رواية عاشق ظالم (ظلمها عشقا) الفصل الثالث وعشرون 23 بقلم ايمي نور
وقف بجمود يراها امامه بوجهها الشاحب وعيونها زائعة النظرات وهى تمررها عليه بأشتياق يبدو عليها الاضطراب وهى تهمس له بصوت ضعيف متوتر
: ازيك ياصالح..... وحشتن....
ازدادت اضطرابا ترتسم الصدمة فوق ملامحها كما لو كانت لم تتوقع منه تلك المعاملة لها لكنها اسرعت بالتماسك قائلة بنبرة متوسلة باكية
: عاوزة اتكلم معاك....انا عارفة انى غلطت فى حقك كتير...بس صدقنى مفيش ادامى غيرك انت علشان يلحقنى
زفر صالح بقوة يظهر على وجهه انه بين صراع بان يقوم برفض طلبها وطردها من امامه او الاستسلام لطبيعته والقيام بمساعدتها بينما وقفت هى مكانها تراقب هذا الصراع بأطمئنان وثقة تعلم جيدا من المنتصر فى النهاية وقد كان حين رأته يشير لها ناحية الداخل لأستقبالها لتبتسم خفية بانتصار تدخل الى الشقة تنظر فى انحائها بأشتياق حتى وصلت الى غرفة الاستقبال لتقف فى متتصفها وهى تتطلع فى كل ركن بها قائلة
:وحشتنى الشقة ووحشنى كل حاجة فيها......
ثم التفتت اليه تكمل قائلة بلهجة ذات مغزى و نظرات خبيثة
: بس واضح انك لسه محتفظ بكل حاجة زى ماهى...مش غريبة دى
ادرك صالح ماترمى اليه بكلماتها ليجيبها ببرود وجفاف شديد
:اظن انك مش جاية الساعة دى علشان تتأملى فى جمال الشقة والعفش...فى ياريت تدخلى فى الموضوع على طول علشان مستعجل وورايا شغل
جفلت امانى بشدة يزداد شحوب وجهها من طريقته واسلوبه الجاف هذا معها... نعم هى لم تكن تتوقع منه ان يقابلها بالورود والترحاب بعد كل ماحدث بينهم لكنها ايضا لم يكن فى حسبانها تلك الطريقة منه لتزدرد لعابها بصعوبة قائلة بتلعثم شديد
: انا كنت جاية علشان.... اعرفك... ان اخويا شاكر... جايب ليا عريس... مصمم انى اوافق عليه وعاوز....
قاطعها مرة اخرى قاعدا ذراعيه فوق صدره يسألها بتلك النبرة الجليدية
:وانا ايه دخلنى ويخصنى فى ايه اعرف ولا معرفش
امانى بلهفة مستنكرة وهى تقترب منه بخطواتها
:ازى يا صالح انت مش جوزى..يعنى لازم اعرفك
اخفى صالح ذهوله من حديثها وقد وضح امامه الان سبب مجيئها اليه ليجيبها بغضب مكبوت وصوت خرج عنيف شرس رغم ما تكبده للسيطرة على انفعالاته
: وادينى عرفت ووصلتى ليا المعلومة..المطلوب منى ايه بقى
اتسعت عينيه بذهول وهو يحاول التراجع للخلف بعيدا عنها بعد ان فجأة ودون مقدمات القت بنفسها بين ذراعيه بقوة جعلته رغما عنه يتمسك بها خشية السقوط هو وهى ارضا وقد اخذت تبكى وتنوح وهى تلقى برأسها فوق كتفه قائلة
: رجعنى ليك ياصالح رجعنى وانا هعيش خدامة تحت رجليك.. رجعنى وانا مش عاوزة حاجة منك تانى لا عيال ولا مال ولا الدنيا كلها.. انت بس كفاية عندى...بس رجعنى ليك
فى اثناء ذلك كانت فرح قد وصلت لمكان وقوفهم ترى بعيون مصدومة هذا المشهد امامها تشعر بقبضة تعتصر قلبها بقسوة كادت ان تزهق روحها تحاول التراجع للخلف والهروب من المكان بعد ان صدر عنها شقهة مخنوقة انتبه لها صالح فيلتفت نحوها يتطلع اليها ولاول مرة ترى الخوف والاضطراب فى عينيه قبل ان يدفع عنه امانى بقسوة كادت ان تلقيها ارضا وهى تتعثر للخلف لكنه لم يبالى بها بل تقدم بخطواته نحو فرح وعينيه مثبتة على عينيها الملتمعة بدموع كانت تكبتها بصعوبة يناشدها بنظراته الراجية ان تثق به وتنتظر منه التوضيح لكنها تراجعت للخلف بخطواتها مبتعدة عنه وهى تهز رأسها له بعدم تصديق وصدمة جعلته يتوقف مكانه متجمدا وعلى وجهه خيبة امل وقد تهدل كتفيه بهزيمة لتتوقف خطواتها رغما عنها وقد تأثرت ومست قلبها وقفته تلك ورؤيتها له فى تلك الحالة لتثبت فى مكانها بعد ان كانت فى طريقها للفرار من المكان كله تدفع عن وجهها ملامح الصدمة والرفض وتحل بدلا عنهما التقة والثبات برغم ما تشعر به بعد رؤيتها ماحدث منذ قليل لكنها اختارت الايمان والثقة به يشجعها قلبها على قرارها هذا وهى تتقدم مرة اخرى نحوهم بطريقة جعلت ابتسامة اعجاب وسعادة ترتفع لشفتيه وهو يتابع تقدمها منهم قائلة
: مش تقول ياحبيبى ان عندنا ضيوف...علشان كنت اخرج استقبلهم معاك
مد يده نحوها يستدعيها لجواره لتدس يدها بها مرحبة به وهو يقوم بجذبها نحوه يضمها الى جانبه وثم يحيط كتفيها بذراعه مقبلا جبينها ببطء وتبجيل تحت مراقبة عيون امانى المشتعلة بالحقد والغيرة وقد احتقن وجهها بالدماء حتى اصبح على وشك الانفجار بعد ان تحدث برقة قائلا
: مش مستاهلة يا حبيبتى..امانى كانت ماشية تانى على طول
ثم التفت الى امانى ببطء وعينيه تطلق سهام الغضب والتحذير وهو يطالبها بهما بالانصراف لكنها لم تبالى بل اندفعت نحوه صارخة بغيظ
:لا مش همشى يا صالح...ولازم الهانم دى تعرف انا ايه بالنسبة ليك وانت اتجوزتها ليه وعلشان ايه
شعرت فرح بجسده يتشدد بجوارها واظافره تحفر عميقا فى لحم ذراعها بقوة وقد طغى على وجهه الغضب الشديد بطريقة ارعبتها وجعلتها ترتعش بخوف منه تحمد الله ان غضبه هذا ليست هى مركزه بل كانت امانى والتى من الواضح رفضت او قررت تجاهل استقبال تلك الاشارت منه ومازالت تقف امامه الى الان ولم تفر هربا بعد حل ذراعه عن فرح يتقدم منها ببطء وهو يفح من بين انفاسه بشراسة
:عاوزة تعرفى انتى بالنسبة ليا ايه يا امانى...حاضر هقولك... وكويس ان فرح موجودة علشان تسمع زى ماانت عاوزة
انحنى نحوها على حين غفلة بسرعة جعلتها تشهق عاليا تتراجع برأسها بعيدا عنه بخوف وارتعاب وقد تسارعت انفاسه بخشونة من شدة كبحه لنفسه ولغضبه حتى لا يطالها بيديه يهشمها بهما قائلا ببطء شديد وقسوة حتى تحفر كلماته عميقا فى عقلها وتبدد غيمة ثقتها المنفرة له فى مكانتها عنده وفى حياته قائلا
:جوازى منك كان او*** حاجة حصلت ليا فى حياتى...انتى الشخص الوحيد اللى بدعى ان لا اشوفه لا فى دنيا ولا اخرة من كتر كرهى ليكى...ولو كان بأيدى امسح السنتين اللى كنتى فى حياتى فيهم وادفع مقابل ده عمرى كله هعملها يا امانى مش هتردد لحظة واحدة.. انا بكره كل اليوم اللى ربطنى بيكى... وبشكر ربنا صبح وليل انه خلصنى منك ومن جوازتنا خالص... كفاية كده ولا اوضح كمان
كانت مع كل كلمة تخرج من بين شفتيه يزداد شحوبها وهى تتراجع للخلف تهز رأسها برفض وعدم تصديق كأن عالمها ينهار من تحت قدميها تحت ثقل ما يتفوه به لتشعر فرح رغما عنها بالشفقة نحوها فقد كانت كلماته قاسية حادة كالسكين تدمى بلا رحمة اوشفقة لكنه لم يتراجع بل استمر بالتقدم منها رغم تراجعها عنه يكمل دون تردد او شفقة وعينيه كلها تشفى كأنه كان فى انتظار تلك اللحظة ليفرغ عن صدره كل ما جعلته يعانيه بسببها قائلا
: اه وبالنسبة لفرح.. فالشعرة منها بس برقبة مليون ست زيك ومن صنفك
حاولت تمالك نفسها تظهر طباعها الحقيقة وهى تلوى شفتيها بأبتسامة ضغيفة ساخرة تسأله بتهكم واذلال تحاول ان تدميه وتكسر عنفوانه امام غريمتها بالضغط على نقطة ضعفه بعد ان انهيار اى فرصة لها معه
:وياترى بقى الست فرح عارفة انك ملكش فى الخلفة وعمرها ما تشوف منك حتة عيل يقولها فى يوم يا ماما ولا خايف وخبيت عليها مصيبتك ال.....
اسرع يقاطعها بسخرية وتلتوى شفتيه هو الاخر بتهكم رغم المه الظاهر بعينيه من اثر كلماتها المسمومة
: ايوه عارفة يا امانى هانم وراضية تعيش مع راجل معيوب زايى... مش دى كانت برضه كلمتك ليا دايما فى اى مشكلة تحصل بينا...يبقى ياريت توفرى اخبارك لنفسك و تعرفى بقى ان الفرق بينها وبين واحدة زيك زى الفرق اللى بين السما والارض بالظبط
انهارت قدميها تجلس فوق الاريكة وقد انتهت قدرتها على الوقوف بثبات امامه تنهار فى البكاء بشهقات عالية هسترية بعد ان خسرت أخر ورقة كانت تعلق عليها الكثير وتنتهى معها كل امالها وقد اخذت بلطم وجنتيها تنعى حياتها معه بطريقة كادت ان تدميها لكنه لم تهتز له شعرة شفقة او رأفة بها بل وقف بجمود يتابع انهيارها هذا بلا اهتمام او مبالاة ثم يلتفت بحدة ناحية فرح وقد شعر بها تتحرك من مكانها دون تفكير لتقترب منها وعلى وجهها ترتسم الشفقة على حالها ينهرها بعينيه من الاقدام على ذلك لتتجمد مكانها خوفا من حدة نظراته وغضبه فى تلك اللحظة تمر اللحظات بصمت وبطء حتى تحدث اخيرا بنبرة جافة وضيق يتطلع لساعته فى معصمه قائلا
:لو الليلة دى هتطول يبقى ياريت تكمليها فى بيتكم. علشان انا ورايا مصالح ومش فاضى للشغل الحريم ده
رفعت وجهها اليه وقد توقفت دموعها فجأة تنظر اليه للحظات مشحونة بالكثير قبل ان تومأ له برأسها بأنكسار وهى تنهض من مكانها وتتحرك بخطوات متعثرة تمر بسرعة من جواره برأس منحنى بخجل حتى وصلت الى مكان فرح لتتوقف خطواتها امامها ترفع وجهها نحوها فترى الشفقة فى عينيها لما حدث لها فلم تحتمل تقتلها تلك النظرات وتألمها اكثر من نظرات التشفى والانتصار المتوقعة منها فى تلك اللحظة لتف لها بغل وصوت متحشرج من اثر بكائها
:مبروك عليكى يابنت لبيبة..والله وعرفتى تلعبيها صح وطلعتى انتى الكسبانة
ثم انهارت بالبكاء مرة اخرى تفر هاربة من المكان نحو الباب الخارجى تفتحه بسرعة ولكن وما ان فتحته حتى صرخت بألم بعد ان امتدت يد من خارجه تقبض فوق خصلات شعرها بقسوة وغل ومعها صوت شقيقها الصارخ بغضب وشراسة
:يابنت ال****يافاجرة...جاية تتحايلى عليه يرجعك ياو**** يا رخيصة دانا هطلع عين اهلك النهاردة
اخدت تصرخ تستنجد بصالح ان ينقذها من بطش شقيقها لكنه وقف مكانه دون ان يتحرك ولو لخطوة واحدة تحت انظار فرح المصدومة والمرتعبة وهى تسمع صوت شاكر الغاضب الحانق يصرخ بقوة
: والله لومين ماحد هينجدك من ايدى النهاردة...
ثم التفت الى صالح يصرخ به محذرا بعنف
: وانت اياك تتحرك من مكانك ولا تدخل بينى وبين اختى انا بقولك اهو
ابتسم صالح بسخرية يهز كتفيه وهو يضع يديه فى جيبه فى اشارة لعدم اهتمامه بما يجرى بينهم جعلت شاكر يشتعل بالغضب والجنون اكثر و اكثر وهى يجذب امانى من شعرها نحو الدرج صارخا
:شايفة يابنت ال****شايفة بعنيكى اد ايه كارهك انك ولا تهميه ولو حتى لو موتى ادامه... يلا انجرى ادامى يا فضحانى وكاسرة عينى بعمايلك
وبالفعل جذبها من ذراعها بقسوة للخارج واختفوا من امامهم وقد صمتت امانى عن الصراخ كانها فقدت كل امل لها يسود الصمت والهدوء بعد كل هذه الاعاصير والمفاجأت حتى قطعه صوت فرح وهى تهمهم بحيرة وصدمة وعينيها مسمرة على الباب المفتوح
: انا مش فاهمة حاجة...مش انت بتحبها وكنت عاوزها ترجعلك طيب ليه...
انتبه على صوتها الحائر ليخرجه من دوامة افكاره يسرع نحوها يحذبها نحوه بقوة هاتفا
:ارجع لمين ومين دى اللى بحبها...
رفعت عيون حائرة نحوه هامسة بارتجاف
:امانى...سمر قالت لى انك كنت هتتجن وترجع لها وهى اللى كانت رافضة
دمدم من بين انفاسه بكلمات حانقة سريعة علمت بأنها سباب موجه لسمر قبل ان يتنفس بعمق قائلا ببطء بعدها
: فرح انا عمرى ما حبيت ولا فى واحدة داخلت قلبى من يوم ماعرفت يعنى ايه حب...غير واحدة بس سكنت قلبى واتربعت جواه لدرجة انه خلاص مبقاش قلبى انا وبقى ملك ليها وفى اديها هى... عارفة هى مين يافرح
هزت رأسها دون وعى بالنفى وقد كانت كل حواسها متنبهة له عينيها مسمرة فوق شفتيه كأن حياتها معلقة بما ستتفوه به تتعالى خفقات قلبها بصخب حتى كادت ان تصم الاذان فى انتظار الباقى من كلماته ولكن وكعادة حظها معه تعال فى تلك اللحظة صوت شقيقه حسن يسأل بقلق وهو ينهج بقوة بأنفاس متسارعة كأنه صعد الدرج اليهم فى خطوتين
:فى ايه ياصالح... ايه صوت الصريخ ده...وشاكر والمخفية اخته كانوا هنا بيعملوا ايه..
اغمض عينيه بقوة يدمدم مرة اخرى من بين اسنانه بحنق قبل ان يلتفت الى شقيقه هاتفا بحدة
:مفيش يا حسن...متشغلش بالك انت..ده حكاية كده واتحلت خلاص
وقف حسن ينقل نظراته بين صالح وفرح بفضول قبل ان يهز رأسه بتفهم وقد تصور له ان صالح لا يرغب فى التحدث والتوضيح له امام فرح قائلا له
: طيب تمام...بس معلش انا كنت عاوزك فى كلمتين على جنب كده
زفر صالح بأحباط وقد علم ان اى فرصة للحديث بينهم انتهت فما هى لحظات حتى يصعد اليه والديه ايضا لذا.....التفت اليها يعطى ظهره لاخيه هامسا لها برجاء
:انا هنزل دلوقت...بس هما كام دقيقة وهطلع تانى...مش هتاخر عليكى...اتفقنا
لم تجد امامها سوى ان تهز راسها له بالموافقة وعينيهم معلقة ببعضهم وبينهم الف حديث وحديث قبل ان يلتفت نحو اخيه مرة اخرى يشير اليه حتى يتقدمه للخارج تعلم جيدا انها ستقضى تلك الدقائق فوق الجمر ينهكها التفكير والتوقع حتى حضوره اليها
*****************************
تقدم بخطوات سريعة غاضبة ووجه حانق نحو المحل الخاص بانور ظاظا بعد ان امضى النصف ساعة الاخيرة فى منزلهم يفرغ ثورة غضبه فى توجيه الضربات واللكمات الى امانى حتى سقطت منه ارضا بأعياء وانهاك وقد استطاعت والدته ان تنقذها من بين براثنه قبل ان يفتك بها ويزهق روحها بيديه
يدلف الى داخل المحل يلقى عليه بسلام مقتضب حاد قابله انور بهدوء ودون ان ينهض من مكانه يتنفس عميقا دخان ارجيلته وهو يتابع شاكر وقد يلقى بجسده فوق المقعد المقابل له قائلا بوجوم ودون مقدمات
: انا موافق يا انور على جوازتك من امانى اختى... شوف ايه الميعاد اللى يناسبك وهات المأذون
جلس انور كما هو للحظات يتجاهل تماما ماقاله شاكر له وكأنه لم يسمعه او حتى تفوه بشيئ ليصرخ به شاكر بغضب من تجاهله هذا
: جرى ايه أنور... انا بكلمك ياجدع
اعتدل انور فى جلسته يلقى بمبسم ارجيلته فوق مكتبه بعنف ثم ينحنى نحوه شاكر يسأله بسخرية
: قولى يا معلم شاكر.. فى حد قالك انى مختوم على لمؤاخدة قفايا
عقد شاكر حاجبيه معا بقوة يسأله بحيرة
: مش فاهم... لزمته ايه كلامك ده يا انور
نهض انور عن مقعده يلتف حول المكتب ببطء ومازالت تلك الابتسامة الساخرة فوق وجهه قائلا بتهكم
: لزمته فضايح اختك يا معلم انور بعد ما كل الحارة شافتك النهاردة وانت جررها وراك زى الدبيحة ونازل بيها من بيت المعلم صالح... جوزى الاولانى
قال جملته الاخير بتشفى ثم صدحت عالية ضحكته الساخرة فجعلت من وجه شاكر يشحب بشدة يتفصد وجهه بالعرق الغزير لكن انور لم يكتفى بذلك بل تقدم بجسده منه يستند بمرفقيه فوق ساقه قائلا
: وجايلى انا دلوقت وتقولى موافق على جوازتك من اختى...لا معلش انسانى.. وشوف لاختك حد غيرى يرضى بيها وبفضايحها
ضربت دماء الغضب داخل رأس شاكر ينهض عن مقعده بثورة يقبض فوق عنق انور بقبضته ضاغط عليه بقوة وهو يصرخ بشراسة به
:بتقولى انا الكلام ده يابن ال**** اختى اللى بتتكلم دى متحلمش تشتغل فى بيتها وعندنا خدام يابن ال***يا واطى
برغم اختناقه والضغط القوى فوق عنقه الا ان انور لم يستسلم يسأله بصعوبة وبصوت مختنق شامت
:ولما هو كده جايلى تقولى اتجوزها ليه يا سيد المعلمين
ارتعشت يد شاكر فوق عنق انور تنحل من حوله بعد كلماته تلك يشعر بالخزى كأنه يقف امام الحارة كلها عارى دون ملابس تستره عن الاعين يبتعد عن انور بخطوات متعثرة للخلف جعلت ابتسامة انور تزداد اكثر واكثر ومعها تلك النظرة من التشفى والشماتة يقف شاكر امامه للحظات مقيد مكبوت لايدرى كيفة التصرف.. وفجأة وبدون مقدمات اختطف احدى المقاعد يلقى بها نحو واجهة العرض الخارجية للمحل لتتهشم للقطع ثم بمقعد اخر القى به ولكن هذه المرة نحوه المعروضات بداخله يفرغ شحنة غضبه وثورته من كل ماحدث وسمعه اليوم على المحل ومحتوياته بطريقة جعلت انور يفر هاربا من امامه للخارج يقف يراقب خسائره وقد تجمع من حوله الاهالى يتسألون عما حدث لكنه لم يجيب اى منهم بل وقف يتابع مايحدث دون ذرة حزن او ندم فكل شيئ فداء ما يسعى له حتى ولو كانت جميع امواله وممتلكاته فكل مايملك فداء الفوز بها