رواية لن تحبني روز وطارق الفصل الرابع عشر14 بقلم ميرال مراد
تعرق ياسين من هذا الموقف فهو لم يتعود على الكذب ولا يجيده ...
- يا دي المصيبة اللي انت حطيت نفسك فيها !! البت داهية !! و انا اللي بقول عليها غلبانة دي طلعت ذكية و لماحة و بتحلل و تناقش كمان !!!
كتبت جملة ثانية و هي تهزه كي ينتبه حين رأت شروده
- سكتت ليه ؟؟؟ عايزة إجابة !
ياسين في سره: يا نهار ابيض دي كمان ما بتفصلش ! اومال لو كانت بتتكلم !! أكيد كانت تعمل مني ملوخية من غير ارانب!!
ياسين و هو يحاول ان يخفف من توتره
- بصي يا ندى الموضوع معقد. شوية
كتبت بدهشة : معقد ازاي ؟
ياسين : ما هو.. قبل ما ادخل عندك كان الدكتور كلمني و قالي احتمال ان اختك فقدت الذاكرة بعد الحادثة اللي حصلت معاها
كتبت بسرعة : حادثة ايه ؟؟؟
ياسين بتوتر : كنتِ معدية الشارع واحد الله يسامحه خبطك بالعربية
كتبت بإهتمام : واحد مين ؟
ياسين في سره : كمان عايزة تعرفيه !! احم ...منعرفش ...هو خبطك و جري و الناس لحقتك و اتصلوا علينا و اخذناكي المستشفى و عملتي العملية... بعد ما فقتي الدكتور قالي احتمال انك مش فاكرة حاجة
كتبت باهتمام اكبر : هاا و بعدين ؟!
- بعدين الدكتور طلب مني ادخل اكلمك و أحاول اقولك اسمي يمكن يفكرك بحاجة من غير ما أحاول افكرك انا ..
نظر إليها فوجدها تنصت بإهتمام منتظرة اياه ان يكمل حديثه
ياسين - لما طلعت و قلت للدكتور ان اسمي ما فكركيش بحاجة قالي فكرها انت و قولها تبقى مين .
اومأت برأسها بإقتناع ثم كتبت
- طيب تمام .... هنروح بيتنا امتى ؟
تنهد و تهللت اساريره براحة : بكرة ان شاء الله
كتبت جملة أخيرة بعد تردد
- طب احكيلي عن عيلتنا
- هاحكيلك كل حاجة بس وحدة وحدة ..انتي لسة تعبانة و مش هتتحملي ...كفاية لحد كدة ... هسيبك دلوقت ترتاحي تصبحي على خير .
خرج من غرفتها و هو يتنفس الصعداء ..الحمد لله عدت على خير ..سامحني يا رب بس غصب عني
في اليوم الموالي
في فيلا والدة مروة
ابتسام والدة مروة على طاولة الافطار و تهم بالذهاب الى عيادتها فهي طبيبة عظام
: على فكرة يا حبيبي ما تنساش ان مهلة الحقي'ر هتنتهي بكرة ..لو ممكن تعدي عالقسم تعمل بلاغ تاني انا النهاردة عندي مواعيد كثير مش هقدر اطلع من العيادة الا متأخر
فؤاد : حاضر يا روحي ...و لو اني مكنتش موافق من الاول انك تسحبي البلاغ الاول ..
ابتسام : نعمل ايه في دلع بنتك ....ما هي اللي أصرت تسحبه قال ايه نديه فرصة يمكن يصلح غلطته من غير فضيحة !
فؤاد: كنت متأكد أنه واحد وا'طي و مستحيل هيتقدم لها !
ابتسام: ما تقلقش .. انا هأعرف اخليه يتربى الحيو'ان
في هذه الاثناء نزلت مروة
مروة : صباح الخير
فؤاد بحب : صباح الورد
ابتسام : صباح النور كل ده تأخير يا ميرو.. !!
مروة : معلش يا ماما اتاخرت في المذاكرة امبارح و راحت عليا نومة
فؤاد : بس كدة حبيبة بابي مش هتلحق تفطر زي العادة !
مروة بإبتسامة : لا طبعا... قعدت اهو
ابتسام : طب يالا شدي حيلك بقى مش فاضل كثير عالثانوية العامة عايزينك تجيبي مجموع كويس عشان تدخلي طب
مروة بتذمر: بس انا عايزة ادارة اعمال عشان اساعد بابي فؤاد في الشركة !
- بس سليم الله يرحمه كان عايزك تطلعي دكتورة نساء
تذمر فؤاد لسماع سيرة زوجها السابق
فؤاد بضيق: مش كنتي متأخرة عالعيادة !؟ يالا يا ابتسام عشان اوصلك في طريقي .
ابتسام : لا يا حبيبي انا النهاردة رايحة بعربيتي ...ما انا قلتلك احتمال أتأخر في الشغل مش عايزة اتعبك ابقى وصل انت ميرو
فؤاد : ماشي براحتك ...
في شركة والد طارق
- استاذ طارق حمد لله على السلامة نورت الشركة يا راجل فينك مختفي ؟
- الله يسلمك يا حازم ...كنت تعبان شوية
- ألف سلامة عليك بس بصراحة احوال الشركة مش بتعجب مع غيابك انت و مروان ...الجو ابتدى يتلخبط محتاجين وقت على ما نقدر نضبط الامور لان موقفنا في السوق بقى وحش
تذكر طارق مروان و فورا غلى الدم في عروقه لكن حاول ان يتمالك اعصابه و لا يظهر غضبه فمروان مهما كان يملك 50 بالمئة من اسهم الشركة بعد ان ورثها عن والده هذا يعني انه شريك والد طارق فيها و يحظى بإحترام جميع الموظفين كما ان له عيونا في كل مكان .
- ربنا يسهلها يا حازم ...شوف عاصم وصل ولا لسة هنعقد اجتماع مجلس ادارة بعد ساعة و نحط خطة عشان نرجع للسوق اقوى ..بلغ الكل .
- تمام ..عن اذنك
دخل طارق الى مكتب مروان و هو يلتفت يمينا و يسارا كي لا يراه احد
فلاش
سيف : احنا هنقدر نحدد مكان مروان من خلال المبالغ اللي بيسحبها و للأسف ما نعرفش ارقام حساباته
لو قدرنا نوصل لحسابات مروان يبقى كدة وصلنا لاول الخيط اللي هيدلنا على مكانه..و ده اللي انا عايزه منك يا طارق
طارق : ازاي ؟
سيف : هتفتش لنا ف مكتبه عن اي اوراق بنك ..وصولات دفع حاجات زي كدة .. يا اما تدور في الحاسوب بتاعه
باك
حاول ان يفتش في بعض الادراج .. لكن لم يجد اي شيء مفيد ...
-كان معاه حق سيف لما قال انه خبيث و بيحسب لكل خطوة ألف حساب ..مش مخلي ولا حاجة في المكتب
نظر الى حاسوب مروان الخاص ضغط زر التشغيل و انتظر قليلا فوجده مغلقا بكلمة سر
- يخربيتك يا وا'طي حاطط باسوورد ...اعرفه منين انا بس
تذكر تاريخ ميلاد مروان و ادخله ..خاطيء
- مش قادر افكر في حاجة تانية ...نظر الى هاتفه بضيق
و هو يتذكر شيئا
- لو عرفت اي حاجة أتصل بيا فورا انا هساعدك
عاد ينفخ بضيق من الفكرة
- مكنتش متخيل اني في يوم من الايام اتعاون معاك ..بس معنديش خيار ..كله عشان روز
أتصل بشخص
- ها وصلت لحاجة ؟
طارق بضيق : زي ما توقعنا المكتب فاضي مفيهش حاجة مهمة
- طب و الحاسوب ؟
- قافله بباسوورد مش قادر افتحه
فكر للحظات ثم اكمل : جرب كلمة روز
طارق بغضب : انت بتقول ايه ؟
سيف بهدوء : طارق ما تفقدش اعصابك من اول خطوة.
مروان واحد حقي'ر و تتوقع منه اي حاجة .. جرب يالا مش هنخسر حاجة
بالفعل جرب طارق الكلمة فسرعان ما فتحت الشاشة و غلى الدم في عروقه : فتح بجد !! أقسم بالله ما هارحمك يا مروان الگلب !! و أوعدك ان مو'تك هيكون على ايدي !! بقى عامل اسم مراتي باسوورد يا زبا'لة ؟؟
سيف بسخرية : طليقتك يا طارق اوعة تنسى
طارق بحدة : يا شيخ اتنيل انت كمان ...انت لسة ما قفلتش!
و اقفل الهاتف بغضب مع سماعه ضحكة ساخرة من سيف
انهمك طارق في تصفح كل الملفات الموجودة و نسخ كل ما يحتاجه على قرص فلاش و اقفل الحاسوب و غادر دون ان يلفت انتباه احد
في المستشفى
في غرفة روز
- نص ساعة و تكوني جاهزة يا ندى ماشي ؟
اومأت برأسها بإيجاب
خرج ياسين من الغرفة و اتصل بوالدته موضحا لها الموضوع
- واه ي ياسين عاوزني أكذب على كبر ؟
- يمة غصب عني ماني فهمتك الموضوع و ڨولتلك معرفتش اڨولها ايه ...و بعدين انتي عتڨوليلها ي بتي.. زي ما عتڨولي لشيماء اختي او أي بت جيران و خلاص ! مش معنى اكده انك كذبتي ؟
- و افرض ڨعدت تسأل و تستفسر؟
- يمة البنية ما عتتكلمش واصل عتسأل كيف؟
- واه كيف نسيت الموضوع ديه ؟
- المهم يمة مسافة الطريڨ و نكون هناك
- توصلو بالسلامة يا ولدي
اقفل الخط و التفت الى الغرفة حيث وجدها تقف كالملاك في تلك الثياب البيضاء و تلك الطرحة التي زادتها جمالا و هي تبتسم في خجل لتصبح كالبدر في تمامه
بقي يتأمل ذلك الجمال الساحر رغما عنه ..ما افاقه من شروده كان صوت حمحمة من خلفه
- احم ...لو جاهزين يالا بينا !!
ثم اردف في اذن ياسين بمرح : شكلي جيت في وقت مش مناسب
ياسين بامتعاض: هسس يا جلال يخربيتك هتفضحنا !!
همس جلال بسخرية: و الله محد هيفضحك غير عينيك يا صاحبي
حمل ياسين اغراضها و نزلا الى الأسفل و انطلقا الى اسوان ...