اخر الروايات

رواية لن تحبني روز وطارق الفصل السابع عشر17 بقلم ميرال مراد

رواية لن تحبني روز وطارق الفصل السابع عشر17 بقلم ميرال مراد



بارت 17
دخلت الى غرفتها برفقة شيماء التي ساعدتها في خلع طرحتها و ثيابها
اسندتها على السرير و كانت تهم بالمغادرة فاأمسكتها من ثيابها و هي تمسك بلوحتها الموضوعة جانبا
- طاهر كان يقصد ايه ؟
شيماء : ما تاخذيش على كلامه ديه واحد غبي و هزاره ماسخ
- ازاي و هو بيقول متشرف بيا ؟
شيماء : هو بيڨول اكده لأنه مش متعود عليكي هني مش اكثر ...انتي طول عمرك عايشة في مصر وهو كان مسافر و رجع من مدة مش طويلة عشان اكده ما يعرفكيش زين.
- تمام ..انا عايزة أنام .
- طيب يا ڨلبي ارتاحي .
خرجت الى المطبخ حيث تقف والدتها لتحضير الطعام
- تعالي ساعديني يا شيماء نحضر لاختك شوربة فراخ ترم عظمها بيها..
شيماء بضيق : لحد ميتي عنڨعد نكذب على البنية يمة !!
اني اتحطيت في موڨف غبي عشان اللي ما يتسمى طاهر ديه.. معرفتش اڨول ايه ولا أعيد ايه !!
سعدية : والله ما عارفة اڨولك اي ي بنيتي ..معاكي حڨ طبعا
اني كمان مش عارفة اخلص من اسئلتها.. بس ياسين ڨال مستني الوڨت المناسب .
شيماء : و اديه اترمى في السجن و مش عارفين هيطلع من المصيبة دي ولا لع
- ربك كريم يا بنيتي ..اخوكي مظلوم يا شيماء و دعوة المظلوم مستچابة... مسير الحڨ يبان
شيماء : اني عندعيله ف كل صلاة و انتي كمان يامة ادعيله ربنا يظهر برائته .
- يا رب يا بتي.
مرت عشرة ايام منذ إلقاء القبض على ياسين
كانت روز قد تعافت من الجرح و بإمكانها التجول بدون مساعدة شيماء لكنها دخلت في حالة من الحزن تتفقد هاتفها كل حين تنتظر رسالة منه .
شيماء : و بعدهالك يا ندى ! بڨي ديه كلام !! بصي للطبڨ زي ما يتحط بيتشال ..مش عتخفي أبدا اكده !
اشارت بالنفي بمعنى انها شبعت
- يا بتي بصي على نفسك كيف خسيتي و بهت لونك ! حرام عليك نفسك !
امسكت اللوحة بزعل: هو ياسين مش بيفتح أبدا ليه ؟ هو وعدني هنبقى على تواصل على طول و انه مش هيسيبني
شيماء : هو بس مش فاضي اليومين دول ..الشغل كثير عليه
- بس قبل كدة مكانش بيسيبني و مهما انشغل برضو بيكلمني
- الغايب عذره معاه يا ندى .
لم تقتنع بهذا الكلام لكنها فضلت الصمت .
في السجن
المحامي : الجلسة اتحددت بعد 10 ايام يا استاذ ياسين
ياسين : كل اللي يجيبه ربنا خير .. وصلت لحاجة يا استاذ ؟
- و الله زي ما اتوقعت. . الدكتورة سلمى رشاد اللي عملت لها تقرير حادثة الاغتصا'ب دكتورة نساء صحيح بس سمعتها مش مضبوطة يعني مشتبه تورطها في اعمال غير قانونية بس محدش قدر يمسك عليها حاجة لحد دلوقت ..
الغريب ان الجدع اللي اقترح ياخذها عندها بعربيته محدش يعرفه و مش من المنطقة خالص كان بيعمل ايه في الوقت ده محدش يعرف 🤔ده غير ان الشهود ناس مشكوك في نزاهتهم
- طب ما تقدرش تطعن في شهادتهم مثلا يا متر ؟؟
- لو كان عندنا دليل يقول العكس نقدر ...غير كدة ما نقدرش نفتح قلوب الناس نشوف فيها ايه يا استاذ ياسين ..عموما لسة فاضل ثلاث ايام .. ادعي ربنا نقدر نوصل فيهم لحاجة
- و نعم بالله يا استاذ.
في منزل عائلة مروة
كانت تجلس العائلة حول مائدة العشاء و الخادمة فوزية ترص الأطباق فوق السفرة
ابتسام : على فكرة يا حبيبي...الجلسة اتحددت بعد عشر ايام ... أخيرا الوا'طي هيعفن في السجن . .انا كلمت الاستاذة نجوى و قالت انها هتلتمس له أقصى عقوبة و انا واثقة فيها
توترت مروة لسماع هذا الخبر .
كانت فوزية تضع الشوربة في طبق مروة
و سرعان ما صدمت حين سمعت الخبر فأوقعت المغرفة من يدها و انسكبت على مروة ....
في منزل ياسين
كانت ام ياسين تحاول أن تشغل روز للتخفيف من حزنها
- ندى حبيبتي شيماء مشغولة بغسيل المواعين ڨومي ي بتي اعمليلنا كوبايتين شاي
اومأت بإبتسامة و قامت الى المطبخ ..
حضرت كوبين و عادت الى الصالة حيث كانت ام ياسين تتابع احدى قنوات الاخبار بدون تركيز
فجأة وقفت مصدومة و أوقعت من يديها الكوبين و هي تنظر لأحدى الاخبار !!
اسرعت إليها شيماء و سعدية و نظرتا الى حيث كانت تركز بصرها : كانت صورة ياسين و تحتها عنوان عريض!!
: تحديد جلسة محاكمة ياسين محمود علي المتهم في قضية إغتصا'ب القاصر " مروة سليم الكيلاني" بتاريخ 19 مايو
لم تنتبه حتى للشاي الذي احرق قدمها !! وقعت على الارض في صدمة شديدة تود لو تصرخ صرخة عظيمة لكنها صوتها خانها و لا يريد ان يصدر.
في منزل عائلة مروة
كانت فوزية تضع الشوربة في طبق مروة
و سرعان ما صدمت حين سمعت الخبر فأوقعت المغرفة من يدها و انسكبت على مروة التي وقفت و هي تدفعها بغضب : انتي با حيو'انة مش تبصي قدامك !!!
فوزية برعب: آسفة يا ست هانم مش قصدي و الله غصب عني
مروة بغضب هستيري : اعمل ايه بأسفك يا عمياااا !!!
ثم غادرت الطاولة نحو غرفتها
نظرت ابتسام الى فوزية بأسف : معلش يا فوزية حقك عليا البت دي شكلي دلعتها زيادة
فؤاد بتبرير : مروة معذورة يا ابتسام ..الظروف النفسية اللي بتمر بيها مش قليلة أكيد اعصابها تعبانة...سيرتها على كل لسان و قضية اغت،صابها بقت قضية راي عام و بتتكلم عنها الجرائد و التلفزيون و كل المواقع .
ابتسام : ماعاش ولا كان اللي يجيب سيرة بنتي بالباطل ..ما تنساش ان مروة هي الضحية و إن كان فيه حد اتفضح فهو الز'بالة اللي اغت'صبها و بكرة هنجيب لها حقها قدام كل العالم و الخلق.
استاذنت فوزية و ذهبت الى المطبخ و هي تبتلع غصة ألم
في منزل ياسين
اخذتها كل من سعدية و شيماء الى غرفتها و هي منهارة
ترفض التصديق و دموعها تنهمر بدون توقف
حاولن تهدئتها بكل الطرق دون جدوى
سعدية : يا بتي معڨولة اللي عتعمليه في نفسك ديه !! ما تخفي على نفسك شوية عتموتي نفسك من البكا ..بس يا ڨلب أمك ڨطعتي ڨلبي ... انتي عيانة و اني خايفة على چرحك
شيماء : اخونا بريء و مسچون ظلم و كلنا عندعيله ربنا يظهر الحڨ من فوڨ سابع سماء ...خلي أملك بالله كبير و ادعيله معانا يا ندى .. ربك كريم يا خيتي.
هدأت قليلا و هي لا تزال تضع رأسها على رجل و دموعها تنهمر و سعدية تمسح على شعرها بحنان
فجأة قامت و ذهبت لتتوضأ ..لبست اسدال الصلاة و راحت تصلي
في السجن
ياسين : يا عسكري !
- في ايه يا متهم عايز ايه بعد نص الليل !!!
- عايز مية عشان اتوضأ و أصلي قيام
العسكري بسخرية : لا و الله !! اول مرة اشوف مغت'صب يصلي قيام !! يعني فاكر ربنا هيغفرلك عملتك السودة لما تصلي القيام ؟؟؟
ياسين ببرود - مش يمكن بأصلي لإني مظلوم ..و دعوة المظلوم مفيش بينها و بين ربنا حجاب ؟؟
تردد العسكري ثم أحضر له اناءا به ماء
- مش عارف اقولك ايه ...شكلك ابن ناس و متربي ..الدنيا بقت غريبة اوي
اخذ الاناء و توضأ و توجه الى احد اركان الزنزانة حيث افترش جريدة و راح يقرأ سورة يوسف التي كان يحفظها
انتهى من ترتيلها بصوت عذب يبكي الحجر ثم قام يصلي ركعتي القيام .
اطال السجود و هو يدعو الله و دموعه تنهمر
" يا رب هذا عبدك المسجون ظلما يحبك و يعبدك حق عبادتك و يحل حلالك و يجتنب حرامك و هو مغلوب على أمره، قد قلّ صبره وضاقت حيلته، وانغلقت عليه كافة الأبواب إلّا باب اللّجوء إليك، وانسدّت عليه الجهات إلاّ جهة رحمتك، وتمازجت عليه أموره في دفع الظلم عنه، واشتبهت عليه السّبل ، فاللهمّ انتقم من هذا الظّالم وردّ كيده في نحره، وخذ حقّ عبدك المظلوم الضعيف أضعافًا مضاعفة يا رب
اللهم أسألك يا ناصر المظلومين أن تستجيب دعوتي وأن لا تردّها، فاللهمّ خُذ من ظلمني من مأمن أفعاله أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجعه في غفلته، فجعة مليك منتصر، واسلب منه نعمته وصحته و سلطانه، وأبعده من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه كامل عزّك الذي لم يلتلفت إليه ويردّه بالإحسان، وأهلكه في عذابك وردّ كيده عليه، واخذله ومن معه يا رب،
يا من لا تحتاج إلى الشهادة، يا عالم الخفايا و الأسرار ، اللهم انت ناصر المظلومين، و أنت القوي الجبار.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ‏ لِي‏ مِنْ‏ أَمْرِي‏ فَرَجاً وَ بعد الضيق مَخْرَجاً وَ ارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ
اللهم كما اخرجت يوسف من غياهب السجن و نصرته و اظهرت برائته و جعلته عزيزا على الناس جميعا ...اللهم اظهر برائتي و احفظ كرامتي و اعزني بعزك الذي لا يضام و ردني إلى أهلي و أحبتي و انا من السالمين الغانمين ...برحمتك يا أرحم الراحمين ...آمين و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
كان العسكري يقف امام باب الزنزانة و دموعه تنهمر تلقائيا و هو يهمس : واحد زي ده مستحيل يكون مغت'صب.
في صباح اليوم الموالي
كانت ابتسام في عيادتها تستقبل المرضى حين دخلت عليها عاملة الاستقبال
- خلصنا كل العيانين ولا لسة كمان يا عفاف
- لسة يا دكتورة في وحدة بس بتقول انك محتاجاك في موضوع شخصي
استغربت ابتسام : خليها تدخل
سرعان ما زادت دهشتها اكثر حين رأتها: فوزية !!!!؛ ايه اللي جابك هنا ؟
فوزية بتردد : بصراحة يا هانم كنت عايزاك في موضوع ضروري .
ابتسام مازحة : يعني مكنتيش تقدري تستني لحد ما اروح البيت و نتكلم !! كان لازم تقطعي المشوار ده كله عشان تقوليه ؟
فوزية بضيق - ايوة يا دكتورة ...مكنتش قادرة اقولك في البيت لاني كنت خايفة لحد يسمعنا من اهل البيت
- يااااه ...هو الموضوع خطير للدرجة دي !!
- بصراحة ....ايوة .. فيه حاجة بتحصل من وراكي مينفعش اسكت عليها اكثر من كدة ... انا لحم كتافي من خيرك و خير البشمهندس سليم الله يرحمه و مقدرش اشوف الغلط و اسكت عنه و اللي تضرك تضرني.
ابتسام بخوف : يا ساتر ! فيه ايه يا فوزية خوفتيني
- اني هقولك يا دكتورة على كل حاجة ...بس توعديني انك تكوني قوية و تتحملي اللي انا هقوله .
في منزل ياسين
كانت سعدية جالسة مع ابنتها شيماء و روز التي تنظر في اللاشيء بينما يتحدثان مع بعضهما ..التفتت شيماء إليها
- ڨولتي ايه يا ندى؟ .. ندى !!!
التفت إليهما بشرود كأنما افاقت من حلم يقظة غريب
شيماء : بڨولك احنا عاوزين نروح كلنا على مصر عشان جلسة ياسين قريبة و عاوزين نكون جنبه في الظروف دي .. عتڨدري تسافري ولا لع
اومأت بالإيجاب و هي تحاول اخفاء دمعة انسابت رغما عنها تنهدت سعدية بعمق : عارفة أنك اتوحشتيه يا ڨلب امك .. كلنا اتوحشناه ...ربنا يڨرب البعيد و يظهر الحڨ .
نظرت الى شيماء و اكملت : بكرة تروح شيماء تشتريلك خلجات و طرحة چديدة ..احنا عنروح قبل المحاكمة و ننزل في الشقة اللي كان ڨاعد فيها ياسين , چلال معاه مفتاحها عيوصلنا لحد هناك ....عاوزة ازور حبيب ڨلبي الغالي
تهللت اساريرها و لمعت عيناها و هي توميء بمعنى : انا كمان عايزة اروح معاكي
- حاضر يا حبة عيني عنروح كلنا نزوره .
ثم اردفت : ما تنسيش يا شيماء تتصلي على حامد عشان يعمل حسابه مش عايزة اروح مع طاهر ولا عاوزة من خلجته حاجة
- حاضر يمة .
دلفت ابتسام الى الفيلا و هي تحمل عشاء جاهزا
فؤاد بدهشة : انتي جايبة اكل من برة ؟؟ اومال فين فوزية ؟
ابتسام : فوزية اتصلت بيا و انا في العيادة و قالت انها مضطرة تطلع بدري عشان تروح تعمل تحاليل و انا اديتلها نص يوم اجازة .
فؤاد : غريبة يعني ! ما سألتنيش انا ليه ما انا كنت هنا
ابتسام : مفيش فرق ي حبيبي ...انا و انت واحد ..يمكن محبتش تشغلك بحاجات تافهة .
- يمكن ...طب انا هروح انادي مروة و ارجع احط السفرة على ما تغيري و تاخذي دش
- تمام
بعد قليل بينما يجتمع الجميع بادرت ابتسام
- على فكرة يا مروة انا سمعت ان فيه دكتورة نساء مشهورة جدا كانت في امريكا و حولت شغلها لمصر مؤخرا ...ايه رأيك نروح عندها و اني شهادتها تنفعنا في المحكمة !؟
توترت مروة و اختفت الدماء من وجهها : دكتورة تانية ؟؟
تدخل فؤاد سريعا : دكتورة تانية ليه مش احنا عندنا تقرير الدكتورة سلمى رشاد ؟! كفاية اوي مع شهادة الشهود
ابتسام : دكتورة سلمى رشاد ايه يا حبيبي انا اصلا سمعت ان الدكتورة دي بتعمل عمليات مشبوهة يعني اشك اصلا ان كانت شهادتها و تقريرها هتتقبلوا في المحكمة . . انا عايزة نعزز موقفنا اكثر ..لما تكون معانا شهادة وحدة اسمها لامع و معروفة زي دي أكيد هتفرق اوي ...ها قلتي ايه يا حبيبتي ؟؟
نظرت مروة الى فؤاد تنتظر منه التدخل
فؤاد : اسمها ايه الدكتورة دي؟
- اسمها نهلة عبد السلام ... انا اخذت معاد عندها بعد بكرة لاني مرتبطة بكرة بمواعيد مهمة
فؤاد : طب و الله تفكيرك منطقي .. ممكن اخذها انا ..بلاش نعطل الموضوع ..شوفي انتي وراكي ايه و سيبيلي انا الموضوع ده ..هآخذها بكرة عندها
- اللي تشوفه يا حبيبي يبقى هأتصل اغير المعاد لبكرة ..عن اذنكم انا تعبانة عايزة اخش أنام ...ما تتاخرش يا فؤاد
- هألم السفرة انا و مروة و جايلك على طول يا روحي
صعدت ابتسام و دخل هو الى المطبخ يحمل اطباق الطعام
تبعته مروة الغاضبة التي انفجرت في وجهه و هي تحاول أن تتحدث بهمس حتى لا تسمعها والدتها من الاعلى
- دكتورة ايه دي اللي عايز توديني عندها ؟ يعني انت موافقها على الكلام ده ؟؟
فؤاد ببرود - و مالك خايفة اوي كدة يا قمري ؟؟
- ده ايه كمية البرود اللي عندك دي ؟؟ دي مش الدكتورة سلمى !! دكتورة زي دي أكيد مش هتقبل تزور التقرير و ساعتها هنتفضح !!!
فؤاد - أهدي يا حبيبتي ..الفلوس بتحل كل الابواب المتقفلة
- اهدى ازاي !!! مش يمكن الدكتورة دي تطلع من الناس اللي عندها قيم و مباديء و ما توافقش ؟
- يا حبيبتي كل الناس ليها ثمن... بس الثمن ده بيختلف من واحد للثاني
فيه منهم اللي بيقبل يبيع نفسه بارخص ثمن زي الدكتورة سلمى مثلا ...ولا صاحباتك اللي وافقوا بحتة ايفون بس يشهدوا أنه كان دايما بيتحرش بيكي
و فيه ناس عاملين فيها شرفاء و عندهم ضمير و نزاهة و الكلام ده ...بس لما تعرف توصل للمبلغ المناسب ليهم هيبقوا زيهم زي الدكتورة سلمى ...يعني تقدري تقولي ان "ذمتهم غالية حبتين" ...هي دي كل الحكاية .
مروة بقلق - يا ريت يطلع كلامك صحيح .
في السجن
رق قلب العسكري جابر لحال ياسين بعدما لاحظ شروده الدائم و عزوفه عن الطعام خصوصا و أنه يقضي كل ليله في القيام و لا يأخذ كفايته من النوم حتى بهت و نقص وزنه كثيرا
- و بعدين يا ابني ؟ هتفضل كدة مبطل الزاد لحد امتى ؟! لنفسك عليك حق برضو ..و مادمت عارف انك مظلوم و ثقتك في ربنا كبيرة مهموم قوي كدة ليه بس ؟
- مليش نفس يا عسكري ... لما اعوز اكل ابجى اجولك
- بلاش عسكري دي ...يعلم ربنا اني اعتبرتك زي ابني ...لما نكون لوحدنا تقدر تقولي عمي جابر ...و او عايز أي حاجة أمانة تطلبها مني ...عاوزك تطلع من جو الحزن ده
فكر ياسين قليلا ...ثم اجاب بعد تردد
- هي فيه حاجة تجدر تساعدني فيها لو ما اغلبكش طبعا
-لو اقدر عليها و تريحك مش هاتأخر ... .
- هتلاقي 20 جنيه مع الحاجات اللي اتحجزت مني أبقي خذهم اشتريلي دفتر و جلم بس يا عم جابر و الباجي حلال عليك يا راجل يا طيب .
- بس كدة ؟ من عينيا يا ابني .
ياسين خريج معهد فنون ...كان يملك موهبة الرسم منذ صغره و تطورت اكثر حين اختارها كتخصص ....كان يحن إلى الرسم و يتوق لترجمة اشتياقه الى لوحات .
في اليوم الموالي
انطلقت ام ياسين مع الفتيات الى القاهرة رفقة حامد حيث ينتظرهم جلال .
توجه فؤاد رفقة مروة الى عيادة الطبيبة حسب العنوان الذي ارسلته له والدتها .
وصلا الى العيادة و كان هناك حشد كبير من المرضى
سجل اسمها و كان دورها 78 ... جلس ينتظر معها قرابة الساعتين و نصف و كان الدور يمر بشكل بطيء فجأة رن هاتفه ..فخرج مسرعا
- الو ..خير يا ابتسام
- حبيبي انت فين ؟؟
- انا مع مروة عند الدكتورة خير في حاجة !!
- ايوة يا حبيبي .. الحقني عربيتي اتعطلت مش عارفة مالها و انا في مكان فاضي و خايفة اوي يا ريت تجي تاخذني لاني متأخرة اصلا على المؤتمر
- بس انا ما قدرش أسيب مروة لوحدها و كمان احنا عدينا نص المدة مش معقول بعد كل ده اسيب الدور و ارجع يوم تاني ...بصي انا هاتصل بسواق الشركة يجي ياخذك و بعدين يرجع لعربيتك
- سواق ايه يا فؤاد ...انت اللي معاك اشارة السمارت واتش بتاعتي هو السواق هيعرف مكاني منين ؟؟
- طب و الحل !!
- انتو نمرة كم ؟
- احنا 78
- طب اسأل الرقم اللي عليه الدور كام
سأل ثم عاد إليها : رقم 27
- لاااا ده فاضل كثير تقدر تجي تاخذني و ترجع لها و يكون دورها لسة ما وصلش .
- امري لله ...حاضر جاي لك حالا .
اقفل الخط و دخل ...همس لمروة : ميرو حبيبتي مضطر اسيبك تستني دورك انا رايح اوصل مامتك و جاي اوكي حبيبي ؟
- اوكي
وصلت ام ياسين و البنات و توجهت الى شقة ياسين رفقة جلال ..سرعان ما وقف احدهم امام الباب بينما يحاول جلال فتحه
الشاب - بتعمل ايه هنا يا اخينا
جلال - و انت مالك ؟؟ ابعد من وشي
اجابه الشاب بفظاظة : مش عايزين حد من عيلة المغت'صب معانا ..يالا هوونا
جلال بعصبية : جرى ايه يا جدع انت ما تحترم نفسك !
تجمع بعض الناس على صوتهما و سرعان ما تحولت الى مشاداة كلامية و تضاربت الاراء ما بين مؤيد و معارض لبقائهم في الشقة .
نظر احدهم بطريقة قذر'ة الى روز الواقفة في توجس و قال
- احنا ممكن نخليه يذوق مرارة اللي عمله في بنت الناس عشان يعرف ان الله حق ... و ان كما الدين تدان
فجأة لكمة قوية اسقطته ارضا
وقف جلال أمام الفتاتين يخفيهم عن نظرات الجميع : اخرس يا زبا'لة ...لو حد بس منكم بص بصة مش كويسة لاخوات صاحبي و رحمة ابوي في ترابه هاد'فنه هنا ...عيال صيع بصحيح !!
كان الشاب سيرد اللكمة لكن احدهم اوقفه و كان شخص تبدو عليه الحكمة و الرزانة
- ابعد عنه ...محدش هيتعرض له ده مهما كان معاه ولايا يالا كل واحد يشوف مصالحه
التفت الى جلال : و انت يا ابني .. المكان هنا مش آمن احسن لك تأخذ الولايا دول و تشوف لك مكان تاني ربنا يسترها معاكم
اذعن جلال لكلام الرجل الطيب و انصرفوا و هو يقول لسعدية
- قلتلك من الاول يا حاجة خلينا نروح بيتنا قلتي لا هكون مرتاحة أكثر في شقة ابني ...يالا بينا دي أمي حتى هتفرح بيكم اوي .
- امرك يا ابني ..يالا يا بنات
في عيادة الدكتورة نهلة
بعد مدة من الزمن عاد فؤاد الى العيادة و كان قد تبقى القليل فقط من المرضى
وجدها نائمة تتكيء على الجدار و في نفس الوقت دخلت احدى السيدات الى الداخل
قالت عاملة الاستقبال : جيت في وقتك يا استاذ بنت حضرتك دورها اللي جاي بعد الست دي .. يا ريت تصحيها لسة نايمة من ربع ساعة
جلس بالقرب منها و حركها بحنان : مروة حبيبتي دورك اللي جاي
افاقت مروة بتثاقل و دخلا الى الطبيبة بعد بضع دقائق
- اتفضلي يا بنتي عشان اكشف عليكي و تحكيلي فيك ايه
فؤاد - احنا مش جايين عشان نكشف يا دكتورة
الدكتورة نهلة بتعجب : اومال جايين ليه حضرتك؟؟
- اخرج دفتر شيكات من جيبه و راح يلوح به يمينا و يسارا
- احنا محتاجين تقرير صغير بس منك .. يفيد ان بنتي اتعرضت للإغتصاب .. و ما تخافيش كله بثمنه ..ادي شيك ب 500 الف جنيه
ثابت ثائرة الطبيبة لهذا الطلب و صاحت و ارغت و ازبدت
- انت غلطت في العنوان يا بيه ...انا دكتورة محترمة و باحترم مهنتي و مش بتاع الكلام ده اتفضل اطلع برة قبل ما أتصل بالبوليس !!! بررررة !!!
بينما كانت مروة ترتعش خوفا أجاب فؤاد ببرود و هو لا يزال جالسا يضع رجلا فوق رجل : طب ما تتحمقيش اوي كدة !
و لو قلتلك ان الثمن هيبقى مليون و نص مليون جنيه ؟؟
صدمت الطبيبة لسماع هذا المبلغ ...صمتت قليلا ثم اجابت بهدوء : بكرة هأرد عليكم
خرج من عندها و هو يبتسم بإنتصار : مش قلتلك يا حبيبتي ؟ اهو طلع ثمنها مليون و نص .. 😀😂
في السجن
يقضي معظم وقته في قراءة القرآن أو الصلاة ليلا و الرسم نهارا .. لم يكن طيفها يبارح خياله.. كان النور الذي ينير عتمة تلك الزنزانة الموحشة.. .. يرسم ادق تفاصيلها كأنها امامه و يحدث تلك الصور كما تعود على محادثتها في كل وقت على الواتس ....هل تراها تشتاق اليه كما يشتاق إليها ؟ أتراها تسأل عنه ....هل تتسائل لماذا اخلف وعده و لم يتصل بيها ؟ هل علمت بأنه في السجن ؟؟ هو حتى لا يعلم اذا كانت قد. تعافت من مرضها ام لا ...الشوق و القلق يقتلانه في اليوم ألف مرة
بعد اخذ و جذب و افكار متضاربة استغفر ربه و قام ليتوضأ و يصلي عسى ان يريح الله قلبه السقيم
عند والدة ياسين
بعدما استراحوا قليلا في منزل والدته و تبادلوا التحية و غيرها اخذهم جلال الى السجن لزيارة ياسين
الضابط : آسف بس وقت الزيارة انتهى يا حاجة ..تقدروا ترجعو بكرة .
ام ياسين بحسرة - يا ولدي احنا جايين من طريج طويل.. ادلينا من الصعيد لحد اهني اني و خواته مش معجول عترجعنا خايبين رچا بعد المسافة دي كلاتها !!
نظر الى هيئتهم المتعبة و نظرات الخيبة التي علت وجوههم خصوصا روز ...نظر الى العسكري جابر و اومأ له بإشارة ما
ثم نظر إليهم من جديد ...مدة الزيارة 10 دقائق و مسموح لإثنين بس يدخلوا للمتهم ...اختاروا مين اللي هيدخل
شدت روز على ثياب سعدية بلهفة شديدة تترجاها بعيونها التي ترقرقت فيها قطرات الدموع و تتوسلها أن تسمح لها برؤيته
نظرت إليها سعدية بحزن ثم نظرت للضابط : يا ولدي كلنا جلبنا موچوع عليه بزيادة مش ناجصين وچع جلب
بالله عليك يا ولدي حلفتك بالغاليين ما تحرمنا منه ..اني امه و دول خواته و ديه صاحب عمره ..
رأف الضابط لحالهم ..فكر قليلا ثم اجاب
- و الله يا حاجة دي قوانين السجن و المفروض اصلا ان الزيارة ممنوعة في الوقت ده ...بس في حالتك و عشان خاطر حالة ابنك اللي قاطع الزاد ده هاعمللكم استثناء .. انا عندي حل يرضيكم من غير ما نخل بالقانون
جلال : موافقين يا حضرة الضابط المهم اننا نشوفه
الضابط : انا هقسم ال10 دقائق ما بينكم ..كل اثنين 5 دقائق زيارة قلتو ايه ! . اكثر من كدة مش هاقدر ي حجة ده اكل عيشي
بصت للبنات ثم لجلال الذين ابدوا موافقتهم
سعدية بفرحة - موافجين يا حضرة الضابط الهي ربنا يعلي مراتبك و نشوفك لوا
,الضابط بإمتنان: يا رب يا حاجة . مين هيدخل الاول ؟
نظرت سعدية الى البنات و الى جلال و هم ينتظرون كلمتها
- هادخل اني و شيماء و بعدين تدخل انت و ندى يا چلال
- حاضر يا حجة .
نظر الضابط الى العسكري فذهب على الفور و ذهبت خلفه سعدية و شيماء .
جلستا تنتظران في احدى الغرف المغلقة بينما ينادي عليه العسكري جابر
فتح باب الزنزانة و تقدم منه دون ان ينتبه اليه و كان قد غفا للتو فوق احدى الرسمات ...تأمله جابر بحزن على حاله
- قوم يا ابني ...عندك زيارة
افاق بتعب ممتزج بدهشة : زيارة من مين ؟
كان جابر ينظر الى الصورة و قد لاحظ ياسين ذلك فاغلق الدفتر على الفور
جابر - اهلك هنا يا ابني .
تبعه ياسين الى الغرفة حيث اشار العسكري الى شيماء و سعدية ..نظر في كل الإتجاهات و لم ير سواهما
اسرعتا نحوه تحتضنانه بشوق .. و هو يبادلهما الحضن بلهفة اكثر ...راحت والدته تتحسس وجهه بقلق و حزن: مالك وشك اصفر و بهتان اكده ليه يا جلب امك الضابط جالنا انك رافض اللجمة ... ليه يا ولدي تحرج جلبي عليك أكثر ما هو محروج ؟ مش اكفاية علي حبستك دي؟
- مليش نفس يمة ...مش بيدي يعني ! المهم طمنيني عليكم كيفكم ؟؟
- كلنا بخير يا ولدي مش ناجصنا غير حسك معانا .
شيماء : ما تجلجش ياخوي أكيد برائتك عتظهر و ربنا ينتجم لك من اللي ظلموك ....هانت ياخوي
تردد قليلا ثم سأل : ندى كيفها ..و الدكتور جال ايه عن حالتها ؟
سعدية - ندى بخير يا ولدي و بجت زينة ...بس موچوع جلبها عليك كثير .. كانت عتموت من الجهر لما شافت صورتك في التلفزيون ..بكيت لما عينيها نشفت من الدمع يا نور عيني
ياسين بدهشة : عرفت باللي حوصل !!!
شيماء - ايوة يا خوي و من ساعتها و البنية اتجلب حالها....ليل نهار شاردة و هات يا بكا .
العسكري : الخمس دقائق خلصوا يا حجة ... خلص وقت الزيارة اتفضلوا معاي
سعدية - دجيجة كمان ربنا يسترها عليك ما لحجلش اشبع منيه
- بس الضابط اتفق معاكم يقسم العشر دقائق ما بينكم
نظرت سعدية الى جابر : حاضر جايين يا خوي ..
ياسين بإستغراب : بين مين و مين ؟؟ مش فاهم !
- ندى برة مستنية هي و چلال
ياسين بضيق- و تسيبوها هيه مع چلال ليه؟
سعدية بمزاح: يعني معلش أسيب معاه شيماء ؟؟
شعر ياسين بالحرج من هذا الموقف : لا يمة مجولتش اكده
سعدية- عموما چلال شهم و ابن حلال و بيعتبرها اخته هي و شيماء ده حتى واحد صايع اتحرش بيها وجلال عمل معاه الواجب و بزيادة كمان
العسكري : يالا يا حجة مش عايز مشاكل مع الضابط
انتو اخذتو وقت الجماعة الثانيين
- حاضر ...يالا فوتتك بعافية يا ولدي ...دير بالك على نفسك زين و كل لك لجمة عشان خاطر امك الغلبانة دي.
- حاضر يامة
خرجتا من الغرفة و بقي ياسين ينتظر بلهفة ...
هل حقا سيرى معشوقته أخيرا !!
وقف حين رآها دخلت برفقة جلال و العسكري جابر ...
في اللحظة التي رأته فيها اندفعت نحو احضانه بدون تفكير ...
شعر بالحرج الشديد و هو يرى الاثنان ينظران إليهما و يبتسمان ثم ادارا وجهيهما لبعضهما حتى لا يحرجانه اكثر ..
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close