رواية وانقطعت الخيوط الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي
كانت رهف تقف بشرفة غرفتها تراقب اباها و هو فى طريقه الى سيارته التى استقلها و غادر بها متجها الى القاهرة بعد ان رفع عينيه اتجاه شرفتها و القى اليها بنظرة لثوان معدودة لم تفهم معناها ، و ظلت بوقفتها تراقب تالا التى كانت بصحبة ابيها حتى باب السيارة و اخذت تلوح له بدلال حتى غاب عن الاعين ثم استدارت عائدة الى الداخل مرة اخرى
لتتنهد رهف و تبتعد هى الاخرى عن الشرفة لتجلس شاردة فى نظرة ابيها التى شغلت تفكيرها و التى تفسر على انها نظرة دعم ، و لكنها ظلت تكذب ظنها ، فلم يسبق ان نظر لها ابيها بتلك النظرة من قبل ، فلم الآن و هى حبيسة جدران غرفتها و كأنها تعاقب على العص/يان بحبس انفرادى
لتجذبها بعض الطرقات على باب غرفتها من تفكيرها لتلتفت على زينب و هى تقول : ايه يا بنتى مانزلتيش ليه لحد دلوقتى
رهف بتنهيدة صغيرة : ماليش مزاج يا دادة
زينب باستنكار : مالكيش مزاج ده ايه ، ده ماسموش كلام ، و بعدين مش باباكى موصيكى قبل ما يمشى انك تبقى دايما مكانه
رهف بامتعاض : مانا بصراحة مش فاهمة
زينب : و ايه بقى اللى انتى مش فاهماه
رهف : لا فهمت كلامه و لا حتى فهمت بصته ليا قبل ما يمشى يا دادة ، منين منعنى من انى اخرج من اوضتى من ساعة اللى حصل اول امبارح و منين جاى النهاردة يقول لى انه عاوزنى مكانه
زينب : يا عبيطة ، و ليه ماتقوليش انه عاوزك تفهمى تالا بالمحسوس كده انها حتى لما تتجوزه فانتى اللى هتفضلى هنا ست البيت و الرأى رأيك و الشورة شورتك
رهف : و ليه ما يكونش عاوزنى اصاحبها و اتقرب منها زيه
زينب بتفكير : و الله يا بنتى برضة جايز ، بس سواء ده او ده ، لازم تنزلى من اوضتك ماينفعش تسيبيها لوحدها كده مع مراد
رهف بتردد : و هو مراد مش نازل الشغل النهاردة
زينب : اللى فهمته انه هيشتغل فى اوضة المكتب لحد بعد الضهر و بعد كده هيخرجوا سوا عشان عندهم اجتماع مهم ، و عشان كده مراد طلب منى اجيلك و اقول لك تنزلى تقعدى معاهم
رهف باستغراب : مراد اللى طلب منك ده
زينب بتأكيد : ايوة ، ده حتى مقعد امينة معاهم تحت على ما انتى تنزلى ، الظاهر كده مش عاوز يقعد مع اللى ما تتسمى دى لوحده
و عندما صمتت رهف ، ووجدتها زينب لا تبادر باى رد فعل قالت لها بانفعال : هو انتى هتفضلى قاعدة مسهمة كده كتير ، ياللا قومى
رهف بامتعاض : مانا عندى مذاكرة ، ايه اللى هيقعدنى وسطهم انا مش فاهمة
زينب : و ماله ، انزلى و شوفى جوزك عاوزك في ايه و اسمعيله ، و لو لقيتيه عاوزك بس عشان تبقى معاهم .. خدى حاجتك و انزلى ذاكرى تحت وسطهم مافيهاش حاجة
لتنهض رهف على مضض لتتجه الى الاسفل و ما ان دلفت الى حجرة المكتب حتى وجدت مراد يجلس الى مكتب عمه و هو يتابع طابعة الاوراق ويقوم بالتقاط المطبوعات و تنظيمها ، و تالا تجلس و هى تتابع مستندا ما بيدها ، اما أمينة فكانت تجلس بالقرب منهما و هى تتحدث فى الهاتف الى شخص ما قائلة بعد ان أشارت لرهف بيدها كاشارة على الا تتحدث قائلة : انا ما اقدرش ابت فى الكلام ده قبل ما اعرض الامر على رهف هانم ، و بعد كده اكيد هرد على حضرتك .. مع السلامة
وبعد ان اغلقت المكالمة قامت من مجلسها و جذبت رهف الى احضانها بسعادة قائلة ببهجة : الف مبروك يا رهف .. مبروك يا حبيبتى
رهف بدهشة : طب مش تفهمينى بس الاول ايه الحكاية
امينة بفرحة : فى بيت ازياء تركى عاوز يعمللنا خط انتاج عندهم
تالا بانبهار : وااااو … تركيا مرة واحدة ، دى خطوة و نقلة كبيرة فعلا يا رهف .. مبروك
لتنظر رهف الى مراد الذى توقف عن متابعة الطابعة و نظر اليها نظرة مطولة ظنت لوهلة ان بها نظرة فخر و لكن سرعان ما انتبهت مرة اخرى على صوت تالا و هى تقول بمرح : ده يا ترى بقى وشى عليكى و اللا وش مراد عشان حددتم معاد جوازكم
لتلتفت مرة اخرى لمراد حين قال و هو ينهض من مجلسه : مش مهم وش مين ، المهم اننا لازم نحتفل بنجاحها ده .. الف مبروك يا رهف
رهف : الله يبارك فيكم ، ثم التفتت لامينة و قالت بامتنان : الحقيقة امينة هى اللى تستحق التهنئة دى ، لانى من غيرها ماكنتش قدرت احقق حاجة من اللى وصلتله ده
تالا بنبرة لا تخلو من سخرية تحاول إخفائها : ااه طبعا ، مانتو متربيين سوا ، بس ياترى بقى هنحتفل بيها ازاى يا مراد ، احنا كمان لازم نكلم مدكور و نبلغه اكيد هيبقى فخور بيها جدا
كانت تلك المرة الاولى التى تذكر فيها اسم مدكور دون القاب امام رهف و مراد اللذان نظرا اليها بدهشة فهمتها تالا على الفور لتقول و هى تتصنع المرح : ماهو يعنى اكيد مش هفضل اقول مدكور بيه واحنا خلاص هنتخطب و نتجوز احنا كمان
ثم اقتربت من رهف و قالت بود مزيف : رهف .. انا عارفة ان الحكاية مش بسيطة بالنسبة لك عشان خاطر مامتك الله يرحمها ، بس ياريت تفكرى فى باباكى كمان .. باباكى محتاج حد جنبه يحبه و يونسه و خصوصا ان انتى كمان هتنشغلى بجوازك ، و مدكور لو لف الدنيا كلها مش هيلاقى حد يحبه زيى ، فعاوزاكى تاخدى الامور ببساطة اكتر من كده ، ثم اكملت بمكر .. انا لولا انى بحب مدكور و متعلقة بيه من زمان ، كان زمانى سمعت كلام دادى اللى كان عاوز يجوزنى لمراد اللى طول معرفتى بيه و انا بعتبره اخويا مش اكتر
لتذهب رهف بعينيها الى مراد الذى ترتسم علامات الانزعاج على وجهه و لكنها عادت بعينيها لتالا و قالت : شايفاكى بتتكلمى اكن رغبة باباكى متبادلة بينه و بين مراد
لتجلس تالا مرة مكانها اخرى و هى تقول : جواز الاعمال يا رهف مافيهوش الكلام ده ، الكلام ده بيبقى مصالح مشتركة مش اكتر ، دادى طول عمره قلقان عليا و عشان كده عاوز يتطمن عليا مع حد يكون ثقة و محترم و من مستوانا او قريب مننا على الاقل ، و عشان كده اختار مراد ، حتى اما اعترضت بعد كتب كتابك انتى و مراد قاللى ان مدكور مش هيمانع ابدا لا هو و لا مراد انهم يكرروا اللى حصل تانى معايا لان المصلحة متبادلة
لكن الحقيقة انتى كنتى صعبانة عليا ، ليه يبقى ليكى ضرة و انتى فى السن ده ، و كمان كنت حبيت مدكور و اتعلقت بيه ، يبقى ليه اتجوز مراد فى الوقت اللى انا فيه بحب عمه
ليقول مراد و هو يلتقط بعض الاوراق من امامه و يناولها لتالا : يمكن كلامك فيه جزء من الحقيقة يا تالا ، لكن مش الحقيقة كلها
تالا : و ايه بقى باقى الحقيقة يا ترى
مراد : اولا جوازى انا و رهف ماهواش جواز مصلحة
تالا بمرح : انت عاوز تفهمنى انه جواز حب ، ماعتقدش انك تعرف تحب يا مراد
مراد بعدم اهتمام : اعتقد ان اللى يهمك تعرفيه ان جوازنا مش جواز مصلحة
تالا : طب و ثانيا
ليقترب مراد من رهف حتى اصبح بجوارها و قال : ثانيا .. مهما كانت المصالح المتبادلة بين مجموعتنا و مجموعتكم لا انا و لا عمى كنا هنوافق ابدا ان رهف يبقى لها ضرة بارادتنا مهما كانت هى مين
تالا : رغم انى فهمت من دادى ان الموضوع اما اتفتح مع مدكور مالاقاش فى اى ممانعة من حد فيكم
مراد و هو يرفع كتفيه ببعض الاستياء : عن نفسى .. الصراحة فضلت انى اسبب عمى هو اللى يرد على سليمان بية و يتعامل معاه ، لكن ماجاش فى بالى ابدا ان والدك ممكن ياخد سكوتى ده على انه موافقة على كلامه
تالا باحراج : عموما .. انا كده كده برضة كنت رافضة الموضوع ، لانى من البداية ماشفتش حد مناسب بالنسبة لى غير مدكور
كانت رهف تريد ان تنهى الحوار القائم بأى شكل من الاشكال فالتفتت لمراد و قالت : دادة زينب قالتلى انك عاوزنى
مراد : فعلا .. ثم قام بالتقاط بعض الالبومات الضخمة من على المكتب و ناولها اياهم قائلا : كنت عاوزك تبصى على الكاتلوجات دى و تختارى منها اللى يعجبك
رهف بفضول : كتالوجات ايه دى
مراد : دى كتالوجات بعتهالنا مكتب الديكور اللى هيوضبلنا الفيلا فى القاهرة
تالا : طب مش المفروض تقعدوا تختاروها سوا
مراد موجها حديثه لرهف : انا بس عاوزك تتفرجى براحتك و علمى على الحاجات اللى عجبتك و بعدين نبفى نصفيهم مع بعض
امينة بتشجيع لرهف : فكرة حلوة يا رهف و ما تقلقيش انا معاكى
تالا : و انا كمان معاكى اكيد مش هسيبك لوحدك ، و كمان اخد فكرة يمكن الاقى حاجة تعجبنى اغير بيها الديكور هنا
لتنظر إليها رهف قائلة بجدية : ما انصحكيش تحاولى تعملى حاجة زى كده .. بابا بيعتز بكل قطعة اثاث فى البيت ده ، لدرجة ان في حاجات هنا موجودة من ايام جدى الله يرحمه
تالا بعدم اهتمام : نبفى نشوف الموضوع ده بعد كده ، المهم دلوقتى الاحتفال اللى مراد قال عليه … ها هنحتفل ازاى
مراد لرهف : تحبى نتعشا برة
ىهف : لا خلينا هنا احسن
تالا بامتعاض : احتفال ايه ده اللى فى البيت
رهف : عشان اكيد دادة مش هترضى تيجى معانا و انا مش هعرف احتفل من غيرها
مراد و هو ينظر لامينة بخبث : خلاص نتعشى هنا و بالمرة اعزم انور احسن بقالة فترة و هو نفسه يشوف دادة زينب اوى ، و طبعا انتى كمان معزومة يا امينة
رهف : امينة مش محتاجة عزومة دى صاحبة بيت
مراد : طب تحبى امتى
رهف : خلوها يوم رجوع بابا من السفر
…………………
و فى اليوم التالى بالقاهرة .. كان الموعد المرتقب بين سليمان و مدكور الذى كان مدعوا على العشاء بمنزل سليمان
كانا يجلسان سويا لتناول القهوة بعد تناول العشاء ، ليقول سليمان : تالا كلمتنى و بتشكر فى شركة التنفيذ اللى اتعاقدتم معاها
مدكور : دى مش اول مرة نتعامل مع جاسر ، احنا بقالنا سنين بنشتغل سوا
سليمان : طول عمرك بتعرف تختار الناس اللى بتتعامل معاهم يا مدكور
مدكور : طبعا تالا فاتحتك فى الموضوع اللى عاوز اكلمك فيه
سليمان ضاحكا : طول عمرك مابتحبش تضيع وقت و بتدخل فى الجد على طول ، طب يا اخى ادينى فرصة اعمل فيها حما
مدكور بسخرية : الكلام ده للعيال الصغيرين مش لينا يا سليمان
سليمان : الحقيقة انا لولا انى عمرى ما رفضت طلب لتالا قبل كده ماكنتش تصورت ابدا ان ده ممكن يحصل فى يوم من الايام
مدكور : و لا انا
سليمان : مش فاهم
مدكور : طبعا انت عارف ان تالا هى اللى طلبت منى الجواز و ان هى اللى صارحتنى بحبها ليا
سليمان : تقصد ايه من ورا كلامك ده
مدكور : اقصد انك تبقى فاهم انى عمرى مافكرت ابدا فى الحكاية دى ، و لا فى الجواز من اصله ، يعنى ماتجيش فى اى وقت تقول لى انت شاغلت بنتى و اللا ضحكت عليها
سليمان بمرح متعمد ان يتخطى به حديث مدكور : مين بقى اللى يشاغل و يتشاغل ، هو فى حد قدك يا عم مدكور ، هتجوز بنتك و تتجوز انت كمان و تجدد شبابك .. مين ادك يا عم
مدكور باعتداد : والله اللى غيران مننا يعمل زينا
سليمان بخبث : اعمل زيك ازاى بقى ، طب لو حتى انا موافق و تمام .. هلاقى فين بنت حلوة و صغيرة كده تحبنى و ترجعلى شبابى من تانى ، طب ياريت الاقيها و انا كنت اكتبلها نص ثروتى على الاقل
ليبتسم مدكور دون تعليق ثم ينهض قائلا : انا همشى بقى كفاية كده
سليمان باستنكار : تمشى ده ايه ، مش لما نتكلم فى التفاصيل و اللا حتى نقرا الفاتحة
مدكور : تفاصيل ايه اللى نتكلم فيها يا سليمان .. عيب عليك ، هو انا عيل صغير لسه هخش دنيا
سليمان : ايوة .. بس برضة الاصول اصول
مدكور : الاصول هتتعمل .. شبكة و مهر و مؤخر يليقوا بيا و بيك ، لكن مافيش حاجة هتتم غير بعد جواز رهف و مراد
سليمان : و ليه مايبقاش الفرح فرحين
مدكور باستنكار : فرح ايه ده اللى بتتكلم عنه .. انت عاوزنى اعمل فرح و انا فى العمر ده
سليمان : اومال ناوى تتجوز بنتى من غير فرح
مدكور : لا طبعا مافيش افراح ، احنا كل اللى هنعمله اننا هنعمل حفلة بعد الجواز نعزم فيها الناس عشان تباركلنا ، لكن فرح و زفة و الكلام ده لا يمكن يحصل ابدا
سليمان باعتراض : ايوة بس تالا ماتجوزتش قبل كده ، و من حقها تفرح و يتعمل لها اكبر فرح فى البلد ، دى بنت سليمان الانصارى مش شوية ابدا و مينفعش تتجوز بالطريقة دى
مدكور بعدم اهتمام : ياريت تسيبلى انا و تالا الحكاية دى و احنا هنعمل اللى يريحنا و يناسبنا ، و اعتقد ان تالا هتتفهم موقفى
……………….
و فى اليوم التالى .. كانت تالا بغرفتها تتحدث مع سليمان على الهاتف و كان يبدو عليه الانفعال فقال بحدة : انا مش فاهم انتى ازاى توافقيه على الحكاية دى
تالا بمهادنة : كبر دماغك يا دادى ، انا الموضوع ده مش شاغلنى من اساسه
مدكور بحدة : مش شاغلك انك تتجوزى سكيتى من غير لا فرح و لا معازيم ، ده انتى اما بتروحى تتعشى مع اصحابك الميديا كلها بتعرف ، تقومى اما تتجوزى بجد .. تتجوزى من غير فرح
تالا : انا كمان مش عاجبنى انى يوم ما اتجوز بجد و اعمل فرح يبقى فرحى على مدكور
سليمان : اومال هتتجوزى مدكور و تعملى الفرح بعريس غيره
تالا بتأفف : لأ طبعا ، بس ماحبش انى لما اتزف اتزف للعجوز ده
سليمان بذهول : و هو انا اللى غصبتك على جوازك منه و اللا انتى اللى فكرتى و دبرتى
تالا : انا قررت انفذلك اللى نفسك فيه ، بس مش معنى كده ابدا انها هتبقى جوازة العمر
سليمان باستغراب : انتى تقصدى ايه
تالا بتوضيح : اقصد انى فى مهمة محددة
سليمان : انتى هتجننينى .. مهمة ايه دى اللى بتتكلمى عنها
تالا بغرور : زى المهمات اللى قبل كده يا دادى ، انى اضملك مجموعة العزيزى لمجموعة الانصارى ، لكن اول ما ده يحصل … لازم تعتبر ان كل شئ بعد كده هيبقى لاغى
سليمان : انتى كده هتقلقينى عليكى ، اوعى تستهونى بمدكور ، مدكور ده تعلب و مش سهل ابدا زى اللى اتعاملتى معاهم قبل كده ، و برضة مش سهل ابدا انك تقدرى توصلى للى فى دماغه
تالا بخبث : ماتقلقش عليا يا دادى ، ان كان هو تعلب ، فالتعلب رغم مكره تلاقيه يفعد يمكر و يتحايل عشان يخ/طف فرخة و اللا كتكوت ، لكن انا بقى تمساح .. و متهيالى انت عارف التمساح ممكن يعمل ايه كويس
سليمان : طول عمرى فخور بيكى و بتفكيرك و ثقتك فى نفسك ، لكن اوعى ثقتك فى نفسك تنسيكى مين خصمك المرة دى
تالا بمرح : و هى يعنى اول مرة يا دادى
سليمان بجدية : اول مرة اللعب يبقى مع دماغ زى مدكور يا بيبى ، و عشان كده عاوزك تاخدى بالك اوى من كل خطوة تخطيها و بكررهالك تانى .. مدكور مش سهل.. مش سهل ابدا
……………..
لتمر عدة ايام قبل موعد عودة مدكور الى قصره بالصعيد مرة اخرى ، و كان موعد عودته متزامنا مع موعد الاحتفال الذي قرر مراد اقامته احتفالا بخط انتاج رهف الجديد بتركيا
و كان مدكور يجلس ببهو قصره و هو يستمع الى مراد و تالا و هما يقصان عليه اخر تطورات المشروع و ما ان فرغا من حديثهما قال مدكور موجها حديثه لمراد : انا عاوزك بعد اسبوع من دلوقتى تسلم كل حاجة لانور و تتفرغ تماما لفرحك انت و رهف
مراد : مش للدرجة دى يا عمى .. انا ممكن ……
مدكور مقاطعا اياه : اللى اقوله يتنفذ ، و بعدين انت اكيد هتحتاج انك تنزل القاهرة تتابع الشغل فى الفيلا
مراد : انا و رهف اختارنا شوية حاجات و بعتتهالهم يشتغلوا عليها
مدكور : ايوة شفتها لما عديت عليهم قبل ما اجى
رهف : انتو قررتوا تعملوا الفرح هنا و اللا فى القاهرة
مدكور بحزم : هنا طبعا ، كل عائلات الصعيد هيبقوا معزومين ، ماينفعش اروح اعمل الفرح هناك ، و كمان لازم رهف تخرج من بيتها اللى اتربت فيه طول عمرها
تالا لمراد : و قررتوا تعملوا شهر العسل فين يا مراد
مراد : فى تركيا
و وسط حديثهم يتفاجئون جميعا برهف و هى تهبط الدرج بسرعة و مرح شديدين و هى تقول بسعادة طاغية : هدى جاية بكرة هى و تميمة
لينهض مراد قائلا بذهول : هى اللى قالتلك
ىهف : ايوة .. لسه قافلة معاها ، و قالتلى انها كانت عاوزة تعملهالنا مفاجأة بس ماعرفتش تخبى عليا .. هتوصل على طيارة الضهر
مدكور بحب : يوصلوا بالسلامة ان شاء الله ، طب و احمد جاى معاهم و اللا ايه
رهف و هى تتقافز من السعادة : قالتلى هيحصلهم قبل الفرح بيوم او اتنين عشان يقدر ياخد اجازة تانى وقت مناقشة الرسالة بتاعتى و الاحلى بقى انها ناوية تفضل فى مصر لحد ما نرجع من شهر العسل و يمكن كمان ماتسافرش غير بعد مناقشة رسالة الدكتوراة
مراد بسعادة : ايه الاخبار الحلوة دى
مدكور : و الله وحشتنى القردة دى و وحشتنى الكتكوتة الصغيرة
كانت تالا تجلس دون ان تستوعب تفاصيل ما يحدث ، فهى تعلم ان هدى تلك هى شقيقة مراد المقيمة بالخارج و لكنها لا تعلم سر الفرحة الطاغية التى تمالكت الجميع فقالت بفضول : واضح انها بقالها فترة مانزلتش اجازة
مراد : كانت مأجلة اجازتها لمعاد مناقشة الرسالة بتاعة رهف
مدكور بمرح : بس فرحكم اهو جه بفايدة و خلاها تيجى غصب عنها
رهف بسعادة : سيبكم من نزولها ، الاهم انها هتقضى معانا فترة حلوة قبل ما ترجع تانى
تالا : طب مانتو هتسافروا شهر العسل و مش هتبقوا موجودين فى مصر اصلا
رهف : ماهى هتفضل فى مصر عشان تبقى مع بابا ، و كمان تبقى مع امينة لو احتاجت حاجة و انا مش موجودة
لتنظر تالا الى مدكور لتجده يبتسم دون ان ينظر اليها ، فتنهض قائلة : طب انا هستأذنكم شوية .. هطلع اوضتى اخد شاور و اغير هدومى على ما العشا يجهز
وبعد ان تغادرهم يقول مدكور لرهف : اطلعى انتى كمان اجهزى يا رهف على ما انا و مراد نخلص شوية شغل مع بعض
لتتركهم رهف هى الاخرى فى حين يتجه مدكور بصحبة مراد الى غرفة المكتب و ما ان اغلق مراد الباب حتى جلس مدكور و قال و هو ينظر الى مراد : عملت ايه
مراد : المحامى خلص كل الاجراءات و البيع اتسجل فى الشهر العقارى بالتوكيلات اللى معايا
مدكور : عظيم … و السراية
مراد : باسم رهف زى ما امرت هى و فيلا القاهرة
مدكور و هو يدق باصابعه على حافة مقعده : عظيم ، كده الواحد يتحرك و هو متطمن
مراد : و حضرتك قررت ايه
مدكور : هنكتب الكتاب بعد فرحكم بكام يوم و نسافر نقضى يومين فى اى مكان و لما نرجع تكونوا انتم كمان رجعتم من شهر العسل و نعمل حفلة نعزم الناس تباركلنا كلنا
مراد بقلق بالغ : مش ده اللى انا عاوز اعرفه يا عمى
مدكور : ماتسبقش الأحداث يا مراد .. اهم حاجة .. عاوزك تشيل العقود دى فى خزنة البنك ، ماتشيلهاش هنا
مراد : انا كنت هعمل كده ، بس قلت اسيبها لحد ماحضرتك تراجعها الاول
مدكور : مش انت و المحامى راجعتوها كويس قبل ماتوثقوها
مراد : ايوة
مدكور : خلاص .. بكرة الصبح ان شاء الله تحطها فى البنك قبل ما تروح تجيب هدى من المطار
مراد : حاضر يا عمى امرك
و بعد مضى بعض الوقت كان الجميع يلتفون حول مائدة الطعام بما فيهم زينب و امينة و بصحبتهم انور و هو ما جعل تالا تجلس معهم على مضض
مدكور : مبرووك يا رهف .. انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده للدرجة دى
امينة : حضرتك ماتعرفش اد ايه الشغل بتاعنا بينطلب بالاسم دلوقتى ، رهف قدرت تخلى للبس المحجبات طابع مميز و رقى و ذوق و جودة .. حاجة كده تخلينا فعلا كلنا لازم نفتخر بيها ، انا متاكدة ان هييجي وقت و الاتيلية ده يبقى دار ازياء ضخمة زى اللى بنتفرج عليهم كده فى التليفزيون
مدكور : و الله بقى هى و جوزها حرين مع بعض فى الحكاية دى
لتنظر رهف اتجاه مراد الذى قال بمرح لا تراه منه الا فى وجود شقيقته : اعتقد ان الحكاية ممكن يبقى ليها توابع يا عمى ، هدى شكل الحكاية عجباها و بتقوللى انها عاوزة تشتغل مع رهف و قالت لى كمان ان احمد موافقها و بيشجعها
انور : المجال ده مربح جدا لما بتعرف مداخله و مخارجه كويس .. هى مرهقة فعلا فى البداية ، بس طالما الاسم اتعرف بيبقى بعد كده المجهود كله مركز فى انك تحافظ على المكانة اللى وصلت لها
مراد : نفس الكلام اللى هدى قالته لى ، و قالت لى انها عندها خطط كتير هتناقشها مع رهف و امينة لما تيجى بالسلامة
تالا بضجر : و هى امينة هتفضل على طول تساعدك يا رهف
رهف : امينة مابتساعدنيش يا تالا ، امينة شريكتى ، لولاها ماكنتش ابدا وصلت للى وصلت له
يتبع…