رواية حنين واياد (علي ذمة عاشق) الفصل الثالث عشر13 بقلم ياسمينا احمد
الحلقة الثالثة عشر
***********************************
خرجت حنين من الغرفة بعد فترة وجيزة
كانت ترتدى جيب صفراء الون وبلوزة جينز مما اتى بهم وانتقت لها حجابا مناسبا
اجفل عينيه ليستوعب ما يقال فى مثل جمالها وهتف برقة
تناسب برائتها :
_بسم الله مشاء الله اية الجمال دا يا عيون قلبى
طاطات راسها بخجل :
_شكرا
التوى فمه بإبتسامه وهدر ساخرا :
_ شكرا حته واحدة ..دا كرم اخلاق منك
ازدات ابتسامتها تدرجيا عندما فهمت ما يريد فهو يريد كلمة عذبه من بين شفتيها
مد ذرعية ليتتبطأه ذراعيه وهو ينظر اليها ويبتلع ريقه :
_يلا بينا الا انا جوعت
استجابت هى وارتسمت ابتسامه وهى تهتف :
_ .تقريبا انت على طول جعان
وقف بوجهها لينظر بعمق عينيها وينطق بصدق
_احلفلك وتصدقينى ..
ابدت علامات الاهتمام على وجهها وامت:
_ .ااممم
امسك بيدها الاخر وجذبهما نحو قلبة :
_ من يوم ما شوفتك وانا نفسى مفتوحه على الدنيا
_ تؤ و دا من زمان ..فاكر اما جتلى المطبعه
اتسعت ابتسامة حتى ظهرت لمعة اسنانه وهتف :
_اقسم بالله من يومها ..ساعت ما شوفتك جوعت مش عارف لى ؟
مع انى مش بفتكر الاكل خالص ! بس انتى المفروض يستخدموكى بدل فاتح الشهيه
مالت راسها للخلف وهى تقهقه :
_ هههههههههههه نعمل ثورة فى عالم الطب
احتضن يدة جيدا بين احضانه ومال برأسة عند جبينها وهى يرجوا ان تشعر بصدق مشاعرة :
_نعمل ثورة الاول لاياد عشان حنين تحس بيه
اغمضت عيناها وهتفت بإرتباك :
_طيب مش يلا
********************
اما فى الصعيد
فى مجلس الرجال كان امين ووهدان وعثمان واسماعيل وعزام
يتحدثون
قال امين متأسفا على حالتهم :
_هنجعد كدا ونسيب حالنا ومالنا
ليرتفع صوت وهدان بغضب :
فتح الله مشى ...مشى وسبلنا العار ..
حرك رأسه امين بأسي :
_ نعمل فيه ايه منه للله بقالو سنين غايب ويوم ما يجى يجى يفضحنا ويوطى راسنا
زمجر اسماعيل بضيق جلي :
_ والله لاقتل بته الفاجرة واغسل عارى بيدى
ودعامه عثمان بغضب مماثل:
_ ونرفع راسنا من تانى وسط الخالق
كور عزام الشارد قبضته ولكم ب بها يده وهتف بوعيد
_ نعطر فيها بس ..
*************
فى مكان مظلم
ينبعث منه ضوء خفيض يظهرنصف وجه شرير ينفث سيجار كوبى فاخر بتفاخر
مال رجل ضخم الجثة بهاتف نقال يحمل صور للزين وحرك اصبعة يأتى بصورة معينه ليتوقف عند صورة فتاة بيضاء الوجه واسعة العينين السمراء الكحيلة بفم ممتلئ وانف صغير منمق كانت هذة هي (فرحة )
هتف الرجل بسؤال جاد :
_هــي دى اللى كانت معاه ؟!
واجاب الاخر بنعم:
_ ايـوة يا باشا ، هى دي اللى الحراسة بتاعتنا شافتها معاه ، ولما دورنا وراها عرفنا انها هربت من
وراء اهلها من فترة ووجدها معاه بيثبت انهم علاقتهم قديمة ومعرفة سابقة واحتمال يكون هو اللى خلها
تهرب
رفع شفتيه بإعجاب وهتف مغتر:
_اااممم ، كدا حلو البت دى تلزمنا
واصبحت فرحة مطاردة من الجميع
***************************
فى الساحل
وصلا معا الى لمرسى
نزل اياد من سيارتة الفارهة وفتح الباب لحنين لشعورة بنفورها من افراد الحراسه التى تتبعهم الى اى مكان
نزلت معه ودارت براسها فى المكان فقد توقف عند شاطئ ميناء
هتف اياد بصرامه الى افراد حراسته :
_ مش عايز حد ،خليكوا هنا
تحدث اليه قائدهم بتوجس :
_ بــس ،اااا....
قاطعه اياد بحدة :
_ اللى اقولة يتنفذ استنونى هنا
طات الحارس رأسه وهتف بخنوع :
_حاضر يا باشـا
التف الى حنين وعقد اصابعه بأصابعها وتحرك يدا بيد الى داخل اللسان المتوغل داخل البحر بخطوات سعيدة
اخيرا قفز اياد الى احدى اليخوت المصتفة بإنتظام
ومد يدة بٱبتسامه براقة
دارت بمقلتيها حولة وهى تسأل :
_ايه دا
هتف هو بسعادة :
_ دى المفاجأه..هنقضى اليوم كله فى البحر
ابتسمت ابتسامه واسعه وهى تهتف بطفولة :
_بجــد
ابتسم لها اياد :
_اهوا انا عامل المفاجأة دى مخصوص عشان اشوف ابتسامتك دى
اخفضت رأسها بخجل
نادها هو بحنان :
_يلا هاتى ايدك
مدت يدها نحوه بلا تردت، فجذبه اليه وامسك خصرها جيدا ورفعا فى الهواء
حاملا اياها الى ارض اليخت بسعادة
لم ينبث فمهة بكلمة كان يتفحص سعادتها بصمت اتجها بها غرفة القيادة واجلسها الى جواره وشرع فى الانطلاق
...............
وقف فى عرض البحر وترك المياه تحرك اليخت بهدوء وتناغم
اقترب من حنين التى كانت شله مسحورة وغائبة عن العالم وهى تنظر الي المياه الامعه تحت اشعة الشمس بإنبهار وشرود من شرفة الغرفه
احتضن ظهرها عندما لاحظ شرودها لتصبح رأسها عند قلبه كما تكون دائما فهى اقصر منه عدت انشات
وتسأل برقةبالغه:
_ لدرجادى بتحبيه
ازاحت رأسها للامام وهى تسأل :
_ هو مين ؟
ابتسم اياد وهتف :
_ البحر طبعا ...فى عروسه تطلب تروح البحر فى يوم فرحها
قهقهت حنين :
_ هههههههههه...مجنونه
ادارها بخفة بين يديه لتصبح فى مواجهته وتفحص ملامحها السعيدة بشغف جلى :
_واجمل مجنونه ...فى حياتى
طأطأت رأسها بخجل فلا تعرف ما الاجابة على كم الحنان والحب الذى يغدق عليهم بها :
_ اااااا...اااا...
تعلثمت وابت كلماتها الخروج ،بادر هو بمقاطعتها ووضع طرف اصبعه على شفاه الناعمه مسكتا اياها :
_هششش ، ما تقوليش حاجه جذبها الى قلبه واتجها بها الي سطح اليخت حيث المياه والشمس فقط ووقف بها فى مقدمة اليخت ومحاوطا كتفه بذراعيه
واستنشق الهواء العليل البحر الممزوج برائحة حنين الورديه واحتبسة ثم زفره دفعة واحدة
كانت حنين فى عالم اخر بين احضانه شعورها بالامان موجة الحنان الجارفة التى تجتحها تفننه فى اسعادها ودفن ماضيها ترضيها كل ما ترفه ان قلبها فى احضانه مستكين
هتف اياد بشرود :
_ تعرفى انا جبتك هنا لي
رفعت رأسها نحوه بإهتمام :
استرسل بهدوء دون ان يحيد نظره عن امتداد المياه :
_ مش عشان بس اسعدك ،عشان انا كمان بحب البحر والمياه اكتر من اي حاجه فى الدنيا وببقا سعيد وبنسي كل حاجه وانا فى جو زى دا انهاردة انا اسعد واسعد والتف برأسه اليها بعشق تام
لاني جمعت بين افضل حاجتين فى حياتى انتى والبحر
علقت عينها بعينيه الرماديه الصافية التى اعطاها الصدق رونقا جذاب
هتف هو مازحا:
_ ما تيجى اشربك من البحر اهو ما ابقاش وديتك البحر وجبتك عطشانه
اجابت بعدم فهم :
_ تقصد انزل المياه؟!!
حركت رأسها بإستنكار ... يستحيل
اجاب هو بتحافز وهو يميل رأسة الى جبينها :
_لى دا الجو جميل ومناسب اوى ...وتحت المايه بيقا روعه خاصا فى المكان اللى احنا فية دا متعه ،خاصة لو معاكى سباح وغطاس ماهر زيي
ابتعدت عنه قليلا اثر تواترها من اقترابه الخطر
جذبها نحوه مرة اخرى ولثمها فى قبلة هادئة ورقيقة لم تكتمل
اذا ابتعت وهى تلتف بريبه :
_احنا فى مش فى بيتنا
قهقه اياد عاليا وهتف بصوت ممزوج بسعادة:
_ هههههههههه فعلا، احنا فى البحر بصى حوليكى كدا شايفه حد هنا امن مكان
مافيش ناس مافيش حدود ما فيش غير انا وانتى وبس
واناعامل حسابي نقعد سواء هنا يومين
ابتسمت حنين اذا دائما يفوق توقعاتها ويأخذها من عالم الى اخر
ارخى يده قليلا ..ليبتعد عنها بخطوتين
جثى على ركبة واحدة واخرج علبة قطيفة صغيرة وفتحها امامها اذ لامع الالماظ تحت اشعة الشمس بطريقه رومانسيه واضاق وهو يقطر رقه بلسانه :.
_المفروض انى اجبلك شبكة ، بس انتى عارفة الظروف الاى عدت علينا انهاردة انا بقدملك اقل حاجه ممكنه ،تقبلى
كتمت هى شهقاتها ولمعت عينيها بسعادة اذا لم تستوعب كم هي تعيش قصة حب رائعه مع شخص رائع وحنون لا يضيع فرصة بينهم
وقفت صامته لا تدرى ماذا تفعل قدمت يدها نحوة كعلامة للقبول
ابتسم هو الاخروامسك يدها بنعومه وجذبها نحوه واجلسها على ركبته وتمعن صفاء وجهها وسعادتها وهتف بنعومه :
_اجمل هديه انتى ياحنين
واسند جبينه الي جبينها ليغيب معها فى قبلة مطولة من نوع اخر ، جذبها عنوة الي عالم مختلف لتبادله هي فيض حنانه بحنان ف عطره انفاسه اقترابه منها الى هذا الحد جعلها لا اراديا تحتضنه وتشبث بعنقه
********************
فى الصعيد
مازالت زينات جليست الفراش تهذى بأسم ابنتها بألم وبكاء مرير :
_ فــرحه ،روحتي فين يا بنتي
اقتحمت صابحة وهنية غرفتها دون اكتراث
تتبعها الخادمـة بصنية طعام
هتفت صابحة والدة عزام بضيق :
_ داهية لا ترجعها اللى بتنادى عليها دي
لوت فمها هنية بسخط تأمن :
_امين
ثم لوحت صابحة بغضب :
_ وقف حال ابنـي وخلت سيرتنا على كل لسان
دحجتها زينات بنظرات متألمه كانها غير واعية هدرت بحزن عميق :
_ يا بــتي ، انتي فين ؟ يا بتـي
حركت هنية فمها يمينا يسارا بإزدراء :
_ كأنها اتجنت ،ما تعبيش نفسك واياها
ضيقت صابحة عينيها بغل :
_ لا استني ،يا سلفتي جنانك انتى وبتك هيبقا على يدي
وكورت قبضها بعنف
************************
مضي اليوم غابت الشمس
ولم يأتى زين الى فرحة ومضى اليوم كئيب
دون جديد غدت الشقة ذهابا وايابا واخيرا ذهبت الي الحمام وتؤضات
وارتدت حجابها على قميصة وانزوت فى الغرفة
تضرع الي الله انتهت صلاتها ورفعت يدها الي السماء
تدعوا الله بخشوع :
كانت متحيرة مما يحدث ولا تعرف ما هو الصواب ناجت ربها ببكاء
_يارب انا مش عارفة اللى عملتوا صح ولا غلط ،مش عارفة كنت اقبل الجواز من ابن عمي واعيش باقي حياتى فى سجن ،دا يرضيك يارب ، دا افضلي ،طب رميتى هنا مع الغريب دا ،يارب اهدينى يارب استرها معايا وطلعنى من اللى انا فيه ،لا تعرف لما قفز زين الى مخيلاتها وهي تناجي الله بصدق
_ يارب ....يارب اهديه يارب
دخل زين الي الشقه واستمع الى همس يأتى من الغرفة الجانبيه ترك ما بيدة واتجه بتوجس ليسترق السمع
استرسلت فرحة التى كانت فى لحظة تجلي بينها وبين ربها تعزلها عن العالم وتتحدث بصدق
_ يارب يبقا حد كويس ..يارب هو شكلة مش مجرم خالص
دا باين عليه طيب وشهم وجدع ....يارب يبطل يقتل يارب يبقا طيب
ابتسم زين بسخريه وهمس فى نفسه :
_البت دى مجنونه واللهِ
عاد بإتجاه الباب واغلقه بقوة لتنتبه لوجوده
بالفعل استمعت فرحة انغلاق الباب ونهضت فى عجل وخرجت من الغرفة مسرعه
لتجدة ينظم اكياس بلاستكية اعلي طاولة المطبخ
هتف دون التفات :
_ ازيك ...ما داهيه لتكونى كويس ؟!
استاءت من فظاظته:
_ ما تحسسنيش انى عاله عليك ..عايزنى امشى امشى
دلف الى المطبخ وهو يهتف بسخريه :
_ لاتمشى ازاى ،امال انا اخدم مين ؟!
وبدء فى تجهيز الغذاء
وتحركت نحو المطبخ وعبثت بالاكياس بينما هو انشغل بطهو الطعام
صاحت وهى تعبث بالخضروات :
_ما هو انت ما قولتليش اعمل ايه ؟
اجابها وهو يقطع البصل بحرافية على الحامل البلاستكى :
_ عموما انا كدا كدا بعرف اطبخ فمش هحتاج منك حاجه
_هو طبيخ الرجاله دا بيقا ليه معنا قالتها بإندفاع
اذدات دهشته من رودادها المندفعه واجاب بعدم اهتمام :
_ بأمرت ما بقالك يومين بتاكلى منه
حركت كتفها بخفة وهى تنفى براسها :
_ اكيد مضره يعني ،مش معجبه
القى نظرةمحذرة سريعه اليها ثم عاد يقلب الطعام فى المقلاه بمهارة وهو يهتف:
_لسانك طويل ..وعايز قصه
انتبهت لتحذيره وهتفت بتوتر لتشتت تفكيرة عن معاقبتها:
_حاسب الاكل يتحرق
ليجيبها بثقه :
_ما تقلقيش عينى فى وسط راسى
غسلت ما بيدها من خضروات الى جواره واثارت الصمت
ظل يعبث بالاشياء ويضع اضافات متعدة جعلت رائحة ما بيده تعبق المكان وتسيل اللعاب ، ثم التقطت بعضا منه على طرف المعلقة وقدمه نحوها وهو يهتف :
_ دوقى
اقتربت فرحه نحو ما قدم بحذر..
ضيق زين عينها وهو ينظر الى وجهها بتأمل شديد ويتابع قسماتها بدقة
انتبهت فرحة لسكونه الغير معهود فإبتعدت
تنحنح زين لانتبهها
_ اححم ....عجبك
اجابته بعند كردا على تصرفه :
_ لا
تذوق هو مرة اخرى وهو يغلق نصف عينه واسطنع الجديه وهو يهتف :
_ مش ممكن ، دسها مرة اخرى فى المقلاه وقدمها نحوها مرة اخرى
_طيب دوقى تانى كدا
انطلت عليها خدعته واقتربت لتتذوق فروغها وشكل وجها وارنبة انفها بحمرة الطعام ووقف يقهقه عاليا بسعادة
ههههههههههههههه وهو يميل براسه للوراء
بينما هى تذمرة واحتقنت بالغضب وصارت تركل قدمها بالارض
★**************★**************
كان يستلقى الى جورها ثم اعتدل فى نومته بخفه الى وجهها ليتأمل هدوءها العجيب
كانت تاركه العنان الى شعرها البني على الوسادة ليشكل شكلا رائعا الى ملامحة الساكنه ويدها المكوره امام انفها ،تعانق النوم لم يحد نظرها عنها اذا اصبحت هي حبيبته وعشيقته ويعيش معها اجمل الحظات فى احب بعقة الى قلبه
قاومت هي تداعيات النوم وحركت اهدابها لتفرج عن عينها الخضراء الممزوجه بالعسلي الساحرة ،ابتسم اياد واستند الى مرفقه وامسك راسغها برقه وبطرف اصبعة داعب اصابعها المغلقة على شكل بيانوا
ليعزف بفمه معزوف عشوائيه
لتشرق ابتسامتها عن لهوه الطفولى بينما هو اختطف يدها الي فمه ليطبع قبلة فى
راحت يدها ويطلق انفاسه الرقيقه عليها ثم يرمقها بنظرات مستفسره وهو يهتف :
_ تعرفى البوسة هنا معناها ايه ؟!
اجابت بإيجاز :
_ تؤؤ
كرر فعلته وعلق بصره ببصرها وهو يهتف :
_ معناها ان انا ملكك
افرجت اسريرها وسحبت يدها من يده وجذبت راسغه الى احضانها واحتضانته طفلة تحتضن دميتها وغفت لتستمتع بالحنان الذى يهبها اياه
****★****★****************
فى سيناء
تقف فرحة اما م الصنبور لتنظف الاطباق، بينما زين يجلس الى الطاولة الصغيرة يأكل ببطء
هتفت فرحة بتذمر :
_خلصت اكل
هدر بتعجب :
_ الله ما اكل براحتى هو بيتى ولا بيتك
تمالكت اعصابها وهى تنطق من بين اسانها :
_ عايزة اغسل الاطباق ..الصبر ياربى
نهض وهتف بسخريه :
_ هو انتى لى محسسانى انك انتى اللى صابرة عليا
تابعت عملها واجابته بإندفاع :
_عشان انت مستفز
استرسل هو ليزيد غضبها :
_ عايزانى اعملك ازاى يعنى مصيبه واتحدفت عليا فى يوم مش مناسب خالصواتلزقت فيا ايه عايزانى احب فيكى
سكتت فرحة ولم تجيبه و اتجهت نحو طاولة الطعام بتعبير متشنجه وتابعت عملها
مما زاد شعور زين بالندم وبدأ بتأنيب ضميره اثر تعامله معها بفظاظه وتعمد ايصالها الي النفور منه حتى لا تقع فى عشقة وتورطت فى عشق مجرم فهذا هو الصالح لها وعليه ان يقسوة عليها حتى لا تألفه ابد
هتف ليقاطع الصمت :
_ اعملك شاى
اجابته بأيجاز
_لا
عاد ليتسئل بمرح :
_اعملك لمون
اتجهت الى الصنبور لتنظف ما بقى من الاطباق واجابت بإهمال:
_ لا
هتف بعد فشلة فى استدراج مشاكستها :
_لا بس القميص هياكل منك حته وغمز بطرف عينه مؤكدا
لم تجيبه وتابعت كان يتحرك الى جوارها ،فإقترب منها فى غفلة وامسك تلابيب قميصها ،ليجتذبها نحوه
وهو يهتف بصوت بارد :
_ما تجبيه
امسكت ييده بقوة نظرت الى عينيه فى تحذير واضح وصريح
اربكته اثر رؤيته عينها السمراء بهذا التحدى السافر والقوة والجما ل ، واخفى توتره معللا :
_.دا بتاعى هو انا حرامى
ازاحت يده بضيق جلي اتجهت نحو الغرفة واغلقت الباب والتصقت به وهى تنحب بصوت مكتوم
تعلم انها تدفع ثمنا لتهورها حينما هربت حرفيا معه من ابناء عمها وانه قبلت الجلوس معه بإراتها ويحق له استغلال ذلك كل ذلك بسبب غباؤها وعليها ان تتحمل تقلبات احوله وايضا لسلنه السليط ولكن لن تسمح له ابدا بأن يمسس شعرة منها حتى وان كانت روحها الثمن
بينما كان يدور زين فى الخارج حول نفسة كأسد جريح يأنبه ضميرة امام تلك التى ظن انها اسيرته بينما هى الذى وقع فى اسرها وعوضا عن يقلب ميزان حياتها قلبت هى ميزان حياته اتجه نحو باب الغرفة وطرق عدت طرقات متتاليه
جعلتها تنضفض وتحتضن نفسها بقوة
بينما هو طأطأرأسه فى خزى اذا لم يكن ينوى شيئا سيئا كل ما ارده فقط هو المزح معها واثارت مشاكستها كي تبادله المزيد من الردود العفويه
ولكنها كانت شرسة على ما يخصها اكثر مما توقع وقف زين يأنب نفسة على تصرفه م
اعاد الطرق عندما لم تجيبه وهتف بأسمها لاول مرة :
_ فــ ...فـــرحـــه
_انا بعترف انك شاطرة اوى فى الدفاع عن نفسك وان اى حد لازم يفكر مليون مرة قبل ما يقربك
عشان ما يشفش البصة اللى بصتهالى دا انا لو حرامى فى سوق الجمعه مش هتعملى معايا كدا
ابتسمت وهى تمسح دموعها بطرف اصبعها
بينما استرسل زين :
_و عشان اثبتلك حسن نيتى ..هنزل اشتريلك لبس ...مرضيه
اتسعت ابتسامتها ،ووضعت يدها على فمها بسعادة
هتف زين ممازحا :
_خلاص بقا يا تقيل هجبلك لبس ، وسال بتوجس ،فرحه انتى نمتى ولا ايه ....فرحه
فرحه...هدخل
انتفضت وهى تهتف بتوتر :
_ لا
ابتسم وهتف مجددا :
_ ماشى يبقا هدخل
اعتدلت وهى تحذره :
_ اياك ..مش عايزة اشوفك....
فإختفت ابتسامة زين لفشلة فى ارضائها التى لم يستخدمها من قبل مع احد
فإسترسلت فرحه بإبتسامه وصلت لزين برغم وجود الباب بينهما
_ الا بلبس ، ويكون محتشم
انفرجت اساريرة هدر ممازحا :
_ ماشى يابلة النظرة
ضحكت ولكن انتبهت سريعا الى نفسها فكتمت ضحكتها ووضعت يدها على فمها
تحرك زين وهو يتخيل شكلها وهى تضحك ودا لو ازاح الباب ليرى ابتسامتها ولكنه اقسم لنفسة انه سوف يأتى يوما ويرسم ابتسامتها بيده
واعترف انها متمردة ،عنيده ، مجنون ، تتحداه دائما ،انها حوريته التى ظهرت له من العدم التى قلبت حياته رأسا على عقب ولكنها اتت له فى الوقت الخطأ
وصل الى مسامع فرحة صوت انغلاق الباب من ورائه
لتبتسم اثر محاولة الملحوظه فى ارضاؤها وهتفت بسعادة :
_ ياااه...دا ابن حلال وطيب زى ما قولت
فجأة ظهرت لها شبيها التى تجسدت بوجه غاضب لتلومها بضيق
_ عاجبك اوى قتال القتله
اخرجت طرف لسانها فى الهواء وهى تهتف بسعادة :
_ ايوة
احتد شبيهتها العاقلة امام جنونها
_والله ...انتى مجنونه يا بنتى انتى الدونيا مقلوبه عليكى وانتى بتحبى مجرم وفرحانه بنفسك انك قاعدة معاه فى شقة لوحدك
هتفت فرحة بتبرم :
_يووووو بصى انا يوم ما هربت ما كنتش عارفة هروح على فين من اهلى ولا كنت احلم انى اجى هنا هو كتر خيرة نقلنى وجابنى هنا واديكى شايفه المعامله
هدرت شبيهتها بغضب مغلف بسخرية:
_ انا غلطانه حبيه يا فرحه..واشبعى بيه بس على الله ما تفوقيش على قلم على وشك