رواية ثالث اكسيد القدر كامله بقلم هدي عبدالرحيم
المقدمة.
في صباح يوم جديد، مع شروق الشمس، وزقزقة العصافير، ونسمات الهواء المتطايرة، تنصب أشعة الشمس نصب عينها، فتفتح عينها بتعسر وهي عابسة الوجه من شدة الضوء، جاهدت حتى تمكنت من الإفاقة، نهضت جالسةً بعض الدقائق علي الفراش وهي تمسح بيدها وجهها وعيناها وقامت بارتداء الحذاء الصغير بجانب الفراش متجهه للشرفة ، فتحتها وقامت بتقريب الكرسي منها وهي تنظر الي السماء بحرص ، سمعت صوت نغمة معلنه على رسالة منه ابتسمت بعفوية فقد علمت أنها رسالة من "نوح" فتحت الجوال وهمت بقرأتها و ابتسامتها تتعالى.
_ صباح الخير وإنتِ كل الخير وكدة.
وعرفي إن قلبي مش هيقدر يستحمل أكتر من كدة.
عيونك الحلوة إلي شغلاني.
وصورتك إلي علي طول على بالي.
يا أجمل عيون شفتها عيوني.
وأبتسمتك إلي بتنسيني همومي.
يا أجمل حاجة بتحصل في يومي.
أول متصحي أتصلي بيا، مع تحياتي نوح.
ضحكت بصوت مرتفع وهي تتصل به قائلاً:
_ نوح أهدى شوية مش كدة أنا مش هستحمل كل ده.
أجاب عليها بالفصحى مغازلًا لها:
_ماذا أفعل إن لم أتغزلُ.
فقلبي لعيونك أصبح يعشقُ
ولساني بإسمك يترنمُ
وقلبي لوجودك يتفقدُ.
بينما هي تضحك من قلبها قائلة:
_ أخلص وقول عايز إي!
أجاب برجاء:
__ عايز حاجة صغيرة!
تفوهت بتسائل وهي تجلس علي الكرسي.
_ أتفضل قول أستاذ نوح!
قال وهو يرتب الكلام في عقله:
_متيجي نتهور ونشرب قهوة على البحر.
وأغزلك وقولك إن طعمها من غيرك مر.
قاطعت حديثه قبل أن ينطق كلمة أخره وهي تقول ومازالت ضحك.
_ خلاص، خلاص هلبس وهنزل أهو.
رد عليها بأبتسامة :
_ متتأخريش هه!
أرتدت سريعًا فستان طويل بنصف أكمام بالون الأبيض مليء بالورود الزهرية، وقامت برفع شعرها بطريقة عشوائية، ووضعت القليل من صبغات التجميل، أخذت الحقيبة ونزلت، اخذت سيارة أجرة توصلها.
وجدته جالس ينظر إلي البحر بهدوء.
جلست بجانبه وهو يتأملها بهدوء ويتفحص ملامح وجهها البريئة وهي تنظر له فماله لا ينطق ليس من عادته!
حتى أتى الرجل بكوبين من القهوة، ناولهم وذهب أخذ "نوح" رشفة من القهوة وهو ينظر إلى عينها قائلاً:
_ تعرفي إن القهوة شبه عيونك؟
والبحر شبه هدوئك؟
نظرت له بخجل وهي تنظر إلى البحر فأرادت أن تبدل الموضوع فقالت له.
_ مقولتليش بدأت تكتب شعر من أمتى !؟
رمقها وهو شاردًا في ذكريات ما...
الثاني من هنا
