رواية حمل ثقيل شهاب ورنيم الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا
الجزء الخامس
رنيم بصدمة: ح ...حبيبته؟
الفتاة بفرح: ايوا وهنتخطب قريب، مش ده خبر حلو؟
عقدت الفتاة حاجبيها فجأة: بس أنتِ مين ؟
رنيم بإرتباك: أنا.. أنا
فى تلك اللحظة أتى شهاب وهو يحمل فى يده أكياس عدة وباقة ورد.
شهاب بذهول: سها أنتِ بتعملي إيه هنا؟
سها بفرح: جاية أقولك أنه بابا وافق على خطوبتنا
يا حبيبى.
نظر بإرتباك لرنيم التى تنظر لها بعدم إهتمام ثم
تركتهم ودلفت مرة أخرى إلى غرفة النوم.
بعد قليل معا طرق على الباب وصوت شهاب: رنيم ممكن
أدخل؟
رنيم بصوت هادئ: اتفضل يا شهاب .
دلف وفى يده باقة الورد وهو يقول بتوتر: رنيم عايز
أفهمك حكاية سها الموضوع مش زى ما أنتِ فاهمة.
رنيم ببرود: و تفهمني ليه؟
شهاب بإستغراب: قصدك إيه؟
رنيم : قصيدة أنه دى حياتك وأنت حر فيها وأنا قولتلك
مرة هيجي علينا وقت وننفصل والصراحة مش
مهتمة أعرف.
شهاب بغضب: ازاي مش مهتمة ؟ ده أنا جوزك!
رنيم بإستنكار: شكلك نسيت أنه ده كان وضع للضرورة
بس يا شهاب .
تقدم منها وهو يجز على أسنانه: رنيم متستفزنيش.
نهضت بحدة: إيه الاستفزاز فى كدة مش فاهمة؟
لمعت عيناه بخيبة أمل وهو يرفع الورود بيده: ده أنا
حتى كنت جايب لك الورد ده لأنك بتحبيه،
ليه تعملي كدة؟
نظرت إلى الورد بإشمئزاز ثم أخذته من يده و ألقته
فى القمامة وهو يقف مصدوما من تصرفها.
ثم عادت له وقالت بصوت عالى: أنا مش عايزة حاجة
منك ولا ورد ولا أي حاجة ياريت تفهم بقا وتسيبني
فى حالى.
وقف ينظر لها ف صرخت : سيبني فى حالى يا شهااب
إيه مش سامع ؟
خرج بسرعة من الشقة بأكملها فسقطت على الأرض
تبكى بشدة، كما هى متناقضة ومحتارة فى مشاعرها
كما تضايقت من الفتاة وشعرت بقلبها يحترق
عندما قالت إنها حبيبته ولكن ما همها ؟
تزوجها فقط لينقذها من الفضيحة وسينفصل عنها
قريبا يجب أن تعتاد على غيابه مجددا .
اتصلت بصديقتها روفيدة.
رنيم ببكاء: روفيدة أنتِ فين؟
روفيدة بقلق: فى البيت، ليه يا رنيم ؟
رنيم بضعف: ممكن تجيلي دلوقتى؟
استشعرت روفيدة وجود خطبا ما فقالت على الفور: تمام
هجيلك حالا.
أتت روفيدة لتجدها منهارة وعينيها حمرواتين من كثرة
البكاء .
قالت بخوف: بتعيطي كدة ليه؟
احتضنتها رنيم بضعف: أنا تعبانة اوى يا روفيدة
مبقتش فاهمة نفسى ولا عارفة حاجة .
مسحت على شعرها بتفهم: طب احكى مالك يمكن
أنا أفهمك.
حكت لها ما حدث هذا الصباح كما أخبرتها كيف أنها
تشعر بالتشتت الشديدة ولا تستطيع تحديد مشاعرها
أو التعامل معه بصورة طبيعية.
روفيدة بإبتسامة: الموضوع بسيط خالص يا رنيم؟
مسحت دموعها بحيرة: ازاي؟
روفيدة: أنتِ بتحبيه.
بدأ قلبها يدق بقوة وقالت بصوت عالى: لا طبعا أنتِ
بتقولي ايه!
روفيدة وهى ترفع حاجبها وتناظرها بإبتسامة واثقة: طب
أهدى ليه العصبية دى؟
رنيم بتوتر: لأنك بتقولي حاجات مش منطقية.
روفيدة بنبرة جدية: رنيم أنتِ لازم تواجهي نفسك بقا
مفكرتيش ليه طول السنين دى فاكراه ومش قادرة
تنسيه؟ طول السنين دى مجروحة منه لأنه سابك
ليه؟ لأنه كان أكتر من أخوكِ وهو بالنسبة لك سابك
مع أنه فى الحقيقة معملش أي حاجة غلط غير أنه سافر
يتعلم، بتعاقبيه على حاجة ملوش ذنب فيها كل ده
لأن خيب أملك بس، و دلوقتى غيرتك عليه من البنت
دى لأنك بتحبيه فعلا بتحبيه ومش عايزاه يحب غيرك
ولا حد ياخده منك، حتى لما كنتِ مخطوبة لعصام
ده كان تفكيرك أنك اتسرعتي، أنتِ حتى مش زعلانة
أنه عصام سابك قد ما زعلانة أنك حاسة أنه شهاب
اتجوزك غصب عنه وهيسيبك، افهمى بقا.
صمتت وهى تفكر فى حديثها تستعيد ذكرى كل شيئ
حدث، أهى بالفعل تحبه؟ لماذا لم تدرك ذلك من قبل؟
أكانت عمياء عن مشاعرها لتلك الدرجة ؟
أمسكت روفيدة يدها وهى تقول بنعومة: أنا أصلا لاحظت
ده لما رجع من تصرفاتك وكلامك بس كنت مستنية
تدركِ مشاعرك بنفسك.
وضحكت: تصدقي على قد ما زعلت على اللى حصلك
على قد ما فرحت أنك اتجوزتيه.
رنيم بحزن: بس فيه واحدة غيرى هو بيحبها وكمان
هيخطبها.
روفيدة بتفكير: مش عارفة ليه حاسة أنه مش بيحبها
فعلا.
رنيم بأمل: تفتكري؟
روفيدة بقوة: بالنسبة ليا اه وبعدين ده بقا جوزك
أنتِ يعنى حتى لو بيحبها هو حقك أنتِ دلوقتى
لازم تحاربي علشانه يا رنيم .
رنيم بيأس: أعمل ايه؟
ضر"بتها على يدها بتوبيخ: هو أنا اللى هقولك تعملي
إيه؟ المفروض أنتِ تفكري .
رنيم بعزم مفاجئ: معاكِ حق أنا هعمل كدة، شكرا
جدا يا روفيدة.
روفيدة بمرح ساخر: والله مش عارفة من غيري كنتِ
هتعملي إيه بعقلك ده!
ذهبت روفيدة بعد قليل وبقيت رنيم تنتظر شهاب
ولكن كل المساء ولم يعد بعد ف قلقت عليه بشدة .
ذهبت بسرعة لتفتح الباب عندما سمعت طرق.
رنيم بدهشة خفيفة: أنتِ؟
سها بإبتسامة غريبة: اه أنا مش هتدخليني؟
شعرت بعدم ارتياح ولكن أجبرتها اللياقة على أن تدخلها.
رنيم بهدوء: لا طبعا أتفضلي.
دلفت سها وذهبت للجلوس على الأريكة.
وزعت أنظارها فى المكان : الشقة حلوة أوى
دى هتبقي بيتنا أنا وشهاب بس ناوية أغير فيها
شوية حاجات كدة .
جلست رنيم بحانبها ولم ترد .
سها : متخافيش شهاب حكالي على كل حاجة وعلى
زواجكم المؤقت .
رنيم بتفاجئ: بجد؟
سها بمكر: اه طبعا، متقلقيش أنا متفهمة جدا وفاهمة
مشكلتك .
ردت رنيم بضيق: اه شكرا.
سها : ممكن تعمليلنا حاجة نشربها؟ عايزة أدردش معاكِ
شوية.
نهضت بعدم ارتياح متزايد تحضر مشروب ساخن
لكلا منها وهى تفكر بخيبة أمل أن شهاب أخبرها أنه
زواجهم مؤقت، ربما هو لا يحبها و يحب هذه الفتاة
وكانت روفيدة مخطئة.
عادت لها بالصينية ف تذوقت مشروبها وقالت
بلطف: كوبايتي ناقصة سكر ممكن تجيبه ليا؟
نهضت رنيم بإرتباك: اه حاضر.
فعلت كمان قالت ولكن الغريب عندما عادت و وضعت
السكر لم تشرب أكثر من رشفة معها فقط .
شربت كوبها بقلق وهى تفكر فى غايتها من هذه الزيارة.
فجأة شعرت بأطرافها ترتعش و العرق يسيل على
وجهها و نفسها يضيق كأن شيئا يطبق على صدرها.
رنيم بوهن: ا... أنا حاسة أنى تعبانة .
قالت سها ببساطة و كأنها تخبرها عن أحوال الطقس:
متخافيش يا حبيبتى ده تأثير الس"م بس .
رنيم بصدمة: س"م !
سها بحقد: اه آمال أنتِ فاكراني هسيب شهاب
ليكِ بالساهل من غير ما أعمل حاجة؟ لا شهاب
ده حقى أنا وحبيبى ومش هسمح لك ولا لغيرك
يأخده منى والصراحة حتى لو جوازكم مؤقت أنا مش ضامناكِ.
نهضت و أخذت حقيبتها وهى تنظر لرنيم التى وقعت
على الأرض ولا تستطيع التنفس: للأسف مكنتش عايزة
أعمل كدة لأنه بابن عليكِ بنت طيبة بس مكنش
قدامى حل غير كدة.
تركتها وخرجت من الشقة ورنيم تنظر حولها بجنون
تحاول إيجاد ما ينقذها ولكن قبل أن تستطيع
خرج شيئا أبيض من فمها و أحست و كأن روحها
تُسلب منها و أغمضت عينيها وآخر ما فكرت
به كان شهاب!