رواية حب مجهول الهوية الفصل العشرون 20 بقلم ملك ابراهيم
خرج من الاوضه وانا قعدت على السرير ولسه بفكر في كلامهم ومستغربه هي ليه اتصدمت كده وفي لحظة كده وانا براجع مع نفسي الحوار اللي دار بينهم قدامي ووقفت عند جملة طارق "اصل احلام مش بتاكل كويس رغم ان الدكتور مأكد عليها انها تاكل كويس جدا خصوصا الفترة دي."
لحظة كده الجملة دي ملهاش غير معني واحد!!! ينهار اسود هو كان قصده يقولها ان اناااا.. حااااااامل..
لا لا اكيد مش قصده كده مش معقول بس الجملة دي ملهاش غير المعنى ده معقول مرام فهمت معني كلامه وفكرت ان انا حامل؟ طب هو قالها كده بجد في حاجات كتير انا مش فهماها!!
تليفوني رن وكانت بسمه اختي اللي بتتصل.
احلام: الو بسمه ازيك عامله ايه؟
بسمه: الحمدلله يا احلام عاملة ايه معلش ياحبيبتي معرفتش اكلمك غير النهارده.
احلام: ولا يهمك يا بسمه المهم طمنيني عليكي انتي وابنك.
بسمه: الحمدلله يا احلام كويسين.
اتكلمنا كتير مع بعض وبسمه طلبت مني افتح الكاميرا..
بسمه: بقولك ايه افتحي الكاميرا كدا عشان اخليكي تشوفي ابني كبر ازاي وكمان انتي وحشتيني.
فتحت الكاميرا وابتسمت اول لما شوفت بسمه وابنها ولقيت بسمه شهقت بصدمة وقالت: انتي فين يا احلام؟؟
استغربت وقولتلها: في البيت يا بسمه في ايه؟
بسمه: بيت مين ايه المكان اللي انتي قاعده فيه ده مش بيتنا صح؟
مكنتش واخده بالي ان بسمه شايفه خلفية المكان ورايا وهي بتكلمني وقولتلها: انا في بيت طارق جوزي يا بسمه وقاعدة في اوضة النوم دلوقتي.
شهقت بانبهار: جوزك!! معقول دي اوضة النوم بتاعتك طب حركي الكاميرا كده يا احلام عايزة اشوفها شكلها حلو اوي.
ابتسمت وقولتلها حاضر.. وبدأت احرك الكاميرا وسامعه شهقات انبهار بسمه وهي مش مصدقه اللي هي شيفاه واتكلمت بصدمة.
بسمه: احلام انتي عايشه فين ايه الفخامه دي كلها دا كأنك عايشه في قصر!!
رديت عليها وانا ببتسم: هو قصر فعلا يا بسمه.
بسمه شهقت للمرة الالف من اول المكالمة وقالت بذهول: هو جوزك طلع غني اوي كده يا احلام!
رديت بحزن: للاسف يا بسمه ااه.
بسمه باستغراب: للاسف!! بقى في واحدة تزعل ان جوزها غني!
اتنهدت بحزن وقولت: انا.. انا مكنتش عايزة اتجوز واحد غني.. كفايه عليا انه يكون بيحبني وانا بحبه وحياتنا تكون هاديه من غير اي مشاكل.
بسمه كانت مبهورة بزيادة بعد ما شافت الاوضة اللي انا قاعدة فيها وتقريبا مش سامعه اي كلمه من اللي انا قولتها وتركيزها كله كان البيت الفخم الكبير اللي انا عايشه فيه وفضلت تسألني عن تفاصيل كتير تخص طارق ووضعه المادي وشغله وانا كنت بتهرب من كل سؤال بتسأله لحد ما خلصت المكالمة معاها وقعدت ابص حواليا وسألت نفسي هو انا ليه مش مبهورة زي بسمه بالمكان ده! بالعكس انا في كل لحظة بتمنى ارجع لحياتي القديمة وشقتي تاني..
افتكرت هند وسألت نفسي ياترى قالت عليا ايه بعد ما اسامه اخوها قالها ان انا متجوزه وهي اقرب صديقه ليا ومتعرفش.. كانت وحشاني وقررت اتصل عليها واول لما ردت كانت بتتكلم بعتاب.
هند: اخص عليكي يا احلام يا نادله بقى انتي متجوزه ومخبيه عليا بجد صدمتيني.
رديت عليها بحزن: انتي مش فاهمه حاجة يا هند الموضوع ده حصل بسرعه وبعدين ده مش جواز حقيقي يعني وفرح وكده دا يدوب كتب كتاب وبس.
هند: مش فاهمه حاجة منك يا احلام بس حقيقي اتصدمت لما اسامه قالي انك متجوزه وجوزك جه خدك مش قادرة اوصفلك صدمتي كانت ازاي.
احلام: صدقيني انا هفهمك كل حاجة في الوقت المناسب يا هند بس مش عايزاكي تزعلي مني.
هند: مش زعلانه منك يا احلام بس انا قلقت عليكي واتصدمت لما اسامه قالي وعموما خلينا نتقابل وتحكيلي.
احلام: حاضر يا هند هشوف ظروفي كده واكلمك تاني ونتفق ونتقابل.
هند: طب والشغل هتعملي فيه ايه يا احلام انتي كده مش هترجعي الشغل تاني؟ صاحب المحل زهق على فكره من غيابك الكتير.
رديت عليها بحزن: حاضر يا هند حاولي تهديه عليا بس وانا ان شاء الله هرجع الشغل تاني في اسرع وقت.
هند: حاضر يا احلام المهم خلي بالك من نفسك.
خلصت المكالمة مع هند وانا قاعدة حزينه َوفجأة الباب اتفتح ودخل طارق وانا اول لما شوفته افتكرت موضوع الحمل اللي قاله ل بنت عمه وحطيت ايدي على بطني وانا بمثل اني بتألم وقولت: ااااه
قرب مني بلهفة حقيقيه وسألني: احلام انتي كويسه في حاجة بتوجعك؟؟
رديت عليه وانا بدعي الألم: ااااه بطني وجعاني اوي ونفسي غامه عليا.
بصلي باستغراب: يعني ايه غامه عليكي؟؟
رديت ببرود: يعني بتوحم.. يعني الحمل تعابني اوي.
عقد حواجبه وهو بيبصلي وبعدين ضحك جامد وقالي: مش معقول فهمتيها لوحدك؟
رديت بغيظ: ااه طبعا فهمت الكلام كان واضح جدا ولا انت فاكرني غبيه!!.
ضحك وهو بيقول: عند حق الكلام كان واضح فعلا.
ولسه كان هيبعد عني بس انا قومت بسرعه وقربت منه: هو انت ازاي تقول ل بنت عمك ان انا حاامل؟ هتقول عليا ايه دلوقتي!
وقف مصدوم وبصلي: هتقول عليكي ايه يعني ايه مش فاهم!!
رديت بغيظ: يعني لما تقولها ان انا حامل اكيد هي هتفكر انا حامل من مين!
اتكلم بصوت قوي: نعم وهو انا مش مالي عينيك ولا ايه.
قلقت من نبرة صوته وقولت: بس هي كده هتفكر ان حصل بينا حاجة.
رد وهو بيهز راسه: وهو ده المطلوب.
اتكلمت بغيظ: يعني انت كده بتستخدمني عشان تنفذ خططك!
قرب مني اوي: وانتي ايه اللي مضايقك دلوقتي؟
رديت بتوتر من قربه: ااه طبعا مضايقه لانك بتدخلني في حاجات انا مليش علاقه بيها وبعدين ليه نكذب ونقول ان انا حامل.
رد وهو قريب مني جدا وانا خلاص حاسه ان هيغمى عليا من شدة التوتر.
طارق: احنا ممكن نحول الكذبه دي لحقيقة.
ياالله بجد بيوترني بقربه وكلامه ده وانتفضت بعيد عنه وانا ببصله بصدمة: نحولها لحقيقة ازاي؟ انت تقصد ايه؟
هز كتفه ومتكلمش وانا فهمت يقصد ايه وكنت شايفه انه بيكتم ضحكته ومتابع ردود افعالي باهتمام وانا اتوترت وحبيت اغير الموضوع.
احلام : طب انا عايزة اروح شغلي بكره هند كلمتني وقالتلي ان صاحب المحل مضايق من غيابي الكتير.
رد ببساطة: انتي مش محتاجة الشغل ده.
احلام؛ يعني ايه مش محتاجة الشغل ده!! هو انت فاكر اني هعيش كده من غير شغل!
طارق: لا بس الشغل ده مبقاش مناسب ليكي دلوقتي.
احلام: يعني ايه مبقاش مناسب ليا هو ايه اللي اتغير فيا عشان الشغل ده ميبقاش مناسب.. قصدك يعني عشان بقيت مراتك؟ طب ودي فيها ايه وايه اللي يمنع ان مراتك تكون بتشتغل وبعدين ده شغل في محل هداية!! ايه العيب اللي فيه؟
وقف يبصلي من كلامي الكتير اللي كان ورا بعضه من غير توقف وهو يبصلي وانا عماله اتكلم واتكلم وهو يتحرك في الاوضه قدامي ورايح جاي وانا مش بوقف كلام ودخلت بقى في حقوق المرأة وحقوق الانسان وحقوق العمال وهو بيسمع وساكت ومعندوش فرصه يرد وعمال يغمض عينيه من كتر كلامي ويفتحها ويتحرك ويبصلي وانا مش عايزة اوقف كلام ولسه بيقاطعني واتكلم هي كلمة واحدة.
طارق: طب ممكن تهدي.
احلام؛ لا مش ههدا انت اصلا عايز تلغي شخصيتي وتموت طموحي وتقضي على أحلامي..
طارق؛ انا!!!
احلام: ايوا وانا طبعا فاهمه كل ده ليه لان مفيش رجال بيحب يشوف مراته ناجحه ومحققه نجاح اكتر من اللي هو بيحققه وطبعا هتعمل البيت والاولاد حجتك وتقولي الست ملهاش غير بيت جوزها وتربية اولادها وانا بقى مش مهم مش مهم طموحي مش احلامي مش مهم اعمل الحاجة اللي بحبها واكون مبسوطه لا انا واجبي اكون شمعة تحترق من اجل الاخرين..
بصلي بذهول وحسيت ان انا زودتها شويه وقولتله كلام عميق اوي الغريب انه كان بيبصلي ومستغرب وماشاء الله عليه مستمع جيدا جدا لكل مشاكلي واستنيت رده على كل الكلام اللي قولته ولقيت بيقول.
= موافق
ايه ده اكيد الرد على كل الكلام اللي قولته ده مش هتكون الكلمة دي بس!!
سألته بدهشة: موافق على ايه؟
طارق: كنت متأكد ان بعد كل الكلام اللي قولتيه ده اكيد نسيتي احنا كنا بنتكلم في ايه.. موافق تروحي شغلك.
بس كده!! يعني بعد كل كلامي ده ويرد بكلمتين بس عرفتوا بقى ان الستات بتعاني قد ايه؟ هو طبعا ميعرفش اني فضلت اجهز في الكلام ده ايام واعمل بروڨات عليه واعيده اكتر من مره مع نفسي عشان منساش حاجة ويجي بعد كل المجهود ده يرد بكلمة واحدة بس!! (موافق)
قطع شرودي مع نفسي ولقيته بيعلق على كلمة قولتلها وسط الكلام الكتير اللي قولته.
طارق: بس في حاجة عايز اسألك عليها بعيدا عن حقوق المرأة وحقوق الطفل وكل الحقوق اللي اتكلمتي فيها.. بيت واولاد ايه اللي همنعك عن الشغل بسببهم!!
بصتله بدهشه وسألته؛ بيت واولاد ايه!! انا قولت بيت واولاد؟؟
هز راسه وهو ساكت وبيبصلي باهتمام وانا هزيت كتفي وقولت: مش فاكره.
ضحك وقالي: تمام شوفي عايزة تبدئي شغلك امتي وانا هجهزلك عربيه بسواق توصلك وترجعك هنا تاني كل يوم.
رديت بعناد: مش عايزة عربيات انا هروح لوحدي.
قرب مني وحسيت انه خلاص جاب اخره معايا وقال بصوت قوي: الموضوع ده مفيش فيه نقاش.. ده شرطي الوحيد عشان ترجعي الشغل ده.
بصتله بخوف وقولتله: خلاص موافقه.
طارق باستغراب: موافقه بس كده!!
رديت بغيظ: اه لاني مش بحب الكلام الكتير.
بصلي بصدمة وضحك جامد اوي وخدني في حضنه وضمني ليه وهو بيضحك من قلبه بجد.. رواية حب مجهول الهوية بقلمي ملك إبراهيم.
صحيت تاني يوم الصبح وجهزت نفسي عشان اروح شغلي ولقيت طارق دخل الاوضه وانا خلاص بجهز عشان انزل وبصلي وهو بيبتسم.
طارق: صباح الخير.. شايفك صاحيه بنشاط عشان الشغل.
رديت بهدوء: اصل الشغل وحشني اوي.
طارق؛ يا بخته
احلام: هو ايه؟
طارق: الشغل.
كسفني اوي وبصيت على نفسي في المرايا بصه اخيره وهو كان بيبصلي اوي وكنت حاسه انه مش مرتاح لموضوع شغلي بس موافق عشان ميزعلنيش ولقيته قال: السواق هيوصلك ويرجعك ولو حبيتي تروحي اي مكان بعد الشغل كلميني بلغيني قبلها.
كنت حاسه اني طفله وهو بابا وخايف عليا وانا رايحه اول يوم مدرسه والاحساس ده انا عشت عمري كله افتقده بعد موت بابا الله يرحمه وابتسمت وهزيت راسي بهدوء وهو قرب مني وقالي: شغلك ده كام ساعه؟
رديت بتوتر: 8 ساعات
طارق: يعني مش هشوفك لمدة 8 ساعات.
اتكسفت منه اكتر وهزيت راسي ب اه وهو ابتسم وقالي: تعالي يلا افطري الاول وهوصلك للعربيه.
هو انا ليه حاسه اني رايحه المدرسه بجد هو مش مصدق اني كبيره وبعتمد على نفسي ليه!!
نزلت معاه وفطرنا مع بعض ووصلني فعلا للعربيه واتكلم مع السواق ومع واحد من الحرس بتوعه وانا حسيت انه مكبر الموضوع اوي دا انا رايحه الشغل يعني مش مسافرة!!
السواق اتحرك بالعربيه وطارق كان بيبصلي والعربيه خرجت من القصر والسواق فضل ماشي في طريق طويل لحد ما وصلني مكان الشغل وعرفت ان المسافه بين مكان شغلي ومكان القصر بعيدة فعلا ولازم عربيه وطارق كان عنده حق.
طلبت من السواق ينزلني بعيد عن مكان شغلي وكملت بقيت المسافة مشي وهند اول لما شافتني خدتني في حضنها وكانت زعلانه مني وانا حكيتلها حكايتي مع طارق من اول قطر اسوان وطبعا كان في تفاصيل كتير بيني وبين طارق مكنش ينفع احكيها وفهمت هند اننا اتقابلنا في القطر وحبينا بعض وحكيتلها على موضوع شقتي وازاي اتجوزنا وهند كانت زعلانه لاني اتجوزت من غير فرح او اي احتفال وفضلنا نتكلم كتير انا وهند لحد ما لقيت واحد داخل المحل بيسأل على هدية عايزة يشتريها ولقيته بيبصلي اوي وكأنه يعرفني وملامحه حسيتها مش غريبه عليا وحاولت افتكر انا شوفته فين قبل كده وفتحت عيني بصدمة لما افتكرت ان هو نفس الراجل اللي اقتحم القطر هو والملثمين اللي كانو معاه .... بقلمي ملك إبراهيم.
.. يتبع