رواية ملاك احيت قلب القاسي ملاك وزياد الفصل الواحد وعشرون 21 بقلم سهام
الفصل الواحد والعشرين
___________★_____________★_____________★___
في صباح اليوم التالي
قصر الدمنهوري (غرفة الطعام)
يجلس زياد يترأس الطاولة كعادته و هو يطالع والدته و ملاكه بعشق كبير فهو حتى في أحلامه لم يتخيل أن هاذا هو عوض الله و هديته في الدنيا
أنا السيدة هاجر فسعادتها لا توصف هاهي أخيرا بعد طول إنتظار سوف يصبح عندها أحفاد من وحيدها و فلذة كبدها و ليس هاذا فقط فحتى سعادته تسعدها لتهتف بفرحة
=أنا من مصدقة يا ولاد أخيرا حيبقي عندي حفيد
طالعها زياد بحب ثم إقترب من ملاك يضع يده على بطنها بحنان مردفا بعشق
=و عن قريب حتشفيه مش كده يا ملاكي
أما تلك الخجولة فأخفضت رأسها من الخجل تطالع صحنها لينفجر زياد و والدته ضحكا عليها فرغم كل شيئ لن تتخلص من خجلها أبدا
دخلت نوران غرفة الطعام و هي تحمل صينية صغيرة بها كوب حليب و تطالع هذه العائلة بسعادة كبيرة فمنذ أن جاءت تلك الصغيرة تغير كل شيئ و أصبحت السعادة تملأ القصر وضعت نوران كوب الحليب أمام ملاك التي طالعته بقرف ثم هتفت بإحترام موجهة حديثها لزياد
=أي أوامر ثانية يا باشا
أجابها زياد و هو يطالع صغيرته التي تطالع كأس الحليب بتقزز
=لأ تقدري تروحي تكملي شغلك
أومأت له بإحترام و غادرت المكان ليقول زياد بصرامة و هو يرتشف كوب قهوته
=الحليب عوزه يتشرب كله
طالعته ملاك بنظرات بريئة و هي ترمش عدة مرات محاولة للتأثير عليه لتهتف بطفولية و عبوس محببة على قلب زياد
=بس أنا مش بحبه دا ظلم
إبتسم زياد بعشق على طفوليتها و عبوسها الذي يعشقه ليهتف بحدة مصطنعة
=قلت يتشرب فورا من غير نقاش
إرتعبت ملاك من حدته فحملت الكأس بخوف حقيقي و شربته دفعة واحدة و قالت بعد أن شربته كله
=أنا خلصت
ليقترب منها بكل هدوء و يطبع قبلة على وجنتها
=شطورة يا ملاكي
لتشتعل خجلا من فعلته فهو أصبح لا يخجل بالتعبير عن حبه لها أمام والدته أو أي أحد
كان زياد يطالع ملاك بعشق كبير اما هي تنظر إلى صنحها و تأكل بهدوء و وجهها يكاد ينفجر خجلا من نظراته قطع تأمله في صغيرته صوت والدته و هي تقول
=حتروحي الدكتور إمتى يا ملاك
ليهتف زياد بغيرة و هوس
=دكتورة يا أمي دكتووورة
ليأخذ نفس ثم يكمل
=و أيوة حنروح كمان شوية
ردفت هاجر بتساؤل
=حتخدها المستشفى بتعنا
ليومئ لها زياد ثم يوجه كلامه لملاك بحب و هو ينهض من مقعده
=يلا يا ملاكي عشان تجهزي
نهضت ملاك من مقعدها هيا الأخرى و قبل أن تسير خطوة كان زياد قد حملها بين ذراعيه لتشهق هي من الخجل فتدفن وجهها في صدره
=مش قلنا مفيش تطلع الدرج لوحدك و انا لحشيلك
ليكمل بمرح و هو يغمز لها
=و لا وحشك عقاب زمان
لتشهق من الخجل تهتف بإعتراض
=ه هو أنا أصل يعني ع عملك ايه
قهقه عاليا و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه
=لا طبعا يا حبيبتي أنتي هلاك أ أصدي ملاك
طالعته هي بغيض و عبوس طفولي محبب لقبه ليهتف هو بحب
=خلاص يا قلبي فكي التكشيرة دي يا طفلتي
ملاك بذهول
=طفلتك
دفع زياد باب الجناح بقدمه قائلا بعشق أكبر
=أيوه طفلتي و مراتي و حبيبتي و ملاكي و بنتي الأولى و عشق كل حياتي يا أحلى حاجة حصلتلي أجمل هدية
طالعته ملاك بحب
=أنا بحبك أوي يا زياد
قبل زياد رأسها بحب و هو يضعها على المقعد داخل غرفة الملابس
=و أنا بعشقك يا روح قلب زياد
ثم اتجه لدولاب يخرج لها جلبابها و نقابها لترتديه حتى يذهبو لموعدهم مع الطبيب أوبس أصدي الطبيبة (دا زياد لو سمعني حينفخني )
____________★_______________★_____________★
في المساء
فيلا ماجد (داخل للمكتب )
يجلس ماجد و هو يستند على ظهر مقعده و هو يحمل تلك الصورة يطالعها بهيام قائلا
=اااااااااه أنت عملتي فيا ايه دا في حد في الدنيا بيعشق من مجرد صورة بس
ثم يغمض عينيه يتذكر أول يوم رأى فيها الصورة
فلااااااااااش باااااااااااااك
بعد وفاة سلمى بأسبوع
كان ماجد يجلس في شقة مرام ينتظرها فقد ذهبت إلى قصر الدمنهوري لتقديم واجب العزاء بحجة انها كانت مسافرة و لم تسمع بالحادثة دقائق و دخلت مرام بتعب
ماجد بلهفة فهو حقا يريد رأية تلك الفتاة الذي جعلت زياد الدمنهوري يقع في حبها بهذه السرعه
=ها جبتي الصورة
مرام بثقة
=أيوة طبعا دانا تعبت كثير أوي و انا عقبال ما قدرت أصورها بالموبايل من غير متحس
مطالعها ماجد بعدم إهتمام الصورة يا مرام
ثم أكمل ببعض الحدة
=و بعدين أنا قلتلك صوريها و بعثيها فورا إتأخرتي ليييه
مرام بحقد على لهفته
=معلش أصل قلت آجي أورهالك بنفسي
ثم مدت له بهاتفها الذكي ليصدم من تلك الملاك التي يراها ذالك الشعر الناري الجميل و أعين الصافية و ذلك النمش المنثور اااااه من تلك الشفاه جعلتني أرغب بشدة في تذوقها
أحس ماجد بشعور غريب لأول مرة فقلبه ينبض بسرعة كبيرة يقسم أن مرام تكاد تسمع دقاته هل هاذا هو الحب من أول نظرة و لكن كيف انها مجرد صورة نعم صورة فعلت بقلبه الأقاويل ماذا اذن لو انها تقف أمامه حمد ربه في سره أن خطة التي شارك فيها لقتلها لم تنجح و انها لا تزال على قيد الحياة
طالعت مرام شرودة و هيامه الواضح في الصورة فإشتعت حقدا هي حقا جميلة و لكن ليس لدرجة أن يقع في حبها من مجرد صورة لتهتف بغل
=أنت مبرق كده ليه دي عادية جدا على فكرة بنت حواري ولات........
قاطعها ماجد بحدة
=إخرصي منها هنا و رايح ملكيش دعوة بيها أبدا مفهوم
ليتابع بتحذير
=إوعي تعملي حاجة فيها سعتها عمرك قصدها
ثم أخرج هاتفه و قام بارسال الصورة لنفسه و حذفها من هاتفها ثم ألقاه على الكنبة بإهمال و غادر الشقة تاركا اياها تغلي من الغضب
باااااااااااااك
عاد من شروده و هو يبتسم إبتسامة بلهاء مردفا داخل نفسه
=مش حسبهالك يا زياد ملاك دي تخصني أنا و لوحدي
___________★___________★_________★_______★
في منزل محمد والد ملاك
كان محمد يدخل من باب الشقة التي و جدها هادئة فتوجه لغرفة ماريا فهو يعرف أنه سيجد كوثر مع إبنتها
داخل الغرفة
ماريا بعصبية
=يعني ايه نأجل أنا مش متحملة تأجيل لازم ترجع هنا و هي مكسورة ترجع خدامة عندنا زي ماكانت
كوثر ببعض التوتر
=أسكتي لييجي و يسمعك و تفضحينا
لتهتف ماريا بسخرية
=ما يسمع يعني هي فرقت معاه مكان شايف هدمها القديمة و المتقطعة دا حتى شفني كذا مرا و انا بذلها عمرو يعني ما عملها و قال كلمة حييجي دلوقتي و ينطق
كوثر و قد صدقت كلام إبنتها
=معاكي حق دا كان هو ليضربها و يجلدها بإيدو كمان و بصراحة معاكي حق مش لازم نأجل حاجة خالص حنخليها خدامة عندنا تطبخ و تنفخ و تنظف و هي مذلولة زي زمان
و هنا دخل محمد الغرفة مثل الرعد بعدما فتح الباب بقوة غاضبة كاد ينخلع ليهتف
=أنتو معاكو حق أنا فعلا مش فارق معايا
لتبتسم ماريا و معها تلك الأفعى ثواني و شحبت وجوههم عندما أكمل
=بس مش ملاك أنتو
ثواني و إنهال على كوثر بالضرب المبرح بينما ماريا تحاول تخليصها و لاكن بلا جدوى دقائق طويلة مرت و محمد يضرب كوثر بقسوة ليهتف بصوت عالي
=دا و لا حاجة فلي خلتيني أعملو في بنتي و حتى أنا سبب في كل لحصلها كلو بسببك إنتي خليتيني شخص طماع معندوش لا قلب و لا عقل حولتيني للعبة فإيدك بس كفاية لحد دلوقتي أنتي طالق يا كوثر طالق بالثلاثة أنا خارج نص ساعة و راجع ملقكيش هنا لا أنت و لا بنتك خدو حجيتجو و امشو
ليكمل بقسوة
=أنت أحمدي ربنا أني حخليكي تخدي حاجتك لكنت بحرمها من بنتي و بديهالك
ثم غادر محمد الشقة تحت أصوات كوثر و ماريا اللتان تتوسلان إليه طالبتان المغفرة عكس الحقد و الغل الذي زاد داخلهما إتحاه تلك المسكينه
___________★____________★________________★
في مستشفى الدمنهوري
يدخل زياد المستشفى بكل وقار لا يليق إلا به و هو يحضن ملاكه من خصرها بحماية لتهرول إحدى الطبيبات و هي التي ستتابع ملاك فهي كانت تجلس أمام المدخل في إنتظاره فكيف لا و هو ذلك الملياردير الوسيم الذي تركه النساء تحت قدميه
إتجهت ناحيته بدلع و هي ترتدي تلك التنورة القصيرة جدا و القميص أبيض أزراره العلوية مفتوحه يتبين جزء من صدرها المنتفخ و تضع على مجهها مكياج صارخ و مأزرها الأبيض المفتوح لتقول بدلع و نعومة
=أهلا زياد باشا تفضل حضرتك من هنا
و تجاهلت ملاك تماما و كأنها غير موجودة
بينما ملاك طالعتها بغيرة شديدة و قد إشتعلت عيناها و هي تراها بتلك الثياب الشبه العارية و مكياجها الصارخ و تبدة في بداية الثلاثينات و هي تكاد تأكل زياد بنظراتها
أخرجها من شرودها صوت زياد
=يالا يا حبيبتي
دقائق مرت و كان زياد يدخل غرفة الفحص و معه ملاكه
أغلقت تلك الطبيبة الباب تهتف بغرور
=ممكن تشيلي البتاع دي مافيش حد غيرنا
طالعها زياد بنظرات مشتعلة التي لو كانت تحرق لإحترقت بها توترت هي من نظراته بينما رفعت ملاك النقاب عن وجهها لتصدم تلك الطبيبة من كتلة الجمال الواقفة أمامها فهي لم تتوقع كل هاذا الجمال لتزيد غيرتها أكثر تتحدث من بين أسنانها
=إتفضلي إتمددي على الشازلونج(آسفة معفتش أقولها الزاي أصل الكلمة هربت مني) و كشفيلي على بطنك
لتستلقي ملاك و يقوم زياد بمساعدتها لكتشف عن بطنها بكل رقة و حب تحت نظرات الطبيبة المشتعلة من الغيرة ثم تقوم بوضع سائل على بطنها ثم تقرب منها جهاز الإيكو (على ما اعتقد دا اسمو و لو غلط أعذروني) تبدأ بتمريره على بطنها ثواني و بدأو بسمع ضربات قلب الجنين لتدمع عيون ملاك من الفرح بينما زياد مسك يدها بقوة و طبع قبلة طويلة على جبهتها هاتفا
=مبروووك عليييينا يا ملاكي
لتبتسم له بود بينما تلك الطبيبة تكاد تنفجر من الغيرة فتلك الصغيرة سكنت قلب ذلك الثري الذي تتمنى جميع للنساء نظرة واحدة منه لتضع منديل ورقي على بطن ملاك بعنف من أجل ان تمسح بقية السائل لتتؤوه ملاك فحقا قد انتهت و بشده
ليصرخ زياد بها بشدة بعدما رأى ألم صغيرته
=مش تخدييي باااالك شويييية
إرتجفك تلك الطبيبة المتعجرفة من صراح هاذا الثائر لتقول بتلعثم
=أ أنا أ أسفة و والله
لتتجه بسرعة تجلس على مكتبها تدون بعض الأدوية ثم تمد لها لزياد و تقول بمهنية و عيناها مسلطة على تلك الايام يحتضنها زياد
=الأدوية دي تتاخذ في مقعدها و ياريت بلاش إجهاد و تاخد من أكلها كويس و كمان بلاش يحصل بنكوم حاجة الفترة دي لحتى يثبت الحمل
طالعها زياد بغضب من كلامها كيف له الإبتعاد عن صغيرته و أن لا يلمسها أبدا ليقول على مضض و هو يمسك تلك الورقة
=تمام
و غادرة و هو يحتضن ملاكه بينما تطالعهم هي بغيرة دقائق و وصل زياد على مدخل المستشفى ليجد آسر ينتظره ليقول بجدية
=الدكتورة تترفد فورا و تشتغلش في أي مستشفى مرة ثانية
أومئ له آسر بإحترام ليسر زياد نحو سيارته يستقلها بعدما أدخل ملاكه و ربط لها حزام الامان في المقعد المجاور له كاد زياد يشغل السيارة لتقول ملاك
=زياد حرام لإنت عملتو دا كنت إكتفيت ترفدها بس انها متشتغلش أبدا فده صعب أوي
إقترب زياد منها و رفع النقاب عنها (ملاحظة زجاج السيارة أسود من برة يعني لبرا ميشفش لجوا العربية)
و لثم يدها بقبلة رقيقة على طيبة قلبها التي لم تتخلى عنها مهما حصل
=ماعليش بالك يا حبيبتي
ثم وضع يده في جيب بذلته يخرج علبة قطيفة صغيرة طالعتها ملاك بفضول ليفتحها فتشهق ملاك و هي تشاهد خاتم ألماسي يشبه الوردة رائع الجمال
ليقول بعدم تصديق
=د دا ع عشاني أنا
ليضحك زياد عليها هاتفا
=لا ليا طبعا ليكي يا قلبي
ليلبسه إياها ثم يلثم يدها برقة لتردف هي
=بس دا باين عليه غالي أوي يا زياد
إبتسم زياد لها بعشق
=مفيش حاجة تغلى على ملاكي مش عاوز أسمعك بتقولي كدا تاني أنا و فلوسي و حياتي كلها ليكي و عشانك أنت بس
إقترب ملاك منه بجرأة و طبعت قبلة رقيقة على وجنته
=بحبك
ليقول هو بعشق أكبر
=و أنا بموت فيكي يا قلب زياد
ثم إنطلق بسيارته متجه نحو قصره و هو في قمة سعادته فحبيبته و ملاكه معه و قريبا صيصبح أبا و ليس مجرد أب بل أب لطفل هو قطعة منهما عشقة و ملاكه التي أحيت قلبه و أزاحت قسوته بطيبتها و رقتها و خجلها