رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي
كانت رهف ترقد بفراشها منكبة على وجهها و هى منخرطة فى بكاء مرير ، و تجلس بجانبها امينة و هى تحاول التسرية عنها و معرفة ماحدث و جعلها بهذا الحزن و الالم ، فاخذت تربت على كتفها و هى تقول : طب بس فهمينى ايه اللى حصل خلاكى تتقهرى بالشكل ده ، قاللك ايه هولاكو ده خلاكى تعيطى بالشكل
لتضحك رهف بشدة من وسط بكائها لتردف امينة : ايوة كده اضحكى ، احنا هناخد ايه بس من العياط و الهم ، اتعدلى كده بس و قوليلى قاللك ايه اللى ينشك فى حواجبه ده
رهف و هى تمسح دموعها باصابعها كالاطفال : ماتدعيش عليه يا امينة بالله عليكى
امينة بامتعاض : صحيح يا اولاد .. القط مايحبش الا خناقه ، يعنى بعد ما نكد عليكى كل النكد ده و بتدافعى عنه و خايفة عليه
رهف بتنهيدة حارة : معذور يا امينة
امينة بدهشة : انا مش فاهمة حاجة
رهف بحزن : مش مصدقنى يا امينة … تصورى
امينة بعدم فهم : انتى قلتيله ايه خلاه مايصدقكيش
رهف : قلت له زى ماقلتيلى بالظبط
امينة : ايوة يعنى .. انهى جزئية فى كلامك اللى مصدقهاش
رهف بحزن : جزئية انى قدرت اعتمد على روحى و اعمل مشروعى الخاص و انجح فيه بعيد عنهم .. و انا فاردة جناحاتى اللى على طول مقصقصينها و مربطينها بالخيوط
امينة بغيظ : و هو له عين انه يكدبك ، مش يسال الاول و يعرف و يشوف و بعدين يبقى يتكلم
رهف بسخرية : أللى مخلى بابا على طول متهمنى بالفشل ، و دايما يقارننى بتالا و شايف انها احسن و اشطر منى
امينة بامتعاض : تالا مين دى اللى عاملة زى العروسة الحلاوة دى ، ده انا ساعات بحس انها متركبة على رومان بلى
رهف بضحك : انتى مصيبة ، هو انتى مافيش فايدة فيكى ابدا
لتنهض امينة و هى تقول بامتعاض : الفايدة فى البنك ياختى ، بقولك ايه
رهف بفضول : ايه
امينة و هى تنظر لعينا رهف بنصف عين : هو هولاكو شافك و انتى بتعيطى
رهف : لا
امينة : اومال انتى عملتى ايه لما ماصدقكيش
رهف : قلتله كلمتين كانوا محشورين فى زورى من زمان و سيبته و مشيت
امينة بفرحة : برافو عليكى .. يعنى اديتيله على دماغه
رهف باستغراب : و مالك مبسوطة اوى كده
امينة : لانى عاوزاكى تسمعينى كويس و تنفذى كل اللى هقول لك عليه بالحرف الواحد
رهف بسخرية : انتى تانى ، لا يا ستى .. خلاص شطبنا .. متشكرين
امينة باصرار : اسمعى منى بس ، و انا متأكدة انه المرة دى هو اللى هييجى لحد عندك عشان يتكلم معاكى
رهف بتوجس : اتفضلى اتكلمى … ادينى سامعاكى و اما اشوف اخرتها ايه
😒😒
اما فى الاسفل فظل مراد يقوم بنسخ البيانات و عرضها على كلا من مدكور و تالا التى كانت تراسل مدكور بنظرات الدلال كلما سنحت لها الفرصة ، و كان مدكور يقابلها فى البداية بدهشة و عدم تصديق و لكنه رويدا رويدا كان تركيزه اصبح مشتتا بتلك الفتاة اللعوب التى شغلت تفكيره لينتبه على صوت مراد قائلا : ايه يا عمى ، انا شايف حضرتك مش مركز معايا خالص ، تحب نكمل بكرة
مدكور و هو يضع ما بيده جانبا : ياريت يا مراد ، احسن حاسس انى تعبان شوية
تالا بلهفة مصطنعة : مالك يا حبيبى .. سلامتك
ثم تصنعت الارتباك لتقول و هى تحاول ازدراد لعابها : سلامتك .. سلامتك يا مدكور بية
مراد و هو يراقب ماحدث بانتباه : سلامتك يا عمى ، تحب اطلب لحضرتك دكتور
مدكور و هو ينهض من خلف مكتبه و عيناه ترصد كل لفتات تالا : لا يا ابنى ، انا كويس الحمدلله ، بس محتاج اطلع اناملى شوية
تالا بلهفة : تحب اوصلك اوضتك
مدكور و هو يبتسم بعينيه مع نصف ابتسامة على شفتيه : لا يا تالا ، انا كويس ماتقلقيش
تالا بابتسامة : يارب دايما يا مدكور بية ، انا كمان هطلع انام ، ياللا تعالى نطلع سوا عشان اتطمن عليك
مراد : خلاص يا عمى .. اتفضلوا انتو ، و انا هنظم الاوراق دى و هروح انام انا كمان ، عشان المفروض ننزل الشركة من بدرى أن شاء الله
لتتجه تالا مع مدكور الى الاعلى دون اى حديث ، حتى وصلا الى باب غرفتها الذى بجوار غرفة رهف فقالت بدلال من تحت اهدابها : تصبح على خير .. متاكد انك كويس و مش محتاج اى حاجة
مدكور بابتسامة ماكرة : انا كويس جدا ، تصبحى على خير
تالا بابتسامة لعوب : و انت من اهله ، بس ياريت تخلى تليفونك جنبك و لو فى اى وقت حسيت انك محتاج اى حاجة .. اوعى تتردد انك تتصل بيا فورا
……………….
فى الصباح ، و فى تمام السابعة و النصف ، كان الجميع يلتف حول مائدة الافطار ، و كانت رهف تقوم بدورها كسيدة المنزل كالعادة و لكن فى صمت شديد ، و اهمال النظر المتعمد الى مراد
اما تالا فكانت تحاول اظهار الاهتمام بمدكور و افطاره بين الفينة و الاخرى ، و عندما لاحظت الصمت الشديد من رهف ، قالت و هى تدعى الاهتمام : ايه يا رهف ، مالك ساكتة كده النهاردة ، فى حاجة مضايقاكى و اللا ايه
رهف : ابدا يا تالا ، بس مصدعة شوية
تالا : حد يبقى مصدع و هو لابس الفستان الحلو ده ، ياترى ذوق مدكور بية برضة
رهف و هى تنظر الى ردائها : عجبك
تالا : ما اقدرش انكر ابدا ، ذوقه يجنن ، و تحسيه مش متكرر
مدكور : انا بشترى لها هدومها من اشهر اتيليهات مصر
تالا : بس الحقيقة ماشفتش زيه قبل كده
رهف : ده لانه مش من الفساتين اللى بابا بيجيبهالى
مدكور : اومال جيبتيه منين
رهف : ماجيبتوش يا بابا .. عملته
مدكور بسخرية : هو انتى لسه فيكى العادة القديمة دى … على طول كده غاوية وجع قلب
تالا : بالعكس يا مدكور بية ، ده ذوقها حلو اوى ، هو ينفع تفصليلى فستان يا رهف
لتنظر لها رهف بتركيز و كأنها توازن شئ ما بمخيلتها ، و عندما طال صمتها قالت تالا : لو ده هيتعبك او يعطلك خلاص انسى
لتنظر رهف الى مراد ، فوجدته ينظر اليها و يبدو عليه انه فى انتظار ردها ، و عندما التفتت الى ابيها وجدته يقول بابتسامة قلما تراها على وجهه : تالا ضيفتنا و رغباتها اوامر يا رهف
رهف بتردد : تقصد انى اعمللها التصميم و افصل لها فستان يا بابا
مدكور و هو يبتسم لتالا : المهم تبقوا انتم الاتنين مبسوطين
و وسط ذهول رهف لتلك النبرة الغريبة على اذنها من ابيها قالت : انا عن نفسى هبقى مبسوطة و اوى كمان ، و بالمناسبة دى … انا عندى لحضرتك مفاجأة اعتقد انها المفروض تبسطك
مدكور بانتباه : مفاجأة ايه دى يا ترى
رهف و هى تزدرد لعابها فى محاولة لمداراة خوفها من رد فعل ابيها : انا قررت اعمل اتيلية خاص بيا … اقدر استثمر فيه موهبتى
تالا و هى تصفق بيديها : برافو يا رهف
كان مراد ينظر اليها بذهول ، فكيف ان تمتلك مشروعها الخاص من اربع سنوات ماضية و تتحدث مع ابيها عن فكرة انشائه ! ، بينما كان مدكور ينظر لرهف و علامات الغضب تتشكل على وجهه ، و لكنه توقف عن ابداء اى رد فعل عندما سمع تهليل تالا فقال و هو يكبت غيظه : و هو انتى تقدرى على حاجة زى دى لوحدك
رهف : ما انا مش هبقى لوحدى
مدكور بتهكم : اومال مين بقى اللى هيبقى معاكى
انا يا عمى
لتلتفت رهف الى مراد الذى انبرى لتأييدها امام ابيها الئى قال بذهول : و هو انت هتقدر تعمل الكلام ده يا مراد و الا بتفهم فيه ، ده انت مابتعرفش تاخد نص ساعة تريح فيهم عدل زى بقية الناس
مراد : الحقيقة يا عمى ، رهف كلمتنى على حكاية الاتيلية دى و الحقيقة الفكرة حلوة و عجبتنى ، و كمان عرفت من هدى ان رهف دماغها حلوة اوى فى التصميم لدرجة كبيرة تخليها فى نفس الصف مع مصممين كبار و معروفين
لتشعر رهف بالم غائر فى صدرها ، اذا فهى هدى ، فهو لم يصدقها الا بعد ان هاتف شقيقته و تأكد من صدقها ، لتشعر رهف بان عينيها تمتلئ بالدموع دون ان تستطيع السيطرة على هطولها ، لتنهض سريعا من مقعدها و هى تتجه عدوا الى الاعلى وسط دهشتهم جميعا ، فيقول مدكور و هو يوجه حديثه لمراد : ياللا بينا يا مراد و اللا ايه ، احنا عندنا اجتماع مهم
مراد و هو مازالت عينيه على الدرج حيث ذهبت رهف : حاضر يا عمى .. ياللا بينا
و اثناء مغادرتهم ، توقف مدكور و التفت موجها حديثه لمراد قائلا : انا نسيت خالص موضوع العشا ، اطلع لرهف و نبه عليها ان فى عشا عمل بالليل ، و انها لازم تبقى موجودة معانا
مراد بدهشة : و من امتى رهف بتحضر معانا مناسبات زى دى يا عمى
مدكور : من هنا و رايح … المناسبات اللى زى دى لازم تبقى معانا فيها ، انا هسبقك انا و تالا ، و انت حصلنا على طول
لينصرف مدكور بصحبة تالا وسط مراقبة رهف لهما من شرفتها و هى تبحث بعينيها عن مراد حتى سمعت صوت طرقات على الباب ، لتجفف عينيها من اثر بكائها و تتجه الى الباب و ما ان فتحته حتى نظرت لمراد بدهشة قائلة : انت ما روحتش معاهم ليه
مراد و هو يجول بعينيه داخل غرفتها الانيقة حتى استقرت عيناه على عينيها التى تكللت باثر بكائها : ابدا .. جيت ابلغك بس بحاجة عمى نسى يقولهالك ، و انتى قومتى فجأة و سيبتينا
رهف بفضول : خير
مراد : فى عشا عمل بالليل ، و عمى عاوزك تحضريه معانا
رهف باستغراب : انا … انا احضر معاكم عشا عمل … ليه و من امتى الكلام ده
مراد : الحقيقة مش عارف ، بس اللى فهمته انه عاوزك تتعودى على الكلام ده بعد كده
رهف باستيعاب : اممممم … فهمت
مراد بفضول : و ياترى ايه اللى فهمتيه
رهف بسخرية : فهمت انه نوع من انواع الالهاء عشان انشغل عن موضوع الاتيلية
مراد بفضول : لما انتى فاتحتيه فى موضوع الاتيلية .. ليه خبيتى عليه انه موجود فعلا
لتعطيه رهف ظهرها و هى تقول : ماتشغلش بالك يا مراد ، و ياريت تنسى اى كلمة دارت بيننا امبارح ، ثم التفتت اليه مرة اخرى قائلة : ااه .. و متشكرة على دعمك ليا قدام بابا بعد اما اتأكدت من هدى انى مش كدابة
مراد بحدة : انا ما اتهمتكيش بالكدب
رهف بامتعاض : مش لازم تقولهالى بصراحة عشان افهم اللى تقصده ، و عموما ، بلغ بابا انى هبقى جاهزة للعشا بالليل
و لم تشعر رهف بنظرات مراد النارية التى رمقها بها قبل انصرافه بغضب ، لتشيعه بنظرات جامدة و هو يستقل سيارته و يبتعد بها
اما مدكور ، فبعد ان استقل سيارته بصحبة تالا و تحرك بها ، قال لها بمواربة و هو يضغط بتعمد على مخارج الحروف : و انتى يا تالا يابنتى ، يا ترى نمتى كويس
تالا باعتراض : انت ليه دايما بتتعمد تكبر نفسك بالشكل ده
مدكور : ده لانى كبير فعلا
تالا بدلال : انت كبير بقيمتك يا مدكور بية ، مش بسنك ابدا
مدكور ضاحكا : ياللا بقى حسن الختام
لتضع تالا يدها على قدمه و هى تقول مدعية الذعر : بعد الشر ، ارجوك ماتقولش كده تانى ، ربنا يخليك ليا
ثم سحبت يدها سريعا و قالت بتلعثم و كأنها تستدرك ما قالته : ااانااا ااقصد يعنى ، ان كلنا بنحبك و بنحترمك و بنتمنى انك تفضل دايما وسطنا بكل خير
و فجأة يضغط مدكور على المكابح بعنف ليلتفت لها و هو ينظر اليها بتركيز و يقول : انتى ايه حكايتك معايا المرة دى يا تالا ، انتى بتخططى لايه بالظبط ، و ياريت تبقى صريحة و واضحة معايا لانى مابحبش اللف و الدوران ، و لازم تفهمى انى مش صغير و ابن سوق ، يعنى مش سهل ابدا ان ينضحك عليا بكلمتين ناعمبن فجأة كده
لتنظر اليه تالا برهبة فى صمت تام حتى فرغ من حديثه تماما ، فقالت له بتردد : عاوزة اتجوزك
مدكور بانشداه : تتجوزينى انا
تالا : ايوة .. اتجوزك انت
مدكور : انتى عارفة انا اكبر منك بكام سنة
تالا : مايهمنيش
مدكور : اومال ايه اللى يهمك
تالا : انت عارف ان بابا نفسه يجوزنى مراد بأى طريقة
مدكور بسخرية : انتى هتقوليلى على دماغ سليمان ، بس برضة ، ايه علاقة ده بده
تالا : طبعا انت عارف بابا عاوز يجوزنى مراد ليه
مدكور : و دى حاجة تستخبى ، طبعا عارف ، عاوز يجوز مجموعتكم لمجموعتنا
تالا : و انا مابحبش مراد
مدكور بسخرية : و بتحبينى انا .. مش كده
تالا و هى تدعى الحزن : يمكن مايكونش الحب اللى بيحكوا عنه ، لكن انا ببقى مبسوطة و انا معاك ، انت عارف دادى .. طول عمره مابيفكرش غير فى الشغل ، دايما كان بعيد عنى ، ماحسيتش بحنانه و اهتمامه كأب ، لكن انت ، انت كنت دايما بتعاملنى باهتمام ، و بتدور على راحتى
مدكور : ده لانك بتبقى ضيفة عندى
تالا : و لو بقيت مراتك اكيد هتعاملنى احسن و احلى ، انت طيب اوى ، رغم شدتك فى الشغل الا ان قلبك كبير و حنين اوى ، و صدقنى انا هقدر اسعدك و انسيك كل السنين العجاف اللى عيشتها لوحدك ، هو انت تكره انك تعيش و تنبسط ، و تنسى الشغل شوية ، تكره انك لما ترجع من شغلك تلاقينى مستنياك بشوق عشان انسيك تعب يومك
لينظر اليها مدكور وكأن كلاماتها تلامس وترا فى نفسه فقال لها فى فضول : و انتى يعنى فاكرة ان حتى لو انا وافقت على كلامك ده ، سليمان هيوافق
تالا بلهفة : وافق انت بس و انا هعرف ازاى اخلي دادى يوافق
و قبل ان يجيبها مدكور سمعوا طرقا على نافذة السيارة ، ليأتيهم صوت مراد قائلا : ايه ياعمى .. هى العربية عطلت و اللا ايه
مدكور و هو يعتدل بجلسته و يدير السيارة مرة اخرى : لا ابدا .. انا بس كان فيه مكالمة مهمة بعملها
مراد : طب ياللا احسن هنتأخر
لينقضى يومهم مابين الاجتماعات و التقارير و المقايسات ، حتى اوشك النهار على الانتهاء ، و كان مراد يجلس بمكتبه ليسمع طرقا على الباب و ما ان سمح للطارق بالدخول ، حتى دلف اليه صديق عمره و زميل دراسته أنور و هو يقول بمرح : انا يا اخى مش عارف ايه اللى مصبرنى عليكم السنين دى كلها
مراد بارهاق : صابر علينا ازاى يعنى مش فاهم
انور : انا مالى انا ان كنتم بتتغدوا بدرى و اللا وخرى و اللا ما بتتغدوش خالص ، اجوع انا معاكم ليه مش فاهم
مراد : و انت مجوع نفسك ليه ، كان حد منعك تاكل
انور : و اكل امتى بقى ان شاء الله و انتو ساحلينا معاكم طول اليوم ، ده انا بفكر اخلى امى تعمللى سندوتشات زى ايام المدرسة احسن انا خسيت النص بسببكم
مراد بسخرية : ااه و خليها تحطلك زمزمية و علبة عصير بالمرة
انور : لا مش لازم الماية ، انا باخدها هنا ببلاش
مراد ضاحكا : اجرى يا انور و روح من قدامى مش ناقصاك هى
انور و هو يضع مغلفا امامه على المكتب : طب خد يا اخويا .. عقبال ما افرح فيك
مراد و هو يفض المغلف : ايه ده ، مين اللى هيتجوز
انور : امجد بتاع الحسابات ، طلب منى اجيبلك الدعوة ، خاف يجيبهالك هو لا تحرجه
مراد : و هحرجه ليه يعنى
انور : هو انت مابتشوفش وشك و انت داخل الشركة الصبح بتبقى عامل ازاى
مراد : ببقى عامل ازاى يعنى مش فاهم
انور : هولاكو على رأى البت امينة
مراد : خليك انت و الست امينة كده اما نشوف اخرتها
انور بمرح : اخرتها فرح و مرح و دبلتين و اتنين عوالم و اتمخطرى يا حلوة يا زينة ، بس هى تحن عليا
مراد : و هى مش عاوزة تحن عليك ليه
انور بامتعاض : كله بسببك ربنا يوقف نموك
مراد بذهول : ليه ان شاء الله ، اكونش ولى امرها و واقف لكم فى الجوازة و انا مش واخد بالى
انور : لا يا سيدى ، مش عاوزة تسيب رهف لوحدها ، كل ما اتكلم تقوللى لما اتطمن على رهف الاول
مراد باستغراب : و ايه اللى قالقها على رهف مش فاهم ، و تسيبها لوحدها فين ، ما انا و عمى معاها
انور و هو يرسم علامات الاشمئزاز على وجهه : ماهى لو شايفة خلقة عدلة قدامها تحسسها انها مهتمة بصاحبتها ماكانتش عملت كده ، و فى الاخر انا اللى كل مصايبك بتصب عندى ، تتغدى متأخر اجوع انا ، تصدر الوش الخشب للغلبانة اللى على ذمتك اترهبن انا .. منك لله يا مراد يا ابن العزيزى على وقف الحال اللى واقفهولى ده
مراد : هتفضل تعدد لى كده كتير زى الولايا و تسيب شغلك
انور بذهول : شغل ايه يا جدع انت ، الساعة عدت خمسة
لينظر مراد الى ساعة معصمه و يقول بدهشة : اومال عمى ماكلمنيش يعنى
انور : و ده تانى سبب لمجيي ليك دلوقتى ، عمك المحترم مشى هو و عروسة المولد اللى ماشية فى ديله دى و قاللى اقوللك تحصله على البيت عشان ماتتأخروش على العشا
مراد و هو ينهض من مكانه و يلملم اوراقه بعناية : ماشى
انور بمرح : الا هو يا مراد يا اخويا العشا ده هيبقى اوبن بوفية
مراد ضاحكا : هو انت على طول كده جعان
انور بامتعاض : مانا ماكلتش طول النهار
مراد و هو يحكم قبضته على ذراع انور و هو ينظر لعينيه بشر : و ريحة الشاورما اللى طالعة من هدومك دى جاية منين اومال
انور بلجلجة : ها … شاورمة .. ابدا و الله ماحصل ، ده هو سندوتش كبدة و سندوتش سجق
ليتركه مراد و هو يقول من بين ضحكاته : مافيش فايدة فيك دايما تعترف من اول قلم
انور بغيظ : بقى كده برضة .. بتعمل لى كمين و بتوقعنى ، ماشى يا مراد
و يذهب ناحية الباب بخطوات كخطوات الاطفال الغاضبة ليقول مراد : هتيجى تحضر معانا العشا
ليتوقف انور فجأة و يلتفت اليه بحذر و هو يقول : هو ينفع
مراد ضاحكا و هو يتعمد اغاظته : لا طبعا ماينفعش ، امشى روح لامك ياللا خليها تأكلك بدل ما انت على طول فاضحنا كده
انور بغيظ : ماشى يا عم هولاكو .. بس خليك فاكرها
………………
مساءا كان مدكور و مراد يجلسون بالاسفل فى انتظار تالا و رهف ، لتهبط تالا و هى بكامل زينتها و عينيها ترتكز على مدكور و نظراته لها ليتأكد لديها بان هدفها اصبح قاب قوسين او ادنى من تحقيقه ، و ما ان وصلت اليهم حتى قالت بابتسامة : انا جاهزة ، ها .. جاهزبن
مراد و هو ينظر الى اعلى الدرج : لسه رهف مانزلتش
لينهض مدكور و هو ينظر لتالا متفرسا اياها قائلا : طب انا هسبقكم مع تالا يا مراد و انت هات رهف و حصلونا عشان مانتأخرش على الناس
و قبل ان يرد مراد لمح رهف و هى تهبط الدرج بكبرياء و هى بابهى صورة ، و على الرغم من ان تالا رائعة الجمال ، الا ان مظهرها به الكثير من التكلف ، اما رهف فكانت تضع القليل من لمسات تجميلية رقيقة اضفت عليها جمالا طاغيا احس بانه يراه للمرة الاولى ، الا انها مع اقترابها منهم لم تنظر إليه بالمرة ، بل نظرت لابيها قائلة فى خفوت : انا جاهزة
لتقترب منها تالا قائلة باعجاب شديد : اوعى تقوليلى ان الفستان ده كمان من تصميمك
تالا بحمحمة : ايوة
تالا : واو .. يجنن ، بجد فنانة
رهف بابتسامة : شكرا
مدكور باستعجال : طب ياللا بينا و تبقوا تكملوا كلامكم ده بعدين
ليتوجهوا جميعا الى السيارات لتتفاجئ رهف بانها ستستقل السيارة بصحبة مراد بمفردهما و لكنها لم تستطع الاعتراض لحظة واحدة ، ليتحرك مراد بالسيارة وسط صمت حالك السواد ، حتى قطعه مراد قائلا : انتى ليه اختارتى الاسم الغريب ده لخط الانتاج بتاع الاتيلية
رهف بفضول : و انت عرفت الاسم منين
مراد : عرفته من هدى
رهف بامتعاض : امممم … هدى
مراد ببعض الحدة : على فكرة هدى دى تبقى اختى الوحيدة و كانت برضة صاحبتك الوحيدة لحد ماسافرت
رهف بتوتر : و انت مالك بتتكلم بعصبية كده ليه
مراد بغضب : اصلك يعنى من ساعة ماعرفتى انى اتكلمت مع هدى على موضوع الاتيلبة و انتى طريقة كلامك معايا غريبة و زى ما يكون مش طايقة تتكلمى معايا
رهف بغضب مماثل : و انت كنت اتكلمت معايا امتى قبل كده عشان تعرف ان كان طريقة كلامى غريبة و اللا مش غريبة
مراد : ليه يعنى و هو انا مابتكلمش معاكى
رهف و هى تدير وجهها الى نافذة السيارة : و هو الطريقة اللى بتتعامل معايا بيها اصلا دى فيها كلام
ثم اكملت بسخرية : حمدالله على السلامة .. الله يسلمك ، صباح الخير .. صباح النور ، مع السلامة … الله يسلمك ، و ساعات كمان مابيبقاش فى رد ، اتكلمت معايا امتى .. تعرف عنى ايه غير انى رهف بنت عمك و اللى بالصدفة تبقى كاتب كتابك عليها
ثم قالت بنوع من الالم … تعرف بحب ايه و اللا بكره ايه ، تعرف عملت ايه بحب و عملت ايه غصب عنى ، تعرف امتى بحس بامان و امتى بخاف و بخاف من ايه
انت ماتعرفنيش يا مراد ، عمرنا كله عايشينه سوا تحت سقف واحد ، بس ماتعرفنيش ، حتى لما كتبنا كتابنا ، كتبناه لان بابا عاوز ده
عمرك سالت نفسك يا ترى البنت اللى شايلة اسمك دى موافقة عليك و اللا اتجوزتك بس لان ابوها عاوز كده
مراد بذهول : انتى ماكنتيش موافقة عليا
رهف بتهكم : سؤالك متأخر اوى يا مراد .. متاخر سنتين بحالهم ، و ما اعتقدش ابدا ان اجابة السؤال ده مهما ان كانت اجابته تبقى ايه انها ممكن تفيدك دلوقتى
😒😒
فى سيارة مدكور ، ما ان ابتعدت السيارة عن المنزل حتى قالت تالا بدلال : ايه رايك فى شكلى و فستانى .. عجبوك
مدكور : طول عمرك بتعرفى توظفى شكلك و لبسك باللى يناسب الوقت و المكان
تالا بابتسامة : يعنى عجبتك
لينظر اليها مدكور بمكر و يعود بعينيه مرة اخرى للطريق و قال : طول عمرك بتعجبينى يا تالا
تالا : اكيد مش زى ما انت بتعجبنى يا مدكور … نفسى تطلبنى من دادى و نتجوز
مدكور : ما قلت لك ، سليمان مش بالساهل ابدا انه يوافق على خطوة زى دى
تالا : بس انا قلت لدادى
مدكور بصدمة : امتى حصل الكلام ده
تالا و هى تدعى الحزن : ما قدرتش اخبى حبى و اعجابى بيك اكتر من كده ، ما قدرتش اسيبه يطلب منى اقرب من مراد اكتر من كده و اسمع و اسكت
مدكور بفضول : و كان رد فعله ايه
تالا : اتنرفز شوية ، و اتخانق معايا ، و قال لى ان عمرك ماتبص لى ، لكن لما لقانى مصرة على موقفى ، قاللى لو مدكور خطبك منى هوافق ، لكن لو ده ما حصلش انا هطلب من مراد انه يتجوزك عشان نحافظ على ارتباط المجموعتين
و لما قلتله ماترخصنيش يا دادى ، قاللى سبق و عملها مدكور مع بنته و برضة عشان المجموعة
مدكور بتفكير : خلاص يا تالا .. انا هطلبك من سليمان
يتبع…