رواية كنت النجاة كاملة بقلم اسراء ابراهيم
كان ماشي سرحان بيفكر يجيب هدية إيه لخطيبته، لأنها طلبت منه هدية
ولكن مخدش باله من العربية اللي قربت منه ومخدش باله غير على آخر لحظة لكن كان فات الأوان وخبطته
الدنيا حواليه ضلمت سامع أصوات بس مش مركز للي بيقولوه وبعدها راح في عالم تاني
بعد ربع ساعة كانت المستشفى مقلوبة أهله موجودين واللي بيعيط واللي سرحان ومش عارفين حالته خطيرة ولا هيقوم ولا لأ؟
والدته بعياط: يا ترى يا بني هتقوم ولا لأ؟ يا رب استرها وقومه بالسلامة
سلفتها بحزن: اهدي يا أم زُهير، إن شاء الله هيبقى كويس ويرجع وسطنا تاني
كانت خطيبته قاعده حزينة على اللي حصل، طب كدا لو لو مات هتبقى خسرت فلوس وشخص زيه طموح وله مكانته
كل الأفكار دي كانت بتدور في أفكارها
وبنت عمه قاعدة بتعيط وبتدعي يبقى كويس، فهى دايما شايفاه بطل عيلتهم، الكل بيحبه وهو بيحب الكل وبيعاملهم باحترام وود
فات ساعتين وهما قاعدين في قلق منتظرين حد يطلع يطمنهم
بعدها خرج أحد الدكاترة، وجريوا عليه
قالت والدته بلهفة: طمني يا دكتور ابني عامل إيه؟ هو كويس وحصله إيه؟
الدكتور: اهدي يا حاجة، احنا عملنا اللي علينا، وربنا يقومه بالسلامة، بس للأسف هيبقى عنده إعاقة في دراعه، اللي هو اتعوج وهتفضل متنية، وكمان رجله اليمين كان الخبط فيها جامد والوقعة فمش فهيبقى عاجز عالمشي عليها
والدته بصدمة وكل الواقفين قالوا: إيه
الدكتور: احمدوا ربنا يا جماعة المهم إنه هيرجع وسطكوا، هو أي نعم الموضوع صعب وكمان هيأثر على نفسيته بس خليكوا معه دايما
وعنده كدامات بس هتخف مع الوقت وعملنا أشعة عالمخ بس مفيش حاجة الحمد لله، قدامه لبكرة لما يفوق
وسابهم الدكتور ومشي، أما والدته مش عارفه تزعل على إنه هيبقى عاجز ولا تفرح إنه لسه عايش وهيرجع وسطهم
كانت خطيبته واقفة بتفكر يا ترى لو كملت معه هيحصل إيه ولا هتعيش معه إزاي وحياتها معه إزاي دا هتعمله كل حاجة كمان وهتتعب أوي معه ومش هتقدر تتحمل مسؤوليته ولا شكلها قدام الناس إيه
يعني مالقيتش غير دا وتتجوزه، وبتفكر إنها تسيبه هو أصلا مفيش واحدة هترضى بيه
راحت عند والدته وقالت بحزن: ألف سلامة يا طنط عليه، أنا همشي عشان أهلي مايقلقوش عليا أنا يدوب جيت من الكلية على هنا على طول من غير ما أقول ليهم في البيت
وموبايلي خلص شحن ومش عارفه أتصل بيهم، فهروح وأبقى أجي بكرة لما يفوق
والدته: ماشي يا بنتي روحي
مشيت خطيبته وهى بتتنفس براحة أخيرًا خلصت من الموضوع، هتبقى تبعت دهبه مع حد وخلاص وتشوف حياتها بعيده
وصلت بيتها وعرفت أهلها باللي حصله فقالت والدتها بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله، طب هقول لأبوكي ونقوم نروح لهم يا هند
هند بسرعة: لا يا ماما احنا مابقاش لينا دعوة بالناس دي كل واحد يروح لحاله، أنا مش هكمل معه اللي زيه دا ينسى موضوع الجواز هيتجوز إزاي ولا يحضر فرح إزاي
وكمان مش هينفع يروح شغله هيبقى عاطل هيصرف على بيته إزاي بقى؟
وخلعت الدبلة من إيدها وقالت: خدي يا ماما حطيهم مع باقي الدهب وابعتوه لهم مع أي حد وكل شيء قسمة ونصيب
وبعدين مش هيقولوا حاجة على فكرة هيقدروا موقفي، وكمان أكيد هيعملوا كدا دا مش هيعرف يتحمل مسؤوليته عشان يتحمل مسؤولية غيره
كانت والدتها بتسمع كلامها بصدمة ماتوقعتش بنتها بتفكر بالطريقة الدنيئة دي
بقلم إسراء إبراهيم عبدالله
كأن تربيتها راحت عالأرض، دي حتى مافكرتش في نفسيته هتبقى عاملة إزاي، بدل ما تقف جنبه وتهون عليه الشدة دي تقوم تتخلى عنه بكل جحود كدا وتلف وشها وتمشي
والدتها: هو فعلا خسارة فيكي، انتِ تستاهلي واحد شبه تفكيرك، طب حطي نفسك مكانه لو أنتِ اللي حصل معك كدا كان موقفك إيه لو فكر زيك كدا؟ شعورك وقتها إيه؟ ليه ما بتعامليش الناس بالطريقة اللي أنتِ حابة الناس تعاملك زيها
امشي يا هند من وشي، وهنروح له إنما فكرة إنك تتخلي عنه دا مايهمناش اخص عليكي
مشيت هند من قدامها ومستغربة طريقة مامتها معقولة عايزاها تكمل مع واحد عاجز وبقى عنده إعاقة؟ طلعت ترتاح في أوضتها بعد لما سابت دبلتها مع مامتها
في اليوم التالي كان أهل زُهير منتظرين إنه يفوق عشان يدخلوا يشوفوه
دخل الدكتور عشان يكشف عليه ويشوف حالته
فضل نص ساعة وبعدين خرج وقال بابتسامة: النريض فاق ممكن تدخلوا تشوفوه بس محدش يقولوا اللي عنده بالظبط عشان نفسيته
هزوا رأسهم بسرعة بمعنى ماشي
الدكتور: تمام ادخلوا شوفوه
دخلوا عنده بسرعة كان فتح عيونه بس لسه بيستوعب هو فين وإيه اللي حصل؟
دخلت والدته ومرات عمه وبنت عمه وأهل هند اللي كانوا لسه واصلين لما كان الدكتور بيتكلم معهم
بص زُهير لهم وكان بيبص على رجله ودراعه الملفوفين وقال بتعب: إيه اللي حصل يا ماما؟
والدته بسرعة وهى ماسكة إيده السليمة: حادثة بسيطة يا حبيبي وكام يوم وهتخف
زُهير وهو بيفتكر فبص على كل الموجودين وقال: هند فين؟ هى زعلانة إني ماجبتش ليها الهدية صح؟
والدة هند باستغراب: هدية إيه؟