رواية لن تحبني روز وطارق الفصل الثالث وعشرون 23 بقلم ميرال مراد
بارت 23
بهتت مروة و همست لفؤاد: يا ترى هيطلب منها ايه انا خايفة ؟
طمئنها ببرود : ما تخافيش ياقلبي دي لاهفة مليون و نص .
نظرت ابتسام بمزاح لنهلة قائلة : جاهزة يا نيها ؟
فلاش
في منزل الدكتورة نهلة
الخادمة- دكتورة فيه واحدة عايزة حضرتك تحت بتقول صاحبتك
- ما قالتش مين ؟
- لا يا دكتورة قالت عايزاها مفاجأة
نهلة بإستغراب : طب انا نازلة روحي اعمليلها شاي
تقدمت نهلة و هي مندهشة : شاويش ابتسام !! ايه المفاجأة اللذيذة دي !!
اخذتا بعض بالاحضان طويلا ثم جلستا
ابتسام - معقولة بعد السنين دي كلها لسة لقب الشاويش لازق معاي ! ..يا بت احترميني ده انا حتى بقيت جراحة قد الدنيا !
- حتى لو كنتي رئيسة الجمهورية هتفضلي برضو انتيمتي الشويش ابتسام
- على فكرة لولا التعليمات و القوانين الصارمة بتاعتي مكنتيش بقيتي دكتورة قد الدنيا كدة
- ما قلناش حاجة يا بيسا يا قموصة انتي..المهم انتي عاملة ايه طمنيني عليكي
- الحمد لله كويسة بس ايه الغيبة دي كلها !!
- معلش يا روحي مشاغل الدنيا كثير و انتي عارفة من لما سافرت امريكا مابقاش عندي وقت فراغ ثانية واحدة
و حتى لما رجعت و استقريت هنا و شي العيادة و المستشفى واقع فوق دماغي من الصبح لحد نص الليل
- عاذراكي طبعا ما انا زيك ... بس بسم الله ماشاء الله عاملة شغل جامد و اسمك بيلمع في كل المجلات العلمية و المؤتمرات
- ايوة ابتدينا قر بقى ههه
- لا و الله بالعكس يا عبيطة انا فرحتلك اوي .. المهم اخبار الشغل معاكي ايه ! أصل سألت عليكي في العيادة قالولي اتقفلت ...خير ؟!
-- لا أنا غيرت مقر عيادتي القديمة لانها بقت ضيقة
و عيادتي الجديدة لسة في آخر لمساتها و الافتتاح بعد عشر ايام فقلت استغل الفرصة و اخذ أجازة بقى !
- طب مش عايزة اخذ من وقتك كثير انا محتاجاكي ف خدمة شخصية
- عينيا ليكي يا بيسا اؤمري
- انا عايزاكي تكشفي على بنتي..
- بس كدة ! هاتيها هنا مش هنستنى لحد ما العيادة تفتح
-لا الموضوع معقد شوية و انا معنديش الوقت ده كله ...انا اخترتك لسببين ..الاول انك انتيمتي و تقدري تخلصي الموضوع بكل سرية و ثانيا لأن جوزي و بنتي ما يعرفوكيش
- ازاي مش فاهمة
- انا عايزاكي تكشفي عليها بس من غير ما تعرفيها حتى
نهلة بإستغراب - و دي اعملها ازاي بقى !
- يا ستي .... شغلي دماغك الالماظ ده شوية ..مش انتي دحيحة الدفعة !
پاااك
نظر القاضي بتمعن الى الورقة الموضوعة امامه ثم قال
- نظرا لحساسية القضية نستطيع جعل الجلسة سرية تحت طلب من مقدم هذه الدعوة .
اندهش الجميع و اولهم فؤاد و ركزت وسائل الاعلام كل عدساتها و ميكروفوناتها لهذا الطلب الغريب !!
في هذه اللحظة وقفت ابتسام بشموخ : لا يا سيادة القاضي !!
تقدمت الى الأمام بإعتزاز : انا الدكتورة ابتسام سعيد القاضي 46 سنة والدة المدعية مروة سليم الكيلاني المهنة جراحة عظام .
ثم التفتت الى زوجها و ابنتها و اكملت
- انا مقدمة هذه الدعوة و عايزة الجلسة علنية و طالبة تغطية اعلانية كاملة لانها من البداية كانت قضية رأي عام ما اقدرش احرم الرأي العام من معرفة الحقيقة .
نظر القاضي الى هيئة المحكمة ثم نظر مجددا الى الاستاذ حازم
- طلبك مقبول .. تُطلب الدكتورة نهلة عبد السلام للشهادة
تقدمت نهلة بثبات و الكل يطالعها
- اسمك الثلاثي و سنك و مركزك
- نهلة عبد السلام المنصور 46 سنة طبيبة نساء و توليد .
- قولي و الله العظيم أقول الحق و لا شيء غير الحق .
رددت جملته وسط استغراب و تساؤل البعض و توتر البعض الاخر
في هذه الأثناء نظر حازم الى ياسين بلمعة أمل ثم اكمل
استاذ حازم - اتفضلي يا دكتورة عايزين شرح مفصل منك بخصوص حالة القاصر مروة سليم الكيلاني حسب التقرير المقدم من طرف حضرتك .
نهلة : حسب التقرير المقدم لهيئة المحكمة الموقرة ..انا اكتشفت من معاينة الحالة ما يلي
- أولا الآنسة صحيح فاقدة عذريتها لكن ليس بسبب الاغتصا'ب بل عن طريق علاقة جنسية بمحض رضا .
فوضى عارمة اجتاحت القاعة ما بين صدمة و دهشة
نظرت روز الى شيماء و سعدية بأمل ثم نظرت الى ياسين بفرحة بادلها إياها
- سكووووووت !!!
صمت الجميع و راحوا يتبادلون نظرات الصدمة و كانت مروة في حالة يرثى عليها يكاد يغمى عليها من وقع الخبر
سأل حازم : ممكن توضحي النقطة دي اكثر يا دكتورة ؟
همس فؤاد بحدة الى محاميته
قامت المحامية نجوى الفايد بتسرع: اعترض يا سيادة القاضي
القاضي : على ايه ؟؟
نظرت المحامية بإحراج الى فؤاد الذي كان يشتعل غضبا
فكيف تقول ان موكلتها لم يتم الكشف عليها اطلاقا من طرف الطبيبة!! فضلت الصمت لحفظ ماء وجهها و ابتسمت نهلة في وجه فؤاد بخبث و هي تتذكر ما حدث
فلاش آخر
نهلة : الو يا بيسا انا جاهزة للتنفيذ محتاجة بس تلهي جوزك مدة لحد ما نخدرها و نكشف عليها ..
- محتاجة وقت قد ايه ؟
- مش اكثر من نص ساعة .
- خلاص دي عندي انا ..بقولك ايه يا نيها !! انا متأكدة أنه هيعرض عليك مبلغ كبير ..اوعي تبيني انك سهلة و كدة ! اجمدي حبتين
- ما تخافيش يا بيسا ..انا اعجبك اوي في الحكايات دي
كان كل من في العيادة من جماعة نهلة و كانت مروة هي المريضة الوحيدة ..فور تلقيه الاتصال و خروجه جلست بجانبها سيدة فتحت قارورة صغيرة و وضعت القليل من السائل على اصبعها
- ممكن يا آنسة تديني رأيك في البرفان ده ! عايزة اطلبه عالنت بس مش قادرة احدد اذا كان حلو او لا بسبب الزكام
و سرعان ما وجهت اصبعيها الى انف مروة و فركتهما
مروة بغضب : ايه القرف ده ابعدي عني انتي مجنونة ولا ايه !
تراجعت السيدة : آسفة.. مالك اتعصبتي كدة ده برفان بس !
سرعان ما اخذ المخدر مفعوله و غطت في نوم عميق
ادخلوها الى الداخل حيث قامت نهلة بمعاينتها و اخذ عينة من الدماء و كذا من رحمها
اخرجوها و وضعوها مكانها .. و رشت نفس السيدة على انفها بخاخا مضادا للمخدر فور وصول فؤاد ثم دخلت الى الطبيبة
باك
القاضي : اعتراض مرفوض يا استاذة ...اتفضلي يا دكتورة جاوبي
الدكتورة نهلة: غشاء البكارة لما يتعرض لضغط زي ضغط الاغتصا'ب بيتفض بشكل عشوائي .. و مع الوقت بتتشكل نتوءات لحمية مكان التمزق
بس في حالة الإنسجام بين الطرفين و في حال فض البكارة برضا البنت العضلات المحيطة بالغشاء بتكون في وضع ارتخاء و بالتالي يتم فض الغشاء بكل سلاسة و مش بيسيب التمزق أثر أبدا ..و ده اللي عاينته في حالة الآنسة مروة .
عم الهمس و كانت القاعة اشبه ببركان خامد على وشك الانفجار
القاضي : كملي يا دكتورة
-ثانيا .. الآنسة فاقدة للعذرية منذ ثلاث سنوات على أقل تقدير و ليس حديثا .
اصوات همهمة في المحكمة و اناس مندهشين ينظرون الى بعضهم البعض !!!
- سكووووووت.. اي واحد يتكلم من غير اذن هيتسجن
كان ذلك الخبر الذي قصم ظهر فؤاد ....
اختبئت مروة خلفه تخفي وجهها بين يديها بخزي منعا لصور عدسات الفضوليين.
نظرت نهلة الى الجميع ثم اكملت
- ثالثا ..المعاينة الي عملتها و تحليل الحيوانات المنوية بيؤكدوا أن الآنسة تمارس علاقة جنسية عادية مثل أي ست متزوجة بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا على الأقل . .و تحليل الدم يؤكد وجود حبوب منع حمل تؤخذ بشكل منتظم و يومي
علت تدريجيا همهمات في القاعة :
- يا ساتر عالجبروت !!
- حصل ايه في الدنيا يا اخواتي
- يا نهار اسود !! كانت عايزة تشيل الراجل الغلبان ليلة غيره !!
-قال قاصر قال!! دي واحدة قادرة . .. !!
تعالت الهمسات الغاضبة و التذمر وسط القاعة و كانت الصدمة سيدة الموقف .
لم تتحمل مروة الصدمة و اغمي عليها بعد سماع الناس الخبر
اخذت وقتا على ما افاقتها الدكتورة سلمى المرتعشة بدورها
نهلة: و أخيرا و لو ان ده مش من تخصصي لكني بناء على طلب الوالدة عملت تحليل سُمٌِيات و اكتشفت كمية مخد'رات و حبوب هلو'سة بتدخل جسمها بشكل منتظم و على جرعات محددة.
تداخلات مختلفة .. فالصدمات المتلاحقة كانت كثيرة !!
- يا ترى مين اللي ضحك عليها و عملت فيها كدة !!
- ازاي كانت عايزة تلبس الاستاذ تهمة فظيعة زي دي !!
- مش ممكن يكون فيه ناس بالحق'ارة دي .!!
- هي الدنيا جرى فيها ايه يا ناس !!
- سكووووووت!!!
هم الهدوء جزئيا في القاعة
القاضي : عندك كلام تاني تقوليه يا دكتورة !؟
نهلة : ايوة .. الآنسة و زوج امها كانوا جايين عشان يطلبوا مني ازور التقرير و اقول انها مغت'صبة و سيادتك قدامك الشيك الممضي بخط ايده : مليون و نص جنيه ثمن للتقرير المزور.
- يا فضيحتي !! جوز امها كان عارف بالمصيبة !!
القاضي - شكرا يا دكتورة اتفضلي مكانك ...
نظر القاضي الى الدليل الموالي ثم رفع نظره قائلا
- قبل أن نستمع الى دعوى الدكتورة ابتسام سعيد القاضي
اشار القاضي الى احد العساكر و اكمل
- يؤخذ السيد فؤاد صالح عبد الرحمن الى قفص الإتهام
وقف فؤاد بدهشة ممزوجة بالغضب : قفص ايه و اتهام ايه !! و انا مالي !!!
القاضي - أحسنلك تلتزم الصمت و الهدوء و ما تتكلمش الا لما يتوجهلك الكلام و الا الحكم هيكون مضاعف !!
فؤاد - حكم ايه انا مش فاهم ايه علاقتي بالموضوع !!
القاضي - كلمة زيادة و هتتسجن شهر عقوبة اثارة الفوضى في المحكمة
مشى خلف العسكري و هو يكاد يشتعل من الغضب و وضع في قفص مجاور لقفص ياسين
القاضي : اتفضلي يا دكتورة ابتسام قولي اللي عندك
ابتسام و هي تنظر الى فؤاد بإحتقار و تتذكر ما جرى
فلاش
ابتسام :ايوة يا مجدي ...فؤاد و مروة وصلوا العيادة تقدروا تدخلوا.... فوزية لكم سايبة باب الجنينة مفتوح ..مش عايزة حد يكتشف ان فيه كاميرات ولا حتى الجن الازرق
- عيب يا مادام دي شغلتي ما تقلقيش انتي .
باك
ابتسام : انا عايزة ارفع قضايا : خلع، خيانة زوجية ، زنا محارم و التغرير بقاصر على المدعو فؤاد صالح عبد الرحمن و الفيديو اللي في التسجيل عند سيادتك يثبت صحة كلامي و معاه نتيجة تحليل السائل المنوي للمعني و اللي كان مطابقا لنتيجة تحليل السائل المستخلص من رحم مروة سليم الذي اجرته الدكتورة نهلة عبد السلام
شهق الجميع من هول الصدمة ... الفضيحة كانت كبيرة جلجلت لها اصداء القاعة باكملها لدرجة أنه بات من المستحيل تهدئة الاوضاع و إعادة النظام داخل المحكمة .