اخر الروايات

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل التاسع والثلاثون 39

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل التاسع والثلاثون 39



الفصل التاسع والثلاثون 💗🔥🔥
في قصر الغرباوي
وصلا سليم وأمجد بعد بضع ساعات بالطائرة
بعدما أقنع مليكة وأخيراً أن تأتي هي في صحبة عاصم وزوجته وطفليه .....هو لم يخبرها السبب ولكنه يخاف...... يخاف عليها كثيراً من عمته هو لم يغفل عن محاولاتها في أذيتها التي لا يعرف سببها لهذا قرر أن يتركها بضع أيام
دلفا سوياً لغرفة خيرية وسليم يرجوا الله أن تتحمل جدته ذلك الخبر.....هو يعلم مدي قوتها وصمودها ولكن خبر مثل ذلك يمكنه أن يؤدي بحياتها في غمضة عين
تهللت أسارير خيرية بسعادة
خيرية: أهلاً بالغالي .....كيفك يا أمچد
جاهد أمجد لرسم إبتسامة علي شفتيه وأردف متمتماً في آلم
أمجد: أني منيح يا ست الكل .... إنتِ كيف صحتك
أومأت برأسها باسمة
خيرية : زينة الحمد لله يا ولدي
طالعت حفيدها الذي يرمقها بنظرات لم تفهمها مشاكسة
خيرية: إيه يا سليم عاد شكلك چاي غضبان
جاهد سليم ليرسم إبتسامة هادئة ما إن تذكر مليكة
سليم: مليكة دي نسمة والله يا خوخا.....لا يا ستي متقلقيش مش جاي غضبان ولا حاجة
جلسا سوياً وساد صمت خانق في الغرفة بينما خيرية تطالعهما في توجس تنتظر أن يبدأ إحدهما الحديث فبالتأكيد قدومهما سوياً ينبأ عن أمر ما
وهي ليست بالحمقاء فمنذ دخولها تشعر بتوتر مشحون يسود الجو حتي قاطعه سليم بصوته القوي
سليم : تيتا أنا عاوز أقولك حاجة
لم تعلم لما نشب القلق أظفاره في قلبها بتلك القوة ولكنها أردفت باسمة
خيرية : مبتجوليش يا تيتا إلا لو فيه مصيبة جول يا ولدي
قص عليها سليم ما أخبره به أمجد بالحرف دون زيادة أو نقصان
برقت عينا خيرية بصدمة....وكيف لا وهي تسمع أن طفلتها.....ابنتها الوحيدة قد تعدت ما يفعله المجرومون .......قد تركت ابنتها دون أي ذرة رحمة
تركتها لمجرد أنها لم تعجبها .....ضحكت بسخرية إمتزجت بالقهر........نعم هي أم تركت طفلتها لأنها لم تعجبها......وكأنها دمية..... قطعة ملابس تستطيع تبديلها إن أرادت....... تستطيع التخلي عنها متي شائت...... العار وكل العار علي تلك أم
كيف تمكنت بعدمها حملتها في بطنها تسعة أشهر..... زُرعت فيها جوار قلبها إستمعت لدقات قلبها...... لعبت معها..... تحملت بسببها الكثير والكثير..... كيف لها بعد كل ذلك أن تتركها هكذا
دلف ياسر ومهران في تلك اللحظة بعدما علما وجود أمجد وسليم
طالعته خيرية بنظرات تقطر آلماً.....خذلاناً وإنكساراً
فسأل هو مطأطأً رأسه
مهران: عرفتي ؟!
أردفت هي بعدما ضحكت بسخرية
خيرية: عرفت.........أه عرفت
أزاحت أغطية فراشها ونهضت غاضبة فأمسكها سليم بيده يتوسلها في هدوء
سليم: لا يا تيتا علشان فاطمة علي الأقل مش دلوقتي ......مذنبهاش حاجة
تمتم ياسر بخفوت
ياسر: بكرة فاطمة عنديها چامعة بدري نوبجي نتحدت وهي في چامعتها ونشوف هنعمل إيه
خرج الجميع بينما بقي سليم وياسر مع جدتهما
ربت سليم علي يدها في حنو بالغ
سليم : أني خابر إن الموضوع واعر عليكي
ومش عليكي إنتِ بس ديه علينا كلاتنا.... بس إحنا لازم نوبجي چامدين علشان فاطمة ....ملهاش أيتها ذنب
أومأت براسها في وجوم ثم تمتمت في هدوء
خيرية: هملوني لحالي يا ولاد
هم ياسر بالحديث مهدئاً إياها فربت سليم علي كتفه وأخذه وخرجا سوياً
تمتم ياسر بقلق
ياسر: أني جلجان علي ستك جوي يا سليم
هي أه جوية وياما شالت بس المرة دية واعرة جوي جوي.....
أومأ سليم برأسه بعدما تنهد بعمق متمتماً بأسي
سليم : أني عارف بس المرة دي لازم ستك هي اللي تجرر..... المرة دي المصيبة شينة جوي
تمتم ياسر في وجوم
ياسر: ربك يسترها
صعد ياسر لغرفته بينما توجه سليم للخارج محدثاً مليكة كي يطمأن عليها هي ومراد .....إطمئن عليهما وطمئنها وحدث مراد وظل يتحدث لبضع دقائق مع مليكة بعدها أغلق هاتفه مُتنهداً بعمق.....نعم لم تمر إلا بضع ساعات وها هو يفتقدها.... نعم إشتاق لكرزتيها وجنتيها تلك البحة المميزة بصوتها.....فيروزتيها......رائحتها.....إشتاق لرؤيتها
لم يكذب القلب حينما قال أنه يمكننا إمتلاك كافة وسائل الأتصال في العالم إلا أن لا شيء يا صغيري .....لا شيء أبداً يعادل نظرة الإنسان
*************************
في صباح اليوم التالي... قصر الغرباوي
خرجت خيرية لصحن القصر خلفها مهران بجوارها سليم وياسر
أجلساها الشابان علي المقعد الكبير .....بينما ذهب مهران لإستدعاء شقيقته وزوجها وحضرا وداد وقمر
جائت عبير تسأل مضطربة تحاول جاهدة أن تبدو طبيعية
عبير: في إيه يا أماي عاد.... خير مجماعنا كلاتنا إكده ليه
رمقتها خيرية بشذر إمتزج بالقهر ولم تعقب
حضر أمجد بعد قليل
أردفت خيرية بوجوم
خيرية: إكده الكل هنيه ....أسمعوني زين ....أمچد ولدي ليه أمانة عندينا ولازم نردها
تمتم شاهين بنزق
شاهين: أمانة إيه اللي ليه عندينا يا حاچة
تمتمت خيرية بثبات
خيرية: بِتُه
تنفست عبير الصعداء فهي قد ظنت أن المقصودة هي مليكة
شاهين: وابننا اللي عنديهم......أكيد مش هنسيبلهم مراد يربوه
هم ياسر بالإعتراض فأشار له سليم
سليم: لا يا عمي الحجيجة ستي مش جصدها مليكة
هنا وقع قلب عبير في أخمص قدميها..... إربد وجهها وتعالي رجيفها هلعاً......تري إنكشف سرها نهضت خيرية بثبات تتلائم خطواتها مع طرقات عصاها علي الأرض في وقار وشموخ علي الرغم مما تشعر به من ألم تلك الأم ولكن الحق حق هذا ما نشأت عليه
توجهت ناحية ابنتها ووقفت أمامها تطالعها بقهر
متمتمة بحرد
خيرية: تفتكري يا عبير لو كنت سبتك في الشارع بعد ما ولدتك علشان إنتِ معچبتينيش كان إيه حوصل
إزدردت عبير ريقها بينما شحب وجهها وإنهمرت قطرات العرق علي جبينها هلعاً وجابت ببصرها في وجهه أمها تحاول جاهدة أن تستشف ماذا تعني
ضربت خيرية علي بطنها في قهر وحسر
واااااه يا جلبي علي البطن اللي شالتك وچابتك..... وااااه
ثم أردفت بثبات بعدما أظلمت عيناها بقهر وإرتسم الألم جلي تماماً علي محياها
فاطمة توبجي بت أمچد الراوي
صرخ شاهين بحرد وهو يطالع خيرية بذهول
شاهين : إيه الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه
تمتم مهران بألم بعدما أخفض رأسه أرضاً
مهران : الحاچة كلامها صح يا شاهين ....
فاطمة .....فاطمة مش بتك
صرخ بعدم إقتناع
شاهين : وأني عويل عاد علشان أصدج الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه...... فاطمة بتي.... بتي أنا من صلبي أنا ومش بت حد تاني واصل
جاب ببصره ناحية الجميع فوجدهم يطأطون رأسهم بأسي ......أخبره قلبه بالبحث عن إجابته في وجه زوجته..... محبوبته عبير التي سرعان ما زاغت ببصرها بعيداً عنه
تهالك شاهين علي المقعد بألم......فعلي الرغم من كل طباعه السيئة إلا أن فاطمة طفلته المدللة
يعشقها أكثر من روحه حتي ......كيف له أن يصدق أنها ليست طفلته .....كيف له أن ينسي تلك الايام التي سهر بجوارها من أجل الحمي.......تلك الأيام التي أطعمها بيده..... كيف له أن ينسي تعليمها ركوب الخيل..... كيف له أن يصدق تلك التراهات..... بأن تلك الفتاة التي ترعرعرت علي يداه وبين أحضانه ليست طفلته .....نهض من مقعده مترنحاً يصرخ غاضباً كالخيل الجريح يسير في كبرياء
شاهين: وأنا إيه اللي يخليني أصدج اللي بتجولوه ديه..... ما يمكن أي كلام
أردف سليم متألماً لحالته
سليم:عملنا تحليل dna يا عمي
صرخ شاهين بألم
شاهين: لع فاطمة بتي أنا وهتفضل طول عمرها بتي......محدش هياخدها مني أبداً..... لتكونوا فاكرين عاد إني هسيبهالكوا
خبط بيده أعلي الطولة التي يجلس أمامها هاتفاً بحرد
يوبجي بتحلموا .....أني يستحيل أهمل بنيتي لأي حد تاني
نهض أمجد بهدوء هو يعلم شعوره..... يعلم كيف يشعر اب تُنتزع منه طفلته
أمجد: أني خابر زين إنك لو بتكره حاچة في الدنيا كلاتها هتوبجي أني......وأني مجدرش أنكر إن فاطمة توبجي بتك جبل ما تكون بتي يا شاهين ومش هاچي أني أخدها منيك.....أني خابر زين إنت حاسس بإيه دلوجت ولو جولتلك إني أكتر واحد ممكن يحس بيك مش هبجي بكدب عليك
بس برضوا أني رايدك تحس بيا أني اب إتاخدت بته وفهموه إنها ماتت من زمن ويچي دلوجت يعرف إنها عايشة وإنه إتحرم منيها كل الزمن ديه
صرخ به شاهين الذي أوشك علي البكاء حقيقة
شاهين: دي بتي يا عالم كيف عاوزيني أسيبها
دي بتي أني.......أني اللي ربيت وكبرت وسهرت أني اللي حبيت .......أني اللي جالتلي بابا أول مرة..... أنا اللي كنت چمبها لما وجعت أول مرة من علي الفرس..... أنا اللي وصلتها أول يوم علي المدرسة كيف رايديني أنسي كل دية وأمسحه بأستيكة .......لع أبجوا موتوني الأول وبعدها خذو مني بتي
كل ذلك وعبير جاثية علي ركبتيها تبكي بصمت
تركه شاهين وإتجه لعبير كأنه لاحظها الأن فقط.. كأنه نسي وجودها
رفعها من الأرض ممسكاً بعضدها هاتفاً بها بحرد
شاهين: أني عملت فيكي إيه علشان تعملي فيا إكده .......عملت فيكي إيه علشان تدي بتي لحد تاني يربيها......إنطوجي عملت فيكي إيه...... كيف فكرتي بكل چبروت وإجتدار إنك تعملي إكده
أني طول عمري بحبك وبعملك كل الي إنتِ عاوزاه يشهد ربنا إني عمري ما بيتك مجهورة ولا حزينة
عملتلك إيه ردي عليا
لم يشعر بيده إلا وهي تمتد لتصفع وجنتها لأول مرة في حياته....لأول مرة منذ زواجهما
صرخت به عبير بعدما أظلمت عيناها غضباً وتابعت بهستيرية
عبير: إيوة أني أخدت بته......بدلتها علشان البت اللي جبتها كانت متخلفة.....إيوة..... أجولك علي حاچة كمان...... أني اللي بعت لبته التانية مليكة واحد يجلتلها في مصر
تقهقر شاهين للوراء يطالعها بذهول بينما برقت عينا أمجد بهلع مما تتفوه به تلك المراة بينما إرتسمت ملامح القهر والغضب والألم علي الباقين
فتابعت ضاحكة بإنتصار
عبير: وأني اللي چبتلها حد يجتلها إهنية كمان بس نفدت
تابعت بقهر بعدما أظلمت عيناها غلاً وهي تتطلع ناحية أمجد
عبير: أني عملت كل حاچة علشان أحرج جلبك علي بتك يا أمچد يا راوي زي ما حرقت جلبي
ولو في إيدي أي حاچة أعملها هعملها..... بس أني معرفتش إن فاطمة كانت بتك إنت غير لما چيت البلد
ضحكت بوجوم
عبير: مكنتش المجصود يا أمچد يا را....
لم تكد تنهي كلماتها حتي شعرت بيد والدتها تصفع وجنتيها صفعة هادرة سمعت علي إثرها طنين في أذنيها بعدما سقطت أرضاً جاثية علي ركبتيها ..... أمسكت وجنتها بألم بينما هتفت خيرية بحسرة
خيرية : واااه يا حسرة جلبي..... يا حسرة جلبي علي بتي وتربيتي..... يا حسرة قلب ابوكي عليكي.....واااااه الضربة چات واعرة جوي
يا خسارة تربية إخواتك يا حسرة جلب ابوكي وزين
عارفة يا عبير إنتِ بعملتك دي جتلتيني مية مرة
إنتِ عملتي فيا اللي معملهوش موت حبيب الجلب ........إنتي جتلتيني يا عبير........ ذنبها إيه حتت اللحمة الحمراء دي إنك ترميها علشان معچبتكيش ........مخفتيش تجع في يد ناس مبيرحموش...... مخوفتيش من رب العباد لما يسألك يوم الحساب عنيها...... وهي لما تجف يوم الجيامة وتجولك عملتي فيا إكده ليه يا أمة هُنت عليكي ليه يا أمة........هتجوليلها إيه..... لما تجول لربنا اللي مبيرضاش بالظلم واصل أمي رمتني علشان معجبتهاش بدال ما تجف وتدافع عني وتاخدني في حضنها هتجوليله إية يا عبير
أخفضت عبير بصرها أرضاً ودموعها تنهمر بشدة علي ما إقترفت يداها ولكن اليوم يوم الحساب...يوم لا ينفع ندم أو بكاء
تنهدت خيرية بألم ومن ثم خبطت علي الأرض بحزم بعصاتها ناظرة أمامها متمتمة بحدة أخفت بها ذلك الألم الفتاك الذي يعتصر قلبها.....نعم وكيف لا وهي علي أعتاب إعلان وفاة ابنتها الوحيدة وهي لا تزال بجوارها..... أااه وألف أااه علي قلب أم يتمزق وعقل سَوي يرفض الإنصياع
خيرية: اليوم بيت الغرباوية يتعمل فيه عزاء عبير
اليوم النچع كلاته يعرف إن بتي ماتت......وإنتِ تمشي من البيت خلاص ملكيش جعاد إهنيه تاني وجبل ما فاطمة ترچع من چامعتها
خرت أرضاً مرة أخري شاهقة بألم جاثية عند قدمي والدتها ترجوها ....تستعطف فيها قلب الأم
عبير: واااه يا أماي واااااه ....لع أبوس علي جدمك متعمليش فيا إكده .....أني مليش غيرك.....أهون عليكي تهمليني إكده
أردفت خيرية بجمود أكبر إمتزج بقهر أم علي فساد ابنتها
خيرية : أبه لساتك بتسألي .....إيوة هتهوني زي ما بتك هانت عليكي في يوم
تركتها عبير ونهضت واقفة علي قدميها راكضة ناحية شقيقها
عبير: مهران.... يا خوي متهملنيش ..... دا أني خيتك.... لحمك ودمك هتسيبني لمين
نفض مهران يده التي تمسكها........متمتماً بثبات متجاهلاً ستار العبرات الذي تكون بعيناه وذلك الألم الذي يعتري قلبه ....يكاد يفتك به آلماً علي الحالة التي وصلت إليها شقيقته .....هي لم تكن شقيقته فقط....بل ابنته.....طفلته....مدللته التي سهر علي تربيتها بعد وفاة والدهم كأنها قطعة منه
مهران : والله ما عارف أجولك إيه...... أجول يا خسارة عمري ولا تربيتي....... ولا خسارة الجيم والمبادئ اللي إتربينا عليها...... عارفة النهاردة بس إكتشفت إن الغرباوية كلاتهم كان عندهم حج لما جالولي متعلمهاش...... عيارها هيفلت
يا خسارة الوجغة اللي وجفتها جدام الكل..... يا خسارة ثجتي فيكي اللي راحت يا عبير
خلاص........خيتي ماتت
إلتفتت خيرية ناحية سليم وياسر وتمتمت بوجوم
خيرية: هموا دخلوني لأوضتي
إنتفضا ياسر وسليم يدخلا جدتهما الغرفة
وضعها سليم في الفراش بينما دثرها ياسر بالغطاء
طابعاً قبلة حانية علي جبهتها
ياسر: نامي دلوجت يا حبيبتي وشوية وهبعتلك أمة تچيبلك الوكل
أومأت برأسها في وهن فإنصرفا ياسر وسليم
*****************************
في الصعيد
أمام كلية الطب البيطري
وقف حسام ينتظرها أمام الكلية كعادته في الأيام الماضية
خرجت من جامعتها فشاهدته .....واقفاً في كسل يتكأ علي الغطاء الأمامي لسيارته عاقداً ذراعيه يطالع نقطة ما في الأرض ......إرتفع وجيفها بهيام
ولكنها سرعان ما رسمت ذلك الوجه الغاضب علي أساريرها وإتجهت إليه غاضبة العاصفة
تسأله في حرد
فاطمة: إنت إيه اللي چايبك إهنية دلوجت
أرخي كتفاه بهدوء باسماً
حسام: أولاً مينفعش أسيبك تجفي لوحدك مادام سواجك بيتأخر ....
إنتفخت أوداجه غضباً وتابع بحرد
علشان مفيش حيوان تاني زي اللي اسمه زفت ديه يجرب منيكي
تسللت إبتسامة هادئة لثغرها حاولت جاهدة أن تخفيها وبالفعل نجحت وبجدارة وهي تصيح فيه غاضبة
فاطمة: اللي إنت بتعمله دية مينفعش عاد أفرض لو حد شافنا هيجول عني إيه
أردف حسام بهدوء وحرك كتفيه بلا مبالاة
حسام: أني ميهمنيش حد .....هيجولوا راچل وخطيبته
ثم إقترب منها علي حين غرة...... وتمتم ببحته التي تسلب أنفاسها ولبها
أني مبحبش حب العاچزين ديه يا فاطمة ، أني بحب حب الخطف والسرجة والعنف......رايدك......هتوبجي ليا غصباً عن كل الناس......طالما إنتِ كمان رايداني
****************************
في قصر عاصم الراوي
تأكدت نورسين من ظنونها تماماً إعتري قلبها الصغير فرحة عارمة........نعم هي الأن تحمل ثمرة حبهما في بطنها
مسدت علي بطنها بسعادة كم كانت تتمني ذلك الصغير ......ولكن أ تخبر عاصم الأن...... أم تنتظر حتي تحل مشكلة شقيقته .........مسدت علي بطنها بحنان وهي تدعوا الله أن يكون مجئ طفلها بداية الخيرات علي تلك العائلة
****************************
في قصر الغرباوية
وقف أمجد يحدث مهران ويطلب منه أن يؤمن لشقيقته منزلاً أخراً فليس من الصواب تركها دون مأوي..... يعرف أنها أخطأت ولكن تلك نيران الحقد والكره.......وبالفعل سانده سليم مؤيداً حديثه فهي في الأول والأخير سليلة عائلة الغرباوي .....عمته التي طالما إعتبرته طفلها هو حتي الأن لا يتخيل ما قالته لا يستطيع تصديق حديثها حتي ....تذكر كم راعته حينما كان صغيراً......... كم إهتمت لشأنه..... كم مرة أطعمته ودللته .......حتي الأن لا يستطع تخيل فكرة أن تكن هذه المرأة الحنونة هي تلك الحاقدة التي كانت تتحدث بالداخل
***************************
عادت فاطمة الي المنزل تكاد تطير فرحاً بسبب ذلك الحسام تدعوا الله من كل قلبها أن يجمعهما سوياً ويجعله نصيبها
شاهدت أمجد يجلس مع والدها ومعهما عمها مهران و سليم وياسر
شعرت بقلبها يحلق فرحاً فقد ظنت أن عمها أمجد قد أتي ليطلبها لابن اخيه
دلفت تمشي علي إستحياء ووجيفها يتعالي بسعادة
رفع شاهين رأسه ما إن سمع همس تركض ناحيتها
بحماس تسألها عن الحلوي التي تحضرها لها كل يوم ولكنه سرعان ما أخفض رأسه مرة أخري بأسي
جائها صوت عمها مهران يدعوها بألم
مهران : فاطمة.....حمد لله علي سلامتك يا بتي
تعالي أني عاوزك
أومأت برأسها باسمة وهي تتقدم نحوهم في هدوء يسبقها قلبها فالأن ستري كما شاهدت في الأفلام سيسألها والدها إن كانت موافقة أم لا وهي ستهز رأسها بخجل متمتمة تلك العبارة التي تضم بين طياتها الموافقة "اللي تشوفه يا بابا"
أشار مهران علي المقعد بجواره باسماً لها في حبور .....فجلست هي في هدوء
تمتم مهران بعبارات مثقلة تقطر قهراً وألماً
مهران : فاطمة يا بتي إنتِ طول عمرك بتنا الوحيدة ودلوعة عيلتنا اللي ملناش غيرها واصل
إنكمشت ملامحها بينما شعرت بألم غريب في معدتها إثر كلمات عنها ونظرات والدها الغريبة التي إخترقت قلبها..... لما نظراته حزينه لتلك الدرجة
أ وليس هو دائماً من يقول لها متي سأراكي عروس لما هو يتألم الأن
إشتدت ذراعاها تضم كتبها أكثر وكأنها تحتمي بهم
حتي سمعت مهران يتمتم في ألم بينما لمحت بعض الدموع تنفطر من عيني والدها
مهران : فاطمة يا بتي في حاچة لازماً تعرفيها
أومأت برأسها في خفوت ورجيفها يزداد إرتفاعاً مع كل نفس وبصرها الزائغ متعلق بملامح الجميع
هتف مهران بألم وهو يحاول جاهداً أن يغض الطرف عن أعين أمجد القلقة وأعين شاهين التي ينبعث منها ألما ًإذا وزع علي أهل الأرض بأكملها لفاض مهران: إنتي بت أمجد يا فاطمة
جحظت عيناها بينما شعرت بأن كل شئ قد توقف
الوقت.......الصوت .....وحتي الحياة شعرت بإختفاء الجميع عداها هي ووالدها
كيف عسي عمها أن يخبرها بكل هذا الهدوء أنها ليست طفلة شاهين........كيف يمكنهم محو تلك السنوات من أعمارها.....كيف وهو والدها وصديقها وشقيقها وكل شئ..... كيف يمكنهم التفوه بتلك التراهات
سقطت الكتب من يداها فإنتفض جسد شاهين الذي تمني في ذلك الوقت أن يضم طفلته لذراعيه ويخطفها بعيداً عن أولئك البشر ......بعيداً عن تراهاتهم التي لا تعنيه مطلقاً يمكنهم أن يفعلوا ما يفعلوا أو يقولوا ما يقولوا ولكن فاطمة ستظل طفلته لأبد الآبدين
شعرت بستار من العبرات يحجب عنها رؤيتها ولكنها أبت ألا تظهره
فهتفت تصرخ به بوجيعة..... وجيعة طفلة فقدت والدها
فاطمة: يعني إيه..... وإيه الحديت اللي بتجوله دا
طالعها مهران بألم بينما أردف وهو يتمني أن تقبض روحه قبل أن يردف بتلك الكلمات
شاهين : هي دي الحجيجة يا بتي
تابع ياسر بتمهل
ياسر: فاطمة عمي أمچد يوبجي هو ابوكي مش عمي شاهين
صرخت فاطمة بهم بضياع
فاطمة: إيه الحديت الماسخ دية
نهضت تجلس جوار والدها المطأطأ رأسه في ألم تصرخ به بوجيعة
فاطمة: بابا ما تتحدت إنت ساكت ليه.......رد عليهم وجولهم إن الحديت دا مش صوح..... إني بتك إنت وبس..... إني أبجي فاطمة شاهين الغرباوي ومش بت حد تاني
شهقت باكية وهنا ألقي شاهين بوقاره لأول مرة وهو يضم طفلته الي صدره بينما إختلطت دموعهما سوياً ......يحتوي إنتفاضة جسدها بيداه يود لو يأخذها ويهرب بعيداً عن أؤلئك الناس
إزدادت شقهات فاطمة وإنتحابها بقوة حينما شعرت بوالدها لجوارها
إمتلأت أعين الجميع بالدموع وهم يطالعوهما بأسي حتي سمعوا صوت شاهين يصرخ بهم بوجيعة وهو يضم طفلته بين ذراعيه يحتويها بعبائته
شاهين: هملونا لحالنا بجي..... متحرمونيش منيها
إلتفت ناحية أمجد وهو يرجوه
شاهين: خد كل حاچة يا أمجد.......خد كل حاچة وسيبلي بتي ......إنت ربنا كرمك ولجيت بتك بعد ما كنت فاكر إنها مش موچودة وربنا يباركلك في ولدك عاصم وأحفادك إنما أني معنديش في الدنيا كلاتها غير فاطمة بتي......هملهالي يا أمجد دي هي الهواء اللي بتنفسه
إنكمشت فاطمة أكثر بين ذراعي والدها وهي تبكي بألم علي ما آلت إليه حياتها
ولكنها فجاءة إعتدلت برأسها وهي تسأل
فاطمة : حد يفهمني
وهنا تمتم أمجد بثبات محاولاً توضيح الرؤية أمامها
أمجد: بصي يا بتي حصل تبديل في المستشفي لأن والدتك ونورهان مرتي ولدوا في نفس اليوم
و اللي چالتلي إكدة الممرضة وروحنا عملنا تحليل DNA وإتأكدنا رايده تشوفيه أو حتي نعمل واحد جديد اللي إنتِ رايداه أنا تحت أمرك .... المهم إنك تعرفي يا حبيبتي إن محدش فينا كان له ذنب في أي حاچة.......الغلط كان في المستشفي وأني لسة عارف لما كانت مرات ابني بتعمل عملية الممرضة لما شافتها حكتلها علي كل حاچة ووجتها بس إحنا عرفنا وچينا نتأكد الأول جبل ما نجولك أي حاچة
صرخت بهم فاطمة بغير إدراك
فاطمة: يعني إيه .....يعني أنا مش بنت شاهين الغرباوي.......أمي........فين ماما........أني عاوزة ماما
أردف سليم بهدوء
سليم : عمتي مجدرتش تستحمل الخبر يا فاطمة
كان واعر جوي فسفرناها من شوية
سألت فاطمة بقهر
فاطمة: منغير ما تشوفني
صمت الرجال بينما أخفضوا رؤسهم في ألم علي حالة تلك المسكينة
ربت سليم علي يدها بحنو
سليم : أعذريها يا فاطمة أني لو كنت سبتها هنية هبابة كمان كان چرالها حاچة من كتر الصدمة
تركتهم وركضت لجدتها نعم..... هي ملاذها
ما إن فتحت الباب حتي وجدتها جالسة تفتح لها ذراعيها كالأيام الخوالي تماماً
إرتمت بين ذراعيها تبكي وتنتحب وهي لا تكاد تعي ما يحدث........ كيف يمكنها أن تتقبل تلك التراهات التي يتفوه بها والدها.... كيف يمكنها تصديق أنها ليست غرباوية أن الدم الذي يسير بعروقها ليس دماء الغرباوية..... أن ذلك الرجل الذي ربناها وأحبها.....الذي تعتبره حياتها بأكملها ليس هو والدها ومليكة.....مليكة تلك الفتاة التي طالما خططت للتخلص منها شقيقتها..... وحتي حسام....
شعرت بقبضة الشك تعتصر قلبها حتي أدمته
أ لهذا وقع في غرامها.......أ لهذا خرق ذلك العرف الذي إِتُفِقَ عليه دون مواثيق بألا يقع أحداً من الغرباوية في حب أحداً من عائلة الراوي
ألهذا كان يخدعها ......أم لهذا السبب وقع في حبها......
يلا وصلوه نفس العدد بسرعه علشان انشر الجديد
ووووواتمنا لكم قرائة ممتعه انشاءالله
وما خفيا كان اعظم واسف على اللي هيحصل

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close