رواية انتقام ملغم بالحب الفصل السابع 7 بقلم سارة الحلفاوي
الفصل السابع
بتجري في غابة مو.حشة بـ الضل.مة، رجليها حا.فية و بت.نزف د.م، هدو.مها شِبه متقطّ.عة و عينيها مش مبطلة نزي.ف دموع، دموع من الد.م!، بتجري مسافة طويلة و تبُص وراها بذُعر، بـ تتعثر و ترجع تقوم، مبطلتش جري لدقيقة واحدة، سامعة صدى صوتُه حواليها و هو بيناديها بعُن.ف خلَّى ج.سمها كلُه يتر.عش، حطت إيديها على ودنَها و هي بتردد بـ هيستيرية:
- مش هرجع .. مش هرجع .. ههرب!!!
إتنفضت من على السرير و جس.مها كلُه عرق، وشها أحمر و كل خلية في جسمها بتترعش، قلبها بيدُق بشكل عن.يف، بصِت حواليها ملقتش حد فحاوطت نفسها برُعب و خوف، بصت على السرير .. السرير اللي شِهد على أس.وأ لحظات حياتها، عياطها زاد لما لقِت نفسها رجعت لنُقطة الصفر، رجعت لجناحُه و لأوضته و لسريرُه!!!، إتفتح باب الحمام فجأة فـ بصِت جنبها لقِته، وشه مليان قلق عليها لما لاقاها في الحالة دي، فـ قرّب منها و ميل عليها و هو بيمسح على شعرها بحنان:
- في إيه؟ إنت كويسة؟!!
بصتلُه بحدة، و شالت إيدُه بِعيد عن شعرها و هي بتقول بصوت عالي:
- إبعد إيدك عني!!! أنا بكرهك!!! بكرهك من كُل قلبي!!!
إتعدل في وقفته و رِجع الجمود لـ وشُه، إدالها ضهره و بِعد عنها بخطوتين فوقفته و هي بتقول بنبرة فيها رجاء و تعب:
- طلَّقني يا فهد!! لو أنا صعبانة عليك شوية طلَّقني!!!
قلبُه إتعصر .. و نفَسُه داق، لـف ليها و قعَد قُدامها، بصلها للحظات، بيتمعن في ملامحها المُرهقة، و عينيها التعبانة، فقال بهدوء:
- لاء .. طلاق لاء!!! أطلُبي أي حاجة إلا إني أطلَّقك!!
داست على سنانها بغيظ و ضر.بت على الملاية بغضب و هي بتقول:
- مش عايزة منك حاجة غير ورقة طلاقي!!! مش عايزة منك حاجة تانية مش مستنية حاجة منك!!!!
رد بنفس الهدوء .. و هو واعي و مُدرك الكلام دة هيوج.عها إزاي!:
- إفرضي إني رميت عليكِ يمين الطلاق، هتروحي فين؟ و لمين؟!!
وشها إتملى صدمة، و غصة رهيبة في قلبها، بيعا.يرها؟ بيعايرها إنها مالهاش حد تروحلُه؟، لما لقى الصدمة إتجسدت على وشها .. نِدم، نِدم على اللي قالُه و قِرف من نفسُه، خصوصًا لما قالت بصوت قطَّع قلبُه:
- إنت .. إنت بتعا.يرني؟
حاول يصلّح اللي عمله و اللي قاله فـ حاوط وشها بإيديه و هو بيقول بحنان:
- أعايرِك إيه يا هبلة إنتِ، إنتِ مراتي .. و دة بيتك إنتِ مش بيتي، و مش هتمشي منه غير على جث.تي، دة يمكن بعد ما تدفنيني تفضلي فيه بردو و محدش يقدر يطلّعِك منُه!
بَص لعينيها اللي إتملت دموع .. لاء .. لاء متعيطيش، قال في نفسُه و هو بيعترف إن مافيش حاجة بتضعفُه زي دموعها دي، و بشرود و عيون زايغة مسكت إيدُه اللي محاوطة وشها عشان تبعِدها فـ إتصدم لمّا حس بإيديها الباردة بشكل غريب، ساب وشها وحاوط إيديها و هو بيقول بصدمة:
- إنتِ إيدِك متلجة!!!
حاولت تبعد إيديها المد.فونة جوا حضن إيديها و هي بتقول بضيق:
- إبعد إيدك عني، و ملكش دعوة بيا!!
إتنهد و حضن إيديها أكتر من غير ما يهتم لمحاولاتها الفاشلة في إنها تبعدُه، و حتى لما مد إيده التانية عشان ياخد ريموت التكييف و يحولُه لوضع التدفئة كان بيحاوط إيديها الإتنين بإيد واحدة، و لما إتأكد إنها دفيت، سابها و قال بهدوء:
- أنا هروح شُغلي، هاجي على سبعة كدا و هحاول متأخرش، لو إحتاجتي حاجة كلميني في أي وقت، و إياكِ .. إياكِ يا تاليا تطلعي برا بوابة القصر، أنا مشدد الحِراسة عليكِ بدل شوية البهايم اللي كانوا واقفين إمبارح لما هربتي، قسمًا بربي .. الموضوع دة لو إتكرر، هتزعلي مني، و أنا مش عايز أزعلك مني!!!
إتحولت نبرة صوته من هدوء في أول كلامُه لـ تحذير عن.يف، كانت بتبصلُه بسُخرية و مخافتش، فـ قام من قدامها و بعد ساعة كان لابس، دخل الأوضة تاني عشان يقولها إنه هيمشي، بصلها لاقاها لسة قاعدة على السرير و عينيها مليانة شرود، صِعبت عليه، فـ قال بهدوء و حنان:
- قومي يا تاليا مش هتفضلي قاعدة في السرير، قومي كُلي!!
مردتش عليه ولسة سرحانة، فـ خد نفسو دخل وقفل الباب وراه، قلع الچاكيت بتاع البدلة و ركنُه على الكُرسي، و شمّر قميصُه و راح ناحيتها، كانت سرحانة ومش واخدة بالها هو بيعمل إيه، بس فجأى محستش بنفسها غير و هي في الهواء و إيد قوية شايلاها، إتصدمت و بصتلُه بخوف و هي بتقول:
- إنت .. إنت هتعمل إيه!!! نزلني .. نزلني بقولك!!!
بصلها بإستفزاز و ح.ضن جس.مها لصدرُه أكتر و هو ماشي بيها ناحية مطبخ الجناح، كل دة كان وسط تذمراتها و خب.طّها على كتفُه و ضهره عشان ينزلها بس هو مرَّمشلوش جِفن، حطها على رُخامة المطبخ و سند إيديه جنبها و وشه قرب منها .. بصلها و هو مستمتع بوشها الأحمر المتعصب و جسمها اللي بيتر.عش .. يمكنن من لمستُه .. أو من عصبيتها، ضر.بتُه في صدره و هي بتصرخ في وشُه بع.نف:
- إنت مين سمحلك تشيلني وجايبني هنا ليه!!!
مدّاش ردة فعل و يدأ يتحرك في المبطخ و يجهز مقادير الأكلة اللي هيعملها، عينيها إتعلقت عليه بعصبية و نر.فزة، و لسة هتقوم من فوق الرُخامة لفلها و بصلها بتحذير و هو بيقول بحدة:
- إياكِ تتحركي من مكانك!!
إبتسمت بإستفزاز و بمُنتهى العِند نزلت من على الرُخامة كإنه مقالش حاجة، و هي بتتحرك برا المطبخ ببطئ قاصدة تستفزُه، فـ راح ناحيتها زي الرياح الأهوج .. خافت منه جدًا و لسة هتطلع تجري من قدامها كان مسكها هو من وسطها و قفل باب المطبخ بالمفتاح، شالها تاني و وشه مليان بتعا.بير الغضب و حطها على الرخامة زي الأطفال، إتنفضت لما ض.رب على الرخامة جنبها و قال بعصبية:
- أنا لحد دلوقتي هادي معاكِ!! متجننيش ها!!!
بلعت ريقها بخوف حوالت متبينوش بس بان، بص لتعابير وشها الخايفة و كتم ضحكتُه، بَص لشفايفها اللي متفرقة شوية عن بعض، و ممنعش نفسُه من إنه يلثمها بحنان بـ قُبلة سطحية بِعد بعديها عنها و هو مبتسم من ردة فعلها المصدومة، بصتلُه بحدة و ضيق و هي بتكز على سنانها، و لسة هتزعق معاه لقِتُه بيتحرك في المطبخ برشاقة وبسرعة، بيعمل الأكل كإنه شيف بقالُه عشرين سنة!! و إتحولت ملامحها من غضب وضيق لـ دهشة و هي شايفاه بيعمل الأكل أحسن منها، و في عشرين دقيقة خلّص الفطار و حطُه ع الصينية وبعدين على الطرابيزة اللي في نُص المطبخ، لفلها وحاوط وسطها بحنان و نزلها من على الرخامة، و قعدها على الكُرسي اللي قدام الطرابيزة قعد قدامها و قالها بهدوء:
- كُلي ..
بصت للأكل، و بصتلُه وقالت بضيق:
- مش عايزة أكُل حاجة، و إنت أصلاً ملكش دعوة بيا ولا بأكلي!!!
قال بإستفزاز:
- طب كُلي عشان مأكلكيش أنا، و أحضُنك و أقرب منك براحتي و أعمل كل حاجة إنتِ بتكرهيها!!!
نفخت خدوها بصيق وضربت الطرا.بيزة بحدة، و بدأت تاكل بجوع حقيقي لسببين أولهم إنها مكالتش من إمبارح و تانيهم إن الأكل كان طعمُه يجنن، بصلها و هو مبتسم و هي بتاكل بشراهة زي الأطفال!
خلصت أكل فـ بص لساعته و قال بهدوء:
- بالهنا، همشي أنا عشان إتأخرت!!
قام وقف و مال على راسها و باس جبينها بحُب و سابها ومشي، بصت لأثرُه بشرود، عينيها إتملت دموع و هي عارفة إن دي هتكون آخر مرة تشوفُه فيها!! أيوا .. هي قررت النهاردة تهرب!! تهرب للأبد من سِجنُه!!!
يُتبع