رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل الاربعين 40
الفصل الاربعين
فتوجه هو وشقيقته ومراد لمنزل الغرباوية بعدما أوصلوا نورسين وطفليها لمنزل الراوية
قابلهم ياسر مُرحباً بهم بعدما أخبرهم بأن سليم ذهب لأمر ما
سألت مليكة بإشفاق
مليكة: فاطمة....فاطمة عرفت
أومأ ياسر برأسه في أسي
دلفوا سوياً للداخل فوجدوا الرجال جالسون في صحن القصر
إحتضن أمجد طفلته بينما رحب مهران بعاصم
طالعت مليكة ذاك الرجل المطأطأ رأسه منزوياً في ركن بعيد عن الجميع بإشفاق وتمتمت تسأل في أسي
مليكة: فين فاطمة
جائت قمر تتمتم في ألم دامعة
قمر: فاطمة فوج يا مليكة
تركت هي مراد مع والده وجده وصعدت مع قمر
طرقت الباب في خفوت حتي سمعت فاطمة تتمتم بنبرة مختنقة إثر بكائها
فاطمة: هملوني لحالي
فتحت مليكة الباب في خفوت ودلفت في هدوء
جلست بجوارها علي الفراش بينما هي دارت برأسها كي تري من القادم .....لم تشعر مليكة لما شعرت بكل ذلك الآلم يعتصر قلبها لرؤيتها علي تلك الحالة......أين هي فاطمة تلك الفتاة المرحة المشاكسة.......هي لم تعتد منها علي ذلك الصمت.....الألم والخزي
وضعت يدها علي كتف فاطمة متمتمة بحبور
مليكة: أنا مش هقولك أنا حاسة بيكي بس هقولك أنا فاهمة إنتِ حاسة بإيه
عارفة إنك تايهة وتعبانة ومتلخبطة........حاسة إنك ضايعة وملكيش هوية.........عارفة يا فاطمة لما تاليا ماتت حسيت إن حياتي كلها وقفت.......هي أصلها مكانتش أختي بس لا دي كانت كل
حاجة..... صاحبتي وبنتي وأختي وكل حاجة ساعتها قولت أنا أكيد عملت حاجة وحشة أوي علشان كدة ربنا بيعاقبني.......بس مكنتش أعرف إنه بيحبني أوي لدرجة إنه بعتلي أخت تانية ......أخت تعوضني عن تاليا......أنا عاوزاكي تعرفي إنك هتفضلي طول عمرك بنت شاهين الغرباوي.....محدش يقدر ينكر دا..... محدش يقدر يمسح سنين عمرك معاه...... لكن برضوا أمجد الراوي محتاجك
إنخرطت فاطمة في البكاء فإحتضنتها مليكة بقوة
حتي شعرت بفاطمة أيضاً تتشبث بها وهي تنتحب بألم
ظلت مليكة تضمها مربتة علي رأسها بحنان وتركت لها العنان حتي أخرجت ما بداخلها بالكامل
وبعد ما يقرب ما ساعتين بكاء وفاطمة تشعر بالضياع.....وما زاد شعورها هو رحيل
والدتها .....هي تحتاجها الأن أكثر من أي وقت مضي
أردفت مليكة مشاكسة
مليكة: أنا لو منك أفرح حد يطول يبقي ابوه شاهين الغرباوي وأمجد الراوي أنا لو منك أستغلهم بقي أسوء إستغلال
إبتسمت فاطمة بوهن بين دموعها فأردفت مليكة بحبور
مليكة: كله هيعدي وإحنا سوا خليكي دايماً عارفة كدة
كانت تلك الكلمات كفيلة لجعلها تزداد في بكائها بقوة أكبر ......فإحتضنتها مليكة مرة أخري سامحة لها بإغراق ثيابها دموعا عساها تخفف تلك النيران المستعرة في قلبها
حتي شعرت مليكة بسكونها قليلاً فأبعدتها برفق وهي تتمتم باسمة بحبور
مليكة : بصي يا حبيبتي قومي دلوقتي إتوضي وصلي ركعتين لله بأي نية تحبيها وإشكيله كل حاجة وأطلبي مساعدته...... أقولك حتي متتكلميش عيطي بس وهو كفيل والله إنه يحللك كل حاجة
عمدت بأصابعها تجفف دموع شقيقتها وهي تستحثها علي الإبتسام حتي سمعا طرقاً علي الباب أعقبه فتحه بخفة ومن ثم أدخلت قمر رأسها متمتمة في حرد
قمر: أه أحضان وكلام زين للست مليكة إنما جمر للبكاء بس
ضحكت مليكة وهي تخرج لسانها لقمر
مليكة : اه وملكيش إنت صالح واصل
برقت عينا الأثنتان وقمر تتقدم في تمهل حتي جلست بجوارهما علي الفراش......تنقل الفتاتان بصرهما بين مليكة وبين بعضهما في دهشة
حتي سمعا مليكة تضحك علي مظهرهما وهي ترفع رأسها في إباء
مليكة: واااه وااه لهو إنتوا متعرفوش ولا إية أنا أصلي صعيدي أباً عن چد
ضحكت قمر بينما إحتضنت هي فاطمة بحبور حينما شعرت بأنها علي وشك البكاء مرة أخري
همت قمر بالحديث فتمتمت مليكة بحزم وهي تربت علي رأس شقيقتها
مليكة: إحنا هننزل دلوقتي يا طمطم وإنت روحي صلي يا حبيتبي ونامي شوية وأنا شوية وهاجي أصحيكي
خرجت الفتاتان بعدما أومأت فاطمة برأسها وطبعت مليكة قبلها علي جبهتها في حنو
تمتمت قمر بتوجس
قمر: عمي أمچد كان عاوز فاطمة شوية
أجابت مليكة بحبور
مليكة: مش دلوقتي سيبيها دلوقتي تصلي الأول وتهدي علشان تكونت فكرت علي مهلها ومتبوظش الدنيا لأنها لسة تايهة
إنكمشت ملامح قمر بأسي بعدما مطت شفتيها للأمام بإشفاق
قمر: مش سهل واصل
أومأت مليكة برأسها وهي تدعوا الله بداخلها
أن يمر كل شئ علي خير
****************************
توجهت قمر لطفليها بينما توجهت مليكة لغرفتها كي تطمأن علي مراد
طرق الباب بسرعة وهو يستعد لملأ عيناه منها
سمع صوتها تتمتم في هدوء بينما هي منكبة علي إفراغ حقيبتها
مليكة: ادخلي يا قمر
إبتسم وهو يدرك إعتقادها بأنه قمر فإنتهز الفرصة وزحف خلفها ببطء يتحرك برشاقة حتي أصبح خلفها تماماً..... إنحني بجذعه حتي ضربت أنفاسه عنقها لتستدير هي بسرعة تطالعه في صدمة
وقبل أن تفتح فمها للإعتراض كانت شفتاه أسرع في الإطباق علي شفتاها..... ناهلاً من نبعها حاولت دفعه ببطء ولكنه أحكم الإمساك بها وبدأ في الغوص لأعماق روحها دافعاً إياها للخزانة
إبتعد عنها بعدما شعر بحاجتها للهواء مستنداً بجبينه علي رأسها وهو يلهث بسرعة....... أنفاسه الحارقة تلتهم صفيحة وجهها هامساً بها برقة أذابتها
سليم : وحشتيني
دفعته عنها برقة وهي تؤنبه
مليكة : إزاي تعمل كدة هما إفرض حد شافنا دلوقتي هيبقي إيه شكلي
ضحك بخفوت
سليم: وإيه يعني ما يشوفونا يا روحي
تجعدت أنفها بإزعاج وهتفت به حانقة
مليكة: دا وقته يعني
مط شفتاه مفكراً وهو يطالعها بنظرات ماكرة كأنه يفكر
سليم: إنتِ عندك حق دا حتي عيب عليا
تنفست الصعداء وهي تتمتم بهدوء
مليكة: شوفت بقي
ضحكات شريرة مجلجلة خرجت من شفتاه وهي تطالعه بذهول ليقتنص بعدها شفتاها في حبور
حاولت دفعه عنها بأخر ما تبقي لها من مقاومة
قبل أن يخفق قلبها المحموم ويعلن شوقه لمحبوبها
قبل أن تندثر أخر إعتراضاتها في جنح الحب
*************************
في الصباح
خرجت مليكة من غرفتها فوجدت والدها وسليم يقفان عند بداية الدرج
تقدمت ناحيتهما تلقي علي والدها تحية الصباح
فردها باسماً
أمجد: فاطمة عاملة إيه يا حبيبتي..... أنا عاوز أدخلها
تمتمت مليكة بإشفاق
مليكة: الموضوع صعب عليها أوي يا بابا علشان كدة أدوها وقتها ......وعمتاً متقلقش أنا هدخلها دلوقتي وإن شاء الله خير إنتوا بس خليكوا جمب تيتا خيرية وجمب عمو شاهين متسيبوهمش
أومأ الإثنان برأسيهما في هدوء بينما برقت عينا سليم ببريق إمتُزج بين الفخر والحب ....كم أن طفلته مراعية ......كم هي صافية و ودودة فبعد كل تلك الإهانات والنزاعات التي حدثت بينها وبين شاهين تشفق عليه لهذه الدرجة
تركتهم و توجهت لغرفة فاطمة في إشفاق
طرقت الباب في هدوء حتي جائها صوت فاطمة الباكي من الداخل
فاطمة: إدخل
دلفت مليكة باسمة بحبور تطالع شقيقتها بإشفاق
مليكة: صباح الخير يا حبيبتي
تمتمت فاطمة بخفوت
فاطمة: صباح الخير يا مليكة
تقدمت مليكة لتجلس بجوارها علي الفراش
مليكة : هاه عملتي زي ما قولتلك
أومأت برأسها
فاطمة: أه
حمحمت مليكة بقلق
مليكة: بابا عاوز يدخل.....عاوز يتطمن عليكي ويكلمك
تجعدت انفها بقلق بينما نقلت بصرها لمليكة التي طمئنتها باسمة
مليكة: متخافيش يا حبيبتي أنا قولتلك بابا أول واحد مش هيجبرك علي حاجة هو بس هيتطمن عليكي ويكلمك وبس
تمتمت فاطمة بتوجس فأردفت مليكة مؤكدة
مليكة: لازم يا فاطمة ...لازم المواجهة دلوقتي أنا أجلتها شوية علشان تكوني هديتي وعرغتي تفكري ومتخافيش محدش هيجبرك علي أي حاجة وزي ما تختاري إنتِ إحنا هننفذ
تركتها وهبت ناهضة تستدعي والدها الذي سرعان ما دلف للداخل يقدم خطوة ويؤخر الآخري
أمجد : ممكن أدخل
ابتسمت مليكة بحبور
مليكة: إتفضل يا بابا وأنا هنزل أجيبلكوا شاي
دلف أمجد للداخل يسير في هدوء مثقلاً بالخوف من فقدان طفلته...... بالخوف من رفضه
جلس بجوارها علي الفراش بينما شعرت بقلبها يكاد يخرج من مكانه إثر التوتر
هتف بها متمتماً في هدوء
أمجد: فاطمة أنا عارف يا بنتي إنتِ أد إيه متلخبطة وتايهة وضايعة...... والله يا بنتي أنا مش ناوي أخدك من شاهين ولا أحرمك منه
غمزها باسماً وتمتم
علي الرغم من إننا وهو مبنطقش بعض
بس إنتِ بنته قبل ما تكوني بنتي هو اللي ربي وكبر وعلم وراعي...عارفة يا بنتي دايماً كنت بسأل نفسي ليه ربنا أخد مني تاليا قبل ما أشوفها وكنت فاكر إن دا عقاب علشان اللي عملته مع أيسل ومليكة ودلوقتي بس إكتشفت إنه مش عقاب لا دا علشان أبقي حاسس بإحساس شاهين دلوقتي
أنا عارف النار اللي في قلبه دلوقتي عاملة إزاي عارف يعني إيه اب بنته تضيع منه فجأة ....عارف يعني إيه ضناه اللي رباها وكبرها تتحرم منه تخيلي أنا حسيت بالنار دي وأنا مشوفتش تاليا تخيلي بقي هو شافك وشالك ورباكي وكبرك وسهر وعلم وحب
عادت نبرته للجدية وتمتم بألم
أمجد: أنا مش طالب منك غير إنك تشوفي مامتك الغلبانة نورهان خليها تملي عينها منك تحضنك وتتكلم معاكي بس وبعدها شوفي إنتِ عاوزة إيه
إنت أصلك مشوفتيهاش عاملة إزاي دي لما شافتك قبل ما تعرف أي حاجة مبطلتش كلام عنك من يوم العشاء اللي كان عندكوا هنا في الدوار تخيلي بقي رد فعلها لما عرفت إنك بنتها
أومأت هي برأسها في إضطراب بعدها تمتمت في ألم
فاطمة: أني..... أني عاوزة أشوفها ممكن
إبتسم أمجد بحماس وأردف باسماً
أمجد: بالليل هاخدك إنتِ ومليكة تزوروها بس تتكلمي الأول يا بنتي مع شاهين
إبتسمت فاطمة وتمتمت بتلقائية
فاطمة: شكراً يا بابا
إتسعت إبتسامته وعلي وجيفه بسعادة متمتا ًبغير تصديق
أمجد: قوليها تاني
تقدمت فاطمة بإضطراب وإحتضنته في خجل
فاطمة: حاضر يا بابا
**************************
في الأسفل
دلفت مليكة للمطبخ لتعد بعض الشاي للجميع
إنهمكت هي في وضع الإناء علي النيران
فإنتهز سليم الفرصة ليدلف خلفها في هدوء
حاول وحاول عدم فعل هذا.......حاول أن يبتعد ولكن قواه خارت وإنهار تماسكه........إشتاق إليها حد الموت....نعم هي كانت بين ذراعيه منذ ساعات ولكن اللعنة وكل اللعنة علي رائحتها التي تشبه المسك تلك التي سرعان ما هاجمت رئتاه فكانت كالخمر أسلبته عقله بأريحية شديدة ....ااااه كم إشتاق إليها.....إقترب منها مُحتضناً إياها بقوة دافناً رأسه في عنقها شهقت بهلع وهي تتمتم بخجل
مليكة: سليم!!! إنت بتعمل إيه حد يشوفنا
تمتم بتيه غير مبالياً
سليم: واحد مراته وحشاه فيها إيه دي
برقت عيناها بخجل وهي تتمتم بحرد
مليكة: وحشاك!!!!دا أنا كنت لسة معاك من كام ساعة
تمتم بتيه
سليم: أه بتوحشيني وإنتِ معايا
شعرت بشفتاه الرطبتان علي عنقها البض فشهقت بهلع تتوسله وهي تكاد تبكي خجلاً فكيف سيكون الوضع الآن إن دخل أحداً عليهما الآن......كيف ستستطع النظر في وجوهم إذا باغتهم أحداً ما ودلف للمطبخ الآن أكمل هو غير مبالياً بأي شئ غير إستنشاق رائحتها التي أدمنها بينما تجولت يده الكبيرة علي بطنها
وخصرها ......مسببة لها رجفة عنيفه في كل جسدها..... أخذ قلبها ينبض بجنون وأصبحت غير قادرة علي المقاومة .......أدارها ناحيته رافعاً وجهها إليه لاثماً شفتيها في قبلة عاصفة بث فيها شوقة المضني إليها ......سقط علي إثرها الكوب من يداها لينكسر لأشلاء لتدلف علي إثرها إحدي الخادمات التي سرعان ما شهقت خجلاً إثر رؤيتها للوضع الحميمي للزوجان المتحابان
دفعته مليكة بعيداً بينما إستترت خلفه خجلاً
تمتمت الخادمة بكلمات الإعتذار ومن ثم تركتهم وذهبت للخارج
تمتمت مليكة توبخه وهي تكاد تبكي إثر ذلك الموقف الحرج
مليكة: عاجبك كدة.....شكلنا إيه دلوقتي
طبع قبلة خاطفة علي وجنتها متمتماً
سليم: وحشتيني
ثم خرج مسرعاً ليلبي نداء مهران
**************************
في منزل الراوي
هتف حسام بدهشة غير مصدقاً ما يخبره به والده
حسام: يعني ايه؟؟
تمتم قدري بهدوء
قدري: هي دي الحَجيجة يا ولدي
خبط حسام بكفيه غير مصدقاً
حسام: يعني فاطمة .....فاطمة توبجي بت عمي أمچد
أومأ قدري متابعاً
قدري: أيوة يا بني وهيچوا بالليل هي ومليكة وعمك
سأل حسام بإستهجان
حسام: وكنتوا ناويين تخبروني ميتي
تمتم قدري بهدوء
قدري: مكناش لسة متوكدين يا ولدي ....عمك أول ما إتوكد وچاب نتيچة التحليل طَلع علي سليم طوالي ومنها چم علي إهنيه علشان يخبروا الباجي أومأ حسام برأسه في إضطراب وتوجه ناحية الإسطبل كي يخلوا بنفسه قليلاً
ضرب الباب بقبضته غاضباً
وااااه.......كيف يعني مكونش چمبك
دلوجت ......واااااه يا جلبي
***************************
في قصر الغرباوي
خرجت فاطمة من غرفتها متوجهة ناحية غرفة محبوبها الأول....بطلها الأول ......فارسها
المغوار ....والدها شاهين الغرباوي
طرقت الباب بخفوت وهي تجاهد بكل قوتها أن تتماسك و ألا تذرف الدموع
سمعت صوت شاهين يتمتم بإنكسار خلع قلبها
هي تعرف أن والدها يحبها ولكن لم تكن تدرك أنها غالية لديه لتلك الدرجة
دلفت تبحث عنه بعيناها بإصرار
إلتف ناحيتها وهو يكاد يختنق ألماً ....قهراً وحزناً
علي حالتهما
إندفعت ترتمي بأحضانه باكية...... وكأن كل تلك العيرات التي ذرفتها من قبل لم تكن .....فالبكاء بين ذراعي والدها شيئاً آخر
إحتضنها بكل قوته وهو يشاركها البكاء مرة أخري للمرة التي لا يعلم عددها في اليومين الماضيين
إبتعدت عنه برفق وعمدت بيدها تجفف عبراته
متمتكة بكلماتها التي هبطت علي قلبه مثل البلسم تطمئنه وتهدئه
فاطمة : شاهين الغرباوي ميبكيش واصل طول ما بته لساتها عايشة .....مش كدة ولا أنت خلاص ما صدجت حد تاني جالك إني مش بتك علشان تخلص من ذني وطلباتي..... له عاد إنس الحديت ديه واصل
سارع بجذبها بين ذراعيه وهو يبكي باسماً يتمتم في صدق
شاهين : كل اللي تطلبه فاطمة أوامر علي رجبة ابوها عاد
ضحكت فاطمة الباكية تحتضنه بقوة وهي تتمتم
فاطمة: إنتَ أبوي ..... إنت اللي ربيت وكبرت وعلمت..... أني طول عمري فاطمة شاهين الغرباوي وهفضل إكده لحد ما أموت ......إنت أبوي وهتفضل أبوي لحد أخر نفس في
عمري .....ومحدش في الدنيا دي كلاتها يجدر يجول غير إكدة ولا حتي بابا أمجد
ربت شاهين علي رأسها متمتماً بصدق
شاهين: بعد الشر عنيك يا حبة جلب ابوكي من جوة
أخبرته فاطمة بخطة المساء فوافق ممتعضاً ولكنه أشفق علي تلك السيدة التي تتحرق شوقاً لرؤية طفلتها
**************************
في المساء
أصرت مليكة علي سليم ألا يأتي معهما ويظل بجوار مراد بعدما وعدته ألا تتأخر
دلفت وبجوارها فاطمة التي تتلمس منها الأمان
هي حقيقة لا تدري من منهما تحتاج للإطمئنان أكثر
الآن هي أم فاطمة ....فها هي الآن علي أعتاب رؤية السيدة التي سلبت منها حياتها وسلبت مكانة والدتها......لاتدري حقاً ماذا تشعر ناحيتها كره فقط أم كره وحقد معاً ........ملأ الحقد جسدها علي تلك السيدة التي عاشت حياتها محاطة بكل تلك الرفاهية والدلال وهي و والدتها وشقيقتها أمضين ا
أياماً لا يعلمن فيها كيف سيتناولن طعامهن
إزداد حسدها لتلك المرأة التي حظت بالدلال والحب من والدها بينما قضت هي وشقيقتها أياماً
تمنين فيها أن يضمان والدهما.... يشاهداه
أن يلعب معهما ويدللهما..... اااه كم تتذكر رغبة تاليا الملحة في رؤية والدها.....كان والدها يقف بجوارها يراقبها في هدوء ملاحظاً تغيرات ملامحها من الحقد الي الكره ثم تلك المرارة التي إستقرت في عيناها مُمتَزِجة بغشاء رقيق من العبرات يأبي الهبوط بكبرياء.....هل كان أنانياً لتلك الدرجة بإحضارها لهنا .....هل زاد من عذابها بإشتياقها لوالدتها وشقيقتيها...... هل كان حقيراً لتلك الدرجة
حقاً إنه نادم جداً الآن ومازاده ألماً هو تقدمها من نورهان بثبات راسمة إبتسامة عظيمة علي شفتيها
مليكة: أهلاً بحضرتك أنا مليكة
إحتضنتها نورهان بحب باسمة بحبور
نورهان: أهلاً بيكي يا بنتي ابوكي مبيبطلش كلام عنك .....إنتِ حتي أجمل من وصفه
إبتسمت مليكة بأدب بينما خرج صوتها مختنقاً
مليكة: شكراً حضرتك أجمل
طالعت فاطمة باسمة وهي تتراجع للخلف مشيرة لفاطمة التي تقدمت في توجس
مليكة : فاطمة
بينما أومأت برأسها لوالدها باسمة متمتة في إعتذار
مليكة: توما أنا هسبقك علشان مراد ميغلبش سليم
تمتمت نورهان باسمة
نورهان: هاتيه معاكي تاني يا مليكة أنا نفسي أشوفه
إبتسمت مليكة بأدب بعدما أومأت برأسها موافقة
مليكة: إن شاء الله
خرج الجميع تاركين المجال لنورهان قليلاً مع طفلتها التي فقدتها والذي بدأ لقائهما بعناق طويل أشبعت فيه نورهان رئتيها برائحة طفلتها
أما مليكة فودعت عاصم ونورسين وتوجهت للخارج
بعدما رفضت رغبة عاصم المُلحة في إيصالها وأعربت عن رغبتها في الذهاب بمفردها
**************************
خارج القصر
خرجت مليكة مسرعة خطواتها تشبه الركض الهادئ تجفف دموعها في آلم رافضة أن يراها أحداً
بتلك الهيئة.......بذلك الضعف....الذل والإنكسار
حتي شاهدت سليم واقفاً يتكئ علي سيارته بالخارج.......تسمرت مكانها لعدة دقائق بعدما جففت دموعها تطالعه بعينان تقطران ألماً وقهراً
وفجاءة عادت للبكاء وإرتفع نحيبها وهي تركض ناحيته دافنة نفسها بين ذراعيه تبكي بحُرية
أحاطها بذراعيه مربتاً علي رأسها بحنو
وبعد ما يقرب من النصف ساعة سألته باكية
مليكة: إنت إيه اللي جابك
تمتم هو باسماً بحبور يناولها منديلاً
سليم: كنت حاسس إنك هتحتاجيني
إبتسمت هي بعدما عادت لذراعيه من جديد
طبع قبلة حانية علي رأسها بينما تمتمت هي
مليكة: أنا عاوزة أتمشي مش عاوزة أرجع بالعربية ممكن
أردف باسماً بينما يغلق سيارته
سليم: بس كدة يلا بينا يا ستي
***************************
في قصر الراوية
حملها عاصم بسعادة وهي يكاد لا يصدق ما يسمعه عاصم: إنتِ بتتكلمي بجد.....إنتِ حامل
أومأت برأسها باسمة في حبور
بينما حملها هو مرة أخري يقبل رأسها في سعادة
************************
في الأسفل
أنهت نورهان حديثها مع فاطمة بعد بكاء دام لساعات وساعات
وبعدها خرجت فاطمة تتمشي قليلاً ًفي الحديقة وناحية الزريبة......تفكر في كل ذلك الحديث الذي سار بالداخل.....كل تلك الحقائق......نعم شعرت بالحنين تجاه تلك السيدة هي لن تنكر ولكنها أيضاً تشعر بالغرابة....بالآلم والخوف
دلفت للداخل هائمة علي وجهها في خضم صراع أفكارها حتي سمعت صوت حسام هاتفاً بها بلهفة
حسام : فاطمة!!
طالعته بشذر متمتة بتهكم
فاطمة: أهلاً يا ولد عمي
رفع حاجبة بدهشة يسأل في توجس
حسام: ولد عمي !!!
هتفت به فاطمة بشذر
فاطمة: يا تري يا حسام بيه وجعت في حب بنت الغرباوية ميتي
برقت عيناه دهشة وهي يسأل في خفوت
حسام : إيه الحديت الماسخ ديه
تمتمت هي حانقة
فاطمة : دلوجت حديتي بجي ماسخ
أردف هو بصرامة غاضباً
حسام: وحياتك إنتِ عندي أني لسة عارف جبل ما تيچي بكام ساعة
حدقت به غاضبة علي إستخفافه بعقلها
فاطمة: هبلة أني إياك.... شايفني عبيطة وهصدج اللي إنت بتجوله ديه
إقترب منها بثبات يطالعها بشغف
حسام: اقسم باللي خجلني وخلجك يا فاطمة يا بت عمي أني لساتني عارف الخبر ديه جبل ما تيچي بساعات وإني حبيتك إنتِ لذاتك علشان إنتِ فاطمة حبيبه حسام وبس من غير ما أعرف إنتِ مين أصلاً ......أني حبيتك من ساعة بجف
إرتفع وجيفها بسعادة بينما شعرت بعبراتها تهبط من عيناها بقوة ....تتدافع منهمرة بشدة علي حالتها إقترب منها وهو يكاد يحترق آلماً ......هو يعرف ألمها الآن.......يعرف خوفها و تيهها .....يتمني لو يضمها بين ذراعيه..... لو ينتزع عنها كل ذلك الآلم
ولكن لا يجوز..... يعرف جيداً أن هذا لا يحق له وفي خضم صراع أفكاره شعر بها ترتمي ببن ذراعيه وهي تبكي بقوة إرتفعت خفقات قلبه وبرقت عيناه بعدما وقف متسمراً للحظات لا يعرف ما الذي يجب عليه فعله الآن......كيف يجب أن يتصرف
ولكنه رمي بكل تلك التراهات جانباً حينما شعر بيداها تطوقه في خوف وهي تبكي بقوة
إحتضنها بكل قوته مربتا ًعلي رأسها في حنو بالغ
بينما يسمع صوت شهقاتها التي تمزق قلبه فجعاً عليها......فهمس مهدئاً
حسام: أشششش....إهدي يا حبيبتي .....إهدي كل حاچة هتوبجي زينة والله.....كلاتنا چمبك ومعاكي
تمتمت بين شهقاتها
فاطمة: أني خايفة جوي يا حسام....خايفة من كل حاچة ......حاسة إني تايهة جوي ومتلخبطة ومش عارفة أعمل إيه
تمزق قلبه لكلماتها ولكنه ربت علي رأسها في هدوء
حسام: سيبي كل حاچة علينا ومتخافيش......إنتِ بس إهدي ......أني چمبك أهه ومش ههملك واصل .....كل حاچة هتوبجي زينة و الله
اتمني ان الفصل وتوصلوه العدد بسرعه
وشدو حيلكم باقي معنا ثلاثه فصول فقط
ووووواتمنا لكم قرائة ممتعه انشاءالله
وما خفيا كان اعظم واسف على اللي هيحصل
يلا عاوز اشوف تفاعل حلو علشان مش اتأخر