رواية اختبار القدر الفصل التاسع عشر19بقلم حنان عبدالعزيز
نظرت الى والدها بصدمه ودموع: طلاق اي يا بابا انا مش عايزه اطلق من قاسم
صرخ والدها بها بغضب: يعنى عجبك انك تفضلى على ذمه واحد قاتل البوليس قدامك جاى ياخده اهو هتعوزى اي اكتر من كده
هزت راسها برفض ودموع وهى تنظر الى الظابط برجاء: قاسم عمره ما هيهعمل كده محدش بيقتل أهله الحكايه كانت حادثه كلها
لتنظر الى قاسم بدموع: اتكلم يا قاسم برأ نفسك احكيلهم الحقيقه
نظر اليها قاسم بحزن وألم: خلاص يا حوريه اهدى وانا هروح معاهم
مسكها والدها من ذراعها بغضب: اطلعى لمى هدومك انتى وابنك خلينا نمشى من هنا
نظرت اليه حوريه رجاء ودموع: بابا مش وقته ارجوك اسمعنى
هتفت يمنى بمكر: اتفضل يا حضره الظابط شوف شغلك مع المتهم
اتجه العسكرى بجانب قاسم ليضع يده فى الحديد ليشير له قاسم بجمود: هاجى معاكم باحترامى مش كمتهم
اشار الظابط للعسكرى ليبتعد عنه بهدوؤ ليسير قاسم امامهم بهدوؤ، لتتابعه حوريه بدموع شديد بينما هو نظر اليها نظره اخيره بابتسامه مطنئنه، حتى اختفى من امام ناظرها
ليهتف سيف بمكر: ابنى وامه مش هيقعدوا دقيقه فى بيت واحد مجرم زى دا
نظرت اليه حوريه بشراسه: جوزى مش مجرم انت سامع انا الى مش هسمح ان بيتى اصلا واحد شبهك يفضل فيه دقيقه واحده
هتف سيف بسخريه: وبالنسبه للبوليس الى كان هنا كان جاى ياخده يفسحه يعنى
هتف والدها بجمود: اطلعى هاتى ابنك وهدومك ويلا على البيت يا حوريه
هزت حوريه راسها بالنفى بدموع وكادت ان تتحدث ولكن قاطعتهم يمنى بسخريه: كده كده بنتك ملهاش مكان فى البيت دا وهى وابنها هيطلعوا برا ورا قاسم البيت دا بتاعى انا وبناتى مش لاى حد غريب
هتف محمود بجمود: بنتى مش هتقعد ثانيه فى بيت واحد مجرم اصلا اشبعى بالبيت
ليهتف بغضب لحوريه: اطلعى هاتى ابنك وحاجتك يلا يا حوريه انتى ساامعه
ارتعشت جسدها من غضب والدها وصوته العالى لتمسح دموعها برفق وتصعد الى الاعلى بدموع وألم تحت نظرات الشماته والحقد من سيف ويمنى…..
: وبالنسبه لإدعاء المدعوه زوجتك يمنى وبنت عمتك ضدك
تنهد قاسم بضيق: انا أصلا فى بينى وبين يمنى خلافات كتير وفى اخر خناقه لما سببت فى مشكله بينى وبين مراتى التانيه هددتها انى هحرمها من الفلوس كلها واى ورث ليها عندى فخافت فقدمت الشكوى هنا
: ومين الى اتسبب فى حرق الفيلا وقت الحادثه مش انت!
هز قاسم راسه بالرفض: انا مكنش ليا اى نيه للحرق وقتها انا ااه الى كان معايا المسدس وكنت بهددهم بنفسى لكن حرق الفيلا مليش اى ايد فيه
نظر اليه الظابط بهدوؤ: يعنى انت قصدك انك محاولتش تتخلص من اهلك علشان خايف من الورث يضيع منك
نظر اليه قاسم بجمود: لو قولت لحضرتك ان والدك هيدى قبضه الشهر دا كله الى تعب فيه للأيتام هتعمل اي
هز الظابط كتفه بتفكير: براحته دا شغله الى تعب فيه يتصرف فيه زى ما هو حر وكده كده انا معايا المرتب بتاعى
ابتسم قاسم بهدوؤ: حضرتك جاوبت على السؤال الى سالتهولى دلوقتى انا كان ليا شركه لوحدى الى شغال بيها اصلا لحد دلوقتى طبعا زمان بدايتها كانت صغيره وكنت متاكد انى هكبر بيها ولحد الان شركه والدى الكبيره بديرها لكن كل مكسبها بيطلع للأيتام فأكيد مش هأذى وأتحرم من أهلى علشان شويه فلوس
نظر اليه الظابط بجمود ليهتف: اكتب يبنى سيتم حبس المتهم خمس ايام على ذمه التحقيق…..
كانت جالسه على السرير تنظر امامها بدموع وحزن فمرت عده ايام ولم تستطيع ان تسمع عن قاسم اى خبر ترى هل خرج بريئ ام ظل محبوسا داخل السجن، واذا خرج لما لم يأتى لو يسأل عليها..
دلف عليها والدها بهدوؤ وهو يتابع ملامحها الباكيه: مش ناويه تخرجى تاكلى برده يا حوريه
اعتدلت فى جلستها وهتفت بصوت مبحوح من البكاء: لا يا بابا معلش مليش نفس
تنهد والدها بتعب وجلس بجانبها: انتى عارفه انى بحبك واكيد عايز اشوفك مع احسن حد فى الدنيا مش كده
هزت راسها بالموافقه بدموع: قاسم كويس يا بابا والله د..
قاطعها والدها بهدوؤ: يعلم ربنا انا مشوفتش منه غير كل خير ولحد ما انا رايح ليكى كنت ناوى اتكلم معاه بهدوؤ وافهم لكن وجود البوليس خلانى اتاكد بجد ان كلامهم صح ولحد ما الحكومه تطلعه بريئ هتفضلى هنا ومش هتشوفيه يا حوريه
ليخرج من امامها بينما هى تابعت خروجه بدموع وهتفت بحزن: بس انا حبيته يا بابا مش هقدر ابعد حتى لو الحكومه ظلمته وطلعته وحش
لتجلس بهدوؤ وهى تتابع نوم صغيرها حتى سمعت صوت طفولى تعرفى جيدا: ماما
نظرت امامها بصدمه وهتفت بفرحه ودموع: سالى، سلمى
ليتجهوا اليها ويعانوقها باشتياق وهى ايضا تضمهم بدموع: وحشتونى اوى والله اوى
ليضموها بفرحه: وانتى كمان يا ماما وحشتينا اوى
نظرت اليهم بفرحه: عاملين اي كويسين بتاكلوا كويس والحضانه بتروحوها حلو
هتفت سالى بدموع: وحشنا اكلك يا ماما حتى الحضانه النانه الجديده هى الى بتقومنا وحش اوى وماما يمنى بره على طول ومفيش حد بيحكلنا حواديت خالص
قبلتها من على راسها بدموع: يا حبايبى معلش والله انا آسفه غصب عنى مش بإيدى
هتفت سلمى بدموع: بابا وحشنا اوى يا ماما تعالى معانا احنا هنروح نزوره دلوقتى
نظرت اليهم حوريه باستغراب: هتزوروه ازاى انتوا لوحدكم
هتفت سالى بطفوليه: كلمنا ماما يمنى وكلمت المحامى بس قالتلنا هنروح لوحدنا فقولنا لعمو سامح السواق يجبنا عندك الاول علشان تروحى معانا يلا يا ماما
نظرت حوريه اليهم بدموع: بجد طب ياريت بس اسمعوا هنقول لجدوا انى هاخدكم فى الملاهى ماشى
هزوا راسهم بحماس: ماشى يا ماما
دلف الى المكتب بهدوؤ ليقع انظاره عليها وهى تجلس وتنظر اليه بلهفه ودموع ليجروا عليه اطفاله بسرعه: بابا
ليضمهم اليه باشتياق: وحشتونى اوى يا كتاكيت
هتفت سلمى بدموع: وحشتنى اوى يا بابا انت هتيجى البيت امتا
ربت على ظهرها بحزن: قريب يحبيبتى قريب متخافيش
ابتعدوا عنه قليلا لينظر الى حوريه باشتياق وهتف بابتسامه خافته: ازيك يا حوريه
اقتربت منه بدموع: وحشتنى اوى
ليضمها اليه بسرعه وقوه وهو يغمغم راسه بين احضانها باشتياق ليتنهد بحراره ويهتف بخفوت: وحشتينى اوى يا حبيبتى اوى والله
لتبكى بشده داخل احضانه باشتياق وقوه وهو يربط على ظهرها بحنان: طيب ممكن تهدى طيب
لتدخل داخل احضانه اكثر: متبعدش عنى تانى يا قاسم والنبى
ضمها بحب: مش هبعد عنك أبداً والله
لتبتعد عنه بهدوؤ وهو يمسح دموعها برفق: عيونك الحلوه دى متعيطش ابدا حتى لو الدموع دى ليا بحبك
نظرت اليه بحزن: المحامى قال اي هتخرج مش كده
تنهد بهدوؤ: قال هيحاول يثبت ان الحريق بماس كهربى ويجيب كام خادم عندنا قديم هيثبتوا بكده ونحاول حتى يخرجنى ولو بكفاله
مسكت يده بدموع: ان شاء الله هتطلع انا مصدقه انك بريئ ولا يمكن تعمل كده
ليقبل جبينها بحب: ودا عندى بالدنيا كلها والله
ليتنهد بحزن: بس احنا لازم نطلق يا حوريه..
: يعنى اي يعمى مش هتطلقها دلوقتى
هتف بها سيف بضيق لمحمود
ليتنهد محمود: انا مش هغصب حوريه على حاجه تانى يا سيف لو عايزك او حتى تطلق من قاسم
: قاسم طلقنى يا بابا
هتفت بها حوريه بجمود ودموع وهى تدخل عليهم، ليهتف والدها بصدمه: انتى بتقولى اي يحوريه انتى كنتى فين واي طلقك دى
هتفت بدموع: كدبت عليك علشان اروح اشوفه بس هو طلقنى مره واحده وقالى ان يمنى هتخرجه قدام طلاقى منه
هتف سيف بسعاده: علشان تعرفى يا حوريه ان محدش بيحبك ولا هيحبك قدى يا حبيبتى
نظرت اليه بحزن ودموع: بس انا مش جاهزه يا سيف اتجوز تانى
هتف بسرعه: احنا هستنا عدتك تخلص ونكتب الكتاب بس اي رايك
قاطعهم محمود بجمود: مش وقته يا سيف ادخلى يا حوريه ارتاحى جوا
لتدلف الى الداخل بهدوؤ ودموع ويتابعها عيون سيف المنتصره ليهتف: خلاص يعمى قدامك طول فتره عده حوريه ونرجع تانى ان شاء الله
هتف محمود بضيق: سيبها على ربنا يبنى ان شاء الله….
اقتربت منه بانتصار ومكر: شوفت لما طلقتها رجعت وسط بناتك وبيتك ازاى
هتف قاسم بجمود: عملتى كده لي وانتى الى كنتى بتطلبى الطلاق منى اصلا يا يمنى
وضعت يدها على صدره بدلع: عرفت قيمتك يا حبيبى وعرفت قد اي بحبك وكان لازم حوريه تخرج من وسطنا باى طريقه حتى لو انت تعبت شويه صغيرين
تنهد قاسم بحيره: انا مبقتش فاهم اى حاجه
ابتسمت بدلع ومكر: المهم ان احنا سوا مش مهم تفهم حاجه تانيه يا حبيبى
اقتربت منه وكادت ان تقبله ليبتعد عنها بهدوؤ: خلينا شويه انا لسه متعودتش على قربنا
: وماله يا قاسم براحتك
ليتجه الى السرير لينام وهو شارد الفكر فى حوريه ترى هل ظلمها بتلك الخطوه ام كانت الاحسن لكلاهما
: كتب كتابك كلها كام ساعه ويتم لو عاوزه تلغى اى حاجه قوليلى يا حوريه
هتف بها والدها بهدوؤ لتتنهد: لا يا بابا سيف مناسب ليا وفى الفتره الى فاتت قدر يعوضنى عن حجات كتير ازى
تنهد والدها بهدوؤ: ماشى يبنتى هروح استناه هو والماذون بره
خرج والدها وتركها تجلس تنظر امامها بشرود لتتنهد: اااه يا قاسم يا ترى اي الى هيحصل بعدين
ليصل المأذون مع سيف الذى يبتسم بفرحه وحماس ويجلسوا جميعا لبدأ عقد القران وحوريه تجلس بجانبههم ليبدا الشيخ بكلامه المعتاد ليقاطعهم ذالك الصوت الساخر: هتتجوزى الى قتل اختك يا حوريه!
يتبع…