رواية فتاة من ناركامله بقلم سلوي منير
وانا عندى 5 سنين ، ماما كانت بتسلق مكرونة على النار، نسيت تجيب حاجة من الشارع وانا كنت بلعب فى الاوضة اللى جوه
فى المدرسة الابتدائية اللى جمبنا وانا قعدة فى الشقة لوحدى انا وماما ، ويادوب ماما نزلت لقيت الباب بتاعنا بيخبط ، فتحت بسرعة افتكرت ماما ، لقيته جارنا فى الشارع انا اعرفه هو تقريبًا فى جامعة بس هما ماديًا شبه ضايعين ، لقيته بيقولى:
= انا شوفت مامتك نزلت ، هو انتى لوحدك؟
طبعًا جاوبت عليه بكل برءة وقولتله:
.. اه ، ماما نزلت تجيب حاجة وجاية
= طيب اقلعي هدومك خالص ، عايز اشوف حاجة وهجبلك ايس كريم
.. لا ماما قالتلى لا
وندهت على ماما
..ماما ..ماما ..
اول مالاقانى بنده على ماما نزل بسرعة، وساعتها شميت ريحت دخان خوفت جدًا ، جريت على المطبخ علشان اشوف في ايه ، طبعًا مش فاهمة المطلوب مني اعمل ايه فى المواقف اللى زي كده ، كل اللى جه فى بالى انى اقلد التليفزيون وانقذ الموقف ، ازازة الزيت كانت جنبي ، قولت ارميها على النار علشان تطفى ، البوتاجاز كله ولع والنار بدأت تمسك حتة حتة فى خشب المطبخ ، طلعت جريت على الصالة علشان اهرب من النار ، خاصة انى مش قادرة اخد نفسي ، انبوبة البوتاجاز من حسن الحظ انها كانت بتشطب ومفيهاش غاز كتير ، لان قبلها بيوم كنت شايفة ماما عمالة ترج فيها وتقول لبابا ان خلاص قدامها بكرة بالكتير وتخلص وانه لازم يشوف الراجل بتاع الانابيب علشان يبدلها ، لكن مسلمتش من النار وسمعت صوت ضربة جامدة جدًا فى المطبخ كأن فى قنبلة والنار بدأت تطلع على الصالة ، برضو لحسن الحظ اننا كنا بننقل من الشقة دى لانها ايجار وهنسكن فى شقة جديدة قريبة من شغل بابا ، والعفش مكانش كتير يادوب مكانش باقى فى الشقة غير المطبخ والسريرين الكبار
الرواية موجوده كاملة علي صفحتي يبنات
اللى بننام عليهم لحد مانكمل نقل ، وكام حتة هدوم لينا علشان نغير فيهم ، النار بدات تمسك فى الحيطان ، الجيران بيحاولوا يكسروا الباب مش عارفين ، الباب بتاع شقتنا الخشب النار مسكت فيه ، والباب الحديد اللى بره الناس مش قادرة تفتحه والمفتاح مع ماما.
ستات البيت جريوا بسرعة يشوفوا ماما فين ، علشان يفتحولى الباب لانى تقريبًا مش مبطله صريخ وعياط ، ماما جت جرى وعمالة تصوت وتقول يالهوي شيماء جوه يالهوى شيماء جوه ، افتحولها ، الناس اتصلت بالمطافى لكن مجتش والنار عمالة تزيد، الباب الخشب بدأ ينزل على الارض والناس شايفنى من الباب الحديد والنار حواليا فى كل مكان ، الرجالة بتاعة البيت جابت مياه وبدأوا يدلقوا على الباب الحديد علشان يعرفوا يفتحوه بالمفتاح وينقذونى ، الناحية اللى بيفتحوا منها المفتاح ساحت ومبقوش عارفين يفتحوا القفل ، امى حاولت كذا مره ترمى نفسها ناحية الباب علشان على امل انها تفتحه وهي بتزقه ، الناس مسكتها ومنعتها علشان النار متمسكش فيها ، واحد جارنا جاب مطرقة حديد وبدأ انه يكسر مفصلات الباب علشان يفتحوا، وكل ماالوقت بيعدى كل مالنار بتزيد جوه ، الهوا بدأ يدخلى شوية لما الباب الخشب ولع لان بقى فيه هوا جاى من ورا الباب الحديد ، الستاير اللى كانت متعلقة النار بدأت تمسك فيها ودى كانت اخر حاجة النار ملمستهاش ، ومكنتش واخده بالى خالص ان الستارة اللى ورايا النار ماسكة فيها وفى الحديدة اللى متعلقة عليها وانها هتقع عليا ، الستارة وقعت عليا وهي مولعة والنار بقت على جسمى فى كل مكان ، ماما بقت بتصوت بشكل هيستيرى وانا سامعة صوتها ومش قادرة حتى انده عليها ، الفستان بتاعى القصير الجميل اللى كان عليه صور كرتون حلوة كتير اتحرق كله ومتبقاش غير جسمي.
الرواية موجوده كاملة علي صفحتي الان
جارنا قدر يفتح الباب الحديد ، والرجالة والستات جابوا جرادل المياه وبدأ يطفوا فى الحريقة ، ماما لما شافتنى وسط النار اغمى عليها ، مقدرتش تستحمل المنظر ، الناس اهتمت بانهم يطفوا النار الباقية فى البيت اكتر من انهم ينقذونى لانهم كانوا متأكدين مليون فى المية انهم هيلاقونى رماد ، المطافى جت وسامعة صوت حد بيقولهم طلعوا جثة البنت من تحت الستارة ، وحد تانى عمال يقول لاحول ولاقوة الا بالله ، انا لله وانا اليه راجعون ، عيلة صغيرة والنار كلتها ، ماما فتحت عينيها بصعوبة ، لانى سمعت صوت الستات وهما بيحاولوا يفوقوها ، وابتدت تصرخ وتقول بنتي ماتت وتضرب على وشها ، رجاله المطافى رفعوا الستارة واول ماشافونى ، بعدوا عني بسرعة خطوتين تلاتة لورا ، ماما سكتت ، الناس كلها بقت فى ذهول ، ومحدش كان مصدق اللى شايفه ..
الثاني من هنا