رواية البلورة الوردية ريماس وفريد الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفي
اليوم التاني ، الصبح
قعد فريد بيه قدام مكتبه وكتب في مذكراته : لما بتقف قدامي بتكون راسها عند صدري بتضطر ترفع راسها تبصلي ؟ يعني دا طولها
شعرها ملمحتش منه غير خصلات وشوفته مرة واحدة
كان طويل ولونه إسود ومغطي نصها تقريباً
بشرتها بيضا ، كل الالوان الغامقة دي بتدوب في بشرتها
رفيعة ، ضعيفة لدرجة إنها ممكن تترعش من الصوت العالي
و ..
هنا فاق وخد باله بيكتب إيه وبيوصفها إزاي ! رمش بعينه كذا مرة وقال بتوتر : لا أقصد ، هي يعني حبيت أوضح وصفها بطريقة سهلة
قفل المذكرات بعصبية وقال :
مقصدتش نهائياً أتكلم عنها بالشكل دا ، معرفش إيه اللي بعمله أو إيه اللي خلاني أكتب كدا عن الخدامة بتاعتنا ! واحدة هتيجي بعد يومين مش فاهم مالي لا وكمان بكتب عنها ! أنا مفيش بيني وبينها أي شيء عشان أعمل كدا ومش هينفع يكون فيه أساساً
كان هيقطع الورقة ، لكن المشرفة خبطت على الباب وقالتله إن ناني هانم عوزاه تحت ، إكتفى إنه قفل المذكرات ونزل
* في بيت ريماس
كانت بتعمل الغدا لوالدتها وهي بتحكي وبتقول : وبس يا ماما ، فريد بيه رجعني الشغل تاني
والدتها وهي بتقطع السلطة : ربنا يباركله ف شبابه يا بنتي
قربت ريماس منها وقالتلها : سيبي يا ماما اللي في إيدك أنا هعمل كل حاجة عشان إنتي تعبانة
والدتها : يابنتي زهقت من النوم أديني بتسلى ، لما تروحي شغلك هروح اقعد أنا مع اختي متقلقيش هتاخد بالها مني ، هي أصلاً من ساعة وفاة جوز خالتك ومن ساعة ما ميار بنتها اتجوزت وسافرت الخليج وهي على طول زهقانه أهو نسلي بعض
باست راس والدتها وقالتلها : ربنا يخليكي ليا
* في فيلا فريد
قعد قدام والدته ف إبتسمت في وشه وقالتله : أخبارك إيه يا فريد من زمان مقعدتش معاك
رجع ضهره لورا وقال بأريحية : أنا كويس يا أمي متقلقيش
ناني هانم : هو صحيح اللي أنا سمعته دا ؟
ضيق فريد عيونه وقالها بإستفسار : إيه اللي سمعتيه ؟
حطت ناني هانم رجل على رجل وقالت : البنت دي كسرتلك البلورة بتاعتك ؟
غمض عينه وإتنهد تنهيدة الضيق ورد : طبعاً المشرفة هي اللي بلغتك ، بس أنا اللي كسرت البلورة مش هي
هنا إتعدلت ناني هانم وقالتله بنبرة صعبة : فريد ! متوصلش إنك تجيبها ف نفسك عشان تطلعها كويسة قدامي ! إيه ميزة البنت دي مخلياك تبررلها كل حاجة بالأسلوب دا ؟
فريد بهدوء : ماما أنا مقدر إهتمامك بالتفاصيل بس أنا حقيقي مشتكش منها ، ياريت متسمعيش شكاوي من شخص غيري إلا لما أجي لحضرتك وأشتكي بنفسي ، بالمناسبة هي هتيجي بكرة بالليل لإني خليتها ترتاح يومين
فضلت والدة فريد تبصله كتير بتحاول تقراه او تفهمه ، بعدين قالت بنبرة غريبة : لا خليها تيجي بكرة بدري عشان بالليل أنا عاملة بارتي صغيرة لقرايبنا وحبايبنا بمناسبة رجوعي أنا ووالدك من السفر ، بلغها إني هستناها
وقامت وطلعت على أوضتها ، رجع فريد ضهره لورا وفضل يفكر
* اليوم التاني
كانت ريماس نايمة على سريرها ووالدتها بتجهز شنطة صغيرة عشان تروح تقعد مع أختها ، رن تليفون ريماس الصغير ف والدتها صحتها بهدوء : ريماس ! قومي يماما ردي على التليفون
إتململت في السرير شوية بعد كدا قامت بتبص على الرقم بنص عين ، رقم غريب مش متسجل !
ردت بصوت نايم جداً : ألو ؟
الجهة التانية مكانش فيها أي صوت
ريماس كررت كلامها : ألوو
أتنحنح هو أخيراً ورد : صباح الخير
ريماس بإستغراب : صباح النور مين حضرتك ؟
الجهة التانية : أءء أنا فريد
إتعدلت في سريرها وهي بتقول بصدمة : فريد بيه ! انا أسفة جداً والله بس معرفش رقم حضرتك
فريد بصوت هادي : ميهمكيش ، خدت رقمك من المشرفة وقولت أكلمك بنفسي ، ممم والدتي عندها حفلة بالليل وكانت طالبة مساعدتك بس تيجي إنهاردة بدري شوية
قامت ريماس من على سريرها وحاطة التليفون على ودنها وهي بتقول : تمام انا أصلاً بقيت كويسة وهلبس حالاً وأجي
فريد بيحاول ينهي المكالمة بدل ما يسرح : هنستناكي
ريماس : تحت أمرك يا فريد بيه
قفلت معاه المكالمة ونطت من سريرها خرجت لبسها وبدأت تغير
والدتها بإستغراب : هتروحي دلوقتي ؟
ريماس وهي بتلبس : اه يا ماما عندهم حفلة بالليل وناني هانم بنفسها طالبة مساعدتي ، والنبي تخلي بالك على نفسك عند خالتي وأنا هكلمك في التليفون دايماً يماما
والدتها : متقلقيش يا حبيبتي
خرجت ريماس من بيتها وكالعادة قابلت أكتر إنسان بيضايقها في حياتها
إتأففت هي وبعدين قالت : أستاذ علي أنا مش فاضية ورايا شغل
هو برخامة : اوصلك يا ست البنات ، عربيتي دي لو مشالتكيش أشيلك فوق دماغي اه والله
بصيتله هي من فوق لتحت وبعدين فتحت محفظتها عشان تطلع تمن المواصلات وتوقف توكتوك أو ميكروباص
محفظتها كانت فاضية تماماً ! عشان تسيب فلوس لوالدتها لو إحتاجت حاجة وعشان تجيبلها الدوا نسيت هي نفسها تماماً
قلبها دق جامد ومبقتش عارفة هتروح الشغل اللي هو أكل عيشها إزاي
بصت ل علي نظرة المضطر وبعدين قالت بحزم : أنا هخليك توصلني بس دي أول وأخر مرة ومتفكرش عشان ركبت معاك أني وافقت على حاجة
حط إيده على قلبه بأفورة وقال : دا كفاية إن ست البنات هتكون ركبت معايا دي عندي بالدنيا كلها
زفرت هي بضيق وقالت : طب يلا من فضلك عشان متأخرة
ركبت ورا ف بصلها من ورا الإزاز وهو بيضحك بسماجة وبيقول : ماشي ، الحلو حقه يتقل براحته
ركب هو على الكرسي بتاعه وساق العربية ، وكانوا زوجاته بيبصوا عليهم من البلكونة واول ما العربية إتحركت وريماس راكبة معاه بصوا لبعض بغل
وصلت اخيراً العربية للفيلا ونزلت ريماس وهي شايلة شنطتها
كان فريد بيه قاعد على اللابتوب في الجنينة بيخلص حجات مهمه في شغله ، أول ما شاف ريماس نازلة من العربية وواحد بيقرب منها وهو بيكلمها وهي بترجع لورا قفل اللابتوب وقام وقف
ولا إرادياً لقى نفسه بيقول إسمها : أنسة ريماس !
إلتفتت هي ليه وفضل هو باصص للشخص اللي معاها اللي وقفته مش طبيعية ابداً ، قالت للراجل اللي معاها كلمة وبعدين جريت لحد ما وقفت قدام فريد وقالتله : أنا جيت اهو يا فريد بيه
فضل فريد باصص للراجل لحد ما ركب ومشي ، بعد فريد عيونه عن عيون ريماس قدر الإمكان عشان يتكلم بدون توتر
سألها مرة واحدة : مين اللي وصلك دا
ردت هي بتلقائية من غير ما تاخد بالها من نبرته : دا جارنا عشان ملقيتش مواصلات وصلني هو كتر خيره
فريد بغضب لا إرادي رد وقال بدون تفكير : وإزاي تركبي مع حد متعرفيهوش !
رفعت راسها وبصتله ! فضل مودي وشه بعيد لحد ما تلقائياً بصلها
لمجرد التفكير إن في حد بيبص لعيونها دي غيره هو بيتملكه شعور الغضب ، زي الطفل اللي جه لأهله ضيوف والولد إبنهم لعب بلعبته المفضلة
بعد عينه وقال بنبرة مخنوقة : والدتي مستنياكي جوا
وسابها ومشي ، حطت إيديها على رقبتها وخدت نفس عميق وهي بتحاول تتمالك أعصابها
دخل هو المطبخ بغضب وكان صديقه مستنيه جوا ، فتح فريد التلاجة وخرج مياه وشرب منها شوية وبعدين قفلها وفضل سرحان
صاحبه بإستفسار : إنت بخير؟
فريد من جواه : لا مش بخير ، كل ما بقرب منها مبكونش بخير
فريد بصوت مسموع : أيوة كويس ! مين تاني ناقص نعزمه على حفلة بالليل
صاحبه : بص يا سيدي ...
* عند ناني هانم
قالت لريماس : طبعاً فهمتي هتعملي إيه ، بعد ما تساعديهم في تنظيف وتعقيم الفيلا هتكوني إنتي مسرولة عن توزيع المشروبات في الفيلا للضيوف ، سواء شمبانيا أو كوكتيل أو أي شيء يطلبوه
بصيتلها ريماس بأستغراب : شمبانيا دي يعني .. خمره !
بصيتلها ناني بإبتسامة مصطنعة : أه طبعاً ، إحنا هيجيلنا رجال اعمال ومستويات راقية ولازم نقدملهم اللي بيحبوه
ريماس محاولة الإعتراض : أيوة بس أنا ..
ناني هانم قاطعتها : اوضتك الصغيرة هتلاقي الفستان اللي هتلبسيه بالليل عشان مظهرنا الإجتماعي قدام الناس
وقامت وسابتها
* بالليل بعد ما التجهيزات إنتهت لبست ريماس الفستان في أوضتها وكانت مبسوطة بيه جداً ، راحت للمطبخ وبدأت تخرج من باب المطبخ للجنينة وتوزع المشروبات في الحفلة
كان في وسط الحضور عمرو بيه ودا متجوز مادلين هانم لكنه راجل زير نساء زي ما بيقولوا ، أول ما ريماس حطت المشروبات قدامه إبتسم وهو بيبص ليها بإعجاب وبيقول : جديدة هنا يا شاطرة ؟
خافت ريماس وإتكسفت لكنها إكتفت بإبتسامة صغيرة وردت : أيوة يافندم
مراته كانت بتشرب الكاس بتاعها وبتبصلها بحقد بينما وقف عمرو بيه ومد إيده ناحيتها وقال : أنا عمرو الورداني ، من أشهر رجال الأعمال على مستوى الجمهورية ، بقدر الجمال الهادي .. جداً
ريماس وشها إحمر وهي بتبص لإيده الممدوة ولكن فجأة لقت إيد بتتحط ف إيده وبتقف بينه وبين ريماس وبتقول : عمرو بيه ، نورت الحفلة
كان فريد بيه ! رفعت هي راسها وهديت تماماً في وجودة وحست إنه أنقذها ، لاحظت كمان إن فريد ضغط على إيد عمرو جامد لدرجة إن الراجل وشه بان عليه الألم
قال فريد : ياريت حضرتك تاخد مادلين هانم وتروحوا لترابيزة والدتي عشان هي مستنياكم ، نورتونا
وبحركة تلقائية سحب ريماس من إيدها لجوا الفيلا
وقفت هي تبصله ببراءة بعيونها الحلوة وهو كان متعصب جداً ، لما إلتفت وشافها بتبصله كدا قال بنبرة ضعيفة : متبصليش كدا !
نزلت هي عيونها في الأرض ف قال فريد : إبعدي عن الراجل دا خالص ، إبعدي عن الحفلة إنهاردة
رفعت عيونها وبصيتله بصدمة ! في خدامات كتير غيرها إشمعنا هي اللي تبعد يعني
فريد بغضب معرفش يسيطر عليه : وغيري الفستان دا وخلصي الشغل في المطبخ مثلاً
ريماس من كتر توترها قالتله : فريد بيه أنت شارب حاجة !
رفع عيونه وبصلها في عيونها جامد ، رد عليها بس جوا نفسه : شارب السحر اللي في عيونك ، في حاجة في عيونك بتخليني أفقد أي كنترول على أعصابي !
لكن ف الحقيفة مردش عليها ، فضل يبصلها كتير لحد ما طلع أوضته وسابها وهو بيلعن نفسه إن وصل بيه الحال للدرجة دي ومستغرب ردود فعله تجاهها !
السادس من هنا