اخر الروايات

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل الرابع عشر 14

رواية بين طيات الماضي سليم ومليكة الفصل الرابع عشر 14



في غرفة خيرية
تطلعت خيرية الي مليكة بحب ومودة وتابعت بدهشة بعدما برقت عيناها بإستنكار محبب
خيرية بحبور : إنتِ لساتك واجفة يا بنيتي أجعدي عاد
إبتسمت لسليم وتابعت مازحة
خيرية: جول لمرتك تجعد يا سليم إحنا مبنعذبوش حد
همت مليكة بالجلوس علي كرسي في أحد أركان الغرفة فأشارت لها خيرية بالجلوس جوارها
خيرية بحب : تعالي يا حبيبتي هنيه چاري
نهضت مليكة وسارت إليها في هدوء شديد
إبتسمت خيرية وتابعت بحب للمختبئ في أحضان تلك الفتاة
خيرية : لافيني الغالي ود الغالي
وضعته بين ذراعي خيرية التي ظلت تعوذه من أعين الحاسدين
خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله كيف البدر المنور في ليلة تمامه كيف أمه تمام
أشارت خيرية لمليكة بالجلوس جوارها علي الفراش
أخذت خيرية تربت علي يدها في حنو بالغ وهي ترحب بها بحرارة.....كادت مليكة تبكي من فرط توترها ورقة كلمات هذه السيدة
أردفت باسمة بإعتذار
خيرية: أنا عاوزاكي اليومين الچايين متضايجيش من أيتها حاچة إني عارفة إن لسان عبير بتي عاوز حشه وإنها بترمي قوالح طوب من خشمها بس هي طيبة وهتحبيها كَمان بس في الأول بس لحد ما يتعودوا عليكي وعلي وچودك بيناتهم....أعذريهم يا بنيتي سليم اللي غلطان عاد كان المفروض جالنا جبلها بس خير اللي حوصل حوصل
أومات مليكة برأسها في هدوء موافقة لكلمات خيرية التي تعلم صحتها وبشدة
نظرت خيرية لأعين مليكة بنظرة لم تفهمها الأخيرة بالمرة وتمتمت بصوت عميق
خيرية: عينك يا بنيتي مش غريبة عني واصل
سرت رجفة خفيفة في جسد مليكة لتلك النبرة الحنونة التي تتحدث بها تلك السيدة طيبة القلب
ولم تعلق
أخذوا يتسامرون ويتضاحكون قليلاً في عدة مواضيع
وبعد ساعة ......ربتت خيرية علي يد حفيدها بحب وطلبت منه في حبور أن ياخذ زوجته ويصعدا لفرفتهما فقد كان طريقهما شاق ومرهق للغاية
وبالفعل صعدا سليم وملكية الي الغرفة
وضعت مليكة مراد النائم علي الفراش ونظرت لسليم فوجدته قد خلع جاكيت بدلته وألقاه علي الاريكة
برقت عيناها وهي تسأله في هلع
مليكة : هو إنت بتعمل إيه
تمتم بإرهاق
سليم : زي ما إنتِ شايفة بغير هدومي
أجفلت لما يقوله وتابعت بتوتر
مليكة: أيوة منا شايفة قصدي يعني ماتغيرها في أوضتك
زم شفتيه وتابع بضيق
سليم : مهي دي أوضتي
إزدردت ريقها في إضطراب وتابعت تسأل في دهشة
مليكة : طيب وإحنا هننام فين
تمتم بحدة ضاغطاً علي كل أحرفه
سليم: هنا برضوا
برقت عيناها هلعاً و صاحت بدهشة
مليكة :إيه..... لا طبعاً
ترك ملابسه التي كان يحملها بيده بغضب علي الفراش وزفر بقوة متمتماً بحنق أجفلت هي علي أثره
سليم: مليكة إحنا مش في بيتنا يعني مش هينفع هنا أقولهم شوفولي أوضة تانيه علشان أنا ومراتي مبنامش في أوضة واحدة
تراقصت الكلمات علي شفتيها تلعثماً وهي تهم بالإعتراض
مليكة : بس
إستطرد حانقاً
سليم : مبسش يا مليكة نامي وإنتِ ساكتة أنا تعبان جداً وعاوز أنام
تمتمت بخفوت
مليكة: أنا هنام علي الكنبة خلاص
أمسك سليم ذراعها بقسوة وحدق في عيناها بغضب أرعبها
سليم: مليكة متعصينيش إنتِ هتنامي علي السرير ومعايا
ثم تابع بسخرية
ومتخافيش إنتِ لو أخر ست في الدنيا مش هاجي جمبك
سيطرت بصعوبة علي تلك الرجفة التي سرت في جسدها إثر نظراته الغاضبة التي أرعبتها حد الموت وتمتمت بعناد وغضب أيضاً
مليكة : وإنت لو أخر راجل في الدنيا يا سليم أنا مش عاوزاك
تركها بتقزز وهو يتابع بإزدراء ساخراً
سليم : كويس حاجة متفقين عليها
دلفت مليكة المرحاض وقررت أن تاخذ حماماً دافئاً عساه يهدئ أعصابها المتوترة وجسدها المشدود
وبعد وقت قصير خرجت من المرحاض بعد أن إرتدت ثوباً قصيراً أحضرته للنوم
أخذت تلعن نفسها كثيراً فهي إعتقدت أنها ستبيت في غرفة هي ومراد بعيداً عن سليم لهذا أحضرت ثياب عادية للنوم وعندما وصلت الي الفراش وجدت مراد يرقد في أحضان سليم فإبتسمت وزفرت بقوة
ااه كم يشبه ذلك العفريت الصغير
دلفت الي الفراش في هدوء كيلا تزعج نومهما
بعد وقت طويل إستيقظ سليم من نومه علي صوت بكاء خافت وشهقات مكتومة وبعض الهمهمات
في بادئ الامر إعتقد أنه مراد فإحتضنه وأخذ يربت علي ظهره في حنو بالغ ولكن لم يقل الصوت بل إزداد ففتح عينيه في صعوبة محاولاً نفض النوم بعيداً فوجد مراد هادئً للغاية وأن مليكة هي من تبكي
كانت نائمة في وضع الجنين كعادتها يغطي وجهها الكثير من الدموع .....تتناثر قطرات من العرق علي جبينها ووجنتها
تصرخ تارة بوالدها وتارة أخري بوالدتها وتارة بعاصم
مليكة بآلم : بابا.... لا بابا... متسبنيش
عاصم.... إستني... عاصم لا ....ماما....
شعر سليم بالغضب الشديد تري من هذا العاصم الذي تدعوه في أحلامها
أه علي حواء تلك ألا تخجل.....ترقد جوار زوجها وتحلم برجل أخر
زفر بعمق متمتم في غضب
اللعنة عليكي يا امرأة
أيقظها في غضب فنهضت فزعة من نومها وجدت سليم يطالعها بغضب وتكاد تقسم أن عيناه حمراوتين مثل الدم
سليم بغضب :كنتي بتحلمي بمين يا مليكة
أردفت بنَفْسٍ مثقلة وآلم ولا ضرار أيضاً من بعض الفزع من هيئته
مليكة : ببابا
نهض في غضب وجذبها من أعلي الفراش.... جاراً إياها خلفه الي حجرة الإستقبال الموجودة بالمندرة كيلا يوقظ مراد
تحدث بغضب وهو يضغط علي كل حرف يخرج من فمه.....
سليم: مليكة كنتي بتحلمي بمين
أردفت بألم
مليكة : سليم سيب إيدي
هتف بها بغضب هادر
سليم : أقسم بالله هقطعهالك حالا إذا ما نطقتيش كنتي بتحلمي بمين
تلعثمت الكلمات علي شفتيها خوفاً وأردفت بصدق
مليكة : والله كنت بحلم ببابا
جذبها سليم بعنف أكبر
سليم: متكدبيش يا مليكة إنتِ قولتي عاصم
حدقت به بدهشة وتابعت بتلقائية
مليكة : عاصم دا أخويا يا سليم
زاد سليم من الضغط علي ذراع مليكة وتابع بغضب
سليم: متعصبينيش يا مليكة أنا مش أهبل من إمتي وإنتِ عندك اخ اصلا
تألمت مليكة من قبضته بشدة ولكن ما آلمها اكثر هو نظرات الشك والإشمئزاز في عينيه إجتاح قلبها المسكين غصة ألم قاتلة أ فلا يكفيها ما تعيشه حتي تري كل ذلك الإشمئزاز والكره في عينيه
ولكن يبدوا أنكِ نسيتي طفلتي بأن الذي يفتّش عن أخطائك........لن يجد سواها
فامتلات عيناها بالدموع ولكنها تمتمت بثبات
مليكة: أنا مش بكدب يا سليم وانت لو مش حابب تصدق متصدقش بس عاصم دا يبقي اخويا وبعدين إنت إيه..... إنت إزاي فاكرني كدة
ضحك سليم بسخرية مريرة وتابع
سليم: أنا مش بتبلي عليكي يا مدام مليكة
يعني دا أكيد واحد من ضمن الرجالة الكتير اللي تعرفيهم واللي مكنتيش عارفة مين ابو مراد بسببهم..... يعني علاقتك الكتير دي أكيد صعب تنسيها يعني علشان إتعودتي عليها
صرخت به مليكة باآلم وحزن وهي تحدق فيه بتحدي يخبئ وراءه آلم قاتل..... كاد يفتك بها....بل وبه أيضاً !!!
مليكة: أنا بكرهك يا سليم يا غرباوي بكرهك
شعر بغصة تجتاح قلبه المسكين ولكنه تطلع إليها
بسخرية المتها ثم تركها وعاد مرة أخري الي فراشه يرقد جوار مراد صغيره العزيز
ظل ينظر إليه وهو يربت علي رلسه في هدوء
ثم زفر بقوة
سليم باسي: إنتَ الحسنة الوحيدة لمليكة يا مراد
أما مليكة فإنهارت مكانها وأخذت تبكي بشدة
فقد كانت تتألم حقا أ لا يكفيها إبتعاد والدها
وشقيقها ...........لا بل أيضا سليم يشك بها
هي من فعلت هذا بنفسها لو أخبرته الحقيقة منذ اللحظة الأولي لكانت حياتهما أفضل
تنهدت بعمق فهي تعرف جيداً أن حياتها كانت ستكون أسوء لأنه من المؤكد كان سيأخذ منها مراد
فعلي الأقل هي الأن بجانب تلك الذكري الوحيدة التي تبقت لها من عائلتها
قررت أن تنهض لأداء الصلاة عساها تجد عند الرحمن ما يريحها ففي رحمة الله أبواب مجنحة......تؤوي القلوب التي عانت وتؤوينا
وهي تصيح داعية في جزع أنت تعلم كم أُجاهد يا الله.....وحدك تعلم ما بي من صراعات أنهكَت روحي

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close