رواية زهرة الاشواك الفصل الثالث 3 بقلم نور ناصر
لفت فريده بتشوف ياسين فى وشها وهو محاوطها بدراعه مبين الرخامه اتوترت، نظر لملامحها المنطفأه عيناها الذابله نزلت عينه على شفايفها، اضايقت من نظرته وكانت لسا هتزقه بس لقته بيحط الفنجان وبيبعد عنها ويقول
– بعد كده ابقى كلى .. الاكل ملهوش دعوه بالحزن
بصتله من الى قاله فهل علم أنه لفرط حزنها على والدها شهيتها مقفوله، مشي وهو بيسبها بس وقفته وقالت
– انت لى وافقت تتجوزنى
سكت قربت منه وقالت – أنا وافقت عشان ارضى بابا واحققله إلى عايزه قبل أما يتوفى .. أما أنت..
قاطعها وهو يقول – دين
بصله باستغراب وقالت – دين وبرده
– عايز تفهمنى انك اتنازلت عن عزوبيتك واتجوزتنى لمجرد دين
لف وهو ينظر إليها ويقول بجديه – والدك لى جمايل كتير عليا .. كان ده اول طلب يطلبه منى وانا كان نفسي ارد جميله من جميله .. انتى امانه وانا بوفيها
قال ذلك وهو يذهب ويتركها تطالعه بصمت
بيقف ياسين برا وهو بيشم هو وبيفتكر ذلك اليوم حين أتاه اتصال من يعقوب يطلب رؤيته ومعرفته بالحادث الذى افتعله
F
دخل الأوضه إلى فى المستشفى شاف يعقوب الذى كان مشوه اثر الحادث واضلعه المتكسره
اداره وجهه ببطئ وهو بيبصله لما لاحظ وجوده، شال القناع إلى بيتنفس بيه منعته الممرضه لكنه لم يستمع لها أشار لياسين وهو يقول
– تعالى يا ياسين
قرب منه وهو يجلس وينظر له ويقول – حطه تانى ملوش داعى تتكلم دلوقتى
– لازم اتكلم وإلا مكنتش خليتك تيجى
استغرب نظر له وقال – ازاى عملت الحادثه دى
– قدر ربنا معنديش اعتراض عليه
سكت ياسين وهو ينظر له وحزين عليه، مد يده إليها وهو يقول
– عايز اطلب منك طلب
قرب منه ياسين وهو يقول – اتفضل
– اتجوز بنتى
نظر له ياسين بشده ولا يستوعب ما قاله
– خليك معاها من بعدى احميها منهم
– هما مين
– اخواتى
اتصدم فهل يخشي من اخواته قال – بس دى عيلتها
– أبعدها عنهم
– عارف انها هتبقى فى امان معاك
مكنش عارف يقولاى وما يطلبه منه فهذا جواز تنهد وقال
– استريح بكرا تقوم بالسلامه ومش هيبقى ليه داعى كلامك ده
نفى وهو يقول – كلامى دلوقتى المهم عشان لو مقومتش
شعر ياسين بالحزن ويتمالك قال بهدوء
– ممكن اخليها معايا فى حمايتى بردو منغير ما اتجوزها محدش هيأذيها
– انا عارف بس مش عاوز الوضع يبقى فيه حاجه غلط ..
نظر له واردف – اكتب عليها عشان ابقا مطمن وهى معاك
سكت ياسين إلى أن قال – حاضر
تبسم بإمتنان وربت على يده نظر إلى الممرضه وقال
– فريده
نظر له ياسين من ذلك الاسم قالت الممرضه – حاضر هجبها لحضرتك
خرجت ورجعت واتفجأ ياسين برؤيتها مجددا هل هذه ابنته صاحبة الحفل، كانت دموعها تسيل ومناخيرها حمراء من البكى والخوف قربت من يعقوب قالت
– بابا انت كويس
– كويس انك مروحتيش
سالت دموع من عينها وقالت – اروح ازاى وانت مش معايا .. يلا قوم نرجع البيت
قالتها وهى تمسك يده فقبض عليها وقال – فريده
وقفت ونظرت له شاف حزنها وخوفها زعل لكن تمالك وقال
– لو قولتلك على حاجه تعمليها عشانى
مسحت دموعها وقالت – اكيد
– اتجوزى ياسين
بصتله بصدمه كبيره تحتلها والكلام علق فى حلقها وقالت – ياسين مين
اداره وجهه ناحيه ياسين الذى كان يقف بعيدا ليتركهم نظرت له وهى تحاول تذكره نظرت إلى والدها بشده فهى لا تعرفه
– موافقه
– بابا أنا صغيره اتجوز ازاى أنا معرفوش
مسكت أيده وقالت – ثم انت بتقول كده لى .. انت مش هتسبنى مش كده
– فريده..
– قول انك مش هتسبنى
– مش هسيبك
قالها بتعب ليرضيها نظرت له بقلق وقالت – بابا
– انتى يتثقى فيا .. وانى بعمل كده عشانك
– بس يبابا ده جواز
– وافقى عشانى
صمتت وهى حزينه لكن ليس بيدها شيء اومأت له فارتاح يعقوب قال
– المحامى زمانه جاى
نظر له الاثنان بتفجأ فهل بهذه السرعه
– هيكتب العقد عشان اكون حاضره
نظرت فريده إلى والدها من حملته ودموع تسيل من عيناها بخوف
جه المحامى وكان معاه المأذون جلسو ليبشارو فى عقد القران والصمت ه
يحتل الجلسه
ليضع ياسين يده بيد يعقوب وهو يقول مع الشيخ بينما فريده منطفأه تخفض عيناها المدمعه وتسمع كلامهم بصمت لا يسعها التحدث مستسلمه لهذا الزواج بخضوع تام
لتعطى موافقتها على ذلك الرجل الذى لا تعرفه ليتم عقد القران ، امسك يعقوب يدها ويدرك كم هى حزينه منه قال
– متزعليش منى
– مش زعلانه
تبسم لها بهدوء وهو ينظر لياسين ويشعر بلأطمئنان عليها اخيرا ويخلد لنوم الابدى،نظرت له فريده اغمض ياسين عيناه بحزن
– بابا
سالت دموع من عيناها وهى فى صدمته لترمى رأسها عليه عليه وهى تعانقه وتقول
– متسبنيش .. ارجوك
نشجت وهى تبكى قهرا والحزن يملأ اركان الغرفه
B
كانت فريده قاعده على السرير تضم قميص والدها إلى صدره الذى أحضره من البيت وتبكى
– انت فعلا مسبتنيش .. ذكرياتك لسا جوايا
***
كان ايهاب ماسك تلفونه وبيعمل مكالمات والغضب ظاهر على وشه
– الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح ا..
دفع الهاتف من يده بضيق وقال – ردى بقا .. رددددى
دخلت والدته بصتله بقلق وقالت – ايهاب انت كويس
مردش عليها بصت للاوضه وأغراضه المبعثره قالت – مالك
– مفيش حاجه يماما سبينى لوحدى
– كنت بتكلمها؟
بصلها من معرفتها ظهر الضيق على وجهه قام وخرج من الاوضه
– ايهاب رايح فين .. أنا بكلمك
مردش ونزل وشاب البيت شافه اشرف مسك أيده مراته وقال
– سبيه
– مش شايف الساعه كام يخرج دلوقتى
– ابنك مبقاش عيل هو راجل مسؤل من نفسه
بصتله وسكتت وهى بتفكر فيه
***
فى اليوم التالى كان ياسين على السفره بياكل مع فريده فى صمت وهدوء تام لا يتطلع أحد إلى الآخر لغربتهم عن بعض
أنا ممكن اعمل مكالمه
قالت فريده ذلك فقال – لمين
سكتت شويه استغرب سكوتها فقالت – لصحبتى
– مش لازم دلوقتى
– اشمعنا
مردش اكمل اكله تضايقت لكن قالت – انت لى مخلينى أشيل الخط من التلفون ومتواصلش مع حد
– مش عاوز حد يعرف مكانك
بصتله باستغراب فأكمل – حاليا،كملى أكلك
صمتت وعادت لكعامها وجدتهم يسكبون الحليب فى كاسها قالت
– استنى أنا مبحبش اللبن
– هتشربيه من النهارده
نظرت إلى يايسن الذى تحدث وقالت – نعم
لم يرد عليها تنهدت وقالت – أما مبحبش اللبن
– محدش قالك حبيه اشربيه وخلاص
حاولت تمالك نفسها وقالت – ده لى
مردش عليها فقالت- استاذ ياسين مش ملاحظ أن تصرفاتك غريبه
– ازاى
– يعنى بتعاملنى كأنى طفله
رفع أعينها وقال – انتى مش شايفه انك طفله
– لا انا واحده داخله على جامعه
– لسا مخلصه الثانويه تبقى طفله
نظرت له من بروده ذهب وقفته وهى تقول – وانت مش بابا عشان تعاملنى كده انا مسؤوله من نفسي
وقف قلبلا بصلها قال – طول ماانتى هنا تبقى مسؤله منى والا مكنش والدك خلانى ولى امرك لانك مجرد عيله ..
نظرت له بضيق وقالت – كان نفسي اعرف سر ثقته فيك
– مش مهم تعرفى المهم تتقبلى الواقع
– إلى هو انت
نظر لها من ما قالته لم يهتم وقال – فتره مؤقته وترجعى تمارسي حياتك تانى
– غلطان .. أنا مش هعرف امارس حياتى زى الاول
قالت ذلك ساخره نظر إليها وقفت وهى تغادر لغرفتها، ضم ياسين يده وهو يستند على السفره بتنهيده، رن تلفونه رد عليه قال
– فى حاجه يا انور
– ياسين فى واحد سأل عليك
– واحد مين؟!
– بيقول “مدحت حسن الدمرداش” كان بيقول عايز يقابلك قولتلك انك مش هنا
سكت ياسين وهو يقول – مدحت
– تعرفه
وكان لسا هيتكلم سمع صوت من الخارج وقف وراح يشوف ف اى
خرج وتفاجأ حين رأى مدحت وأشرف معه وكان عثمان يتحدث معهم والحراس يمنعوهم من الدخول
– فى اى
قالها نظرو إليه قال عثمان – عايزين حضرتك
قال مدحت – ابعد رجالتك احنا مش فى الشارع
– وعشان انت مش فى الشارع فمينفعش تدخل كده
نظر إليه أشار إلى حراسه أن يبتعدو قال ياسين – فى حاجه
قال أشرف – هما كلمتين وملشيين … فريده فين
نظر له ياسين لذكر اسمها ولماذا له هو، قال مدحت – أنا جايلك وعارف أنك تعرف مكانها
– وإلى يخليك متأكد كده .. انتو أهلها يعنى المفروض تكونو عارفين هى فين
– منغير دخول فى نقاشات ملهاش لازمه .. أنت رجل معروف وليك اسمك فلو كنت تعرف حاجه ياريت تقولها
شعر ياسين وكأنه يهدده وقال بثباته – وانت معنديش حاجه اقولها
غضب مدحت وقال – يعنى اى
امسكه اشرف لتحكم فى انفعالاته وقال – احنا قلقانين عليها واصحابها ميعرفوش حاجه عنها
قال مدحت – انت هتهاتى فيه يقول اه أو لا
لم يرد عليهم ياسين وكان ينظر لهم ببرود
– عمى
سمعو ذلك الصوت من الاعلى نظر ياسين بشده، عقد مدحت حواحبه وهو يقول
– فريده
بصو لياسين وليها بصدمه
يتبع…