت تحوى الاسعافات الاولية وشرع فى العمل
وكانه طبيب محترف
*******************************
في فيلا الاسيوطي ،،،،
جلست حنين بين اصدقاء فريال المتصابين والذى يتضح الثراء على البستهم
ومجوهارتهم يتفاخرنا باحدث ما ان اشترينا
فكانت تلك الجلسة لا تناسب تلك الشاردة في عالم بعيد عن ذلك العالم المزيف
وكزتها فريال بخفة في كتفها
فإنتبهت وهتفت بتعلثم :
_ هااا
تحدثت فريال من بين اسنانها بنبرة تنم عن غضب :
_ هااا اية ،جك اوي
ثم هتفت عاليا بضحكة مزيفة
_ قدمي لناريمان هانم النسكافية يا حببتى
حاولت حنين ان تظبط وارتبكاها وهي تبحث بعينيها
وسط الاشياء عن ذلك النسكافية وبدت مشوشة من فرط الضغط
فصاحت فريال بغضب ملجم :
_ اية يا حنين يا بنتي ،مش شايفاة ولا اية اهو واشارت لها
علية
فإلتقطاته حنين وجاهدت ارتعاشت يدها ولكنها من فرط
نظراتهم التفحصية اليها وقلقها المفرط من ذلك الجمع وكأنما
هي صورة وجبروت فريال مكررة الي اربعة اشخاص
وعلى اتم الاستعداد على الفتك بها
افلت ما فى يدها علي يد ناريمان
والتى صرخت من حرارة المشروب بينما وضعت فريال كفايها
على وجهها في صدمة وشهقت
وهدرت ناريمان بإنفعال :
_ مش تفتحي ،انتى اية اية دى يا فريال
وصاحت احدي زميالاتهن بسخط :
_ قلت ذوق
هدرت الاخرى :
_مش تعلموها الاتكيت
_ قلت ذوق
لم يتبقى فى الجمع من لامها ووبخها كادت ان تنفجر في البكاء
وركضت من بينهما نحو الدرج
كطفلة تختبأ من العقاب دخلت الى غرفتها
ووقفت امام المرأة لترى نفسها
ذات الفستان الاحمر عارى الاكتاف والمكياج الصارخ التي امرت
المزينة بة شعرها المبعثر
وبحثت جيدا عن نفسها في المراة فلم تجدها لقد حولتها فريال الي دميه
دمية تصنعها كما تشاء انهارت في البكاء
فقد ضاعت حنين بين مأساة ماضيها والام حاضرها
دفنت وجهها في كفيها وهي لاتعلم ماذا سيحدث غدا كل ما تتناه هو ان تنهي معانتها