رواية حنين واياد (علي ذمة عاشق) الفصل الخامس عشر15 بقلم ياسمينا احمد
الحلقة الخامسة عشر
****************
ساعد الهدوء المخيم على المكان وصول صوت انقذاف شيئا ثقيل بالماء فإندفع اياد بكل قوته نحو الخارج فى قلق بحثا عنها بحينيه
فى وسط المياه الصافية قفز للمياه وحرك جسده بخفة نحو المياة متجها نحو جسدها الذى يتهاوي بسرعة تحت المياة ارتعبت عيناه اثر سكونها التام وحالة الاستسلام التى تعتريها
ظل يتقدم نحوها بشكل سريع والتقتط يدها اخيرا جذبها نحوه وحاول اسعافها تحت الماء بأنفاسه وتابع سبحاه نحو الاعلى وظل متشبثا بها فى قلق .
اخيرا اقترب من اليخت واخرجها من المياه وراح يضغط على صدرها بكلتا يداه ..واخذ يعطيها نفس صناعى
حرك رأسه فى يأس وقلق وهى لا تستجيب وحملها مرة اخرى وضعها بالداخل على اريكة بجوار كرسى القيادة وبدأ فى القيادة نحو الشاطئ ....و وزع نظرة بينها وبين البحر ...
كانت حنين تراها ولكن كان اشبه لها بالطيف اذا كانت فى حالة من اللا وعي
نظرته اليها نظرة الحب الصادقة نظرة القلق الباديه على وجهه واضحة تمام الوضوح ....شيئا ما بداخلها جعلها تغفو ولا ترى شيئا بينما التقطت هو سكونها تعاظم بداخلة شعور الفزع
******************************************************
فى مكان مظلم ونائى
تسلل زين من احدى النوافذ .. بخفة شديدة ..وبدءَ يحصر العدد بمهارة ويحدد الاماكن
تسلق احدى المواسير وبدأ الزحف لأعلى وبهدوء شديد وحذر وصل الى الغرفة التى توقع وجودها فيها
والتى كان يقف على بابها رجلان ضخام الجثة بأسلحه وبمهارة وهدوء ينم عن رجل اعتاد تلك المخاطرة و الامر سلس بالنسبة له
...سقط خلفهم وبحركة سريعة جذب احداهم من عنقه واستند الى الاخر بقدمه فى جزء من الثانية كان الرجلان ارضا
هتف هو بسخريه
- معلش يا حبايبى مجرد كسر رقبه بسيط ..تقوموا بالسلامه
فتح الباب فى اليه تامه وبحث عنها بعينيه تقف فى منتصف الغرفة
فى حالة سيئة للغاية حيث اثار الدماء على وجهها المختلطة بالدموع وركض نحوها فى قلق
ونادها :
- فرحه ...انت كويسة؟
رفعت بصرها نحوه ،لتصدق ماسمعته أذنيها وارتخت قسماتها اثر رؤيته امامها من جديد
بدء يفك قيدها فى عجل وما ان إنتهي حتى سقطت فى احضانه وانتحبت بشكل هستيرى واشتكت له بألم :
- زين ...اهئ اهئ اهئ ...خدوا القميص
احتضنها زين بإشتياق ولوى فمه بسخرية :
- والنعمة مجنونه ... وربت على ظهرها بحنو
- معلش حبببتى هجبلك غيروا
جذبها تحت ابطة وسار بها الي الخارج وبدء التسلل للخروج ...
وهو يتوقع الاسوأ أخرج من وراء ظهره مسدسان وامسك كف فرحه ووضع احداهم فى راحت يدها فرحة ودفعها خلف ظهره
اتسعت عينيها ببلاهه وهتفت برعب :
- اعمل بيه دا ..
لوى فمه بإمتعاض وهو يجيبها:
- سلكى بيه سنانك ....هتكونى هتعملى بيه ايه ...احمى ضهرى ...يلا
ودفعها نحو ظهره ارتعشت يدها وهى تمسك هذا الشيئ العجيب ، حاولت جمع شتات نفسها وامسكت به كما شاهدت بالتلفاز من قبل وصوبت المسدس نحو ظهره بيد مرتعشة
التفت زين فى توجس اذا شعر بفوهة المسدس ملتصقة بظهره وما ان وجدها حتى فرك وجهه بعصبية وهتف :
- كدا هتموتينى انا
صرخت عاليا برعب:
- اعمل ايه اعمل ايه؟
دفعها نحو ظهره مجددا وبسرعة وهتف وهو يشهر سلاحه للامام :
_ احمــي ظهـــري
اطلاق النيران على عدد من الافراد بحرفية عالية وبلمح البصر
ادار وجهها للخلف والتصق بظهرها ليكونوا رجلا واحدا بوجهين
كانت فرحة تغلق عينيها بقوة اثر اطلاق النيران المتبادل والتصقت بظهره وتبعته اينما خطا
خرج بها من وسط اعدد من الجثث المخلفة من ورائه لتصرخ هي:
- ماتوا كلهم ...ماتوا
هدر هو بدهشة وسخط :
- يا بنتى انتى قربيتهم ولا ايه ولا ابوكى حانوتى ..اسكتى
وقفت بوجه وامسكت بتلابيبه وهتفت برعب
- خرجنى من هنا ...بالله عليك
نظر الي عمق عينها وهتف بعنف :
- هتسمعى الكلام ...
حركت رأسها بسرعة وبخوف بادى على قسماتها:
_هسمع ..حاضر ..
عاود السؤال بجديه :
- هتثقى فيا ؟!
صاحت برعب وبدون وعي :
- ايوة ...ايوة
دس يده فى جيبه واخرج حقنة فإلتفت الى ما بيده وقبل ان ينبث فمها بالسؤال ،غرسها فى جانب عنقها ،اغمضت عينيها بألم وبدأت تشعر بالبرودة تدب فى اوصالها تشبثت بملابسه و
هتفت بصوت متقطع :
..ليه ...عملت...ك...د..ه ؟
علق بصره بها وتفحص تراخى عضلات وجهها بينما هي وقعت بين احضانه فاحتضن خصرها بقوة واسبل عينيه فى قلق
*************************************************************
فى الساحل
وصل اياد بحنين الي الشاطئ وحملها بين يده برفق
وما ان شاهدوا الحراس قدومه نحوهم بهذا الشكل حتى داهمتهم الدهشة وتوقفوا فى صمت وأبت اقدامهم التحرك اذا بدت لهم
حنين كالجثة الهامدة بين ذراعيه
هدرا اياد بصوت غاضب محتدا :
- انتوا هتتفرجوا عليا افتحوا العربيه
هرولوا بسرعه نحو السيارة بتوتر
ثم اشار براسه :
- عايز دكتور بسرعة
دلف الى العربة واسند حنين الي الكرسي الامامي بقلق وسحب حزام الامان حو ل خصرها،
بينما تابع المشهد بإهتمام وجه جديد ،،،،،،
كانت تقف بعيدا تنظر الى تلك الجلبة الذى طمست السكون ،وتابعت المشهد بإهتمام بالغ عند رؤيتها اياد يحمل امراة ويبدوا على وجهه القلق تابعت العربات وهى تختفى فى سبيلها
وامسكت هاتفها فى سرعه وانتظرت اجابة
- ايوة يا ناني ، اياد هنا بيعمل ايه ؟!
هتفت الاخرى بصياح :
- لينا انتى ما تعرفيش
ازاحت خصلات شعرها الى الوراء وهى تهدر بعصبية :
- لا
هتفت الاخرى :
- اياد اتجوز
جحظت عينها وتحولت لجمرة من الغضب وهى تهتف :
- انتى بتقولي ايه ،ازاى دا يحصل
اجابتها الاخرى بهدوء :
- طبيعى دا يحصل ،يالينا تفتكرى كان هيستني اكتر من سنه
وضعت يدها على فمها بتألم وانتحبت بصمت
- لينا اوعك تكونى زعلتى ؛انسى بقي وخلاص
سحبت انفاسها وهدرت :
- انسى ازاى ،اللى يعرف اياد ماينساهوش
**************************************************
في الصعيد
وقفت زينات من جديد على اقدامها وتمسكت بقوتها للدفاع لاخر نفس عن ابنتها امام عمها وهدان القناوي
الذى تحدث بغضب:
- بتك فضحتنا وحاطت راسنا فى الطين ، وانتى تجولي لا بتى شريفة وابصر ايه ادينى دليل واحد على انها شريفة
هتفت مدافعه :
- بتى اشرف من الشرف هى هربت ايوة مش هنكر بس هى كانت خايفة من ابوها ايوة عمره ما عاملها كويس عشان تحب صنف راجل هي وبت خالتها اتعقدوا من صنفهم مستحيل تهرب مع حد او تثق في حد
لوح بيدة بغير اهتمام :
- احنا ما نفهمش الكلام دا ،احنا فى مصيبة اللى نعرفه ان بتك غفلتكوا كلكوا وركبت عربية مع راجل غريب قصاد عين ولاد عمها ،كانها بتجلهم اها اللى عشجته خلصنى من اديكم
كان عزام يستمع الى الحديث بغضب جم فأنتفض من مكانه مسرعا نحو الخارج
زفر برهام بتأفف:
- اديكي شايفة اها عملت اية فى سيد الرجالة زينة شباب البلد ، خلت الكل يلسن علية وعلى هروب عروسته وياريتها غريبه دى بت عمه ،ولدى اللى كان كييف السبع يعدل المايلة بنظرة قضيت عليه
جف حلق زينات وفرغت التبريرات وهتف اخيرا:
- طيب ساعدونى الاقيها ،واوعدك هاخدها وابعد عن هنا ومش هتجيلكم من ورانا اي مشاكل
اعتدل فى جلسته وزمجر بتعصب :
- احنا عارفين نلاجوها ، وان لاقيناها ما لهاش دية غير الجتل
ركعت تحت قدمه بحزن وتواسل :
- ابوس رجلك ياحاج انا ماليش غيرها فى الدنيا دى اخر حاجة فاضلالي فى الدنيا لو قتلتها يبقي قتلت اتنين مش واحدة ، انت حاجج بيت الله وانا نحلف عن بتى انها شريفة وكانت وزة شيطان
ابعد قدمه وسحبها من يدها ليوقفها وهتف بجمود :
- لو مش الموت هيبقي فيه الاوعر من الموت
شخص بصرها وهى تخمن من نظرات عينيه القاتمه ما هو ولكن فشلت ،هتفت بتوجس وريبة:
- ايـــه ،هـــو ؟!
ترك يدها وتحدث بنبرة مميته اقرب للفحيح :
- الدخلة تبجي بلدى وبعديها تطلج ، سواء طلعت شريفة او لا
وقفت امامه فى تحير تام ، وفرغ فاها من الكلام حيث انها تخبطت ما بين الدعاء لها بالعودة ام بالبعد عن هنا