رواية ودق القلب كاملة بقلم سهام صادق
الفصل الأول
********
يقف امام المرآه ينظر إلي هيئته المُنمقه ....ينثر عطره ثم يلقي بنظره اخيره علي هيئته يُحرك يده علي شعره الأسود ويسير بعنجهية وصلابة ملامحه... يهبط الدرج ورائحة عطره تسبق خطواته يتجه نحو غرفة الطعام وينحني نحو والدته يقبل رأسها
- صباح الخير
فترفع ليلي عيناها نحوه بحب وفخر
- صباح الخير ياحبيبي
كانت جلسه صامته .. وانهي فطوره وودع والدته التي تنظر اليه وداخلها يتمني امنيه واحده ان تري أحفادها وأتجه نحو سيارته ليفتح له السائق بابها مع ابتسامه اعتاد عليها واتجه نحو مقر شركات عائلته بهيبته ووقاره وهذا هو
" عمران العمري"
..............................................................
وقفت تتأمل قطرات الجليد وهي تتساقط ولاول مره تشعر بأن حياتها قد تغيرت .. حياة كان يملئها الدلال والرفاهيه ..
عام وأكثر قد مر ومر معه كل شئ ..تبدلت حياتها بالكامل
من منزل فخم في أرقي أحياء لندن الي منزل ريفي صغير
من خدم يلبون رغباتها .. الي لا شئ
لتشهق بفزع وهي تتذكر الطعام الذي وضعته علي الموقد
فتركض تحت نظرات والدها المتعجبه التي تلاشت سريعا بعدما عاد الي جريدته ينظر بحسره الي اسماء رجال الأعمال دون ان يري أسمه بينهم
تذوقت الطعام بسعاده وهي لا تُصدق انها أصبحت طاهية ماهره .. وهذا كان بفضل العجوز كرستين التي تصف لها الوصفات المختلفه وتُعلمها من خبرتها
وعندما جاء بذهنها أسم العجوز .. وجدت الباب يدق وصوت العجوز يعلو
- حياه ..أفتحي الباب قبل أن أتجمد
لتضحك حياه وهي تفتح لها الباب .. وتنظر الي مافي يدها
- صنعتي الكعكه أليس ذلك كوكو
فضحكت العجوز وأردفت للداخل .. ونظرت نحو الرجل الجالس بسخط وأشارت بأصبعها لها كي تقترب
- هل سيظل والدك جالس طوال حياته هكذا يشاهد الجريدة ويبكي علي ماله الذي اضاعه بغروره
فغمزت لها حياه بعينيها
- سيسمعك كوكو ويأتي ليوبخك ..لا أعلم لما انتم الاثنان لا تطيقون بعضكم
فكشرت العجوز وهي تضع بأحدي أيديها علي خصرها
- والدك هو من لا يُطاق عزيزتي
وقبل أن تُكمل العجوز عباراتها الساخطه ... أمسكت بيدها تجرها خلفها نحو المطبخ
حياه : تعالي لتتذوقي طعامي كوكو .. سوف أتفوق عليكي
وقرصت وجنتيها بخفه .. لتضحك العجوز علي مداعبة تلك الفتاه التي أحبتها كما لو كانت حفيدتها .. فهي بعمر أحفادها
-أمممم ، هايل يافتاه .. ولكن طعام ونكهة كوكو هي الأفضل
لتتعالا ضحكات حياه وفجأه صمتت حينما سمعت صوت والدها المتذمر كالعاده
- حياه اين الطعام ؟
فعادت قسمات العجوز المضحكه الي تهجمها وسخطها علي هذا الرجل الذي كلما نظرت اليه او سمعت صوته شعرت بالضيق .. فمنذ ان انتقل الي منطقتهم البسيطه الهادئه التي يسكنها البسطاء وهو يتعامل معهم بترفع وكأنه مازال رجل الأعمال المصري المغترب" محمود الرخاوي"
لم يكفي بالنسبه لها أنه مسلم بل وايضا متعجرف .. ولكن تلك الصغيره التي هي هالة من النقاء والطيبه ..جعلتها تغير نظرتها كليا عن المسلمين حتي انها اصبحت قريبه لدرجه لا توصف من قلبها وكأنها تعرفها منذ زمن وليس عام ونصف لا أكثر
- أحضري الطعام لوالدك المدلل ، واطعميه في فمه أيضا
لتبتسم حياه وهي تضع الطعام في الاطباق .. ورغم معرفتها بسخط والدها علي ما أعدته الا انها صنعته
فزمن الاطعمه الفخمه قد أنتهي .. ولا بد أن يعيشوا حياه مُقتصده فالمال القليل الذي تبقي لديهم لن يكفيهم سوي لعام أخر ومن ثم لا شئ سيكون لديهم .. ولكن مايجعلها تأمل بحياه أفضل أنها في سنتها الأخيره بالجامعه وسوف تعمل بشهادتها التي تُحبها فهي "تدرس الأقتصاد"
أحلام حلقت داخلها وهي لا تعلم ان للغد قرارات اخري
وشعرت بيد العجوز الحانيه وهي تربت علي يدها
- سيكون الغد أفضل ياصغيرتي
وعندما بدء يعلو صوت والدها مره أخري ..صرخت العجوز بضجر بعد أن كانت تتحدث بحنو
- اذهبي لوالدك المدلل
وتابعت وهي تنصرف ..وتضرب كفً بكف
- لا أعلم من والد من
لتذهب حياه نحو والدها الذي يجلس بترفع علي المائدة الصغيره ..وينظر بسخط أمامه
- اريني ماذا أعدتي اليوم
فوضعت الطعام علي الطاوله بهدوء .. وهي تعلم النتيجه
- ماهذا !
لتنطق بتعلثم .. وهي تُطالع ما تضعه علي الطاوله
- أنه حساء بالخضار .. ونوع السلطه التي تحبها
وكادت ان تتُابع بأسم طبق أخر بسيط..الا انه هتف صارخاً
-كفي أصمتي
وبدء وجهه يشحب وهو يُتمتم
- أنتهيت بهذا الوضع يا ابن الرخاوي ..بعد أن كنت من أثرياء لندن .. بعد ان كان أسمك يلمع في الصحف
لتنظر اليه بأسي وهي تربت علي كفه بحنو وصمت
فرفع وجهه نحوها .. وأبتسم وهو يتأمل ملامحها الهادئه هامسا بحب
- انا لا أستحقك .. تستحقي أب افضل مني ..
سامحيني علي مافعلته بكي
وعندما رأت دموع والدها تتساقط علي وجهه .. نهضت لتحتضنه بحب
حياه : انت أفضل أب .. صدقني أبي انا راضيه بحياتنا
أرضي انت ايضا وانسي ما كنت عليه
لينظر اليها بأسي : لا أستطيع صغيرتي .. تلك الحياه لا أقدر عليها ..حياة الفقر سيئه .. سيئه بشده
فتأملته بصمت .. وهي تعلم ان لا شئ سيغير سخط والدها
فدوما كان رجلا متغطرس متكبرا ..يري كل شئ من علو
حتي في حديثه عن والدتها رحمها الله كان يُخبرها دوما انها كانت مجرد ممرضه لا أكثر..فقد تعرف عليها بالمشفي عندما كُسرت أحدي ساقيه وكانت ترعاه خاصه عندما علمت بأنه عربي مثلها فوالدتها كانت جزائرية من حيث والدتها ام والدها فكان مصري
مرض أستقراطي لدي والدها لا تعلم هل المال هو من زاد غطرسته ام هي نشأة سيئه زُرعت داخله
ومن حديثه الدائم عن والديه علمت أنها نشأه وان البرج العالي ها قد سقط دون شعور منه ... صفقه ضخمه دخلها بكل تعجرف انهت حصاد سنوات طويله .. وكأن عقله كان مغيب يوم ان مضي عقود تلك الصفقه
أنتهوا من تناول الطعام .. وذهبت لتعد له قهوته
وبعدما أنهت كل ماعليها فعله .. ركضت نحو حاسوبها
لتنظر الي الرساله التي بعثتها صديقتها
- ياأهلا أهلا بالناس الحلوه
فأبتسمت حياه لرسالة صديقتها ..فهي تعود معها لموطنها الذي لم تراه .. ورغم انها تتحدث العربيه ..الا ان لهجة موطنها العاميه كانت تجهلها .. اما الان ومعها فهي فتاه مصريه أصيله كما أصبحت تُخبرها "فرح"
حياه : أحكيلي يلا عملتي أيه مع العريس
وضحكت وهي تقرأ رسالة صديقتها
- طفشته كالعاده يابنتي ...ده جاي يقولي عرفيني بنفسك
يكونش كنت في مقابله عمل وانا معرفشي
فردت حياه ضاحكه :يكونش انتي بتجيبي الكلام ده منين ويعني ايه يكونشي ديه .. انتي متأكده انك صحفيه يافرح
لتبعث فرح برسالتها وهي تضحك
- لاء ياحياه كده كتير بقالنا سنه صحاب ولسا مش عارفه تلقطي مني الكلام
وضحكت وهي تتذكر يوم ان عرفتها علي احدي المنتديات العربيه وكيف كانت تتحدث بالعربيه الفصحي واحيانا بالانجليزيه واحيانا اخري تدمج اللغتان ببعضهم
وكيف كانت تبحث عن صحبه من موطنها في محنتها
وبدأت صداقتهم رغم تحفظها في البدايه لهذه الصداقه ..ف فتاه نشأة في وطن غربي بالتأكيد ستكون معتقداتها غيرها تمام
ولكن مع مرور الوقت علمت ان حياه ك أسمها حياه حقا ..
وانتبهت الي رساله حياه .. وصورتها بالحجاب
فشهقت بسعاده
- حياه مش معقول انتي أتحجبتي
حياه : أشتريته امبارح .. خلاص يافرح أنا قررت ألبس الحجاب .. انا مسلمه وده فرض عليا .. غير اني سعيده اووي بقراري ده
لتجد هاتفها يعلو رنينه .. فتضحك وهي تري رقم صديقتها التي أكتسبتها في محنتها وكانت خير صديقة لها
- لاء انا عايزه احتفل بيكي ياحياه يابنت محمود
وكان صخب ضحكاتهم يعلو .. ليقف والدها خلف الباب
الذي لم يكن مُغلق بالكامل وابتسم بسعاده وهو يري صغيرته تسير في الأتجاه الصحيح ورغم انه لم يركع فرضاً يوماً الا أن ابنته ها هي تؤدي فروضها ..كما انها ستستر نفسها ب لباس الستر والعفه
وأبتعد عن الباب وهو يتذكر الماضي .. يتذكر شبابه وطيشه ويتذكر الفتاه التي هدم مستقبلها وحياتها وأنهي بعمرها وهي تحمل طفله في احشائها بعد ان رفض الاعتراف به ورغم انه يعرف انه طفله وان هو من خدعها الا انه كان جباناً وقد هرب بعد ان علم بموتها
لينكسر ظهر والدها واخاها ..اما هو بضعة اشهر من الشعور بالذنب وبعدها عاد كما هو " محمود الرخاوي" الذي لا يعرف الرحمه ..الذي يضع نفسه دوما في المقدمه
..............................................................
جلس بترفع علي كرسي مكتبه .. وملامحه الجامده مازالت مرسومه علي وجهه .. ليُطالع سكرتيرته وهو يُشير لها
- كل العقود اللي طلبتها منك جاهزه يامها
فنظرت اليه مها بهدوء وهي تقترب منه وداخلها يتحدث
- نفسي اشوفك مره بتضحك ياشيخ ..كله أوامر أوامر .. ابتسم هتموت ناقص عمر
واقتربت منه ووضعت ما طلبه أمامه .. ليجلب قلمه الذي طُبع عليه شعار شركات العائله .. وبدء يضع أمضته
ويُطرق الباب الذي لم يُغلق بأكمله بطريقه مسرحيه ويردف بعدها فيجعل تلك الواقفه ..كالمنومه في عشق هذا الرجل الذي أغرمت به منذ اول يوم عمل لها هنا ..
ورفع عمران عيناه نحو صديقه المُقرب قائلا :
تعالا يامروان
ثم نظر الي التي جانبه : اتفضلي انتي يامها
فجمعت الأوراق التي امامه ... وقلبها يدق بعنف
وأبتسم لها مروان بلطافه ...فتعلثمت في حركتها وخطت سريعا خارج الغرفه الفخمه وأغلقت الباب خلفها وهي تتمني لو أحبها يوماً
- بطل توزع أبتسامتك ديه علي الموظفين .. بيفهموها حاجه تانيه
فجلس مروان بأسترخاء علي احد المقاعد..زافراً أنفاسه
- هما اللي بيفهموا تصرفاتي غلط .
وعندما رأي نظرات عمران الجامده تابع :
- اخبارك ايه مع نيره .. مشاعرها بقيت واضحه اووي
لينهض عمران من مجلسه ساخطاً .. واتجه نحو شرفة مكتبه
- فين البرنامج الجديد يابشمهندس !
فأدرك مروان انه لن يأخذ أجابه من صديقه ..مادام لم يرغب بذلك
وأخرج احدي الفلاشات من جيب سرواله وهو يُحركها يميناً ويساراً بيده
وأتجه نحو الحاسوب الموجود علي المكتب الفخم
- تطبيق البرنامج الجديد ده طفره ...
فأقترب منه عمران وهو يُتابع ما أكمله صديقه بعده
فهما يعملان في مجال الحاسوب ... وهذا كان عالمهم الذي أشتركوا بحبه ورغم أختصاص مروان بهذا التخصص الا ان عمران لم يكن تخصصه بل كان شغفه منذ الصغر
فدراسته كانت كما رغب جده ووالده بما انه الحفيد الأكبر
" مهندس معماري" .. فمن سيُدير بعدهم أعمالهم اذا لم يدرس مارغبوا به .. وقد حقق رغبتهم كما ظل يُمارس رغبته بل وأسس شركته الخاصه من رأس ماله الخاص
فهم عائله "الكفاح والجد أساس حياتهم وهذا سبب من أسباب ثرائهم "
فلم يكونوا من الاثرياء يوما .. جده كان يعمل بناء ومن مجرد عامل اصبح مُقاول صغير وبدء يكبر ويكبر الي ان أنشئ أسمه .. وبدء رأس ماله من لا شئ ليصبح بعد سنون صرح لا يُستهان به وكان والده رحمه الله نفس نهج جده
وبعدما أنتهوا من بعض التعديلات النهائيه .. نهض عمران من فوق كرسيه قائلا :
- أعمل اجتماع مع المبرمجين .. وعرفهم علي البرنامج الجديد اللي هنبدء في تطبيقه
ليُحرك مروان رأسه بتفهم
ونظر نحو صديقه وهو يُغادر مكتبه ..فهو شريك بهذه الشركه فنسبته 20بالمئه
وتمتم بمحبه : الله يعينك ياصاحبي شغل في البرمجه وشغل في المقاولات .. وشغل في الأدويه ..انت لو جبل كان زمانه أتهد
...................................................................
جلست علي أريكتها المُفضله بأسترخاء وهي تتأمل المقال الذي نُشر اليوم ويحمل أسمها ...فأبتسمت براحه فهي تُجاهد بأن تُسلط الضوء علي القري الفقيره وحاجتهم
ليعلو صوت هاتفها فتبتسم
- اهلا بالأعلامي المشهور
فيضحك أمجد وهو يرتشف من مشروبه الساخن
- شايف أسمك منور النهارده الجريده .. انتي سيبتي حقوق المرأه ودخلتي علي الفساد
فيتعالي صوت ضحكات فرح : انا بتاعت كله ياباشا
ليتسأل وهو يبتسم : خالي عامل ايه .. أكيد مشفش المقال
وقبل أن ترد عليه كان صوت والدها يعلو .. لتهتف بهمس
- سيادة اللواء اه جيه علي السيره .. استر يارب
فضحك أمجد : روحي لقضاكي ياوصمة العار علي العيله المرموقه .
وقبل أن توبخه وتخبرهه أن كانت هي وصمة عار .. فهو بالتأكيد وصمتان ولكن كما العاده يغلق قبل أن يحصل منها علي رد الصاع صاعين
وأبتسمت بحب .. فهذا هو أمجد حبيبها .. حبيبها الذي تُداري حبه داخلها تحت سلاطة لسانها ومناطحته كالند
حتي احيانا يخبرها بأنه يراها رجلا وليست فتاه
وزفرت انفاسها بأسي .. الي ان أنتبهت لقرب والدها منها
وهو يتحدث بصوته الحاني
- يابنتي ياحببتي انا معاكي اننا لازم نسلط الضوء علي الناس الغلابه .. بس بأسلوب أفضل من كده أسلوب الشد ده مبيجبش فايده مع الحكومه .
لتدخل في نقاش طويل مع والدها عن كل السلبيات والفساد والظلم الذي يُحاوط الفقير في هذه البلد .. ولكن في النهايه رد والدها كأغلب الاباء انهاء المناقشه بدبلوماسيه
وضمها اليه بحب وهو يتسأل : صاحبتك اللي مصدعه دماغي عنها أخبارها ايه
لتتسع ابتسامه فرح بحب : حياه لبست الحجاب يابابا .. انا فرحانه اووي انها وصلت للمرحله ديه ..
وقبلته بأمتنان : تربيتك ليا نفعت ياسيادة اللواء ..
للتذكر حديثه لها دوما منذ ان كانت صغيره
" مدي ايدك ديما بالخير والسلام .. اقفي جنب كل من يري فيكي الخير "
وها هي تفعل ..تفعل ما تربيت عليه ورأت عليه والدها .. والدها الرجل الطيب الذي رغم وظيفته التي يضبطها القانون الا ان قلبه عامر بحب الخير والرحمه والعدل الذي بُني عليه هذا القانون ولكن هيهات قانون اصبح ميزان العدل به ليس بميزان
وشعرت بيده الحانيه علي وجهها
- في عريس متقدملك
لتبتعد عن والدها بفزع هاتفه : تاني يابابا !
.................................................................
نظرت الي ما صنعته لها العجوز بسعاده وهي لا تُصدق ما رأت عليه نفسها ..فستان طويل بأكمام يلائم حجابها ففي البدايه أندهشت العجوز ثم سريعاً ما ابتسمت لها
أبتسامه ودوده قائله : هذا ما يأمرك به دينك ياصغيرتي .. فليحفظك الله
ثم تلاشت أبتسامتها تدريجيا .. وهي تعطيها ظهرها وكأنها تُنهي الحديث
- الأن ستبتعدي عني من أجل دينك .
وماكان منها سوي أن ضمتها بحب .. تخبرها بتفهم
- انا بحثت عن ذاتي كوكو .. بحثت عن الطريق الذي وجدت فيه الراحه والسكينه .
وتقدمت أمامها وهي تبتسم بأبتسامتها الهادئه
- اما انتي كوكو !
وأغمضت عين وفتحت الأخري وهي تُفكر بطريقة مسرحيه
- أممممم .. لا أستطيع البعد عنك ياجميل
ومالت عليها تُدغدغها بمشاكسه وحب .. حتي تلاشت الفجوه التي ظنت العجوزحدوثها ... فالعجوز معها نسيت كل معتقداتها عن الاسلام
وضحكت العجوز .. الي ان ضربتها علي ذراعها
- كفي يافتاه .. لا اعلم كيف أحببتك
ومدت بيديها تربت علي وجنتيها .. وهي تُطالعها بحنان :
- لديكي شئ مريح للنفس ياصغيره .. انتي طيبه القلب غير والدك
ومن هنا علت ضحكات حياه .. لتتبعها ضحكات العجوز
وها هي الأن تقف امام المرآه تنظر الي ما صنعته العجوز لها بعد تلك الليله ..
وتقترب منها العجوز وتمسد علي فستانها قائله :
- أعجبك ما صنعته ماكينة الخياطه خاصتي
لتبتسم حياه .. وقلبها يدق كالطبول :
- جميل ..بل رائع كوكو !
الثاني من هنا