اخر الروايات

رواية الضرائر الثلاثه كامله بقلم سالي

رواية الضرائر الثلاثه كامله بقلم سالي 





يروى في كتاب من كتب القصص والحكايات التاريخية. انه في احدى القرى يوجد رجل اسمه طاغي جد ظالم يتميز بالسلطة والنفوذ والجشع .. إذ كان يهابه الجميع.. فبسبب ثرائه كان ينفذ له كل ما يأمر به حتى ولو على حساب كرامة الرجال وكم أطاح بأقدر واشرفهم نبلا في ذاك الوقت. وبما ان الله عادل فهو اخذ جزاءه على ايدي نسائه لم يجرؤ اقوى الرجال على مواجهته وحسابه على كل مافعله بغيره من ظلم انذاك.
تزوج طاغي ثلاث مرات رسميا امام عشيرته. اما بقيتهن وما اكثرهن لم يكن سوى لعبة بيده ... منهن من إغتصبهن ومنهن من لعب بعواطفهن ومنهن من اوهمهن انهن على زمته . ورغم انه كبير في السن نوعا ما إلا انه يختار الفتيات الصغيرات اليافعات. في مقتبل اعمارهن . فيمتص رحيق شبابهن وتوهجهن ليتخلص منهن بعد ذلك ذابلات يائسات. حتى بعضهن يقمن بالحمل منه ليقررن الإجهاض على الفور بعدها. واخريات يضعن مولودهن فلا يعترف بنسبه نحوهن.
وهكذا حتى تعب من لهو الدنيا قرر ان يستقر وينجب اولادا يكونوا على ذمته.. فاختار في البداية اولهن. .كانت فتاة حسناء رآها صدفة وهو مار بحقل من حقوله الكبيرة التي يمتلكها تعمل على جمع حبوب الذخن.. تعمد ان يقترب منها ويكلمها. ولكنه تلقى منها الرفض وعدم القبول به لانها كانت تسمع منه الكثير وخافت ان تنال حصة من اذاه ولكن خوفها لم يمنعه مما خشيت منه منذ البداية. حينها تطقس امرها وعن عائلتها من تكون.. فاكتشف ان تقريبا كل عائلتها فقيرة تعمل لديه في حقوله. وبهذا تأكد ان مراده سيتحقق في اقرب وقت .
ذات يوم أمر المسؤول عن العمال ان يجمع له بيانات عن والدها. فعلم انه مستدان ببعض من المال لديهم. ولم يسدده رغم فوات المدة المتفقة عليها.. فابتسم الطاغي بخبث. لانه يدرك ان صنارته لاتخيبه في صيده.
بعد ذلك على الفور إستدعى والد الفتاة. وطلب الزواج من إبنته مباشرة. ورغم محاولة رفض والد بيداء بدافع فارق السن الكبير مابينه وبين ابنته. إلا انه هدده بدفع المستحق عليه او يسجن دون تأخير... فما كان سوى على الرجل المسكين ان يمتثل إلى مطالبه ويمنحه ابنته مقابل إعفائه من سداد المبلغ . .وذاك الاتفاق كان عبارة عن مهر بيداء.
زفت بيداء للطاغي وهي تذرف دما من عيونها الخضراوين الزجاجية الجميلة. .كان العرس شبيه بالمأتم. فكل الحضور كان يهمس ان بيداء ضحية من ضحاياه. فالصورة لم تنطبق لكل من رآهما انهما عريسان سعيدين قريبان في الاعمار والافكار .بل كان الفرق بينهما شاسع. فما شتان مابين الملائكة و الشيطان حتى ينسجمان. .. ولكن الجميع اخرس. ينظر بشفقة واستنكار يضع لجام على فمه كي لايسمعه الطاغي وينتقم منه شر انتقام.
لم يدم اسبوعان على العروس ان تهنأ في عيشها مع زوجها الطاغي. .بل بدأ بتنفيذ شروره كما إعتاده عليه الجميع . وبدايتها هو نقض الإتفاق مابينه وبين والد البيداء إذ طلب منه ان يسدد ماعليه مهلة تقارب ثلاثين يوما . فانصدمت بدورها من تصرف زوجها الدنيء وهي التي ضحت بالزواج منه حتى لايسج والدها بالسجن. ... وبما انه لايوجد اوراق تثبت انه تنازل عن المبلغ المستدان عليه ليكون مهرا لها. فإنه استغل ذلك بمكر وخالف الاتفاق.
لم تستطع بيداء ان تقنع زوجها الطاغي بأن يحول عن قراره. ولكنه تشبت به اكثر حتى تنجب له طفلا. .وكان هذا هو شرطه الوحيد لكي يعدل عن الامر... فلم يكن لها حيلة إلا ان تدعوا ربها ان يضع في بطنها بذرة حتى تبعد الاذى عن والدها الذي تخاف عليه كثيرا ان يحدث له مكروها في السجن وهو عليل. ..
ولكن المعجزة لم تحدث ولم تحمل البيداء من الطاغي وقام بتنفيذ ماهدد به. ووضع الطاغي والد زوجته في السجن دون رحمة او شفقة وهو يعلم ان مرضه تفاقم .واصبح لايحتمل اي رطوبة او برودة كي لايتضاعف نوبة السعال التي تأتيه من الحين والاخر.
حكم على والد البيداء سنة كاملة مع تنفيذ الاشغال.. ولم يمضي منها سوى شهرين فقط حتى رحل عن الدنيا إثر ذبحة صدرية تاركا ابنته وعائلته تغرق حزنا عليه.. ومنذ ذاك اليوم الذي توفي فيه والد البيداء. اصبحت إنسانة ثانية. تحمل في صدرها كرها وحقدا ضغينا إتجاه زوجها لو وضعته على الجبل لهد من شدة ثقله.. .
حينها طلبت البيداء ان يطلقها زوجها. فما كان جوابه في المساء انه سيكون لها ماطلبت ..!


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close