اخر الروايات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثالث عشر13 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثالث عشر13 بقلم ميمي عوالي 


كان حفلا صاخبا شغل حيزا كبيرا من اهتمام الاعلاميين و مواقع التواصل الاجتماعى ، و على الرغم من ان تعليقات المتابعين لخبر زواج مدكور من تالا كان معظمها يدور فى قالب من الذهول لفارق العمر الشاسع بينهما ، الا ان الكثيرين ايضا قد علقوا بانه زواج مصلحة بحتة للحفاظ على هيبة المجموعتين و انه تزاوج للمجموعتين قبل ان يكون لرجل و امرأة .. اى انه تزاوج المال بالمال

الا انه على صعيد اخر فقد سرقت رهف الاضواء تماما بظهورها لاول مرة للاعلام و بهذا الشكل الضخم المفاجئ للغالبية العظمى ، و باعلانها عن فرع مشروعها الجديد



فأصبح اسم بروكن هارت هو الاسم الاكثر ترديدا فى عالم الميديا حتى نال المركز الاول فى المواضيع المتداولة فى الاعلام الاليكترونى بلا منازع مما اثلج قلب رهف و جعلها مصدر فخر لنفسها قبل الاخرين

و كانت باليوم التالى تجلس على مائدة الافطار بصحبة مراد و هدى و امينة و هى تطالع تلك الاخبار بسعادة كبيرة و سط مرح من الجميع فقالت هدى بصخب : و الله و بقيتى تريند يا بنت العزيزى



امينة : دول ما اتكلموش على جواز عمو و تالا زى ما اتكلموا على الاتيلية و شغلك ، ده فى موقع عامل تقرير كامل عنك لوحدك و عارض فى التقرير تصميمات كتير اوى ليكى

رهف بتوعد : و يا ترى الموقع ده بقى يا ايمى عرف منين انى هعمل كمان تصميمات للاكسسوارات

امينة و هى تنظر حولها بتردد : اكيد فى جاسوس وسطنا

رهف ضاحكة : انا هعرف احاسب الجاسوس الفتان ده بمعرفتى بس اما افضى له

مراد و هو ينهض من مكانه : انا همشى انا بقى .. زمان عمى سبقنى

رهف : بالسلامة ان شاء الله

مراد و هو يميل على تميمة مقبلا اياها : هاخد البوسة بتاعتى الاول من الكحكاية بتاعتى

تميمة بشغب : يوووه هو كل شوية تبوسنى يا خالو

مراد ضاحكا : ااه عشان اخد السكر كله لوحدى

لتنهض امينة هى الاخرى قائلة : و انا هروح احضر شنطتى عشان لما نرجع من الاتيلية هنسافر على طول

رهف برجاء : يا بنتى ماتخليكم معايا .. انا مش فاهمة عاوزين تسافروا ليه بس

امينة : وبعدهالك بقى .. مش احنا متفقين على كده

رهف بتذمر : طب ماهو انور هنا فى القاهرة .. هتسافرى انتى ليه بقى

امينة بحزم و هى تعدد على اصابع يدها : اولا .. انور مسافر معانا لان هو كمان عنده حاجات مهمة هناك .. و ماتنسيش الشغل اللى هناك ، و ثانيا .. المشغل هناك ماينفعش يتساب كده و انا قلتلك الكلام ده اكتر من مرة



و ثالثا بقى و ده المهم .. ان ماما مش مستريحة هنا ، عاوزة ترجع بيتها يا رهف .. و المفروض انك خلاص فهمتى الكلام ده ، و رابعا بقى يا هانم .. انا على وش جواز و محتاجة اشوف حاجتى و اجهز نفسى .. انا خلاص اتطمنت عليكى

رهف بامتعاض : و هو يعنى الجهاز لازم يبقى بختم اسيوط



امينة : ما اللى هنا هو اللى هناك ، يبقى ليه اشيل على فلبى من هنا انا مش فاهمة

رهف باستسلام : روحى يا امينة حضرى شنطتك .. انا عارفة انكم هتمشوا كلامكم فى الاخر

لتنحنى امينة مقبلة اياها بحب قائلة : اوعى تفكرى ان بعدك عننا مش هيأثر فينا زيك بالظبط ويمكن اكتر كمان .. بس ده حال الدنيا يا حبيبتى

و بعد ذهابها لاحظت هدى على رهف الشرود فقالت : مالك يا رهف .. كل ده عشان امينة و دادة راجعين اسيوط ، طب مانا معاكى اهو .. و مش مسافرة دلوقتى ، و الاهم ان مراد معاكى و اللا ايه

رهف بانتباه : طبعا يا حبيبتى .. طبعا

هدى بفضول : بمناسبة مراد ، من يوم رجوعكم من السفر و ماجاتش مناسبة اسالك

رهف : تسالينى على ايه

هدى : مبسوطة مع مراد

رهف بتيه : مش عارفة

هدى : نعم .. مش فاهماكى .. يعنى ايه مش عارفة

رهف : يعنى يوم فرحنا و احنا لسه فى الطيارة .. مراد قدر انه يشيل جزء كبير من قلقى و رهبتى ، قدر انه يقنعنى ان كل ظنونى ماكانتش اكتر من اوهام

هدى : طب جميل جدا .. يبقى فين بقى المشكلة

رهف بتنهيدة حارة : المشكلة ان من يوم ما رجعنا و انا حاسة انه اتبدل

هدى : ازاى بقى

رهف بتردد : مش عارفة هتقدرى تفهمينى و اللا لا ، بس كل اللى اقدر اقولهولك .. انى حاسة انه رجع يعاملنى برسمية من تانى .. حاسة ان بقى فى حالة من الجمود مابيننا هو بنفسه اللى دوبها فى البداية و برضة هو اللى رجعها من تانى

هدى : طب ليه انتى ماتحاوليش انك تكسرى الحتة دى اول باول



رهف : حاولت اكتر من مرة و حاولت اشركه معايا فى حاجات كتير و كل ما افكر انى خلاص نجحت ، الاقى روحى برجع لنقطة الصفر من تانى

هدى بتعاطف : معلش يا رهف .. انا عارفة انك هتتعبى فى الحتة دى مع مراد .. مراد الشغل كل حياته

رهف : هو كمان قاللى كده ، بس وقتها قاللى انه عشان ماعندوش حاجة تانية غير الشغل تشغله ، و اعتقدت ان انا هبقى الحاجة التانية دى ، بس الظاهر انى ماقدرتش املى الفراغ ده



هدى : ايه الهبل ده .. لأ طبعا .. المفروض ان انتى تبقى الاساس و اى حاجة تانى تيجى فى المرتبة التانية

رهف بحزن : للاسف مش حقيقى .. ما انكرش ان رحلة شهر العسل كانت زى الحلم بالنسبة لى ، كنت طايرة فوق السحاب ، بس اول ما رجعنا .. حسيت انه اخد كل الاهتمام اللى كان مخصصهولى .. و وزعه على كل اللى حوالينا من غير حتى ما يسيبلى منه نايب

هدى : مش معقول للدرجة دى يا رهف اكيد متهيألك ، ده انا حتى كنت ملاحظة انه اد ايه كان چانتى اوى و هو بيتعامل معاكى امبارح فى الحفلة و كان بيتعامل معاكى باهتمام و احتواء

رهف بسخرية : و اول ما رجعنا اوضتنا و بقينا لوحدنا انقطع بيننا الكلام تماما ، و ماسمعتش غير تصبحى على خير ، و الصبح صباح الخير

هدى بدهشة : غريبة اوى .. طب ليه كده

رهف بحزن : مش عارفة .. بس الحقيقة لما فكرت لقيت ان مالهاش غير تفسير واحد

هدى بفضول : تفسير ايه ده بقى

رهف بخفوت شارد : انى ما ارضيتهوش ، ما كنتش بالنسبة له كفاية

هدى بصدمة : تقصدى ايه

رهف و هى تمسح عبرة هاربة على وجنتها : ما مليتش قلبه يا هدى ، ما قدرتش اخليه يحبنى كفاية ، او يمكن ماقدرتش اخليه يحبنى من اصله ، طول عمرى اللى فات فضلت بالنسبة له حاجة مسلم بيها و الظاهر انى هفضل برضة كده بالنسبة له بقية عمرى

هدى : بس انتى بتقولى انه اتكلم معاكى كويس و انتم مسافرين و انك كمان كنتى مبسوطة فى شهر العسل

رهف بسخرية : ما اعتقدش ان كان قدامه حل بديل ، كنت انا و هو وبس

هدى : تقصدى انه كان مضطر .. طب ليه

رهف : هو ده اللى انا عاوزة اعرفه

لتسود فترة من الصمت قبل ان تقول هدى : انا برضة عند رأيى .. لازم تتكلمى معاه .. ماتسيبيش مرحلة الصمت دى تدخل حياتكم بدرى كده ، المرحلة دى لما اى زوجين بيستسلموا لها .. حياتهم شبه بتنتهى ، و انتم لسه ما ابتديتوش اصلا عشان تنتهوا

…………………

اما بمكتب سليمان بالمجموعة .. فكانت تجلس تالا و هى بيدها هاتفها النقال و تتابع على شاشته بعض ما قيل عن احتفال الامس .. فتقول بحنق : انا ما كانش لازم اوافق ابدا ان الحفلة تبقى جماعية بالشكل ده ، كل الكلام تقريبا عن الست رهف و الاتيلية بتاع الست رهف و المفاجأة اللى فجأت بيها المجتمع

سليمان بمهادنة : سيبك من الكلام ده كله و خليكى فى المكاسب الحقيقية اللى طلعنا بيها من ورا الحفلة

تالا بامتعاض : بس برضة التغطية اللى اتعملت مش عاجبانى

سليمان : بسيطة .. شوفى عاوزة ايه ينكتب و احنا نخليه ينكتب

تالا بابتسامة خبيثة : تصدق فكرة .. رغم انها لو كانت جت طبيعية كانت هتبقى احلى

سليمان : ايه هى دى

تالا : ينزل تغطية تستاهل عن خبر جوازى من مدكور و معاه خبر على اكتر من موقع عن الدمج اللى لاح فى الافق ما بينك و بين مدكور و المكاسب اللى هتعود على المجموعتين منه و خصوصا مجموعة مدكور لما تقترن باكبر مجموعة مقاولات فى مصر كلها

سليمان : طب و ده هيفبد بايه

تالا : يفيد ان مدكور لما يقرا الكلام ده و يسمعه من حد غيرى هيخليه يفكر فعلا انه يوافق عليه

سليمان بتفكير : و عاوز كمان كام صورة ليا و انا قاعد مع جاسر و مؤمن تفتحلى سكة انى اتكلم معاهم من تانى

تالا بمكر : ايه .. عجبوك

سليمان بدهاء : الا عجبونى .. كانوا فين دول من زمان .. جاسر ده فعلا دماغه عالية اوى ، و هو ده اللى ينفعنى بجد فى الحكاية اياها

رهف : تقصد السل/اح

سليمان : ايوة .. انا عملت سيرش بالليل عن المجموعة بتاعته

تالا : و لقيت ايه

سليمان : لقيت كل كلمة مدكور قالهالك مش اكتر من نقطة فى بحر ، ده انا حتى لقيت حد من الصحفيين عامل عن جاسر ريبورتاچ من يومين بس و منشور على اكبر موقع اليكترونى

تالا : عن جاسر و اللا المجموعة بتاعته

سليمان : جاسر نفسه .. و انه رجل اعمال فريد و من الطراز الاول و دايما بيقدم فكر جديد فى مجاله و انه بيقدر يخلق مجالات جديدة للشباب و للبلد و …. و …

و الجديد بقى ان الناس فى الدايرة بتاعته كانوا عايزينه يرشح نفسه لمجلس الشعب بس هو اللى رافض يدخل نفسه فى السياسة

تالا : غبى .. مش كفاية انه كان هيبقى معاه حصانة

لتنظر تالا الى سليمان قائلة بحماس : احنا ليه مافكرناش قبل كده فى الحكاية دى

سليمان : حكاية ايه دى

تالا : ان يبقى معاك حصانة .. تدخل البرلمان و تاخد حصانة

سليمان : الاحسن اننا نقنع مدكور ان هو اللى يبقى معاه حصانة

تالا : ازاى بقى .. و احنا هنستفيد ايه من الحكاية دى

سليمان : هبقى نسيب العضو الموقر ، و دى لوحدها مش شوية ابدا ، هاخد كل مزاياه من غير ما تبقى العين عليا و لا ابقى تحت الميكروسكوب .. بس يا خسارة .. لسه بدرى اوى على ما يبقى فى انتخابات

تالا : و انت فاكر انى ممكن افضل على ذمته لحد ما يبقى فى انتخابات .. انا بس انفذ اللى فى دماغى و هخلعه من تانى يوم

سليمان : طب ايه .. وصلتى لحل و اللا لسه

تالا : لسه بظبطها .. بس تعرف ، انا لو اعرف ان جاسر بالحجم ده ، كان زمانه هو اللى بقى جوزى دلوقتى

سليمان ضاحكا : بسيطة .. اعمليله دور ، بس اخلصى من التعلب العجوز الاول

تالا : انا فى حاجة كده فى دماغى … لو ظبطت ، ممكن اخليه هو بنفسه اللى يكتبلى المجموعة بالكامل

سليمان بفضول : طب ما تقوليلى .. عشان اساعدك

تالا : هساومه

سليمان : و ده بقى ممكن تساوميه على ايه

تالا بابتسامة شيطانية : على عجزه انه يأدى واجباته الزوجية

سليمان بذهول : انتى بتتكلمى بجد .. مدكور عاجز

تالا بمكر : انا بتكلم على ما سوف يكون

سليمان : مش فاهم

تالا : كنت قريت مقالة كده بالصدفة ان فى دوا معين بيحتوى على هرمون انثوى عالى بيقضى تماما على الرجالة

لتصدح ضحكات سليمان عاليا و هو يصفق بيديه قائلا : شيطانة صغيرة .. بنت ابوكى بصحيح .. دايما تفكيرك برة الصندوق

تالا بفخر : اومال ايه يا دادى .. ما احنا متفقين من زمان ، لازم كل حاجة تبقى بيور و على نضافة

………………

فى مجموعة مدكور .. كان اجتماعا مغلقا مابين مدكور و مراد و انور و المسئول المالى عن المجموعة و رئيس القسم القانونى ، و كان انور يعرض اخر المستجدات التى طرأت اثناء سفر مدكور و مراد قائلا : دى كانت اخر حاجة حصلت و انتم مسافرين

مدكور : طب و بالنسبة لمشروع الانصارى .. وصلتم لحد فين

انور : كل الاساسات خلصت و كل المبانى حاليا شغالين فى المرافق

مدكور : و عملتوا ايه فى مكاتب المقاولين المخالفة

رئيس الشئون القانونية : الحقيقة بعد الانذارات اللى اتبعتت ، قبل رجوع حضرتك بتلت ايام الغرامة اندفعت و المكاتب انسحبت

مدكور : عظيم

مراد : و طبعا صدر قرار ادارى بعدم التعامل معاهم مرة تانية

انور و هو يمد يده بملف مغلق باحكام الى مدكور : و الدوسية ده فيه بعض المخالفات اللى لازم حضرتك تطلع عليها بنفسك يا مدكور بية عشان نعرف هنتصرف فيها ازاى

مدكور : تمام .. اتفضلوا انتو .. و خليك انت يا انور لسه عاوز افهم منك شوية حاجات

وبعد انصراف الجمبع عدا انور قال مدكور و هو يطالع الاوراق التى كانت بالملف : المخالفات دى اول مرة تحصل من سليمان و اللا هو متعود على كده

انور : الحقيقة طول عمره ماشى معانا زى الساعة ، اول مرة يحصل منه الكلام ده ، حتى المهندسين اللى تبعه بعت اخدهم بدون اى سابق انذار ، و كمان الدفعة التانية من التمويل بتاعه ماوصلتش لحد دلوقتى ، رغم انه عدى على معادها اكتر من اسبوعين

مدكور : اممم و انتو عملتوا ايه فى الحكاية دى

انور : بعتناله مطالبة مرة و اتنين و فى كل مرة ما بيجيلناش اى رد ، و طبعا مافيش اجراء قانونى قبل مرور تلت شهور على حسب العقد

مدكور : تمام .. سيبلى الملف ده و اتفضل انت و لو احتاجتلك تانى هكلمك

انور : انا راجع اسيوط ان شاء الله النهاردة بالليل ، و هرجع زى النهاردة ان شاء الله

مدكور : تمام .. و انا هكون عندكم بعد اسبوع او اتنين بالكتير

………………

فى مساء احد الابام بمنزل مدكور

كان يجلس بالشرفة و هو يستمع الى بعض الموسيقى لتأتى تالا و هى تقدم له بعض من عصير الفاكهة و هى تقول : الموسيقى دى محتاجة عصير فريش ، عشان تتسمع بروقان

مدكور بابتسامة : شكرا يا حبيبتى

تالا : خلاص هتسافر بعد بكرة

مدكور : ان شاء الله.. لازم اتابع المشروع هناك بنفسى .. ده شئ ضرورى

تالا : دادى عاوز ييجى معاك المرة دى

مدكور بابتسامة : اهلا بيه طبعا ، بس على كده بقى يا ترى مين فيكم اللى هيحضر الاجتماع بتاع بكرة .. انتى و اللا دادى

تالا : انا كالعادة ، و اللا كمان مش عاوزنى اجى الاجتماع

مدكور : لا ازاى .. حضورك بكرة بالذات مهم جدا

تالا : اشمعنى

مدكور و هو ينهض من مكانه و يسحبها معه اتجاه الداخل : خلى الشغل للشغل يا حبيبتى

…………

بمنزل رهف و مراد

كانت رهف تجلس بفراشها و هى تمسك بيدها دفتر الرسم الخاص بها و تقوم بعمل تصميم ما حين دخل عليها مراد و قال بعد ان اغلق الباب : مساء الخير

رهف و هى تطوى دفترها و تضعه جانبا : مساء الخير .. اتأخرت .. انت قلت ساعتين و راجع

مراد : فعلا .. بس كان فى حاجات كتير محتاجين تخلصها قبل اجتماع بكرة

رهف برجاء : ياريت ماتبقاش تسيب بابا يسهر كتير عشان صحته

مراد : لا ماتقلقيش .. عمى ما رجعش تانى بعد الغدا

رهف على استحياء : و انت كمان

مراد : انا كمان ايه

رهف : اقصد ان انت كمان ماترهقش روحك بزيادة

مراد : ماتقلقيش

ليسود صمتا قاتلا و هى تراقبه و هو يتحرك امامها حتى دخل الفراش بجوارها و قال : تصبحى على خير .. و كأنه ايذانا بغلق الانوار لكى يستطيع النوم ، و لكن رهف كانت تصارع نفسها حتى تستطيع التحدث فقالت بصوت باهت يكاد يكون مسموعا : هو ايه اللى حصل

مراد بانتباه : انتى بتقولى حاجة

رهف و هى تحاول الحفاظ على رباطة جأشها : كنت بسألك .. هو ايه اللى حصل

مراد : حصل فى ايه

رهف بتردد : ليه فجأة اتغيرت معايا اول ما رجعنا من برة ، ماكنتش كده و احنا مسافرين .. كان فى بيننا كلام و حوار ، كان فى اهتمام متبادل ما بيننا .. ليه فجأة كل ده اختفى .. ليه فجأة حسيت اننا زى ما نكون متجوزبن من تلاتين سنة و ان كل الكلام اللى كان بيننا خلاص خلص و مات

مراد بدهشة : ليه كل ده

رهف بذهول : انت مش حاسس .. مش شايف ان كلامنا فى اليوم كله ما بيتخطاش كام كلمة ، صباح الخير ، و مساء الخير ، و تصبحى على خير ، اكننا رجعنا من تانى لايام ماكنت لسه فى اسيوط و كأن جوازنا و كل اللى حصل ده ماحصلش

ليه فجأة حسيت انك زى ما تكون ندمت على جوازنا

مراد بحنق : احنا هنرجع من تانى للكلام العبيط ده

رهف : طب انا عبيطة و كلامى كمان عبيط ، طب اللى بيحصل ده كمان تسميه ايه .. عبط برضة

مراد : انا فهمتك قبل كده و قلت لك انى راجل عملى ، و انى شغلي اهم حاجة فى حياتى

رهف : و برضة قلتلى انك كنت كده لان ماكانش عندك بديل ، معنى كلامك ده انى ما قدرتش ابقى بديل كفاية حتى لنص وقتك

مراد بمهادنة و كأنه يحادث طفلة صغيرة : يا رهف افهمينى .. انا بيبقى عليا ضغط كبير اوى فى الشغل طول اليوم .. ما بصدق افصل عشان انام شوية .. لكن اوعدك انى كل فترة كده اما اقدر اخد اجازة هخدك و نسافر و نعيد رحلة شهر العسل من تانى يا ستى ، ها .. مبسوطة

رهف بجمود و هى تكبت عبراتها بعينيها : ااه طبعا .. هطير من الانبساط .. تقدر تنام دلوقتى .. واسفة انى عطلتك .. تصبح على خير

لتمد يدها و تطفئ الاضاءة بجوارها و تعدل وضعية نومها ، لتضع رأسها على الوسادة استعدادا لاطول ليلة قد تمر عليها طيلة عمرها

و عندما لاح النهار الجديد .. كانت هدى تجلس على مائدة الافطار بصحبة تميمة و هى تطعمها حين اقبل عليهما مراد مقبلا اياها و الصغيرة بمرح و هو يقول : صباح الخير على احلى كحكاية بسكر

تميمة بمشاكسة : انا كلت كل السكر

مراد ضاحكا : برضة لسه عليكى سكر

و عندما جلس لتناول افطاره انتبه لعدم وجود رهف فقال متسائلا : اومال رهف فين

هدى دون ان تنظر اليه : خرجت

مراد بدهشة : خرجت ليه بدرى كده .. ده انا صحيت مالقيتهاش .. فى حاجة حصلت و اللا ايه

هدى : قالت عندها حاجات مهمة عاوزة تخلصها قبل ما تسافر

مراد بدهشة : تسافر فين

هدى بنبرة عتاب : انت مش عارف ان مناقشة الدكتوراة بتاعتها معادها اتحدد ، و خلاص فاضل لها شهر واحد ، و اكيد محتاجة تبقى قريبة من الدكاترة بتوعها فى الجامعة

مراد بتذكر : انا كنت ناسى خالص موضوع الدكتوراة ده ، و هى كمان ما جابتليش سيرة

هدى بتنهيدة ممتعضة : اكيد هى مش شايفاك مهتم من اساسه ، فمارضيتش تدوشك بحاجة تخصها لوحدها

مراد برفض : و هو سفرها حاجة تخصها لوحدها

هدى بنبرة عتاب : هتفرق معاك لو سافرت

مراد : انا عمى مخلينى هنا عشان خاطر ما تبقاش لوحدها

هدى بذهول : عمى .. يعنى انت قاعد هنا بس عشان خاطر عمى مش عشان خاطرها هى

مراد : ماهو كله عشان خاطرها برضة

هدى : و انت

مراد : انا ايه

هدى : انت فين

مراد : مانا اهو و معاها و معاكى .. ايه مشكلتكم انا مش فاهم

هدى : معايا يمكن .. لكن معاها اشك ، ده انا مابشوفكش تتكلم معاها كلمة واحدة ، ده لو حد غريب شافكم هيفكركم متخاصمين او يمكن حتى يفكركم اغراب عن بعض ، رهف بتحبك يا مراد .. بلاش تقطع خيوط الوصال ما بينكم

مراد : هو فى ايه .. خيوط ايه اللى هقطعها انا مش فاهم ، ثم انا مكلف ناس تتابعها فى كل حاجة بتعملها ، و كنت معاها خطوة بخطوة فى تركيا لحد ما اتطمنت عليها و على العقود بتاعتها ، و خليت انور يتابعكم هنا لحد ماقدرتوا تنجزوا كل ده فى الوقت القصير ده .. مطلوب منى اعمل ايه تانى

هدى : مطلوب منك تتعامل بعواطفك شوية ، مطلوب منك تحتويها .. تحسسها بوجودها فى حياتك .. باهميتها ، بانك تهتم بيها هى مش بشغلها ، تخليها تحس بان حياتك فرقت لما هى دخلتها .. الجواز مش زى مانت فاكر ابدا .. الجواز مودة و رحمة

مراد بجدال : انتى ليه محسسانى انى وحش اوى كده

هدى : طول عمرك حنين معايا و بتدور على راحتى و سعادتى ، ليه ماتحاولش تعمل معاها هى كمان كده

مراد بامتعاض : ما اتعودتش

هدى : طب ما انت كنت بتعمل كده فى شهر العسل .. ايه اللى جرى

مراد : كان عندى وقت لان ماكانش عندى شغل ، انما دلوقتى رجعت تانى للشغل و مابقاش عندى وقت لاى حاجة تانية

هدى بذهول : يعنى كنت بتملى بيها وقت فراغك و بس ، ثم اكملت بجمود .. خلاص .. يبقى اعتبرها بتتعامل معاك بنفس القاعدة

مراد : مش فاهم

هدى : يعنى هتشوف شغلها و اهتماماتها و وقت فراغها تبقى تحاول تفهمك هى بتعمل ايه


يتبع…



الرابع عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close