رواية وما الحب الا لعنة كاملة بقلم ميرو
"الله انت يا أميرة هتفضلى قاعدة كده زى الأرض البور متقبليش العرسان اللى بتجيلك و كل شوية ترفضى، انت كده يابنتى هتبورى و الست لما تكبر مش بتلاقى عرسان، شوفى بنت عمتك مريم قدك و معاها عيلين و حامل فى التالت أهى"
كانت عمة أميرة من تتحدث باستهزاء هكذا
" أميرة عمرها ٢٦ سنة دكتورة فى جامعة سياسة و اقتصاد رغم ان هذا لم يكن حلمى لكن نصيبى و رضيت به، تخرجت منذ ثلاث سنوات من الجامعة و أخذت الدكتوراه بعدها بسنة و الآن أنا دكتورة رسمية فى الجامعة"
اليوم اقاربنا و جيراننا مجتمعين ببيتنا بسبب فرحة أختى أمل و كتب كتابها اليوم، كانت هذة عمتى من قالت هذا الكلام لى لكن لم تكن وحدها بل كانت جميع النساء انهالوا على بسخافتهم عن الجواز كأن عمتى فتحت لهم الباب ليشعلوا نيران غضبى، لكن هناك واحدة تطاولت بالكلام على شرفى و هنا لم أستطع التحمل و كدت أن اجحمها برد لكن سبقنى صوت أعرفه جيدا:
" بقولك ايه ياست أنت انت هنا فى بيتنا فاحترمى نفسك و اقعدى بأدبك و الا من غير مطرود"
وقفت مريم ابنت عمتى و هى تتخصر بإستنكار لتدخل هذا الشخص:
" و انت مالك يا جدع انت، ده انت حيالله ضيف و تقول بيتنا انت كمان هنا ملكش لازمة فى ام الليلة دى، و كمان الست غلطت فى إيه يعنى، ما الست أميرة هى اللى عمالة ترفض فى العرسان و عملاهم زى الشغشيغة فى ايدها كل شوية يتقدم واحد و بعده التانى و هى مدوراها معاهم....."
لكن قطع كلامها صفعة هوت على وجهها و لم تكن سوى من أميرة، نظرت لها بغضب لكنها ابتلعت كلامها عندما رأت الشياطين تحتضن مقلتيها و هى تمسك شياطينها حتى لا تقتلها، فإن كانت أميرة تتصف بالبرود فهى لديها صفة أخرى و أنها عندما تغضب لا ترى حتى والديها، أمسكتها أميرة من فكيها بعنف لدرجة أنها سمعت صوت طقطقة عظام فكها:
" بصى ياروح أمك قسما باللى خلقنى و خلقك أن محترمتى نفسك يا زبالة لكون مرمطاكى فى الشارع و فضحاك بكل أعمالك الوسخة اللى انا داريتها عنك و الا كان زمانك بتتسألى فى قبرك، كلمة واحدة على بن خالى أو حد يخصنى همحيك من على وش الدنيا ،و أوعى تفكرى أن اللى ماسكنى عنك قرابة الدم، تؤتؤ اللى ماكسنى عنك إن مستنية غلطة واحدة منك و غسيلك الوسخ يبقى معروف للدنيا كلها النهاردة قبل بكرة، و مش هقول دى بنت عمتى و بتاع لا نهائى انت اخر واحدة افكر اتستر عليها"
إسترسلت كلامها بهمس و هى تنظر لها بسخرية:
" ثم أنت بتهزأى مين مش ده اللى كنتى بتريلى و حفيتى وراه عشان يجوزك ،بس هو مكنش شايلك من أرضك أساسا"
أنهت كلامها و هى تبتعد عنها بعد ما رأت اصفرار وجهها و توجه كلامها بحدة للسيدات:
"بص بقى يا عسلية انت وهى عشان سكتلكم كتير و انتوا ناس قلالات الأدب و الذوق، ملكوش دعوة بيا اذا اتجوزت ولا أطلقت ولا مشيت مع واحد محدش له دعوة، كل واحدة يبص لبنته و يخلى باله منها و بطلوا تتكلموا على غيركم، انا مش برفض العرسان من فراغ لان اللى كانوا بيجولى ميتسموش رجالة أساسا ، فبعد كده كل واحدة تحط لسانها جوا بقها بدل ما بلعوا ليها و كل واحدة تاخد واجبها و من غير مطرود"
عقب انتهائها إستمعت إلى صوت تصفيق شديد و صفير و هتاف حاد من خلفها فاستدارت وجدت ابن خالها و بنت عمه و بنت خالها أيضا لكن خال مختلف، و معهم أمنية و أسماء أخواتها الصغار ذهبت إليهم و هى تمشى بتعالى و ترفع طرف إسدالها التى اضطرت أن تجلس معهم به حتى ينتهى اخوتها من تجهيز أنفسهم
إحتضنت بنت خالها رقية و هى تعانقها بشدة متمتة بخفوت:
"وحشتينى أوى كل الغيبة دى برة مصر، حرام عليك و الله انا من غيرك زى التايهة اللى مش لاقية طريقها ، معنتيش تسافري تانى"
أخرجتها رقية من عناقها و هى تربت على رأسها بحنو شديد كأنها تحادث طفلتها و ليس فتاة فى نفس عمرها:
" من عيونى يا قمر انا أساسا خلصت شغلى برة و معتش فيه سفر تانى ، ثم أنا زهقت من الرجالة الشقر دول انا بشجع صناعة بلدى و نازلة عشان اجوز أصلا مش عشانك يا حبوبة أنت"
ضربتها أميرة بغيظ من كلامها، ثم نظرت لابن خالها الذى يرمق رقية بعشق، فهو يعشقها منذ الصغر لكن بسبب عداوة والديهم لم يستطع أن يتحدث معها حتى، و أيضا بسبب خجله لانه بطبعه خجول و هادئ، أمسكت يده لانه أخيها بالرضاعة و هو فى نفس عمرها أيضا متأسفه له:
" أسفة على كلام الحمارة الزبالة اللى قالته من شوية"
عانقها من كتفها و هو يتمتم بضحك:
" أسفة إيه يا عبيطة أنت، انت ملكيش دعوة باللى حصل ثم أنت أخدتى حقى تالت و متلت"
قاطعهم حديث أسماء لها و هى تمسك بيدها و تتجه سريعا لغرفتها:
" مش وقته كلام بقى العريس وصل و انت لسه مخلصتيش، البسى بسرعة يلا و تعالى لينا برة و رقية هاخدها معايا و اجهزى براحتك انت كده كده مش بتتأخرى فى اللبس"
انهت كلامها و هى تدفعها مغلقة باب الغرفة خلفها لكن سمعتها تقول بصوت عالى:
"متخلوش العروسة تخرج ولا تعمل حاجة قبل ما أخلص"
فهتفت بصوت عالى و هى تفتح باب المنزل للخروج:
" ماشى خلصى انت بس بسرعة"
و بعد نصف ساعة تقريبا كانت قد أنهت ملابسها و هى عبارة عن فستان باللون الأبيض و به بعض الورد الخضراء و الزرقاء من الأسفل و يديها أيضا و تزين رأسها بخمار و تلفه بطريقة عصرية و فوق رأسها تاج من ورود النرجس التى تعشقها
اتجهت إلى الغرفة التى تتجهز بها أختها أمل و هى أصغر منها بثلاث سنوات و هى مهندسة، تخرجت هذة السنة و تمت خطبتها من زميل لها، كان يحبها من سنتين كانت هى فى السنة الثالثة بعد ،و بعد التخرج عملوا معا بشركة والد خطيبها
دخلت إلى غرفتها و عينيها تدمع بسعادة و تقبل رأس أختها قائلة :
"ماشاء الله فلقة قمر ، ايه الحلاوه دى هو انا عندى أخت قمر كده، الواد هيقع من طوله لو شافك بالجمال ده"
إحتضنتها أمل بحب هاتفة:
" ده انت اللى قمر و ستين قمر، هو انا اجى ايه جنب الحَمار الربانى ده و لا الغمازتين دول، انا نفسى أعرف هى العرسان اللى بتفهم راحوا فين، معقول يسيبوا ملكة الجمال دى و يروحوا لمسَّاحة الجذم اللى زى مريم الجذمة"
ضحكت عليها أميرة و هى تضربها على رأسها بخفة:
" طول عمرك كلمنجية، اهو لسانك الحلو ده هو اللى جاب الواد على جدور رقابته"
قاطع حديثهم دخول أمنية و هى تهتف بلهفة:
" بسرعة يا أمل بدأوا يكتبوا الكتاب يلا عشان تطلعى"
أمسكت يد أختها أميرة بخوف شديد مردفة بقلق:
" انا خايفة اوى و متوترة أوى و مش عايزة أطلع"
أمسكتها والدتها من يديها و هى تتجه خارجا:
" متقلقش يا قلب أمك كلنا هنكون معاك و ابوك هيكون جنبك و اختك مش هتسيبك لحظة، أهدى بقى و روحى يلا اقعدى عشان تكتبى كتابة على حبيب القلب"
هدأت قليلا و هى تناظر أختها التى اعطتها نظرة طمئنتها فأمسكت يد امها و هى تتجه لتجلس بجوار والدها الذى أحتضنها و قبلها من رأسها بحب مباركا لها و على الناحية الأخرى كان هذا العاشق تامر ينظر لها بعشق و لو كانت عيونه تتكلم لكانت أفصحت عن مكنونها فى هذة اللحظة، لكنه اكتفى بنظرة حب لتلك الفتاة التى تنظر له بخجل و قلق شديد، فأرسل لها نظرة إحتضنت قلبها قبلها و هدأت قليلا و بدأت تستمع للشيخ و هو يقول و تامر يردد ورائه
اما عن أميرة فكانت تقف بعيدا عن مجلس الرجال و الذى تجلس به أختها فقط تبكى فرحة لأختها و حزنا على قرب مغادرتها، تفاجئت بمن يحتضنها فكانت أختيها و هم يبكون أيضا فأخبرتهم و هى تمسح دموعها بمزاح:
" طيب بتعيطوا ليه ده احنا ما هتصدق نخلص من ام لسانين دى اللى عملالنا تعب أعصاب و جابت الضغط و السكر كلنا"
ضحكوا قليلا و تابعوا ما يحدث خارجا، الا إن اجتمعوا على قول المأذون:
" هل تقبل زواجك من أمل محمد الشرقاوى زوجة لك"
كاد أن يجيب عليه لكن قطع كلامهم صوت يهدر بقوة:
" وقف يا حضرة المأذون انا أختى مش هتتجوز الشخص ده...
الثاني من هنا