رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل الثالث 3
الفصل الثالث
كادت مليكة أن تفقد وعيها خوفاً في هذا الوقت
فنظر سليم حوله بإزدراء وتمتم بعجرفة تتخلها سخرية بالغة
سليم: إنتِ فاكرة إنك كدة هربتي ومش هعرف مكانك......واضح إنك لسة متعرفينيش
تراقصت الكلمات علي شفتيها توتراً مهمهمة بكلمات غير مترابطة
مليكة بتوتر ظاهر: لا..... أنا..... يعني... قصدي
تابع سليم بغرور
سليم: أنا قولت أسيبك شوية بس تتعودي علي شقتك الجديدة وبعدين أبقي أجيلك علشان نكمل كلامنا
سكت هنية ثم تابع بإزدراء
سليم: إيه مش هتقوليلي أقعد
وهنا هتف مراد مستدعياً والدته
مراد: مامي..... مامي إنتِ روحتي فين
أجابته مليكة المضطربة بقلق
مليكة : جاية أهو يا حبيبي ثواني
تمتمت بإرتباك
مليكة : إتفضل ومعلش إديني ربع ساعة وهبقي معاك إعتبر نفسك في بيتك
فتابع باسماً بسخرية
سليم: أكيد براحتك
عادت مليكة الي المرحاض مرة أخري لمراد
الذي أخذ يضحك مستفسراً عن الشخص الموجود بالخارج.......بعد حوالي عشرون دقيقة كانت مليكة أنهت تحميم مراد وبدلت ملابسه ووضعته في فراشه ثم توجهت لسليم
إعتذرت منه بخجل
فتابع هو بعدم إهتمام
سليم: محصلش حاجة
ثم تابع بجدية إمتزجت بسخرية أو حتي إزدراء أو الإثنين معاً
لم تستطع مليكة التحديد وقتها
سليم: ياريت تكوني فكرتي بعقل في كلام المرة اللي فاتت ولو فاكرة إنك لما تمشي من البيت مش هعرف إنتِ فين تبقي غلطانة
ثم تابع بثقة
من أول ما شوفتك وأنا عارف إنك عنيدة وهتعملي كدة علشان كدة خليت حد يراقبك
إتسعت حدقتاها ثم شهقت فزعة حينما أردفت بصدمة
مليكة : أنا... أنا كنت متراقبة
نظرت إليه في حدة وتابعت بإزدراء
وياتري بقي اللي راقبوني دول قالولك كام راجل جالي الفترة اللي فاتت
رفع سليم حاجبه بعجرفة وتابع بسخرية
سليم : واحد بس ومكنش مبسوط لما نزل من عندك
شبكت ذراعيها أمام صدرها في حركة منها لحماية قلبها الجريح إهانة هاتفة بسخرية تحاول أن تبتلع بها غصة تكونت في قلبها
مليكة : بجد لا من الواضح إن مستوايا بقي في النازل أصل في العادة كلهم بينزلوا من عندي مبسوطين وبيرجعوا تاني
تحدث بحدة وبصوت هادر جعلها ترتجف خوفاً
سليم: متتكلميش بالطريقة دي معايا يا مليكة
لمعت عيناها بالغضب وصاحت بحدة أكبر
مليكة: وليه لا مش إنت فاكر إن الرجالة بيزوروني علشان كدة وبس ولا إيه
هتف هو جازاً علي أسنانه بنفاذ صبر
سليم: أنا مقولتش كدة
صاحت به بغضب حانقة
مليكة : كلامك معناه كدة
هز رأسه في نفاذ صبر
سليم: لو كنت شاكك لواحد في المية كنت أخذت مراد فوراً
زفرت بحنق ثم سألته في حزم
مليكة : ممكن أفهم إنت ليه جاي دلوقتي
تمتم بأريحية
سليم: جاي علشان نكمل مناقشتنا
صاحت به بحدة
مليكة: وأنا قولت كل اللي عندي يا أستاذ سليم
هتف سليم بجمود
سليم: بس أنا لا
تابعت بضيق
مليكة : ياريت تقول إنت عاوز إيه بالظبط
جلس بأريحية علي تلك الأريكة المتهالكة الموجودة في غرفة الصالون وتابع بهدوء
سليم: عاوز إيه دا سؤال كويس وأنا هجاوبك عليه
أنا عاوز أعمل لمراد مستقبل وأبنيله بيت ويبقي عنده عيلة كاملة.....
ثم تابع بنبرة يحاول فيها إستعطافها ومخاطبة غريزة الأمومة لديها
يعني أكيد لو أخدته البيت معايا كابن حازم كل الناس هتعرف الحقيقة ومراد طفل جميل يعني يستحق يعيش حياة أفضل من إنه يكون مجرد غلطة
إعتدل في جلسته وهتف حازماً
وعلشان كدة أنا دلوقتي بتقدم لمامته وهكتبه بإسمي ويبقي ابني
حدقت مليكة فيه برعب وهتفت بعدم تصديق
مليكة: إيه... لالالالا إنت أكيد بتهزر مينفعش أصلا تكون بتتكلم جد
إرتفع حاجبيه بعجرفة وأطبق شفتيه تعبيراً عن عدم رضاه
سليم: لا أنا بتكلم جد وفي الأخر الإختيار ليكي يا إما هاخده يا إما نتجوز
نظرت مليكة الي الوجه القمحي لهذا الرجل الكريه الذي له القدرة علي تدمير حياتها فلم تلاحظ أي لين لديه فمن الواضح أنه يعني ما يقول ومن الواضح أكثر أنه يريد مراد وبشدة الروايه كامله في رواياتي مع روميو فهو يشبهه كثيراً فمن يراه يؤكد أنه ابنه لا محالة
وإذا أخبرته الأن أنها ليست والدته سيأخذه حتماً وبلا رجعة فمن الأفضل لها في الوقت الراهن إبقاء هذه المعلومة لنفسها
أحست بشفتيها جافتان وأنه من الصعب أن تنطق بتلك الكلمات
مليكة : ليه..... يعني أقصد عاوز تعمل حاجة زي دي ليه
حرك كتفاه بعدم إهتمام مطبقاً شفتاه بتعبيراً يدل علي سهولة الموضوع لديه بعدها أردف ببرود
سليم ببردو: وليه لا
صمت هنية ثم تابع يطالعها بتوجس
أوعي تكوني فاكرة إننا بعمل كدة علشانك
تابع ساخراً.....محتقراً إياها
لا أنا بعمل كدة علشان مراد إنما إنتِ كشخص متعنيليش بالمرة
رمقها بإزدراء سمح له بوضوح أن يطل من عينيه
أنا أصلي مبحبش الحاجة المستعملة
إبتلعت الغصة التي كادت أن تمزق قلبها لأشلاء
وأجادت رسم القوة بوضوح علي معالم وجهها متابعة في سخرية
مليكة: وياتري بقي سليم بيه متعود علي إيه
ثبت بصره عليها في تحدي وهتف بسخرية أكبر
سليم : أكيد حازم قالك قبل كدة
إحمرت غضباً من لهجته الساخرة
مليكة: مفتكرش إننا إتكلمنا عن حياتك الشخصية
رمقها بإزدراء وهتف بنبرة عزم فيها أن يقتل أخر ما تبقي لها من كبرياء
سليم: فعلاً عندك حق إزاي تفتكري كلام راجل إنتِ أصلا مش فاكراه
لم تجيبه مليكة فقد شعرت بغضب شديد وكادت أن تصفعه ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة كيلا تغامر بفقدان مراد
إكفهر وجهه غضباً وإشتدت خضرة عيناه وهتف بسخرية أكبر
سليم : من الواضح إن حازم الله يرحمه كان مهمل في علاقاته الفترة الأخيرة أنا مسمعتش عنك خالص منه ......إنتِ بتشتغلي إيه
تابعت مليكة في هدوء
مليكة: بشتغل سكرتيرة
تابع باحتقار وسخرية
سليم: واضح إن البنات اللي من النوع دا كانوا بيشدوا حازم الله يرحمه
أحست مليكة بالتوتر للهجته المحتقرة
سليم: وإنتِ أكيد حابة ترجعي لشغلك
مليكة بصدق : لا خلاص دلوقتي الوقت إتاخر وعندي مراد هو كل حياتي
بدأ علي سليم الضجر لحديثها
سليم: إنتِ مش مضطرة علي فكرة إنك تمثلي إن مراد هو كل حياتك وإنك مكرسة كل حياتك ليه
همت مليكة بالتحدث فرفع يده ليصمتها
سليم: أنا دلوقتي إديتك فرصة بين إختيار ابنك وبين إنك تسيبيه
أخذت مليكة تروح وتجئ أمام شرفتها
ثم توققت محدقة به في ضيق إمتزجت به الدهشة
مليكة: إنت ليه بتتعامل مع الوضع ببساطة أوي كدة علي فكرة الموضوع مش سهل زي ما إنت فاكر
سليم : أه فهمت إنتِ مخطوبة
أردفت بدهشة وهي تطالعه بإحتقار
مليكة: لا
سليم بسخرية: يبقي مصاحبة
مليكة بغضب: لا طبعاً
نفض سليم يديه متعجباً وهتف بتفاجؤ
سليم: بجد إنتِ كل شوية بتفاجئيني
تطلعت إليه مليكة وكأنه يمتلك سبع رؤوس
مليكة: أكيد يعني متتوقعش مني إني أتجوز واحد معرفوش غير من كام يوم ومعرفش عنه أي حاجة غير إنه عم مراد
صاح بها سليم بضيق
سليم: متتصرفيش بهستيرية يا مليكة عاوزة تعرفي عني معلومات........... بسيطة جداً
ثم تابع في عجرفة
اسمي وعرفتيه
أعذب أكيد........ عندي 35سنة...... عندي شركات في كل حتة تقريباً والحقيقة إن نصهم بتاعي وفي 3 بس بتوع العيلة وأنا أخدتهم وكبرتهم وفتحت لهم فروع في كل حته وطبعاً بيساعدني ابن عمي ياسر
وأكيد بحكم شغلي........بسافر كتير بس عندي بيت هنا بقعد فيه لما بنزل القاهرة.......لما بنزل القاهرة بنزل كام يوم كدة الصعيد علشان أشوف أهلي وأشوف أمور الكفر
لما نتجوز هتقعدي إنتِ ومراد في البيت اللي هنا وكمان هجيب لمراد مربية مقيمة علشان تقعد معاه وتخلي بالها منه
صاحت مليكة محتجة
مليكة: ودا اللي لا يمكن أوافق عليه أبداً يعني لو وافقت علي فكرة جوازي منك اللي هي في حد ذاتها مُنافيه لأي عقل أصلاً فهفضل أنا الي هَرَبي مراد وهاخد بالي منه
زفرت في غضب وضيق
مليكة: أنا لو عاوزة أعمل كدة كنت رجعت إسبانيا وجبتله مربية وكملت شغلي
كل الفكرة إننا مش مؤمنة بإن الأهل يستخدموا دادة ولا مربية أياً كان المسمي علشان يربوا ولادهم دا غير إني هبقي بظلم مراد لو عملت معاه كدة في الوقت دا لأنه إتعلق بيا جداً
سليم بسخرية: واضح إن معندكيش اختيار
الكلام اللي بتقوليه دا ميسبلكيش أي فرصة إنك تختاري
نهض سليم فسارعت ملكية بالقول
مليكة بتوسل: طيب إحنا ممكن نوصل لحل وسط إنت عرفت عنواننا خلاص.... ومراد ابن اخوك ومش همنعك عن زيارته في أي وقت تقدر تيجي تشوفه وتبقي أخدت بالك منه وإهتميت بيه من غير جواز
تابع سليم بنفاذ صبر لحماقتها
سليم: أكيد لو كان ممكن كنت عملتها من غير ما تقترحي لكن شبه مراد بعيلتنا واضح أوي فهو ياما ابني ياما ابن حازم الله يرحمه وفي الحالة دي من الافضل إنهم يفتكروه ابني أنا......حازم أه كان متجوزك بس كان عنده خطيبة في الصعيد وهتضايق لما تعرف إنه كان خاطبها هناك ومتجوزك هنا
يمكن يكون دا عادي هنا بس عندنا الخطوبة زي الجواز بالظبط
مليكة بغضب: لو كنت ناسي فأحب ألفت نظرك إن اخوك هو اللي جه وإتجوزني يعني مينفعش تلوم الست علي وضع هي إتحطت فيه أبداً
رد سليم بحزن
سليم: أنا عارف علشان كدة من واجبي إني أخلي بالي منك ومن مراد
زفر بأسي وكسي الحزن نبرته
وبما إن حازم مبقاش موجود علشان يواجه مسؤلياته فأنا هعمل كدة بالنيابة عنه
مليكة بحنق: إنت ليه بتتكلم عن الموضوع كأنه غلطة أو بيزنس مش حب مثلاً
سليم بإزدراء : إنتِ عاوزة تفهميني إنك حبيتي حازم
تابعت بثقة محاولة أن تستفزه لتجعله يكرهها بل ويقرر أنها ليست الزوجه المناسبة
مليكة: يعني أعتقد إن مراد أفضل دليل علي الموضوع دا يعني أصل مفيش واحدة ست هتدي لطفل فرصة إنه يعيش ويخرج للدنيا ويشوف النور إلا لو كانت بتحب باباه.......يعني علي الأقل هي مش مضطرة لو مبتحبش باباه وخصوصاً في الأيام دي الموضوع بقي سهل جداً
رمقها سليم بإزداء أصابها في مقتل وتابع بإحتقار
سليم: دا بالنسبالكم إنما بالنسبالي أي طفل سواء كان جاي نتيجة لحب أو خلافه ليه حق إنه يعيش ويشوف النور
صمت هنية ثم تابع
سليم: يعني إنتِ بتقولي إنك كنتي بتحبي حازم مع إنك برضوا مكنتيش عارفة إذا كان مراد ابنه ولا لا
علي كدة بقي إنتِ حبيتي كل الرجالة اللي كانوا في حياتك
ردت مليكة بخشونة وغضب
مليكة: لو كان رأيك فيا حقير بالشكل دا يا سليم بيه مش هتبقي مخاطرة منك إننا نتجوز ولا إيه
ثم تابعت بسخرية
يعني مش خايف علي سمعتك
أمسك سليم ذراعها في قوة وشراسة
سليم: ومين قالك إني هسمحلك تعملي أي حاجة إنتِ هتعيشي في بيتي تحت عيني
صاحت به بنبرة تحمل الغضب والإحتقار معاً
مليكة : أه وإنت بقي هتعمل إيه
سليم بتلقائية: هكون بشتغل يا إما برة يا إما هنا يا إما مسافر وهبقي أجي أزوركوا من وقت للتاني
يعني متفتكريش إني هتصرف كزوج مثالي علي طول في البيت جمب عيلته أنا عندي شغل
مليكة بدهشة : إيه؟؟!
تابع بهدوء
سليم: احنا بس هيبقي مطلوب مننا إننا نوري الناس اننا بنحب بعض وخلاص
هتفت بغضب قد بلغ منها مبلغه
مليكة : لا مش بالنسبالي
أنا مش هعمل كدة.......أنا مش مضطرة إني أبين إني بحب واحد أنا بك.........
صمتت هي فتابع هو
سليم: سكتي ليه بتكرهيه مش كدا
عاوزك تكوني واثقة إن الشعور متبادل
تابع بلهجته المحتقرة إياها
سليم: أنا متاكد إن اخويا كان بيحبك بس أكيد مكنش يعرف نوعيتك إيه
نهض مرة اخري
سليم : أنا همشي دلوقتي علشان أبدأ أجهز إجراءات الجواز وهجيلك علي السبت
مليكة بتوسل: لو سمحت سيبني أفكر شوية الموضوع كله مفاجئ
سليم بسخرية: مفاجئ؟؟؟؟؟؟
إنتِ متوقعتيش إن دا اللي هيحصل وإنتِ بتكتبي رسالتك ولا إيه
أردفت بصدق
مليكة: لا أكيد لا.....أنا توقعت إن حازم الله يرحمه لسه عايش وهيساعدني بس لحد ما أتصرف
تابع سليم متسائلا بدهشة
سليم: وليه إحتاجتي المساعدة دلوقتي بالذات ومراد داخل علي أربع سنين زي ما قولتي.......ليه مطلبتيش المساعدة من ساعة لما إتولد
أه صحيح إفتكرت مكنتيش واثقة إن حازم باباه
حتي لو كدة برضوا ليه كانت رسالتك مستعجلة
تابعت مليكة غاضبة
مليكة: البيت اللي كنت قاعدة فيه صاحبته طلبت مني أسيبه في خلال أسبوع ووقتها مكنش عندي مكان تاني أروحه فقررت إني أبعت لحازم علشان يساعدني مؤقتاً بس لحد ما ألاقي بيت تاني
ثم تابعت في أسي بنبرة قتلته في الصميم
ولو كنت أعرف إن كل دا هيحصل مكنتش بعتت الرسالة
نفض عن رأسه كل تلك الأفكار بضمها إليه ومواساتها وتابع بجمود
سليم: دلوقتي لازم تختاري بين إنك تخسري مراد ابنك او إنك تتجوزي واحد بتكرهيه .....أصلا انتي اللي عملتي كدة في نفسك كان لازم تعرفي من الأول إن ملكيش مستقبل مع حازم