رواية لتسكن قلبي الفصل الرابع 4 بقلم دعاء احمد
الفصل الرابع
صدفة دخلت أوضة مريم بعد ما مريم حاولت تهديها و تنهي اي حديث بينها و بين والدهم دلوقتي لان كلامهم هيكون مشحون بالغضب و النتيجة هتكون اسوء.
مريم :
بصي دي اوضتي هنقسمها دلوقتي لحد ما اوضب لك الاوضة التانية لأن فيها كراكيب كتير... بكراً بإذن الله من بدري هوضبهالك و بعدين اهي فرصة نقعد مع بعض شوية اكيد في حكاوي كتير هنتكلم فيها... بس للاسف دلوقتي لازم اروح المطبخ لان بابا عازم جيرانا اللي فوق على العشاء.
مريم: انا اسفة انا عارفه اني رغاية.... بصي الحمام برا على ايدك اليمين غيري علشان شكلك مرهقة و حاولي تهدي احنا لسه هنتكلم في حاجات كتير
صدفة هزت رأسها و مريم ابتسمت و خرجت شدت الباب معها و صدفة حطت شنطتها على السرير
كانت بتختار حاجة تلبسها لكن موبايلها رن بصت فيه لقت والدتها بترن عليها، اخدت الموبيل و قفلته و هي مش قادرة و متأكدة أنها لو ردت هتبوظ الدنيا.
**********************
في إنجلترا
سهير كانت قاعدة على مكتبها بثقة و هي ماسكة الموبيل و هتموت من الغيظ بسبب أفعال صدفة و ادامها قاعد اخوها شوقي
سهير بغضب و عصبية:
بقا بتقفل الموبيل، طب خليها توريني شاطرتها فاكره نفسها هتقدر تستحمل العيشة في مصر... بس و ماله يا صدفة اعملي اللي في دماغك و انا هستنا لما تيجي تعيطي لي... شوقي عايزاك توقف الكريديت كارت بتاعتها و اي حساب ليها في البنك يتوقف.
شوقي بضيق :سهير ممكن تهدي و بعدين البنت مش صغيرة و كان مسيرها تعرف و لا انتي فاكرة انك هتفضلي محبيه عليها العمر كله ان ابوها عايش و بعدين انا من الاول كنت ضد انك تمحي ابوها و اختها من حياتها، و بعدين هو انتي مش عايزاه تشوفي مريم سيبك من عبد الرحيم انا عارف انك مش بطيقه بس مريم ذنبها ايه...
و الله صدفة بنتك دي بميت راجل على الاقل عملت اللي هي شايفاه صح و راحت تدور عليهم في بلد متعرفش فيها حاجة و كمان قدرت توصل لهم.
سهير بحدة:شوقي بطل تتكلم بالاسلوب دا و كأن صدفة بنتك بطل تدافع عنها... دي بنتي أنا و انا أكتر واحدة عارفها... انا دلعتها كفاية مستحيل تستحمل العيشة مع ابوها صاحب محل العطارة... بقا هتسيب كل العز اللي هنا و فرص الشغل الماهوله اللي انا موفرها ليها و تفضل العيشة في مصر... مظنش و قريب اوي تكلمني تترجاني اني ارجعها هي بس عاجبها اختلاف الوضع
لكن اكتر من كدا لا... بكرا الصبح تروح البنك و تعمل اللي قلتك عليه و لو هي حاولت تتواصل معاك و انا عرفت انك ساعدتها باي شكل صدقني هيكون ليا تصرف تاني معاك...
سكتت لما بنت دخلت المكتب و اتكلمت بهدوء و رقي "بالإنجليزية"
:مدام سهير كل الرؤساء منتظرين حضرتك في اوضة الاجتماعات.
سهير بلباقة :اوكي يا جينا... انا جاية... جهزتي لي الأوراق اللي طلبتها منك.
چينا:بالفعل....
سهير لشوقي :خلينا نزكر في الشغل يا شوقي عندنا صفقة مهمة و اول لما نفضى انا بنفسي هنزل مصر و انهي المهزلة دي دا إذا مرجعتش عن اللي في دماغها... و عايزاك تخلي شهد صاحبت صدفة توصلها رسالة اني سايبها بس بمزاجي....
شوقي اتنهد بقلة حيلة و قام خرج وراها....
*******************
في اسكندرية
صدفة فتحت باب البلكونة و خرجت اخدت نفس عميق و هي بتبص للبحر... البيت كان في الدور التاني... بصت للشارع و الناس
لكن زمت شفايفها بغيظ و هي شايفه ابراهيم واقف تحت البيت و بيتكلم مع شخص.
افتكرت ازاي شالها و دخل بيها البيت و حست بالحرج و الغيظ
:وغد حقير....
ابراهيم رفع رأسه يبص لفوق بلامبالة و هو بيدخن شافها واقفه في البلكونة و بتبص له لكنها دخلت و قفلت الباب وراها.
سمعت صوت الباب بيتقفل و كأن والدها خرج و مريم بتودعه قبل ما يمشي.
اخدت نفس عميق قبل ما تفتح باب الاوضة و تخرج تتمشى في البيت لحد ما وقفت عند باب المطبخ بصت لمريم اللي كانت بتطبخ بهدوء و اهتمام
صدفة افتكرت معاناتها في المطبخ و أنها لما كانت بتجوع كانت بتقلب المطبخ علشان تعمل اي حاجه تأكلها و في الاخر بيطلع طعمها سئ، زمت شفايفها بسخرية من نفسها و أنها فاشلة في أقل حاجة لكن صوت مريم خرجها من سرحانها
:واقفه كدا ليه... تعالي.
صدفه بابتسامة: من الأفضل اني افضل واقفه بعيد... لاني لو عملت اي حاجة هبوظ الدنيا
مريم بابتسامة:ليه انتي مش بتعرفي تطبخي.
صدفة بحرج:لا.... يعني مبعرفش اعمل اي حاجة ممكن مكرونه بالجبنة.... دي الحاجة الوحيدة اللي بحب اعملها اصل كنت بقعد كتير لوحدي و لما بجوع كانت ساهلة اني اعمل....
مريم سكتت شوية و بعدها اتكلمت
:طب و هي... ماما... مش علمتك الطبخ.
صدفة ملامحها كانت حزينة لكن ابتسمت :
سهير هانم! مظنش ان هي نفسها بتعرف تطبخ... جايز زمان اوي كانت بتطبخ لما اتجوزت بابا بس بعد كدا هي عمرها ما فضيت اصلا... طول الوقت اجتماعات و مقابلات و شغل.... افتكر لما كنت بتعب خالي شوقي هو اللي كان بيفضل جانبي.. مريم ممكن منتكلمش عنها لو سمحتي.
الاتنين سكتوا و مكنوش عارفين يقولوا اي لحد ما مريم اتكلمت
:بس تصدقي أن إبراهيم معرفش يفرق بيني و بينك.... بصراحة عنده حق انا و انتي كأننا واحد بس انتي شعرك طويل عن شعري و شكله اجمل...
صدفة : بس انتي برضو شكلك حلو و شعرك قصير انتي اللي قصاه.
مريم بحسرة:لا هو كان يتساقط و اتقصف وقت ما كنت في ثانوي و بعد ما خلصت اكتئبت شوية فكان بيقع بشكل كبير... ف بابا اخدني اقص التالف منه و لما روحت الكوافير اللي كانت هناك قصيته ليا و عملت له بروتين و من ساعتها و هو بيقع بس من سنة تقريبا بطل يتساقط لاني بدأت اتابع دكتورة دا مكنش كدا... كان بيقع بشكل كبير انتي عارفه في مرة انا و بابا كنا جعانين بليل متأخر دخلنا نعمل أكل سوا
مجرد اني وقفت جانبه و اتحركت شوية شعرايه وقعت على ايده قالي مبخدش منك غير شعرك اللي بيقع في كل حته في الشقة...
صدفة ابتسمت رغم حزنها انها معندهاش ذكريات زي مريم
:أنا عمري ما عملت بروتين لشعري... اصل بداية التساقط من عند البروتين و الحرارة و بصراحة انا بحب شعري اوي علشان كدا عمري ما فكرت اني اقصه...
مريم:باين عليه بس مينفعش تفضلي فادره كدا العين وحشة برضو... مش انا شعري قصير اهوه بس بخاف عليه و بلمه دايما بصراحة مش بحب عيون الناس و بخاف من الحسد....
صدفة:على فكرة ريحة الاكل حلوة اوي...
مريم:و لسه لما تذوقي استنى هغرفلك في طبق...
صدفة بصت للأكل :هو اي دا؟
مريم باستغراب:بامية باللحمة.... لا متقوليش انك متعرفيش أصناف الاكل....
صدفة هزت رأسها ب لا :
انا عمري ما اكلت الحاجات دي، يعني طول الوقت باكل اكل مطاعم... وجبات سريعه
مريم:وجبات سريعه! لا دا الظاهر انك محتاجة وقت طويل.... اومال انتي بتتكلمي مصري كويس كدا ازاي يعني.
صدفة بفخر :خالو شوقي هو اللي علمني العربي و يعني علمني من تحت اوي... انا بعرف اشتم بالعربي كمان.
مريم :يا صلاة النبي و مالك فرحانة كدا ليه
صدفة و هي بتدوق الاكل
:عيب عليكي... دا انتي هتنبهري مني بس الصبر.. بس قوليلي صحيح مين الناس اللي انتم عزمينهم دول.
مريم بابتسامة :دي خالتي شمس و إبراهيم إبنها.
صدفة:خالتك!..
مريم:مش خالتي يعني بس هي جارتنا و ست طيبة اوي... و ابراهيم دا اللي كنتي بتتخانقي معه هو صحيح انتم اتخانقتوا ليه
صدفة بضيق:و لا حاجة أصله واحد قليل الادب و الذوق و عديم الأخلاق.
مريم:يااه كل دا عرفتيه من مقابلة...
صدفة:ما انتي مشوفتيش حاجة و بعدين حتى الأطفال هنا وقحين... دا واحد منهم قرصني و بيقولي اركب الهواء...
مريم بضحك:و ركبتيه؟
صدفة بغيظ:اوف...
مريم؛ طب اهدي بس... دا معناه انهم حبوكي يا بنتي و دا ترحيب مش أكتر.
صدفة :ما هو باين الترحيب من اولها
مريم :لا بجد متزعليش، الناس هنا طيبة بجد و ابراهيم دا جدع محترم و مالوش في الحوارات دوغري يعني.
صدفة :مظنش... و على العموم انتم احرار مع جيرانكم...
مريم :بس بذمتك مش يدخل القلب.
صدفة بضيق :معرفش بقا دا واحد قليل الذوق.... بقولك انا عايزاه اخرج اتمشى و لا اتفرج على اسكندرية انا من ساعة ما جيت و انا قاعدة في الاوتيل ما تيجي معايا.
مريم :دلوقتي مينفعش فيه حاجات كتير ورايا خلينا ننزل بكرا و كمان بكرا ممكن منعرفش لان عمتوا جايز لما يعرفوا انك رجعتي يجوا يزرونا علشان يتعرفوا عليكي.
صدفة : امم يعني مفيش خروج! طب انا هدخل ارتب شنطتي...
مريم:ماشي، و انا هخلص و اجي وراكي.