رواية زهرة الاشواك الفصل السادس وثلاثون36 بقلم نور ناصر
الشركه دخل ياسين متوجها لمكتبه نظر له موظفينه فهو كان سيأتى بعد شهر على الأقل نظر اليهم قال بحده
– كل واحد ع شغله
التفت جميعهم بخوف رآه ميرال وأنور تفجاو فليس من عاده ياسين أن يغضب فى الصباح هكذا
قال انور- ياسين ماله
قالت ميرال- مش عارفه هروح اشوفه شكله ميطمنش
مشيت نظر لها أنور، دخلت ميرال لمكتب ياسين وكان يقلب فى ملف ويقول
– الملف ده مترجعش لى لحد دلوقتى
حطه على جنب بضيق نظرت له وإلى انفعالاته قالت – هرجعه بنفسي
قربت وننظرت إليه وملامحه قالت – ياسين…مالك
نظر إليها من سؤالها ونظراتها إليه المليئه بأهتمام امتثل البرود وقال – مفيش
قربت منه وبصتله قالت – فيه..
نظر إليها لتردف – اول مره اشوفك مضايق كده
لم يرد عليها قالت بإستدراك – فريده مش كده.. روحتلها ولا لسا
وحين تذكر ياسين البارحه خارت قواه
– ياسين.. اتصالحتو.. فهمت الحقيقه ولا لسا
– طلقتها
اتسعت عيناها بصدمه ورأت حزنه الظاهر فى عينه لاول مره لا يستطيع ياسين فى كبحه
– مدتنيش فرصه افهمها
شعر بغصه فى حلقه وكانت ميرال لا تصدق ما تسمعه الم يعد هناك فريده بعد الان هل طلقها.. نظرت إليه وشعرت بالحزن عليه قالت – زعلان
مسكت أيده واردفت – ده قدر ومحدش عارف اى إلى مستخبى
– أنا إلى وصلتنا لهنا
– كان مفروض تسمعاك.. هى اتسرعت لما حكمت عليك
نظر لها وهى تمسك بيده وتحاول تهدأته قال – مسافرتيش لى؟
– مش هاين عليا اسيبك لوحدك
صمت قليلا من ما قالته واهتمامها به الذى لطالما كانت هكذا تفضله من بين الجميع وتقف بجانبه مثلما كان ف المشفى وفتح عينه وجدها هى الباقيه بجانبه
– شكرا يا ميرال
وكانه ممتن لها على كل ما فعلته معه ابتسمت له قالت – ع اى
كان انور واقفا عند الباب ومجمع قبضته وهو ينظر إليهم من ميرال الذى تمسك يد ياسين وقريبه منه ومن نظراتها إليه
بعدت وقالت – اعملك قهوه معايا
– مش عايز
– هعملك انا عارفه نوع قهوتك المفضله
قالت ده بحزم وهى تخرج وتتركه تنهد ياسين ليبدأ فى عمله لكن تذكر فريده
” هعقد معاك بس متطردنيش زى المره الى فاتت”
” لسا زعلانه”
” مش هفتكر إلى فات لانك كنت غريب”
” ودلوقتى؟”
” بقيت اغرب.. بس غرابتك دى أحلا من عموضك إلى بخوف”
” ممكن لانى دلوقتى مش غريب… أنا بقيت قادر اتنفس برجودك”
” عيزاك كده علطول”
كانت ذكرياته تحرقه من الداخل وكأن نيران اجتمعت وتأمرت على حرقه.. أنها لا تسعى من مغادره راسه حتى العمل لا يستطيع أن يديره بسببها
مسك رأسه بضيق يشعر بأنه السبب فيما هو عليه يشعر بالعجز والغضب منها لكن وبرغم ذلك.. لا يزال يحبها ويشتاق لها كثيراً
كانت ميرال تعمل القهوه إلى ياسين وهى تريد أن تنال إعجابه
– فرحانه
نظرت إلى الصوت وكان انور الواقف عند الباب وينظر إليها قالت – انور.. انت هنا من امتى
– من وانتى بتعمليله القهوه بدقه عشان تعجبه
استغربت من لهجته قالت – مالك.. انت كويس
– أنا كويس بس بسألك انتى إذا كنتى كويسه ولا افضل عن اى يوم
كانت تقلب بالملعقه قالت – هبقى افضل ليه عادى يعنى
– عشان طلقها مثلا
توقفت عن التقليب حين قال ذلك نظرت له قالت – عرفت منين
– سمعته وهو بيقولك
اومأت بتفهم قالت – اممم زعلت عشانهم
– زعلتى بجد
استغربت كثيرا ونظرت له من نظراته الموجه نحوها ارتبكت وقالت – قصدك اى
– فكرك أن ياسين نسيها بين يوم وليله.. بالعكس هيفضل فكرها حتى لو مرجعوش لانه حبها بجد.. زيك كده يا ميرال
– زى اى
قرب منها وقال- متعلقه بيه اوى ومش قادره تمشي حياتك الى وقفتيها عليه من ١٠سنين
أفادت نظراته الذى تتقربها وكأن أمرها قد كشف قالت – مش عارفه انت بتتكلم عن اى
– انتى اكتر واحده عارفه كل حاجه ماشيه ازاى بس بتعملى عبيطه..
نظرت له ليردف- الحكايه مخلصتش مدام لسا بيحبو بعض
نظرت له بشده قال – ياسين بيحبها وده سبب عصبيته دلوقتى.. هتعرف تخلصيه من حبها
– طلقها
استغربت من الى قالته كملت – معدش ف فريده وهى إلى اختارت ده معناه مجرد وقت وهينساها
– ومنسيس دارين ليه وقف حياته عشانها
– منسبهاش من الجرح إلى عملتهوله بس اتخلص من حبها
– وفريده معملتش حاجه بالعكس عملت إلى تخليه يفتكره بيها وهى أنها رجعت ياسين وخلصته من ماضيه ياسين لو بقا سوى نفسيا مع نفسه فده بسببها وعيشته معاها
– اديك قولت خليته سوى قادر ينسي ويعالج نفسه بنفسه معدش محتاج حد.. معاناته هيفتكرى كذكرى ويشزف حياته
نظر لها من ردودها عليه قال- انتى فرحانه بجد فيهم..
نظرت له حين قال ذلك
– أنا لا فرحانه ولا مضايقه مش عارفه انت بتقول كده لى… أنا بس بفكر ف ياسين هو إلى يهمنى
– ومفكرتيش فى نفسك لى قبله
لم تفهم ما يقوله قالت- افكر فى نفسي ازاى
– عيبك انك بتفكرى فيه.. والدليل انك خدتى كلامى كله على ياسين ومخدتهوش ع نفسك وإلى أنا اقصدها
اتوترت خدت الفنجان قالت – مالك يا انور انهارده عمال تقول كلام فلسفى زياده
قرب منها قبل أن تذهب نظرت له تقدم منها عادت للخلف مسك أيدها قال – لى
تعجبت لتجده يقبض على يدها بقوه نظرت له فهى لاول مره ترى تلك النظره الباهته من انور وعينه الحاده تلك، قرب منها اكتر حتى لم يعد هناك ما يفصلهم سوى بضع بوصات اقترب من شفتاها نظرت له ميرال قالت – انور
لكنه لم يتوقف شعرت بشفتاه وكان على وشك تقبليها لكنه همس من بينهم وهو يقول- تعبتى انور معاكى ياميرال..اتعذب كتير اوى ولسا هيتعذب اكتر الفتره الجايه
نظرت له ليرفع أعينه إليها: فريده بعدت فياسين قلبه معاها مش هيتخطاها يالسهوله دى.. متوهميش نفسك
قال ذلك وبعد عنها ومشي نظرت له من كلامها حتى اختفى عن عينها وكانت تشعر بالضيق والحزن مسكت زراعها بقله حيله وهى تجز على شفتاها وتقول بصوت اجش
– مش بإيدى
لتسيل دمعه من عينها وهى تعلم أن ما يقوله صحيح انها وقعت فى حب معتم وقعت فى خطيئه ستؤدى لهلاكها وهى استسلمت لذلك
***
فى اليوم التالى كانت فريده جالسه تنظر فى الفراغ بتفكير مما أصبحت عليه طرق الباب سمحت له بالدخول دخل ايهاب نظر إليها قال
– فريده انتى ماشيه
– اه
– لى
– عايزه ابقى لوحدى ومش عايزه اتقل على حد
– بابا قالك حاجه زعلتك
– لا هو رافض خروجى من هنا لوحدى أنا إلى عايزه ده
وقف لتذهب نظرت له قالت – انت كنت عايز اى
– حضرى نفسك بليل
قالت بعدم فهم – لى؟!
– هنروح عند المأذون
نظر إليها واردف – هكتب عليكى
نظرت له بشده ولم تستطع الرد وكأن الكلام علق فى حلقها نظر لها ايهاب من تعبيراتها قال
– قلتى انك عايزه نتجوز مش كده وانا موافق
– ايوه ب… بس.. انهارده .. بسرعه دى
– اه …ولا انتى معترضه
– لا يا ايهاب
– يبقى مفيش مشكله
مشي أوقفته وقالت ببرجله فى كلامها- بس ليه الاستعجال احنا مورناش حاجه.. لسا من يومين كنت..
قاطعها وهو يقول – لو انتى عيزانى بجد يافريده
نظر لها بطرف عينه وقال بجديه – تبقى مراتى اليللاى … قولتى اى؟!
***
كان ياسين خارج رايح لشغله وكان هيركب العربيه وقف لما شاف داليا واقفه عند عربيتها وتنظر له وكأنها كانت منتظره رؤيته
تعجب كثيرا من رؤيتها نظرت له والتقت عيناهم تنهد قفل الباب قال
– خليكو هنا
اوما له الحراس راحلها وقف عندها نظر إليها ليبدأ هو ويقول – بتعملى اى هنا
– جيالك..مرديتش ادخل عشان مضايقكش قلت استناك لما تخرج انت
سكت ياسين لكن لا ينكر أن كلامها ضايقه وانب نفسه هذه والدته تقف تنتظره بينما تستطع الدخول لمنزله لكنى خشيت أن يتضايق
– تعالى نكلم جوه
نظرت له من ما قاله ابتسمت بهدوء قالت – أنا ماشيه علطول.. كنت جايه اسالك عن حاجه
– حاجه اى
سكتت قليلا بتردد ثم قالت – إلى حصل مبينك ومبين فريده بسبب دارين مش كده
نظر لها من معرفتها قال – مش قولتلك مدوريش ورايا.. لى مصره تخلينى ابقا وحش
– تبقى وحش ازاى يا ياسين عايز تعمل اى مع امك
لم يرد عليها تنهد وقالت – أنا كنت عايزه اساعدك.. واسمعنى لاول مره ولو مش الصله مبينا فاعتبرها نصيحه من واحده متعرفهاش
وكأنها تحاول ايقاظ مشاعره واستعطافه
– روحتلها ولا لسا
– اقفلى الموضوع ده
– اقفله ازاى.. وفريده.. مش ناوى تصلحها
– هى قفلت الباب وقالت إنها معدتش عيزانى
– اوعى تكون سمعتلها يا ياسين.. انت عارفه انها عيله وانت دائما مبتاخدس ه كلامها
– هى معدتش صغيره وعارفه كلامها كويس
– معاك بس جرب تانى.. روحلها واحكيلها بهدوء مبينك ومبينها… البنت بتحبك واخده على خاطرها منك شويه وده طبعا فينا.. حاسسها بأهميتها
كم متبقى له لتعلم أهميتها عنده بل هى تعلمها واهانته لترى ما سيفعله وأنه باقى عليها.. يشعر بالضيق منها لكن اشتاق لها ولو رآها لعانقها شوقا
– أنا هسيبك واروح أعقد معاها
– متعمليش كده
– هتروح انت
– انتى مش فاهمه حاجه
– مش فاهمه اى
– أنا وفريده أطلقنا
نظرت له بشده قالت – ايه… اطلقتو
– وهى رافضه فكره الرجوع وحاليا بدور ع انسان تانى بس ميكنش أنا
– انت.. انت طلقتها يا ياسين
– كان برغبه منها
– وانت؟!
صمت ولم يرد عليها رأت فى عينه حزن شديد يخيفه قال – اتاخرت
نظرت له وأنه لم يعلق عليها مشي لكن توقف نظر إليها قال – متقفيش كده تانى.. ابقى ادخلى
نظر أمامه وذهب فتح له السائق ليركب ويغادر وكانت عيناها معلقه عليه وتتذكر ما قاله لها تعلم أنه شئ عادى لكن لوهله أحست وكأنه شعر بها تبسمت فمن أقل كلمه قالها أسعدها كثيراً
تنهد وهى حزينه عليه – فريده.. ياسين عمره ما فكر أنه يطلقك.. قولتى اى خلتيه ياخد قرار زى ده
كانت مضايقه من الى حصل تنهدت لترى هذا الأمر، لبست نظارتها ركبت عربيتها ومشيت
***
كان ياسين فى مكتبه ومعه احد موظفينه يطلعه على أوراق العمل
– ابداو فى المبنى من بكره
– تمام هكلم الطقم واديهم خبر
دخلت ميرال قالت – طلبتنى
– ورق التصميم فين
– معايا.. اجبيه
قلب ياسين فى اوراق وقف قال – العقد لسا متنفذش لى
– كنا محتاجين حضرتك عشان العميل عايز يستفسر عن التشييد
– انور مقعدش معاه لى وخلص…
لم يرد عليه نظرت له ميرال من صمته قال ياسين – ابعتله انى عايزه
قفل الملف وهو يعطيه اليه ليذهب نظر له ياسين وميرال من وقوفه
قال ياسين – ف حاجه
– مستر انور قدم استقالته انهارده
يتبع…