اخر الروايات

رواية نوح والامانة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميمي عوالي

رواية نوح والامانة الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم ميمي عوالي



الفصل الخامس والعشرون

قضى نوح ليلته مع الحمى والهذيان وسط دموع أمانة وابتهالاتها إلى الله لينجيه

وكان هذيانه ماهو إلى نداءات لأمانة وطلبه العفو والسماح ، وكلما سمعته امانه طالبا العفو ، كلما تذكرت مافعله وقاله عنها حتى غلبها النعاس

لتشعر بيد تهزها بحنو وهى تنادى عليها بحنان لتفتح عينيها لتجد نعمة تقف على رأسها وعلى وجهها ابتسامة حنان لتهب أمانة من مكانها قائلة بلهفة : مراة عمى ...وحشتينى

نعمة بابتسامة مشاكسة : بس انتى ماوحشتينيش لانك على طول قدامى ثم تمد يدها لتربت على قلب أمانة قائلة بحب : ريحيه يا امانة

أمانة : مش بايدى ، الظاهر أنه انكتب عليه الشقى

نعمة : الصبر يا أمانة ...الصبر

لتفتح أمانة عينيها وهى تبحث عن نعمة ولكنها لا تجد غير عينا نوح وهى تنظر اليها لتنهض قائلة : حمدالله على السلامة ، عامل ايه دلوقتى

نوح بلوم هادئ: انتى ازاى قاعدة كده من غير النقاب ، مش خايفة حد يدخل فجأة ويشوفك

أمانة : انا قافلة الباب بالترباس ، ولسه بدرى اوى على أن حد يمر دلوقتى

نوح : انتى كويسة

أمانة : انا كويسة ، المهم انت

نوح : سامحينى

أمانة بارتباك : سيبك من اى حاجة دلوقتى ، انت كويس

نوح : عمرى ماهبقى كويس غير لما تسامحينى ، انا تعبان يا أمانة

أمانة بلهفة : اندهلك الدكتور

نوح : مش محتاج دكاترة ، محتاجلك تسامحينى

أمانة : من فضلك يانوح ، بلاش نتكلم فى الموضوع ده

نوح : لازم تفهمى

أمانة بسخرية : افهم ايه تانى اكتر من اللى فهمته

نوح : فى حاجات كتير اوى انتى ماتعرفيهاش

أمانة : ماباقيتش تفرق صدقنى

نوح وهو يحاول الاعتدال : تفرق صدقينى ...ااااه

لتسرع إليه أمانة وهى تعيده لمكانه قائلة : الجرح لسه جديد والحركة مش كويسة عليك دلوقتى قبل ما الدكتور يشوفك

نوح وهو يتحسس ضماداته: هو الجرح كبير اوى

أمانة بأسف : اتناشر غرزة ، ماكانش المفروض تعمل كده

ليفهم عليها نوح ويقول : المرة اللى فاتت سيبتك تنجرحى وانا مش شايفك ، ماكانش ينفع اسيبك تنجرحى تانى قدام عينيا واسكت

أمانة : طب انت دلوقتى اكيد جعان ومحتاج تغير هدومك ، انا هروح اشوف الدكتور ييجى يبص عليك عشان نشوف هيسمحلك بايه

………………….

فى الموقع

أسامة : بعد الشغل هروح ابص على امانة ونوح وأشوف ايه الاخبار

نيللى : حاتم قاللى أنه هييجى النهاردة وهيروحله ، يبقى نقابله فى المستشفى

أسامة : هو جاب سيرة الموضوع قدام ماما أو بابا

نيللى : لا ، بس ايمن اللى عرف وهييجى معاه هو ونيرة

أسامة : ماشى

خديجة : يبقى نعدى على البلد الاول نشترى اكل عشان أمانة

أسامة : انا وديتلها امبارح ، بس نواشف كلها عشان ماكانش فى وقت

نيللى : ماتشغلوش بالكم بموضوع الاكل ، انا ممكن أخلى حاتم يتصرف ويجيب معاه

أسامة : من هنا لوقت مانيجى نروح ربنا يسهل

………………..

فى المشفى

كان الطبيب قد عاين نوح وأمر بالطعام ، وجلست أمانة تعاونه على تناول الطعام ونوح ينتهز كل فرصة قد تأتى إليه ليحاول مداعبتها ولكنه لم يجد منها غير الصد

نوح باستياء : هتفضلى تتعاملى معايا كده كتير

أمانة : وانا بتعامل معاك ازاى

نوح : من غير نفس يا أمانة ، أداء واجب وبس ، مش من قلبك

أمانة : خلى القلوب لربها ..هو أعلم بحالها

نوح : صدقينى يا أمانة انتى ليكى عندى معزة خاصة فى قلبى

أمانة وهى تنهض من مكانها لتزيل بقايا الطعام : كتر خيرك

ليمسك نوح يدها وهو يعيدها مرة أخرى إلى جواره قائلا : ممكن تسمعينى وبعد كده اعملى كل اللى يريحك

أمانة بعتاب : ايه ..هتألف كدبة جديدة عشان تقولهالى

نوح : انا ماكدبتش عليكى يا أمانة ، انا فعلا كنت يجهز نفسى أنى انزل اتجوزك لولا موضوع سهر اللى انتى عرفتى كل تفاصيله

أمانة : ازاى وانت قلت انك يتنفذ وصية نعمة

نوح بتنهيدة : لان دى وصية نعمة من قبل ما اسافر اصلا

أمانة : انت بتقول ايه

نوح : بقولك انى لما سافرت دبى كنت مسافر وانا متفق مع نعمة انى هجهز نفسى ولما ارجع هتجوزك

أمانة : ازاى الكلام ده وانا ما اعرفش وازاى وانت مابتحبنيش ومش عاوزنى

نوح : انا طلبت من نعمة ماتقوللكيش وماتسألينيش ليه لان انا نفسى ما اعرفش

أمانة : مش محتاجة ذكاء ، عشان لو جاتلك اى فرصة انى ابعد عنك ماتبقاش متكتف

نوح : يمكن عندك حق ، لكن ده مايمنعش انى كنت بعتبر نفسى مرتبط بيكى طول السنين دى

أمانة : مابقتش تفرق يانوح ، فى كل الحالات احنا ماينفعش نكمل مع بعض

نوح : انا لسه ماخلصتش كلامى

أمانة : كلام ايه تانى

نوح : ماما لما طلبت منى انى اتجوزك ، قالتلى أن دى وصية بابا الله يرحمه وأنه مأمنها توصللى الأمانة ، كانت دايما تقوللى الأمانة يانوح ، أمانة ابوك وعمك

أمانة : بس الأمانة دى بنى ادمة من روح ولحم ودم واديك نفذت وعدك واتجوزتنى ، وانا مش حابة أن التمثيلية دى تفضل كتير

نوح : يا أمانة صدقينى انا ماكنتش اقصد حرفيا اللى قلته لغادة ، انا بس لسه متاخد من اللى حصللى من سهر ، انتى ماتعرفيش احساس الراجل لما ينضحك عليه بيبقى ازاى ، انا سهر انتهكت شرفى وعرضى ، انا بس محتاج افوق ، محتاج فترة نقاهة مش اكتر واللى عاوزك تعرفيه وتتاكدى منه أنى لما ماما طلبت منى اتجوزك ما اعترضتش ، يمكن لما رجعت المرة دى كنت بحاول انتقدك قدامها لمجرد أنها تنسالى انى خلفت وعدى ليها

حتى لما حسيت انى نزلت من نظرك بسبب موضوع سهر ما استحملتش ده وفهمتك الموضوع لمجرد انك ماتشوفينيش وحش أو انى مش راجل ، ما سألتيش نفسك انا ليه شركتك معايا فى التفاصيل دى حتى من قبل ماتعرفى انا هعمل ايه أو انى اطلبك للجواز

ده لانى كنت بتعامل على أن ارتباطنا شئ مفروغ منه ، بس صدقينى حسيت انى لسه ماخفيتش وانى كده بظلمك معايا

حتى حاتم واسامة لما قالوا إنهم عاوزين يتجوزوا مع ايمن ، ما اشتركتش فى الحوار ، لانى عارف انى لو عملت كده ابقى فعلا بخدعك

لكن انا ماخدعتكيش فى ولا كلمة قلتهالك لما طلبت منك أننا نتجوز

أمانة بدموع : ولما قلتلى انك كنت بتغير عليا مش منى ، ولما قلتلى يوم كتب كتابنا انك ……….لتبكى أمانة ولا تكمل حديثها

نوح بحزن : اقسملك انى ماكدبتش عليكى لما قلتلك انى كنت بغير عليكى لانى فعلا كنت بغير عليكى ومن زمان حتى لما رجعت وعرفت أن حاتم طلبك للجواز كنت مقهور من جوايا بس كنت متكتف ومش عارف اعمل ايه ، بس اللى كان مصبرنى انى عرفت من ماما انك رفضتيه اكتر من مرة ، لكن انا مش فاكر قلتلك ايه يوم كتب الكتاب ، فكرينى

أمانة بخجل : لما قلتلى انى لما اقعد عند ماما انك مش هتقدر تتعود على بعدى وانى هوحشك

نوح بابتسامة : طب احلفلك بايه انى من يوم ماشفت وشك الحلو ده يوم طنط هدى ماجاتلك اول مرة وانتى على طول واحشانى ، وكنتى لما تتكلمى اتخيل ملامح وشك قدامى

ولو سمحتيلى كمان اعترفلك انك فعلا بتمثلى حاجة مهمة اوى عندى ، يمكن مش حب لكن انا ما اعرفش أسمى احساسى بيكى ايه او اوصفه بايه بالظبط ، لكن كل اللى اقدر اقوله لك انى دايما حاسس انى ماليش غيرك فى الدنيا دى ، انى بنتميلك وبتنتميلى ، انى مسئول عنك ….فاهمانى يا أمانة

لتومئ أمانة رأسها وتقول : بحاول افهمك يانوح

نوح : ادينى وادى نفسك فرصة أننا نقرب من بعض اكتر من كده

ليستمعوا دقا على باب الغرفة لتسدل أمانة نقابها وتتجه لتفتح الباب لتجد ايمن أمامها لترتمى باحضانه مهللة لرؤيته لتجد من خلفه نيرة لتبادلها التحية والإحضان هى الأخرى ليدخل من بعدهم حاتم ملقيا السلام متجها إلى نوح ليبادله التحية

حاتم : الف سلامة يا نوح

نوح ببعض الألم وهو يحاول الاعتدال : الله يسلمك ، تعبتوا نفسكم ليه

حاتم وهو يعيد نوح لمكانه : خليك مستريح ، مش هنتعب لاعز منك

ايمن : الف سلامة يانوح ، ايه اللى حصل

نوح : حادثة بسيطة ، الحمدلله انها جت على اد كده

نيرة بتعجب : اتناشرغرزة وتقول بسيطة اومال عشان تبقى كبيسة المفروض تبقى ازاى

حاتم : الف سلامة ، وطبعا مش محتاج اقوللك أن دى إصابة عمل والشركة متكفلة بكل حاجة

نوح بايماءة بسيطة من رأسه : متشكر اوى

لتناول نيرة حقيبة حافظة للطعام لأمانة وهى تقول : احنا جبنالكم معانا اكل من القاهرة واحنا جايين ، مشويات وحركات بالف هنا

أمانة : ليه تعبتوا نفسكم

نيرة : ولا تعب ولا حاجة ، نيللى قالت لحاتم أنهم مايعرفوش لسه هنا ايه الأماكن اللى ممكن يجيبوا منها اكل كويس ، فحاتم جابلكم الاكل ده من احلى حاتي فيكى يامصر ، وانا جبت الحافظة دى عشان الاكل مايبردش

لينظر نوح لأمانة ببعض الامتعاض لمعرفته إن حاتم هو من قام بشراء الطعام لتقول أمانة : تعبتوا نفسكم ، تسلم ايديكم

ايمن وهو يجذب أمانة تحت جناحه : قوليلى انتى عاملة ايه ، بصراحة وماتزعلش منى يانوح ، انا اتخضيت على امانة اكتر منك

نيرة بقلق : ليه يا ايمن ، هو انتى حصللك حاجة يا أمانة

وقبل ان تجيب أمانة : انا قلقت عليها عشان عارف هى بتحب نوح وروحها فيه اد ايه ، ده الحمدلله انى لقيتها واقفة على رجلها

لينظر نوح إلى أمانة يجدها تنكس رأسها ووجهها مختبئ بنقابها ولم يعلم أن كانت تنكس رأسها خجلا ام حزنا ، ولكنه شعر بأن قبضة قوية قد اعتصرت قلبه وقبل أن يتحدث أحد سمعوا طرقا اخر على الباب ليطل عليهم أسامة بصحبة نيللى وخديجة

ليتبادل الجميع السلام والاحاديث المرحة والقفشات الضاحكة عندما لاحظوا اختفاء حاتم ونيللى من الغرفة

…………………..

نيللى وحاتم يقوم بسحب يديها ويهرع بها إلى خارج المشفى : انت مودينا فين بس ياحاتم

حاتم وهو يصعد إلى سيارته ويقودها مسرعا: انا خاطفك لمدة ساعة زمن وهرجعك تانى

نيللى : وخاطفنى فين بقى

حاتم : تصدقى مش عارف ، بس المهم انك تبقى معايا لوحدى

نيللى : طب البحر قريب من هنا ، تعالى نقعد على البحر شوية

وماهى إلا دقائق معدودة حتى صف حاتم عربته امام البحر والتفت لنيللى قائلا : وحشتينى

نيللى : ده هم كام يوم بس

حاتم : 18 يوم بحالهم ، ايه ماوحشتكيش

نيللى بخجل : عاوزنى اقوللك ايه

حاتم : تقوليلى الصراحة ، وحشتك واللا لا

نيللى : وحشتنى

حاتم بحب : وحشتك اد ايه

نيللى بخجل : مش هقدر اوصفلك ، بس كل اللى اقدر اقوله انى لما شفتك النهاردة اتردتلى روحى اللى كانت مفارقانى من يوم ماجينا هنا

ليجذبها حاتم إلى ضلوعه قائلا : ارجعى معايا وخلينا نتمم جوازنا مع ايمن ونيرة

نيللى : ازاى بس ياحاتم ، المواضيع دى مابتجيش كده ، ولازم بابا وماما يبقوا مستعدين للكلام ده

ليرفع حاتم وجهها إليه بانامله قائلا : ولو قلتلك أنهم موافقين وجدا كمان وانى طلبت منهم ده ووافقوا على شرط انى اقنعك ، ولو كمان قلتلك أن كل حاجة جاهزة مش ناقص غيرك ...هتقولى ايه

نيللى بدهشة وهى لازالت بين أحضانه : انت بتتكلم جد

حاتم وهو يهيم بين عيناها وشفتاها : وجد الجد كمان ، ثم يميل على شفتيها بقبلة رقيقة تحولت إلى قبلة شغوفة عندما وجدها تبادله قبلته ، وعندما انفصلت الشفاة تحدث حاتم أمام شفتيها ببحة رجولية قائلا : يبقى فرحنا بعد خمس ايام بالظبط

لتختبئ نيللى بين أحضانه بعد أن امائت برأسها علامة الموافقة ، ليضمها إلى صدره قائلا : يبقى نرجعلهم دلوقتى عشان يادوب اخدك تجيبى حاجتك من الموقع وترجعى معانا

لتخرج نيللى من أحضانه قائلة : ياخبر ، واسيب أمانة لوحدها فى الظروف دى

حاتم : اصلا نوح هيخرج من المستشفى على الفرح بتاعنا وأمانة لو حابة تفضل معاه براحتها ، تيجى معانا من دلوقتى برضة براحتها

نيللى : ما اعتقدش أمانة ممكن توافق أنها تسبب نوح فى ظرف زى ده

حاتم : يبقى خلاص ….. نخليهم هم اللى يقرروا



السادس وعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close